الجمعة، 12 نوفمبر 2010

مما ورد في فضل صيام يوم عرفة .


مما ورد في فضل صيام يوم عرفة
~~~*~~~*~~~*~~~


قال‏ ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ‏ ‏وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏جَمِيعًا ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حَمَّادٍ ‏ ، ‏قَالَ ‏ ‏يَحْيَى ‏ ، أَخْبَرَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏غَيْلَانَ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ ‏ ، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي قَتَادَةَ ‏ :-

" رَجُلٌ أَتَى النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ كَيْفَ تَصُومُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَلَمَّا رَأَى ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏غَضَبَهُ قَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ‏ ‏وَبِمُحَمَّدٍ ‏ ‏نَبِيًّا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ فَجَعَلَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ فَقَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ قَالَ لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ أَوْ قَالَ لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ قَالَ كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا قَالَ وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ قَالَ كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا قَالَ ذَاكَ صَوْمُ ‏ ‏دَاوُدَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏قَالَ كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي ‏ ‏طُوِّقْتُ ذَلِكَ ‏ ‏ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ صِيَامُ يَوْمِ ‏ ‏عَرَفَةَ ‏ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ "


( أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الصيام / باب استحباب صيام
ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عرفة / حديث رقم 1976/ صحيح )

الخميس، 11 نوفمبر 2010

حول دفع قيمة الأضحية للجمعيات الخيرية .للشيخ العثيمين رحمه الله .


حول دفع قيمة الأضحية للجمعيات الخيرية
للشيخ العثيمين رحمه الله

واعلموا أن الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، لأنها شعيرة من شعائر الله، وليس المقصود منها مجرّد اللحم الذي يؤكل ويفرّق بل أهم مقصود فيها ما تتضمنه من تعظيم الله - عزَّ وجل - بالذبح له وذكْر اسمه عليها .

ولقد أصاب الناس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة من السنين أصابهم مجاعة وقت الأضحى ولم يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بترك الأضحية وصرف ثمنها إلى المحتاجين بل أقرَّهم على الأضاحي وقال لهم: مَنْ ضحَّى منكم فلا يُصبحنَّ بعد ثالثة في بيته شيء، فلمّا كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا في العام الماضي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلوا وأطعِموا وادخروا؛ فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها»(9) رواه البخاري ومسلم .

أيها الناس، إنني وجدت إعلانًا على شركة الراجحي لِمَن أراد أن يضحّي أن يدفع قيمتها ويضحّى، وإني أقول لكم: لا تفعلوا ذلك، ضحّوا في بلادكم؛ فإن الأضحية في البلد أفضل، وكون الإنسان يتولاها بنفسه أفضل إذا كان يحسن الذبح وإلا وَكِّلْ مَن يذبحها وحضرها؛ فإن ذلك أفضل وأطيب وأقوم لشعائر الله، وما أصابكم من الجهد والعناء والتوزيع فإن ذلك كلّه أجر لكم، وأنتم - أيها المسلمون - لا تظنّوا أن المقصود بالأضاحي هو اللحم، إنّما هي عبادة عظيمة مقرونة في كتاب الله بالصلاة ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162] .

إن هذا المبدأ؛ أعني: مبدأ إعطاء الدراهم لِمَن يضحي ولا يُدرى كيف يضحي، إن هذا المبدأ أخشى أن يكون مبدأً سيئ العاقبة، أخشى أن يكون ذلك وسيلة إلى ترك الأضاحي في البلدان فتصبح البلدان قفْرًا من هذه الشعيرة العظيمة؛ لذلك أنا أحثّكم حثًّا بالغًا ألا تعطوا أحدًا يذبح ضحاياكم لا الراجحي ولا غيره، ضحّوا أنتم بأنفسكم في بيوتكم يشاهدها أولادكم، يشاهدون شعيرة الله تُقام في هذا اليوم العظيم يوم النحر، يوم الحج الأكبر، لا تحرموا أنفسكم أيها الإخوة، واللهِ إنكم ستموتون وسيتمنّى الواحد منكم أن يكون له مثقال ذرة في حسناته، لا تحرموا أنفسكم الخير، لا تتكاسلوا، لا تتهاونوا، ضحّوا أنتم بأنفسكم أمام أولادكم وأهليكم حتى تقوم هذه الشعيرة العظيمة .

أما الهدي وإعطاء شركة الراجحي أو المعيصم أو غيرهما فإن هذا قد يكون له وجهة نظر؛ لأن الإنسان في مِنى إذا ذبح الأضحية تركها تأكلها النار أو تذهب هباءً، فإذا أُعطي هؤلاء فقد يكون ذلك أجدى وأنفع، أما الأضاحي فلا وجه لإعطائهم إطلاقًا .

