الجمعة، 18 أبريل 2014

د عادل العشري


في تدوينة سابقة سردت كثيرا من كتب العلماء المسلمين الذين ناصروا مسألة جريان الشمس حول الأرض..
(الرابط: http://aboutsalama.blogspot.com/2001/11/Geocentric-Islam.html )


وفي رأيي أن أقوى المعاصرين المتكلمين في هذا الموضوع هو أ/ عيد ورداني، السكندري، وكتابه الشهير هو «قصة الخلق من العرش إلى الفرش» في 600 صفحة
لكن هنا أريد التركيز بشكل أكبر على باحث آخر، وهو الطبيب المصري  د/ عادل السيد العشري ، من الدقهلية.

للأسف لا توجد نسخة كاملة من كتابه على الشبكة، إلا أن أحد طلبة العلم منذ فترة رفع بضع صفحات مصورة من كتابه الذي أسماه «دوران الأرض بين الحقيقة والخرافة»
رابط الصور هنا:
http://www.4shared.com/rar/f8nx9K2ice/_3__________1_.html

وأظن أن أسلوب هذا الرجل في إيصال المحتوى العلمي سيكون مناسبا جدا لمن يريد فتح نقاش هادئ حول الموضوع.. دون صدام.
انظر مثلا هذا الڤيديو الوحيد المنشور له على الإنترنت، لترى الطريقة الهادئة التي يستخدمها لمناقشة موضوع تتحول نقاشاته - في الغالب - لجدالات صاخبة!!

رابط الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=bIOb4IxIlzA



الدكتور عادل توفاه الله في 2009 بعد عملية جراحية، ووجدت أن كل من يعرفه يشهد له بالرحمة والإيمان وحب الخير للناس، والدقة في المسائل العلمية.
قيل أنه الوحيد من أطباء منطقته الذي رفض رفع ثمن تسعيرة الكشف الطبي عنده حتى بعد تزايد شهرته.
ولاحظت أنه حتى مخالفيه فيما ذهب إليه يعاملونه باحترام زائد.. وهي مهابة يضعها الله لبعض عباده في قلوب الناس.

وجدت منشورا له على أحد المنتديات، في 2008، قبل وفاته بقليل، يسرد فيه أسماء كتبه هكذا:
الكتاب الأول (دوران الأرض بين الحقيقة والخرافة)
الكتاب الثاني (تناقض نظريات الفلك مع نصوص القرآن ) وفيه توضيح لانزلاق علماء الإعجاز العلمي
الكتاب الثالث (نظرات في الفيزياء وخدعة الزمانكان والسفر في الزمان) تحت الطبع

فمن يستطيع رفع أي من هذه المؤلفات على الشبكة في صورة نصية، فسأكون له شاكرا، كي لا تبقى نتائج أبحاث هذا الرجل طي النسيان.

الأحد، 13 أبريل 2014

قيامة لوبونتو

انهار النظام!!
سقط نظام التشغيل «لوبونتو» وانهارت (آحاده وأصفاره) الإلكترونية، تاركةً إياي أضرب كفا بكف، متحسرا على ما أنفقت فيها من ساعات إعداد وتهيئة!
كان العيب "عتاديا".. من الهاردوير، لذا فمبرمجو لينُكس بريئون من تهمة الإهمال براءة الديب من دم يوسف.

وحيث أنه مع المحن تأتي المنح، ومع العسر يُسران، تجدني استغللت الموقف لأنظر بعين النقد لمسألة البرامج التي أحتاجها، أو "أظن" أني أحتاجها.

هل يحتاج المستخدم العادي لأكثر من متصفح شبكي واحد على جهازه؟؟
لعدة مشغلات ڤيديو؟؟
وهل يمكن الاكتفاء بالبرامج البسيطة والاستغناء عن المبهرجة، الثقيلة على الذاكرة، المتضخمة بلا طائل؟

لما تجد الفرصة أمامك للبدء مع نسخة "فريش" من نظام تشغيلك المفضل.. هل ستعيد تكرار نفس الأخطاء أم ستحجم عن تركيب البرامج الـ"سمينة" مكتفيا بـ"الثمينة"؟!
=====

بعد تثبيت النظام الجديد بدأت بحذف المتصفح الافتراضي Chromium وتثبيت فايرفوكس
ثم طلبت من مستودع برامج أوبونتو أن يثبّت Wine ، والذي أحتاجه لتشغيل Davar3 و Sakhr Dictionary Dic32
وبالطبع كان التالي هو برنامج الكاتب Writer من حزمة LibreOffice
(مع بعض الخطوط القديمة، كالهيروغليفية والعبرية)

ثم:
uGet - FatRat - Moltaqa Library - KSU Ayat - Othman Qur'an Browser - eVince PDF viewer - Gnome MPlayer2 -
وهي في مجموعها - مع "اعتمادياتها" - حوالي 1 جيجا من مساحة النظام.

=====

لاحظت بعد ذلك تكراري لعدة تحسينات بسيطة كنت أستخدمها في النظام السابق..
1- تبسيط الواجهة وتقليل مؤثرات النظام "الجمالية" التي أراها مفتعلة
2- إضافة سكريبت (تكبير النوافذ للحد الأقصى تلقائيا فور فتحها)
3- حذف بعض البرامج التي تعمل تلقائيا فور بدء النظام.. وتجدها في الغالب ضمن هذا المسار
/etc/xdg/autostart
4- وطبعا قبل كل هذا كانت العقبة الأولى التي يجب تخطيها هي تعريف كارت الشبكة! فهو من نوع BCM 43Legacy ذي المشاكل المعروفة مع أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر

(ويمكن أن أضيف أيضا أن صعوبة تعريفه على نظام Porteus كانت السبب الرئيسي لعودتي لـ لوبونتو بعد أن كنت نويت الانتقال لـ سلاكوير!!)

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

الماتريكس والباطنية

«مقدمة فصل (الماتريكس) من كتابي: أساطير الأولين والديانات الباطنية»


لو كانت أهمية الأمور تقاس بدرجة تأثيرها، فبالتأكيد بداية ملحمة أفلام الماتريكس تعتبر من أهم أحداث سنة 1999 !!
نجح صانعو ثلاثية الماتريكس في خلق أسطورة جديدة ملائمة لذوق إنسان القرن الحادي والعشرين.. قاموا بإيصال نفس الرسالة الباطنية القديمة لكن في شكل مبتكر، براق، وفي براعة لا يمكن إنكارها.

موهبة اختراع الأساطير والحكايات الرمزية كانت مقصورة قديما على طبقة الكهنة، أما اليوم فالسينما تقوم بهذا الدور البديل!
في معابد مصر القديمة كان يقع على عاتق الكهنة تأليف قصص إيزيس وأوزيريس ورع وتحوت، ثم حشوها بالمعاني الدينية الباطنية المراد تمريرها إلى العوام بصورة تناسب عقولهم وتتقبلها أذواقهم..
وفي قبائل أفريقيا الوثنية والهنود الحمر كانت تقع هذه الوظيفة على عاتق الساحر أو العرّاف الذي يقص القصص الأسطورية على أفراد القبيلة وهم مجتمعون حول نار المخيم..
ومرت القرون وتغيرت ظروف البشر، لكن شغفهم بسماع الأسطورة لم يختفِ.. إذ نجد الأمريكان مثلا في السبعينيات من القرن العشرين منبهرين بتلك الملحمة الأسطورية التي صاغها چورچ لوكاس (حرب النجوم Star Wars) ، مع أن الحبكة قائمة بالكامل على نفس قواعد قصص "رحلة البطل" التي ترويها الأساطير الإغريقية القديمة!
(انظر مثلا دراسة چوزيف كامبل الشهيرة عن "البطل ذي الألف وجه"، وكيف أن كل الأساطير الناجحة - قديما وحديثا - تسير على نمط واحد محدد متشابه)
=====

قصة الماتريكس، ورحلة البطل «نيو Neo» يبدو أنها لمست وترا حساسا عند الكثيرين، ولهذا صدرت عدة كتب تناقش جوانب مختلفة من الفيلم، وتم عقد لقاءات وتسجيل محاضرات مع فلاسفة ومفكرين يعرضون وجهة نظرهم في القصة ومعانيها.
بل أن مواقع الإنترنت المخصصة لتحليل الثلاثية تضخم عددها بصورة غير مسبوقة في التاريخ.
حتى أن بعض الباحثين الكاثوليك كتبوا عن الفيلم و"أثره الضار" في إحياء الأفكار الغنوصية القديمة وتقديمها للجيل الجديد!
أما مراكز الدراسات الغنوصية فرحبت بالفيلم بالطبع وأثنت عليه.
وحركات المعارضة السياسية في أمريكا اهتمت أيضا بالفيلم ورأته كرمز لعملية الخداع وغسيل الذهن التي يقوم بها الإعلام الحكومي ضد طبقات الشعب!

لاحظ أن كل هذا التفاعل وكل هذه النقاشات والكتابات تعلق على فيلم يقوم - في الظاهر - على حركات الكونج-فو و"الأكشن" المفتعل المبالغ فيه!!
لكن الحقيقة التي يعلمها أغلب من شاهدوا الماتريكس هي أن القصة الظاهرية لها باطن عميق للغاية وفلسفي ومدروس بدقة.. وهذا "الباطن" هو ما سنتحدث عنه في هذا الفصل بالتفصيل، لأسباب ستتضح من السياق.
=====

الماتريكس Matrix (وجمعها matrices) كلمة تحمل عدة معانٍ مختلفة في نفس الوقت.. فأصل الكلمة من اللغة اللاتينية، وترتبط بكلمة (أم Mother) و (مادة Matter)
(انظر http://en.wiktionary.org/wiki/matrix)

وفي علوم الرياضيات والحاسبات تعني المصفوفة العددية
وفي علم الأحياء تعني رحم الأم، وأيضا المادة التي تكون بين الخلايا.
وداخل الخلية الحيوانية يوجد عضيّ (تصغير كلمة عضو) هام وشهير اسمه الميتوكوندريا، مهمته توليد الطاقة للخلية.. والجزء الموجود داخل الميتوكوندريا يسمى - في علم التشريح والبيولوچيا - الـ ماتريكس.
وكل هذه المعاني تم دمجها داخل قصة الفيلم!!.. مما يعطيك لمحة عن مقدار الجهد المبذول في تأليف القصة وتنسيقها.
=====

القصة باختصار مخل هي كالآتي:
في المستقبل، يعيش البشر في عالم وهمي اصطناعي تحت سطوة آلات لها القدرة على التفكير. والأفلام الثلاثة هي رحلة البطل المسمى Neo لتحرير البشرية من هذا العالم الافتراضي المزيف، ومحاولة الانتصار على الآلات.

أضاف المؤلفان (لاري وأندي واتشوسكي) إلى هذا الخيال العلمي عدة أشياء أدت إلى اختلاف الفيلم وتميزه:
- حركات قتالية أنيقة مأخوذة من أفلام هونج-كونج القديمة
- مؤثرات جرافيك غير مسبوقة، تم اختراعها خصيصا للماتريكس على يد فريق من الخبراء المحترفين
- عدم قصر القصة على الفيلم.. بل ربطها بوسائط أخرى كالأفلام المتحركة والقصص المصورة وألعاب الڤيديو، بحيث صار متحتما على من يريد الإلمام بكل جوانب الملحمة ألا يقتصر على الفيلم فقط

ولو كانت القصة في أساسها ضعيفة لما احتملت توسيعها لهذه الدرجة.. لكن العالم الذي ابتكره الأخوان واتشوسكي كان غنيا وثريا بالتفاصيل لدرجة مدهشة.
=====

بالنسبة للأخين كان الماتريكس هو مشروع عمرهما كله، لأن التخطيط لكل الأحداث وكيفية تحويل القصة من فكرة إلى عمل فني فعلي، استلزم سنوات طويلة من الدراسة والكتابة.. لكن استوديوهات هوليوود كانت متخوفة - بطبيعة الحال - من إعطاء ميزانية ضخمة لمخرجين شابين لم يسبق لها العمل بالسينما.. لهذا تم عرض مشروع فيلم آخر عليهما لتنفيذه كتجربة واختبار، بميزانية صغيرة.. وكان هذا الفيلم المنسي اسمه Bound ويحكي عن علاقة حب بين امرأتين.
وبعد صدور الفيلم وتأكد شركات الانتاج من جدية المخرجين، تم البدء في العمل على الماتريكس.
من الغريب وقتها أن الأخين رفضا الظهور العلني للدعاية للفيلم، واشترطا هذا في العقد مع شركة الإنتاج.. وفيما بعد بسنوات بدأت بعض الأخبار الصحفية الغريبة تظهر عن علاقة لاري واتشوسكي بسيدة متخصصة في العلاقات الجنسية السادية-الماسوشية..

(السادية هي الشعور باللذة الجنسية أثناء تعذيب الآخرين جسديا. الماسوشية هي الشعور باللذة أثناء التعرض للتعذيب على يد الآخرين)

ثم قيل أنه يميل لارتداء ملابس النساء، فسارع منتج الفيلم اليهودي چو سيلڤر في نفي هذا تماما.
لكن بعدها بفترة خرج (لاري) معلنا أنه قام بعملية "تحويل جنس" وأن اسمه الآن (لانا) ، وأنه تزوج صديقته المذكورة سابقا!!

لاري واتشوسكي قبل وبعد العملية
لماذا أقص عليك كل هذا؟.. السبب هو أن معرفة خلفية وميول وأفكار أي فنان تؤدي بالتبعية لفهم أعمق لأعماله الفنية. والماتريكس هنا مثال واضح.

من تنحرف فطرتهم إلى درجة الرغبة في تغيير أعضائهم الجنسية يحاولون دائما تبرير المسألة بأنهم "روح أنثى محبوسة داخل جسد ذكري" ، وهي فكرة قريبة من الأفكار الباطنية الغنوصية كما رأيت في الفصول السابقة. ولهذا لا عجب أن يميل لاري واتشوسكي للديانة الباطنية وأن تسيطر عليه عقائدها بحيث تظهر جلية في أفلامه.

وبالإضافة لهذا فإن الباطنية يؤمنون بفكرة تناسخ الأرواح، وعودة الأرواح لجسد جديد بعد موت الجسد السابق، في دورات، طالما لم ينجح صاحبها في الفكاك من أسر المادة في حياته السابقة.
وهذه الفكرة أيضا يميل إليها "المتحولون جنسيا"  لأنها تعطيهم مبررا أمام أنفسهم لانحرافهم.. فيقولون ربما كانت روحي السابقة أنثوية وعادت للحياة هذه المرة في صورة ذكر!!

وعرفت أيضا من الفصول السابقة أن إحدى الأفكار الباطنية الفلسفية الخيميائية تقوم على اتحاد العنصر الأنثوي بالعنصر الذكري، وأن هذا التحاد يحوّل الإنسان إلى مخلوق كامل.. وهي خرافة أفلاطونية وتلمودية عن الإنسان الأول الذي كان ذكرا وأنثى في آن واحد ثم تم فصله لجنسين..
وقد يكون (لاري واتشوسكي) تأثر بهذه الفكرة فقرر الجمع بين الصفات الذكورية والأنثوية للحصول على "الكمال" المزعوم، كما كان إخناتون مثلا يجعل صوره المنقوشة تجمع بين صفات الرجل والمرأة كرمز على "كماله" !!
=====

في 1999 ظهر الجزء الأول من سلسلة الماتريكس، ثم في 2003 ظهر الجزءان الآخران، فاكتملت الثلاثية.
وصدرت أيضا مجموعة من أفلام "الأنيميشن" المتحركة AniMatrix التي تدور في نفس عالم القصة
وصدرت عدة قصص مصورة Comic Books
وثلاث ألعاب فيديو تضيف لأحداث الفيلم:
Enter The Matrix - The Path of Neo - The Matrix Online

ثم تعاون الأخان مرة أخرى 2005 لكتابة الفيلم الشهير V for Vendetta  الذي نشر فكرة الأناركية مرة أخرى بين الشباب، وصار قناع ڤينديتا رمزا للحركات الثورية.
هذا الفيلم يقوم على رواية مصورة Graphic Novel كتبها المؤلف البريطاني الباطني (ألان مور) في الثمانينيات، ثم انتقل بعدها لدراسة السحر والقبالاه اليهودية ونشر هذه الأفكار في شكل محبب للقراء.
=====

الجمعة، 4 أبريل 2014

نتق جبل الطور في تفسير ابن عاشور

فهم البعض من تفسير ابن عاشور لآيات حادثة رفع جبل الطور فوق بني إسرائيل أنه ينفي الرفع الفعلي ويجعله مجرد اهتزاز..
قرأت هذا الكلام في منتدى الألوكة هنا:
http://majles.alukah.net/t17687
وسبب اختياره لهذا التفسير البعيد هو اعتماده على النص التوراتي وحسن ظنه الزائد فيه.
والحقيقة أن النص التوراتي حاول نفي خزي هذا الموقف عن اليهود، وإخفاء الحقيقة، وإظهارهم كأنهم قبلوا التوراة فورا دون تردد، بل وقالوا سمعنا وأطعنا، بدلا من "سمعنا وعصينا" !!

(وأخرج موسى الشعب من المحلّة لملاقاة الله. فوقفوا في أسفل الجبل
وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا)

سفر الخروج 19: 17

في النص العبري مكتوب "في أسفل الجبل" هكذا (بـ تحتيت ها هَر)
أي تحت الجبل
ومن السياق نفهم أن مقصود كاتبي التوراة أن يفهم القارئ أن بني إسرائيل وقفوا بسفح الجبل.
لكن النص القرآني يقول صراحة أن الجبل نفسه تم رفعه فوقهم، تهديدا وتخويفا، وغطاهم كالظلة.
=====

والآن سأعرض عليكم مصداق القصة القرآنية من كتاب اليهود الآخر.. التلمود!

And they stood under the mount
R. Abdimi b. Hama b. Hasa said: This teaches that the Holy One, blessed be He, overturned the mountain upon them like an [inverted] cask, and said to them,'If ye accept the Torah, 'tis well; if not, there shall be your burial
shabbath 88a

المصدر: التلمود البابلي ، قسم (السبت) ، الورقة 88 أ
الترجمة:
(تفسير نص «ووقفوا أسفل الجبل»)
الحاخام عبديم بن حاما بن حاسا: يعلمنا هذا أن الرب المبارك قلب الجبل فوقهم كالبرميل، وقال لهم: "لو قبلتم التوراة، فحسن.. أما لو رفضتموها، فسيكون هذا مكان دفنكم."


فالحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم.

الأربعاء، 2 أبريل 2014

الكنيسة والإخوان.. الانقلاب والثورة

عندما ترى جيش دولة يعتمد على دعم الأقلية (بأموالها وأفرادها) لتمرير انقلابه ضد رئيس ينتمي لدين الأغلبية، فاعلم أنه صار ألعوبة في يد الكهنة..
وصفقات الكهنة والملوك يكون الخاسر فيها دائما عامة الشعب.. وتاريخ أوروبا يشهد.

وفي نفس الوقت، تكون هذه الصفقات تمهيدا لإشعال العداء بين الطوائف.. ثم الاقتتال الداخلي.. ثم الانفصال، كما حدث بين البروتستانت والكاثوليك.

الاثنين، 24 مارس 2014

يمهل ولا يهمل

تسريبات صحفية سعودية: خطاب السيسي الرئاسي سيحث على العمل والإنتاج، ويعد بمشاريع طبية ضخمة ومدن علاجية.
=====

أخبار مصر تصدر أولا في السعودية والإمارات والكويت!!
لأنها تخرج من هناك أصلا.. وأصحاب المال الخليجي يحركون الجيش المصري للأسف.

وعايز أقول حاجة ممكن تزعل ناس مني، لكن الجيش المصري قبل 200 سنة ظلم أهل الخليج، وابن (محمد علي) راح دبح السعوديين بناء على طلبات غربية أوروبية، وقتل أتباع الشيخ محمد عبد الوهاب..
ومصر كانت بتتكبر على الخليج الفقير وقتها، ومكة كانت تابعة للقاهرة.
ودلوقتي ده تخليص حق!!
هما بيتحكموا حاليا في الجيش المصري.. ومتحكمين في الكهربا المصرية بفلوس النفط..

وأظن ده عقاب رباني كان مؤجل.
الشعب المصري كان جاهل وقتها وأيّد قتل السلفيين السعوديين. ولما خرج مفكر بيفهم اسمه الجبرتي (المؤرخ) وحاول يوعي الناس إن محمد علي بيضحك عليهم وإن أتباع عبد الوهاب مش كفار ولا خوارج ولا حاجة، راح الباشا قتل ابن الجبرتي، والأب بصره راح من البكا على ابنه!!

فيه جرائم لا تسقط بالتقادم.. وكان واجبنا نرفض إللي عمله محمد علي وأولاده بدل ما نمجدهم في الكتب المدرسية ونتحدى ربنا!
وكان واجبنا نشنع على مذبحة القلعة وقتله للمماليك، علشان ما يحصلش فينا بعد 200 سنة إن مماليك الجيش الحالي يقتلونا!!

السبت، 22 مارس 2014

القرآن والتلمود

ما الصلة بين القرآن والتلمود؟
قد تظن للوهلة الأولى عدم وجود أية صلة بين الكتاب السماوي وكتاب حاخامات اليهود، لكن المسألة أعمق من هذا.

فقد قال الله في القرآن (سورة المائدة 15)
«يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ»
وفي (الأنعام 91)
«قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً»

لاحظ تأكيد القرآن على حقيقة أن اليهود "أخفوا" أجزاء كثيرة من الوحي الذي نزل على أنبياء بني إسرائيل.. أي لم ينشروها في أسفار التوراة المعروفة..
فأين أخفوها يا ترى؟

للأسف "حفظوها" شفهيا وحرّموا تدوينها، بخلا بها واستئثارا.. فكانت النتيجة أنهم حرفوها عن معناها ونسوا تفاصيلها.. بل واخترعوا أجزاء جديدة تداخلت مع الأصل ففسد معنى كثير من النصوص والنبوءات.


ونجد الآن شذرات من هذه النصوص في كتبهم الأخرى غير التوراتية، كالتلمود والترجوم والمدراش.
التلمود كانوا يخفونه، فلم يظهر للناس مطبوعا إلا بعد البعثة المحمدية بفترة..
والترجوم هو ترجمتهم وحواشيهم على التوراة باللغة الأرامية (لأنهم كانوا تركوا العبرية)
والمدراش هو مدارساتهم للنصوص التوراتية، مع الكثير من الإضافات والاختراعات التي تخيلوها للأحداث

وأنزل الله القرآن ليكشف الكثير مما أخفوه، ويؤكد ما صح من هذه النصوص
« وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ » المائدة 48

من أمثلة هذا، مسألة أن من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل كل الناس..
هذا المعنى لن تجده في كتب التوراة، لكن إن بحثت فستجده في التلمود.

FOR THIS REASON WAS MAN CREATED ALONE,
TO TEACH THEE THAT WHOSOEVER DESTROYS A SINGLE SOUL OF ISRAEL,
SCRIPTURE IMPUTES [GUILT] TO HIM AS THOUGH HE HAD DESTROYED A COMPLETE WORLD;
AND WHOSOEVER PRESERVES A SINGLE SOUL OF ISRAEL,
SCRIPTURE ASCRIBES [MERIT] TO HIM AS THOUGH HE HAD PRESERVED A COMPLETE WORLD.
(Sanhedrin 37a)
في قسم ( سنهدرين 37أ ) من التلمود البابلي:
ولهذا السبب تم خلق الإنسان واحدا في البداية، ليعلّمكم أن من يدمّر روحا واحدة من شعب إسرائيل فسيتم عقابه كما لو كان دمر عالما بأكمله..
ومن يحفظ روحا واحدة من شعب إسرائيل فتقضي النصوص بأن يثاب كما لو كان حفظ العالم كله.

[في هوامش طبعة التلمود مذكور أن بعض المخطوطات لم تذكر تخصيص المسألة بشعب إسرائيل فقط. والسبب الواضح للإضافة هو رغبة اليهود في قصر كل النصوص عليهم فقط دون باقي البشر!]

هذا النص التلمودي مذكور في سياق أحكام القاتل، وقصة قايين (قابيل) ابن آدم الذي قتل أخاه.. وهو نفس السياق الذي وردت في الآية القرآنية

« فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً
وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ »
المائدة 32

لاحظ أن النص القرآني أشار صراحةً إلى أن هذه المسألة كانت مكتوبة ومفروضة على بني إسرائيل.. أي كانت حكما شرعيا متصلا بقصة قتل ابن آدم لأخيه.

لكن اليهود - كالعادة - فعلوا عكس ما أمرهم الله.. فيثيرون الحروب بين الأمم ويتسببون في قتل الآلاف بل والملايين إلى يومنا هذا!