السبت، 13 أكتوبر 2012

حكايتي مع اللوبونتو

بسم الله الرحمن الرحيم
=====
أستخدم الآن نظام تشغيل يعمل على جهاز من المفترض - في الظروف الطبيعية - ألا يعمل إطلاقا!
ولهذا لا تعجب حين أعجز عن إخفاء إعجابي بهذا النظام الذي أعاد الحياة إلى حاسب محمول Laptop تالف الهارد ديسك وقدرة بطاريته لا تتعدى الخمس دقائق!
نظام التشغيل الذي أقصده هنا هو من عائلة لينكس بالطبع، وابن لنظام أوبونتو، واسمه الكامل Lubuntu 10.04


إن كنت لا تعلم مدلولات الأسماء السابقة فأنت يا صديقي إذن من المستخدمين الذين لم يذوقوا سوى طعم النوافذ ونظام تشغيلها إياه!.. وفاتك عالم البرمجة المفتوحة المصدر، والأنظمة القابلة للتغيير والتعديل لكل من يملك الفهم البرمجي الكافي، والبرامج المجانية التي تقدر بالآلاف وتؤدي جل ما قد يخطر لك على بال من مهام. إنه عالم أنظمة التشغيل التي لا تصيبها الفيروسات، ولا تخفي ميكروسوفت داخلها أكوادا مغلقة سرية تربط جهازك بوكالة الأمن القومي الأمريكي NSA دون أن تدري أنت عنها شيئا!!
ولو تركت لنفسي العنان لأطلت قصائد الغرام في أنظمة التشغيل الحرة التي تقوي روح التشارك والتعاون بين المبرمجين والمطورين الذين يعملون على تطويرها وتحسينها كل يوم حول العالم، تطوعا دون مقابل.. ولا أكون مبالغا لو أطلت المديح، غير أن هذا ليس هدف التدوينة.

فتجربتي القصيرة في استخدام اللينكس كنظام تشغيل أساسي جعلتني أدخل ذلك العالم الذي حكيت لك عنه. وهو بالضرورة مرتبط بالإنترنت ارتباطا وثيقا. فعليك أن تحمّل نظام التشغيل نفسه من الشبكة، ثم تبحث عن المساعدة في تركيبه والتعامل معه على مواقع اللينكس المتخصصة، ثم تبحث عن البرامج التي تحتاجها وتحملها على جهازك، وهي بطبيعة الحال مختلفة الأسماء والصفات عما اعتدت عليه مع نظام الويندوز. ولن يسلم الأمر من قراءة صفحات كثيرة كتبها آخرون ليساعدوا المبتدئين أمثالك على حل المشكلات التي تواجههم عند التعامل مع بيئة تشغيل غامضة عليهم وغريبة عنهم. لهذا سأختصر لك المسألة وأنصحك بالابتعاد عن أنظمة التشغيل المفتوحة إن كنت ممن لا يطيقون عملية البحث هذه، ولا يحبون مطاردة المعلومات ولا يريدون كتابة كود برمجي واحد أو سطر أوامر في حياتهم كلها!.. وعليك بلزوم الحل "النوافذي التقليدي".. وكفى الله المؤمنين القتال.

لكن المضطر يركب الصعب، كما يقال. وقد كنت أنا مضطرا لاختيار نظام ينجح في التعامل مع مكونات هذا الجهاز القديم، على ألا يتطلب الأمر كتابة أي شيء على القرص الصلب التالف.. وبهذا خرج الويندوز من قائمة الاختيار.

وكنت أملك نسخة عتيقة لنظام لينكس من نوعية فيدورا (القبعة) جاءني كهدية مع عدد من مجلة لغة العصر. لكنها نسخة بدائية جدا وقديمة ولا يستعملها أحد الآن، ولهذا وُجدت الحاجة إلى تحميل نظام جديد.
وبدأت رحلة البحث عن نظام "خفيف".. قليل الاستهلاك لموارد الجهاز، ليقوم بالمهمة "بالكاد" دون أن يلتهم الذاكرة المؤقتة RAM والتي ستحل بالضرورة محل القرص الصلب. لأن حفظ الملفات والتعامل معها ومع البرامج سيكون مسؤولية الذاكرة المؤقتة المسكينة.. مما يعني أيضا أن يتم مسح كل الإعدادت كل مرة يبدأ فيها الجهاز من جديد!
وكان الحل هو استخدام النسخة التي يضعها أصحاب نظام التشغيل لمستخدمي ويندوز الراغبين في تجربة اللينكس دون عواقب، ودون تحميله على القرص الصلب، ودون تعديل في جهازهم. أي بأقل قدر ممكن من المسؤولية، مما يعطيهم حرية التخلي ببساطة عن اللينكس إن لم يعجبهم، والعودة بتلقائية إلى نظام النوافذ دون خسائر.
وهذه النسخة تسمى في عرف أهل التقنية: Live CD ، ويمكن أن تكون منسوخة على قرص مضغوط أو DVD أو حتى USB.
وبعد مقارنة بين أنظمة التشغيل المتعددة والتفريعات الكثيرة والإمكانيات المختلفة وقع الاختيار على Ubuntu ، لكن في صورة خفيفة Light تصلح للأجهزة "التعبانة" المنهكة. وأقصد هنا الإصدار المسمى Lubuntu والذي يستخدم في أمريكا لتشغيل الأجهزة التي يتبرع بها أصحابها للأحياء الفقيرة والأطفال الزنوج الذين لا يملكون شراء جهاز جديد بمواصفات قوية. ويقوم بعض "أهل الخير" بتجميع أجزاء هذه الأجهزة وتركيب Lubuntu عليها لأنه قادر على تشغيلها مهما كانت مواصفاتها متواضعة!
وفعلا.. جاءت النتيجة مرضية.
فالجهاز عاد للحياة، وتم استرجاع الملفات التي كادت تضيع مع قرصه التالف، وأصبح يمكنني تشغيله مع "فلاش ميموري" عليه العديد من الكتب وملفات pdf التي تأخرت في قراءتها، وتكوّن لدي "قارئ مكتبي" مناسب.. وما كنت أريد منه أكثر من هذا.
لكن الطمع غريزة في الإنسان!
فبعد أن نجحت في تشغيله، وتغيير لغة الكتابة فيه للعربية، وتوصيله بالإنترنت، واستخدامه لقراءة ملفات ال Comics المضغوطة المحملة عن طريق التورنت Torrent ، سولت لي نفسي طلب المزيد بما أني أعدت الحياة للجثة الهامدة، على الرغم من اضطراري لتركيب كل هذه البرامج من البداية في
كل مرة أفتح فيها الجهاز، للسبب السابق الذكر!