فاتّقوا الله في أنفسكم، وأقيموا شعائر الله، وأرجو من إخوتي القائمين على شركة الراجحي أن يخلعوا هذا الإعلان من الباب، وألا يفتحوا هذا الباب أبدًا للناس بل يتركوا الناس يُقيمون شعائر الله في بلاد الله .

أيها المسلمون، لا تذبحوا ضحاياكم إلا بعد انتهاء صلاة العيد وخطبتيها الثنتين؛ فإن ذلك أفضل وأكمل اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يذبح أضحيته بعد الصلاة والخطبة، قال جندب بن سيفان البجلي رضي الله عنه: «صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم النحر ثم خطب ثم ذبح» (10) رواه البخاري، ولا يجزئ الذبح قبل تمام صلاة العيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله وليس من النسك في شيء» (11) وفي حديث آخر: «مَن ذبح قبل أن يصلي فلْيعد مكانها أخرى» (12).

منقول

موقع الشيخ العثيمين رحمه الله

~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~

(9) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [5143]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] رقم [3648]، من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنه .
(10)
أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] من حديث جندب رضي الله تعالى عنه، رقم [932] .
(11)
أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الجمعة] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [912]، وأخرجه في كتاب [الأضاحي] رقم [5119]، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، رقم [3627] .
(12)
أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب [الأضاحي] من حديث جندب بن سفيان اليحلي رضي الله تعالى عنه، رقم [5136]

الاثنين، 8 نوفمبر 2010

بيوتنا وعشر ذي الحجة .


بـيــوتنا وعشــر ذي الحـجــة

بين يدي السطور:
تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع..!
بشرى للبيوت..!
أقبلت العشر بكل خير.. تحمل البشرى للبيوت بموسم العام الأكبر.. وتنادي: هل من مشمر؟!
هل من مشمر لاستباق الخيرات، واغتنام النفحات؟!
وهل من مشمر للاستثمار التربوي.. ومضاعفة العمر؛ بالبث والحث على هذا الخير؟! إنها نفحات لا نظير لها لمن وفقه الله.. فتجاوز عبادته في نفسه؛ إلى تزكية أهل بيته وحثهم على مثل اجتهاده، وإعانتهم في ذلك. بل هي غنيمة باردة لمن ألهمه الله فوق ذلك؛ فكان وأهل بيته جميعاً ممن جمع الخيرين: الاجتهاد في العبادة، ودعوة غيرهم إلى مثل ذلك.

اتل واقصص..!
اتل على أهل بيتك من الآيات والحكمة والقصص ما يجعلهم يبتدرون العشر
قبل أن تتفلت أيامها، ويتسابقون في دعوة غيرهم؛ لمضاعفة أجورهم:
اتل قوله تعالى على زوجك وصغارك: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر/2،1)، واذكر لهم أن هذه العشر التي يقسم بها الله - جل في علاه - هي في قول أكثر المفسرين "عشر ذي الحجة"؛ لعظيم شرفها؛ فهي أفضل أيام العام؛ لاجتماع أعظم العبادات فيها. وكذا قوله جل وعلا: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} (الحج/28). قال جمهور العلماء بأن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، رضي الله عنهم.

واتل عليهم من السنة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ "،
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء
"
(رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما). (1)

واقصص من أحوال السلف ما يرفع هممهم، ومنها أن التابعي الجليل سعيد بن جبير – راوي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - كان يجتهد – في هذه العشر - اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدر عليه!!

رعاية يتم بها النفع..!
فإذا تمت الموعظة الطيبة المشوّقة.. تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع، طوال العشر؛ فإن النفوس بعد الموعظة تحتاج إلى تعاهد ومتابعة. ومن خير ما تذكرهم به عملياً – مع كونه شعيرة مباركة في هذه العشر – التكبير والتهليل، والجهر به؛ ونشر ذلك في البيت؛ فيكون إظهاراً للشعيرة وتذكيراً في الوقت نفسه باغتنام الأوقات في سائر أنواع العبادات من صلاة وصيام وصدقة وبر وصلة. فإذا كان من أهل البيت من تم بلوغه من البنين أو البنات؛ وتيسر لرب البيت السفر به للحج؛ فيا له من خير عظيم وفضل كبير لمن يسره الله له، لا يكاد يعادله فضل في هذه العشر. فإن لم يكن سفر للحج.. ففي أداء الأضحية وإظهار الشعائر وسائر العبادات متسع للتزكية والتربية؛ بالقدوة والمشاهدة والمشاركة.
منقول
موقع صيد الفوائد
(1) رواه أبو داود / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود / كتاب الصوم /باب في صوم العشر / حديث رقم 2438 / صحيح

خذوا جنتكم !


خــــذوا جــنـتـكم
~~~*~~~*~~~*~~~
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-

