الخميس، 13 يناير 2011

من طلب الراحة ترك الراحة !


قال ابن القيم : المكارم منوطة بالمكاره ، والسعادة لا يُعْبَر إليها إلاَّ على جَسْر الْمَشَقَّة ، فلا تُقْطَع مَسافتها إلاَّ في سفينة الجد والاجتهاد ...
وقد قيل : مَن طَلب الرَّاحَة تَرَك الرَّاحَة .



وقال رحمه الله :
المصالح والخيرات واللذات والكمالات كُلّها لا تُنَال إلاَّ بِحَظٍّ مِن الْمَشَقَّة ، ولا يُعْبر إليها إلاَّ على جَسرٍمِن التعب .

وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدْرَك بالنعيم ، وإن مَن آثر الراحة فاتته الراحة ، وإن بِحَسَب رُكوب الأهوال واحتمال الْمَشَاقّ تَكون الفرحة واللذة ، فلا فَرْحة لِمَن لا هَمّ له ، ولا لَذَّة لِمن لا صَبر له ، ولا نَعيم لِمن لا شَقَاء له ! ولا راحة لِمن لا تَعب له ، بل إذا تَعِب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تَحَمَّل مَشَقَّة الصبر ساعة قادَه لِحَياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تَعَب البَدَن أوْفر ، وحَظّه مِن الرَّاحَة أقَلّ . اهـ .

فإذا كان أهل الدنيا يَتْرُكون الراحة في سبيل الدنيا .. فأهل الآخرة وطُلاّبها أولى بذا ..

منقول

منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية

جزء من موضوع

متجر العابدين

الثلاثاء، 11 يناير 2011

النفع المتعدي والقاصر .



الفرق بين النفع المتعدي والنفع القاصر

النفع المتعدي:
هو العمل الذي يصل نفعه للآخرين سواءً كان هذا النفع أخروياً :كالتعليم والدعوة إلى الله تعالى، أو دنيوياً : كقضاء الحوائج،ونصرة المظلوم وغير ذلك.

أما النفع القاصر:

فهو العمل الذي يقتصر نفعه وثوابه على فاعله
فقط، كالصوم، والاعتكاف وغيرهما.
أيهما أفضل النفع المتعدي أم النفع القاصر؟
نص فقهاء الشريعة على أن النفع المتعدي
للغير أولى من النفع القاصر على النفس.

ولذا قال بعضهم: إن أفضل العبادات أكثرها نفعاً، وذلك لكثرة ما ورد في الكتاب والسنةمن نصوص دالة على فضل الاشتغال بمصالح الناس، والسعي الحثيث لنفعهم وقضاء حوائجهم،

ومن أبرزها ما يلي:
عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب» ([1]).
وقال لعلي بن أبي طالب :
«لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم»([2]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
«من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً»([3]).
كما أن صاحب العبادة القاصرة على النفس إذا مات انقطع عمله،
أما صاحب النفع المتعدي فلا ينقطع عمله بموته.

وقد بعث الله الأنبياء بالإحسان إلى الخلق، وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم،
ولم يبعثوا بالخلوات والانقطاع عن الناس، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم
على أولئك النفر الذين هموا بالانقطاع للتعبد وترك مخالطة الناس .
وهذا التفضيل إنما هو باعتبار الجنس، ولا يعني ذلك أن كل عمل متعدي النفع أفضلمن كل عمل قاصر،بل الصلاة والصيام والحج عبادات قاصرة – في الأصل –ومع ذلك هي من أركان الإسلام ومبانيه العظام.

ولذا قال بعض العلماء :(أفضل العبادات: العمل على مرضات الرب في كل
وقت مما هو مقتضي ذلك الوقت ووظيفته
)([4]).

منقول
كتاب : اترك أثراً قبل الرحيل
للشيخ / محمد صالح المنجد

تــوضــيـح
موضوع هام ويحتاج فقه كبير
ربنا يرزقنا فقه الأولويات
فمن الأعمال، الفاضل والمفضول
وينضم إليها فقه الأولويات فيصبح أحيانًا
العمل المفضول أولى من العمل الفاضل
في ذاك الوقت بالذات
مثال
القرآن والذكر
القرآن أفضل الذكر فتصبح قراءة القرآن أفضل من ترديد الأذان
والأذكار المسببة مثل أذكار الصلاة
رغم كون اتلاوة القرآن ..... عمل فاضل
وكون ترديد الأذان والأذكار ..... عمل مفضول
لكن وقت رفع الأذان يصبح ترديد الأذان خلف المؤذن
أولى من تلاوة القرآن
وكذلك عقب صلاة الفريضة
رغم كون تلاوة القرآن ..... عمل فاضل
وكون والأذكار ..... عمل مفضول
لكن عقب صلاة الفريضة يصبح الإتيان بالأذكار الخاصة
بهذا الموضع أولى من تلاوة القرآن
وهكذا


([1]) رواه أبو داود (3641) وهو صحيح / صحيح الجامع حديث رقم (6279).
([2]) رواه أبو داواد / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود /كتاب العلم /
باب فضل العلم / حديث رقم 3661/صحيح
([3])
رواه أبو داواد / حققه الألباني / صحيح سنن أبي داود /كتاب السنة/
باب فلزوم السنة / حديث رقم 3661/صحيح
.
([4]) انظر مدارج السالكين (1/85-87).


الاثنين، 10 يناير 2011

مواعظ لسفيان الثوري - رحمه الله .



مواعظ الإمام سفيان الثوري رحمه الله
~~~*~~~*~~~*~~~
- أصلحْ سَرِيْرَتَك يصلح اللهُ علانيتَك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلحِ الله فيما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفِك الله أمر دنياك، وبع دنياك بآخرتك تربَحْهما جَميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

- اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، و للآخرة بقدر بقائك فيها.
- ما عالجت شيئاً أشد علي من نفسي؛ مرة عليَّ، ومرة لي.

- قال بشر بن الحارث: "قيل لسفيان: أيكون الرجل زاهداً، ويكون له مال؟، قال: نعم؛ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر".- احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، احذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئاً من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.

- لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحاً، وحزناً، وشوقاً إلى الجنة، أو خوفاً من النار.

- إذا زارك أخوك فلا تقل له: "أتأكل؟، أو أقدم إليك؟"، ولكن قدِّم، فإن أكل وإلا فارفع.- إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.

- عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة.- إنما مثلُ الدنيا مثلُ رغيفٍ عليه عسلٌ مرَّ به ذبابٌ، فقطع جناحيه، وإذا مر برغيف يابس مرَّ به سليماً.

- لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.- إذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان.

- عليك بكثرة المعروف يؤنسك الله بقبرك، واجتنب المحارم تجدْ حلاوة الإيمان.
- ارض بما قسم الله تكن غنياً، وتوكل على الله تكن قوياً.
من كتاب "مواعظ الإمام سفيان الثوري"
منقول
مكتبة المسجد النبوي

السبت، 8 يناير 2011

الصلاة في مكان فيه تصاوير .



حكم الصلاة في مكان فيه تصاوير

السؤال رقم 9437


السؤال :


السؤال :
هل يجوز أن نصلي في مكان يوجد به صورة ولا نستطيع أو ليست لدينا القدرة على أن نقطع هذه الصورة ؟

الجواب:


الجواب :
الحمد لله
لا بأس بالصلاة وخاصة إذا كانت الصورة مما يُداس بالأرجل كما لو كانت في الفراش أو في موضع يداس ويوطأ ، هذا لا بأس به كما صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية ، أما لو كانت الصورة أمامك وأنت مستقبل القبلة فهذا مكروه ، والصلاة صحيحة إن شاء الله ، ولا بأس بذلك ، فإن أمكن أن تجد مكاناً لم يكن فيه صورة فهو أولى وإذا لم يمكن وصليت فالصلاة صحيحة ولا حرج عليك والله أعلم.


فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 79

فضيلة الشيخ : محمد صالح المنجد
المصدر : رابط الفتوى.

.. الإسلام سؤال وجواب

التحفظ من حركة اللسان





قال ابن القيم في الجواب الكافي (ص203):



((ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى يُرى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول)).


نسأل الله العفو والعافية
اللهم آمين

حكم الآذان في أذن المولود ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكن أحبتي

سؤال وجه للشيخ الألباني (رحمه الله) عن حكم الآذان في أذن المولود .


السائل:

السؤال هو: هل ثبت حديث الآذان في [أذن] الولد أنه ضعيف؟

الشيخ الألباني رحمه الله: إي نعم.

السائل: فهل يُعمَل به؟

الشيخ الألباني رحمه الله: لا.

السائل: فما تنصحوننا؟

الشيخ الألباني رحمه الله:

نصيحتي: هذا بيان للناس؛ كنا نقول مِن قبل بمشروعية الأذان في أذن المولود، مع العلم بأن الحديث الذي ينص علي سُنية الآذان في أذن المولود مرويٌّ في "سنن الترمذي" بإسناد ضعيف، لكننا نحن على طريقة تقوية الأحاديث الضعيفة بالشواهد؛ كنا وجدنا لهذا الحديث شاهدًا في كتاب ابن قيم الجوزية المعروف بـ "تحفة الودود في أحكام المولود"، كان يومئذ عزاه إلى كتاب "شعب الإيمان" للبيهقي، ومع أنه صرَّح بأن إسناده ضعيف؛ فقد اعتبرتُ تصريحَه هذا بأن السند ليس شديدَ الضعف، وبناءً على ذلك اعتبرتُه شاهدًا لحديث الترمذي، وهو مِن روايةِ أبي رافع, ولم يكن يومئذٍ كتاب "شعب الإيمان" بين أيدينا لا مخطوطًا ولا مطبوعًا؛ لأنكم -كما يَعلم الكثيرُ منكم - مع وجودي في "المكتبة الظاهرية" وفيها الألوف المؤلّفة مِن المخطوطات الحديثية؛ فلم يكن هذا الكتاب "شعب الإيمان" للحافظ البيهقي موجودًا في هذه المكتبة، بل وفي أكثر مكاتب العالم، أما اليوم؛ فقد تيسر طبع هذا الكتاب "شعب الإيمان"، وانضم إلى المكاتب الإسلامية كتاب نفيس جدًا، فيه كثير مِن الأحاديث التي لا توجد في الكتب الستة، بل وفي غيرها أيضًا, منها الحديث الذي كنتُ اعتمدتُ على ابن قيم الجوزية في اعتباره شاهدًا لحديث أبي رافع في "سنن الترمذي", وإذا بهذا الحديث رواه الإمامُ البيهقي في كتابه "الشعب" بسندٍ فيه راويان متّهمان بالكذب، وحينئذ تبين لي أن ابن القيم رحمه الله كان متساهلاً في تعبيره عن إسناد الحديث بأنه "ضعيف" فقط, وكان الصواب أن يقول بأنه "ضعيف جدًا"،لأنه في هذه الحاله لا يجوز لمن يشتغل بعِلم الحديث أن يعتبر الشديدَ الضعف شاهدًا لِمَا كان ليس شديدَ الضعف، وحينئذٍ لم يَسعني إلا التراجع عن تقوية حديث أبي رافع في "سنن الترمذي" بحديث "شعب الإيمان"؛ لشدة ضعفه، فبقي حديثُ أبي رافع على ضعفه، ونحن على ما هدانا الله عز وجل إليه مِن عدم جواز العمل بالحديث الضعيف؛ رجعنا إلى القول ما دام أن حديث أبي رافع أصلُه ضعيف السند، والشاهد له أشد ضعفًا منه، إذًا بقي الضعفُ على ضعفه، فرجعنا عن القول السابق بسُنية أو شرعية الأذان في أذن المولود, هذا جواب السؤال.

الرابط الصوتي

منقول


الثلاثاء، 4 يناير 2011

صلاة الكسوف -- شرح




أولاً :- كيفية ــ النداء لـ ــ صلاة الكسوف
:


فإنه ينادى لها إذا حصل كسوف ينادى الصلاة جامعة مرتين أو ثلاثا أو خمسا أو سبعا حتى يغلب على ظنه أن النداء بلغ الناس وليس في النداء لها تكبير ولا تشهد وإنما يقال الصلاة جامعة فقط ولا يزاد صلوا يرحمكم الله لأن الاقتصار على ما ورد أفضل من الزيادة

أما كيفية الصلاة:


فإنه يكبر ويستفتح ويقرأ الفاتحة وسورة طويلة جدا بقدر ما يستطيع حتى جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ فيها بنحو سورة البقرة

ثم يركع ركوعا طويلا، طويلا. طويلا يسبح الله فيه ويعظمه يقول سبحان ربي العظيم سبحان ذي الجبروت سبحان ذي الملكوت سبحان ذي العظمة ويكثر من تعظيم الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما الركوع فعظموا فيه الرب سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي سبوح قدوس رب الملائكة والروح المهم أنه يأتي بكل ما ورد من تعظيم الله عز وجل

ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحه وسورة طويلة، طويلة، طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع ركوعا طويلا، طويلا يكثر فيه من تعظيم الله عز وجل
إلا إنه دون الركوع الأول

ثم يرفع رأسه قائلا سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويقوم قياما طويلا، طويلا طويلا بقدر ركوعه وهو يسبح الله ويحمد الله ويثني عليه ولو كرر ذلك فلا بأس

ثم يسجد سجودا طويلا طويلا جدا بقدر الركوع يكثر فيه من التسبيح سبحان ربي الأعلى ومن الدعاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)

ثم يرفع من السجدة الأولى ويجلس بين السجدتين جوسا طويلا. طويلا، طويلا بقدر السجود يدعو فيه بما أحب رب أغفر لي وارحمني وعافني وأجبرني وأهدني ووسع أمري وأشرح صدري وما شاء من الدعاء

ثم يسجد السجدة الثانية سجدة طويلة. طويلة. طويلة كالأولى

ثم يقوم فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة. طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع ركوعا طويلاً طويلا لكنه دون الأول

ثم يرفع فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة. طويلة لكنها دون الأولى

ثم يركع الركوع الثاني ويطيل الركوع لكنه دون الأول

ثم يرفع فيقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ويطيل الوقوف بقدر الركوع

ثم يسجد ويطيل السجود لكنه دون الأول

ثم يجلس بين السجدتين ويطيل الجلوس لكنه دون الأول

ثم يأتي بالسجدة الثانية ويطيل السجود لكنه دون السجود في الركعة الأولى

ثم يقوم ويتشهد ويسلم

هذه صفة صلاة الكسوف التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين كسفت الشمس


ثم بعد ذلك يخطب خطبة واعظة يعظ الناس فيها ويبين لهم الحكمة من الكسوف ويحذرهم من عقاب الله عز وجل كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين خطب في الناس بعد الصلاة خطبة واعظة تحرك القلوب وتلينها

فإن الشمس كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم يعني ابن محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنهم في الجاهلية يعتقدون إنها لا تنكسف إلا لموت عظيم أو حياة عظيم ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين لهم أن هذه عقيدة فاسدة كسفت في اليوم التاسع والعشرين من شهر شوال في السنة العاشرة من الهجرة هكذا قال المحققون الفلكيون حينما ارتفعت صباح ذاك اليوم قيد رمح فكسفت كسوفا كليا حتى صارت كأنها قطعة نحاس ففزع الناس فزعا عظيما حتى إن رسول الله صلى الله وسلم خرج فزعا عجلا يجر رداءه صلوات الله وسلامه عليه حتى لحق بهم وأقام الصلاة وفي مقامه هذا عرضت عليه الجنة والنار ورأى ما فيهما فحين عرضت عليه الجنة عرض له عنقود من العنب فتقدم ليأخذ منه ثم بدا له ألا يفعل عليه الصلاة والسلام وعرضت عليه النار حتى تأخر عليه الصلاة والسلام فخاف أن يصيبه من لفحها وكان يوما مشهودا عظيما فزع فيه الناس فزعا عظيما


وبه يدرك المرء شأن الكسوف وأنه يجب أن يهتم به الناس وان من السنة أن يفزعوا فزعا مع الخوف من الله عز وجل

ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا حدث الكسوف أن يفزع الناس إلى الصلاة والذكر والصدقة والعتق كل هذا خوفا من نزول عذاب أنذر الله منه عباده بهذا الكسوف

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا آياته على وجه نتعظ بها ونعتبر بها إنه على كل شيء قدير

فتاوى نور على الدرب (نصية) الصلاة
للشيخ محمد بن صالح بن العثيمين رحمه الله
منقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة