الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

تدوينة شخصية 1

يمكن استخدام المدونات الشخصية كطريقة يسجل بها صاحب المدونة ما يخطر له من أفكار يوم كتابة التدوينة. وبالتالي يمكنه مراجعة "المواضيع موضع الاهتمام" التي كانت تشغل فكره في تاريخ معين. ويستخدمها البعض كنظم للجدول اليومي أو لنشر روابط المقالات التي لا يتسع الوقت لقراءتها الآن ومن ثم العودة إليها في وقت آخر.
ورأيت أيضا -  بصفتي متابع لعشرات المدونات العربية والإنجليزية - أن الأدباء وكتاب القصة القصيرة أو الرواية يستخدمون مدوناتها الشخصية لتسجيل الأفكار التي قد تنفعهم في المستقبل وقت التأليف، أو لمشاركة القراء في عملية التأليق ذاتها بحيث تكون أقرب للتفاعلية منها للصورة النمطية التي تصور المؤلف وهو يجلس وحيدا منعزلا عن العالم إلا من قلمه وأوراقه أو لوحة المفاتيح!

ولكل ما سبق، فلا مانع أن أكتب كل فترة تدوينة شخصية قصيرة عما قرأته أو سمعته أو شاهدته، وأن أسجل ملاحظة أو اثنين على المادة التي قرأتها، وإن كنت أشك أن تثير مثل هذه التدوينات اهتمام أي أحد غيري، إلا أنها تجربة على أية حال، وسبقني إليها كثيرون غيري.

-----
بدأت كتابة مشروع أدبي جديد. وأنا متفائل للغاية بالتقدم الذي أحرزته خلال اليومين السابقين فيه.
الفكرة بدأت كمحاكاة نثرية لفكرة قصة مصورة شهيرة للمؤلف الفوضوي والإباحي والوثني ألان مور!!.. هو شخصية عجيبة جدا ولا فائدة تربوية تجنى من قراءة مؤلفاته إلا أنها مثيرة للاهتمام ومحبوكة وغزيرة المادة - تاريخيا وأدبيا وفكريا - وجعلته أشهر مؤلف قصص مصورة في العالم اليوم.
لكن الفكرة نفسها لا تحمل أيا من ملامح فكره. فهي أشبه بالإطار العام الذي يمكن استخدتمه لوضع أي شيء داخله، وتختلف النتيجة النهائية بحسب اختلاف المؤلف نفسه.
السلسلة التي أشير إليها هي (عصبة الرجال الخارقين) والتي تحولت إلى فيلم بعد ذلك. League of Extra-Ordinary Gentlemen
وتدور حول إعادة إحياء الشخصيات الأدبية القديمة (مثل دكتور جيكل ومستر هايد، وجيمس بوند وشخصيات رواية دراكولا وروايات هـ ج ويلز العلمية إلخ) ووضعها في عالم واحد وداخل قصة واحدة بحيث تتفاعل مع بعضها البعض!
الفكرة ممتازة. وعندما أردت تطبيقها على الأدب العربي القديم أحزنني ندرة الشخصيات التي يمكني استخدامها!
فالرواية فن أدبي وارد حديثا على العرب، وحتى بعدما عرفوه كانوا يقلدون الروايات الغربية لأنه فن غربي بالأساس. أول رواية إنجليزية بدأت هذا الفن بعد عصر النهضة الأوروبية كانت روبنسون كروزو للمؤلف دانيل ديفو. وهي بداية قوية وعملاقة. وقلما استطاع أحد - في رأي - الوصول لتأثيرها الفذ على القارئ.
طبعا فكرة القصة مأخوذة من قصة فلسفية لابن سينا: حي بن يقظان.. لكن الفن الروائي هو مجرد هامش في قصة ابن يقظان لأن الهدف كان فلسفيا في المجال الأول. على عكس رواية كروزو التي تدقق في التفاصيل وأحداثها مترابطة وممكنة الحدوث.

ولما بحثت عن شخصيات أدبية أخرى يمكن استخدامها وجدت بالطبع ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. لكن المشكلة أنها قصص ليست عربية الأصل ولا تخدم الهدف الذي أريده من إعادة التعريف بالأدب العربي القديم. فأغلبها قائم على قصص هندية وفارسية تم وضعها في قالب عربي، وأغلبها - لمن لم يقرأ ألف ليلة في نصها الأصلي - ماجنة و"قليلة الأدب" جدا!!

 أما ابن المقفع فهو مجرد مترجم لكليلة ودمنة، وغرضه كان نشر أفكار الزنادقة والشعوبية الفارسية في قالب يخدع العرب!
من أين إذن آتي بالشخصيات التي أريدها؟.. يمكنني استخدام شخصية الباشا وعيس ابن هشام من رواية محمد المويلحي: حديث عيسى ابن هشام أو فترة من الزمان. لكنها تدور في زمن محمد علي، ومبتغاي شخصيات من زمن العباسيين مثلا أو ما قاربهم.
وفي النهاية قررت عدم إمكانية تحقيق الفكرة كما أردت، واستخدمت شخصيات جديدة مبتكرة خصيصا للمشروع الأدبي الخاص بي، على أن أبعثر إشارات هنا وهناك لبعض الشخصيات الحقيقية التي عُرف عنها حكايات درامية أو نسب إليها أقوال أدبية مميزة.. والتاريخ العربي حافل بأمثال هؤلاء. فيمكن استخدام تاريخ ابن كثير المسمى البداية والنهاية، أو الاعتماد على موسوعة نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري وما نقله من "نوادر" أدبية أبطالها عرب، وخصوصا ما نقله هو عن أغاني الأصفهاني رأسا.

عندما يتطور أمر هذا المشروع الأدبي بصورة أكبر سأخبركم عنها إن شاء الله.
-----

أسمع هذه الأيام سلسلة صوتية ممتازة للراحل بيل كوبر، الذي اغتالته الحكومة الأمريكية في وضح النهار بعد 11 سبتمبر ببضعة أيام. والرجل باحث في أمور الجماعات السرية المنتشرة في أمريكا بشكل كبير، ومتخصص في تاريخها. وكان له برنامج إذاعي شهير اسمه Hour of the Time وخلاله نشر هذه السلسلة التي تقع في 42 حلقة، مدة الواحدة ساعة تقريبا، وأسماها Mystery Babylon
لكن لا أنصح بها من لا يعرف بالفعل مبادئ ما يسمى بنظريات المؤامرة، وإلا تاه المستمع بين المواضيع المتعددة ولم يستطع الربط بينها لتكوين صورة عامة للمسألة.
ويمكنك قراءة تدويناتي السابقة عن الموضوع والتي تجدها باسم: نحو نظام عالمي جديد 1 - 2 - 3 - 4
-----

أتابع أيضا هذه الأيام سلسلة Comic books تصدرها DC Comics بعنوان The New 52 ، وإلى الآن مستواها العام جيد.
بالطبع لا أتابع كل الـ 52 سلسلة!! لكن أركز على قصص باتمان و Swamp Thing لأنها أكثر نضجا من باقي السلاسل، وتناقش مسائل مختلفة عن قصص سوبرمان وأشباهه التي توجه غالبا للأصغر سنا.
وأتعجب فعلا من مواضيع القصص. فهل يعلم أولياء الأمور أن أطفالهم يشترون قصصا تحوي هذه المشاهد المفزعة والأفكار المتطرفة غالبا والراديكالية؟!.. فن القصص المصورة فقد براءته، وتحول إلى نوعية الحبكات التي تستخدمها هوليوود في أفلامها مؤخرا.
-----

أظن هذا القدر يكفي كتدوينة أولى شخصية.. وإلا دخلت في أمور أخرى ستصيبك بالملل غالبا.
إلى اللقاء.

سلامة



عن اغتيال ابن الأشرف

ضعف المسلمين اليوم أسبابه عديدة وتفوق الحصر، لكن هنا سأركز على تهاونهم في معافبة أعدائهم، بمناسبة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والذي أنتجه نصارى مصر القاطنين خارجها بمساعدة أمريكية إسرائيلية كما تقول التقارير الإخبارية.

هل تعلم مثلا أن الإسلام كان يعي منذ البداية أثر الإعلام في هدم أو بناء الدول؟.. طبعا أشهر مثال هو شاعر الرسول وكيف كان حسان بن ثابت يهجو أعداء الإسلام بأبيات تثيرهم وتفضحهم وتنتشر بين القبائل العربية كالنار في الهشيم.
وفي الطرف المقابل كان كفار مكة واليهود يستخدمون نفس الطريقة للهجوم على المسلمين ودولتهم الوليدة حينئذ، وأشهر حادثة تمثل هذا الأمر هي قصة كعب بن الأشرف المولود من أب عربي وأم يهودية، وكيف أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم فريقا صغيرا يتكون من بضعة رجال لاغتياله في عقر داره!

فلو قرأت حديق مقتل كعب في صحيح البخاري لرأيت كيف رد المسلمون على شعر ابن الأشرف الذي شبب بنساء المسلمين في أبياته وسب الرسول وآذى الله وهاجم الإسلام. لكن المشكلة أن بعض المسلمين الآن داخلتهم أخلاق كنسية تدعو للخوار أمام الهجوم، وأن تعطي خدك الأيسر لمن ضرب خدك الأيمن، ولم تفكر حكومة واحدة في إرسال فريق مخابراتي يغتال من هاجموا الرسول، ليكونوا عبرة لمن يعتبر!
-----
وبمناسبة ذكر هذه الحادثة التاريخية.. هل تعلم أن فولتير الكاتب الفرنسي العلماني الماسوني ألف مسرحية يسخر فيها من الرسول صلى الله عليه وسلم وتدور حبكتها الأساسية حول قصة اغتيال كعب؟!

المسرحية اسمها (التعصب، أو محمد الرسول)
Le fanatisme, ou Mahomet le Prophete


أين الشدياق وشاكر والمويلحي في مناهجنا التعليمية؟

لن تصبح الثورة المصرية حقيقة طالما المناهج التعليمية على حالها!
مشكلة هذه المناهج ليست في مجرد "خطأ" ما تعلمه للطلاب بل في ما تتجنب ذكره، وتحجبه عن جيل لم يتعود القراءة خارج الكتب المدرسية!
فهي في الحقيقة حشو لمادة تعليمية غير مهمة بغرض الاستيلاء على أي وقت فراغ لدى الطالب قد يؤدي به لإشباع فضوله المعرفي - إن كانت المناهج مختصرة وتركز على تعليمه طرق البحث عن المعلومة في المقام الأول دون تقديمها له بسهولة فينساها فيما بعد! - وهذا الفضول المعرفي هو الفارق بين أي طالب يحب العلم وآخر يكرهه.

من من أجيال الطلبة الحاليين يعرف أبا فهر محمود محمد شاكر علامة اللغة العربية والأدب الذي كتب وألف عشرات الكتب التي لم يسبق إليها؟!
من من طلبة الجامعات سمع عن أحمد فارس الشدياق أمير النثر العربي الذي كاد يفوق الجاحظ في موسوعيته الأدبية وظرف مؤلفاته وغزارتها؟!
من من دارسي كليات الآداب قرأ حديث عيسى بن هشام للمويلحي والذي يعتبر أول رواية عربية في العصر الحديث؟!

الشدياق - المويلحي - شاكر

لو كنا دولة تحترم عقلية طلاب العلم فيها لما أخفينا هذه الدرر عنهم، لمجرد أنها تربي العقلية الناقدة للقارئ وتساعده على بناء شخصية ثقافية مستقلة، مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة وعيه وتمرده على القوالب الثقافية المفتعلة والفارغة التي تصدرها وزارة "الثقافة" وأدباء حظيرة (فاروق حسني) إلى اليوم!!

لا عجب أن يكره التلاميذ القراءة إذا كان كل تصورهم عنها هو ما يتم تلقينه لهم في مناهجهم العقيمة.
لكن الأعجب هو أن يستمر الحال على ما هو عليه بعد الثورة، وكأن جريمة مبارك الوحيدة كانت سرقة الأموال وقتل المتظاهرين ولم يكن العامل الأساسي في انتشار الجهل بين المصريين ولا كان ناشرا للإباحية الأدبية والسطحية الفكرية طوال سنوات حكمه!!


الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

بيان الحرية والعدالة حول التطورات بمحيط السفارة الأمريكية

يؤكد حزب الحرية والعدالة أن التعبير السلمي ضد الفيلم المسئ للنبي صلي الله عليه وسلم حق بل واجب علي الشعب المصري بمسلميه ومسيحيه للتعبير عن غضبهم وانتصارا للنبي الكريم وردا علي كل المحاولات التي تريد إشعال الفتنة بين جناحي الأمة.

ويدعو الحزب أبناء الشعب المصري المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية إلي ضبط النفس والتعبير عن غضب

هم بالشكل الذي يوضح عظمة الدين الإسلامي واحترامه للأديان السماوية باعتبارها جزءا اصيلا في عقيدة المسلمين، وألا تخرج هذه المظاهرات عن نطاقها في التعبير السلمي لرفض هذا الفيلم وغيره.

كما يؤكد الحزب أن حماية المنشآت والسفارات والقنصليات أمر فرضه الإسلام وتنظمه القوانين الداخلية والدولية ولذلك فإنه يجب علي أبناء الشعب المصري أن يفوتوا الفرصة علي من يريدون تشويه صورتنا، وإدخال الدولة في موجة من الفتن تخلصت منها منذ تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية.


كما يطالب الحزب الأجهزة الأمنية المصرية وأطقم الحراسة التابعين للسفارة الأمريكية بضبط النفس وعدم استخدام العنف لعدم إشتعال الموقف أكثر مما هو عليه.


ويؤكد الحزب أنه مع رفضه القطاع الاعتداء علي مبني السفارة الأمريكية وترويع موظفيها او غيرها من السفارات والهيئات والبعثات ورفضه لقتل السفير الأمريكي بليبيا ومن معه، إلا أنه ايضا يطالب الإدارة الأمريكية أن تتخذ خطوات جادة وملموسة في وقف عرض هذا الفيلم المسئ وغيره من الأعمال المريضة التي توضح الكراهية والتطرف تجاه العرب والمسلمين، وإعمال القانون بكل حزم مع القائمين عليه لمنع تكرار مثل هذه التصرفات المرفوضة من كل الأديان السماوية. خاصة وأن حركة الشعوب العربية ومواقفها لم تعد كما كان في الماضي بعد الثورات التي قامت مع أجل الحرية والكرامة.


ويجدد الحزب دعوته التي طالب بها منذ سنوات من خلال الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلسي الشعب 2000 و2005 للدول والحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات المعنية بالحفاظ علي القيم والحريات إلي اصدار اتفاقية دولية شارعة تجرم الإساءة للمقدسات والرموز والديانات السماوية واعتبار من يخالف ذلك يهدد الأمن والسلم الدوليين ويعرضه إلي عقوبات رادعة.
----------------------------------------------------------------------------------
القلم مُفجر الثورة.. بالتنسيق مع وحدة الدعم الإستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

أوهام صوفية وتجربة روحية

"...وعندما تحقق ما كان يريد لم يكن كما تصوره!.. فالكهف في الصباح كان فارغا إلا من أثر الرماد"

-----
كل شيء في مكانه والعالم يسوده الهدوء..
الدخان الأزرق يحيطني.. الضباب يملأ فراغ الكهف.. وعقلي انقشعت عنه أخيرا سحابة الضباب.
أشعر بالابتسامة ترتسم ببطء على وجهي إذ يهجم سيل الأفكار. كشوفات.. إشراقات.. فتوحات.. كلها تنتظرني فور تبدد حالة الغفلة التي لازمتني منذ بدأت أنا.
ما أجمله من شعور نوراني!.. شمس الوضوح تسطع من جديد بعد أن كاد ليل الجهل يخيم على الروح ويقتلني خنقا تحت ركامه.. توافه "الحياة العادية" ومشاكلها وصخبها.. كل هذا لا يوزن بشيء حسب المقياس العام للأمور.
ها أنا الآن في حالة سلام مع الكون.. كل شيء في مكانه الطبيعي والكهف يسوده الهدوء.
خطرت في ذهني خاطرة.. برقت لهنيهة ثم طواها النسيان، لكن سرعان ما حلت أخرى محلها. كم هو جميل أن تجلس منفردا، بعيدا عن الناس، منزويا عن ضوضاء الحياة، وفي نفس الآن تكون متصلا بكل شيء!
ساعتها يعمل الذهن كجهاز استقبال.. لا تقف في طريق الموجات حوائط ولا جدران.. لا تعوقه المسافات الشاسعة ولا تعجزه محدودية الحواس.
ساعتها يصير عقلك جزءا من الشبكة العالمية للعقول!.. تنساب الأفكار من هنا لهناك، ومن هناك إلى هنا في يسر وسلاسة منقطعة النظير.
لو فهم أهل التكنولوجيا أسرار هذه الطريقة وقدراتها لتواروا خجلا مع علومهم القاصرة، ولوجهوا طاقاتهم  لدراستها، وأفنوا في هذا الأعمار بعد أن كانوا يرفضون مجرد الاعتراف بوجودها!
لكن هيهات..
ضباب عقولهم المحدودة يحجبهم عن رؤية النور.
قبل أن تتبدد ظلمة الجهل يجب أن تصفو الروح فوق ارتباطها بالمادة. ذلك الارتباط الذي يكبلها عن معرفة الحقيقة، ويكتم قبس الإشراق كلما حاول العقل النفاذ من المتاهة المظلمة.

لكن كفاني تفكيرا في الآخرين. طاقاتهم السلبية قد تسلبني ما تحصّل لي من ضياء، وما جمعته بعد جهد من مخزون الإيجابية.
أفكاري تسبح في حرية. أنا في مكاني المناسب من العالم وجدران كهفي تحميني في هدوء.
لو رآني الآن غريب لامتلأ قلبه رعبا وولى هاربا من فوره!
فمن من هؤلاء "العاديين" سيفهم ما أنا عليه الآن؟.. من منهم سيتحمل عقله غير المدرب منظر جسدي كما هو الآن؟.. هالة من الإشعاع تحتويني داخلها، وانا متربع على أرضية الكهف الرطبة، أمام الأخشاب المشتعلة التي تحرق داخلها ما يتحول سريعا لدخان أزرق كثيف يعطر جو المكان.
العبق والنور وجفوني المغلقة وطقطقة النار وسيل الأفكار.
لو لم يكن هذا هو سلام النفس الحقيقي فلا أدري كيف يكون السلام!

لو لم يأتني مرادي الآن بعد كل ما هيأت من ظروف وقدمت من تضحيات وجهزت من تحضيرات فلا أظنه يأتي أبدا!!
فكرة واحدة عبقرية.. هذا كل ما أبحث عنه.
ومضة واحدة تبرق فجأة في جوانب العقل.
ياه.. كم أضناني انتظارها وكم كبدني البحث عنها من مشاق!
لكنها تقترب.. أكاد أشعر بها وأشم ملمسها وأرى رائحتها!
لا شك عندي أني أقترب.
اللحظة المبتغاة هي الآن على الأبواب.. تطرق باب عقلي لتدخل.. ضيف طال الشوق إلى مجيئه.
كل ما عليّ هو أن أفلح في استقبالها.. في اقتناصها فور ظهورها.. وبعدها سيتغير كل شيء بالتأكيد.

لكن..
ماذا لو لم يتحملها عقلي؟!
ماذا لو كانت الفكرة هائلة، شديدة الإشراق والعبقرية فحرقت أسلاكي إذ لم تستوعبها؟!
كالشمس تحاول وهب بعض ضوئها لشمعة صغيرة فإذا بها تسيح وتختفي من الوجود حتى قبل أن يكتمل اقتراب الشمس منها!

لكن لا وقت للشك الآن ولا للتردد. انفض عنك مخاوفك وطاقتك السلبية، فلن يسلب منك نجاحك بعض الأوهام.
فمشوار السعي الطويل يقترب من نهايته السعيدة..
أشعر بالطاقة تغمرني وإحساس عجيب غير مسبوق ينتابني..
كأن كل ذرة في الجسد تهتز راقصة.. طرب يفوق كل طرب أحسسته قبل اليوم..
نوبة طاقة أو صرعة نشوة أو شيء آخر يعجز ذهني الآن عن وصفه..
لكنها ستنتهي.. وعندها سيكون كل شيء في مكانه والعالم يسوده الهدوء من جديد..
وأنا شخص جديد..
لا شك عندي.