" خذوا جنتكم
قالوا :- يا رسول الله عدو حضر ؟
قال :- لا ولكن جنتكم من النار
قولوا :- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات "


(رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب /كتاب الذكر والدعاء /الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على / حديث رقم 1567 / حسن ).

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

صحة العقيدة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على سيد ولد آدم
صِحّةُ العقيدة سَبَبٌ لإدراكِ الحقِّ و استجابةِ الدُّعاء
~~~*~~~*~~~*~~~
صحّة الاعتقاد تُقوّي الإدراك و تصَحّحه ، فلذلك تجد أهل السنة
موافقين للحقِّ في الحلال و الحرام، وإدراكهم له، و إصابتهم للصّواب فيه أكثر ممّن بعُدَ عن السُّنة.
بمقدار البعد عن السّنة يضعف إدراك الحقّ في الحلال و الحرام و غيرهن و لذلك تجد من كان أعمى في العقيدة فهو في غيرها أعمى و أضلُّ سبيلاً، و أمّا الخطأ و الغلط الذي يحصل لبعض أئمّة السّنة في الحلال و الحرام، فهو من لوازم بَشريَّتِهِم و انتفاء العصمة عنهم.

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (10/4) :
[ فكلُّ من استقرأ أحوال العالم، وجد المسلمين أحدّ و أسدّ عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم و الأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة و الحديث، تجدهم متمعنين، وذلك لأن اعتقاد الحقّ الثابت يقوي الإدراك ويصحه، قال الله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ

وقال تعالى :
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا 66
وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا 67 وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا68 ﴾.
(سورة النساء).

وكذلك صحة الاعتقاد سبب لاستجابة الدعاء، فربما حُرِم المبتدعة
إجابة دعائهم في مواضع كثيرة بسبب سوء عقيدتهم.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (33/14) :
[ ولهذا قيل: إجابة الدعاء تكون عن صحة الاعتقاد وعن كمال
الطاعة لأنَّه عقب آية الدعاء بقوله :
﴿ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.
(سورة البقرة 186).

كما أن التوحيد سبب لقلة الفواحش، لذلك تجد المنكرات في بلاد
التوحيد قليلة، و في كثير من الأحوال مستترة، و على العكس من
ذلك تجد بلاد المبتدعة كالرّافضة تموج بالفواحش، وإن زعموا تطبيق
شريعتهم المبتدعة !.

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري (274/1):
[فإن البدع في الدين سبب الفواحش و غيرها من النكرات،
كما أن إخلاص الدين لله سبب التقوى، و فعل الحسنات،
قال تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَالبقرة 21 .
وقوله « لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ » متعلقٌ بقوله « اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ »
لعل التقوى تحصل لكم بعبادته ].

وقال أيضًا في اقتضاء الصراط المستقيم 121/1
طبعة الإفتاء السابعة
.
[ فقَلَّ من تجد في اعتقاده فسادًا إلا و هو يظهر في علمه ].
من أجل هذا كلّه و غيره، لا بد من الاعتناء بالعقيدة أولاً،
و هذا هو ما بُعِث به الرسل
﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ الأعراف 59 .

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :
« إن أفضل ما نعد..شهادة أن لا إله إلا الله ,
و أن محمدا رسول الله » 1 رواه مسلمٌ في صحيحه (95).

* هذا الباب منقول من كتاب [ دراسة نقدية لقاعدة المعذرة و التعاون ] تأليف الشيخ:حمَد بن ابراهيم العثمان .
(راجع الطبعة الأولى العلامة الشيخ صالح الفوزان
و قرضها العلامة الشيخ عبد المحسن العبّاد البدر).
هنا
_________
1 هنا
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - باب كَوْنِ الْإِسْلَامِ
يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ / رقم :121
~~~*~~~*~~~*~~~
منقول

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

قضاء حوائج المسلمسن .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين )
باب قضاء حوائج المسلمين
**********
قال الله تعالى : ( وَافْـعَـلـُوا الْخـَيـْرَ لَعَـلـَّكـُمْ تُفـْلـِحـُونَ) [الحج: 77] .
**********
1/244 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه ؛ كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة ؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ؛ ستره الله يوم القيامة )) متفق عليه (7) .
*********
2/245 وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسرٍ ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، ستره الله في الدنيا والآخرة.والله في عون العبد ما كان العبد في أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم(8).

الـشـرح
*******
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ :باب قضاء حوائج المسلمين .
الحوائج : ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره ، وأما الضروريات ؛ فهي ما يضطر إليه الإنسان ليدفع به ضرره ، ودفع الضرورات واجب ؛ فإنه يجب على الإنسان إذا رأى أخاه في ضرورة أن يدفع ضرورته؛ فإذا رآه في ضرورة إلى الطعام أو إلى الشراب أو إلى التدفئة ،أو إلى التبردة ؛ وجب عليه أن يقضي حاجته ، ووجب عليه أن يزيل ضرورته ويرفعها .
********
حتى إن أهل العلم يقولون : لو اضطر الإنسان إلى طعام في يد شخص أو إلى شرابه ، والشخص الذي بيده الطعام أو الشراب لم يضطر إليه ومنعه بعد طلبه ، ومات ، فإنه يضمنه ؛ لأنه فرط في إنقاذ أخيه من هلكة .
********
أما إذا كان الأمر حاجيّاً وليس ضرورياً ، فإن الأفضل أن تعين أخاك على حاجته ، وأن تيسرها له ما لم تكن الحاجة في مضرته ،فإن كانت الحاجة في مضرته فلا تعنه ؛ لأن الله يقول ؛ ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [المائدة: 2] .
********
فلو فرض أن شخصاً احتاج إلى شرب دخان ، وطلب منك أن تعينه بدفع القيمة له أو شرائه له أو ما أشبه ذلك ؛ فإنه لا يحل لك أن تعينه ولو كان محتاجاً ، حتى لو رأيته ضائقاً يريد أن يشرب الدخان فلا تعنه ؛ لقول الله تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) حتى لو كان أباك ؛ فإنك لا تعنه على هذا ، حتى لو غضب عليك إذا لم تأت به فليغضب ؛ لأنه غضب في غير موضع الغضب ؛ بل إنك إذا امتنعت من أن تأتي لأبيك بما يضره ؛ فإنك تكون بارّاً به ، ولا تكون عاقاً له ؛ لأن هذا هو الإحسان ؛ فأعظم الإحسان أن تمنع أباك مما يضره ،

قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) قالوا : يا رسول الله : كيف ننصره الظالم ؟ قال : (( تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه )) (9) .

