الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

القرآنيين

من الفرق الضالة التي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها ستظهر بين المسلمين، فرقة القرآنيين، أو ما يطلق عليهم "أهل القرآن" أو "منكرو السنة" والمشككين في الأحاديث النبوية الصحيحة

مع أن الرسول قال: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"
أي أن أحاديثه كانت بوحي إلهي، لا ينطق عن الهوى، وهي مصدر تشريع مثل القرآن.

وقال متنبئا بظهور تلك الفرقة:
لا أُلْفِيَنَّ أحدُكم مُتَّكِئًا على أَرِيكتِه، يأتِيهِ الأمرُ من أمرى، مِمَّا أُمرْتُ به، أو نَهَيْتُ عنه، فيقولُ : لا أدرى، ما وجَدْنا في كتابِ اللهِ اتَّبَعناه

وقال:
يوشِكُ الرَّجلُ متَّكئًا علَى أريكتِهِ يحدَّثُ بحديثٍ من حديثي فيقولُ بينَنا وبينَكُم كتابُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ما وجَدنا فيهِ من حلالٍ استحلَلناهُ وما وجدنا فيهِ من حرامٍ حرَّمناهُ.
ألَّا وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مثلُ ما حرَّمَ اللَّهُ
(المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه)
(خلاصة حكم المحدث: صحيح)

وسبب ظهور هذه الفرقة هو رغبتهم في تحريف الشريعة عن طريق تحميل نصوص القرآن معان غير مقصودة في النص أصلا، لكن دائما تواجههم عقبة أن الأحاديث فيها تفاصيل كثيرة وأحكام فقهية وأفعال عملية قام بها الرسول تتعارض مع محاولاتهم لتحريف المعنى.
فكان الحل من وجهة نظرهم هو التشكيك في السنة كي يصبح المجال مفتوحا للتلاعب بمعاني الآيات!
حيث أن المسلمين الآن يقعون بسهولة ضحايا ضعف فهمهم للغة العربية ولأسلوب القرآن وبلاغته، فيسهل خداعهم.

الأحد، 23 نوفمبر 2014

الثورات لا فائدة منها

بعد فشل مظاهرة الجمعة القادمة أتمنى أن يفهموا أن التجمعات الحنجورية لا فائدة منها، وأن الجيش وأمريكا هما من أنهى حكم مبارك لتجديد دماء النظام والحفاظ على استمراره، وأن الديمقراطية ليست من الإسلام في شيء لأن الصواب لا يتحدد بالكثرة العددية، ولو تم تطبيق الديمقراطية فعلا لكان السيسي هو الرئيس الشرعي لأن عدد السذج أتباعه أكثر من عدد السذج أتباع الإخوان!!

وأن الثورات لا فائدة منها لأنها كالنار التي تحرق العنقاء ليقوم من جديد كما كان! فمعنى كلمة Revolution في القاموس هو "دورة"، أي "لفة" كاملة ثم العودة لنفس النقطة من جديد!

(وأهم من شرح مفهوم الثورة هو مدير مكتبة الكونجرس، بيلينجتون، في كتابه: نار في عقول الرجال.. أصول العقيدة الثورية Fire in the Minds of Men: Origins of the Revolutionary Faith)

https://www.facebook.com/ibn.salama/posts/10203770253111181

لماذا ينتقل المستخدم من ويندوز إلى لينكس

أ - السعر: بعض الناس لا تحب سرقة الويندوز وتفضل التعامل مع نظام مفتوح وحر لا يكلفها مئات الجنيهات لمجرد تركيب نسخة قانونية منه

ب - الأمان: لا مجال للمقارنة بين ملايين الفيروسات على الويندوز وبين اللينكس!

ج - السرعة: نواة لينكس دائمة التحديث والتطوير بحيث تكون أسرع بكثير من معدل تطوير ميكروسوفت لنظامها المغلق

د - الحرية: إمكانية تعديل وتخصيص اللينكس أفضل مئات المرات مما يسمح به الويندوز

الاستقرار - مستودعات بآلاف البرامج الجاهزة للتحميل بضغطة زر - التعامل مع أقوى الأجهزة وأضعف الأجهزة على السواء - التنوع بحيث من لا يحب توزيعة ما فسيجد العشرات غيرها بواجهات مختلفة ليختار منها ما يريحه.. إلخ


ريتشارد ستولمان



هل تعرض ستولمان للظلم بسبب لينوس؟!
ربما.. لكن الشهرة لم تكن هدفه أصلا وبالتالي فتصدر لينوس لمشهد اللينُكس لا يتعبر ظلما لستولمان
وجهة نظر ستولمان كما يرددها دائما هي أن فريقه صنع نظاما حرا كاملا (جنو) ولم يكن باق على إكماله سوى جزء "صغير" هو نواة النظام، فجاء لينوس وأكمل هذا الجزء..
وبالتدريج بدأ اسم الـ جنو/لينكس يتحول على الألسنة إلى لينكس فقط.. الاسم المستوحى من اسم لينوس تورفالدس نفسه!
وأخذ ثور الجنو يتراجع أمام بطريق لينوس.. الشعار المستوحى من ذلك البطريق الذي عض لينوس وهو صغير في حديقة الحيوانات فتسبب في حبه الحالي للبطاريق!

الظلم الحقيقي - إن جاز الوصف - هو تحول مجتمع اللينكس عن مفهوم الأنظمة الحرة إلى مفهوم الأنظمة مفتوحة المصدر.. وهو تحول دقيق جدا بحيث لا يكاد يظهر الفارق بينهما.
فريتشارد ستولمان كان ولا يزال داعية لفلسفة الأنظمة والبرامج "الحرة" ويرفض وصفها بـ"مفتوحة المصدر"، والسبب هو تركيزه على الفكرة كمنهج حياة وسياسة عامة لا كمجرد طريقة لنشر الأكواد البرمجية.
لكن السؤال هنا: لماذا يخبرنا الواقع بوضوح أن مفهوم المصادر "المفتوحة" لاقى نجاحا وقبولا لدى عامة الناس أكثر من مفهوم "الحرية" الذي يدعو إليه ستولمان؟!
الإجابة ببساطة هي أن الرأي العام لم يحب "الأثقال" السياسية والأيدولوجية التي مع أفكار ستولمان، في حين رحب الرأي العام بفكرة البرامج المجانية والمفتوحة للجميع التي يدعو إليها لينوس دون أن يجمعها بأي أفكار سياسية أو أيدلوجية.
الإعلام يحب لينوس ويفضل التعامل معه لأنه أكثر "أريحية" وأقل "تزمتا" من ستولمان، ولأنه يتعامل معهم كـ"مبرمج" لا كـ"ثوري"..
كاريكاتير يعلق على رد فعل ستولمان كلما أخطأ أحدهم أمامه ووصف النظام بأنه لينكس، ناسيا الاسم "الكامل" كما يحبه ستولمان: جنو زائد لينكس

السبت، 22 نوفمبر 2014

وهم التغيير السلمي

الرسول عرض نفسه على القبائل يطلب منهم أعدادا بشرية مسلمة مسلحة تنصره على قبيلته الكافرة، فرفض أهل الطائف وقبل أهل يثرب.. فما هي إلا سنتين وإذا به ينجح في قتل رؤساء الكفر والاقتصاد والإعلام التحريضي المكيين في غزوة بدر.
وفي الاتفاق الأولي بينه وبين أهل يثرب أخبرهم عمه العباس بوضوح أن دخولهم في الإسلام سيعني تلقائيا دخولهم في عداء مع أهل الأرض من كل الأجناس، وأن عليهم توقع تضحيات كبيرة في الأرواح والأموال، وفي النهاية سيكون المقابل هو الجنة.. فوافقوا.

إذن منطقيا لن يحدث أي تغيير في واقعنا الآن لأن الأغلبية ترفض تقديم هذا النوع من التنازلات، ولأن "القادة" الإسلاميين يعيشون في وهم التغيير السلمي.

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

الآن وفي النهاية

سياسيا فإن الجيش المصري الآن أقوى من أي وقت مضى في تاريخه الحديث.. يمكنه حرق مئات الآلاف من أعداء النظام دون أن يناله ولو عتاب صغير من المجتمع الدولي..
بل ربما منحوا السيسي ساعتها جائزة نوبل للسلام كما أعطوها لأوباما وتشرشل والسادات!!
أما داخليا فالجيش نجح في الحصول على تأييد شعبي جارف + تأييد الشيوخ والراقصات في نفس الوقت!! وهو ما لم يصل إليه أي رئيس قبل السيسي.
وسبحان الذي جمع لهذا الرجل مليارات الخليج وتصفيق إسرائيل وألسنة خطباء الأزهر ومشاهير الفضائيات!

ومع ذلك فلن ينفعه كل هذا بشيء في النهاية :)

-----


رجل تجاهل وصفه بالطرطور وصبر قليلا، وكانت النتيجة حمايته ومكافأته ودخوله التاريخ كرئيس لمصر!!
والسبب استناده لـ"ركن قوي متين" هو منظومة الفساد العسكرية المصرية المدعومة بالمليار الأمريكي السنوي.

ومع ذلك فلن ينفعه كل هذا بشيء في النهاية :)

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

خمسة ابتدائي!! - قصة قصيرة حدثت بالفعل


الصغار يتصفون بالانطباعية، أي أنهم Impressionable بالفطرة.. الأحداث التي تمر بهم تشكّل شخصياتهم ويبقى أثرها كما يبقى ما ترسمه على الأسمنت الطري بعد جفافه.
في آخر أيامي بالمرحلة الابتدائية في المدرسة تعلمت درسا لا ينسى.. تعلمت أن "الكبار" ليسوا معصومين عن الخطأ كما يحبون أن يوحوا للصغار!
كنا نهيئ أنفسنا لترك مدرستنا التي تعودنا على ملازمتها خمس سنوات (كانت الدراسة الابتدائية خمسة صفوف دراسية فقط) ونستعد لخوض غمار هذا الكون الغامض المسمى "الإعدادية"!.. كنا نعرف أن الأصدقاء سيتفرقون ليذهب كل منهم في طريق.. ثم جاءت "أبلة هيام" في الأيام الأخيرة لتنبهنا لمسألة أخرى.. جو الدراسة "المختلطة" (ذكور وإناث) الذي عهدناه سينتهي.. الأولاد لهم مدارسهم الإعدادية والثانوية المنفصلة عن مدارس "البنات"..
ولهذا اقترحت الأستاذة أن يجلس كل ولد بجانب إحدى البنات، لأنه شيء - كما قالت - لن يتكرر لمدة طويلة قادمة!

وفعلا، بدأت الأستاذة في اختيار من من الفتيات ستجلس بجوار من من الصبيان، وجعلت "رفيقتي" هي أقل البنات قدرة على التحصيل الدراسي في الفصل!
كانت تجلس في آخر "تختة"، وكنت أجلس في أول صف.
مفاهيم "الشاطر" و"البليد" كانت هي "مؤشر الوضع الاجتماعي" الأهم في تلك المرحلة من حياتنا، وربما كان قصد الأستاذة هو كسر هذا الحاجز وتعليمنا أن "الطبقية" الفكرية والفروق في الذكاء ليست هي معايير الحكم الوحيدة في الحياة.
لكن ربما أيضا كان السبب هو رغبة الأستاذة في مضايقتي بإجباري على الجلوس ملاصقا لبنت كان الجميع يعرف أنها "محدودة الذكاء" نتيجة لمرض ما، في حين أن رغبتي الحقيقية وقتها كانت - بالطبع - هي الجلوس جوار أجمل و"أشطر" - وأطول - فتاة في الفصل.. منافستي في كل امتحان وموضع إعجاب قلبي الصغير وقتها!!

وقد تتساءل: وما الذي قد يدفع مدرسة في مدرسة ابتدائية لمضايقة أحد تلاميذها الصغار، خصوصا وأنه "أشطر طلاب المدرسة" وصديق ابنها (كريم) لسنوات؟!!
الإجابة طبعا هي الموقف الذي حدث قبل هذا بأيام، حين رأيت "الوجه الحقيقي" لـ "أبلة هيام" التي كانت تعاملني لسنوات كابنها تماما وتتابع مسيرتي الدراسية وتقدمني في الإذاعة المدرسية الصباحية لأتلو القرآن، وتعطيني هدايا في الطابور الصباحي لسعادتها بدرجاتي المرتفعة!!
فهذه الأستاذة نفسها هي من رأيت الشرر يكاد يتطاير من عينيها فيما بعد وهي تضربني بالعصا أنا وصديقي أحمد عثمان لأنها ظنت أننا "تغامزنا" سخرية من ابنها عندما فشل في الإجابة على سؤال أثناء إحدى الحصص التي كانت تقوم بالتدريس لنا فيها!

كانت أول مرة فعلا أرى - بشكل عملي - كيف أن الأوهام قد تسيطر على شخص ما لدرجة أن يرى ما لم يحدث أصلا!! فلا أنا ولا صديقي وقتها تغامزنا ولا انتبهنا إطلاقا لفشل ابن الأستاذة في إجابة سؤالها..
لكن يبدو أن اقتراب موعد الامتحان النهائي قد جعلها أكثر حساسية فيما يخص (كريم) ومستواه الدراسي بحيث تصورت أن الجميع يضحك عليه لمجرد أنه لم يجب على سؤال ما!

قد يبدو لك الموقف بسيطا لكنه بالنسبة لي وقتها كان صادما.. لأن الإحساس بالظلم مر جدا، خصوصا عندما يتم عقابك على شيء لم تفعله ولا تملك أي فرصة في توضيح الحقيقة لأن القاضي في هذه الحالة هو نفسه الجلاد. وصاحب الاتهام هو من يمسك بالعصا وبالتأكيد لن يستمع للمنطق ما دام مقتنعا تمام الاقتناع بأنه على صواب.

هوت العصا على أيدينا عدة مرات ثم أمرتنا الأستاذة أن نعود لآخر الصف ونبقى هناك عقابا لنا.
وكما قلت من قبل، في مجتمع فصلنا الصغير كانت المراتب الاجتماعية تتحدد بمكان جلوسك!
بعد يومين أو ثلاثة عدنا لمقعدنا المعتاد وتم نسيان الأمر.. أو هكذا حاول كل الأطراف أن يتظاهروا.

لاحظ أن مكاني لسنوات كان في التختة الأولى، محشورا بين أحمد على اليمين وكريم على اليسار! وكان هذا الوضع من اختيار وتصميم الأستاذة نفسها لأنها أرادت لابنها صحبة جيدة ولم تجد أفضل مني ومن أحمد.
كان أحمد أقرب لي بالطبع من (كريم) لأن الأخير كان "خشبيا" بعض الشيء، إن جاز الوصف. وكان صامتا ويحب رسم الديناصورات التي كان يبهرنا بمعرفته الموسوعية لأنواعها وأشكالها.. ويبدو أن أمه كانت تتحكم فيه أكثر من اللازم، وكانت رقابتها عليه دائمة، في البيت وفي المدرسة.. وكانت قد اختارت أن ترفض ترقيتها لمديرة المدرسة لتظل مدرسة في الفصل الذي يدرس فيه ابنها، وفيما بعد علمت أنها صارت المديرة وتركت التدريس الفعلي لما انتقل كريم من المرحلة الابتدائية للإعدادية.

أحمد كان له وضع اجتماعي مميز أيضا في المدرسة.. فأمه كانت ضمن طاقم العاملات. وبالنسبة لعقولنا الطاهرة من الاعتبارات الطبقية وقتها كنا ننظر لها كسلطة حقيقية ونرى صداقتنا لابنها مصدر قوة يمتعنا بحرية أكبر في التحرك خلال مباني المدرسة و"استكشاف" حجراتها، ما دمنا أصدقاء "ابن الدادة".

إذن كان الوضع كالآتي.. كنت صديقا لاثنين كليهما يستند لـ "ركن قوي" في المدرسة، وكنت معروفا لباقي الأساتذة لاشتراكي في نشاطات أخرى (كالكشافة والإذاعة المدرسية) ، وكنت مقربا من بعضهم بصورة شخصية.. ولهذا كانت سنوات الدراسة الابتدائية في مدرستي سعيدة لحد كبير.. وإلى الآن أذكر "مغامراتي" مع أحمد لاستكشاف "الغرف المغلقة" عندما يكون الجميع مشغولين في فصولهم وباقي زملائنا يجلسون في الفصل صامتين لأن أستاذ الحصة تغيّب والأستاذ البديل يمنعهم من الكلام والحركة!
كنا نتمتع بـ"كارت بلانش" لثقة الجميع بنا وغضهم الطرف عن خرقنا البريء للقواعد.

في تلك السنة الأخيرة كنت قد بدأت في الميل للعزلة بشكل طبيعي. فكنت أصل المدرسة مبكرا قبل طابور الصباح وأجلس في الفصل اقرأ جريدة "أخبار الأدب"!! (عندما كنت لا زلت ساذجا يظن أن ما ينشره أمثال القعيد والغيطاني هو الأدب الحقيقي!)
وفي تلك السنة مات أبو أحمد أمام عينيه فكان لهذا بالطبع أثره عليه. وكانت بدايات إدراكي لحتمية الموت واهتمامي بالأحاديث النبوية التي تصف خروج الروح وحياة القبر البرزخية.
تلك السنة شهدت أيضا تعرضي لحادثة سيارة وقعت أثناء سيري مع أحمد وأمه بعد انتهاء اليوم الدراسي.
كنت أعبر الطريق وألتفت للخلف ملوحا لصديقي الذي كان سيقف مع أمه لينتظر الأوتوبيس في حين سأكمل أنا طريقي سيرا على الأقدام كالعادة، عندما شعرت بنفسي أطير في الهواء!
سيارة تاكسي مسرعة صدمتني، لكن الضربة تم امتصاصها لأن شنطة المدرسة الثقيلة والمليئة بالكتب وقفت حائلا بيني وبين السيارة.
الغريب أني كنت معروفا بحملي للكثير من الكتب الإضافية دائما تحسبا لأي موقف محرج قد ينتج عن نسيان كتاب أو كراسة، وكان الجميع ينصحني بتقليل هذه الحمولة اليومية خوفا من تقوس ظهري تحت ثقلها.
تجمع الناس حولي وأجلسوني على مدخل أحد المحلات وأعطوني كوب ماء لأشربه في حين أني كنت أتعامل مع الموقف ببرود تام ولا مبالاة وكأن شيئا لم يحدث!
فالكتب سليمة وأنا سليم، وأم أحمد وابنها يقفان جانبي، فلم الخوف؟!
عدت يومها للمنزل ولم أخبر أمي عن الأمر.. تماما كما لم أخبرها عن حادثة اتهام الأستاذة لي وضربها لي. فلا داع لإثارة مشاكل انتهت على خير.
أمي كانت معروفة بحضورها لمدرستي - من مدرستها التي كانت تقوم بالتدريس فيها - لتقابل المدير والمدرسين للاطمئنان على أحوالي وتوفير "دعم معنوي" دائم لي.. ولا أعرف ماذا كانت ستفعل لو علمت بإهانة الأستاذة لي تلك الإهانة غير المبررة!

الطريف أنه بعد فترة قصيرة كنت قد انتهيت مبكرا من اختبار مادة الرياضيات في الشهادة الابتدائية وأجلس أنتظر جرس انتهاء وقت اللجنة، عندما وجدت أم كريم تدخل لجنتي وهي تحمل ورقة إجابة ابنها كي أقوم بحل مسألة الرسم الهندسي له!!
وطبعا فعلت.