الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

المعتزلة الجدد

أفكار المعتزلة عادت للمسلمين من جديد تحت مسميات أخرى، كالإسلام "المتمدن" أو "الحضاري" المودرن.
بعض الإخوان وقعوا في هذا. والسبب انبهار داخلي بالغرب.
نفس الشيء حدث أيام العباسيين عندما انبهر بعض المسلمين بأفكار فلاسفة اليونان، وأرادوا جعل كتب أرسطو وأفلاطون مرجعا يوازي القرآن!!
فكانت النتيجة كارثية، وهي إنكارهم لعدة أمور في الشرع بحجة عدم قبول "عقولهم" لها.. وبدأوا فتنة خلق القرآن التي أراد بعض الخلفاء الأغبياء تثبيتها بالقوة.
سبب الفكرة أصلا هو تشبع المعتزلة بعقائد الإغريق الفلاسفة القائلين أن الإله لا صفات له، أي لا يتكلم ولا يفعل أي شيء!! (حاشا لله)
فلما أرادوا تطبيق هذه المعتقدات الغربية الإغريقية على الإسلام كان عليهم حذف أو تحريف كل الآيات والأحاديث التي تقول (قال الله..) ، خصوصا كلام الله مع موسى ومع الرسول في رحلة المعراج، إلخ.
فاستعان المعتزلة بسلطة الخليفة بعد غسل مخه وجعلوه ينشر مسألة أن القرآن ليس كلام الله بل مجرد مخلوق من مخلوقاته. وتم قطع رواتب كل شيخ يرفض الإيمان بهذه العقيدة الجديدة، وتهديد الآخرين وضربهم بالسياط.. إلى أن وقف الإمام أحمد بن حنبل موقفا بطوليا ورفض تغيير العقيدة الإسلامية وقال بوضوح: القرآن كلام الله وليس بمخلوق.
ولهذا نشر الله اسمه في الآفاق وحبب فيه الخلق. فنقول الآن "الفقه الحنبلي" و"مسند الإمام أحمد في الحديث"
وظل الحنابلة على مر العصور هم أقل أهل المذاهب انحرافا في مسائل العقيدة، في حين انحرف كثير من الشافعية مثلا واتجهوا للعقيدة الأشعرية والماتريدية (مع أن الإمام الشافعي كان سليم العقيدة، كأبي حنيفة ومالك وابن حنبل)

=====
أحمد أمين، مؤلف فجر الإسلام، وصديق طه حسين، كان من المعتزلة الجدد كما قال في ثنايا كتابه: ضحى الإسلام!!
وكان يقول أن استخدام المعتزلة للسلطة والقهر في محاولة نشر أفكارهم أدت لنتيجة عكسية، وأن الأفضل كان التسلل لعقول المسلمين تدريجيا إلى أن يتشربوا بالعقيدة المعتزلية.

السبت، 20 سبتمبر 2014

الرقابة الذاتية

الرقابة الذاتية هي عندما ينجح الشيطان في أن يجعلك تتحاشى استخدام آيات أو أحاديث معينة لأنها تسبب لك "إحراجا" وتخالف قناعاتك الأخرى "الليبرالية" أو "الديمقراطية" أو الغربية..
في الخليج بدأ بعض المسلمين يحذفون بعض الأحاديث من التداول على المنابر لأنها قد تثير "فتن طائفية" وتجرح مشاعر المواطنين الشيعة!!
ونفس الشيء في البلاد الإسلامية التي يعيش فيها نصارى.

لن تحتاج أمريكا لحذف آيات الجهاد من القرآن أو الأحاديث التي "تعادي السامية"، ما دمنا اقتربنا من حذفها بأنفسنا عن طريق تجاهلها أو تفريغها من معناها الأصلي!!

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

الذل

إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.

المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح

وهو حديث ضد "الاستقرار" في بيئة زراعية (كمصر!) وترك أسلوب الحياة الطبيعي للمسلم، وهو الحرب.

العينة = نوع من الربا
أذناب البقر = الحرث بالمحراث

الخميس، 18 سبتمبر 2014

من الفيسبوك

الإخوان إلى الآن محصورين عقليا في المرحلة المكية، مرحلة قبول الاضطهاد، ورافضين الدخول في المرحلة المدنية، مرحلة الغزوات.
=====

زمان كانت إجابة الإسلامي على سؤال: "تعمل إيه لو بقيت رئيس؟" هي "ياااه، ده أنا أضرب إسرائيل وألغي القوانين المخالفة للشريعة وآخد الزكاة من الأغنيا وأديها للفقرا، وأمنع الدعارة "الفنية" من التليفزيون والسينما..."
 ثم جاء الإخوان وأثبتوا إن كلام الليل مدهون بزبدة.. يطلع عليه النهار يسيح!!
=====

قتلى ثورة يناير 2011.. ماذا استفدنا من تضحياتهم وماذا استفادوا من رفضهم رفع شعارات إسلامية في الثورة؟!
=====

من المنطقي أن تغيّر رأيك وقناعاتك بعد حصولك على معلومات جديدة كنت تجهلها من قبل.
بديهية لا يفهمها المعاندون والمرضى بداء الكِبر
=====

رئيس كانت المخابرات والجيش تحجب المعلومات الحيوية عنه.. والإعلام يسخر منه.. وحيتان البيزنس تعرقل مشاريعه.. والداخلية ترفض حفظ الأمن في عهده.. والأحزاب الإسلامية تغار منه..
هو رئيس بالبطاقة فقط، فشل في فرض سطوته من اللحظة الأولى.
=====
الرسول أرسل فرقة قامت باغتيال كعب بن الأشرف لأنه كان يسيء لمقام الرسول ولنساء المسلمين في شعره.
فالإسلام لا يتغافل عن دور الإعلاميين الفاسدين ويعرف تماما أن ترك الحرية للقنوات الهدامة والمسيئة يؤدي لهدم الدولة وهز صورة النظام.

مرسي غفل عن هذه البديهية وترك الحبل على الغارب لقنوات أعدائه، والسيسي فهم هذه البديهية فكان أول قرار بعد الانقلاب هو غلق القنوات الإسلامية التي قد تعارضه.

السرجاني

السرجاني الإخواني كتب مقالا يقول فيه أن طاعة الانقلاب واجب ديني.. فقام الشباب عليه وأفحموه ردودا شرعية ومنطقية
فرح النورانيون بمقاله وقالوا: الإخوان يمهدون كوادرهم نفسيا للقبول بالانقلاب كما فعلنا
إلى الآن وكلها مواقف متوقعة. المشكلة هي أنه فور بدء الهجوم قام شخص ما باختراع قصة وهمية مفادها أن المقال ليس للسرجاني، وأنه محبوس رهن الإقامة الجبرية.. ونسب هذا الشخص القصة لزوجة السرجاني!!
صدقها بعض السذج وسارعوا بنشرها في التعليقات بصورة فيروسية، ظنا منهم أن مثل السرجاني يستحيل أن يكتب مثل هذا المقال.
ولما ظهرت الحقيقة، وعرفوا أن المقال صحيح ومنسوب للسرجاني فعلا، صمتوا ولم يراجعوا أنفسهم ولم يتعلموا شيئا من المسألة!
ظلت قطعان الماشية ماشية خلف كل ناعق يقودها إلى الاتجاه الذي يرغب فيه ويلعب بها كيف يشاء!!


الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

فخ داعش

لعشر سنوات استغلت أمريكا اسم القاعدة لتبرير حروبها ضد المسلمين..
والآن تنظيم آخر يعطيها مبررا جديدا لسلسلة جديدة من الحروب!!

هل تتنافس الجماعات الإسلامية على المركز الأول في مسابقة الغباء؟!
إخوان،داعش،نور،بوكو حرام، إلخ..

ليتهم يعلمون من حازم وسماحته في المقابلات التليفزيونية الحوارية وصلابته في قول الحق دون إعطاء الخصم فرصة لوصمه بالإرهاب.



قصدي باستغلال أمريكا لاسم القاعدة وداعش هو أنها خلقتهم من الأصل وسهلت لهم الظهور وأمدتهم بالسلاح عن طريق وسيط!
كل الجماعات الجهادية مجرد دمية في يد أمريكا، اللهم إلا حماس.
الجدلية الهيجلية هي خلق الرأي والرأي الآخر والتحكم في الطرفين المتصارعين لتوجيه النتيجة لهدف مراد من الأصل.
Thesis ---> Anti-Thesis ----> Synthesis
تماما كما استغلت أمريكا صدام في غزو الكويت ثم قضت عليه.
واستغلت طلبة الطالبان في القضاء على أمراء الحرب المخضرمين الذين خرجوا من قتال الشيوعيين منتصرين.

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

المستحيلات الثلاثة

بعض الألفاظ يتغير معناها بمرور الزمن، فتكتسب دلالات جديدة وتفقد دلالاتها القديمة.
كلمة "مستحيل" يغلب استخدامها الآن في العربية المعاصرة للدلالة على ما لا يمكن تحققه، لكنها قديما كانت تستخدم في سياق آخر..
فكلمة "استحال" في الكتب العربية القديمة تأتي بمعنى تحول من شيء إلى شيء آخر، والمستحيل هو "المتحول"
فيقال: استحال الماء ثلجا.. أي تحول الماء إلى ثلج.

فهل يمكن أن نكون قد أخطأنا في فهم ما يقصده العرب القدامى عندما قالوا أن المستحيلات الثلاثة هي الغول والعنقاء والخل الوفي؟!
فهذه المقولة نفهم منها اليوم أن الصديق المخلص شيء نادر جدا بل ومستحيل عمليا، لكن ربما كان مفهومها الأصلي هو أنه لا أمان حتى مع الصديق المخلص إذ قد "يتحول" في أي وقت ويصير خائنا أو عدوا!
وتحول الحال من حال إلى حال هو أمر غير مستبعد ولا مُحال.

الغول مخلوق أسطوري تخيله العرب البدو على هيئة شيطان يقوم بتغيير شكله ويستدرج البدو أثناء ترحالهم ليلا في الصحراء ثم يقتلهم.
وفي الحديث الشريف: لا غول. (أي أن قصص العرب عن الغول مجرد أساطير)

والعنقاء طائر أسطوري كان القدماء - من أيام المصريين القدماء والفينيقيين - يعتقدون أنه خالد، أي عندما يأتي موعد موته يحترق تلقائيا ويتحول لرماد ومن هذا الرماد يتولد مرة أخرى، وهكذا.
أي أنه دائم التحول من حال إلى حال.

إذن الغول يتحول والعنقاء تتحول وكذلك الصديق الوفي قد يتحول.
=====

من الألفاظ التي تغير معناها أيضا مع الزمن كلمة "ذرة"..
ففي العربية القديمة والقرآن تأتي كلمة ذرة بمعنى النملة الصغيرة، وجمعها (ذر) [ومنها كنية الصحابي أبي ذر الغفاري]
لكن اليوم عندما نسمع كلمة ذرة يأتي على ذهننا مفهوم الـ Atom أي وحدة بناء المادة في الفيزياء.

[كلمة Atom نفسها يجب أن تتغير، لأن الغربيين اختاروها عندما كانوا يظنون أن الذرة هي أصغر جزء من المادة وأنه لا يمكن تقسيمها لجزيئات أصغر. فكلمة A-tom تعني حرفيا: الذي لا يتجزأ. وحيث أن هذه الفكرة ثبت أنها خاطئة أصبحت التسمية غير مناسبة]