المسيري وعجرم

من الشخصيات الأكاديمية التي انخدع بها أنصاف المثقفين بمصر الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري!.. فالقارئ لما كتبه يرى فيه مدافعا - من طرف خفي - عن اليهود، في حين يتم تصدير اسمه كعدو للصهيونية وباحث مخضرم في أدبياتها!
اقرأ مثلا الكتاب الضخم الذي رد فيه الدكتور بهاء الأمير على أوهام المسيري والذي أسماه: الوحي ونقيضه، لتفهم بعض ما أعني.
هذا غير أسلوبه الذي كان يتبعه في الجمع بين المظهر الإسلامي الفكري "الحديث" بأن يبدأ محاضراته مثلا بالبسملة والحمد لله، ثم يحشو كلامه بذكر نانسي عجرم والمغنية روبي ومثيلاتهما، بل ويدعو الطلبة للاتصال هاتفيا به فور عرض القنوات لكليباتهما لأنه يدرس الحركات الجنسية التي تعرضها الفيديوهات المصورة هذه، وتأثيرها على ثقافة المجتمع!
عبد الوهاب المسيري

لهذا لا أعجب من احتفاء الليبراليين به لأنهم يرون في فكره بديلا عن المنهج الإسلامي المستقيم، ولأنه "منفتح" على ثقافتهم و"بحبوح" في الكثير من المسائل الشرعية!

ولو اطلعت على موسوعته المحتفى بها والمسماة اليهود واليهودية والصهيونية لوجدت الكثير والكثير من التفاصيل التاريخية ثم لا تصل إلى نتيجة واضحة في مسألة الصهيونية العالمية ونفوذ اليهود الإعلامي والاقتصادي وتخريبهم للثقافة على مر العصور!
وأنا ممن ينصحون باستخدام كتبه كمراجع للمعلومات فقط، وترك كل استنتاجاته ومصطلحاته المخترعة وفقراته التي يوجه القارئ فيها لوجهة معينة مقصودة لغرض في نفسه. فالرجل كان ناقلا جيدا من المراجع الغربية، وهذا يحسب له على الأقل.
-----

اقتباس من كلام المسيري: ’’
وقد درست ثلاث أغاني مصورة لروبي ووجدت فيها أن المخرج يحاول باستمرار أن يعمق الجانب الجسدي فيها لدرجة أنه في آخر أغانيها المصورة لجأ المخرج لرموز جنسية كالثعبان وأشياء من هذا القبيل.
بينما مخرج أغاني نانسي عجرم يتعمق في الجانب العادي والطبيعي. يظل الجسد حاضرا ويظل هو المركز ولكن مع وضع جوانب إنسانية. فإحدى الأغاني تتسم بالحزن وفي أغنية أخرى نجد فتاة تغني لخطيبها. ‘‘

السبت، 8 سبتمبر 2012

تقرير || من هو المتحدث الرسمي الجديد للقوات المسلحة المصرية؟

العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، أول متحدث رسمي عسكري باسم القوات المسلحة، وهو خريج الدفعة 85 حربية في 1991 وهو تابع لسلاح المشاة.

  التأهيل العسكري:
------------------
 - حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية.
- بكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية الملكية البريطانية.
- ماجيستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان.
- دورة كلية الدراسات العسكرية المتقدمة بأمريكا.
- ماجيستير علوم وفنون العسكرية من كلية "إس آي إم إس" بأمريكا.
- دورة كبار القادة بكلية دفاع حلف الناتو بروما.
- دبلومة لغة إنجليزية من معهد الدفاع الأمريكي للغات.
- فرقة صاعقة راقية وفرقة مظلات أساسية.

وفيما يخص الوظائف الرئيسية لأول متحدث رسمي باسم القوات المسلحة، فقد شغل جميع الوظائف الحتمية بسلاح المشاة حتى قائد كتيبة، أركان حرب عمليات فرقة مشاة ميكانيكية، عضو هيئة تدريس الكلية الحربية، عضو هيئة تدريس بكلية القادة والأركان.


وهو حاصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى والثانية ونوط التدريب من الطبقة الأولى ونوط "بروناي" من الأكاديمية العسكرية البريطانية لأفضل الدارسين الوافدين.
----------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".