الثلاثاء، 5 يونيو 2012

FF والانتخابات المصرية

مع صدمة تقدم المرشح المكروه من أغلبية الشعب المصري، أحمد شفيق، في نتيجة تصويت الانتخابات الرئاسية، تعالت الأصوات متسائلة عن هذا الشعب العجيب الذي يقوم بثورة عظيمة ضد الطغيان والفساد ثم يأتي بعض أفراده بمرشح يمثل نفس هذا الطغيان والفساد!!
وإن كان هذا الفعل يدعو للعجب، فربما يزداد عجبك حين ترى نفس الأمر تصوره قصة مصورة Comic Book أصدرتها شركة Marvel الشهيرة (صاحبة شخصية سبايدرمان وX-Men وFantastic Four) في نفس توقيت إعلان نتيجة الانتخابات!
فالعالم الآن له ما يشبه العقل الجمعي الواحد، حيث تؤثر الأحداث السياسية والاجتماعية في أماكن قد تبعد كثيرا عن المكان الأصلي للحدث. ويتأثر المؤلفون بالأحداث الجارية فيضمنوها داخل أعمالهم الفنية، بصورة واعية أو عن دون قصد.
وهذا العدد (رقم 18) من سلسلة القصص المصورة Future Foundation المنبثقة عن Fantastic Four هي مثال لهذا العقل الجمعي الذي أتحدث عنه.
العدد صادر رسميا يوم 30 مايو 2012، لكن طبيعة رسم وكتابة ونشر وطباعة القصص المصورة تحتم كون المؤلف قد انتهى من كتابته قبل هذا التاريخ بفترة طويلة لا تقل عن الشهر.

ولأني من غير المتابعين لتسلسل الأحداث، فلا أعرف على وجه الدقة ما سبق هذا العدد رقم 18 من تطور في الأحداث الدرامية أوصل الشخصيات لهذه النقطة، لكن ما جمعته يمكن تلخيصه في الآتي:
أبطال القصة الآن هم في عالم بعيد عن الأرض، وتعيش عليه شعوب من الحشرات والكائنات الفضائية. وبعد أن وصل بطل القصة المسمى (الشعلة البشرية) وخاض حربا مات فيها ثم عاد للحياة (!!) قام بهزيمة الشرير المجرم المسمى (دمار Annihilus) وأصبح هو حاكم كوكب الفضائيين.

لكن حدث تمرد من بعض الجنرالات العسكريين وطالبوا بمطلب واحد محدد.. انتخابات نزيهة!!


وبعد مداولات حول النظام السياسي وإجراءات العملية الانتخابية، تم التوافق على خطوات تحمي التصويت من التلاعب فيه (ومنها شروط طريفة مثل ألا يسمح بالتصويت مرتين لأي كائن فضائي مات ثم عاد للحياة مرة أخرى، ولا يتم حساب ورقة التصويت إن كانت العلامة الموضوعة على الورقة هي إفراز جسدي مما تخرجه الكائنات الفضائية الحشرية على هذا الكوكب!!)

اضغط على الصورة للتكبير وقراءة الحوار

أما هذه الصفحة فتمثل حشود الناخبين، وعملية التصويت ذاتها، ثم فرز العدد المهول للأوراق!

وبعد ظهور نتيجة عد أوراق التصويت، فوجئ البطل بأنه لم يحصل على الأغلية مما يستلزم تنازله للحكم، لكن قبل النتيجة وهو يقول أن أي من الثلاثة المرشحين الآخرين قادر على تحمل المسؤولية مكانه، ما دامت هذه هي إرادة الشعب..
لكن الصفحة الأخيرة من القصة تحمل مفاجئة لم تكن في الحسبان.
حيث قررت أغلبية هائلة من المصوتين كتابة اسم مرشح آخر مختلف تماما عن الأسماء الأربعة المطروحة التي جرى عليها التصويت


وكان اسم هذا المرشح هو.. المجرم المسمى (دمار Annihilus) الذي تم إسقاطه من الحكم سابقا!!..
وفاز بأغبية 14 تريليون صوت!
-----
مصادفة عجيبة فعلا أن تأتي هذه القصة في هذا التوقيت بالذات، ونحن نرى في مصر فلول النظام السابق القمعي تعود من جديد تطل بوجهها القبيح على ساحتنا السياسية.

سلامة المصري


الاثنين، 4 يونيو 2012

جلسة تاريخية لبرلمان الثورة.. إنتهاء أسطورة "سيد قراره"



وافق برلمان الثورة خلال جلسته المسائية، اليوم، نهائيًّا على مشروع قانون بشأن إجراءات الطعن أمام محكمة النقض في صحة عضوية أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وهو القانون الذي ألغى مقولة "المجلس سيد قراره" في تحديد مصير تقارير محكمة النقض بشأن صحة عضوية النواب.