********
وعلى هذا فقول المؤلف في باب قضاء حوائج المسلمين يريد بذلك الحوائج المباحة ، فإنه ينبغي لك أن تعين أخاك عليها ، فإن الله في عونك ما كنت في عون أخيك .

********
ثم ذكر المؤلف أحاديث مر الكلام عليها فلا حاجة إلى إعادتها ، إلا أن فيها بعض الجمل تحتاج إلى كلام ؛ منها قوله : (( من يسر على معسر ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة )) فإذا رأيت معسراً ، ويسرت عليه الأمر يسر الله عليك في الدنيا والآخرة ، مثل أن ترى شخصاً ليس بيده ما يشتري لأهله من طعام وشراب ، لكن ليس عنده ضرورة ، فأنت إذا يسرت عليه ؛ يسر الله عليك في الدنيا والآخرة .

********
ومن ذلك أيضاً إذا كنت تطلب شخصاً معسراً ؛ فإنه يجب عليك أن تيسر عليه وجوباً ؛ لقوله تعالى : ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة: 280] ،

وقد قال العلماء ـ رحمهم الله ـ : من كان له غريم معسر ؛ فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين ، أو أن يطالبه به ، أو أن يرفع أمره إلى الحاكم ؛ بل يجب عليه إنظاره .
*******
ويجد بعض الناس والعياذ بالله ممن لا يخافون الله ، ولا يرحمون عباد الله ، من يطالبون المعسرين ، ويضيقون عليهم ، ويرفعونهم إلى الجهة المسؤولة فيحبسون ويؤذون ويمنعون من أهلهم ومن ديارهم ، كل هذا بسبب الظلم ، وإن كان الواجب على القاضي إذا ثبت عنده إعسار الشخص ، فواجب عليه أن يرفع الظلم عنه ، وأن يقول لغرمائه : ليس لكم شيء .
********
ثم إن بعض الناس والعياذ بالله إذا كان لهم غريم معسر يحتال عليه بأن يداينه مرة أخرى بِرباً ، فيقول مثلاً : اشتر مني السلعة الفلانية بزيادة على ثمنها وأوفني ، أو يتفق مع شخص ثالث يقول : اذهب تديّن من فلان وأوفني ، وهكذا حتى يصبح هذا المسكين بين يدي هذين الظالمين كالكرة بين يدي الصبي يلعب بها والعياذ بالله .
*******
والحاصل إذا رأيتم شخصاً يطلب معسراً أن تبينوا له أنه آثم ، وأن ذلك حرام عليه ؛ وأنه يجب عليه إنظاره ؛ لقول الله تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة:280] ، وأنه إذا ضيق على أخيه المسلم ، فإنه يوشك أن يضيق الله عليه في الدنيا أو في الآخرة ، أو في الدنيا والآخرة معاً ، ويوشك أن يعجل له بالعقوبة ، ومن العقوبة أن يستمر في مطالبة هذا المعسر وهو معسر ؛ لأنه كلما طالبه ازداد إثماً .

*******
وعلى العكس من ذلك ؛ فإنه يوجد بعض الناس والعياذ بالله يماطلون بالحقوق التي عليهم ، مع قدرتهم على وفائهم ، فتجده يأتيه صاحب الحق فيقول : غداً، وإذا أتاه في غد قال : بعد غدٍ ؛ وهكذا ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( مَطْل الغنيِّ ظلم )) (10).