وقد تسأل: ولم كل هذا التعب؟!
والسبب هو أن شاشة هذا الجهاز مريحة جدا للنظر. وهو شيء أساسي لمن يعاني الصداع وضعف النظر مثلي، ويقرأ لساعات طويلة من شاشة الجهاز المضيئة.
ولو كنت تحتاج للتحديق في ملف طوله 900 صفحة بالإنجليزية، لفعلت أي شيء يخفف عليك تعب جلسات القراءة الطويلة، حتى لو كان إعادة تنصيب كل هذه البرامج كل يوم!

ولا تظن أني قصصت عليك كل الحكاية بتفاصيلها. فشيء واحد بسيط كتشغيل الإنترنت على هذا الجهاز يستلزم تركيب 3 برامج لتعريف كارت الشبكة ثم إدخال 5 سطور من الأوامر في Terminal يشبه واجهة الدوس القديمة DOS ، ثم تعريف الجهاز على الشبكة اللاسلكية المنزلية، ثم بعد كل هذا عليك عمل Sign In لكل حساباتك في المواقع المعتادة.. ثم تبدأ في استخدام الإنترنت!
لكن بحرص طبعا!.. لأن مساحة ال Cache محدودة ولا تتحمل التصفح لمدة طويلة، وعليك إفراغها كل فترة!
ويصعب التعامل مع الفيسبوك والتويتر واليوتيوب لنفس السبب بالإضافة لأن المتصفح الذي يأتي مع النظام هو Chromium القديم محدود الإمكانيات، ومحاولة تحديثه ستستهلك مساحة الذاكرة المؤقتة المتاحة، مما يصيب النظام بالبطء والتوقف.

لكن.. لا تدع كل هذا يخيفك من أنظمة اللينكس!.. فأي جهاز يحترم نفسه سينقذك من كل هذا ال "عذاب اللذيذ" الذي أعانيه. وهناك نسخ من اللينكس سلسة جدا ومبهرة بصريا وأفضل من الويندوز عدة مرات. المشكلة هي أني أحب شاشة هذا الجهاز القديم المريحة مع أنه طراز قديم من Dell اسمه Latitude D600 ، وله قدرة تحمل تفوق باقي الأنواع "الحساسة" التي تتعطل مع أول صدمة أو خبطة!

وتبقى بالطبع مسألة البرامج التي لن تتوافق إلا مع الويندوز، ولا بديل لها في اللينكس.. مثل المكتبة الشاملة التي يعتمد عليها كل طلبة العلم الشرعي اليوم تقريبا، وبعض الألعاب ثلاثية الأبعاد التي يصعب جعلها تعمل على اللينكس لأنها مصممة للويندوز أصلا، حتى مع "بيئة التشغيل الافتراضية" التي يمكنها إقناع أغلب البرامج أن تعمل على اللينكس Linux مع أنها مصممة ل Windows

ومهما كانت الصعوبات والعواقب فعليك أن تجرب الجديد وغير المألوف، خصوصا لو كان متوفرا وسهل المنال. ويكفي أنك مع اللينكس لن تضطر لكسر حماية البرامج كما كنت تفعل مع الويندوز، وما يصاحب هذا الفعل من محظورات شرعية معروفة. فبرامج لينكس مجانية ومفتوحة وحرة وأصحابها متطوعون ويستمتعون بالبرمجة وكتابة الأكواد. أما ويندوز نفسه فالواقع يقول أن أغلب نسخه في مصر هي مسروقة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولم يدفع المستخدم ثمنها الأصلي الذي قد يصل أحيانا إلى 3000 جنيه للنسخة الواحدة!!
فكر في التحويل من الويندوز إلى اللينكس.. تعرف عليه ولن تخسر شيئا.. صدقني.

سلامة

القيادي بالإخوان المسلمين "كارم رضوان" لم نشتبك مع بلطجية ممدوح حمزة بـ12 أكتوبر

كشف كارم رضوان مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بوسط وجنوب القاهرة وعضو مجلس شورى الجماعة، التفاصيل الكاملة لأحداث أول أمس (الجمعة 12 أكتوبر)، والتي بدأت بدعوات لكشف حساب الرئيس وامتدت للتظاهر ضد أحكام براءات موقعة الجمل، وانتهت بأحداث مؤسفة من الاشتباكات أوقعت حوالي 120 مصابا.
ويعرض رضوان في حواره لـ(الدولة) تفاصيل الدعوة التي أطلقها الإخوان المسلمين، والحشد الذي نظموه، وحقيقة تواجد الإخوان في الميدان، والاشتراك في الاشتباكات، خاصة أن من بينهم حوالي 60 مصابا، منهم حالات خطرة.
واتهم مسئول وسط القاهرة، التيار الشعبي وم. ممدوح حمزة الاستشاري الهندسي، والاشتراكيين الثوريين، بتأجير بلطجية وافتعال الأزمة داخل الميدان.. وإلي نص الحوار:

** بداية.. دعا الإخوان المسلمين لمليونية في نفس يوم ومكان، مظاهرات دعت لها قوى معارضة للرئيس مرسي، لماذا اتخذتم هذا القرار؟
الجماعة فوجئت مع الشعب المصري من الأحكام التي صدرت الأربعاء، بتبرئة المتهمين في موقعة الجمل، نتيجة عدم تقديم الأدلة الكافية، وكذلك طمس الأدلة التي تدين المتهمين، كما حدث من قبل في قضايا محمد محمود والوزراء وماسبيرو.
وعليه فقد قررت الجماعة مع بقية القوى الوطنية التداعي لإظهار غضبة الشعب المصري في كل ميادين الجمهورية الخميس، والاستجابة لتداعي القوى الشعبية والحزبية والوطنية إلى مليونية يوم الجمعة القادمة، وذلك في ميدان التحرير.
كما كان الهدف من مظاهراتنا المطالبة بإعادة محاكمة كل المتهمين في قتل المتظاهرين في كل الأحداث السابقة، مع المطالبة بتشكيل لجنة على مستوى عالٍ لتجميع الأدلة وتقديمها للقضاء، ومطالبة السيد الرئيس لتنفيذ وعوده بالقصاص من قتلة المتظاهرين.
وفي يوم الخميس، صدر قرار من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتعيين المستشار عبد المجيد محمود سفيرا في الفاتيكان، فعدلنا بعضا من أسباب مظاهراتنا بتأييد القرار، خاصة بعد التصريحات التي أطلقهاالنائب العام أن له حصانة قضائية غير قابلة للعزل، فهذا كان مطلبا ثوريا وشعبيا، بالإضافة إلي مطالبنا الأخرى التي لم نتنازل عنها.
في نفس التوقيت، كانت هناك قوى شعبية دعت إلي التظاهر يوم الجمعة لعمل كشف حساب للرئيس مرسي، إلا أنه بعد براءات موقعة الجمل، عدلوا هم أيضا مطالبهم ورفعوا مطلب إعادة المحاكمة والاعتراض علي الأحكام، وهو نفس المطالب التي رفعناها، فبالتالي توحدت مطالبنا مع مطالبهم.

** ومتي كان موعد احتشاد مليونية الإخوان؟
دعونا للاحتشاد في الميدان الساعة الخامسة من مساء الجمعة.

** ولكن الاشتباكات بدأت قبل الصلاة، كيف ترى هذا؟
لم يتواجد الإخوان في الميدان قبل الصلاة، وإنما كان هناك بعض الإسلاميين وأنصار الرئيس مرسي متواجدين في الميدان.
الإخوان نزلوا إلي الميدان حوالي الساعة الثالثة، عندما علموا بالاحتكاكات والاشتباكات، وجاءت رغبتهم في النزول المبطر هو وقف هذه الاشتباكات، والسعي نحو وقف نزيف الدم الحادث في الميدان، ومحاولة فرض لغة العقل داخل الميدان.
ولكن قبل الساعة الثالثة، لم يكن هناك إخوان في ميدان التحرير.

** ولكن هناك مصابيين للإخوان في الميدان قبل الساعة الثالثة؟
لا.. الإخوان أصيبوا بعد الساعة الثالثة عندما حاولوا الوقوف في الصفوف الأمامية لوقف سيل الدماء، ولإنهاء الاشتباكات الواقعة.

** كم مصاب من الإخوان في الأحداث؟
حوالي 60 مصاب، بعضها اصابات سطحية وأخرى اصابات خطيرة إلي حد ما.

** أيعقل أن يكون هناك 60 مصاب دون وقوع اشتباكات معهم؟
نعم، الإخوان هوجموا ولم يحاولوا الرد، بل حاولوا الوقوف في الصفوف الأمامية لمنع الاشتباكات، وصدرت لهم تعليمات شديدة اللهجة بضبط النفس وعدم الانسياق في الاشتباكات، وهي التعليمات التي تصدر في كل الفاعليات والتجمعات الموجودة في الشارع.
كما صدرت تعليمات أخرى باحترام الآخر وعدم التعرض للرموز الموجودة، وعدم الاستفزاز، وعدم الإساءة إلي الآخرين، واعتقد أن هذا منع كثير من الاشتباكات.
فلولا ضبط النفس من قبل الإخوان ضد الهتافات المستفزة جدا الصادرة من القوى الأخرى، لكان هناك وضع آخر.
ولكن في التوقيت الذي بدأ الإخوان فيه النزول وحاولوا وقف العنف، كان الطرفين قد استفزوا للدرجة التي لم تفلح معهم محاولاتنا.

** من هما الطرفان؟
الطرف الأول مثله بعض التيارات الإسلامية كانت موجودة في الميدان ومعهم عدد من أنصار الرئيس مرسي من المواطنيين العاديين، أما الطرف الثاني فكان أغلبه ممن يطلقون علي أنفهم التيار الشعبي والاشتراكيين الثوريين، بالإضافة إلب بعض أنصار المهندس ممدوح حمزة.

** هذا اتهام صريح للمهندس ممدوح حمزة بالاشتراك في الأحداث؟
نعم، شوهد حمزة عند ميدان عبد المنعم رياض وسط الأحداث، كما شوهد رجاله وأفراده في الميدان.

** إذن، من اعتدي وفكك منصة التيار الشعبي والقوى المدنية؟
استطيع الجزم أنهم ليسوا من الإخوان، بل إن بعض الشهود أكدوا ان الواقفين علي المنصة، نزلوا وبدءوا في تفكيكها وتكسيرها، كما أن بعض الفضائيات استضافت رجالا وشبابا اعترفوا أنهم من فككوا المنصة وقالوا أنهم ليسوا من الإخوان.
كما أن التسجيلات التي بثتها الفضائيات تكشف أن المتسبب في تكسير المنصة يقف بهدوء ويفعل ما يريد، دون تحمس أو رغبة في الانتقام، أو حتى خوف من الاحتكاك، مما يدلل علي أن هم من خربوا منصتهم بأيديهم.

** وما حقيقة منع مسيرة إخوانية من قبل التيار الشعبي عند مدخل شارع محمد محمود، وقيل أنها سبب الاشتباكات؟
هذا أمر مغلوط، فالاشتباكات بدأت قبل وصول الإخوان.

** وماذا عن البلطجية الذين ظهروا في الميدان؟
استطيع القول أن الاشتباكات التي وقعت صباحا قبيل صلاة الجمعة وبعدها، كانت اشتباكات بين المتظاهرين، ولكن مع نزول الإخوان الميدان وفي الثالثة والنصف بدأ أنصار التيار الشعبي من الخروج من حيز الميدان والتجول عند شارع محمد محمود وطلعت حرب، وسط الكر والفر، وبعدها ظهرت مجموعات من البلطجية والمأجورين ومعهم أسلحة وشوم في الميدان، واعتقد أن هؤلاء هم من تسببوا في الاصابات وهم من أشعلوا الجو.
والحقيقة، أنني استنكر علي القوى السياسية التي كانت تنكر علي الحزب الوطني والنظام السابق الاستعانة بالبلطجية والمأجورين، وفي تنفس الوقت يلجأهوا هم إل نفس الأسلوب.

** هذا اتهام صريح للتيار الشعبي بتأجير البلطجية؟
بالطبع.

** ولكن القوى المدنية قدمت بلاغات للنائب العام أن الإخوان هم من أجروا البلطجية لضربهم في لميدان؟
ضاحكا: كاد المريد أن يقول خذوني، فحسني مبارك كان يتهم الإخوان بالإرهاب، وكان هو رأس الارهاب كله، فهذا البلاغ كي يبعد التهمة عن نفسه.
تاريخ الإخوان كله يؤكد أنهم طوال عمرهم خدام للشعب المصري، ولم يستعينوا بأحد ضد الشعب، حتى من كان يحكمون علي الإخوان ظلما، لم يشهد التاريخ أن لجأ الإخوان للعنف، فليس من المعقول أن نلجأ للعنف ضد شباب هم أبناؤنا وإخوتنا.

** وكيف واجهتهم تفاقم الاحداث ووقوع إصابات؟
بعدما اتخذت الاشتباكات شكل غير مناسب للميدان والثوار وللقوى الوطنية، آثرنا أن ننزع هذا الفتيل رغم قدرتنا علي المواجهة، فقد كان الإخوان قد توافدوا بأعداد كبيرة علي الميدان وكانوا قادرين علي المواجهة، إلا أننا تجمعنا عند المتحف المصري.
ورغم أننا نأينا بأنفسنا كإخوان مسلمين بعيدا عن الاشتباكات، إلا أننا فوجئنا ببعض هذه القوى تهاجمنا عند المتحف المصري، وحدث تراشق بالحجارة.
وتوجههنا بعد ذلك إلي دار القضاء العالي للاحتجاج هناك علي الأحكام الصادرة ببراءة المتهمين في موقعة الجمل، وتأييد قرار إقالة النائب العام، ومن ثم الانصراف في السابعة مساءا تقريبا من أمام دار القضاء.

** إذن، من حرق اتوبيسات الإخوان؟
الله أعلم، لا أعلم بالتحديد هل هم البلطجية، أم هم مجموعة من المتظاهرين ضد الإخوان، ولكن كلنما شاهدنا أن شبابا ظهروا علي الفضائيات واعترفوا بإحراق أتوبيسات الإخوان، وهذا اعتراف صريح علي الهواء، وعلي القضاء التحقيق في هذا ومحاسبة المعتدين.

** الغياب اللافت للداخلية في الأحداث.. كيف تراها؟
هذه ظاهرة غير صحية بالمرة، فلو كانت وزارة الداخلية حريصة علي عدم الاحتكاك بالمتظاهرين، وتعطي لهم حرية التظاهر السلمي، فهذا شئ جميل، ولكن عندما تخطي المتظاهرون هذا النهج السلمي، كان يجب أن تتدخل الداخلية.
كما أن هناك بعض المنشآت المملوكة بالدولة في ميدان التحرير، كان منها معرضا للاحتراق أمس كالمتحف المصري، وسط غياب أمني تام.

** كلمة توجهها للقوى السياسية التي هتفت ضد الإخوان والمرشد؟
أقول لهم أننا في حاجة إلي تضافر الجهود من أجل مصر، فلتنجلس ونتحاور ونتجاوز خلافتنا، ويكون الاحترام بيننا هو السمة التي تحكم علاقتنا، ونبحث طرق حمل مسئولية البلاد، وكيفية تجاوز الأزمات والخلافات.
-----------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

الإخواني ميمد شعلان: منصة التيار الشعبي كانت مفككة قبل وصولنا هناك بالميدان.. ولم نهرب جبناء!


عن أحداث اليوم "الدامي" التي وقعت خلال الذكرى الأولى لـ"موقعة الجمل يحكي لـ "رصد" شاهد عيان وأحد المشاركين في هذا اليوم للدفاع عن جماعة "الإخوان المسلمين" ولنفي بعض الشائعات التي أثيرت حولهم.
"ميمد شعلان" ناشط سياسي وعضو بجماعة الإخوان المسلمين- وكان أحد المشاركين في جمعة "تطهير القضاء" يجيب عن أسئلة شبكة "رصد" الإخبارية...
رصد: لماذا قررتم بشكل مفاجئ النزول لميدان التحرير؟
قررنا النزول إلى الميدان من أجل إقالة النائب العام والمطالبة بتطهير شامل للقضاءمع التذكرة بأن هناك محاكمات منقوصة الأدلة نزلنا للمطالبة بإعادتها كلها تحت مسمى المحاكمات الثورية.
ويستطرد قائلا: "ولا نخفي فالوضع كان صعبا للغاية والاختيار كان أصعب..! فما بين الرفض وعدم الاحتكاك بمجموعة التيار الثالث لحقن نزيف الدماء وما بين أن نصبح نحن من يمثل الجاني إعلاميا والمجني عليه ميدانيا, ونظهر كأننا نرفض إعادة محاكمة متهمي موقعة الجمل فيزداد الضغط علينا كخونة وكمن باعوا حق الشهيد بالرخيص, ومن سكنوا ولم يتحركوا نصرة للثورة ومطلب الثوار في القصاص من المجرمين.
هنالك اخترنا النزول ونعلم العاقبة, لأن مصر فوق الجميع فوق الإخوان والتيار الشعبي الوليد, وعن نفسي تحدثت إلى إخواننا من القلب إلى القلب وتناقشنا الأمر فيما بيننا وجعلنا الإخلاص لله وتجديد النية في "مليونية تطهير القضاء".
رصد: ولماذا قررتم المشاركة في هذا اليوم"الجمعة" ؟
لم نعرف يومًا بعيدًا عن تعطيل الأشغال والطرقات ومصالح الغير والتعدي على حريات الباقين سوى يوم "الجمعة", فيوم الجمعة أصبح عادة إيجابية زرعت في نفوس المصريين؛ فمن جمعة الغضب ونفور الحشود بالميادين حتى جمعة تنحي المخلوع ومن بعدها أصبحت عظمة الجمعة من كل أسبوع حراكا ثوريا ينشد له الثوار مطالبهم وإثبات ذاتهم وتقرير مصيرهم لتأتي جمعة الماضية معبرة عن نشاطها مثلها مثل غيرها لا تتلون بجديد.
متى نزلتم إلى الميدان ومتى قررتم الانسحاب منه ؟
نزلنا تحديدا بعد الساعة الرابعة عصرا وبقينا حتى الساعة السادسة ثم خرجنا باتجاه القضاء العالي, وكان خروجنا للقضاء العالي سببه أن لا يؤجج المشهد بما لا يحمد عقباه مع فصائل وقوى ثورية شاركت بالمليونية.
رصد: كيف بدأت الاشتباكات بينكم ؟
أثناء وجودنا بميدان التحرير وللوهلة الأولى استشعرنا بها فزع الحاضرون ولم يمر دقائق على حتى هجم علينا من ناحية جامع عمر مكرم في لحظات غدر بلطجية مأجورين قدموا علينا وبأيديهم كسر الحجارة والدبش وقاموا بإلقائه على كل من كان بطريقهم.
رصد:هل كانوا بلطجية حقا أم متظاهرين معارضين لكم وللدكتور مرسي؟
كانوا بلطجية يغلب عليهم الجانب الهمجي الذي شهدناه من قبل في أحداث كثيرة.
رصد: وكيف كان ردكم عليهم؟
ابتعدنا للوراء بشكل تلقائي, لكن هناك من قاموا بالرد عليهم على الفور بإلقاء الحجارة من غير الإخوان. هنالك حاولنا جذبهم ونهرهم عن ذلك.. حتى ولو بالشدة فلم نكن نريد أنهار دم, ولكن لم نستطع.
رصد: من تقصد بغير "الإخوان المسلمين"؟
سألت أحدهم وكان ملثما فقال لي بالحرف.. أنا 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" وكان يستثير البعض ومعه آخر يظهر عليه غياب الوعي كان لا يرد علينا ولا يفهم معنى ما يدور ولا يقوم إلا بإلقاء الحجارة على الجانب الآخر فقط.
ويضيف قائلا: كنا نحاول قدر المستطاع  أن نحتوي المشهد بالكلمة الطيبة والتثقيف السياسي لهم وأذكر موقفًا لأحد شباب جماعتنا اشتبك بالتراشق مع أحد الشباب المسيحيين, وحينها حاولت أنا وزميل لي أن نفك الاشتباك من خلال إيضاحات قد غابت عن الأخ المسيحي وبالفعل قدر الله لي أنا وزميلي أن نهدئ من روع الموقف الآني.
رصد: لماذا أقدمتم على تفكيك منصة التيار الشعبي؟
فيما يخص تفكيكها أو تحطيمها,لا أوافقك الرأي بتفكيكها فهي بالفعل كانت كذلك حينما وصلنا هناك ولسنا نحن من أقدم على ذلك فقد كانت تلك الواقعة قبل وجودنا بكامل عددنا هناك ولا ننكر أن عددًا بسيطًا من الإخوان كانوا قد سبقونا بالتوجه إلى الميدان قبل الرابعة عصرا ولكن من أقدم على فعل ذلك ليسوا من الإخوان المسلمين إلا أنهم من مؤيدي الدكتور مرسي.
رصد: لماذا أقدم أنصار الدكتور مرسي على تفكيك المنصة ؟
يقول"بعد استفساري عن حيثيات الأمور وسؤالي عن سبب تلك الأزمة التي جعلت من منصة التيار الشعبي ركاما؛ علمت أن السبب هو سياسة "الردح" التي اتبعها أعضاء التيار الشعبي المصري للصدام غير المباشر من مؤيدي الدكتور مرسي من خلال قذف مؤيدي الرئيس بشعارات السباب التي حملت نوعا من التخوين والإلقاء باللوم عليهم وعلى كل من قال نعم لمرسي رئيسا لمصر الثورة.
رصد:هل حقا تم إحراق أتوبيسات الإخوان المسلمين ولماذا ؟
بالفعل تم إحراق أتوبيسين للإخوان المسلمين أحدهما من الدقهلية, والآخر من الشرقية, هذا غير باقي الأتوبيسات التي تعرضت للتهشيم والتنكيل براكبيها من قبل هؤلاء المأجورين ببعض الجنيهات, وكان هذا نهاية سيناريو الاعتداءات الكارثية الذي بدأ عصرا وبشكل لافت بمشاهد تشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان.
المصدر: شبكة رصد الإخبارية
---------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

بيان الإخوان المسلمين عن سيناريو موقعة الجمل (12 أكتوبر-2012)


صُدم الإخوان المسلمون كما صدم الشعب المصري بالحكم الصادر من محكمة الجنايات ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل، وكان رد الفعل التلقائي هو النزول في مظاهرة شعبية تتجمع في ميدان التحرير ثم تتوجه إلى دار القضاء العالي للاحتجاج على الظروف والملابسات التي أدت إلى طمس الأدلة أو إخفائها من أجل حماية الجناة وللضغط على الأجهزة الرقابية للكشف عما تحت أيديها من أدلة يستطيع بها القضاة أن يحكموا بالعدل ويحققوا القصاص، ومن أجل أن تقوم النيابة العامة باعتبارها الأمينة على الدعوى العامة بواجبها في حماية المجتمع والولاء له ولأهداف الثورة وليس للنظام الفاسد السابق .
وكانت هناك قوى سياسية قد قررت التظاهر في الميدان في نفس اليوم لأسباب بعضها يتعلق بالاحتجاج على سياسة الحكومة في المائة يوم الأولى من حكم الرئيس، وبعضها يتعلق بحكم البراءة في موقعة الجمل
مل، وظننا أن مساحة الاتفاق في الموضوع الأخير كفيلة بالتعاون في هذا الأمر، مع الإقرار بحقهم في التعبير السلمي عما يختلفون فيه معنا.
إلا أنه بعد وصول عدد قليل من الإخوان فوجئوا بسيل من الشتائم والسباب يوجه إليهم وإلى جماعتهم ومرشدهم وبدأ العدوان عليهم، الأمر الذي دفع بعض الأفراد لمحاولة الدفاع عن أنفسهم، وكذلك تم رصد بعض البلطجية الذين يرتدون تي شيرتات عليها شعار حزب الحرية والعدالة ليقوموا بهذه الجرائم ويتم إلصاقها بشباب الحزب والجماعة، وتم رصد عشرات الأفراد من البلطجية توجهوا من شارع محمد محمود صوب المنصة القائمة في الميدان وقاموا بتفكيكها، ثم أشيع في الإعلام أن الإخوان هم الذين قاموا بذلك، وهذا كذب وافتراء متعمد .
وفي هذه الأثناء قام الإخوان بإمساك ثلاثة أشخاص من البلطجية وتم تسليمهم لقسم قصر النيل، وعندما شرع الإخوان في التجمع عند المتحف المصري تمهيدا للذهاب إلى دار القضاء العالي للتعبير عن إرادتهم بإقامة الحق والعدل والقصاص للشهداء تعقبهم بعض المتظاهرين الآخرين من القوى السياسية المختلفة وعدد من البلطجية واستمروا في رشقهم بالحجارة، حتى وصل عدد المصابين من الإخوان واحد وسبعون مصابا، بل وصل الأمر إلى حرق سيارتي أتوبيس وتدمير سيارة ثالثة، وخرج من قاموا بهذا الجرم يفتخرون به على شاشات الفضائيات أمام الملايين بمنتهى التبجح، ونحن نطالب الأمن بالقبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم مع بقية البلطجية المقبوض عليهم إلى النيابة للتحقيق معهم وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل .
ونحن نؤمن أن ميدان التحرير هو ملك للمصريين جميعا، وليس من حق أحد أن ينكر على الإخوان المسلمين أن يتجمعوا أو يتظاهروا فيه، فكم تظاهرنا فيه وشاركنا في هذه المظاهرات عشرات من التجمعات الأخرى المختلفة معنا ولم ننكر على تجمع منها تظاهره في الميدان .
ودعوتنا لكل الفئات السياسية أن تقدم المصلحة العليا للبلاد على المصالح الشخصية أو الفئوية أو الحزبية، وأنه ينبغي أن يتغلب حب الوطن ورفعته وتقدمه على كراهيتهم للإخوان المسلمين .
وأما أصحاب القنوات الفضائية الخاصة الذين يجتمعون لوضع الخطط التي تنتهجها قنواتهم للهجوم على الإخوان المسلمين والإسلاميين، وعلى مؤسسة الرئاسة والحكومة نذكرهم بقوله تعالى (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ) (واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
-----------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

فن جيد Cool Art

أتابع مدونات فنية تهتم بالتصاميم الجديدة والذكية.. وأحيانا تقابلك أعمال إبداعية تستوقفك وتثير ذهنك وتجعلك تتمنى لو كنت تملك القدرة على صنع مثيل لها.. وهذه الصور هنا هي من هذا النوع.
فن بوسترات الأفلام يعتمد على تقديم الموضوع الأساسي للفيلم بصورة سريعة وموجزة و"في الصميم" لكن بشكل مبهر ويجذب الانتباه. لكن هذه التنويعات المبتكرة التي تراها هنا تعتمد على معرفتك السابقة بتفاصيل الفيلم المقصود، وقدرتك على فهم التفاصيل الدقيقة الموجودة في العمل الفني.





الاثنين، 8 أكتوبر 2012

تدوينة شخصية 3 - عن عزام و لوك و كوبر

تدوينة اليوم تعتبر استكمالا لتلك السلسلة المتقطعة التي كنت بدأتها منذ فترة. مجرد انطباعات ذاتية وأمور حياتية لا وقت لتفصيلها في تدوينات منفصلة، وتذكير للنفس بالأفكار التي تشغل ذهني وقت كتابتها، كمرجع أعود له في المستقبل لأعرف فيم كنت أفكر.


في الشهور القليلة السابقة راقبت زواج إحدى بنات العائلة عن قرب، وتابعت المشاكل التي تطرأ على المتزوجين حديثا. وقد أكد لي ما شاهدته كل انطباعاتي السابقة عن الموضوع، وزاد من قناعتي بالامتناع قدر المستطاع عن التورط في مسألة الزواج وما يصاحبها من "وجع دماغ" !!

يبدو فعلا أن أغلب شباب الجيل وشاباته لا يعرفون "كيف يتزوجون".. تلك المسألة الفطرية التي كان جيل الآباء والأمهات سابقا يُشربونها للأطفال بالتدريج إلى أن يصلوا لسن الزواج فاهمين لمسؤولياته ومهامه. الآن للأسف قلما تجد من يفهم كيف يكون الزواج الناجح، وما هي مواصفاته. ويؤجل الرجال والنساء اكتساب تلك الخبرات إلى أن يتزوجوا بالفعل!!.. وكأن المسألة فاجأتهم فلم يهيئوا أنفسهم لفهم ودراسة أساليب إنجاح البيوت!
نظام التعليم الفاشل، ما دوره؟!.. كيف للفتاة أن تقضي سنوات طويلة من عمرها داخل وزارة "التربية" والتعليم دون أن يتم تدريس (كورس) منهجي لتعليمها كيف تتصرف حين تتزوج؟!!
والله، سيكون هذا المنهج وساعات الدراسة هذه أفضل وأنفع من أغلب ما يتم تدريسه للبنات الآن في الفصول.


 لسبب ما طرأ الشيخ عبد الله عزام على فكري منذ أيام قبل النوم. قد كنت قرأت سيرته قبل سنوات، في فترة اهتممت فيها بالتاريخ ومسألة الأفغان العرب والجهاد في العصر الحديث.. وبهرني الرجل بالطبع. وسأتكلم عنه هنا دون رجوع للمصادر أو التدقيق في التواريخ، فانطباعي عن حياته أثر في تكويني أكثر من تفاصيل حياته ذاتها.
فشخصيته تشبه أبطال الإسلام القدامى. وُلد في فلسطين وتم تهجيره للأردن. صار مدرسا في الجامعة، لكن اختار أن يتم ندبه للتدريس في باكستان عندما بدأ الغزو الشيوعي السوفيتي لأفغانستان 1979. كانت روسيا قد استخدمت بعض الشيوعيين الأفغان لتبرير التدخل العسكري في البلد الجبلي المجاور لها، لكن الغزو قوبل بمقاومة شرسة وإن احتاجت للدعم والسلاح. فكان دور الشيخ الذي رسمه لنفسه أن يجوب البلاد العربية والإسلامية لينشر بطولات المجاهدين ويجمع الدعم لهم. كان له أسلوب جذاب وقدرة على التأثير وتحبيب الناس في الجهاد. تم التغاضي عنه وسمح له الطغاة رؤساء البلاد بقدر من الحرية في الكلام والتنقل لأن أمريكا كانت تستفيد من الهجوم على الاتحاد السوفيتي، لكن أمريكا كانت تظن أن بعض الدعم لن يجعل دولة فقيرة وصغيرة مثل أفغانستان تنتصر على العملاق الشيوعي الروسي، بل ستدخله في حرب استنزاف للقوى طويلة الأمد. لكن الإسلام لا يمكن التحكم فيه!!,, وهو درس تعلمه الغرب بعد إخفاقات متتالية. فما أن يجد الدعاة متنفسا لهم ويُسمح لهم بالتواصل الحر مع الناس حتى تشتعل شعلة الإيمان في القلوب ويصعب السيطرة عليها!.. السادات مثلا حاول استخدام الشيوخ ليواجهوا موجة الإلحاد والشيوعية والاشتراكية التي تركها عبد الناصر، لكن الأمر خرج من يده ومن سيطرته وبدأت موجة واسعة من (الصحوة الإسلامية المصرية) نشاهد أثرها إلى اليوم بحمد الله وفضله.

كان الناس ينبهرون لقصص الشيخ عزام عن المجاهدين في أفغانستان، وكان البعض يتحمس فيتطوع للسفر للجهاد، عن طريق حدود باكستان بالطبع، وبدأ (مكتب الخدمات) الذي كان يديره ابن أحد الأثرياء السعوديين واسمه "الأخ أسامة بن لادن"، حيث يسهل المكتب مسائل السفر للمجاهد العربي الذي سينضم للمقاومة الأفغانية، وييسر عليه أول أيام سفره لعالم جديد غريب عليه. فالأفغان يتكلمون لغة البشتو، ومذهبهم المذهب الحنفي، وهي أمور لا يعرفها الكثير من المتطوعين القادمين من السعودية ومصر. وكانت الدول التي لا ترسل أفرادا للجهاد تعوض ذلك بالأموال، مثل الكويت. ويتم شراء أسلحة خفيفة بهذه الأموال. ويساعد أسامة بأمواله عائلات هؤلاء المجاهدين إن احتاجوا، ويدفع أحيانا ثمن تذاكر الطائرات التي كانوا المجاهدون يعودون فيها كل فترة لبلادهم للإطمئنان على أهليهم ثم العودة للقتال مرة أخرى. وكان الأمر منظما ومعلنا، وأسماء المجاهدين وبياناتهم مسجلة في "قاعدة" بيانات داخل مكتب الخدمات.
بالاختصار، كان زمنا جميلا ومشوقا. ويندم المرء أن لم يلحقه.
استمرت الحرب حوالي عشر سنوات. 79 - 89 ، وانهار على أثرها الاتحاد السوفيتي واهتزت صورته بعد أن هزمه بضعة آلاف من المقاتلين الشباب الفقراء الأفغان والعرب. لكن خطة الشيخ عزام كانت أكبر من هذا. فعينه كانت على تحرير فلسطين!
عبد الله عزام

ورأيه كان أن يتم استخدام هؤلاء الشباب الذين تدربوا في الحرب الأفغانية ليتم إرسالهم إلى فلسطبن وأن يطرق المجاهدون الحديد وهو ساخن. لكن للأسف تدخلت قوى عطلت هذه الخطة الطيبة. فدكتور أيمن الظواهري كان يتبع تنظيم الجهاد المصري، ويقال أنه أثر على تفكير أسامة بن لادن وأقنعه بالمنهج  الذي يوصف إعلاميا بـ "التكفيري"،الذي يقول أن بداية التحرير تكون بتطهير البلاد العربية من حكامها، وأن الأفضل هو عدم تنفيذ خطة الشيخ عزام الفلسطيني، بل الهجوم على الحكومات العربية لتحرير الشعوب أولا من طغيان رؤسائهم وإفسادهم لعقول الشعوب ودينهم.
وبدأت المشاكل والخلافات. لكن تم اغتيال الشيخ عزام بعد النصر بقليل.. تم تفجير سيارته ومعه ابنه وهما ذاهبان لصلاة الفجر. تم اغتياله داخل باكستان التي احتوت القضية الأفغانية بحكم الجيرة والدين. ورحل الرجل البطل شهيدا.
لكن أفغانستان عاد إليها الاحتلال مرة أخرى على يد الأمريكان. وأثبت الشعب الأفغاني النقي المتدين أنه عصِي على الاحتلال. إنما هذه المرة لم نجد من يأخذ على عاتقه نشر قضية الأفغان المسلمين بين شعوب المسلمين!.. لم نسمع عن سلسلة محاضرات في القاهرة تحكي البطولات، ولا رأينا شخصية مثل عزام تجمع التبرعات والشباب والسلاح لتحقيق النصر.
لقد خسر المسلمون كثيرا باغتيال هذا الرجل. وآن الأوان لظهور شخصية تسير على خطاه وتتمثل أفعاله.


من الشخصيات التي كان لها أثر جيد في تفعيل معنى الإيجابية في نفسي المدون الصوتي البريطاني، لوك بوراج، الذي يعمل كقاذف كرات محترف على السفن السياحية!.. لوك شخصية عجيبة للغاية، فهو بريطاني لكن يعيش في ألمانيا بعيدا عن أهله. علم نفسه الألعاب البهلوانية Juggling وتحولت من هواية لمصدر دخل. يؤلف الروايات وينشرها مجانا على موقعه الإلكتروني. له بودكاست شهير اسمه SFBRP يلخص فيه انطباعاته على كل رواية خيال علمي يقرأها. وهو مصور موهوب ويحب الفوتوغرافيا وتسجيل الفيديو!..


فـ Luke Burrage من هؤلاء الذين يبعثون في النفس حسرة، ويدفعون المرء لفعل المزيد واستغلال الوقت بشكل أفضل. وإن كانت آراؤه الدينية والفكرية الشخصية تختلف جذريا عما أؤمن به، إلا أن هذا لا يمنع الاستفادة من الأجزاء الأخرى في شخصيته، وأهمها كما قلت: الإيجابية والاجتهاد.



ويليام كوبر
كتبت في السابق عن ويليام "بيل" كوبر William Cooper وسلسلته الإذاعية الهامة التي كشف فيها مؤامرات حكومية أمريكية واسعة وخطيرة. هذا الرجل تم اغتياله بعد 11 سبتمبر بأيام.
وقد كان شوكة في حلق الساسة الأمريكان.. يهاجم سياساتهم واستخدامهم للإعلام الأمريكي للسيطرة على عقول الشعب بعيدا عن مبادئ الدستور التي كان يقدسه ويرى أن الحكومة تلتف عليه.



وبالأمس كنت استمع للحلقات المسجلة لبرنامجه الإذاعي على الموجة القصيرة ShortWave يوم انهيار الأبراج الثلاثة لمركز التجارة العالمي. البرنامج كان اسمه Hour of the Time
للتاريخ، عليك سماع هذه الحلقات!..

10 ساعات متواصلة على الهواء والرجل يتابع الأخبار أولا بأول ويتلقى الاتصالات ويضع أسس التشكيك في الرواية الرسمية التي ألصقت تهمة التخطيط لأحداث 11 سبتمبر بالمسلمين!
لقد فهم الرجل اللعبة منذ الوهلة الأولى. وفضح مسألة تفجير البرجين عمدا وأن الطائرتين لا يمكن أن يتسببا في انهيار الأساسات الحديدية لناطحتي السحاب بهذه الطريقة أبدا. إن كنت تفهم الإنجليزية فاستمع لهذا التسجيل، لترى ردود الأفعال الأولى لأحداث ذلك اليوم.

القناة الإذاعية التي كان يبث (وليام كوبر) منها كانت ضعيفة الإمكانيات لكن قدراته ومهارته وعقله الراجح وخبراته العسكرية وتاريخه الطويل مع البحث والقراءة جعلت برنامجه أهم برنامج إذاعي في مجاله في العالم كله!.. ولهذا استهدفه البيت الأبيض بالاسم عندما فضح مسألة تورط الفيدراليين في التخطيط لتفجيرات أوكلاهوما سنة 1995، فاضطر الرجل لترحيل زوجته الصينية الأصل وابنتيه خارج البلاد لحمايتهما، واستمر هو يتحدث من منزله بولاية أريزونا وينبه المستمعين في التسعينيات لما يتم تدبيره لهم على يد الحكومة، وأن استهداف نيويورك سيحدث وسيكون بداية لإدخال البلد في حروب ضد المسلمين الأبرياء!... ولما تحقق ما قاله ووقعت أحداث سبتمبر 2001 تم اغتياله يوم 5 نوفمبر على باب منزله، بشكل فج، وعلى يد الشرطة المحلية التي ذهبت تحت إدعاء تسليمه طلب الحضور للمحكمة في قضية "ضرائب" ومعهم إسعاف وطاقم طبي استعدادا للمواجهة المسلحة معه!

حاجز اللغة يحرم العرب من هذه المعلومات القيمة. فعليك ألا تحرم نفسك منها إن كنت تفهم الإنجليزية، وإلا فما فائدة تعلم اللغات إن لم تفتح لنا آفاقا جديدة لمواد ووثائق غير موجودة في لغتنا الأصلية؟!
وهنا تجد أغلب حلقاته بصيغة ملفات Mp3 صغيرة الحجم. أكثر من ألف ملف!


السبت، 6 أكتوبر 2012

إبراهيم الرفاعي.. خرجت عليه مدفعية كاملة لقتله, واستشهد صائما!


لا يمكن لحديث عن المعارك والحرب مع إسرائيل أن ينتهي، إلا ويكون اسمه حاضراً، وتتسابق الذاكرة والألسن لتردده بقوة ومهابةً، كتلك التي ربما تنتابك فقط إذا نظرت إلى إحدى صوره.
تسابق لقب "القائد" للاقتران باسمه، فبعد تخرجه من الكلية الحربية 1954، شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم تولى قائد كتيبة الصاعقة أثناء حرب اليمن حتى أنه حصل على ترقية استثنائية تقديراً لدوره.
ولم يكن التفكير ليذهب باسم غير "إبراهيم الرفاعي" عندما قررت قيادة القوات المسلحة بعد 5 يونيو 67، وتحديداً في 5 أغسطس 1968، أن يتم تشكيل مجموعة فدائيين للقيام بعمليات خاصة داخل سيناء، أو ما عرف بـ"حرب الاستنزاف".
فكان "الرفاعي" قائد هذه المجموعة التي نفذت أول عملياتها في "الشيخ زويد"؛ حيث تم نسف قطار إسرائيلي و"مخازن الذخيرة " المتروكة منذ 67، ومنذ ذلك الوقت الذي تشكلت فيه هذه المجموعة بقيادة "الرفاعي" لم تهدأ إسرائيل من تلقي الضربات غير المتوقعة .
ولم يهدأ "الرفاعي" أيضاً أو يركن كلما حقق ضربة ناجحة "للعدو" في عقر داره، بل عمل على زيادة عدد مجموعته وتثبيت أقدامها لتنتشر في مناطق كثيرة داخل سيناء.
تلك المجموعة التي لن تنساها إسرائيل، ولم ينساها كل من شارك بحرب أكتوبر، والاستعداد لها بعد 1967؛ المجموعة "39 قتال" ورمز "رأس النمر" الذي اختاره قائدها "الرفاعي" منذ 25 يوليو 1969.
وربما لم يكن الكيان الصهيوني وحده الذي تصيبه المفاجأة بل قيادات الجيش المصري كذلك وقفت أمام ما قام به "الرفاعي" وفرقته، ومنها في عام 68 بعد أن نشرت "إسرائيل" صواريخ لإجهاض العمليات التي يقوم بها الجيش المصري؛ حيث أخبره رئيس أركان الجيش وقتها الشهيد عبد المنعم رياض بإحضار إحدى هذه الصواريخ لمعرفة مدى تأثيرها على أفراد الجيش المصري.
ولم تمر أيام حتى عبر "الرفاعي" برجاله قناة السويس، وعاد "بصحبة " ثلاثة صواريخ من بين التي نشرها "الكيان الصهيوني"؛ تلك العملية التي تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ . 
  
وليس هذا فقط، بل إحضار "الرفاعي" وفرقته لبطل الجيش الإسرائيلي وقتها الملازم " داني شمعون" إلى قلب الجيش المصري دون تكبد أية خسائر، كان ضمن العمليات التي كادت أن تفقد قيادات الجيش الإسرائيلي العقل، حتى أنهم أطلقوا على "الرفاعي" وفرقته "مجموعة الأشباح".
كان "الرفاعي" يؤمن بشدة أن القتال هو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض الكرامة، لذلك لم يهدأ بعد استشهاد "عبد المنعم رياض" ليصوب إلى إسرائيل ضربة قوية ثأراً لرئيس الأركان ولكل جندي بالجيش المصري.
فعبر برجاله واحتل موقع "المعدية 6"، الذي أُطلق منه رصاصات استشهاد الفريق "رياض"، وكان الرد بمقتل ما يقرب من 44 جندي إسرائيلي، ورفع العلم المصري لأول مرة على ذلك الموقع منذ 67، الأمر الذي اضطر إسرائيل لتقديم احتجاج لمجلس الأمن وكان ذلك عام 1969. 
    
ويأتي اليوم الذي انتظره "الرفاعي" لعودة الأرض، 6 أكتوبر 1973؛ حيث قاد كتيبة الصاعقة، التي أصابت إسرائيل بالارتباك بعد الضربات المتتالية التي تم توجيها.
ومنها  تدمير طائرات الهليكوبتر لآبار البترول في منطقة "بلاعيم" - شرق القناة - مما حرمها من الاستفادة منه، وتدمير بعض الطائرات بمطار "الطور"، واختراق موقع غرب القناة والوصول إلى منطقة " الدفرسوار" وتدمير المعبر المقام. 
   
وفي "الثغرة" لم يستسلم "الرفاعي" لهول الموت الذي رأته العيون بالإسماعيلية، فلم ينسحب وأّثر أن يواجه ويبادر إلى الموت، ليبدأ ضرب النيران بإخراج مدفعية كاملة لقتل "القائد" الذي عرفوه من أجهزة الاتصال الموضوعة برقبته.
ويبتعد الجميع من فوق قاعدة الصواريخ، ويظل "القائد" موجهاً سلاحه" للعدو" حتى أصابته إحدى شظاياه، فكان استشهاده يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973، لتفقد " فرقة 39 قتال" قائدها الصائم، الذي كان يأمرهم بالإفطار، ويرفض لنفسه ذلك، وتحتفل إسرائيل بمجرد سماعها لخبر استشهاده عبر أجهزة التنصت مطلقةً الهاونات الكاشفة .
-----------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر"القلم مُفجر الثورة".