وينظِّم المشروع إجراءات الطعن أمام محكمة النقض في صحة عضوية أعضاء مجلسي الشعب والشورى؛ حيث كان العمل في ظل دستور 1971 يجري على أن يتولَّى مجلسا الشعب والشورى وفقًا للائحة الداخلية لكلٍّ منهما الفصل في صحة عضوية أعضائه وفقًا لما قررته المادتان 20 و22 من القانونين رقمي 38 لسنة 1972.


ووجَّه المستشار عمر الشريف مساعد وزير العدل الشكر لمجلس الشعب متمثلاً في رئيسه الدكتور محمد سعد الكتاتني ووكيليه وأعضائه وأعضاء اللجنة التشريعية لإقرار القانون.

وأكد النائب إبراهيم زكريا عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة أن القانون يعدُّ إنجازًا تاريخيًّا على طريق الديمقراطية لمجلس الشعب، قائلاً: "لطالما حلم الشعب المصري بإعلاء القانون".

وقال النائب صبحي صالح وكيل اللجنة التشريعية إن مجلس الثورة الذي وافق على هذا القانون قام بسدِّ أحد منافذ الفساد وأعلى مكانة القانون، مضيفًا أن إقرار "المجلس" للقانون هو أكبر دليل على تأييد المجلس ودعمه للسلطة القضائية.
--------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".

حقيقة مادار اليوم بين مرسي وصباحي وأبو الفتوح!

اجتمع اليوم كل من مرشحى الرئاسة د. محمد مرسي – الاستاذ حمدين صباحى – الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وناقش الحاضرون الموقف الحالي بكل تطوراته وما جرى في الايام الاخيرة من احداث واهمها الاحكام الصادرة التي أهدرت حق الشهداء والمصابين واتفقوا على ضرورة مواصلة السعى لتحقيق واستكمال اهداف الثورة والحصول على حق الشهداء والمصابين وانتقال السلطة إلى سلطة مدنية بعد فترة نتقالية مرتبكة ارتكب فيها أخطاء كبيرة أدت إلي ما نحن فيه الاَن واتفقوا على الاتي : 


أولاً: وجوب إجراء محاكمات عادلة وعاجلة لمبارك ورموز نظامه لتحقيق العدالة وإحترام حق الشهداء والمصابين والمحاسبة علي الفساد المالي والسياسي الذي إرتكب طوال مدة حكمه.

ثانياً: إستمرار الضغط الشعبي والجماهيري لحين تطبيق قانون العزل بشكل ناجز وقبل إنتخابات الإعادة والتأكيد علي أن الإنتخابات النزيهة هي الضمانة الوحيدة لتطبيق القانون.

ثالثا: الدعوة لمليونية غداً الثلاثاء الموافق 5 يونيو الجاري بالمشاركة مع كل القوي السياسية والوطنية المختلفة.

رابعا: ضرورة إستمرار اللقاء والتشاور والنقاش في كل المقترحات والموضوعات المطروحة ومن بينها تشكيل مجلس رئاسي مدني لتحقيق وإستكمال الثورة والإنتقال السلمي للسلطة لمؤسسة مدنية يرضى عنها الشعب بحق. والله ولي التوفيق وهو نعم المولي ونعم المصير.


------------------------------------------------------------------


مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".

الجمعة، 1 يونيو 2012

عند القائد إبراهيم


بسرعة سأحاول أن أسجل هنا بعض احداث وحوارات اليوم. فبعد الخروج من صلاة الجمعة (كانت الخطبة ممتازة بالمناسبة!) وشراء جريدتي الأسبوعية المعتادة، جريدة الفتح الصادرة عن الدعوة السلفية، توجهت نحو المكان المعتاد للتظاهرات بالاسكندرية، أي ساحة مسجد القائد إبراهيم المطل على شاطئ البحر.
كانت حرارة الجو تفوق القدرة على التحمل، كما هو متوقع من طقس أول يوم من شهر يونيو. وبعد فترة من السير تحت قيظ الشمس وصلت أخيرا للمكان المنشود، وكلي استعداد للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها بعض القوى السياسية الثورية احتجاجا على عدم تنفيذ قانون العزل السياسي ضد مرشح فلول الحزب الوطني للرئاسة، الفريق أحمد شفيق.

لم تكن الساحة مزدحمة كما كنت أتوقع، وأظن حالة الطقس هي السبب بالإضافة لجو الانتظار الذي يسيطر حاليا على المصريين المترقبين لتطورات الموقف السياسي وإعلان نتيجة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك غدا، والاستعداد لجولة الإعادة الانتخابية بين شفيق ومرشح الثورة والإخوان المسلمين: الدكتور محمد مرسي.

بعد معاينة  سريعة للمكان وطبيعة المتظاهرين وقلة عددهم قررت الجلوس على سور أحد المباني المجاورة وتصفح الجريدة التي أحملها معي.. لكن المناقشات حولي بين الناس كانت قد بدأت وعلا الصوت وارتفعت حدة الحوار بين الداعين لمقاطعة العملية الانتخابية أصلا والذين يؤيدون محمد مرسي كحل أخير لإنقاذ الثورة من براثن حكم العسكر ولول النظام الفاسد القديم الذي يعاود الظهور بقوة ويحاول استعادة عرشه الذي ظن الجميع أنه انزاح عنه للأبد.

وجدت حولي فئات متنوعة من المواطنين، بينهم الشباب والشيوخ وذوي التوجه الإسلامي وغيرهم، مما أعطى للوقفة الاحتجاجية نكهة تعبر عن المصريين بشكل عام، دون ظهور واضح لتوجه على حساب الآخر.. وإن كانت الملصقات الدعائية تعلن التأييد للمرشح الخاسر الناصري اليساري (حمدين صباحي).
وفجأة، ظهر امامي شخص يرتدي بدلة رسمية ويحمل الميكروفون وجواره مصور يحمل كاميرا التليفزيون!
كان من الواضح أن المذيع اختارني من بين الجلوس لأسباب شكلية ظاهرية بحتة. وأظنه رأى شابا ملتحيا يرتدى ملابس (كاجوال) ويقرأ جريدة وسط وقفة احتجاجية، فقرر أني ضالته التي يريد أن يسجل معها حواره.
وطبعا كأي مصري الآن، فلدي حساسية من الإعلام عامة، لما يقوم به من دور تحريضي وتشويهي منذ بداية الثورة. ولما تقوم به القنوات الفضائية من قلب للحقائق والانحياز لصف الفلول ضد الثورة وضد كل ما هو إسلامي. فكان أول خاطر مر على ذهني هو أنه سيسجل معي الحوار ثم يقتطع منه ما يخدم غرض قناته التي يعمل بها، مخرجا كلامي من سياقه، مما قد يعطي للمشاهد انطباعا هو عكس ما سأقوله تماما، كما حدث مع كثيرين غيري مؤخرا.. فقررت عدم قبول التسجيل معه قبل أن أعرف لأي جهة إعلامية ينتمي.
-          (قلت بحدة ودون وجل من عدسة الكاميرا المصوبة على وجهي) قناة إيه؟
-          (يرد المذيع بابتسامة لزجة وكأنه غير مصدق أني لم أنبهر بكوني محط أنظار كاميرته، ولم أدخل في حالة الانفعال والخطاب الدرامي التي تصيب الكثير من المواطنين لحظة توجيه أي كاميرا تليفزيونية لهم) الاسكندرية
-          فيه قناة اسمها الاسكندرية؟! (سألته في استفهام حقيقي، لكن مع الاحتفاظ بحدة النبرة، وكأني محقق شرطة يستجوب متهما)
-          (رد أحد الجالسين عن يساري على سؤالي وأفهمني أنه يقصد القناة الخامسة المحلية. وهي ضعيفة الإنتاج وتملكها الحكومة ولا يشاهدها أحد تقريبا. فأشرت له بامتعاض رافضا التصوير)
-          ما تقول إنك مش عايز تسجل معانا!
-          أيوة، أنا مش عايز أسجل معاك!
فتركني وانحرف مع المصور الذي يتبعه ناحية اليمين قليلا. لكنه واجه رفضا أكثر حدة من شخص آخر، الذي ارتفع صوته وهو يسب التلفزيون الحكومي ويصفه بأنه مضلل للناس وكاذب، وكادت أنت بدأت مشاجرة كلامية بين الطرفين. وكان رد المذيع على هجوم الشخص الآخر هو قوله: على العموم ’كل إناء بما فيه ينضح‘ !!
ورحل المذيع ومعه المصور بعد أن استشعرا عدائية الجمهور لهم.
فالتف حولي بتلقائية بعض الشباب، ربما إعجابا بموقفي وأني رفضت هذه الفرصة ’الذهبية‘ التي كادت تتيح لي الظهور في التليفزين!
وبدأ نقاش حول رد الفعل إن تم تزوير العملية الانتخابية في الجولة الثانية لصالح المرشح الفاسد (أحمد شفيق) ومن يدعمه من العسكر والشرطة وفلول نظام الحزب الوطني المنحل. ودخلت أطراف أخرى في الحوار، من المواطنين المتذبذبين في اختيارهم، وآخرين يميلون للحل الثوري، وآخرين يريدون استقرارا مزعوما يتوهمون أن التصويت لشفيق سيجلبه لمصر!
أحد كبار السن أطال الحوار معي حول مرشحه الذي كان يدعمه في المرحلة الأولى ثم تحويل جهوده ناحية محمد مرسي بصفته المرشح الثوري الوحيد المتبقي بعد استبعاد الباقين أو خروجهم من السباق.
واستغليت الفرصة لنشر الجريدة بين المحيطين بي، حتى أخذها أحدهم ليقرأ خبرا أعجبه فيها. وسألني آخر عن ميولي إن كانت إخوانية أم سلفية، وحكى لي آخر تفاصيل بعد وقائع التزوير الحكومي لصالح شفيق وتعمد قوات الأمن لترك حالة الانفلات وعدم التضييق على اللصوص حتى يضغطوا على الشعب لقبول من ستفرضه عليهم القيادة العسكرية الحالية!
حكى لي عن أسرة أحد العسكريين المتوفين إذ اكتشفوا تلاعب في صورة بطاقته الشخصية كجزء من عملية التزوير المتوقعة لصالح شفيق، وعن مخطط الحكومة في قطع الكهرباء عن المواطنين في أوقات معينة لتأخير وصول أخبار الاحتجاجات لهم عبر شاشات الفضائيات ومواقع الإنترنت.
كان الحديث مفيدا وشيقا في الجملة، خصوصا وقد صحح لي ما كنته أظنه في مسألة تنازل أحد المرشحين عن الانتخابات. ففي حين كان ظني هو أن يفوز الآخر تلقائيا، إلا أنه أخبرني بضرورة أن تجري الانتخابات بالمرشح الواحد المتبقي، فإن حصل على أكثر من نصف أصوات الناخبين صار ئيس مصر، وإلا تمت إعادة العملية الإنتخابية كلها من البداية.

نشرت بين الناس الجلوس بعض أقوال شفيق الغبية التي صرح بها للإعلام، خصوصا وأني متابع لحملته الانتخابية في الفترة الأخيرة.. ومنها وعده للأقباط أن يحذف الآيات القرآنية من كتب اللغة العربية أو على الأقل يضيف آيات من الإنجليل لتصير مقررة على الطلبة المسلمين!.. وتصريحه بأنه سيقتل المتظاهرين ضده ولو وصل عددهم لـ 2 مليون مواطن!.. وبعض الأقوال الأخرى من هذا القبيل التي تدل على طبيعته ضيقة الأفق وبلطجته، بما لا يصلح معه لمنصب الرئيس إطلاقا.

على العموم، سنرى كيف ستكون ردة فعل الجماهير إن حدث تزوير لصالح هذه الشخصية الفاسدة المتعجرفة، والتي أتوقع أن تكون غضبة عارمة من البعض، قد تدخل بمصر عهدا فوضويا لم تعهده منذ فترة طويلة.


الخميس، 31 مايو 2012

سلامة المصري في حديقة الحيوان

بكل همة ونشاط استيقظت هذا الصباح ثم قررت أن أذهب في رحلة قصيرة لحديقة الحيوان!
ولا أريد أن تخدعك هذه الجملة الافتتاحية فتتصور أني من ذلك النوع من البشر الذي يقوم بالأمور بعفوية ودون تخطيط.. فقرار هذه الرحلة ظل يختمر في الذهن لفترة غير قصيرة، إلى أن صار التأجيل أكثر من هذا شيئا لا يحتمل.
فعلى الرغم من القرب النسبي للمكان من منزلي، إلا أني كأغلب أهل الإسكندرية قلما أزورها.
وربما يعود سبب هذه الندرة في الزيارة لكثرة مشاغلهم أو لاضطراب الحياة عامة في مصر الآن.. لكن السبب الحقيقي في ظني هو فقدان المصريين للقدرة على الاستمتاع بالأشياء الحياتية البسيطة. وهو شيء ينبع عادة من داخل الإنسان ويختلف من مجتمع لآخر. ففي حين لا يشعر المواطن الأمريكي بالإشباع إلا بمجاوزة الحد في الترفيه والسهر والشرب والأكل إلخ، نجد المواطن الياباني التقليدي يمكن أن تكفيه زيارة قصيرة لحدائق الزهور اليابانية الشهيرة لتعطيه شعورا بالسعادة يكفيه طوال الأسبوع!
لكن دعني لا أنجرف مع تيار المواضيع الجانبية، لأعود وأركز على أحداث هذا اليوم.
في الثامنة والربع صباحا بدأت رحلتي. وما يجعلني أتذكر الوقت بهذه الدقة هو توقف أحد سائقي التاكسي أمامي فجأة ليسألني (يا شيخ، لو سمحت.. الساعة كام؟)
((سبب كلمة ’شيخ‘هو اللحية، بطبيعة الحال!))
وكعادتي ركبت عربة (اترام الكهربائي الصفراء) وما هي إلا بضعة محطات حتى وجدتني بقرب السور الطويل المحيط بالحديقة.
((لاحظت أن تعريفة الترام ارتفعت من 25 قرشا إلى 50 قرشا، وهو أمر توقعته بعد أن بدأوا منذ فترة في رفع ثمن التذكرة لـ 50 قرشا في الفترة المسائية، كتمهيد وتكييف للجماهير بالتدريج. يبدو أن الحكومة المصرية فهمت أخيرا كيف تتعامل مع شعبها لتمنع المزيد من الاحتجاجات على زيادة الأسعار!))
تحت الشمس الحارقة مشيت إلى أن وصلت للبوابة الخضراء لحديقة حيوان الاسكندرية. الفتاة التي تعمل على البوابة أعطتني التذكرة (3 جنيهات). ولما خطوت أولى خطواتي داخل المكان تنبهت إلى أني وصلت مبكرا. فالعمال ما زالوا يرشون المكان بالماء، والحيوانات تتمطى وهي في حالة كسل صيفي، والمكان شبه فارغ إلا من أشخاص متفرقين هنا وهناك.
وبطبيعة الحال زادني خلو المكان سعادة. فلا أسخف من أن تقف تتأمل قرد البابون في صمت لفترة طويلة وأنت محاط بجموع غفيرة من العائلات والأطفال المشاغبين وزوار يتحدثون في صوت مرتفع يطغى على قدرتك على التمتع باللحظة.
((بالمناسبة، إحدى قردة البابون كانت هذه المرة ترمقني بطرف عينها في نظرات مختلسة وهي منهمكة في تقشير حبوب شيء يشبه الفول السوداني. لا أعرف الدافع الحقيقي وراء هذه الحركة حتى الآن. هل كانت تخشى أن أقتحم عليها قفصها الحديدي لأسرق طعامها؟!))
وقفت بعض الوقت أمام بحيرة البجع وطيور التم والبط. لي ذكريات جميلة في هذا المكان على مر السنين، آخرها يوم وقفنا نقذف قطع الخبز والسندوتشات للطيور فأصابتها حالة هياج وتدافع على الطعام بشكل شبه هيستيري!
بالطبع وجدت مكان الزرافة على حاله كما عهدته.. خاليا منذ أن ماتت الزرافة التي كانت تملكها الحديقة. ويبدو أن نفس الشيء حدث مع الفيل.
لم أدخل بيت الزواحف فهو ممل كعادته، والثعابين فيه أشبه بالتماثيل الساكنة، لا تتفاعل مع الجمهور!. ولم يكن بيت السباع (الأسد) قد فتح أبوابه بعد. أظن الأسود كانت تتناول وجبتها الصباحية، وإن كنت رأيت أحدها قد خرج من القفص ليستريح قليلا على الصخرة المخصصة له. فالأسود بطبيعتها كسولة وتنام أغلب يومها، وتعتمد على الإناث في الصيد وجلب الطعام!
لكن المشهد الذي أثر في نفسي فعلا هو الضبع.
الحيوان صاحب السمعة السيئة - (سبع ولا ضبع؟) - والذي رأيت في عينيه وحركاته ملامح الانكسار والهزيمة، وهو ’محشور‘ داخل قفص حديدي صغير يسعه بالكاد.
لا أعلم لم يعاقبونه بهذه الطريقة.. فأي حيوان من حقه أن يتمتع بمساحة للحركة وتمديد عضلاته. خاصة وهو حيوان مفترس مثل الضبع. لو كانت عندنا جماعات حقوق الحيوان لما سكتت على هذا الوضع.
وجدت مكان الظبي خاليا، لكن رأيت الغزال المصري الصحراوي الجميل، وحيوان اللاما (الذي يشبه الجمل لكن دون سنام)، وكان يهز رأسه بقوة كل بضعة ثوانٍ ليبعد الذباب الذي يحيط بعينيه.
رأيت أيضا طيور الطاووس في موسم التزاوج، وهي تفرد ريشها المميز لتثير إعجاب الطرف الآخر!.. ثم تنبهت لوجود الظباء الجبلية في مكان مختلف يتطلب صعود عدة درجات للوصول إليه. كم هو مريح للنفس مشاهدة هدوء هذه الحيوانات ومتابعة أسلوب حياتها البسيط المتسم بالسكينة والتلقائية وربما أيضا بالحكمة!.. على عكس كثير من بني البشر الذين أعرفهم.
وبعد نهاية جولتي السريعة انتقلت لحديقة (النزهة) الواسعة الأرجاء، وكانت بعض الرحلات العائلية قد بدأت في القدوم للمكان. ولما كنت لم أجلس منذ حوالي الساعة فدخلت حديقة أنطونيادس المعتنى بها بشكل أفضل، والحافلة بالخضرة والأشجار والكثير من الحشرات أيضا!
الانتقال من حديقة الحيوان إلى داخل حديقة النزهة يكلف جنيها واحدا، والوصول لحديقة أنطونيادس يكلف زوجا آخر من الجنيهات. فيكون مجموع ما دفعته في نهاية الأمر مجرد 6 جنيهات مصرية لا غير! (بالإضافة طبعا لـ 2 جنيه لزوم السناكس - شيتوس -)
وبعد التجول في الحديقة والاغتراف من جمال المكان وخلوه من المنغصات البشرية التي تحيط بنا في العادة، جلست على كرسي تحت شجرة في الظل، وفتحت كتابا لأقرأه!
اسم الكتاب هو مسرحية حكاية الشتاء لشيكسبير، ترجمة د\ محمد عناني، وكان الفصل الذي وصلت له يحكي قصة المحتال أتوليكس في مدينة بوهيميا، والذي تعود سرقة الملاءات التي تتركها ربات البيوت على الشجيرات لتجف.
وهو كما ترى موضوع مناسب - بطريقة غير مقصودة - للمكان المحاط بالعديد من الأشجار والشجيرات!
أما رحلة العودة فكانت تشبه كثيرا رحلة الذهاب، لم يزد عليها إلا التوقف قليلا عند محل عصير لشرب كوب من الخروب المثلج، لمقاومة الحر الشديد وتعويض العرق.. خصوصا ونحن في نهاية شهر مايو وبداية جو الصيف السكندري.
كان هذا تقريرا شبه مفصل لزيارتي لحديقة الحيوان، وهو في ظني شيء لا يستحق التدوين، ولا يمثل لك أي أهمية.. لكني شعرت فور عودتي برغبة في تسجيل أحداث اليوم، ونحن على مشارف أيام عصيبة في مصر، سياسيا وأمنيا. فنشوب ثورة أخرى هو أمر غير مستبعد على الإطلاق، لكل من يتابع الأحداث الأخيرة، مما قد يصعب معه القيام بزيارة مماثلة مرة أخرى!

سلامة المصري
31 مايو 2012

الأربعاء، 23 مايو 2012

البيان الإعلامي الأول للحملة المركزية للدكتور محمد مرسي


انطلق صباح اليوم سباق الانتخابات الرئاسية في مصر، وهو السباق الديمقراطي الحقيقي الأول في تاريخ الحياة المصرية.

وننتهز هذه الفرصة لنحيي أرواح شهداء الثورة المصرية، شبابا ورجالا ونساء.

لقد كانت الثورة سبب هذا العرس الديمقراطي، الذي نعتبره الخطوة الأخيرة على طريق تسليم الحكم إلى السلطة المدنية المنتخبة.


ومن المقرر أن يدلي المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي بصوته في الحادية عشرة من صباح اليوم الأربعاء بلجنته الانتخابية في مدرسة السادات الاعدادية بنين بالزقازيق محافظة الشرقية.

وتشهد العملية الانتخابية إقبالا معقولا حتى ساعة إعداد هذا البيان، وقد انتظمت العملية الانتخابية، وتم تسكين مندوبينا في كل اللجان بعد حل بعض المشكلات الطفيفة. ويقف كثير من الناخبين أمام اللجان التي بدأت في موعدها منذ الصباح.

تم رصد بعض الشكاوى من الغاء بعض المقار الانتخابية. حدث ذلك في مدرسة حلوان الابتدائية، ومدرسة المشروع الأمريكي ومدرسة المثلث على سبيل المثال، وجميعها في مدينة حلوان بمحافظة القاهرة، مما أدى إلى إرباك الناخبين.

ورصد بعض مراقبينا قيام حملات مرشحين بالدعاية الانتخابية بالقرب من مقار بعض اللجان بمحافظة القاهرة.

ولاحظنا انتهاج بعض الفضائيات المصرية الخاصة حملة متعمدة ضد مرشحنا. فقد نسبت الى أنصارنا ممارسات لا تمت للحقيقة بصلة. وتحذر حملة الدكتور محمد مرسي من استمرار ذلك النهج المخالف للقانون.

وقد سبق للحملة خلال اليومين الماضيين أن تقدمت ببلاغات إلى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، ضد مجهولين انتحلوا صفة أعضاء في حملة الدكتور محمد مرسي. ونجدد التزام الحملة بكل الضوابط القانونية للعملية الانتخابية، بما فيها فترة الصمت الانتخابي.

وتؤكد الحملة عدم صحة الخبر المنشور بجريدة اليوم السابع من إلقاء القبض على عدد من أنصار مرشحنا لمخالفات في الدعاية. كما تستنكر الحملة مزاعم جريدة الوطن بشأن استغلال الإخوان لأموال الزكاة والصدقات لدعم الانتخابات.

وتدعو الحملة وسائل الإعلام لتحري الصدق والدقة والمهنية. وتتخذ الحملة حاليا الاجراءات القانونية المناسبة حيال ذلك.
------------------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".. بالتنسيق مع وحدة الدعم الإستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين.

السبت، 19 مايو 2012

نحو نظام عالمي جديد.. 4

في المرات السابقة كانت تدوينات سلسلة ’نحو نظام عالمي جديد‘ تتكلم عن الـ Elite أو النخبة ’الأوليجاريكية‘ Oligarchy المسيطرة على سياسات دول العالم الاقتصادية والاجتماعية وعلى عقول الكثير من أفراد شعوب هذه الدول. ومنذ لحظات وجدت هذا المقال المختصر على ويكيبيديا والذي يتحدث عن النظرية السياسية المسماة Elite Theory أو (نظرية النخبة) !!
ومقال آخر يحمل نفس الأطروحة تقريبا

وتتلخص هذه النظرية السياسية في أن القلة الحاكمة النخبوية (بما فيها المؤسسات الفكرية البحثية Think Tanks ومنظمات المجتمع المدني غير الربحية وغير الحكومية  NGOs) هي صاحبة القرار الفعلي والسيادي في طريقة تنظيم المجتمع، وليس المنظمات الحكومية الرسمية أو المنتخبين بالطريقة الديمو-قراطية!
ويدعم هذه النظرية عدد من الباحثين السياسيين وأساتذة الجامعات والمنظّرين، تسرد بعضهم مقالة الويكيبيديا.

الموضوع يحتاج مني المزيد من البحث.. أرجو أن يسعني الوقت لدراسة أشمل من الناحية الأكاديمية.
=====

في حوار على الفيسبوك تطرق الكلام لموضوع الديانة العالمية الموحدة التي يريد الـ Elite فرضها على جميع سكان العالم، فور إعلان نظامهم العالمي الجديد، في زعمهم. وكنت منذ فترة قررت الكتابة عن الموضوع، خصوصا بعد سماعي لحلقة على BBC مع بعض البهائيين في بريطانيا!

وإلى أن يحين وقت الكتابة بشكل أوسع عن تفاصيل الموضوع، فها هو ملخص تعليقي على الفيسبوك:

الـ Elite يريدون منذ زمن بعيد خلق دين\عقيدة مصطنعة ليقنعوا بها العوام، ويخضعونهم لسلطانها ليسهل التحكم فيهم واستمالتهم للوجهة التي يريدها لهم الـ Elite
فكما نرى عبادة الكثيرين في كوريا الشمالية لشخصية الرئيس (كيم يونج إل)، وتقديسهم له حتى بعد موته، وعبادة المصريين القدماء لفرعون، واعتقاد بعض اليابانيين أن امبراطورهم هو ’ابن الشمس‘ إلخ.. فسنرى للأسف خضوع الكثيرين لما يصطنعه لهم الـ Elite من عقيدة فاسدة وهمية!
ولا تنسَ ما يحدث الآن في أمريكا من انتشار لديانة اخترعها مؤلف قصصي في الخمسينيات، ثم تطورت حتى صار من أتباع السينتولوجي\العلمولوجيا Scientology اليوم أمثال الممثل توم كروز وجون ترافولتا!

وفي ظني أنه يتم تكوين عقيدة عبارة عن خليط أو مزيج من الديانات والمذاهب والأفكار، بحيث يكون مقبولا للعديد من الأطراف، وفي نفس الوقت سهل إعادة تفسيره وتعديله حسب مقتضى الحاجة، ولا يتصف بالجمود النصي أو الثبات (ليغيروه كما تتغير الظروف، وليوائم متطلبات كل مرحلة!)
وألا يركز على الإيجابية في التعاملات، لأن الـ Elite يريدون أتباعا مغيبين، لا إرادة حرة لهم، بل أشبه بالروبوتات أو الأجساد الآلية التي تنفذ ما يطلب منها وهي سعيدة بالتنفيذ، حتى إن كان في غير مصلحتها أو منافيا للفطرة الإنسانية.

خليط عَقَدي روحاني نوراني يشبه غلو التصوف.. ويدعو لمعانٍ فضفاضة ذات وجهين وتخدم مشروع النظام العالمي الجديد مثل (السلام العالمي) والأخوة الإنسانية والتجمع خلف قيادة عالمية واحدة، ونبذ الصراعات والتشاحن، ونشر السكينة والحب والتناغم، وترك قيادة الأمور الصعبة لطبقة نخبوية مهيئة لهذه المهمة دون أن يجهد العوام أنفسهم في مسائل السياسة المعقدة والمزعجة لعقولهم البسيطة!

ويخرج علينا الـ Elite كل فترة بعقيدة جديدة يتجمع حولها بعض الأتباع وتنال بعض الظهور الإعلامي، بهدف تجربة مدى تقبل الناس لها، وما عيوبها ومواطن قوتها، إلى أن يُحسّنوا ’المنتج‘ النهائي ويُخرجوا الإصدار الأخير Final Version المناسب لأكبر عدد ممكن من الناس.

وأظنهم سيجمعون أجزاء هذا الخليط من البهائية والإنسانية ومذهب (النيو-إيج) وعبادة الطبيعة الأم، وأمثال هذه الـ Cults (الطوائف)
(للمزيد من المعلومات، ابحث عن: Baha'i - Humanism - New Age Movements )
وهي عقائد تتراوح بين السلبية والإنعزال، وبين الطاعة العمياء والإيمان الأعمى بما يتم تغذيتهم به من ’حقائق‘ (مثل حركة حماية البيئة، والتطرف الملاحظ على أتباعها الآن في العالم، وتبنيهم لأساليب راديكالية لا تقبل الرأي الآخر.. ونفس الشيء تقريبا في حركة ’النباتيين وحقوق الحيوان‘ بشقيها: Vegetarian & Vegan)

والعالم الذي يحلم الـ Elite بتطبيق هذا عليه هو قليل السكان (تبعا لمذهبهم اليوجيني Eugenics) بعد تقليل عدد البشر من 7 مليار إلى حوالي نصف مليار فقط، ليسهل التحكم في الباقي، ولتبقى موارد الأرض متوفرة للنخبة الحاكمة ومن يخدمهم.

وحاليا يستخدمون البروباجاندا الإعلامية في توجيه الناس للخوف من الاحترار العالمي Global Warming والتضخم السكاني وذوبان القطبين وتلوث البيئة وبعبع الإرهابيين والأمراض الفتاكة والكساد الاقتصادي والأزمات السياسية (إلى آخر القائمة المعتادة) بهدف دفع الشعوب للقبول بأي حل يخرجهم من حالة الرعب الدائم، وبالتالي يمكن أن نتقبل تضييق الحريات الشخصية والتجسس الأمني على الأفراد وفرض حالة التقشف Austerity (مثل الواقع في الاتحاد الأوربي الآن).. وفي النهاية، حلمهم هو أن تركع الجماهير تحت الضغوط والفوضى وتقبل بأن يحكمها نظام عالمي واحد فعلا وعلني، مهما كان نوعه أو شكله ديكتاتوريا قمعيا، يشبه عالم قصص الخيال العلمي القاتم، الذي صورته روايات مثل (1984) و(فهرنهايت 451) و(عالم رائع جديد) !!

وإلى أن أكتب مقالا خاصا بالبهائية (والتي هي محاولة قديمة من اليهودية لاختراق الإسلام من قلبه، كما فعل اليهودي شاول\بولس مع النصرانية، وكما حاول اليهودي ابن سبأ واضع بذرة التشيع) فها هو رابط مقالها من الموسوعة:

وهذا اقتباس من الموقع الرسمي للعقيدة البهائية سيوضح الصلة بـ The New World Order :
إِنَّ الدين البهائي دين عالمي مستقل كل الاستقلال عن أي دين آخر. وهو ليس طريقة من الطرق الصوفية، ولا مزيجاً مقتبساً من مبادئ الأديان المختلفة أو شرائعها، كما إنَّه ليس شُعبة من شعب الدين الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي. وليس هو إحياء لأي مذهب عقائدي قديم. بل للدين البهائي كتبه المُنزلة، وشرائعه الخاصة، ونظمه الإدارية، وأماكنه المقدسة. أما رسالته الحضارية الموجهة إلى هذا العصر فتتلخص في المبادئ الروحية والاجتماعية التي نصّ عليها لتحقيق نظام عالمي جديد يسوده السلام العام وتنصهر فيه أمم العالم وشعوبه في اتحاد يضمن لجميع أفراد الجنس البشري العدل والرفاهية والاستقرار ويُشيّد حضارة إنسانية دائمة التقدم في ظل هداية إِلهية مستمرة

يتبع..