********
وإذا كان ظلماً ؛ فإن أي ساعة أو لحظة تمضي وهو قادر على وفاء دينه ؛ فإنه لا يزداد بها إلا إثماً ، نسأل الله لنا ولك السلامة والعافية .
********
الدال على الخير كفاعله .. جزاكم الله خيرا ..
شرح رياض الصالحين المجلد الثالث - للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
منقول
ملتقى قطرات العلم
*****************
(7) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب لا يظلم المسلم . . ، رقم ( 2442 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، رقم ( 2580 ) . (8) رواه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ، رقم ( 2699 ) . (9) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً ، رقم ( 2444 ) . (10) رواه البخاري ، كتاب الاستقراض ، مطل الغني ظلم ، رقم ( 2400 ) ، ومسلم كتاب المساقاة ، باب تحريم مطل الغني رقم ( 1564 ) .

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

أثر وقع حديث "حادثة الإفك" على محدّث!

قبل عشر سنوات من الزمن وفي مسجد "سارة بالبديعة "
..كان هناك شيخ جليل وعالم مبارك كتب له القبول الحسن والثناء العاطر من الناس...

هناك كان متصدر حلقة وحوله كوكبة من أهل العلم وطلابه يستمعون إليه ويصدرون عن قوله..ينظرون إليه بإجلال ويستمعون له بشغف.. قريء عليه من "زاد المعاد" طعن أهل الإفك في أم المؤمنين العفيفة الطاهرة،،وما كان من شأنها وحالها..وبكائها حتى قلص دمعها...وأنها كانت ترى من نفسها أنها أحقر من ينزل الوحي ببراءتها..فأنزل الله فيها عشر آيات من سورة النور تتلى في محاريب المسلمين في بيان براءتها وعفتها والوعيد في حق من قذفها..

فلم تتحمل ذلك نفس الشيخ فعلى نحيبه وأجهش بالبكاء وهو يردد
"تلك سنة الله في أوليائه"
"تلك سنة الله في أوليائه"

سقا الله تلك الأيام أيام دروس شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ووسع الله عليه قبراً هو ساكنه

في تلك الحلق في "الجامع الكبير في الديرة" وفي مسجد "سارة بالبديعة" تسمع فقه الكتاب والسنة وكلام أهل الحديث والملة...أنت بين حدثنا وأخبرنا وفقه كذا وتفسير ذاك وبيانه أنت بين (سم....وبركة)!


كتب التفسير والحديث والسنة والفقه والتوحيد والمصطلح تقرأ مع بركة في الوقت وسداد في القول على قلته!

حتى ليصدق فيه قول الحافظ الدارقطني في أبي القاسم بن منيع البغوي : " قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج". الأنساب للسمعاني (1 / 376). وهذا جلياً في دروسة وتعليقاته كما في تعليقه على فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله استفد علماً أو حسن سمت وأدب أو اجمع بينهما.. .وهذا الذي من أجله كان الماضين من طلاب العلم يحضرون من أجله مجلس الحديث! ففي سير أعلام النبلاء (11 / 316) " كان يجتمع في مجلس أحمد بن حنبل زهاء خمسة آلاف أو يزيدون نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت! "

أنت هناك بين ترنم الشيخ فهد الحمين رحمه الله في قراءته لإغاثة اللهفان لابن القيم، أو بين بهاء صوت الشيخ عبد العزيز بن قاسم وجماله في تلاوته للبخاري وزاد المعاد...

يتخللها مواقف مؤثرة حينما تسمع نحيبه وبكائه أو استرجاعه وترديده لقول الحق تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ"

فتحس بالرهبة وتغشاك السكينة وتخرج بغير ما دخلت به من قوة في إيمانك وزيادة في علمك..
وهناك يعلوك الخجل من نفسك وتعرف قدرها حينما تراه يتأنى في فتواه وفي قوله على الله بقوله
"المسألة محل بحث...محل نظر"
"فلان موجود...ابحث المسألة"
وفي هذا رسالة لكل متعالم متزبب قبل أن يحصرم وطائر قبل أن يريش!

استمع لمقطع من ذلك الدرس في حادثة الإفك وانظر وقع تلك الكلمات على مسمع من سمعها أو قرأها..

كـــتـبه
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤن الإسلامية
منقول
موقع صيد الفوائد