العرب اليوم موقع إخباري عربي مستقل ينقل اخبار العالم العربي على مدار الساعة كل جديد في عالم السياسة والاقتصاد والرياضة والصحة والفن والثقافة
الاثنين، 4 يونيو 2012
حقيقة مادار اليوم بين مرسي وصباحي وأبو الفتوح!
اجتمع اليوم كل من مرشحى الرئاسة د. محمد مرسي – الاستاذ حمدين صباحى – الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وناقش الحاضرون الموقف الحالي بكل تطوراته وما جرى في الايام الاخيرة من احداث واهمها الاحكام الصادرة التي أهدرت حق الشهداء والمصابين واتفقوا على ضرورة مواصلة السعى لتحقيق واستكمال اهداف الثورة والحصول على حق الشهداء والمصابين وانتقال السلطة إلى سلطة مدنية بعد فترة نتقالية مرتبكة ارتكب فيها أخطاء كبيرة أدت إلي ما نحن فيه الاَن واتفقوا على الاتي :
أولاً: وجوب إجراء محاكمات عادلة وعاجلة لمبارك ورموز نظامه لتحقيق العدالة وإحترام حق الشهداء والمصابين والمحاسبة علي الفساد المالي والسياسي الذي إرتكب طوال مدة حكمه.
ثانياً: إستمرار الضغط الشعبي والجماهيري لحين تطبيق قانون العزل بشكل ناجز وقبل إنتخابات الإعادة والتأكيد علي أن الإنتخابات النزيهة هي الضمانة الوحيدة لتطبيق القانون.
ثالثا: الدعوة لمليونية غداً الثلاثاء الموافق 5 يونيو الجاري بالمشاركة مع كل القوي السياسية والوطنية المختلفة.
رابعا: ضرورة إستمرار اللقاء والتشاور والنقاش في كل المقترحات والموضوعات المطروحة ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي مدني لتحقيق وإستكمال الثورة والإنتقال السلمي للسلطة لمؤسسة مدنية يرضى عنها الشعب بحق. والله ولي التوفيق وهو نعم المولي ونعم المصير.
أولاً: وجوب إجراء محاكمات عادلة وعاجلة لمبارك ورموز نظامه لتحقيق العدالة وإحترام حق الشهداء والمصابين والمحاسبة علي الفساد المالي والسياسي الذي إرتكب طوال مدة حكمه.
ثانياً: إستمرار الضغط الشعبي والجماهيري لحين تطبيق قانون العزل بشكل ناجز وقبل إنتخابات الإعادة والتأكيد علي أن الإنتخابات النزيهة هي الضمانة الوحيدة لتطبيق القانون.
ثالثا: الدعوة لمليونية غداً الثلاثاء الموافق 5 يونيو الجاري بالمشاركة مع كل القوي السياسية والوطنية المختلفة.
رابعا: ضرورة إستمرار اللقاء والتشاور والنقاش في كل المقترحات والموضوعات المطروحة ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي مدني لتحقيق وإستكمال الثورة والإنتقال السلمي للسلطة لمؤسسة مدنية يرضى عنها الشعب بحق. والله ولي التوفيق وهو نعم المولي ونعم المصير.
------------------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".
الجمعة، 1 يونيو 2012
عند القائد إبراهيم
بسرعة سأحاول أن أسجل هنا بعض احداث وحوارات اليوم. فبعد الخروج من صلاة الجمعة (كانت الخطبة ممتازة بالمناسبة!) وشراء جريدتي الأسبوعية المعتادة، جريدة الفتح الصادرة عن الدعوة السلفية، توجهت نحو المكان المعتاد للتظاهرات بالاسكندرية، أي ساحة مسجد القائد إبراهيم المطل على شاطئ البحر.
كانت حرارة الجو تفوق القدرة على التحمل، كما هو متوقع من طقس أول يوم من شهر يونيو. وبعد فترة من السير تحت قيظ الشمس وصلت أخيرا للمكان المنشود، وكلي استعداد للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها بعض القوى السياسية الثورية احتجاجا على عدم تنفيذ قانون العزل السياسي ضد مرشح فلول الحزب الوطني للرئاسة، الفريق أحمد شفيق.
لم تكن الساحة مزدحمة كما كنت أتوقع، وأظن حالة الطقس هي السبب بالإضافة لجو الانتظار الذي يسيطر حاليا على المصريين المترقبين لتطورات الموقف السياسي وإعلان نتيجة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك غدا، والاستعداد لجولة الإعادة الانتخابية بين شفيق ومرشح الثورة والإخوان المسلمين: الدكتور محمد مرسي.
بعد معاينة سريعة للمكان وطبيعة المتظاهرين وقلة عددهم قررت الجلوس على سور أحد المباني المجاورة وتصفح الجريدة التي أحملها معي.. لكن المناقشات حولي بين الناس كانت قد بدأت وعلا الصوت وارتفعت حدة الحوار بين الداعين لمقاطعة العملية الانتخابية أصلا والذين يؤيدون محمد مرسي كحل أخير لإنقاذ الثورة من براثن حكم العسكر ولول النظام الفاسد القديم الذي يعاود الظهور بقوة ويحاول استعادة عرشه الذي ظن الجميع أنه انزاح عنه للأبد.
وجدت حولي فئات متنوعة من المواطنين، بينهم الشباب والشيوخ وذوي التوجه الإسلامي وغيرهم، مما أعطى للوقفة الاحتجاجية نكهة تعبر عن المصريين بشكل عام، دون ظهور واضح لتوجه على حساب الآخر.. وإن كانت الملصقات الدعائية تعلن التأييد للمرشح الخاسر الناصري اليساري (حمدين صباحي).
وفجأة، ظهر امامي شخص يرتدي بدلة رسمية ويحمل الميكروفون وجواره مصور يحمل كاميرا التليفزيون!
كان من الواضح أن المذيع اختارني من بين الجلوس لأسباب شكلية ظاهرية بحتة. وأظنه رأى شابا ملتحيا يرتدى ملابس (كاجوال) ويقرأ جريدة وسط وقفة احتجاجية، فقرر أني ضالته التي يريد أن يسجل معها حواره.
وطبعا كأي مصري الآن، فلدي حساسية من الإعلام عامة، لما يقوم به من دور تحريضي وتشويهي منذ بداية الثورة. ولما تقوم به القنوات الفضائية من قلب للحقائق والانحياز لصف الفلول ضد الثورة وضد كل ما هو إسلامي. فكان أول خاطر مر على ذهني هو أنه سيسجل معي الحوار ثم يقتطع منه ما يخدم غرض قناته التي يعمل بها، مخرجا كلامي من سياقه، مما قد يعطي للمشاهد انطباعا هو عكس ما سأقوله تماما، كما حدث مع كثيرين غيري مؤخرا.. فقررت عدم قبول التسجيل معه قبل أن أعرف لأي جهة إعلامية ينتمي.
- (قلت بحدة ودون وجل من عدسة الكاميرا المصوبة على وجهي) قناة إيه؟
- (يرد المذيع بابتسامة لزجة وكأنه غير مصدق أني لم أنبهر بكوني محط أنظار كاميرته، ولم أدخل في حالة الانفعال والخطاب الدرامي التي تصيب الكثير من المواطنين لحظة توجيه أي كاميرا تليفزيونية لهم) الاسكندرية
- فيه قناة اسمها الاسكندرية؟! (سألته في استفهام حقيقي، لكن مع الاحتفاظ بحدة النبرة، وكأني محقق شرطة يستجوب متهما)
- (رد أحد الجالسين عن يساري على سؤالي وأفهمني أنه يقصد القناة الخامسة المحلية. وهي ضعيفة الإنتاج وتملكها الحكومة ولا يشاهدها أحد تقريبا. فأشرت له بامتعاض رافضا التصوير)
- ما تقول إنك مش عايز تسجل معانا!
- أيوة، أنا مش عايز أسجل معاك!
فتركني وانحرف مع المصور الذي يتبعه ناحية اليمين قليلا. لكنه واجه رفضا أكثر حدة من شخص آخر، الذي ارتفع صوته وهو يسب التلفزيون الحكومي ويصفه بأنه مضلل للناس وكاذب، وكادت أنت بدأت مشاجرة كلامية بين الطرفين. وكان رد المذيع على هجوم الشخص الآخر هو قوله: على العموم ’كل إناء بما فيه ينضح‘ !!
ورحل المذيع ومعه المصور بعد أن استشعرا عدائية الجمهور لهم.
فالتف حولي بتلقائية بعض الشباب، ربما إعجابا بموقفي وأني رفضت هذه الفرصة ’الذهبية‘ التي كادت تتيح لي الظهور في التليفزين!
وبدأ نقاش حول رد الفعل إن تم تزوير العملية الانتخابية في الجولة الثانية لصالح المرشح الفاسد (أحمد شفيق) ومن يدعمه من العسكر والشرطة وفلول نظام الحزب الوطني المنحل. ودخلت أطراف أخرى في الحوار، من المواطنين المتذبذبين في اختيارهم، وآخرين يميلون للحل الثوري، وآخرين يريدون استقرارا مزعوما يتوهمون أن التصويت لشفيق سيجلبه لمصر!
أحد كبار السن أطال الحوار معي حول مرشحه الذي كان يدعمه في المرحلة الأولى ثم تحويل جهوده ناحية محمد مرسي بصفته المرشح الثوري الوحيد المتبقي بعد استبعاد الباقين أو خروجهم من السباق.
واستغليت الفرصة لنشر الجريدة بين المحيطين بي، حتى أخذها أحدهم ليقرأ خبرا أعجبه فيها. وسألني آخر عن ميولي إن كانت إخوانية أم سلفية، وحكى لي آخر تفاصيل بعد وقائع التزوير الحكومي لصالح شفيق وتعمد قوات الأمن لترك حالة الانفلات وعدم التضييق على اللصوص حتى يضغطوا على الشعب لقبول من ستفرضه عليهم القيادة العسكرية الحالية!
حكى لي عن أسرة أحد العسكريين المتوفين إذ اكتشفوا تلاعب في صورة بطاقته الشخصية كجزء من عملية التزوير المتوقعة لصالح شفيق، وعن مخطط الحكومة في قطع الكهرباء عن المواطنين في أوقات معينة لتأخير وصول أخبار الاحتجاجات لهم عبر شاشات الفضائيات ومواقع الإنترنت.
كان الحديث مفيدا وشيقا في الجملة، خصوصا وقد صحح لي ما كنته أظنه في مسألة تنازل أحد المرشحين عن الانتخابات. ففي حين كان ظني هو أن يفوز الآخر تلقائيا، إلا أنه أخبرني بضرورة أن تجري الانتخابات بالمرشح الواحد المتبقي، فإن حصل على أكثر من نصف أصوات الناخبين صار ئيس مصر، وإلا تمت إعادة العملية الإنتخابية كلها من البداية.
نشرت بين الناس الجلوس بعض أقوال شفيق الغبية التي صرح بها للإعلام، خصوصا وأني متابع لحملته الانتخابية في الفترة الأخيرة.. ومنها وعده للأقباط أن يحذف الآيات القرآنية من كتب اللغة العربية أو على الأقل يضيف آيات من الإنجليل لتصير مقررة على الطلبة المسلمين!.. وتصريحه بأنه سيقتل المتظاهرين ضده ولو وصل عددهم لـ 2 مليون مواطن!.. وبعض الأقوال الأخرى من هذا القبيل التي تدل على طبيعته ضيقة الأفق وبلطجته، بما لا يصلح معه لمنصب الرئيس إطلاقا.
على العموم، سنرى كيف ستكون ردة فعل الجماهير إن حدث تزوير لصالح هذه الشخصية الفاسدة المتعجرفة، والتي أتوقع أن تكون غضبة عارمة من البعض، قد تدخل بمصر عهدا فوضويا لم تعهده منذ فترة طويلة.
الخميس، 31 مايو 2012
سلامة المصري في حديقة الحيوان
بكل همة ونشاط استيقظت هذا الصباح ثم قررت أن أذهب في رحلة قصيرة لحديقة الحيوان!
ولا أريد أن تخدعك هذه الجملة الافتتاحية فتتصور أني من ذلك النوع من البشر الذي يقوم بالأمور بعفوية ودون تخطيط.. فقرار هذه الرحلة ظل يختمر في الذهن لفترة غير قصيرة، إلى أن صار التأجيل أكثر من هذا شيئا لا يحتمل.
فعلى الرغم من القرب النسبي للمكان من منزلي، إلا أني كأغلب أهل الإسكندرية قلما أزورها.
وربما يعود سبب هذه الندرة في الزيارة لكثرة مشاغلهم أو لاضطراب الحياة عامة في مصر الآن.. لكن السبب الحقيقي في ظني هو فقدان المصريين للقدرة على الاستمتاع بالأشياء الحياتية البسيطة. وهو شيء ينبع عادة من داخل الإنسان ويختلف من مجتمع لآخر. ففي حين لا يشعر المواطن الأمريكي بالإشباع إلا بمجاوزة الحد في الترفيه والسهر والشرب والأكل إلخ، نجد المواطن الياباني التقليدي يمكن أن تكفيه زيارة قصيرة لحدائق الزهور اليابانية الشهيرة لتعطيه شعورا بالسعادة يكفيه طوال الأسبوع!
لكن دعني لا أنجرف مع تيار المواضيع الجانبية، لأعود وأركز على أحداث هذا اليوم.
في الثامنة والربع صباحا بدأت رحلتي. وما يجعلني أتذكر الوقت بهذه الدقة هو توقف أحد سائقي التاكسي أمامي فجأة ليسألني (يا شيخ، لو سمحت.. الساعة كام؟)
((سبب كلمة ’شيخ‘هو اللحية، بطبيعة الحال!))
وكعادتي ركبت عربة (اترام الكهربائي الصفراء) وما هي إلا بضعة محطات حتى وجدتني بقرب السور الطويل المحيط بالحديقة.
((لاحظت أن تعريفة الترام ارتفعت من 25 قرشا إلى 50 قرشا، وهو أمر توقعته بعد أن بدأوا منذ فترة في رفع ثمن التذكرة لـ 50 قرشا في الفترة المسائية، كتمهيد وتكييف للجماهير بالتدريج. يبدو أن الحكومة المصرية فهمت أخيرا كيف تتعامل مع شعبها لتمنع المزيد من الاحتجاجات على زيادة الأسعار!))
تحت الشمس الحارقة مشيت إلى أن وصلت للبوابة الخضراء لحديقة حيوان الاسكندرية. الفتاة التي تعمل على البوابة أعطتني التذكرة (3 جنيهات). ولما خطوت أولى خطواتي داخل المكان تنبهت إلى أني وصلت مبكرا. فالعمال ما زالوا يرشون المكان بالماء، والحيوانات تتمطى وهي في حالة كسل صيفي، والمكان شبه فارغ إلا من أشخاص متفرقين هنا وهناك.
وبطبيعة الحال زادني خلو المكان سعادة. فلا أسخف من أن تقف تتأمل قرد البابون في صمت لفترة طويلة وأنت محاط بجموع غفيرة من العائلات والأطفال المشاغبين وزوار يتحدثون في صوت مرتفع يطغى على قدرتك على التمتع باللحظة.
((بالمناسبة، إحدى قردة البابون كانت هذه المرة ترمقني بطرف عينها في نظرات مختلسة وهي منهمكة في تقشير حبوب شيء يشبه الفول السوداني. لا أعرف الدافع الحقيقي وراء هذه الحركة حتى الآن. هل كانت تخشى أن أقتحم عليها قفصها الحديدي لأسرق طعامها؟!))
وقفت بعض الوقت أمام بحيرة البجع وطيور التم والبط. لي ذكريات جميلة في هذا المكان على مر السنين، آخرها يوم وقفنا نقذف قطع الخبز والسندوتشات للطيور فأصابتها حالة هياج وتدافع على الطعام بشكل شبه هيستيري!
بالطبع وجدت مكان الزرافة على حاله كما عهدته.. خاليا منذ أن ماتت الزرافة التي كانت تملكها الحديقة. ويبدو أن نفس الشيء حدث مع الفيل.
لم أدخل بيت الزواحف فهو ممل كعادته، والثعابين فيه أشبه بالتماثيل الساكنة، لا تتفاعل مع الجمهور!. ولم يكن بيت السباع (الأسد) قد فتح أبوابه بعد. أظن الأسود كانت تتناول وجبتها الصباحية، وإن كنت رأيت أحدها قد خرج من القفص ليستريح قليلا على الصخرة المخصصة له. فالأسود بطبيعتها كسولة وتنام أغلب يومها، وتعتمد على الإناث في الصيد وجلب الطعام!
لكن المشهد الذي أثر في نفسي فعلا هو الضبع.
الحيوان صاحب السمعة السيئة - (سبع ولا ضبع؟) - والذي رأيت في عينيه وحركاته ملامح الانكسار والهزيمة، وهو ’محشور‘ داخل قفص حديدي صغير يسعه بالكاد.
لا أعلم لم يعاقبونه بهذه الطريقة.. فأي حيوان من حقه أن يتمتع بمساحة للحركة وتمديد عضلاته. خاصة وهو حيوان مفترس مثل الضبع. لو كانت عندنا جماعات حقوق الحيوان لما سكتت على هذا الوضع.
وجدت مكان الظبي خاليا، لكن رأيت الغزال المصري الصحراوي الجميل، وحيوان اللاما (الذي يشبه الجمل لكن دون سنام)، وكان يهز رأسه بقوة كل بضعة ثوانٍ ليبعد الذباب الذي يحيط بعينيه.
رأيت أيضا طيور الطاووس في موسم التزاوج، وهي تفرد ريشها المميز لتثير إعجاب الطرف الآخر!.. ثم تنبهت لوجود الظباء الجبلية في مكان مختلف يتطلب صعود عدة درجات للوصول إليه. كم هو مريح للنفس مشاهدة هدوء هذه الحيوانات ومتابعة أسلوب حياتها البسيط المتسم بالسكينة والتلقائية وربما أيضا بالحكمة!.. على عكس كثير من بني البشر الذين أعرفهم.
وبعد نهاية جولتي السريعة انتقلت لحديقة (النزهة) الواسعة الأرجاء، وكانت بعض الرحلات العائلية قد بدأت في القدوم للمكان. ولما كنت لم أجلس منذ حوالي الساعة فدخلت حديقة أنطونيادس المعتنى بها بشكل أفضل، والحافلة بالخضرة والأشجار والكثير من الحشرات أيضا!
الانتقال من حديقة الحيوان إلى داخل حديقة النزهة يكلف جنيها واحدا، والوصول لحديقة أنطونيادس يكلف زوجا آخر من الجنيهات. فيكون مجموع ما دفعته في نهاية الأمر مجرد 6 جنيهات مصرية لا غير! (بالإضافة طبعا لـ 2 جنيه لزوم السناكس - شيتوس -)
وبعد التجول في الحديقة والاغتراف من جمال المكان وخلوه من المنغصات البشرية التي تحيط بنا في العادة، جلست على كرسي تحت شجرة في الظل، وفتحت كتابا لأقرأه!
اسم الكتاب هو مسرحية حكاية الشتاء لشيكسبير، ترجمة د\ محمد عناني، وكان الفصل الذي وصلت له يحكي قصة المحتال أتوليكس في مدينة بوهيميا، والذي تعود سرقة الملاءات التي تتركها ربات البيوت على الشجيرات لتجف.
وهو كما ترى موضوع مناسب - بطريقة غير مقصودة - للمكان المحاط بالعديد من الأشجار والشجيرات!
أما رحلة العودة فكانت تشبه كثيرا رحلة الذهاب، لم يزد عليها إلا التوقف قليلا عند محل عصير لشرب كوب من الخروب المثلج، لمقاومة الحر الشديد وتعويض العرق.. خصوصا ونحن في نهاية شهر مايو وبداية جو الصيف السكندري.
كان هذا تقريرا شبه مفصل لزيارتي لحديقة الحيوان، وهو في ظني شيء لا يستحق التدوين، ولا يمثل لك أي أهمية.. لكني شعرت فور عودتي برغبة في تسجيل أحداث اليوم، ونحن على مشارف أيام عصيبة في مصر، سياسيا وأمنيا. فنشوب ثورة أخرى هو أمر غير مستبعد على الإطلاق، لكل من يتابع الأحداث الأخيرة، مما قد يصعب معه القيام بزيارة مماثلة مرة أخرى!
سلامة المصري
31 مايو 2012
ولا أريد أن تخدعك هذه الجملة الافتتاحية فتتصور أني من ذلك النوع من البشر الذي يقوم بالأمور بعفوية ودون تخطيط.. فقرار هذه الرحلة ظل يختمر في الذهن لفترة غير قصيرة، إلى أن صار التأجيل أكثر من هذا شيئا لا يحتمل.
فعلى الرغم من القرب النسبي للمكان من منزلي، إلا أني كأغلب أهل الإسكندرية قلما أزورها.
وربما يعود سبب هذه الندرة في الزيارة لكثرة مشاغلهم أو لاضطراب الحياة عامة في مصر الآن.. لكن السبب الحقيقي في ظني هو فقدان المصريين للقدرة على الاستمتاع بالأشياء الحياتية البسيطة. وهو شيء ينبع عادة من داخل الإنسان ويختلف من مجتمع لآخر. ففي حين لا يشعر المواطن الأمريكي بالإشباع إلا بمجاوزة الحد في الترفيه والسهر والشرب والأكل إلخ، نجد المواطن الياباني التقليدي يمكن أن تكفيه زيارة قصيرة لحدائق الزهور اليابانية الشهيرة لتعطيه شعورا بالسعادة يكفيه طوال الأسبوع!
لكن دعني لا أنجرف مع تيار المواضيع الجانبية، لأعود وأركز على أحداث هذا اليوم.
في الثامنة والربع صباحا بدأت رحلتي. وما يجعلني أتذكر الوقت بهذه الدقة هو توقف أحد سائقي التاكسي أمامي فجأة ليسألني (يا شيخ، لو سمحت.. الساعة كام؟)
((سبب كلمة ’شيخ‘هو اللحية، بطبيعة الحال!))
وكعادتي ركبت عربة (اترام الكهربائي الصفراء) وما هي إلا بضعة محطات حتى وجدتني بقرب السور الطويل المحيط بالحديقة.
((لاحظت أن تعريفة الترام ارتفعت من 25 قرشا إلى 50 قرشا، وهو أمر توقعته بعد أن بدأوا منذ فترة في رفع ثمن التذكرة لـ 50 قرشا في الفترة المسائية، كتمهيد وتكييف للجماهير بالتدريج. يبدو أن الحكومة المصرية فهمت أخيرا كيف تتعامل مع شعبها لتمنع المزيد من الاحتجاجات على زيادة الأسعار!))
تحت الشمس الحارقة مشيت إلى أن وصلت للبوابة الخضراء لحديقة حيوان الاسكندرية. الفتاة التي تعمل على البوابة أعطتني التذكرة (3 جنيهات). ولما خطوت أولى خطواتي داخل المكان تنبهت إلى أني وصلت مبكرا. فالعمال ما زالوا يرشون المكان بالماء، والحيوانات تتمطى وهي في حالة كسل صيفي، والمكان شبه فارغ إلا من أشخاص متفرقين هنا وهناك.
وبطبيعة الحال زادني خلو المكان سعادة. فلا أسخف من أن تقف تتأمل قرد البابون في صمت لفترة طويلة وأنت محاط بجموع غفيرة من العائلات والأطفال المشاغبين وزوار يتحدثون في صوت مرتفع يطغى على قدرتك على التمتع باللحظة.
((بالمناسبة، إحدى قردة البابون كانت هذه المرة ترمقني بطرف عينها في نظرات مختلسة وهي منهمكة في تقشير حبوب شيء يشبه الفول السوداني. لا أعرف الدافع الحقيقي وراء هذه الحركة حتى الآن. هل كانت تخشى أن أقتحم عليها قفصها الحديدي لأسرق طعامها؟!))
وقفت بعض الوقت أمام بحيرة البجع وطيور التم والبط. لي ذكريات جميلة في هذا المكان على مر السنين، آخرها يوم وقفنا نقذف قطع الخبز والسندوتشات للطيور فأصابتها حالة هياج وتدافع على الطعام بشكل شبه هيستيري!
بالطبع وجدت مكان الزرافة على حاله كما عهدته.. خاليا منذ أن ماتت الزرافة التي كانت تملكها الحديقة. ويبدو أن نفس الشيء حدث مع الفيل.
لم أدخل بيت الزواحف فهو ممل كعادته، والثعابين فيه أشبه بالتماثيل الساكنة، لا تتفاعل مع الجمهور!. ولم يكن بيت السباع (الأسد) قد فتح أبوابه بعد. أظن الأسود كانت تتناول وجبتها الصباحية، وإن كنت رأيت أحدها قد خرج من القفص ليستريح قليلا على الصخرة المخصصة له. فالأسود بطبيعتها كسولة وتنام أغلب يومها، وتعتمد على الإناث في الصيد وجلب الطعام!
لكن المشهد الذي أثر في نفسي فعلا هو الضبع.
الحيوان صاحب السمعة السيئة - (سبع ولا ضبع؟) - والذي رأيت في عينيه وحركاته ملامح الانكسار والهزيمة، وهو ’محشور‘ داخل قفص حديدي صغير يسعه بالكاد.
لا أعلم لم يعاقبونه بهذه الطريقة.. فأي حيوان من حقه أن يتمتع بمساحة للحركة وتمديد عضلاته. خاصة وهو حيوان مفترس مثل الضبع. لو كانت عندنا جماعات حقوق الحيوان لما سكتت على هذا الوضع.
وجدت مكان الظبي خاليا، لكن رأيت الغزال المصري الصحراوي الجميل، وحيوان اللاما (الذي يشبه الجمل لكن دون سنام)، وكان يهز رأسه بقوة كل بضعة ثوانٍ ليبعد الذباب الذي يحيط بعينيه.
رأيت أيضا طيور الطاووس في موسم التزاوج، وهي تفرد ريشها المميز لتثير إعجاب الطرف الآخر!.. ثم تنبهت لوجود الظباء الجبلية في مكان مختلف يتطلب صعود عدة درجات للوصول إليه. كم هو مريح للنفس مشاهدة هدوء هذه الحيوانات ومتابعة أسلوب حياتها البسيط المتسم بالسكينة والتلقائية وربما أيضا بالحكمة!.. على عكس كثير من بني البشر الذين أعرفهم.
وبعد نهاية جولتي السريعة انتقلت لحديقة (النزهة) الواسعة الأرجاء، وكانت بعض الرحلات العائلية قد بدأت في القدوم للمكان. ولما كنت لم أجلس منذ حوالي الساعة فدخلت حديقة أنطونيادس المعتنى بها بشكل أفضل، والحافلة بالخضرة والأشجار والكثير من الحشرات أيضا!
الانتقال من حديقة الحيوان إلى داخل حديقة النزهة يكلف جنيها واحدا، والوصول لحديقة أنطونيادس يكلف زوجا آخر من الجنيهات. فيكون مجموع ما دفعته في نهاية الأمر مجرد 6 جنيهات مصرية لا غير! (بالإضافة طبعا لـ 2 جنيه لزوم السناكس - شيتوس -)
وبعد التجول في الحديقة والاغتراف من جمال المكان وخلوه من المنغصات البشرية التي تحيط بنا في العادة، جلست على كرسي تحت شجرة في الظل، وفتحت كتابا لأقرأه!
اسم الكتاب هو مسرحية حكاية الشتاء لشيكسبير، ترجمة د\ محمد عناني، وكان الفصل الذي وصلت له يحكي قصة المحتال أتوليكس في مدينة بوهيميا، والذي تعود سرقة الملاءات التي تتركها ربات البيوت على الشجيرات لتجف.
وهو كما ترى موضوع مناسب - بطريقة غير مقصودة - للمكان المحاط بالعديد من الأشجار والشجيرات!
أما رحلة العودة فكانت تشبه كثيرا رحلة الذهاب، لم يزد عليها إلا التوقف قليلا عند محل عصير لشرب كوب من الخروب المثلج، لمقاومة الحر الشديد وتعويض العرق.. خصوصا ونحن في نهاية شهر مايو وبداية جو الصيف السكندري.
كان هذا تقريرا شبه مفصل لزيارتي لحديقة الحيوان، وهو في ظني شيء لا يستحق التدوين، ولا يمثل لك أي أهمية.. لكني شعرت فور عودتي برغبة في تسجيل أحداث اليوم، ونحن على مشارف أيام عصيبة في مصر، سياسيا وأمنيا. فنشوب ثورة أخرى هو أمر غير مستبعد على الإطلاق، لكل من يتابع الأحداث الأخيرة، مما قد يصعب معه القيام بزيارة مماثلة مرة أخرى!
سلامة المصري
31 مايو 2012
الأربعاء، 23 مايو 2012
البيان الإعلامي الأول للحملة المركزية للدكتور محمد مرسي
انطلق صباح اليوم سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، وهو السباق الديمقراطي الحقيقي الأول في تاريخ الحياة المصرية.
وننتهز هذه الفرصة لنحيي أرواح شهداء الثورة المصرية، شبابا ورجالا ونساء.
لقد كانت الثورة سبب هذا العرس الديمقراطي، الذي نعتبره الخطوة الأخيرة على طريق تسليم الحكم إلى السلطة المدنية المنتخبة.
وننتهز هذه الفرصة لنحيي أرواح شهداء الثورة المصرية، شبابا ورجالا ونساء.
لقد كانت الثورة سبب هذا العرس الديمقراطي، الذي نعتبره الخطوة الأخيرة على طريق تسليم الحكم إلى السلطة المدنية المنتخبة.
ومن المقرر أن يدلي المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي بصوته في الحادية عشرة من صباح اليوم الأربعاء بلجنته الانتخابية في مدرسة السادات الاعدادية بنين بالزقازيق محافظة الشرقية.
وتشهد العملية الانتخابية إقبالا معقولا حتى ساعة إعداد هذا البيان، وقد انتظمت العملية الانتخابية، وتم تسكين مندوبينا في كل اللجان بعد حل بعض المشكلات الطفيفة. ويقف كثير من الناخبين أمام اللجان التي بدأت في موعدها منذ الصباح.
تم رصد بعض الشكاوى من الغاء بعض المقار الانتخابية. حدث ذلك في مدرسة حلوان الابتدائية، ومدرسة المشروع الأمريكي ومدرسة المثلث على سبيل المثال، وجميعها في مدينة حلوان بمحافظة القاهرة، مما أدى إلى إرباك الناخبين.
ورصد بعض مراقبينا قيام حملات مرشحين بالدعاية الانتخابية بالقرب من مقار بعض اللجان بمحافظة القاهرة.
ولاحظنا انتهاج بعض الفضائيات المصرية الخاصة حملة متعمدة ضد مرشحنا. فقد نسبت الى أنصارنا ممارسات لا تمت للحقيقة بصلة. وتحذر حملة الدكتور محمد مرسي من استمرار ذلك النهج المخالف للقانون.
وقد سبق للحملة خلال اليومين الماضيين أن تقدمت ببلاغات إلى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، ضد مجهولين انتحلوا صفة أعضاء في حملة الدكتور محمد مرسي. ونجدد التزام الحملة بكل الضوابط القانونية للعملية الانتخابية، بما فيها فترة الصمت الانتخابي.
وتؤكد الحملة عدم صحة الخبر المنشور بجريدة اليوم السابع من إلقاء القبض على عدد من أنصار مرشحنا لمخالفات في الدعاية. كما تستنكر الحملة مزاعم جريدة الوطن بشأن استغلال الإخوان لأموال الزكاة والصدقات لدعم الانتخابات.
وتدعو الحملة وسائل الإعلام لتحري الصدق والدقة والمهنية. وتتخذ الحملة حاليا الاجراءات القانونية المناسبة حيال ذلك.
وتشهد العملية الانتخابية إقبالا معقولا حتى ساعة إعداد هذا البيان، وقد انتظمت العملية الانتخابية، وتم تسكين مندوبينا في كل اللجان بعد حل بعض المشكلات الطفيفة. ويقف كثير من الناخبين أمام اللجان التي بدأت في موعدها منذ الصباح.
تم رصد بعض الشكاوى من الغاء بعض المقار الانتخابية. حدث ذلك في مدرسة حلوان الابتدائية، ومدرسة المشروع الأمريكي ومدرسة المثلث على سبيل المثال، وجميعها في مدينة حلوان بمحافظة القاهرة، مما أدى إلى إرباك الناخبين.
ورصد بعض مراقبينا قيام حملات مرشحين بالدعاية الانتخابية بالقرب من مقار بعض اللجان بمحافظة القاهرة.
ولاحظنا انتهاج بعض الفضائيات المصرية الخاصة حملة متعمدة ضد مرشحنا. فقد نسبت الى أنصارنا ممارسات لا تمت للحقيقة بصلة. وتحذر حملة الدكتور محمد مرسي من استمرار ذلك النهج المخالف للقانون.
وقد سبق للحملة خلال اليومين الماضيين أن تقدمت ببلاغات إلى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، ضد مجهولين انتحلوا صفة أعضاء في حملة الدكتور محمد مرسي. ونجدد التزام الحملة بكل الضوابط القانونية للعملية الانتخابية، بما فيها فترة الصمت الانتخابي.
وتؤكد الحملة عدم صحة الخبر المنشور بجريدة اليوم السابع من إلقاء القبض على عدد من أنصار مرشحنا لمخالفات في الدعاية. كما تستنكر الحملة مزاعم جريدة الوطن بشأن استغلال الإخوان لأموال الزكاة والصدقات لدعم الانتخابات.
وتدعو الحملة وسائل الإعلام لتحري الصدق والدقة والمهنية. وتتخذ الحملة حاليا الاجراءات القانونية المناسبة حيال ذلك.
------------------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".. بالتنسيق مع وحدة الدعم الإستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين.
السبت، 19 مايو 2012
نحو نظام عالمي جديد.. 4
في المرات السابقة كانت تدوينات سلسلة ’نحو نظام عالمي جديد‘ تتكلم عن الـ Elite أو النخبة ’الأوليجاريكية‘ Oligarchy المسيطرة على سياسات دول العالم الاقتصادية والاجتماعية وعلى عقول الكثير من أفراد شعوب هذه الدول. ومنذ لحظات وجدت هذا المقال المختصر على ويكيبيديا والذي يتحدث عن النظرية السياسية المسماة Elite Theory أو (نظرية النخبة) !!
ومقال آخر يحمل نفس الأطروحة تقريبا
وتتلخص هذه النظرية السياسية في أن القلة الحاكمة النخبوية (بما فيها المؤسسات الفكرية البحثية Think Tanks ومنظمات المجتمع المدني غير الربحية وغير الحكومية NGOs) هي صاحبة القرار الفعلي والسيادي في طريقة تنظيم المجتمع، وليس المنظمات الحكومية الرسمية أو المنتخبين بالطريقة الديمو-قراطية!
ويدعم هذه النظرية عدد من الباحثين السياسيين وأساتذة الجامعات والمنظّرين، تسرد بعضهم مقالة الويكيبيديا.
الموضوع يحتاج مني المزيد من البحث.. أرجو أن يسعني الوقت لدراسة أشمل من الناحية الأكاديمية.
=====
في حوار على الفيسبوك تطرق الكلام لموضوع الديانة العالمية الموحدة التي يريد الـ Elite فرضها على جميع سكان العالم، فور إعلان نظامهم العالمي الجديد، في زعمهم. وكنت منذ فترة قررت الكتابة عن الموضوع، خصوصا بعد سماعي لحلقة على BBC مع بعض البهائيين في بريطانيا!
وإلى أن يحين وقت الكتابة بشكل أوسع عن تفاصيل الموضوع، فها هو ملخص تعليقي على الفيسبوك:
الـ Elite يريدون منذ زمن بعيد خلق دين\عقيدة مصطنعة ليقنعوا بها العوام، ويخضعونهم لسلطانها ليسهل التحكم فيهم واستمالتهم للوجهة التي يريدها لهم الـ Elite
فكما نرى عبادة الكثيرين في كوريا الشمالية لشخصية الرئيس (كيم يونج إل)، وتقديسهم له حتى بعد موته، وعبادة المصريين القدماء لفرعون، واعتقاد بعض اليابانيين أن امبراطورهم هو ’ابن الشمس‘ إلخ.. فسنرى للأسف خضوع الكثيرين لما يصطنعه لهم الـ Elite من عقيدة فاسدة وهمية!
ولا تنسَ ما يحدث الآن في أمريكا من انتشار لديانة اخترعها مؤلف قصصي في الخمسينيات، ثم تطورت حتى صار من أتباع السينتولوجي\العلمولوجيا Scientology اليوم أمثال الممثل توم كروز وجون ترافولتا!
وفي ظني أنه يتم تكوين عقيدة عبارة عن خليط أو مزيج من الديانات والمذاهب والأفكار، بحيث يكون مقبولا للعديد من الأطراف، وفي نفس الوقت سهل إعادة تفسيره وتعديله حسب مقتضى الحاجة، ولا يتصف بالجمود النصي أو الثبات (ليغيروه كما تتغير الظروف، وليوائم متطلبات كل مرحلة!)
وألا يركز على الإيجابية في التعاملات، لأن الـ Elite يريدون أتباعا مغيبين، لا إرادة حرة لهم، بل أشبه بالروبوتات أو الأجساد الآلية التي تنفذ ما يطلب منها وهي سعيدة بالتنفيذ، حتى إن كان في غير مصلحتها أو منافيا للفطرة الإنسانية.
خليط عَقَدي روحاني نوراني يشبه غلو التصوف.. ويدعو لمعانٍ فضفاضة ذات وجهين وتخدم مشروع النظام العالمي الجديد مثل (السلام العالمي) والأخوة الإنسانية والتجمع خلف قيادة عالمية واحدة، ونبذ الصراعات والتشاحن، ونشر السكينة والحب والتناغم، وترك قيادة الأمور الصعبة لطبقة نخبوية مهيئة لهذه المهمة دون أن يجهد العوام أنفسهم في مسائل السياسة المعقدة والمزعجة لعقولهم البسيطة!
ويخرج علينا الـ Elite كل فترة بعقيدة جديدة يتجمع حولها بعض الأتباع وتنال بعض الظهور الإعلامي، بهدف تجربة مدى تقبل الناس لها، وما عيوبها ومواطن قوتها، إلى أن يُحسّنوا ’المنتج‘ النهائي ويُخرجوا الإصدار الأخير Final Version المناسب لأكبر عدد ممكن من الناس.
وأظنهم سيجمعون أجزاء هذا الخليط من البهائية والإنسانية ومذهب (النيو-إيج) وعبادة الطبيعة الأم، وأمثال هذه الـ Cults (الطوائف)
(للمزيد من المعلومات، ابحث عن: Baha'i - Humanism - New Age Movements )
وهي عقائد تتراوح بين السلبية والإنعزال، وبين الطاعة العمياء والإيمان الأعمى بما يتم تغذيتهم به من ’حقائق‘ (مثل حركة حماية البيئة، والتطرف الملاحظ على أتباعها الآن في العالم، وتبنيهم لأساليب راديكالية لا تقبل الرأي الآخر.. ونفس الشيء تقريبا في حركة ’النباتيين وحقوق الحيوان‘ بشقيها: Vegetarian & Vegan)
والعالم الذي يحلم الـ Elite بتطبيق هذا عليه هو قليل السكان (تبعا لمذهبهم اليوجيني Eugenics) بعد تقليل عدد البشر من 7 مليار إلى حوالي نصف مليار فقط، ليسهل التحكم في الباقي، ولتبقى موارد الأرض متوفرة للنخبة الحاكمة ومن يخدمهم.
وحاليا يستخدمون البروباجاندا الإعلامية في توجيه الناس للخوف من الاحترار العالمي Global Warming والتضخم السكاني وذوبان القطبين وتلوث البيئة وبعبع الإرهابيين والأمراض الفتاكة والكساد الاقتصادي والأزمات السياسية (إلى آخر القائمة المعتادة) بهدف دفع الشعوب للقبول بأي حل يخرجهم من حالة الرعب الدائم، وبالتالي يمكن أن نتقبل تضييق الحريات الشخصية والتجسس الأمني على الأفراد وفرض حالة التقشف Austerity (مثل الواقع في الاتحاد الأوربي الآن).. وفي النهاية، حلمهم هو أن تركع الجماهير تحت الضغوط والفوضى وتقبل بأن يحكمها نظام عالمي واحد فعلا وعلني، مهما كان نوعه أو شكله ديكتاتوريا قمعيا، يشبه عالم قصص الخيال العلمي القاتم، الذي صورته روايات مثل (1984) و(فهرنهايت 451) و(عالم رائع جديد) !!
وإلى أن أكتب مقالا خاصا بالبهائية (والتي هي محاولة قديمة من اليهودية لاختراق الإسلام من قلبه، كما فعل اليهودي شاول\بولس مع النصرانية، وكما حاول اليهودي ابن سبأ واضع بذرة التشيع) فها هو رابط مقالها من الموسوعة:
وهذا اقتباس من الموقع الرسمي للعقيدة البهائية سيوضح الصلة بـ The New World Order :
إِنَّ الدين البهائي دين عالمي مستقل كل الاستقلال عن أي دين آخر. وهو ليس طريقة من الطرق الصوفية، ولا مزيجاً مقتبساً من مبادئ الأديان المختلفة أو شرائعها، كما إنَّه ليس شُعبة من شعب الدين الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي. وليس هو إحياء لأي مذهب عقائدي قديم. بل للدين البهائي كتبه المُنزلة، وشرائعه الخاصة، ونظمه الإدارية، وأماكنه المقدسة. أما رسالته الحضارية الموجهة إلى هذا العصر فتتلخص في المبادئ الروحية والاجتماعية التي نصّ عليها لتحقيق نظام عالمي جديد يسوده السلام العام وتنصهر فيه أمم العالم وشعوبه في اتحاد يضمن لجميع أفراد الجنس البشري العدل والرفاهية والاستقرار ويُشيّد حضارة إنسانية دائمة التقدم في ظل هداية إِلهية مستمرة
يتبع..
الجمعة، 18 مايو 2012
فضائح عبدالناصر والناصرية
المتأمل لتاريخ العسكر الذىن حكموا مصر على مدى ست عقود يرى أن أفضل هؤلاء العسكر هو جمال عبد الناصر لما قام به عدة مشاريع تنموية ساهمت فى إقتصاد مصر ولما كانت له من كاريزما تمثلت فى عباراته الحماسية التى كانت تستلهب المشاعر وشد الأنظار نحوه ولكنه فى الواقع يهمل الجانب الرئيسى من حياة عبد الناصر الذى بنى حكمه على سحق كل من يعارضه حتى أقرب الناس إليه وعمل علي بناء هذه الكاريزما بعبارات حماسية هوجاء لم تفضى إلى شئ، حيث أسس عبدالناصر القاعدة الرئيسية لدكتاتورية الأنظمة السياسية العربية عبر الخطاب السياسى الناصرى الذى يستند أساسا فى مجمله على مبادىء الدعاية السياسية والشعارات التى تبرر القمع والإستبداد المطلق وعلى رأسها شعارات القومية العربية الزائفة التى ألغت الأحزاب فى العالم العربى وعملت على التخريب الشامل للحياة السياسية حيث تركزت كافة السلطات فى يد الحاكم المطلق وحده هذه الشعارات الناصرية الهوجاء التى هلل لها الكثير من القوميين العرب كانت هى السبب الأول فى كافة الإنتكاسات ومنها 1956 و1967 كما أورث عبد الناصر الدكتاتورية فى الأنظمة العربية بعده والتى تمثلت فى نظام الرئيس الراحل صدام حسين ومفهوم البعث والتحرر.. وتلك الشعارات التى أسقط بسببها صدام عام 2003 وأيضا النظام السورى الظالم الجاثم على صدور السوريين منذ ست عقود والذى تقوم ضده ثورة الأن، كان هذا ماخلفته سياسة عبد الناصر المتمثلة فى حكم الفرد الواحد مطلق الصلاحيات كما تمثل تاريخ عبد الناصر الأسود فى إعدامه وتعذيبه لكل من يعارضه وعلى سبيل المثال سيد قطب المفكر الحقيقى لثورة 1952 والذى قال عنه أستاذه الدكتور مهدى علام، فى تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر فى الحياة) التى ألقاها سيد قطب كمحاضرة فى دار العلوم، فقال عنه: (لو لم يكن لى تلميذ سواه لكفانى ذلك سرورًا وقناعة، ويعجبنى فيه جرأته الحازمة التى لم تَسْفَهْ فتصبح تهورًا، ولم تَذِلّ فتغدو جبنًا، وتعجبنى فيه عصبيته البصيرة، وإننى أُعِدُّ سيد قطب مفخرةً من مفاخر دار العلوم".
عندما قال البعض من دراويشي ومستفيدي عهد عبدالناصر، ومن على شاكلتهم، يجب علينا أن نعمل لعبدالناصر تمثال، رد عليهم أبناء الشعب المصري الأوفياء بقولهم: "هذا صحيح ولكن في (تل أبيب) فلقد حقق عبدالناصر لإسرائيل ما لم تكن تحلم به وحطم مصر ونشر الفساد والظلم والعدوان في كل البلاد، ونظامه ظهرت منه السلطات الظالمة التي تسمي نفسها اليوم بالتقدمية والثورية.. أمثال سلطة فأر الجولان وليس أسد سوريا ولا تسأل على المهيب قاتل شعبه بالكيماوي".
عبدالناصر هو الذي حرّم وجرّم الأحزاب وكانت في عهد الملك فاروق تتمتع بكل الحرية وتخرج في مظاهرات، وهو الذي نكّل بالمثقفين والمتعلمين، وخرّب المدارس حتى وصل التعليم إلى الدروس الخصوصية.
عبدالناصر هو الذي حرّم وجرّم الأحزاب وكانت في عهد الملك فاروق تتمتع بكل الحرية وتخرج في مظاهرات، وهو الذي نكّل بالمثقفين والمتعلمين، وخرّب المدارس حتى وصل التعليم إلى الدروس الخصوصية.
- عبدالناصر طرد القضاة وأهانهم حتى تحول القضاء المصري في عهد حسني طوارئ إلى (نادي القضاة).. مثل أي نادي للكرة والسباحة!
- عبدالناصر نكّل بعمال مصر وشنق خميس والبقري من هؤلاء العمال عقب نجاح الإنقلاب مباشرة.
- عبدالناصر هو الذي حرّم وجرّم الصحافة الحرة لتصبح صحافة حكومية تابعة له وشريكه هيكل النكسة، تسبح بحمده ولا تكشف مايرتكب في حق الشعب المصري، حيث أستولى صديقه هيكل على مؤسسة الأهرام من أصاحبها وملاكها (مصطفى وعلى أمين).. وزج بمطفى أمين في السجن بإعتباره عميل للأمريكان! ليصبح هيكل المراسل الحربي سابقا هو المالك الحقيقي للصحيفة! والإنقلابيون لا يستحون في سرقة الممتلكات الخاصة للمواطنين.
- من تسبب في هزيمة الجيش المصري في سيناء..؟! أليس عبدالناصر الطبل الأجوف بشعاراته الكاذبة وتسلطه على الشعب المصري ومصادرة حق الناس في النقد والكشف عن الفساد؟! حتى إذا حلت الهزيمة خرج على الناس يبكي ويعرض أستعداده للتخلى عن السلطة، وهل أمثال هذه (الحثالة) يتخلون عن السلطة ؟! وهل تخلى حاكم عربي عن السلطة؟!
- أليس مفكر الجزيرة حسنين هيكل الذي يفلسف ويقول كلام فارغ في الجزيرة هو ذراع عبدالناصر وكاتب خطبه الجوفاء وصاحب المقال الشهير بصراحة وبالأحرى بوقاحة، الذي قال فيه بإستحالة إقتحام قناة السويس بحكم المانع المائي.. الذي على حد قوله عدد من الأنابيب تغطى سطح قناة السويس ويمكنها عند محاولة إجتياز القناة أن تحول سطح القناة إلى جحيم من النيران، ولو بقى الناس على تفكيره الجبان ما تحررت قناة السويس ولا سيناء، ولبقيت مثل حال الجولان اليوم.
- عبدالناصر هو الذي سرق ممتلكات الشعب المصري وشركات المواطنين، تحت ذريعة:من أين لك هذا؟! بدون محاكمة ولا دليل على أن المواطن قد سرق المال من بيت أم الرئيس الخامل وكلهم لصوص ياعزيزي بإسم الثورية والتقدمية والثورة العربية، وجبناء أمام العدو في ميادين الحرب، بل أن بعضهم يدفع الرشاوى حتى لا تقبض عليه أمريكا تحت بند عصيان الأوامر.
- لقد حول عبدالناصر شركة النقل العام بالحافلات إلى مجرد قفص للدجاج، كما حول المتاجر الكبرى مثل (شملا) إلى مجرد خرابات عندما أستولى عليها وأعطاها لضباطه اللصوص الجهلة، وما علاقة ضابط الجيش بالتجارة والسياسة..؟! وهل علمه الشعب ليحرس الحدود أم ليسرق السلطة؟!
- عبدالناصر هو الذي جعل سلطة الدولة والإعلام وكل ما له تأثير في حياة المواطنين في يد مخابراته لتعبث بشرف ومال وعرض الناس، وليقيم ضباطه العلاقات مع الأميرات والراقصات وحتى مع وردة الجزائرية! ويقال أن عبدالحكيم عامر عندما مات وضعوا على قبره وردة!
- نتيجة لتحكم ضباط عبد الناصر وورثة التركة الدموية لإنقلاب يوليو 1952 المشبوه والمشين، الذي عاد بمصر إلى العصور الوسطى، وحول شعب بأكمله إلى مهاجرين وطلاب عمل في الخليج ورهائن في يد أمريكا وإسرائيل ومعهم شعوب المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.
- من ميراث عبدالناصر وحسني مبارك أو حسني طوارئ واللواء عمر سليمان.. الذي يفاوض إسرائيل في كل ما يحقق مصالحها ذهاب وعودة، حتى تقطعت أحذيته!
- عبدالناصر هو الذي ألغى دولة القانون وجاء بمصطلح إستباحة الشعب بالإسم الجديد (الشرعية الثورية) وصدره إلى كل لصوص الإنقلابات العرب، ليعيثوا فسادا في حرية وشرف ومال الشعب المسكين، فبإسم هذه الشرعية الإجرامية.. تقوم عليها قوانين الطوارئ والمجاري في عهد حسني كباري!
- لولا عبدالناصر ما خسر الشعب الفلسطيني "الضفة الغربية" و"غزة".. التي نتمنى اليوم إستردادها وكان أبناء فلسطين يعيشون فوقها قبل فضيحة 67 نتيجة إنحطاط تفكير البكباشي الغبي، صاحب الخطب النارية واللولبية بدون إعداد ولا إستعداد للمعركة التي كان يبشر بها!
- لقد كان عبدالناصر مجرد مدائح وتواشيح، وشعوبنا تعيش دائما على أسطورة (الفارس الذي جاء به القدر!) الذي يصنع لها كل شئ، وعلى رأس هذا الشئ هزيمة وخراب مثل الذي تعيشه سوريا الجاهلية اليوم تحت السلطة البعثية الغاشمة.
- منذ عبدالناصر وهذه الأمة رهائن في يد العساكر والبوليس، مثل فئران التجارب يصنعون بها ما يريدون.. يأخذون أولادها من الكونغو لليمن!
- في عهد عبدالناصر سقطت غالبية فلسطين بدون سلاح فاسد، بل كان في يد الجيش سلاح جديد من الإتحاد السوفياتي تخلوا عنه في سيناء، فلقد كان عهد الملوك الرجعيين وسلاحهم الفاسد أفضل.. فلا عقدوا صلح ولا تخصصوا في حماية حدود إسرائيل وفي حصار الشعب الفلسطيني.
- الشعوب التي عاشت على وهم الأمة التي تارة عربية وأخري إسلامية، لم تكسب من تجاهل بناء الأمة الوطنية بدون شعارات، إلا إنتشار الأقليات المسيحية واليهودية والصائبة والخائبة! إذا قلنا أنها أمة إسلامية، وإنتشار الأقليات القبطية والبربرية والأمازيغية والفارسية! إذا قلنا أن الأمة عربية، وخير الأمور أنها أمة تقوم على حقوق المواطنة، فلن تجد فيها تشرذم.. لأن الوطن سيكون للجميع وبالجميع وفي خدمة الجميع...والولاء للمواطنين والأرض التي يعيش فوقها المواطن، وليس لأرض الله الواسعة (يا شعيب! بدون خرف!) حيث كل مواطن من حقه أن يشارك في حكم بلاده وسياستها وثروتها.
- صحيح فيما يبدو وكما قالت إمراة..أن العرب يريدون دائما (قبة وشيخ!).. يريدون بطلا في خيالهم يركعون على أقدامه ويصدقون كلامه.. يريدون جلادا أو كما قالوا في خرافاتهم الطفولية (مستبد عادل!) وهل هناك مستبد عادل؟! أنها لا تعمى الأبصار.. يريدون من يعذبهم ويتغنون بجمال عيونه وطلعته البهية أو كما تقول بعض نساؤهم (ظل راجل ولا ظل حيطه!).
- ألم يكن صدام حسين هو الوجه الآخر للعملة القومية العربية الفاسدة؟! حيث انقلب فجاة في أعقاب القبض عليه إلى ذلك المستبد العادل الذي أطلق لحيته ولم ينسى صباغتها حتى يوم شنقه! ليواجه شعبه الذي نكل به وهو يمسك بالقرآن، وكأنه كان يعرف القرآن، وهو يأخذ المقربين إليه لشنقهم وذبحهم أمام عدسات المصورين.
- يبدو وجود البعض في المعارضة ضد الأنظمة الفاشية العربية جاء مثل صلاة الإمام الذي يضع صليب في صدره بالمسلمين في يوم العيد، يثير من الإستفزاز أكثر مما يثير من حب الإستطلاع!
وهكذا كانت حياة عبد الناصر التى انتهت بوفاته مسموما ليكون عبرة لكل من يدعى الناصرية ويفتخر بها كمرجعيته اليوم. وعجبي ياعجمي! دمتم في رعايته.
--------------------------------------------------------------------------مدونة "القلم مُفجر الثورة"
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)