الجمعة، 21 نوفمبر 2014

الآن وفي النهاية

سياسيا فإن الجيش المصري الآن أقوى من أي وقت مضى في تاريخه الحديث.. يمكنه حرق مئات الآلاف من أعداء النظام دون أن يناله ولو عتاب صغير من المجتمع الدولي..
بل ربما منحوا السيسي ساعتها جائزة نوبل للسلام كما أعطوها لأوباما وتشرشل والسادات!!
أما داخليا فالجيش نجح في الحصول على تأييد شعبي جارف + تأييد الشيوخ والراقصات في نفس الوقت!! وهو ما لم يصل إليه أي رئيس قبل السيسي.
وسبحان الذي جمع لهذا الرجل مليارات الخليج وتصفيق إسرائيل وألسنة خطباء الأزهر ومشاهير الفضائيات!

ومع ذلك فلن ينفعه كل هذا بشيء في النهاية :)

-----


رجل تجاهل وصفه بالطرطور وصبر قليلا، وكانت النتيجة حمايته ومكافأته ودخوله التاريخ كرئيس لمصر!!
والسبب استناده لـ"ركن قوي متين" هو منظومة الفساد العسكرية المصرية المدعومة بالمليار الأمريكي السنوي.

ومع ذلك فلن ينفعه كل هذا بشيء في النهاية :)

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

خمسة ابتدائي!! - قصة قصيرة حدثت بالفعل


الصغار يتصفون بالانطباعية، أي أنهم Impressionable بالفطرة.. الأحداث التي تمر بهم تشكّل شخصياتهم ويبقى أثرها كما يبقى ما ترسمه على الأسمنت الطري بعد جفافه.
في آخر أيامي بالمرحلة الابتدائية في المدرسة تعلمت درسا لا ينسى.. تعلمت أن "الكبار" ليسوا معصومين عن الخطأ كما يحبون أن يوحوا للصغار!
كنا نهيئ أنفسنا لترك مدرستنا التي تعودنا على ملازمتها خمس سنوات (كانت الدراسة الابتدائية خمسة صفوف دراسية فقط) ونستعد لخوض غمار هذا الكون الغامض المسمى "الإعدادية"!.. كنا نعرف أن الأصدقاء سيتفرقون ليذهب كل منهم في طريق.. ثم جاءت "أبلة هيام" في الأيام الأخيرة لتنبهنا لمسألة أخرى.. جو الدراسة "المختلطة" (ذكور وإناث) الذي عهدناه سينتهي.. الأولاد لهم مدارسهم الإعدادية والثانوية المنفصلة عن مدارس "البنات"..
ولهذا اقترحت الأستاذة أن يجلس كل ولد بجانب إحدى البنات، لأنه شيء - كما قالت - لن يتكرر لمدة طويلة قادمة!

وفعلا، بدأت الأستاذة في اختيار من من الفتيات ستجلس بجوار من من الصبيان، وجعلت "رفيقتي" هي أقل البنات قدرة على التحصيل الدراسي في الفصل!
كانت تجلس في آخر "تختة"، وكنت أجلس في أول صف.
مفاهيم "الشاطر" و"البليد" كانت هي "مؤشر الوضع الاجتماعي" الأهم في تلك المرحلة من حياتنا، وربما كان قصد الأستاذة هو كسر هذا الحاجز وتعليمنا أن "الطبقية" الفكرية والفروق في الذكاء ليست هي معايير الحكم الوحيدة في الحياة.
لكن ربما أيضا كان السبب هو رغبة الأستاذة في مضايقتي بإجباري على الجلوس ملاصقا لبنت كان الجميع يعرف أنها "محدودة الذكاء" نتيجة لمرض ما، في حين أن رغبتي الحقيقية وقتها كانت - بالطبع - هي الجلوس جوار أجمل و"أشطر" - وأطول - فتاة في الفصل.. منافستي في كل امتحان وموضع إعجاب قلبي الصغير وقتها!!

وقد تتساءل: وما الذي قد يدفع مدرسة في مدرسة ابتدائية لمضايقة أحد تلاميذها الصغار، خصوصا وأنه "أشطر طلاب المدرسة" وصديق ابنها (كريم) لسنوات؟!!
الإجابة طبعا هي الموقف الذي حدث قبل هذا بأيام، حين رأيت "الوجه الحقيقي" لـ "أبلة هيام" التي كانت تعاملني لسنوات كابنها تماما وتتابع مسيرتي الدراسية وتقدمني في الإذاعة المدرسية الصباحية لأتلو القرآن، وتعطيني هدايا في الطابور الصباحي لسعادتها بدرجاتي المرتفعة!!
فهذه الأستاذة نفسها هي من رأيت الشرر يكاد يتطاير من عينيها فيما بعد وهي تضربني بالعصا أنا وصديقي أحمد عثمان لأنها ظنت أننا "تغامزنا" سخرية من ابنها عندما فشل في الإجابة على سؤال أثناء إحدى الحصص التي كانت تقوم بالتدريس لنا فيها!

كانت أول مرة فعلا أرى - بشكل عملي - كيف أن الأوهام قد تسيطر على شخص ما لدرجة أن يرى ما لم يحدث أصلا!! فلا أنا ولا صديقي وقتها تغامزنا ولا انتبهنا إطلاقا لفشل ابن الأستاذة في إجابة سؤالها..
لكن يبدو أن اقتراب موعد الامتحان النهائي قد جعلها أكثر حساسية فيما يخص (كريم) ومستواه الدراسي بحيث تصورت أن الجميع يضحك عليه لمجرد أنه لم يجب على سؤال ما!

قد يبدو لك الموقف بسيطا لكنه بالنسبة لي وقتها كان صادما.. لأن الإحساس بالظلم مر جدا، خصوصا عندما يتم عقابك على شيء لم تفعله ولا تملك أي فرصة في توضيح الحقيقة لأن القاضي في هذه الحالة هو نفسه الجلاد. وصاحب الاتهام هو من يمسك بالعصا وبالتأكيد لن يستمع للمنطق ما دام مقتنعا تمام الاقتناع بأنه على صواب.

هوت العصا على أيدينا عدة مرات ثم أمرتنا الأستاذة أن نعود لآخر الصف ونبقى هناك عقابا لنا.
وكما قلت من قبل، في مجتمع فصلنا الصغير كانت المراتب الاجتماعية تتحدد بمكان جلوسك!
بعد يومين أو ثلاثة عدنا لمقعدنا المعتاد وتم نسيان الأمر.. أو هكذا حاول كل الأطراف أن يتظاهروا.

لاحظ أن مكاني لسنوات كان في التختة الأولى، محشورا بين أحمد على اليمين وكريم على اليسار! وكان هذا الوضع من اختيار وتصميم الأستاذة نفسها لأنها أرادت لابنها صحبة جيدة ولم تجد أفضل مني ومن أحمد.
كان أحمد أقرب لي بالطبع من (كريم) لأن الأخير كان "خشبيا" بعض الشيء، إن جاز الوصف. وكان صامتا ويحب رسم الديناصورات التي كان يبهرنا بمعرفته الموسوعية لأنواعها وأشكالها.. ويبدو أن أمه كانت تتحكم فيه أكثر من اللازم، وكانت رقابتها عليه دائمة، في البيت وفي المدرسة.. وكانت قد اختارت أن ترفض ترقيتها لمديرة المدرسة لتظل مدرسة في الفصل الذي يدرس فيه ابنها، وفيما بعد علمت أنها صارت المديرة وتركت التدريس الفعلي لما انتقل كريم من المرحلة الابتدائية للإعدادية.

أحمد كان له وضع اجتماعي مميز أيضا في المدرسة.. فأمه كانت ضمن طاقم العاملات. وبالنسبة لعقولنا الطاهرة من الاعتبارات الطبقية وقتها كنا ننظر لها كسلطة حقيقية ونرى صداقتنا لابنها مصدر قوة يمتعنا بحرية أكبر في التحرك خلال مباني المدرسة و"استكشاف" حجراتها، ما دمنا أصدقاء "ابن الدادة".

