الجمعة، 10 ديسمبر 2010

ولو على ظهر قتب .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولو على ظَهْر قَـتَب


حينما تكون الحياة الزوجية روتينًا مُمِلاًّ ، فقُل على الحب السلام !
أما إذا كان كل طرف يلتمس رضا صاحبه ، فقد خيّم الحب وضرب أطنابه !

ومن هذا الباب جاء الحث على تلبية الرغبات الزوجية المتبادلة بين الطرفين ..
وإنّ مِـن حُـسن عِـشرة كل واحدٍ منهما لصاحبه أن يلبّـي رغباته الغريزية كما يُلَبِّي رغباته المادية والمعيشية ..
وأن يَفهم كل واحدٍ منهما رغبة الآخر وتَطَلّعه ، كما يلحْـظ رغباته الأخرى مِن مأكل ومشرب .
وربما كان التأخّر في تلبية أحد الطرفين رغبة صاحبه عدم الاحتساب ، أو الجهل بِمثل قوله عليه الصلاة والسلام : وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا . رواه مسلم .(1)

قال النووي : وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُبَاحَات تَصِير طَاعَات بِالنِّيَّاتِ الصَّادِقَات ، فَالْجِمَاع يَكُون عِبَادَة إِذَا نَوَى بِهِ قَضَاء حَقّ الزَّوْجَة وَمُعَاشَرَتَهَا بِالْمَعْرُوفِ الَّذِي أَمَرَ اللَّه تَعَالَى بِهِ ، أَوْ طَلَبَ وَلَدٍ صَالِحٍ ، أَوْ إِعْفَافَ نَفْسِهِ أَوْ إِعْفَاف الزَّوْجَة وَمَنْعَهُمَا جَمِيعًا مِنْ النَّظَر إِلَى حَرَام ، أَوْ الْفِكْر فِيهِ ، أَوْ الْهَمّ بِهِ ، أَوْ غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَقَاصِد الصَّالِحَة . اهـ .

وفي قوله عليه الصلاة والسلام : " وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " ما يدلّ على الإنسان يُؤجر في مثل هذا ، وإن كان من أخصّ حظوظ النفس .

ويتعيّن على المرأة إمتاع زوجها بالحلال ولو كانت في أصعب الظروف ! ولو لم يكن لها رغبة .
لِمَا في ذلك من حفظ الفروج وغضّ الأبصَار ، والاكتفاء بالحلال عن الحرام .
وتحتسب الأجر في ذلك .. وطلب رِضا الزوج .. إذ هو باب إلى الجنة ..
وفي الحديث : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمَرتُ المرأة أن تسجد لزوجها ، ولا تُؤَدِّي المرأة حقّ الله عز وجل عليها كله حتى تؤدى حقّ زوجها عليها كله ، حتى لو سألها نفسها وهى على ظَهر قَتب لأعطته إياه . رواه الإمام أحمد . (2)

قال ابن الأثير : القَتَب للجَمل كالإِكاف لغيره . ومعناه الحثُّ لهنّ على مُطاوعة أزواجِهن ، وأنه لا يَسعُهُنّ الامتناع في هذه الحال ، فكيف في غيرها ؟
وقيل : إن نسِاء العرب كُنَّ إذا أَردْن الولادة جلسْنَ على قَتَب ويقلن إنه أسْلسُ لخرُوج الولد ، فأُرِيدت تلك الحالة !
قال أبو عبيد : كُنَّا نرى أن المعنى : وهي تَسِير على ظَهْر البعير ، فجاء التفسير بغير ذلك . اهـ .

فإذا كانت لا تمتنع منه في حالٍ كهذه ، فكيف بِغيرها ؟
ومقتضى الأمر أن تُبادر إلى تلبية رغباته الشرعية ، سواء كان لها رغبة أم لم يكن لها رغبة في ذلك .
صحيح أن المعاشرة بين الزوجين تحتاج إلى تهيؤ النفس ، وإلى رغبة ومحبة ، وهذا أفضل ، إلاّ أنه في حال وُجود رغبة للزوج كان على الزوجة تلبية رغبته .

إن مِن النساء من تتشاغل عن زوجها بأعباء الحياة ، كَشُغل البيت ، أو بالأطفال ، أو بالهاتف وغيره ، في لحظة يرجو فيها الزوج أن يجد فيها علاقة حميمة ، وقُرْبًا وأُنْسًا ، وإمتاعًا ورغبة .. ولكنه قد يُفاجأ بالانشغال عنه ، أو بالتشاغل المقصود !

وفي صحيح السنة النبوية : إذا الرجل دعا زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور . رواه الترمذي والنسائي في الكبرى . (3)
حتى وإن كانت في صناعة طعام ، ولو أدّى ذلك إلى احتراق بعض الطعام ، أو تأخير كل الأعمال ..
وأعجب من ذلك أن المرأة لا تتشاغل بِحَقّ ربِّها من نوافل الطاعات عن حقّ زوجها ، ولذلك جاء النهي عن أن تصوم المرأة وزوجها حاضر إلاّ بإذنه .
قال عليه الصلاة والسلام : لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ . رواه البخاري ومسلم . (4)
وفي رواية في الصحيحين : لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ .

وعبّر بالبعل للإشعار بِسيادة الرجل على المرأة ..
قال الراغب : قال تعالى : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ) ولَمّا تُصور مِن الرجل الاستعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها ، كما قال تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ )، سُمّي باسمه كل مُسْتَعْلٍ على غيره . اهـ .


حدثني أحد كبار السن أن رَجلاً من أهل المزارع رغب في معاشرة زوجته ، فأرادت الانصراف عنه ، لتقوم بأعمال البيت ! فلم يكن لها من حِيلة إلاّ أن قالت : كأني اسمع صوت فلان ، وهي تعني : التاجر الذي يُطالب زوجها بالدَّين ! وهي تُريد بذلك إخافته ! لأن صاحب الدّين ذليل !
فانصرف عنها وقام يستقبل التاجر ، فلم يجده ، فعلِم أنها حيلة !
فلما زاره التاجر بعد أيام تأكّد منه أنه لم يأتِ إليه مُطلقا ! فَحَكَى له القصة على سبيل الطرفة ، فقال التاجر : لو كنت أعرف هذا الرجل لأعنته على الزواج من امرأة ثانية ! فأخبره الفلاّح أنه هو صاحب القصة ، فأعانه بِمال أعانه على الزواج .

وهذه لا شكّ أنها إحدى نتائج تشاغل المرأة عن زوجها .. هذا إذا كان يُراقب الله ويخاف عقابه ، أما من لم يكن كذلك فإن عواقب ذلك وخيمة ، من الوقوع في الحرام ، وترك الحلال .

ومن هنا جاء الإسلام بهذه الحلول الشرعية ، والحثّ على إشباع كل طرف لرغبات صاحبه .

قال محمد بن معن الغفاري : أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت : يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل ، وأنا أكره أن أشكوه ، وهو يعمل بطاعة الله عز وجل . فقال لها : نِعْم الزوج زوجك ، فجعلت تُكرر عليه القول ، وهو يكرر عليها الجواب ، فقال له كعب الأسدي : يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه ! فقال عمر : كما فهمت كلامها فأقض بينهما ، فقال كعب : عَلَيّ بزوجها ، فأُتِي به فقال له : إن امرأتك هذه تشكوك . قال : أفي طعام أم شراب ؟ قال : لا ، فقالت المرأة :
يا أيها القاضي الحكيم رشده *** ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زَهّده في مضجعي تعبده *** فأقضِ القضا كعب ولا تردده
نهاره وليله ما يرقده ** فلست في أمْـر النساء أحْمَـده
فقال زوجها :
زَهّدني في فرشها وفي الحجل *** إني امرؤ أذهلني ما قد نَـزل
في سورة النحل وفي السبع الطول *** وفي كتاب الله تخويف جلل
فقال كعب :
إن لها عليك حقا يا رجل *** نصيبها في أربع لمن عقل
فأعطها ذاك ودع عنك العلل .
ثم قال : إن الله عز وجل قد أحلّ لك من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فلك ثلاثة أيام ولياليهن تَعبد فيهن ربك . فقال عمر : والله ما أدري من أي أمْرَيك أعجب ؛ أمِن فهمك أمرهما أم من حكمك بينهما . اذهب فقد وليتك قضاء البصرة .

وسبق سؤال : ما بال أم الدرداء مُتبذّلـة ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4506

منقول / منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية

كتبه
الشيخ : عبدالرحمن بن عبدالله السحيم

(1) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الزكاة / بَاب بَيَانِ أَنَّ اسْمَ الصَّدَقَةِ يَقَعُ عَلَى .../ حديث رقم 1680 (2) رواه ابن حبان / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب /كتاب النكاح وما يتعلق به / الزوج في الوفاء بحق زوجته وحسن عشرتها / حديث رقم 1938 / صحيح.(3) تخريج السيوطي :تحقيق الألباني : انظر حديث رقم: 534 في صحيح الجامع : (صحيح).‌(4) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الزكاة / بَاب مَا أَنْفَقَ الْعَبْدُ مِنْ مَالِ مَوْلَاهُ/ حديث رقم 1710


وقفات ............الشتاء
وقفات مع ........الشتاء

وقفات ............الشتاء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


في هذه الأيّام يتردد على أسماعنا الحديث عن الشتاء، بل ونحسه ونستشعره استشعاراً، فنشتاق إلى لياليه، وننتظر أيامه. وقد نكون الآن ممّن يعيشه. ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعلَّ الله عز وجل يفتح لها القلوب:

الوقفة الأولى: تأمل وتفكر


إنّ أحسن ما اتفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمّة به دون شيء من مخلوقاته. وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه، ويبصره العباد، وما لا يبصرونه، تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها. لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما. وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته. ولو دخل عليه مفاجأة لأضنَّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، كما خرج الرجل من حمام مفرط الحرارة إلى مكان مفرط البرودة، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟!

الوقفة الثانية: آيات الله في الشتاء

1 - الصواعق: قال تعالى: {وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ} [الرعد:13].

2 - الرعد والبرق: عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله».
قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر». قالوا: صدقت.
[السلسلة الصحيحة للألباني:1872].
(1)

3 - المطر والبرد: قال تعالى: {أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ} [النور:43].

الوقفة الثالثة: شكوى

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتكت النّار إلى ربّها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها» [رواه البخاري ومسلم]. (2)

فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنّم بشدة البرد القارس في الدنيا، وإنّ ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه.
يقول أحد الزهاد: "ما رأيت الثلج يتساقط إلاّ تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر".

وقفة الرابعة: التوحيد في الشتاء

يكثر في هذه الأيّام من بعض المسلمين نسبة المطر إلى الأنواء (منازل القمر) وهذه النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - نسبة إيجاد: أي أنّها هي الفاعلة المُنزلة للمطر بنفسها دون الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية.
2 - نسبة سبب: أي أن يجعل هذه الأنواء سبباً مع اعتقاده أنّ الله هو الخالق الفاعل، وهذا شرك أصغر؛ لأنّ كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركاً أصغر.
3 - نسبة وقت: وهذه جائزة بأن يريد بقوله: مطرنا بنوء كذا، أي جاءنا المطر في هذا النوع أي في وقته، لهذا قال العلماء: "يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا". والأفضل من هذا أن يقول العبد كما جاء في الحديث: «مطرنا بفضل الله ورحمته». (3)


منقول
كتبه / زاهر بن محمد الشهري
يتبع .....إن شاء الله

وقفات ............الشتاء
(1) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب تفسير القرآن / حديث رقم 3117/صحيح(2) أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب مواقيت الصلاة / باب الإبراد بالظهر في شدة الحر / حديث رقم 507 .(3)
أخرجه أبو داود / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود/ كتاب الطب / باب في النجوم / حديث رقم 3906/صحيح
وقفات ............الشتاء

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد ؟


حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
؟

علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد
فإنَّ التهنئة تكون على أحوال:
إمَّا أن تكون بما يُسَرُّ به المسلم مما يطرأ عليه من الأمور المباحة بكل ما فيه تجدد نعمة أو دفع مصيبة، كالتهنئة بالنكاح، والتهنئة بالمولود الجديد، والتهنئة بالنجاح في عمل أو دراسة، أوما شابه ذلك من المناسبات التي لا ارتباط لها بزمان معين، فهذا من الأمور العادية التي لا حرج فيها ، ولعل صاحبها يؤجر عليها لإدخاله السرور على أخيه المسلم فالمباح -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((بالنية الحسنة يكون خيراً، وبالنية السيئة يكون شراً)) فهذا بين الإباحة والاستحباب.
وإمَّا أن تكون التهنئة في أزمان معينة كالأعياد والأعوام والأشهر والأيام، وهذا يحتاج إلى بيان وتفصيل، وتفصيله كما يلي :
- أمَّا الأعياد -عيد الأضحى وعيد الفطر- فهذا واضح لا إشكال فيه وهو ثابت عن جمع من الصحابة.
- وأمَّا الأعوام فكالتهنئة بالعام الهجري الجديد أو ما يسمى رأس السنة الهجرية.
- وأمَّا الأشهر فكالتهنئة بشهر رمضان، وهذا له أصل والخلاف فيه مشهور.
- وأمَّا الأيام فكالتهنئة بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أو بيوم الإسراء والمعراج وما شابه ذلك
والحكم فيه معروف وهو من البدع لارتباطه بمناسبات دينية مبتدعة.


وكل هذه التهاني ماعدا الأول منها لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا عن أحدٍ من السلف مع أن موجبها انعقد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضي الله عنهم ولم يوجد المانع ومع ذلك لم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه فعل ذلك بل قصروا التهنئة على العيدين فقط.


والتهنئة بالعام الجديد لم تكن معروفة عند السلف لكنْ لما شاعت في الأزمنة المتأخرة وسئل العلماء المعاصرون عنها اختلفوا على قولين:
الأول: الإباحة وأنها من العادات، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال: (( أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضاً، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية)) (لقاء الباب المفتوح).
وله رحمه الله كلامٌ آخر ضبط فيه المسألة فقال في ((اللقاء الشهري)): ((إن هنّأكَ أحد فَرُدَّ عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل: هنأك الله بخير و جعله عام خير و بركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) وقال في ((الضياء اللامع)) (ص702): ((ليس من السنة أن نُحدث عيداً لدخولالسنة الهجرية أو نعتاد التهاني ببلوغه)).انتهى
وقد نقل بعضهم في إباحة هذا الفعل كلاماً غير محرر للقمولي والسيوطي من متأخري الشافعية، و لأبي الحسن المقدسي من الحنابلة، أعرض عن ذكره خشية الإطالة.

الثاني: القول بالمنع مطلقاً، وهو الراجح، وممن قال به الشيخ صالح الفوزان حيث سئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد فأجاب: ((لا نعرف لهذا أصلاً، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد و تهاني، و إنما جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعل عمر رضي الله عنه لما توسعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، احتاج إلى أنه يضع تأريخاً تعرف به الرسائل و كتابتها، استشار الصحابة،فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجري، وعدلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنه كان موجوداً في وقتهم، و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة و يتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع .

سؤال: إذا قال لي شخص : كل عام و أنتم بخير، فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه الأيام ؟
جواب: لا، ليست بمشروعة و لا يجوز هذا)) أ.هـ
انظر: ((الإجابات المهمة في المشاكل الملمة)) (ص229)

والناظر إلى هذه المسألة يجد أن القول بالمنع يتأيد بعدة وجوه فمن ذلك:

1- أنها تهنئة بيوم معين في السنة يعود كل عام فالتهنئة به تُلحقه بالأعياد ، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى ، فتُمنع التهنئة من هذه الجهة.
2- ومنها أن فيها تشبهاً باليهود والنصارى وقد أُمرنا بمخالفتهم، أما اليهود فيهنئون بعضهم برأس السنة العبرية والتي تبدأ بشهر تشري وهو أول الشهور عند اليهود ويحرم العمل فيه كما يحرم يوم السبت، وأما النصارى فيهنئ بعضهم البعض برأس السنة الميلادية.
3- أن فيها تشبهاً بالمجوس ومشركي العرب، أما المجوس فيهنئون بعضهم في عيد النيروز وهو أول أيام السنة عندهم ومعنى (نيروز): اليوم الجديد، وأما العرب في الجاهلية فقد كانوا يهنئون ملوكهم في اليوم الأول من محرم كما ذكر ذلك القزويني في كتابه: ((عجائب المخلوقات)).
وانظر لذلك كتاب: ((الأعياد وأثرها على المسلمين)) للدكتور سليمان السحيمي.

4- ومنها أن جواز التهنئة بأول العام الهجري الجديد يفتح الباب على مصراعيه للتهنئة بأول العام الدراسي وبيوم الاستقلال وباليوم الوطني وما شابه ذلك، مما لا يقول به بعض من أجاز التهنئة بأول العام، بل إن جواز التهنئة بهذه أولى حيث لم يكن موجبها منعقداً في زمن الصحابة رضي الله عنهم بخلاف رأس السنة.
5- ومنها أن القول بجواز التهنئة يفضي إلى التوسع فيها فتكثر رسائل الجوال وبطاقات المعايدة -وإن سموها بطاقات تهنئة- وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وربما صاحب ذلك زيارات للتهنئة واحتفالات وعطل رسمية كما هو حاصل في بعض الدول، وليس لمن أجاز التهنئة بأول العام الهجري الجديد وعدَّها من العادات حجة في منع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات، فسدُّ هذا الباب أولى.
6- ومنها أن التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلاً، إذ الأصل في معنى التهنئة تجدد نعمة أو دفع نقمة، فأي نعمة حصلت بانتهاء عام هجري؟ والأولى هو الاعتبار بذهاب الأعمار ونقص الآجال.
وعليه فالقول بالمنع أولى وأحرى، وإن بدأك أحدٌ بالتهنئة فالأولى نُصحه وتعليمه
لأن رد التهنئة فيه نوع إقرار له، وقياسها على التحية قياس مع الفارق!


والله أعلم

منقول
موقع الدرر السنية

إن في القلب لشعث .



قال ابن قيم الجوزية

رحمه الله تعالى:

( في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه ، وفيه نيران حسرات لايطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا ).

مدارج السالكين (2/333)

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

أغرب حالة وفاة !




أغرب حالة وفاة
ونعوذ بالله من موت الفجأة


الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فبينما كنت أتنقل بين مواقعي المفضلة على الشبكة العنكبوتية لمحت عنواناً، يبدو عادياً، وليس من نوعية الأخبار التي تستوقفني، لكن لا أعرف لماذا توقفت عنده وقررت أن أضغط عليه لأقرأ باقي الخبر.

عنوان الخبر: أغرب حالة وفاة في مطار القاهرة.

فلما فتحت العنوان وقرأت، تفاصيل الخبر، انخلع قلبي من تفاصيل الحكاية، وتذكرت الحقيقة التي لا أعرف كيف أنساها وينساها الناس.

يقول الخبر المنشور على موقع شبكة محيط:

حدثت حالة وفاة غريبة بمطار القاهرة، حيث كان ركاب الطائرة السعودية المتجهة إلى جدة الجمعة قد فوجئوا أثناء إنهاء إجراءات سفرهم ببكاء مستمر لطفلة تبلغ من العمر 6 شهور تحتضنها والدتها، وبالوقوف على الأمر تبين أن الأم في حالة إغماء ولا تتحرك، فتم على الفور استدعاء طبيب الحجر الصحي بالمطار الذي أكد وفاتها بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.

وقد قامت السلطات الأمنية بالمطار بالاتصال بأهل المتوفاة التي تدعى هدى محمد "28 سنة" عن طريق رقم الهاتف المدون على تذكرة سفرها، وكانت المفاجأة أن الرقم يخص شقيقها الذي كان في وداعها بالمطار منذ لحظات والذي عاد إلى المطار وهو غير مصدق لما حدث، حيث تم تسليم الطفلة إليه، في حين تم نقل جثمان الأم إلى مستشفى هليوبوليس تمهيدا لتسليمها إلى ذويها لدفنها ببلدتها.

يالله،،، اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة الذي هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: موت الفجأة أخذة آسف، يالله،،، كأني بهذه المسكينة وقد وقفت في الصباح أمام المرآة وارتدت ملابسها وهى لا تعلم أنها ليست التي ستخلعها بل المغسلة، كأني بها وهى تستيقظ في فراشها الدافئ النظيف، وهى لا تدرى إن هذه آخر نومة لها فى فراشها، وأن نومتها القادمة في بيت الدود، تصوروا هذه المسكينة -وكلنا هي- التي تخاف من الظلام، وترتعد من الوحدة، هي الآن في بيت الوحشة والظلمة، كأني بها وهى تخرج من بيتها وهى لا تدرى أنها آخر مرة تخرج من بيتها، كأني بها وهى جالسة على مقعدها في المطار وقد سرحت بخيالها بعيداً وهى تنظر إلى طفلتها وتتصور نفسها وهى تزفها إلى زوجها، فبينما هي في أحلامها إذ حانت ساعة الحقيقة وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ما هذا؟ وعكة مفاجئة؟؟ هبوط عارض؟؟ ما هذا؟ معقول؟ يالله أنا أموت!! لا لا، أنا ما زلت صغيرة، أنا لست مريضة، أنا لم أستعد، أنا لم أوصى، على ديون، هذه الصغيرة من سيربيها؟ من سيعتني بها؟ من سيغطيها من البرد؟ ومن سيتذوق اللبن قبل أن تشربه، يالله!! معقول؟ هكذا؟ في غمضة عين؟ من هؤلاء؟ ملائكة الموت؟ لا إله إلا الله، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فجأة نزل الموت بساحتها، واستل روحها بدأت السكرات، وشريط حياتها يمر أمام عينيها، يالله.

ياليتني قدمت لحياتي، يالله قتل الإنسان ما أكفره، يالله يالله، من التالي؟ يالله متى سأموت؟ وكيف وأين سأموت؟ وعلى أي شيء سأقبض؟ وما شكل خاتمتي؟ اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة، اللهم نور لي قبري.

يالله!! هكذا في غمضة عين، يرحل المرء عن الدنيا، وينزل حفرة مظلمة، فيجزى المحسن على قدر إحسانه، ويجزى المسيء على قدر إساءته.

أفق يا عبد الله، انتبهي يا أمة الله، أفق يا من تأكل الربا، ويا من تترك الصلاة، ويا من تعق والديك ويا من تنظر إلى الحرام، ويا من تقبل الرشوة، أفيقي أيتها المتبرجة، أفيقي يا من تصاحبين الرجال، وتخضعين بالقول، وتنشزين على زوجك، أفيقوا فالموت أقرب إليكم من شراك نعالكم، أفيقوا فربما هذه هى الفرصة الأخيرة، توبوا الآن لا بعد ثانية، توبوا واندموا واعزموا على عدم العودة، توبوا وقدموا لحياتكم، توبوا قبل يوم يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرأ منهم يومئذ شأن يغنيه.

توبوا قبل نزع الروح، وسكرات الموت، وغرغرة النفس، وضمة القبر، وتطاير الصحف، توبوا قبل أن تقفوا بين يدي الجبار فتُسألون عن كل شيء، ثم تنصرفون إلى جنة أو إلى نار، توبوا فلا شيء يستحق، لو جمعت مال الدنيا فأنت عنه راحل، ولو بلغت من المنصب والجاه أن سجد لك الناس فسيموت الساجد والمسجود له.

توبي أيتها المتبرجة فلن ينفعك أن يقولوا عنك أنك أجمل امرأة في الدنيا، وجهك في النهاية طعام للدود، وبشرتك التي تبالغين في الاعتناء بها ستكون قيحاً وصديداً، وملامحك الحسناء ستتشوه في القبر، ولا تظنين ذلك بعيداً فربما اليوم أو غداً على كرسي المطار، أو أمام شاشة تلفاز، أو وأنت تهاتفين شاباً ساقطاً. توبوا جميعاً، ردوا المظالم، لينوا لإخوانكم، كفى اقتتالاً على الدنيا، كفى قطيعة للأرحام والجيران لأجل توافه الدنيا، أيها المؤمنون لعل الله يرحمكم.

توبي يا نفسي فلا شيء يستحق، المال إلى غيرك، والجاه والمنصب إلى زوال.

اللهم هون علينا سكرات الموت، وهون علينا ضمة القبر، وارزقنا حسن الخاتمة.

منقول
كتبه :خالد الشافعي
طريق الإسلام

السبت، 4 ديسمبر 2010

أقسام لو ....




سؤال عن


أقسام استعمال (لو)

~~~*~~~*~~~
فضيلة الشيخ: هل كلمة (لو) أو (لولا) جائزة مطلقاً أم ممنوعة مطلقاً أم هناك تفصيل، خصوصاً أنها قد وردت بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على الجواز وبعض الأخبار تدل على عدم ذلك؟

الجواب
~~~~
استعمال (لو) أو (لولا) على أقسام:
القسم الأول: أن تكون لمجرد الخبر، فهذه لا بأس بها ولا حرج فيها، مثل أن تقول: لولا أني مشغول لزرتك، وهذه ليس فيها شيء إطلاقاً؛ لأنها مجرد خبر، إن كان صدقاً فهو صدق وبر، وإن كان كذباً فله أحكام الكذب.

القسم الثاني: أن تكون للتمنّي، فهذه حسب ما يتمنّاه الإنسان، إن تمنى خيراً فخير، وإن تمنى شراً فشر، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الفقير الذي قال: لو عندي ما لفلان لعملت به مثلما عمل، وكان فلان يعمل بماله في الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) والثاني قال: لو أن لي ما لفلان لعملت به مثلما عمل فلان، وكان فلان يعمل في ماله بالشر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فهو بنيته فوزرهما سواء ).(1)
القسم الثالث: أن تكون للندم على ما فات وللتحسر، فهذه منهي عنها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) (2)
فهذه أقسام (لو) كما رأيت.





للشيخ /ابن عثيمين رحمه الله

منقول


(1)(رواه ابن ماجة / حققه الألباني / صحيح سنن ابن ماجة /كتاب الزهد / باب النية / حديث رقم 4228 / صحيح
(2) (رواه ابن ماجة / حققه الألباني / صحيح سنن ابن ماجة /كتاب الزهد / باب التوكل واليقين/ حديث رقم 4168 / صحيح

الخميس، 2 ديسمبر 2010

من أصول عقيدة التوحيد والولاء والبراء .




من أصول عقيدة التوحيد الولاء والبراء


الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ............ وبعد فمن أصول العقيدة الإسلامية أنه يجب على كل مسلم أن يوالي أهل الإسلام ويعادي أعداءه فيحب أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم ويبغض أهل الشرك ويعاديهم فالناس في الولاء والبراء

على ثلاثة أقسام :-

القسم الأول : من يجب محبتهم محبة خالصة لا معاده فيها ، وهم المؤمنين الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام ثم التابعين والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها كالأئمة الأربعة ، ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان وإنما يبغضهم أهل الزيغ والنفاق وأعداء الإسلام كالرافضة والخوارج ، فالمؤمنين أخوه في الدين والعقيدة وأن تباعدت أنسابهم وأوطانهم وأزمانهم متحابون يقدي أخرهم بأولهم ويدعون بعضهم لبعض ويستغفر بعضهم لبعض .

القسم الثاني : من يجب بغضهم ومعادتهم بغضا ومعاده لا محبه ولا موالاة معهما : وهم الكفار الخلص والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهمكما قال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (المجادلة 22) .

القسم الثالث : من يجب محبتهم من وجه وبغضهم من وجه : فتجتمع فيهم المحبة والعداوة وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك ، ومحبتهم تقضي مناصحتهم والإنكار عليهم فيؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالضوابط الشرعية حتى يكفوا عن معصيتهم ويتوبوا من سيئاتهم ، ولكن لا يبغضون بغضاً خالصاً ويتبرأ منهم ولا يحبون حباً ويوالون حباً وموالاة خالصين وإنما يعتدل في شأنهم
وهو مذهب أهل السنة والجماعة .

والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان كما جاء في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوثق عرى الإيمان المولاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله )(1) .

وحقاً قد تغير الوضع وصار غالب موالاة الناس ومعاداتهم لأجل الدنيا فمن كان عنده شيئا من مطامع الدنيا والوه وإن كان عدواً لله ورسوله ولدين الإسلام ومن لم يكن عنده شيئا من مطامع الدنيا عادوه ولو كان ولياً لله ولرسوله عند أدنى سبب وضايقوه واحتقروه ويغفل هؤلاء أن معاداة أولياء الله هي معاداة لله تعالى كما قال سبحانه في الحديث القدسي ( من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ) (2)
وفي رواية فقد أذنته بالحرب .

فيجب على كل المسلم موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله
فإن هذا من لوازم
(لا إله إلا الله)

كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
" إن تحقيق شهادة لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يوالي إلا لله ولا يعادي إلا لله ،وأن يحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغضه الله " أهـ .


(1) (حققه الألباني /صحيح الجامع / حديث رقم 2539 / صحيح )
(2) ( حققه الألباني / السلسلة الصحيحة / حديث رقم 1640 / صحيح )

منقول بتصرف
موقع طريق السلف