الجمعة، 4 مايو 2012

شذرات ودماء ومؤامرات



ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما صدق الله العظيم. باديء ذي بدء يحز علي مسامعي ماآلت له الظروف وهزت مشاعري الشجون لما ارتمت له الألوف في غيابة مهالك الفلول! فما أشبه الليلة بالبارحة..! فالمشهد كالتالي: مذبحة تحدث.. مظاهرات عارمة.. إنشقاقات في الصفوف الأمامية.. تعدي علي مؤسسات الدولة.. إنهيار في البنية التحتية.. ثورة أولي ضائعة.. وثورة ثانية مضادة!
فدعوني أعيد عليكم عناصر المشهد لست مرات متوالية.. بسبب مشترك والنتيجة تختلف! والحكم لحين إشعار القاريء بحقيقة الجاني...
موقعة الجمل..2 فبراير 2011
حيث قامت تلك المجزرة للإنقضاض على المتظاهرين بميدان التحرير إبان الثورة لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون. 
السبب:
إحتلال ميدان التحرير وإرغام المتظاهرين المعتصمين فيه على مغادرته.. وإجهاض الثورة من حدوثها!
المخططون:
أذناب النظام السابق وكوادر الحزب الحاكم البائد.
النتائج:
كسب المتظاهرون تعاطف الكثير من المصريين بعد موقعة الجمل، ونزل الكثيرون لتأييد المطالب، وكذلك المشاركة في الإعتصام.
الضحايا:
11 قتيلاً من المتظاهرين و2000 جريح على الأقل.

مذبحة ماسبيرو.. 9 أكتوبر 2011
وقد تأججت أحداثها بعد إندلاع أعمال عنف بين مسلمين ومسيحيين بقرية الماريناب التابعة لمركز إدفو بأسوان، وذلك بعد تجمهر عدد من المسلمين حول شرعية كنيسة الماريناب.. كان المسيحيون قد شرعوا في تحويلها إلي كنيسة دون وجه حق للسلطة المحلية بالمحافظة! حتي وصلت صداها أرجاء المعمورة؛ لتخرج علينا من محيط مبني الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) قادمة من إتجاهات عدة منددة لسلاسل العنف التي أحاطت بتلك القرية.. لتصبح نقطة تحول فارقة هددت أحد أهم مقومات المجتمع المصري وأسباب تفرده.
السبب:
إجهاض الثورة!
 المخططون:
الأقاويل ترمي بإتهامها للكيان العسكري بإعتباره متفرد السلطة وصاحب السلاح الرادع في أي وقت وزمان.. ولو مؤقتا! ومنهم من يحملوا السادة الأقباط المشهد الذي وصل لمرمي أعيننا مشبعا بدماء الأبرياء.. ومنهم من استنبط من كونها خيوط خارجية تسللت إلي خلايا بداخل البلاد في شق الصف!
النتائج:
كشف حقيقة العسكري وكشف حقيقة نواياه.. واتضحت الرؤية لدي الكثيرين عما يخطط له المجلس الإنتقالي العسكري!
الضحايا:
فقدت فيها مصر 28 شهيدا منهم 26 من المواطنين المسيحيين و1 من العسكريين، و1 من المواطنين المسلمين، بالإضافة لأكثر من 321 مصاب من المدنيين والعسكريين.

واقعة شارع محمد محمود 19 نوفمبر 2011
وهي تلك التي خرجت علينا من بعد مليونية رفض وثيقة السلمي للموافق 18 نوفمبر في ظل حرص الإسلاميين بعدم الإعتصام ورفض المبيت، لتتركها لفصائل أخري من أهالي الشهداء والمصابين القلة القليلة والتي سهلت لبلطجة العسكري في دس الدسائس وفض قوة الثورة لثاني يوم من رسم هذا المخطط.
السبب:
إجهاض الثورة!
المخططون:
فرضت الأمور نفسها مابين أعمال العسكري السافرة وغموض مواقفها الحازمة في رأب الصدع الثوري بصورة أو بأخري.. ومنهم من نسب بكامل الإتهام للأناركيين وعنجهية الفكر الزائف.. وهذا وإن أتضح من بعد ذلك في رفضهم المشروع الإسلامي، فقد تأكد البعض من كونها سبب فكري بحت.
النتائج:
إستقالة عصام شرف من منصبه رئيسا لمجلس الوزراء.. تاركا ورائه العديد من التساؤلات بما أصاب وما أخطأ!
الضحايا:
راح ضحيتها ٥٥ شهيدا وأكثر من ٦٠٠ مصاب.

حادثة مجلس الوزراء..نهاية ديسمبر
جائت تراكميا من فضهم لإعتصامات أهالي الشهداء والمصابين في شارع القصر العيني.. ومن بعد وفاة أحد المعتصمين.
السبب:
إجهاض الثورة وتهويل المشهد الثوري!
المخططون:
فصائل مندسة من الجهات العسكرية والمخابرات الحربية بالتحديد.. وبعض من رواد الأفكار الفوضوية والتي زادت من حدة تلك الواقعة.

النتائج:
فهم الكثير لمفهوم جديد لم يتسني لهم معرفته مسبقا.. وهو العنصر الآخر.. هم قلة وجدت ترهب في النفوس..! ترغب في فعلك لأسوأ الأمور..! تثابر في نقض العهود..! تختلق الحجج في بسط النفوذ..! تشن حملاتها في تخوين الألوف..! تفرض رأيها فيقولوا مالايفعلون.
الضحايا:
أسفر عن إستشهاد ١٤ و٢٠٠ مصاب.

مجزرة ستاد بورسعيد.. 1 فبراير 2012
وهي تلك المجزرة التي شهدتها مدينة الظلام.. وسجلت شهدائها بأسماء من نور! فمن بعد شوطي لمبارة كرة القدم أظهرا فيه ندا قويا بين فريقي قويين، خرج علينا وقتا إضافيا محتواه الرقعة الخضراء كساحة معركة ومؤشره عقرب الساعات يمر في ساعات بطيئة لانعرف ماذا يخبيء لنا.. وعقرب الدقائق جالسا في مكانه ينتظر رحيله في هدوء من فوق جنبات المستطيل الأخضر.. وعقرب الثواني خرج في أقل من ثوينات الثانية يهتك في زهرات المستقبل وينتشل زهورها بكل عنفوان ويصيبها بجروح قطعية تندب لها الجذور فقد قطفت وحمام دم يسيل من نهودها فتسقي الجميع بركانا من الغضب.. حممها (وأعدوا) وسكنها (ألا تخافوا ولاتحزنوا) وفرحها (استبشروا).
السبب:
إشعاع الفوضي والإنفلات الأمني المنظم.. إجهاض الثورة!
المخططون:
فلول وكوادر النظام السابق البائد.
النتائج:
تعاضد الكثير مع بعضهم البعض.. في نفس الوقت عمليات تخريبية عالية النطاق تظهر لأول مرة في حادثة بمثل ذلك، نشتم علي حسها خطورة الموقف إبان تسليم السلطة قريبا.
الضحايا:
راح ضحيتها ٧٥ شهيدا من المشجعين ونحو ١٠٠٠ مصابا.

أحداث العباسية.. 1 مارس 2012
هي تلك الإشتباكات التي وقعت في محيط وزارة الدفاع بين المعتصمين من أنصار وأتباع حازم صلاح أبو أسماعيل من السلفية الجهادية وأعضاء الرايات السوداء والمعترضين على قرار إستبعاده من الإنتخابات الرئاسية والمشارك معهم مجموعة من القوى المدنية وأعضاء حركة 6 إبريل ضد البلطجية والذي قال عليهم شهود عيان أنهم بعض أهالي المناطق المحيطة بوزارة الدفاع وميدان العباسية ومن بينهم أبناء منطقة الوايلية.. فترسمت أحداث العباسية الآن كمذبحة يقوم المجلس العسكري بإستخدام بلطجية بها حتى يقوموا بتصفية المتظاهرين دون ان تقع عليهم أية مسئولية أو يطالب أحد بمحاكمتهم (لعبة العصا والجزرة).
السبب:
تعميم الفوضي وفرض أحكام عرفية سريعة؛ تأخذ في مبتغاها تأجيلا حتميا لإنتخابات الرئاسية = إجهاض الثورة!
المخططون:
المجلس الأعلي للقوات المسلحة والمتستر تحت أقنعة البلطجية.
النتائج:
حدوث (سيحدث) عصيان مدني غير إعتيادي ضد هيمنة وعجرفة الكيان العسكري وسياساته الزائفة.. والذي وبالتوازي مع ذلك نجد أننا تعلمنا الدرس بإمتياز مع مرتبة الذل والمهانة وتدارسنا أخطائنا فيما مضت شكلا ومضمونا، بعدم مجاراتنا مع نفعية العسكري في ترك البلاد خرابا طالما ثورتنا البيضاء ستطوله فيما بعد، فليس هناك خروجا آمن للعسكري ولو وضعوا مكان أعيننا جواهرا وياقوتا ومرجانا.. فهناك أشياء لاتشتري.. الكرامة.. كرامة المصري؛ ومن ثم نحن نؤمن بحق الإعتصام السلمي حتي تسليم السلطات لمدنية مهما كلفنا الظروف في محيط ميدان التحرير وفي حيوذ ميادين مصر كافة.. التي تقر بشرعيتها والمستمدة من قوة الكم والكيف.
الضحايا:
11 شهيد إضافة إلى العشرات من المصابين تجاوز عددهم الـ100 مصاب وتم نقلهم إلى مستشفى الدمرداش الجامعي .
إذا الأحداث تتوالي.. ومازالت ترمي بظلالها علي أبنائها.. وإن إختلفت المسميات ومواقيت حدوثها؛ إلا أنها تظهر لنا عدة ظواهر بنّاءة نستشف علي إثرها مجموعة حقائق:
-جائت الأحداث كلها معبرة عن ثورة مضادة مناهضة لشرعية الواقع الثوري الذي يتعايشه شتي إئتلافات وقوي الثورة مستمرة، وبتعاضد البعض رسمت الأحداث بكونها مجازر تنخر في عضدنا.. فهي كإختبار آخر العام؛ حينما توضع أمام أول سؤال ليقيس مدي بداهتك في الإجابة، بالرغم كونه سهلا بسيطا، إلا إن السؤال الذي يليه أكثر مضمونا وأشد تأثيرا.. كما هو الحال بشمولية سيندروم الثورة؛ فكل حدث يأتي أشد فتكا من الذي سبقه، لإنه يعلم مدي ترابطنا وحزمنا لمقتضيات الأمور، حتي وإن وجد الإختلاف في رؤي سائد الموقف!
-تبين من نظرنا في تاريخ الأحداث بأن جميعها.. وبشكل مخيف ويحتاج لنا الدراية أكثر في تطبيق ووضع الحلول الصارمة في بسط نفوذها.. وهي أنها جائت لتعبر عن الترحم والتنغم بحياة المخلوع وأذنابه الخارجين عن السيطرة.. فهم كالكلاب التي ضلت طريقها تنهش في لحم الثورة وتمتص من رحيق أبنائها أغلي مايكون.. بنشع الدماء علي شواطيء الأمل.. حتي مادنوا إليها.. إجتثت هي أرواحهم. ولا حول ولاقوة إلا بالله!
-آخذا بالحقيقة الثانية.. فهم كالكلاب التي ضلت طريقها تنهش في لحم الثورة! نجد وبشكل عام.. بأن كل حادثة ترتبط بالثانية، فالأخري ثم التي تليها وبشكل كارتيزي مرسوم لإجهاض الثورة من إستكمال مسيرتها.. حتي لو تباينت الأساليب والعرائس المستخدمة في تزيين الحفل الدموي المخزي للغاية!
-وبفرضية سلطنة الدولة والتي وقع الإختيارعلي الكيان العسكري حاكما مؤقتا في تسيير أعمال البلاد.. فقد وجدنا تسييسا أكثر ماهو تسييرا ولو جزئيا في نقل السلطات لكيان منتخب يعبر عن الشرعية الثورية الحالمة! فقد أوضح الإعلان الدستوري وطبقا للمادة (61) بإستمرارية المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مباشرة إختصاصته المحددة في الإعلان، لحين تولي كل من مجلسي الشعب والشوري لإختصاصاتهما المحددة وحتي إنتخاب رئيس الجمهورية ومباشرة مهام منصبه كل في حينه، إلا إن النتائج قدمت بما لاتشتهي السفن؛ لنستشف الخمس خطايا المضنية لهذا الكيان الذي يدعي وطنيته وإخلاصة في الحفاظ علي الثورة نظيفة...
1. قتلي وجرحي وإنتهاكات للعرض.
2. مطالب ثورية لم تتحق.
3. وعود لم تري النور.
4. فشل إداري ووضع يزداد سوء.
5. محاكمات يشوبها البطء والشك لإركان النظام البائد.
-لنستخلص بتلك الحقيقة الغائب مفهومها للكثيرين، فقد ترسمت الخطط في كون المجلس العسكري الإنتقالي سببا ومسببا في نفس الوقت بتلك المجازر التي أخذت في طياتها عبق زهور الحاضر والمستقبل! فلا تنسوا فتتناسوا بأن هؤلاء شرذمة المماليك هم أعوان إبليس.. إبليس الذي يفرض تحكماته من علي نعشه المتحرك وخازني النار جمال 
وعلاء.. فيحدثنا قائلا: إما أنا أو الفوضي! دمتم في رعايته.
-------------------------------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".

الأربعاء، 2 مايو 2012

بيان صحفي لحزب الحرية والعدالة حول أحداث العباسية اليوم الأربعاء



يعلن حزب الحرية والعدالة عن مقاطعته لاجتماع المجلس العسكري مع الاحزاب السياسية المقرر عقده اليوم نظراً لتصاعد الاحداث الدامية في ميدان العباسية وما يلوح في الافق من محاولات لاعاقة تسليم السلطة طبقاً للجدول الزمني المقرر له.

ويعتزم الحزب عقد مؤتمر صحفي الساعة الواحدة والنصف ظهر اليوم بمقر الحزب بشارع منصور لتوضيح موقفه الرسمي الرافض لأحداث العنف بميدان العباسية.
----------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".. بالتنسيق مع حزب الحرية والعدالة.

نحو نظام عالمي جديد.. 3

بدأت هذه السلسلة من التدوينات بعفوية وتلقائية، وأحب أن تبقى هكذا لأطول فترة ممكنة. فلا شيء أسهل من أن أسرد لك عشرات الروابط التوثيقية والمقالات المسهبة التي شرحت تفاصيل ’المؤامرة الكبرى على البشرية‘ بالصور والفيديوهات والأرقام والاقتباسات والتحليلات والشهادات الواقعية ممن عاينوا بأنفسهم أساليب الخداع والظلم العالمي وعانوا منها جسديا وعقليا. لكن خطورة هذه الطريقة هي أنها قد تدخلك في محيط عاصف من الرؤى والآراء والاستنتاجات التي قد تؤدي لعكس المراد.

فالباحث عن الحقيقة يمكن أن يصيبه الإحباط واليأس إذا سارع في إلتهام هذا الكم العظيم من المعلومات والحقائق المتوفر على شبكة الإنترنت دون أن يقوم بمعالجته و’فلترته‘ والتفرقة بين الغث والسمين، والنافع والضار.
لأن الـ Elite سارعوا بخلق حركة مضادة داخل أوساط الباحثين الفعليين عن الحقيقة Truth Seekers ولا يزالون حتى الآن يسيطرون على آلاف المواقع ومصادر المعلومات التي تُخرج للناس مقادير مهولة من أنصاف الحقائق True Lies والمعلومات المزيفة المقصود نشرها، وغير ذلك من أساليب المخابرات - أو بمصطلح أدق: المخابرات المضادة Counter Intelligence - التي لا تتوقف عن اصطناع شخصيات إعلامية مزيفة تقوم بتلميعها ونشر اسمها بين الناس على أنها شخصيات مجاهدة ومناضلة ضد النظام العالمي الجديد، في حين أنها Controlled Opposition أي (معارضة متحكم فيها)!

وسأعطيك معيارا بسيطا يمكن أن تتعرف به على الباحثين عن الحقيقة ’الحقيقيين‘ دون أن تنخدع في الشخصيات الأخرى المزيفة التي هي في واقع الأمر واجهة للـ Elite أنفسهم. وهذا المعيار أو المقياس يتلخص في كلمة واحدة تقريبا.. المال!

فعندما ترى شخصا مثل Alex Jones الذي تتم الدعاية له على أنه (فاضح المؤامرة) و (المناضل الساعي للكشف عن الحقيقة) إلخ، ومع هذا يملك امبراطورية إعلامية تدر عليه الملايين من الدولارات، ويتسارع الناس لإعطائه التبرعات والاشتراكات الشهرية في قناته التليفزيونية التي يبثها على الإنترنت، فاعرف أنه واحد من هؤلاء الذين تتحكم فيهم (النخبة Elite)، عن علم منه أو دون علم.
وعلى الضفة المقابلة تجد شخصا مثل Alan Watt الاسكتلندي الأصل، المقيم في كندا، وهو يحمل عقلا درس وهضم الكثير من الكتب ’الجافة‘ المملة التي أوصلته لفهم عميق للمدى الذي وصلت إليه خطة الـ Elite في سعيها لإخضاع سكان العالم وموارده لسلطانها. ومع هذا تجده يكافح لبيع أي عدد من النسخ من كتبه التي ألفها، ويرفض التكسب من وراء إعلانات تجارية توضع على مدونته الصوتية Podcast التي تذيعها إحدى محطات الراديو فقيرة الموارد!.. فمثل هذا البرنامج الذي يواظب (ألان وات) على تقديمه من منزله بصورة شبه يومية (تحت اسم Cutting Through The Matrix) هو نوع من التفاني كنت أحب أن أجده يصدر من أحد المسلمين المفكرين الواعين للطريقة التي يدار بها العالم فعليا الآن.

لكن على أية حال، فهناك بالفعل محاولات بدأت تخرج للنور (بعد اندلاع الثورات في البلاد العربية) تنحو منحى مشابه ومتميز، مثل الدكتور بهاء الأمير ولقاءاته المتعددة على القنوات الفضائية، وكتبه التي وضع بعضها مجانا على الإنترنت، واللقاءات التي صورها بعض الشباب معه في منزله ووضعوها على الـ YouTube، إلى آخر هذه الجهود والمحاولات التي يجب أن تزداد في الكم والكيف خلال الفترة القادمة.
(راجع كتابه: اليهود والماسون في الثورات والدساتير، وأيضا: الوحي ونقيضه)

ولا أنسى أن أذكر أيضا جهود الدكتور محمد جلاء إدريس في نفس المجال.. وهو متخصص في الدراسات العبرية والإسرائيلية.

وبمناسبة الحديث عن موسم الثورات العربي وأثرها على ازدهار الحركة الفكرية المناهضة للنظام العالمي الجديد، فعلينا أن نذكر مسألة قد تدخل تحت باب (علم نفس الشعوب). فـ الجموع أو العوام أو عموم الناس - اختر اللفظ الذي تراه مناسبا لك - يتحركون عندما يشعرون بالخطر الفعلي يحدق بهم.. أما القدرة على استباق الأحداث والتنبؤ بالكوارث القادمة والمشاكل المستقبلية فهي خاصية غير منتشرة على نطاق واسع بيننا، ويمكن وصفها بـ (استشراف الحدث) أو (الاستباقية) ومن ثم القيام بـ (فعل وقائي) يقلل من أثر الكوارث المتوقع حدوثها إن لم يستطع تفادي حدوثها من البداية.
ويعلم المتابع للمجتع الأمريكي - على سبيل المثال - الفرق الكبير في قدرة الناس العاديين على فهم حقيقة واقعهم قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001. فقبلها كان الرأي العام يتعرض للباحثين عن حقيقة الـ New World Order بنوع من الاستهزاء والسخرية، كما تمت برمجتهم على يد إعلامهم (الذي هو صهيوني\متآمر في غالبه) وعلى يد قادتهم السياسيين (الذين هم أشبه بعرائس الماريونيت التي تحركها دائما أيادٍ خفية من وراء الستار، فتكتب لها خطاباتها، وترسم لها سياساتها، وتحرك قراراتها إلى الوجهة التي تريدها منها!).

لكن بعد 11 سبتمبر بأيام، وبعد أن تم تفجير الأبراج الثلاثة ( WTC1, WTC2, WTC7 ) وإطلاق قذيفة صغيرة على مبنى البنتاجون\وزارة الدفاع (راجع موضوعي المسمى: لم لا يحترمون عقولنا؟!، والذي ذكرت فيه رواية مخالفة للرواية الرسمية الأمريكية عن حادث مركز التجارة العالمي  http://aboutsalama.blogspot.com/2012/03/blog-post_954.html )
أقول، بعد 11 سبتمبر بأيام، وبعد استقرار الغبار وهدوء حالة الهلع الشعبي نسبيا، بدأت الكثير من الأمريكان ينتبهون لعوار ولا معقولية النظرية الرسمية الحكومية (المعدة مسبقا بحنكة وبراعة!) التي حاولت الربط بطريقة فجة بين بعض ساكني كهوف بلاد الأفغان وهذه العملية الدقيقة (التي تفوح برائحة مخابراتية لا ينكرها إلا غافل). ثم توالت الأخبار والمعلومات عن تورط الـ CIA والموساد Mossad في التخطيط للعملية أو على الأقل التغافل المتعمد!
وكان ممن بدأوا يدرسون تزييف الحكومة الأمريكية للحادث وفبركته (حتى توجد أمريكا مبررا لتطبيق قانون الطوارئ في أمريكا والتجسس على الشعب تحت راية مكافحة الإرهاب، واحتلال دول إسلامية تحت نفس المبرر، والتمهيد للدخول الفعلي والعلني والقسري تحت نظام عالمي جديد يقمع الحريات ويجمع المعلومات عن كل فرد بحجة الاشتباه في أفعاله أو تطرف أفكاره، إلخ قائمة الأهداف التي حققها الـ Elite من وراء افتعال حادث الأبراج)
أقول، كان ممن بدأوا دراسة الحادث والحديث عنه في الإذاعة شخصية مشهورة في وسط (كاشفي المؤامرات) ويسمى بيل كوبر Bill Cooper..
تم إرسال مارشال رسمي فيدرالي إلى بيت بيل كوبر Milton William Cooper بصحبة شرطة ولاية أريزونا وتم قتله (بشكل رسمي وقانوني!) بعد أيام من 11 سبتمبر، وتحديدا في الخامس من نوفمبر The 5th of November سنة 2001.

أما الباحث فريتز سبرينجماير Fritz Springmeier (والذي ساعد المئات من ضحايا عملية أخرى قد نتحدث عنها لاحقا وهي برنامج MK-Ultra الذي لم تنكر المخابرات الأمريكية أنها استخدمته لبحث قدرة العقل البشري على تحمل التعذيب الجسدي والنفسي ومدى مقاومته لـ غسيل المخ Mind Control قبل أن يستسلم وينكسر\يتفتت تحت الضغط إلى عدة شخصيات فصامية! Dissociative Identity Disorder) فتم تلفيق تهمة جنائية له في أول عام 2002 (أي بعد 11 سبتمبر بشهور قليلة) عندما بدأ ينشر آراءه عن افتعال الحادث وأثره على المجتمع الأمريكي.. ولم يخرج من السجن إلا في 2011. وقد عاود الكتابة في الموضوع وتقديم المحاضرات، ولملم شتات حياته بصورة مثيرة للإعجاب فعلا.

ولا أنسى ذكر سيدة تسمى سوزان لينداور Susan Lindauer والتي كانت تعمل مع المخابرات الأمريكية كمبعوث غير رسمي إلى العراق وليبيا. لكن لمعارضتها للحرب على العراق وفضحها لبعض خفايا الملفات السوداء للسياسة الأمريكية (كسعي الأمريكان لإيجاد أي مبرر لتنفيذ خطتهم المعدة مسبقا لغزو العراق) فقد تم تطبيق قانون الطوارئ الأمريكي الجديد المسمى PATRIOT Act واعتقالها دون توجيه تهم أو تقديمها للمحاكمة!.. ثم طلبت الحكومة سجنها دون الإفصاح عن التهمة بحجة أن ذلك خطر على الأمن القومي!!.. وبعدها تمت إحالتها لحجز صحي نفسي بغرض ’تقويمها‘ عقليا (داخل قاعدة عسكرية أمريكية) ومحاولة إجبارها على تعاطي حبوب وعقاقير ’للعلاج النفسي‘. لكن أحد أقربائها المحامين دافع عنها بشراسة وهدد بالتوجه للإعلام لفضح الممارسات الشائنة التي تقوم بها الحكومة ضد أحد مواطنيها بغرض إسكاتها ومنعها من ’عمل شوشرة‘ على آلة الحرب الإعلامية التي توجه الجمهور الأمريكي لقبول غزو العراق. وتم إطلاق سراحها بعد سنوات فنشرت كتابا عن المؤامرة Extreme Prejudice ودورها كمبعوثة للعراق قبل الحرب، وكشفت  أدلة تؤيد النظرية القائلة بأن الطائرات التي ارتطمت بالبرجين كانت موجهة ذاتيا عن طريق برنامج حماية تضعه شركة (بوينج) في طائراتها لتفعيله في حالة فقدان الطيار للقدرة على إكمال الرحلة، مما يمنع أي فرد موجود على متن الطائرة من التحكم فيها أو تغيير مسارها المحدد على كمبيوتر الطائرة!.. وأن ’الإرهابيين‘ المزعومين على الطائرة لم يكونوا على دراية بأن الخطة تقتضي التضحية بهم وقتلهم مع الركاب باصطدام الطائرتين بالبرجين، ثم تفجير البرجين بمادة النانو ثرمايت العسكرية شديدة القوة والتي بمقدورها إذابة حديد الأبراج الصلب، على عكس وقود الطائرات الذي ثبت علميا استحالة وصوله لدرجة حرارة تذيب الحديد الصلب المكونة منه الأبراج.. أي أن العملية المحبوكة بدقة استخدمت أسلوب الـ Controlled Demolition (تفجير ناطحات السحاب بصورة محكومة ومدروسة).

وما دام سياق الحديث قد أخذنا لمسألة 11 سبتمبر، فمن الأفضل أن أحيلك على نتائج أبحاث الدكتور ستيفن إي جونز Steven E. Jones عن بقايا مادة النانو ثرمايت المفجرة لمركز التجارة العالمي (http://www.youtube.com/watch?v=33g1wt237wE فيديو مقابلة معه) وما ترتب على ذلك من محاولة تشويه صورته في الإعلام، ومعاداة جامعته له وإحالته للمعاش!.. والرجل شارك باحثين آخرين في فحص عينات من الغبار المتراكم الناتج عن هدم البرجين ونشر عدة أوراق بحثية عن الموضوع.

كانت هذه بعض الأمثلة لعملية تحول وعي الشعب الأمريكي بعد أن أخرجته المأساة - بعض الشيء - من سباته الذي وضعه فيه الـ Elite بإنتاجهم لسيل ثقافي مستمر من مشتتات الذهن ومثبطات التفكير كالأغاني والفيديو كليبات المهيجة للغرائز، والقصص التافهة وأخبار الممثلين وانحلالهم، والتوسع غير الطبيعي في المواقع الإباحية والشاذة والمريضة، وغير ذلك مما يحيط الوعي بقوقعة مصطنعة تحجب أشعة الحقيقة وتمنعها من النفاذ للعقول. فكل يوم يأتي بجديد من الـ Distractions التي تشتت الانتباه عن أحداث اليوم السابق، بحيث يفقد الفرد العادي القدرة على التحليل الهادئ العميق لما يجري حوله من جنون ولا معقولية وعبثية تفوق الوصف!

وفي رأي الشخصي، علينا اقتناص هذه اللحظات التاريخية التي تصدمنا ونحولها لقوة دافعة تدفعنا نحو مراجعة روتين حياتنا وكيف وصلنا لحال مزر من اللامبالاة والانكفاء على النفس، تاركين خيوط اللعبة الكبرى تخنقنا، وغافلين عمن يقتنص غفلتنا ليزيد بها من قوته وسيطرته علينا وعلى الأجيال القادمة التي ستولد في جو مشبع بالسلبية والانتهازية الرخيصة العمياء.. فيولدون رقيقا مستعبدا لا يرى غير مطالب ورغبات سادته!

إن الـ Elite ليسوا آلهة ولا سوبرمان. بل من يدرس تاريخ محاولاتهم لاستعباد الأجساد والعقول يعرف أن خططهم قد تفسد أحيانا. فخطتهم في بداية القرن العشرين كانت تتوقع أن العالم سيئن تحت نير الحرب التي أشعلوها بحيث يطلب منهم الخلاص تحت أي شروط. لكن جاءت الحرب العالمية الأولى وخسرنا فيها الكثير (ضاعت الخلافة العثمانية مثلا، واستقر الاحتلال البريطاني في دولنا، وجاء وعد بلفور وتقسيم بلاد المسلمين، وتفككت الملكية في أوروبا ومات الملايين من البشر عبثا وهدرا، وتكونت الدولة الشيوعية المستبدة إلخ) لكن العالم استمر يترنح ولم يسقط تمام السقوط. ثم جاءت الجولة الثانية للحرب WW II ومات الملايين مرة أخرى وتضخمت بنوك اليهود وصناع السلاح، وتم تكوين الدولة المسخ Israel وتثبيت قوتين عالميتين يتنازعان استقطاب الدول الأخرى في حين أن محرك خيوطهما في الخفاء واحد!.. واحترقت الوجوه وتشوهت الأجنة مع القنبلتين الذريتين، وتم تدمير البنية التحتية للكثير من البلدان العربية التي جعلتها أوروبا ساحة للحرب بين الحلفاء والمحور النازي، في حرب لم يكن لنا فيها ناقة ولاجمل، إلخ.
لكن بطريقة ما، وبحمد الله، لم ينجح (الإليت Elite) في التنفيذ التام لمخططهم، وبقيت لنا ذرات من الأمل في أننا لن نباد نهائيا مع على وجه البسيطة كما أرادوا لنا، وكما تخطط الأمم المتحدة نفسها منذ سنوات! (راجع ما يسمى Agenda 21 وخطة منظمة نادي روما Club of Rome لتقليل عدد السكان بحجة الحفاظ على الموارد وحماية البيئة!)

فها نحن اليوم مستضعفون لكننا على الأقل لم ننمح تماما من مسار التاريخ. لأن الله أعطى رسوله (صلى الله عليه وسلم) وعدا بأننا لن نُهلك بـ ’سَنة عامة‘.. أي كارثة تأتي فتمحونا تماما، مثلما تروج هوليود بأفلام الكوارث ونهاية العالم وتقويم المايا وكارثة 2012 إلى آخر هذا الكلام.

لكن دمارنا وهلاكنا يكون نابعا من بيننا. باختلافنا، ومخالفتنا للقواعد الفطرية والأسس الإسلامية التي حفظت أجدادنا حتى مع ما مر عليهم من كوارث كغزو التتار وأهواله. فسر قوتنا واستمرارنا هو أننا نعلم أن المعادلة ليست مادية بحتة كما يظن الـ Elite.. فمجرد قوتهم العسكرية وعتادهم وقنابلهم ومكرهم بنا ليلا ونهارا وتخطيطهم الدءوب لإهلاكنا لا يعني بالضرورة أنهم سينتصرون!

يتبع..

الاثنين، 30 أبريل 2012

نحو نظام عالمي جديد.. 2

بعد أن تكلمت في التدوينة السابقة عن طريقة الـ Elite في التفكير، يجب أن أذكر أسلوبهم في العمل. فمن كتبهم وأقوال عملائهم وإنتاجهم الأدبي يمكن أن نستقرئ خلاصة منهجهم وخطوطه العامة.. هدم القديم وإحلال جديد محله. المشكلة هي أنهم مستمرون في سياسة الهدم هذه منذ مئات السنين بحيث تم تقويض الثوابت المجتمعية والأصول والأعراف وتشويه الفطرة وتذويب نواة المجتمع (الأسرة - العائلة - القبيلة) وتكوين أجيال غير مبالية ولا مهتمة بالعالم حولها لدرجة أن مجرد التفكير في تحويل كل هذا الحطام إلى شيء نافع - حسب رؤيتهم - هو أمر مثير للضحك!
من الأفضل لهؤلاء المتآمرين أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ويعترفوا بأن مخططهم يحمل الدمار والهدم فقط، دون أية نية في البناء.. وأن يعترفوا بحقيقة كونهم ممثلين للـ ’’الشر المجرد‘‘ Pure Evil وعملاء للخراب، بدلا من أن يستمروا في خداع أنفسهم بمسألة أنهم يهدمون المجتمعات من أجل إعادة بنائها من جديد على نظام مغاير.
وبمناسبة الكلام عن البناء، فسأكشف لك سرا عن السبب الحقيقي وراء اسم أحد الأذرع الهامة للمشروع التآمري التلمودي العالمي، وأعني بالطبع الفريميسون\ البنائين الأحرار\ الماسون Free Masonry. فكعادة هؤلاء في حب الرموز المغلقة والدلالات الغامضة الخفية التي لا يفهم مغزاها الفعلي إلا إياهم، اختاروا لأنفسهم اسما بالإنجليزية يعني (جماعة البنائين الأحرار) ثم نسجوا حوله أسطورة مختلقة مفادها أنهم سلالة عمال البناء في العصور الوسطى الذين هندسوا وأقاموا الصروح الكبيرة والقلاع والكنائس المشيدة التي امتازت بها هذه الفترة، وأنهم أيضا امتداد للشخصية التوراتية الغامضة حيرام أبيف (رئيس البنائين) Hiram المنسوب له سبك مسبوكات هيكل سليمان.
وهو استكمال لباقي المزاعم اليهودية التي تحب أن تنسب لنفسها كل بناء ضخم (كنوع من التباهي) مثلما قالوا أنهم من بنى أهرامات الفراعنة وأخذوا المثلث والهرم رمزا أعلى للماسونية ووضعوه على مصدر قوتهم في الوقت الحالي.. الدولار الأمريكي!!
واتخذوا رمزا إضافيا هو تبسيط لشكل نجمة داوود Star of David (أو درع داوود) وهو مكون من مثلث علوي يمثله الفرجار (البرجل الهندسي) ومثلث سفلي متداخل معه تمثله زاوية البناء (المربع قائم الزاوية المستخدم لدى البنائين). وتوسعوا في هذه الرمزية فأضافوا حرف الـ G كممثل لكلمة (إله) God وكلمة (هندسة Geometry)، وأطلقوا على الإله اسم (مهندس الكون الأعظم) !!
أما حقيقة التسمية - أو إحدى الحقائق إن أردت الدقة! - فهي أنهم يعتبرون أنفسهم بناة المجتمعات. أي أنهم من ’يخلق‘ الثقافات والآداب التي يطعمونها للعوام بأنفسهم!.. وأنهم من يسيطر على النشر وصناعة الإعلام والترفيه والأكاديميات، ويختارون ما ينشر وما لا ينشر بين الناس، وفي أي وقت معين سيتم ’تزيين‘ إتجاه ثقافي محدد وتلميعه بحيث يقبل عليه الناس الغافلين عن مصدره الأساسي!.. فعلوا هذا في بريطانيا منذ أيام شيكسبير  Shakespeare - (الذي كان منهم، وكان اسما مستعارا للاعب أساسي في سياسة البلاط وقتها: السير فرانسيس بيكون Francis Bacon !) - وفي أيام هـ ج ويلز H. G. Wells الذي أسس لأدب الخيال العلمي - (وكان منهم أيضا ويعمل على نشر البروباجندا التي يطلبونها منه، وقد نتعرض فيما بعد لكتابيه قليلي الشهرة: المؤامرة المفتوحة والنظام العالمي الجديد) - وفعلوه أيام نشر الثورة الجنسية الإباحية في الستينيات وثقافة الهيبيز والبيتلز والروك والبوهيمية والوجودية والشيوعية والرأسمالية - أي الشيء ونقيضه الظاهري المعلن! - إلخ..
فعلوا كل هذا في الغرب - واستورده عملاؤهم وصنائعهم في الشرق ليبلونا به - وهم يتباهون بأنهم نشروا المذاهب الهدامة والمتضاربة والمتنوعة بحيث تبقى الجموع الغافلة مخدوعة في ’شيء ما‘ طوال الوقت. فلا يبقى مجال لصفاء الذهن والتفكير العميق غير المشوب بسموم الأفكار المصطنعة، فلا خوف وقتها من أن تتجمع ’القطعان المستأنسة‘ لتقوم بتغيير حقيقي لواقعها المخطط لها والمرسوم بدقة على يد هؤلاء الـ Elite.
ولم يعاندهم سوى العقائد الدينية، فركزوا جهودهم على اختراق الكنيسة النصرانية الكاثوليكية من الداخل وتخريبها - وقد نجحوا نجاحا تاما في هذا - لكن محاولاتهم العديدة والمستمرة لفعل نفس الشيء مع الإسلام لم تنجح إلى اليوم!.. ربما نجحوا في خلق الصراعات وتكوين فرق مبتدعة تنتسب للإسلام زورا - كالرافضية والبهائية والباطنية - لكن قلب الإسلام ولبه (نص الكتاب والسنة) لم يستطيعوا تحريفه حتى مع استماتتهم في ذلك (على يد ’مفكريهم‘ من أمثال طه حسين وأحمد أمين والعقاد ولطفي السيد وسلامة موسى وباقي ’الرموز‘ التي تعلمنا في المدارس أنها قامات الفكر والثقافة!).. لكن للتفصيل في هذا موضع آخر بإذن الله.
وبالعودة لموضوع تسمية الـ Free Mason فسأطلعك على معنى عزيز يحفظونه عندهم ولا يطلعون عليه أحدا تقريبا، وهو أنهم يعتقدون أنهم سلالة كهنة الفراعنة وأنهم خرجوا من مصر - أي بني إسرائيل - محملين بأسرار المعابد وغوامض سحرة فرعون!.. فالـ Elite واليهودية الصوفية تتصف بسرقة أي فكرة تعجبها وتنسبها لنفسها، حتى إن كانت فكرة وثنية ترتكز على عبادة الشمس والتنجيم وتقديس الكواكب!
فتراهم انبهروا بالمعتقدات الفرعونية الوثنية الظالمة والمستبدة والمؤلهة لفرد الفرعون، وفضلوها على دين التوحيد الذي جاء به موسى عليه السلام. أعجبتهم الطقوس والرموز والغرائب والغموض والقرابين والأسرار المقدسة وعجل أبيس وصورة الهرم ومعبود إخناتون الذي صوره في صورة الشمس المشعة.. سرقوا هذه الأفكار المهترئة ودمجوها في ديانتهم السرية التي لم تعرف العامة أسرارها إلا مؤخرا جدا!.. فهل رأيت ترجمة التلمود للعربية منتشرة في مكتباتنا وكلام مفكرينا المزعومين؟ لا.. لأن المتحكمين بثقافاتنا لا يريدون لنا معرفة هذه الأمور وإلا صارت مألوفة للمسلمين واستوعبوها وفهموا ما يحدث في العالم على هداها.

وقد أعجبوا برمزية الشمس لدرجة أنهم قدسوها وأخذوا من اللغة المصرية القديمة كلمة Phre Massen بحيث تشابه منطوق الكلمة الإنجليزية Free Mason. أما phre (فري) فتعني الشمس\ النور. و massen هي جمع كلمة mas التي تعني ابن\طفل، فيكون المعنى العام (أبناء الشمس) أو (أطفال النور)
وهذا المعنى نادر أن تجد من أشار إليه من الدارسين أو الباحثين العرب، وهو مفتاح لمن يدرسون منظمة الـ Illuminati أو (النورانيين) !!
وما دمت قد استرسلت في مسألة التأصيل اللغوي فيمكن الإشارة إلى سبب آخر لاختيار الماسون لهذه اللفظة المصرية القديمة بالذات، وهي إشارة لطيفة. فموسى عليه السلام تجد في المعاجم العربية عدة محاولات لبحث أصل اسمه (في لسان العرب وغيره) ومنها أن كلمة موسى كانت تعني عند المصريين وقت الفراعنة: الطفل! إشارة لواقعة سحب الجواري لتابوته من الماء وإيصاله لآسيا امرأة فرعون في في القصر.
وقد أشار (توماس باين Thomas Paine) لمسألة أصل الماسونية في إحدى كتاباته، أقتبس هنا فقرة منها منشورة حوالي 1818م:
To come then at once to the point, Masonry (as I shall show from the customs, ceremonies, hieroglyphics, and chronology of Masonry) is derived and is the remains of the religion of the ancient Druids; who, like the Magi of Persia and the Priests of Heliopolis in Egypt, were Priests of the Sun. They paid worship to this great luminary, as the great visible agent of a great invisible first cause whom they styled " Time without limits."

وهو يشير أيضا لطائفة كانت تعيش في الجزيرة البريطانية قديما وتعبد الشمس أيضا على أنها أصل آخر للعقيدة الماسونية، وهم طائفة الدرويد Druids أو (الكهنة). ويشير أيضا لباقي الأصول الوثنية التي انبثقت منها الماسونية، أي كهنة الشمس في مصر القديمة هيليوبوليس ومجوس النار في فارس. فموضوع تقديس ’ القرص المضئ العظيم‘ يبدو أنه منتشر حتى اليوم بين بعض الفئات، لكن في شكل أكثر ’أناقة‘، وإن بقيت الرموز واحدة تقريبا!

 ويمكنني الاستطراد في هذه المسألة لمن تعرض بالدراسة لـ Illuminati وتقديسهم - تحت غطاء يتمسح بالفلك والفيزياء الكونية - لـ ’شمس أخرى‘ هي النجم Sirius الذي بدأوا يقولون أنه (مكانهم الأصلي) وجنة عدن التي جاءوا منها ليحكموا ’كوكبنا الصغير‘ !!
ولك أن تتعجب حين تسمع مثل هذه المعتقدات الخرافية والخزعبلات من أفراد يصفون أنفسهم بالمفكرين، ويمجدهم الإعلام في الغرب وكأنهم عباقرة هذا الجيل!
وبالمناسبة، فهذا النجم المشهور مذكور بالاسم في القرءان لإثبات أن الله هو رب كل شيء، وتنبيه هؤلاء المغفلين الذين يقدسون نجما
 وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) سورة النجم
(راجع هذا المقال لمزيد من المعلومات عن النجم http://quran-m.com/articleprint.php?id=815 )
(حاشية: راجع استخدام مؤلفة قصص هاري بوتر لاسم النجم Sirius كأحد أبطال قصتها، ولاحظ استخدام هوليود لكلمة مطابقة لكيفية نطق اسم النجم وهي Serious ككلمة محورية في الأفلام التي تحمل أفكارا هامة يريدون توصيلها للعوام! مثل شعار فيلم باتمان الثاني: Why So Serious.. وغير ذلك من محاولات الـ Elite المضحكة لإقحام إشارات مبطنة في أعمالهم لعقيدتهم بغرض التمهيد لإظهارها للناس علنا في المستقبل!)

وكل هذا تجده أيضا في كتب الزوهار Zohar وهي عقيدة القبالا\الكبالا اليهودية الصوفية التي لا يسمحون بتعلمها إلا للصفوة والمختارين منهم! والتي تقدم نظريات لنشأة الكون تخالف ما تقوله توراتهم نفسها، ويقدسون في هذه المدرسة العقائدية النور والإشراقات الإلهامية والشمس، ويستخدمون السحر والأعداد والطلاسم والتنجيم.. ويدعون أنهم حفظة "الحكمة السرية" المتوارثة عبر العصور للخواص من البشر!
وقد لوحظ انتشار القبالا مؤخرا بين طبقة من ’الفنانين‘ الغربيين في إحدى صورها المخففة، فيما أسماه اليهود Kabbala Center. وكان ممن تحول إلى هذه المعتقد المغنية مادونا Madonna والتي تفضل الآن اسما يهوديا جديدا هو (إستر) وتمتنع عن تقديم عروضها الموسيقية ليلة السبت لأنه عيد اليهود الأسبوعي !!
(حاشية: يحب الـ Elite أمثال هذه التحولات والتغيرات التي تحمل معان لا يفهمها إلا هم غالبا، ويسخرون من العامة لعدم تنبههم لها ولا لمغزاها. فكلمة مادونا هي لفظة كاثوليكية تعني مريم العذراء!.. فتغييرها لديانتها إلى اليهودية يجلب لليهود سعادة ومصدرا مبطنا للسخرية من العقيدة النصرانية الغربية التي يعيشون وسطها)

قد أكون أثقلت عليك بكل هذه الإشارات والمعلومات.. لكن عذري هو أن تلاحظ (الأنماط المتكررة) التي يبثونها حولنا، وترى كم هي مترابطة في الحقيقة على الرغم من تباعدها الظاهري. ففي حين أن الصلة الظاهرية بين مغنية أمريكية واسم نجم في السماء وكتاب يهودي قديم كالزوهار هي أمر قد لا يظهر للوهلة الأولى، إلا أن الصلة موجودة وتتضح لمن يتعمق في دراستها واستنباط خفاياها واستنتاج ارتباطاتها بالنظام العالمي الذي نعيشه حاليا!

يتبع..
 -----
((
 إضافة بتاريخ 1 مايو:
قرأت اليوم فقرة لها صلة بالموضوعات المشار إليها في التدوينة، والغريب هو أن كاتبها هو الرئيس الكوبي السابق الشيوعي فيدل كاسترو!!
فهو ينشر ’تأملات الرفيق فيدل‘ تعليقا على أحوال العالم وأحداثه، وهذا رابط أحد هذه التأملات، بترجمة عربية رسمية من الحكومة الكوبية!
http://ar.cubadebate.cu تأملات الرفيق فيدل - الحكومة العالمية - الجزء الأول
عنوان المقال: الحكومة العالمية - الجزء الأول
Reflections by Comrade Fidel - THE WORLD GOVERNMENT Part I


ألدوس هوكسليه، حفيد توماس هـ، هوكسليه، مؤسس مجموعة الطاولة المستديرة” لرودس، وهو البيولوجي الشهير والبليغ الذي ساعد شارلز داروين عل تطوير نظرية التطوّر، كان القسّ الأعلى لحرب الأفيون الإنكليزية.
توينبي، الذي تعلّم في أكسفورد [...] عمل كمندوب بريطاني في مؤتمر باريس للسلام، المنعقد في عام 1919….
كان راعيه في أكسفورد هـ. ج. ويلز، مدير خدمات التجسس البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى والأب الروحي لمؤامرة أكواريوم. وألدوس هوكسليه كان أحد تلامذة “أبناء الشمس”، وهي معتقد كان يشارك فيه أبناء نخبة “الطاولة المستديرة” البريطانية. أشهر رواياته: “عالم سعيد”، هي مسوّدة (بتكليف من عدة مجالس عالمية) لعالم اشتراكي مستقبلي أصيل في ظل حكومة وحيدة أو، كما قال معلّمه الفابيّ (أي من الجمعية الفابية الاشتراكية) هـ. ج. ويلز، واستخدم كعنوان لإحدى رواياته الشعبية.. مسوّدة "للنظام العالمي الجديد"…
في “عالم سعيد”، ركّز هوكسليه  على المنهج العلمي من أجل الإبقاء على كافة السكان خارج نخبة الأقلية في حالة شبه دائمة من الخنوع ومغرمين بأغلالهم. من الوسائل الرئيسية لتحقيق ذلك أتت الحقن التي تشوه وظائف الدماغ وأدوية كانت الدولة ترغم مواطنيها على استهلاكها. وبرأي ويلز، فإن ذلك لم يكن مؤامرة، وإنما على الأصح “دماغ عالمي يعمل كشرطي حرب”.
في عام 1937 انتقل هوكسيليه إلى كاليفورنيا، حيث اشتغل ككاتب سيناريو  لكل من “MGM” و”Warner Brothers” ووالت ديزني، وذلك بفضل إحدى العلاقات التي كان يقيمها في لوس أنجلوس مع يعقوب زيتلين. [...] “باغسي شييغل، رئيس منظمة لانسكي للمافيا على الساحل الشرقي، كانت له علاقات وثيقة بكل من ‘Warner Brorhers’ و’MGM’”.
في الواقع العملي، صناعة الاستعراضات الفنية –إنتاجاً وتوزيعاً وتسويقاً ودعاية- تخضع لسيطرة مافيا تنشأ عن اتحاد الجريمة المنظَّمة ونصّابين رفيعي المستوى من وول ستريت، وهم بدورهم يخضعون لسيطرة نادي بيلدربيرغ الجبّار. صناعة الاستعراض الفني مصمِّمة كما يصمَّم أي “خطّ تجاري” لنادي بيلدربيرغ وأنصاره.

“Aldous Huxley, the grandson of Thomas H. Huxley, the founder of the Rhodes Roundtable group and the famous and eloquent biologist who helped Charles Darwin develop the evolution theory, was the high priest of the British Opium War.”
“Toynbee, an Oxford graduate [...] was the British delegate to the Peace Conference held in Paris in 1919…”
“‘His tutor in Oxford was H. G. Wells, the director of the British intelligence during the First World War and spiritual father of the Aquarian Conspiracy. Aldous Huxley was one of the initiates in the ‘Children of the Sun’, a Dionysian cult joined by the children of the British Roundtable elite.’ His most famous novel “Brave New World” is a blueprint (ordered by several world councils) for an authentic future socialist world under a unique government or, as its Fabian mentor H. G. Wells described and used as a title of one of its popular novels, a blueprint for The New World Order…”
“In ‘Brave New World’ Huxley focused on the scientific method to keep all populations outside the minority elite under an almost permanent state of oppression and make them love their servitude. The main tools used to achieve that were some vaccines which altered the functions of the brain and the medicines that the State forced the population to consume. In Well’s opinion, this was not a conspiracy, but rather a ‘one-world brain’ which would function as a police of the mind.’”
“In 1937, Huxley moved to California where he worked as a script writer for MGM, Warner Brothers and Walt Disney, thanks to one of his contacts in Los Angeles: Jacob Zeitlin.” [...] ‘Bugsy Siegel, the West Coast boss of the Meyer Lansky syndicate, was heavily involved in Warner Brothers and MGM.’”
“In fact, show business -production, distribution, marketing and publicity- are under the control of a mafia that results from the merging between organized crime and Wall Street high level con-men who are ultimately controlled by the all-mighty Bilderberg. Show business is designed like any other ‘business line’ run by Bilderberg and its henchmen.”
 ))