إذن كان الوضع كالآتي.. كنت صديقا لاثنين كليهما يستند لـ "ركن قوي" في المدرسة، وكنت معروفا لباقي الأساتذة لاشتراكي في نشاطات أخرى (كالكشافة والإذاعة المدرسية) ، وكنت مقربا من بعضهم بصورة شخصية.. ولهذا كانت سنوات الدراسة الابتدائية في مدرستي سعيدة لحد كبير.. وإلى الآن أذكر "مغامراتي" مع أحمد لاستكشاف "الغرف المغلقة" عندما يكون الجميع مشغولين في فصولهم وباقي زملائنا يجلسون في الفصل صامتين لأن أستاذ الحصة تغيّب والأستاذ البديل يمنعهم من الكلام والحركة!
كنا نتمتع بـ"كارت بلانش" لثقة الجميع بنا وغضهم الطرف عن خرقنا البريء للقواعد.

في تلك السنة الأخيرة كنت قد بدأت في الميل للعزلة بشكل طبيعي. فكنت أصل المدرسة مبكرا قبل طابور الصباح وأجلس في الفصل اقرأ جريدة "أخبار الأدب"!! (عندما كنت لا زلت ساذجا يظن أن ما ينشره أمثال القعيد والغيطاني هو الأدب الحقيقي!)
وفي تلك السنة مات أبو أحمد أمام عينيه فكان لهذا بالطبع أثره عليه. وكانت بدايات إدراكي لحتمية الموت واهتمامي بالأحاديث النبوية التي تصف خروج الروح وحياة القبر البرزخية.
تلك السنة شهدت أيضا تعرضي لحادثة سيارة وقعت أثناء سيري مع أحمد وأمه بعد انتهاء اليوم الدراسي.
كنت أعبر الطريق وألتفت للخلف ملوحا لصديقي الذي كان سيقف مع أمه لينتظر الأوتوبيس في حين سأكمل أنا طريقي سيرا على الأقدام كالعادة، عندما شعرت بنفسي أطير في الهواء!
سيارة تاكسي مسرعة صدمتني، لكن الضربة تم امتصاصها لأن شنطة المدرسة الثقيلة والمليئة بالكتب وقفت حائلا بيني وبين السيارة.
الغريب أني كنت معروفا بحملي للكثير من الكتب الإضافية دائما تحسبا لأي موقف محرج قد ينتج عن نسيان كتاب أو كراسة، وكان الجميع ينصحني بتقليل هذه الحمولة اليومية خوفا من تقوس ظهري تحت ثقلها.
تجمع الناس حولي وأجلسوني على مدخل أحد المحلات وأعطوني كوب ماء لأشربه في حين أني كنت أتعامل مع الموقف ببرود تام ولا مبالاة وكأن شيئا لم يحدث!
فالكتب سليمة وأنا سليم، وأم أحمد وابنها يقفان جانبي، فلم الخوف؟!
عدت يومها للمنزل ولم أخبر أمي عن الأمر.. تماما كما لم أخبرها عن حادثة اتهام الأستاذة لي وضربها لي. فلا داع لإثارة مشاكل انتهت على خير.
أمي كانت معروفة بحضورها لمدرستي - من مدرستها التي كانت تقوم بالتدريس فيها - لتقابل المدير والمدرسين للاطمئنان على أحوالي وتوفير "دعم معنوي" دائم لي.. ولا أعرف ماذا كانت ستفعل لو علمت بإهانة الأستاذة لي تلك الإهانة غير المبررة!

الطريف أنه بعد فترة قصيرة كنت قد انتهيت مبكرا من اختبار مادة الرياضيات في الشهادة الابتدائية وأجلس أنتظر جرس انتهاء وقت اللجنة، عندما وجدت أم كريم تدخل لجنتي وهي تحمل ورقة إجابة ابنها كي أقوم بحل مسألة الرسم الهندسي له!!
وطبعا فعلت.


الاثنين، 17 نوفمبر 2014

samizdat

بالأمس كنت اقرأ في كتاب samizdat الذي حاولت مؤسسة مشبوهة إصداره لتشويه سمعة لينكس ولينوس واتهامه بسرقة أول كيرنل من كيرنل مينيكس!
واتضح أن ميكروسوفت هي ممول الدار التي كان الكتاب سيصدر عنها، لكن النسخ الأولية لاقت استهزاء كبيرا من المتخصصين وسخروا من إدعاءات المؤلف فتم وقف طبع الكتاب، وهو الآن مجرد مسودة Pdf على الإنترنت
ملخص الكتاب: 1- المؤلف يرى أن لينكس يعتبر خطرا على الاقتصاد الأمريكي وأنه على الحكومة تيسير رفع قضايا "سرقة فكرية" ضد لينوس للقضاء على لينكس.
2- المؤلف يقول باستحالة أن يستطيع مبرمج واحد شاب كلينوس سنة 1991 أن ينجح في كتابة نواة متميزة كلينوكس في 6 شهور فقط في حين أن ريتشارد ستولمان فشل مع مجموعته في إصدار كيرنل ناجح.
إدعاء أن لينيكس مسروق من مينيكس انهار عندما استعان المؤلف بخبير لمقارنة الكود المصدري فلم يجد تشابها! وكان هذا من أسباب توقف طبع الكتاب، منعا للإحراج.
الكتاب متاح على الإنترنت (بشكل غير قانوني طبعا) وهو مصدر تندر وسخرية لأنه خير مثال على خوف قطاع المصادر المغلقة من تنامي دور لينكس.

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

سياسات الإنترنت الجديدة في مصر، وحجب المواقع الانتقائي

بدأت الحكومة المصرية في تطبيق ما كانت أعلنت عنه منذ فترة، التجسس على المواطنين وما يتصفحونه على الإنترنت، عن طريق شركة "أمن معلومات" أمريكية!
لاحظت أيضا أنهم يحجبون مواقع عشوائية عن مستخدمين معينين دون أن يتم حجبها عن الباقين! ويتم ذلك عن طريق استهداف أرقام خطوط الهاتف الأرضي التي يستخدمها "الضحية" للولوج لشبكة الإنترنت عن طريق مزود الخدمة (مثل TEdata)

إلى الآن لاحظت حجب عدة مواقع أزورها من فترة للأخرى، وهي:
http://www.gadgethovel.com
http://www.bananatriangle.com
http://ahlalhdeeth.com
http://goodreads.com
http://www.arabchurch.com
http://www.supernaturalwiki.com


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

أودين والرموز الباطنية في الديانة النورسية

عقائد الفايكنج والقبائل الشمالية الاسكندنافية والأيسلندية ظلت مسيطرة على شمال أوروبا لفترة طويلة حتى بعد انتشار المسيحية هناك.. ولم تضعف إلا بعد حوالي ألف سنة بعد الميلاد.
كانت الحرب الفكرية العقدية بين كهنة المسيحية وكهنة الديانة الوثنية الشمالية النورسية حربا باردة، وفي النهاية قبلت المسيحية أن تقوم بإدخال الكثير من الطقوس والعادات والاحتفالات التي أراد الوثنيون الإبقاء عليها كشرط لقبولهم المسيحية!
فنجد مثلا الصليب الدائري "الشمسي - السلتي"، وسانتا كلوز واحتفالات الكريسماس وغيرها من المفاهيم التي أخذها المسيحيون مباشرة من الوثنيين كنوع من "الحل الوسط" لتيسير دمج هذه القبائل تحت لواء الكنيسة الكاثوليكية. وما قصص القديسين والقديسات المنتشرة في أوروبا إلا بقايا للأساطير الوثنية القديمة والحكايات الخرافية التي كانت شعوب أوروبا تؤمن بها قبل دخول المسيحية.

وكان التأثير متبادلا بين المسيحية والديانة الشمالية، فنجد مثلا تشابها كبيرا بين أسطورة الإله أودين الذي عبده الشماليون وبين قصة صلب يسوع.
ففي الأناجيل تقول القصة أن المسيح كان تجسيدا للإله، وأنه ضحى بنفسه ورضي أن يموت مصلوبا على خشبة، وأن الجنود الرومان ضربوه بحربة في جنبه، ورفضوا أنه يعطوه ماء ليشرب، وأنه مات ثم عاد للحياة منتصرا على الموت بعد أن هبط - خلال فترة موته - للجحيم وقام بتخليص الأرواح الملعونة القابعة فيه، إلى آخر الأسطورة المعروفة.
أما في ديانة الشماليين فهناك أسطورة عن كبير الآلهة عندهم، أودين Odin ، الذي ضحى بنفسه كقربان لنفسه (!!) عن طريق ضرب نفسه بحربة في جنبه وهو معلق من قدمه مقلوبا على شجرة العالم العظيمة، وظل 9 أيام على هذه الحالة بين الحياة والموت كي ينال في النهاية "الحكمة السرية" التي تنبع من جذر الشجرة العملاقة.. وليتعلم الحروف والتعاويذ السحرية التي تعطيه قدرات عظيمة.

هذه الأسطورة تم تدوينها بعد ظهور المسيحية بمئات السنين، وهي ترمز لرحلة الراغب في الحصول على المعرفة "الباطنية" وكيف أن عليه تقديم تضحيات كبيرة كي يصل لمبتغاه.

قصة تعليق أودين من قدمه على فروع الشجرة هي مصدر إحدى أوراق التاروت (أوراق اللعب - الكوتشينة) المسماة الرجل المشنوق/المعلق Hanged Man والتي ظهرت في القرن الـ15 الميلادي مع ازدهار الحركات الباطنية الخيميائية في أوروبا.
للباطنيين تفسيرات وتأويلات لرسوم أوراق التاروت، وتفسيرهم لورقة الرجل المعلق هي أنها رمز للتضحية في سبيل الحصول على أسرار المعرفة الباطنية. فالرجل يبدو هادئا مستكينا وسعيدا على الرغم من أن الوضع الذي هو فيه (معلقا على شجرة، من قدم واحدة، مقلوبا) كان وضعا يستخدم لمعاقبة المجرمين وإذلالهم في مكان عام.
فكأن الرمزية هنا هي أن الراغب في الانخراط في الباطنية عليه قبول الإهانات والمصاعب التي سيواجهها في رحلة البحث عن المعرفة.
=====

الأسطورة الشمالية تقول أن العالم هو عبارة عن تسع عوالم تقبع بين أغصان شجرة كونية عملاقة اسمها Yggdrasil ، وأن أودين كان يعيش في القمة مع الآلهة أبنائه لكنه أراد البحث عن المعرفة السحرية التي تنبع من جذر الشجرة وأصلها. فعلق نفسه بأحد الأغصان بحيث تكون رأسه للأسفل، وضرب جنبه بحربه، وأخذ ينظر بقوة ويدقق في القاع المظلم إلى أن تكشفت أمامه الأسرار بعد 9 أيام فصرخ صرخة فرح عظيمة وعرف الحروف "الرونية" Runes ، أي رموز كتابة التعاويذ السحرية والأشعار والحكمة.
وتقول أسطورة أخرى أن أودين كان أعور، لأنه قدم إحدى عينيه قربانا ووضعها في بئر الحكمة مقابل أن يشرب منه شربة*.

اسم الشجرة يعني "مشنقة أودين" Odin's gallows ، أي الخشبة التي كان يتم تعليق المشنوق عليها، كما في لعبة Hangman الشهيرة التي يلعبها الأطفال لتمضية الوقت والوصول للكلمة السرية عن طريق استنتاج حروفها واحدا بعد الآخر.
=====

أساطير الشماليين لها تأثير كبير على المخيلة الأدبية للغربيين إلى اليوم، فمنها اقتبس تولكين بعض أفكار ملحمته الشهيرة "سيد الخواتم" و"السيلماريليون"، وصار "ثور بن أودين" شخصية شهيرة بالقصص المصورة (الكوميكس)

ثور Thor في الديانة الشمالية كان ابن أودين، وكان إله البرق ويحمل مطرقة كبيرة صنعها له الأقزام المهرة في فنون الحدادة.
اسم ثور هو مصدر اسم أحد أيام الأسبوع عند الغربيين، Thursday الخميس (وجعله الشماليون مساويا للمعبود الروماني جوبيتر)
واسم أودين هو مصدر اسم يوم Wednesday (الأربعاء) ، وجعله الشماليون مساويا للمعبود الروماني عطارد Mercury


وتأثرت المسيحية أيضا بالرموز الوثنية النورسية، فأخذت صليب أودين الدائري وجعلته مشتقا من صليب يسوع.
رمز أودين كان عبارة عن عجلة Wheel (دائرة داخلها خطان متقاطعان) ، وهذا الرمز يسمى الآن الصليب الدائري، صليب الشمس Sun Cross أو الصليب السلتي (ومنتشر في أيرلندا)
=====

أسطورة أودين والشجرة مأخوذة من مقطوعة شعرية قديمة اسمها Havamal:
كنت معلقا بشجرة تعصفها الرياح لتسع ليال طوال
مطعونا بالحربة، قربانا لأودين
أنا قربان نفسي لنفسي
على تلك الشجرة التي لا يعرف بشر أين تبدأ جذورها.
لم يعطني أحد ماء ولا طعاما
نظرت بتعمق في الأعماق
وبصرخة فرح أخذت الحروف الرونية.


-----
*وهذا يشبه أسطورة تقديم حورس إحدى عينيه (القمر) هدية لأبيه أوزيريس ليصير أوزيريس حاكما للعالم السفلي كما أن حورس(متمثلا في الفرعون) هو الحاكم للعالم الأرضي.

أبو العريف


قبل شهور كنت كتبت تعليقا على فيديو يوتيوب كان صاحبه ينشر معلومات مغلوطة ومشوهة عن العلاقة بين الديانة المصرية القديمة والديانة اليهودية..
سبب خطأ المعلومات هو ضعف ثقافة الغربيين اللغوية وتصورهم أن طريقة نطقهم للأسماء القديمة (وطريقة كتابتها بحروف لاتينية إنجليزية) هي الطريقة الأصلية الصحيحة!
فالغربيون بشكل عام عاجزون عن نطق  بعض حروف (العربية والعبرية والمصرية القديمة) لأن الألسنة الأوروبية تستثقل هذه الحروف ولا تعرف "مخارجها".. فيقولون على الخاء K (كما في نطقهم لاسم "خالد" مثلا) ويقولون على الحاء H (كما في اسم "محمد") وعلى الغين G (كما في كلمة "سجن أبو غريب") ، وهكذا..

ولهذا السبب اختلط الأمر على صاحب الفيديو عندما رأى صلة وهمية بين كلمة يهوا (YHWH) اسم الإله في العبرية، وبين كلمة ياح Iah (اسم معبود القمر في الديانة المصرية القديمة
فنحن كعرب نستطيع التمييز بسهولة بين الاسمين وبين حرفي الحاء والهاء لكن الغربيين يرون الكلمة مكتوبة أمامهم بحروف إنجليزية متشابهة فيستنتجون أنها كلمات متشابهة!
ثم يبنون استنتاجات سخيفة وغير واقعية على هذا التشابه اللفظي المتوهم!

وأحيانا ينسون - أو يتناسون - أن أسماء المعبودات الفرعونية كما نعرفها اليوم ليست هي النطق الأصلي الذي كان يقوله المصريون القدماء. فاسم تحوت مثلا لم يكن تحوت! بل مع الوقت حرّفه اللسان القبطي واللسان الروماني بحيث تحول الاسم الأصلي (جيحوتي) إلى اسم أسهل في النطق، وهو "تحوت" أو "توت" (كما يسميه الأقباط إلى اليوم).
لهذا من السخيف أن يأتي أحد الغربيين ويقول: بما أن تحوت تتم كتابة اسمه حاليا في الكتب الإنجليزية هكذا Thoth (ثوث) إذن هو مرتبط بالكلمة الإنجليزية الحالية Thought (بمعنى: فكرة) !!

فالحقيقة أن تحوت لم يكن اسمه تحت أصلا كما رأيت، بالإضافة إلى أن كلمة Thoth ما هي إلا تحريف لساني قام به القبط والإغريق والرومان لتيسير نطق الاسم المصري القديم.. وهي حقيقة معروفة لأي دارس للموضوع.

وبعد توضيح ما سبق في تعليق على الفيديو جاء أحدهم بعد شهور وكتب التعليق الذي تراه بالصورة، مما دفعني للابتسام تعجبا منه!

فلأنه كره أن أقوم بالتعديل على صاحب الفيديو وهدم نظريته اتهمني بأني "know it all" أو "أبو العريف" بالمصطلح العامي
[وهي كلمة تقال للطالب الذي يجيب بنجاح على كل الأسئلة فيثير غيره زملائه في الفصل الدراسي لأنه لا يشاركهم جهلهم]

لكن الدافع للابتسام ليس الوصف نفسه بل الطريقة التي كتب بها صاحب التعليق تعليقه!
shutup no it all

[كلمة know بمعنى "يعرف" لا تكتب هكذا no بالطبع. وكلمة Shut up بمعنى "اخرس" لا تكتب هكذا shutup !!]

الأحد، 9 نوفمبر 2014

كيفية تشغيل ترميز الفيديو 265 على لينكس

أفضل ترميز لضغط ملفات الفيديو وتقليل حجمها مع الاحتفاظ بنفس جودة الأصل هو ترميز H264 ، وغالبا تجده على مواقع التوررنت في ملف امتداده mkv (ماتروسكا)
وسأعطيك مثالا على قدرات هذا الترميز.. ملف فيديو هو عبارة عن حلقة من مسلسل أمريكي طولها 42 دقيقة و Resolution 720 x 400 ونقاء الصورة فائق الجودة، وكل هذا في ملف حجمه 130 ميجا فقط!!
ويمكن أيضا تقليل الحجم أكثر من هذا وجعله 90 ميجا فقط مقابل تقليل بسيط غير ملحوظ في الجودة!

لكن مؤخرا ظهر نوع جديد من الترميز ربما سيكون الطريقة السائدة في المستقبل للتعامل مع ملفات الفيديو، واسمه هو H265 أو HEVC
High Efficiency Video Coding
ونجح في زيادة الضغط بنسب قد تصل أحيانا للضعف!
لكن بما أنه تكنولوجيا حديثة للغاية (صدر في 2014) فهناك بعض العقبات أمام تفعيله على لينكس (خصوصا لوبونتو 14.4 الذي أستخدمه)
وهنا سأعطيك طريقة سهلة لحل المشكلة.

- تحديث برنامج VLC (مشغل الفيديو) إلى آخر نسخة صدرت في مستودع أوبونتو، وهي نسخة أوبونتو 14.10 ، وتلقائيا سيتم تحديث مكتبات تشغيل الترميز
- مكتبة libvlccore7 يجب حذفها وتنصيب النسخة
libvlccore8
لكن لو كنت تستخدم الإصدار 14.4 من أوبونتو أو مشتقاته فلن تجد هذه المكتبة في المستودع الرسمي، ولن تجد النسخة الحديثة من vlc (وهي 2.2) ، لهذا عليك إضافة مستودع خارجي عن طريق هذا الأمر في الطرفية
sudo add-apt-repository ppa:djcj/vlc-stable
وبعدها افتح برنامج مدير الحزم Synaptic وقم بتحديث vlc ، لتجد أن ملفات الفيديو التي لم تكن تعمل في السابق يمكن الآن تشغيلها بسهولة.


=====
مصدر الحل: