الجمعة، 7 سبتمبر 2012

ليعلم من لا يعلم.. لاتوجد صلة قرابة بين بشر والسيدة نجلاء!

انتشرت أنباء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن محافظ المنوفية الجديد الدكتور محمد علي بشر شقيق زوجة رئيس الجمهورية الدكتور السيدة نجلاء علي محمود.. ومنها ننوه بتلك النقاط الهامة في هذا الموضوع:
 

- لايوجود أي صلة قرابة بين د.محمد علي بشر محافظ المنوفية والسيدة نجلاء علي محمود زوجة د. محمد مرسي- رئيس الجمهورية.

- السيد الدكتور محمد علي بشر من مواليد (كفر المنشي)، مركز (قويسنا)، محافظة (المنوفية).

- السيدة نجلاء علي محمود ولدت في حي عين شمس بالقاهرة ولايوجد بينها وبين الدكتور بشر أي صلة قرابة. هذا من باب العلم بالشيء والله العليم الخبير.
-------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر " القلم مُفجر الثورة".

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

ريبيكا بلاك ويوم الجمعة

عندما تعلم أن والدة الفتاة (ريبيكا بلاك) Rebecca Black قالت متفاخرة ’’كانت تلك أفضل 4 آلاف دولار أنفقتها على الإطلاق!‘‘ فتأكد عزيزي القارئ أنه لا أمل في شفاء المجتمع الأمريكي من مرض (البحث عن الشهرة بأي طريقة كانت)!

الحكاية، التى حدثت فى العام الماضى، في مجملها أن إحدى الفتيات الأمريكيات كانت تحلم دائما - كالكثير من قريناتها هناك - بأن تصبح مطربة شهيرة تشبه هؤلاء اللاتي تراهن على الشاشة أمثال (بريتني سبيرز) و(مايلي سايرس). فبريق الشهرة - مهما كان الدافع لهذه الشهرة تافها أو حتى سلبيا مما قد نعتبره نحن فضيحة أحيانا - أعمى الكثيرات ممن خرجن للحياة وسط هذا الجو الذي يمجد "النجوم"، ويصف فيه الإعلام كل من تجيد بعض حركات الرقص المبتذلة بأنها "فنانة موهوبة" و Talented

وليست الفتاة الصغيرة التي نتحدث عنها هنا مختلفة للأسف عن بنات جيلها، لهذا لا يعد عجيبا أنها كانت تحلم بشهرة مماثلة، لكن الاختلاف هو أنها لم تكتف بالحلم بل سعت - بمساعدة أمها! - لتحقيقه.

وأسلوب تحقيق الحلم كان أن دفعت الأم مبلغا زهيدا (بالنسبة لنتيجته التي ترتبت عليه) لإحدى الشركات الصغيرة التي تتخصص في التسجيل الصوتي للأغاني، مع إضافة الكثير من المؤثرات والتعديلات التي قد تحول أي صوت نشاز إلى شيء مفبرك ومصطنع يغطي على سوء الصوت الأصلي، غالبا باستخدام برنامج Auto-Tune.

وإن لم تخني الذاكرة، فالمال كان يعتبر هدية ذكرى ميلاد الفتاة، والتي لا تتجاوز الـ 13 سنة بالمناسبة!

تكفل الاستوديو بكتابة كلمات الأغنية المطلوبة وإنتاج لحن إيقاعي "شبابي" سريع، بالإضافة لتصوير (فيديو كليب) بسيط للفتاة (ريبيكا) وحولها بضعة فتيات يقاربنها في العمر ... حيث حال صغر الميزانية التي دفعتها الأم دون التوسع في الإضافات الشكلية التجميلية التي تكون موجودة غالبا في الأغاني المصورة بشكل احترافي.

وبعد انتهاء العمل على "المنتج" المطلوب، تم وضعه على موقع اليوتيوب الشهير ليشاهده كل من أراد

وما هي إلا أيام وإذا بالفيديو تتصاعد أعداد مشاهدته بدرجة مخيفة وغير متوقعة. ملايين الناس شاهدوه على الإنترنت ... وسخر أغلبهم من الكلمات الطفولية الساذجة للأغنية، لكن هذه السخرية أدت لزيادة فضول الآخرين للتعرف على الأغنية بأنفسهم. وهكذا انطلقت الفتاة على متن صاروخ الشهرة بعد أن كانت منذ وقت قصير مجرد بنت عادية لا يميزها عن أشباهها الكثير. وتحقق بذلك هدف (ريبيكا بلاك) وأمها.

والأغنية نفسها دليل آخر على ابتذال ’الثقافة العامة‘ للأمريكيين الآن. فلا هي تناقش قضية ما ولا حتى تتحدث عن الرومانسية والحب كآلاف غيرها ... بل اسمها (يوم الجمعة) Friday - والذي يقابل في المعنى يوم الخميس عندنا، أي آخر يوم عمل أو دراسة في الأسبوع - وتدور حول سعادة الفتاة البالغة باقتراب الإجازة!

ولا تتوقف سطحية الكلمات والمعاني عند هذا الحد، بل في مقطع صار شهيرا من كثرة السخرية منه في الإعلام وعلى صفحات الإنترنت تقول الأغنية:

’’الأمس كان الخميس واليوم هو الجمعة. الغد هو السبت وبعده يأتي الأحد!!‘‘

فيا له من اكتشاف مذهل أتحفتنا به الآنسة ريبيكا بلاك، وإن كنت أراه مناسبا أكثر لحلقة تعليمية من برنامج الأطفال عالم سمسم!

لكن بما أن المجتمع الأمريكي في غالبيته أصبح يمجد المشاهير لمجرد كونهم مشهورين، بغض النظر عما قدموه ليستحقوا هذه الشهرة أصلا، فقد رأينا الفتاة تحصل على عقد لتسجيل ألبوم موسيقي خاص بها، ورأينا وقوع نزاع قانوني بين والدتها والشركة التي سجلت الأغنية بخصوص تقسيم الأرباح الكبيرة التي يدرها تحميل ملف الـ Mp3 الخاص بالأغنية من موقع iTunes بسعر 99 سنت أمريكي للمرة!

ولا تعجب عزيزي القارئ، فالمهزلة لم تنته بعد.. حيث ظهرت الفتاة ريبيكا ضمن فيديو كليب للمطربة الشهيرة (كاتي بيري Katy Perry) مما زاد بطبيعة الحال من ارتفاع ’موجة الشهرة‘ التي ركبتها الفتاة، وأقنع العديد من الفتيات الأخريات المغمورات أن حلمهن الوهمي بالنجومية يمكن أن يصير حقيقة فعلا ... فـ ريبيكا لا تزيد في نظرهن عنهن شيئا، ولا تملك من المقومات والمواهب ما يفوق مواهبهن!

مع أن الحقيقة الصادمة هي أن نسبة صغيرة جدا هي من تحوز الشهرة وتتسلط عليها الأضواء، في حين يضيع الآلاف الآخرون أوقاتا وأموالا خلال محاولاتهم الفاشلة للوصول لما يشتهون ... وينتهون غالبا دون أن يسمع بهم أحد.

والقصص الواقعية كثيرة وتحكي لكل عاقل كيف كانت خيبة الأمل هي المحطة الأخيرة غالبا في رحلة اللاهثين خلف قطار الشهرة.

إنه، وبكل وضوح وبساطة مرض اجتماعي أصاب الأجيال الحالية بأمريكا وكل بلد آخر يحاول تقليد النموذج الثقافي الأمريكي، وهو نتيجة الانغماس الدائم منذ الطفولة في عالم صناعة الترفيه الإعلامي، وإدمان متابعة أخبار الممثلين والمغنيين والنظر لحياتهم الشخصية في انبهار يصل للإجلال، وبطريقة أبعد ما تكون عن الاعتدال.

والأدهى هو ما لاحظته الدراسات التي بحثت في الموضوع، حيث يزول بالتدريج الفاصل العقلي لدى الجمهور المتفرج بين الوهم والحقيقة، وبالتالي ينحدر الشخص لحالة ذهنية يصعب عليه فيها التمييز بين ما هو ممكن حقيقي وما هو وهمي مفبرك.

والأمثلة على هذا كثيرة ولا تحتاج مني أدنى مبالغة في وصفها.. فعلى سبيل المثال، تلقى صانعو أفلام (العودة إلى المستقبل Back to the future) طلبات كثيرة من الجمهور لشراء لوح التزلج المتقدم ’الطائر‘ الذي ظهر بطل الفيلم يستخدمه، مما اضطر شركة الإنتاج للإعلان بوضوح عدة مرات أنه مجرد خدعة سينمائية، وأن (لوح التزلج المضاد للجاذبية) الذي يحاول الكثيرون شراؤه هو شيء لم يخترع بعد!!

تصور معي المأساة التي ستتولد عندما تصطدم الفتيات الصغيرات - اللاتي يحلمن من الآن بتقليد ريبيكا بلاك والسير على هدى خطاها - بالواقع الجاف الذي لا يشبه العالم السرابي الوهمي الذي كن يتصورن وجوده.

ترى كم من طاقاتهن وأعمارهن سيكون قد ضاع بالفعل في السير خلف هذا السراب؟!

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

إنجازات حافظ الأسد.. بائع الجولان

- تسليم القنيطرة دون قتال، سقوط الجولان، منع أي مقاومة مسلحة سورية لتحريرها عبر 45 سنة مضت على الإحتلال.. جميع ذلك لا يمثل سوى لقطات جانبية من مشهد أكبر بكثير، لِما ارتكبه الأسد الأب ثم ابنه بحقّ قضية فلسطين، وسورية، والقومية العربية، والمنطقة العربية والإسلامية، على امتداد العقود الماضية.

لو صحّ وصف الأسد الأب بالدهاء، فلسبب واحد- ورثه ابنه عنه- هو التمكّن من تصوير الهزائم إنتصارات، وتصوير الخدمات المتوالية لصالح العدوّ الصهيوني دعما للمقاومة، ولصالح العدوّ الأمريكي سياسة "ممانعة"، وهو خداع لا يزال يصدّقه فريق ممّن يعتبرون أنفسهم من القوميين العرب الأحرار، رغم أنّ الجرائم الأسدية وصلت بعد المشاركة في تقتيل الفلسطينيين واللبنانيين إلى تقتيل السوريين أنفسهم، وهم الذين كان من بين رموز دورهم على صعيد قضية فلسطين في العصر الحديث عز الدين القسام في تاريخ المقاومة الفلسطينية للغزوة الصهيونية وجول جمّال في حرب 1956م.

45 سنة مرت على أكبر هزيمة في تاريخ العرب في العصر الحديث في حقبة ازدهار القومية والاشتراكية، وتضمّنت فيما تضمّنت احتلال هضبة الجولان، وهي في الوقت نفسه 45 سنة تمثل بداية سيرة حياة الأسد الأب وابنه.. ومع حلول نهاية الإبن بعد أبيه عبر الثورة الشعبية السورية التاريخية، يجب وضع النقاط على الحروف بمنطوق الأحداث التاريخية كما وقعت. 
 
حافظ الأسد الذي يستحق لقب بائع الجولان:
- انضم لحزب البعث عام 1946م، وأسس -في القاهرة- أثناء وحدة مصر وسورية ما سمّي بالتنظيم السري أو اللجنة العسكرية سنة 1960م (وهذا مؤشر على مدى تأييده للوحدة والقومية العربية.(!

- اعتقل يوم الإنفصال (بسبب توقيع حزب البعث في دمشق على وثيقة الانفصال، أي انقلاب 1961م على دولة الوحدة السورية المصرية بزعامة جمال عبد الناصر) وأعيد إلى سورية بعد 44 يوما.

- بعد الإنقلاب البعثي 1963م أعاده إلى الجيش صديقه صلاح جديد (وهو الذي غدر به لاحقا فوضعه في السجن حتى مات بعد 23 سنة(.

- تمت ترقيته دفعة واحدة من رتبة رائد إلى رتبة لواء سنة 1964م (كما صنع هو لاحقا مع ابنه) فعُيّن قائدا للسلاح الجوي.

- شارك في الإنقلاب العسكري على زعامة البعث سنة 1966م، فأصبح وزيرا للدفاع.

- وعن بيع الجولان سنة 1967م روى رئيس الاستخبارات في الجولان آنذاك خليل مصطفى (اغتيل بعد فترة) في كتابة الشهير (سقوط الجولان) تفاصيل إقدام حافظ الأسد وعبد الحليم خدام على تسليم القنيطرة دون قتال، بإعلان سقوطها وإصدار الأوامر بالإنسحاب الكيفي.

- ثمّ قام حافظ الأسد بإنقلاب سنة 1970م على رفاق دربه (صلاح جديد ونور الدين أتاسي) واستولى على رئاسة الجمهورية.

لا يوجد مسؤول عسكري أو سياسي يبقى في منصبه في أي دولة معتبرة عندما تقع في عهده هزيمة عسكرية لبلده، حتى ولو لم يكن السبب "خيانة" بل مجرّد قصور القطاع الذي يحمل هو المسؤولية عنه، سواء كان هو سبب القصور أو من يتبعون لمسؤوليته، أمّا أن ينال ترقية، فينتقل من منصب وزير الدفاع إلى رئاسة الجمهورية بانقلاب عسكري، ثم يضاعف قبضة الحكم الإستبدادي الإستخباراتي على البلد ويورّثه لابنه، فذاك ما يجعل السؤال مشروعا: كيف حصل على هذه "المكافأة السخية" إلا بدعم العدوّ الذي حقّق هو له مآربه عبر تلك الهزيمة؟

هل من مؤشرات على ذلك؟.. يوجد الكثير من التصريحات الإسرائيلية.. ولا ينبغي الإلتفات إليها.. ولكن:

بدأت سيرة حياة العائلة الأسدية سياسيا بتسليم الجولان، ثم كانت المحطات التالية على صعيد قضية فلسطين متزامنة مع المحطات التالية من ترسيخ الاستبداد الاستخباراتي الهمجي في سورية نفسها.

- في حرب 1973م التي اعتبرت "نصرا"، لم تتحرّر الأرض، بل تضمّنت- فيما تضمّنت- رفض حافظ الأسد مواصلة الحرب بدعم ثلاثة ألوية عسكرية عراقية!..

- في مطلع الحرب الأهلية اللبنانية ارتكب حافظ الأسد مذبحة تل الزعتر بحق الفلسطينيين سنة 1976م، وجاء ذلك بعد التصريح الأمريكي الشهير يوم 21/1/1976م بعدم الاعتراض على "تدخل خارجي" في لبنان.. وفي 29/1/1976م كان التصريح الآخر لوزارة الخارجية الأمريكية أوضح عبارة (إن الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا، بالنسبة لتسوية الأزمة اللبنانية). كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان آنذاك (يوم 5/6/1976م) بقوله (على إسرائيل أن تظل في موقف المراقب، حتى لو دخلت القوات السورية بيروت لأن دخول القوات السورية في لبنان، ليس عملاً موجهاً ضد أمن إسرائيل.(

- في حرب 1982م الإسرائيلية ضدّ لبنان وحصار بيروت لم يتدخل زهاء 40 ألفا من أفراد الجيش السوري في القتال دفاعا عن لبنان- وإن حدثت مواجهات جوية لتثبيت وجود صواريخ سام السورية على أرض لبنان- وكانت الحصيلة إجلاء قيادات منظمة التحرير الفلسطينية عن لبنان.

- استُكملت عملية تطهير الشمال اللبناني من المقاومة الفلسطينية المسلحة (كتطهير سورية من قبل) بين سنتي 1985 و1988م عندما دخل حافظ الأسد في حرب المخيمات مع حلفائه في لبنان فأجبر قوات منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات آنذاك على التخلي عن مواقعها في بيروت والشمال والإنتقال إلى منطقة الجنوب اللبناني.

- تولّى الجانب الإسرائيلي أمر القضاء على المقاومة المسلّحة الفلسطينية في الجنوب بعد أن أصبحت محاصرة واقعيا بين السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب والسيطرة العسكرية السورية في الشمال..

إذا أردنا معرفة ما يعنيه شعار "دولة المقاومة والممانعة" يجب أن يظهر للعيان بصدده أنّه قد واكب منذ ذلك الحين:

- لم يعد للمقاومة الفلسطينية وجود يذكر في لبنان وسورية، ولكن أصبح البديل في لبنان: (المقاومة اللبنانية) الجديدة نسبيا المتركزة على منظمة حزب الله"، بدعم النظامين الأسدي والإيراني.

- لم يعد يوجد شيء اسمه مقاومة مسلحة فلسطينية في سورية نفسها، واختزل "دعم المقاومة" في دولة "المقاومة والممانعة" في دعم إعلامي وسياسي محدودين لبعض الفصائل، لا سيما حماس.. التي لم يكن لها أن تنشأ إطلاقا على أرض سورية في العهد الأسدي، بل نشأت خارج حدودها وفرضت بذلك واقعا جديدا على خارطة قضية فسطين والمنطقة.

- أمّا الحديث عن "مقاومة مسلّحة سورية"، شعبية أو رسمية، فيمكن أن يثير الأسى والألم فحسب، فوجود النظام الأسدي، كاتن ولا يزال هو "الضمان" للحيلولة دون أي بذرة مقاومة، تحت عنوان: الاستقرار، موضع التأييد صهيونيا وأمريكيا!..

أما آن أوان أن يقف المخلصون من القوميين العرب حقا، ومن المدافعين عن قضية فلسطين حقا، من الثورة الشعبية السورية على نظام "بائع الجولان"، الموقف الذي تفرضه عليهم قضية فلسطين، والاعتبارات القومية، ناهيك عن الاعتبارات الإنسانية والسياسية والحضارية لهذه المنطقة وشعوبها؟

أما آن الأوان أن ندرك.. أن تحرير شعب سورية عبر ثورته، بتضحياته وبطولاته الذاتية، هو الطريق الذي لا غنى عنه، والذي لا يجوز لمخلص أن يقف منه موقف "الحياد" -ناهيك عن الرفض- من أجل تحرير الجولان والعودة بقضية فلسطين إلى مكانتها الأصيلة؟

لجذب إنتباهك عزيزي المتبحر في علوم البحث عن الحقائق...
سقط في الجولان حوالي 120 سوريا فقط وهؤلاء قاتلوا بوازع فردي، أي لم يكن هناك حرب أصلا! هل يعقل أن حربا يسقط فيها 120 جنديا تسمى معركة أو حرب؟!
·  كيف يعلن حافظ الأسد عن سقوط القنيطرة وعن انسحاب كيفي ولم يحارب أو يكن هناك معركة أصلا؟!
·       كيف يصبح شاب عمره 34 عاما لواءً؟! هل هذه مهنية عسكرية؟!
·       تخيل شخصا يخون حتى من رفعه (صلاح جديد)؟!
·       كم عدد الطائرات التي أسقطتها إسرائيل في حرب 1982 ولم يفعل شيئا الأسد؟!
·       كم عدد السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلهم؟!
 ------------------------------------------------------------
 مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

عقيدة نصارى مصر: الخضوع للرئيس وإعطاء الجزية


كمسلمين مصريين، علينا ألا نخدع أنفسنا أكثر من هذا!!.. التيارات العلمانية الليبرالية لا تخفي هدفها من التمسح في القيادات الكنسية المصرية ومن محاولة خلق تحالف نصراني\ليبرالي موحد.. والهدف هو
تعطيل مسيرة الإسلاميين الساعين لتحكيم شريعة الله كما أمر،
والإبقاء على الوضع الديني المائع الذي ساد أيام حكم مبارك.

فخلال عهده البائد كان الدستور ينص على أن "مبادئ" الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، لكنها - بصياغتها تلك - منزوعة "الدسم" وقليلة الحيلة!
ولما تغير الوضع، وانقلبت موازين القوى، وصار الفاسق سجينا بعد أن كان حاكما، والمؤمن رئيسا بعد أن كان سجينا، اشرأبت الأعناق لترى النصر الإسلامي الموعود، وحكم الشرع المنشود.. وراح سادات العلماء لوضع الدستور، ولتعديل ما أعوج .. وإن زاحمهم للأسف في جمعهم التأسيسي بعض أسافل الناس وجهلائهم ممن لا يعرفون من الإسلام غير ما علمهم إياه "عادل إمام" في أفلامه، ولقنهم إياه أساطين الكفر الغربيون وفلاسفته!
لكنه وضع قبله الناس على مضض، وتغاضوا عن عجيب أمره. إذ كيف يظن ضالو العقيدة أن من حقهم وضع مواد دستورية تحكم حياة المسلمين؟!..
لا أرى في ظنهم هذا سوى فراغ عقل، كطفل يريد أن يملي رغباته على الكبار، وهم يصبرون عليه، لا لشيء سوى لتأكدهم من ضعف عقله وعدم مسؤوليته عن أفعاله بعد.

لكن بما أن تحالف التيارات المسيحية - والمسيح برئ منهم - رأت مصلحتها مشتركة مع بني علمان فعلينا توضيح مسألة قد تغيب عن كثير من إخواننا، وخاصة بعد تواتر الأنباء برغبة البعض في وضع مادة دستورية تقول "وعلى أصحاب الديانات الأخرى الاحتكام لشرائعهم" أو ما شابه ذلك.

فالعقيدة النصرانية المبتدعة تحكم على متبعيها بأمور قد لا تعجب الثلة العلمانية، ولا أظن "شركاء الوطن" يرغبون لها أن تظهر للعلن، أو يتم تطبيقها!

فهل تصدق مثلا أن يوافق أصحاب التحالف النصراني-الليبرالي على قانون للجزية، وآخر يمنع الخروج على الحاكم؟!
لا أظنهم يوافقون.. لكن النصوص صريحة وواضحة.. الإنجيل الحالي يحكم على أتباع الكنيسة بإعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون، وألا يعارضوا الحاكم ولو كان "شريرا" مخالفا لهم في الدين، بل عليهم السمع له والطاعة والدعاء له!

والسؤال الآن، لم لم تتم مناقشة هذه المسألة في العلن أو داخل اللجنة التأسيسية؟.. هل يتحرج أصحابها منها أم أنهم حرفوها كعادة أسلافهم؟

ألم يقل بولس في رسالة رومية (الإصحاح 13 الأعداد 1-7)

  • لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله
  • حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة
  • فإن الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة، أفتريد ان لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه
  • لأنه خادم الله للصلاح. ولكن ان فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثا، إذ هو خادم الله منتقم للغضب مِن الذي يفعل الشر
  • لذلك يلزم أن يُخضع له، ليس بسبب الغضب فقط بل أيضا بسبب الضمير
  • فإنكم لأجل هذا توفون الجزية ايضا، إذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه
  • فأعطوا الجميع حقوقهم: الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام.

انظر تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي حيث يقول:
والجزية هنا يقصد بها ما يأخذه الحاكم على النفوس والعقارات.

وانظر للقس أنطونيوس فكري حين يقول:
فالسلطة مرتبة من الله، لذلك علينا أن نخضع للملك مهما كان شريرًا، وليس للملك وحده بل لكل الهيئة الحاكمة معه، وهكذا يتواصل هذا الكلام مع الإصحاح السابق الذي قال فيه لا تجازوا أحدا عن شر بشر. والكنيسة تصلي من أجل الملك والرئيس ومشيريه لكي يعطيهم الرب حكمة وسلام لصالح الكنيسة. والسلاطين الكائنة مهما كان نوعها ملكية أو جمهورية مرتبة من الله.

فهذه هي عقيدتهم في الحكم.. نقلتها إليك بإيجاز، وما على الليبراليين الآن سوى مصارحتنا بشيء واحد: هل هم في تحالفهم مع الكنيسة يقبلون هذه العقائد أم أنهم لا يهتمون سوى بجمع أكبر حشد ممكن لمحاربة الحركة الإسلامية، مهما اختلفوا مع حليفهم في الأفكار والمعتقدات؟

وعلى أقباط مصر أن يصارحونا بشيء أيضا، إذ كيف يعارض بعضهم الرئيس ومستشاريه من الإخوان المسلمين، في حين أن كتابهم ينهاهم صراحة عن مثل هذا؟
-----

سلامة المصري

السبت، 1 سبتمبر 2012

الحفظ طريق الثقافة

(خاطرة فكرية عابرة أسجلها هنا بشكل سريع قبل أن تضيع من ذهني)
-----
نظام (مبارك) التعليمي والإعلامي زرع في جيل الشباب مقولة خاطئة ومزيفة، كانت حصيلتها التخلف الثقافي الغالب عليهم اليوم
وهي أن الحفظ غير مطلوب للتعلم.
وانتشر وصف "حافظ مش فاهم" كنوع من السباب والاتهام بالجهل
في حين أن تاريخ العلم والثقافة يخبرنا بشيء مخالف تماما
فالشاعر كان يجب أن يحفظ آلاف أبيات الشعر أولا ليبدأ في الإنشاء
ودارس العلوم عليه حفظ معادلات ورموز ونتائج التجارب السابقة، ليبني عليها شيئا جديدا
والشيخ عليه معرفة أغلب ما قيل في كل مسألة يريد أن يأتي فيها بتفسير جديد أو قول فقهي مختلف، وإلا كان من القائلين بغير علم
فرانسيس بيكون مثلا يقال عليه مؤسس لطريقة التفكير التجريبية في القرن السادس عشر، وأنه موسوعي ويعتبر نخبة مثقفي عصره.. وبمراجعة تاريخه نرى بوضوح كيف عكف على حفظ أقوال السابقين وظل يرددها ويسجلها حتى يبني لنفسه أعمدة قوية يمكن أن يضع فوقها فيما بعد ما سيبتكره ويستخلصه مما فات
فالحفظ هو وسيلة العلم الأولى

انظر مثلا إلى العرب النوابغ وكيف كان الحفظ هو الأساس في أساليبهم الدراسية، وكيف وصل البخاري وابن كثير والقرطبي وابن حنبل إلى مكانتهم عن طريق حفظ آلاف النصوص حرفيا، بحيث تثبت في صدورهم وتتفاعل فينتج عنها رأيا يضيفونه لسجل العلم، ويحفظه عنهم من يأتي بعدهم!!
انظر إلى سيرة العلامة محمود شاكر وكيف حفظ ديوان المتنبي كاملا قبل أن يعرف معانيه.. وكيف كان نظام الكتاتيب قديما يخرج علماء وعباقرة وأدباء، مع أنه يعتمد أساسا على حفظ الصغار لآيات القرءان قبل أن يفهموا تفسيرها ومعانيها وإعرابها وجمالياتها اللغوية إلخ.


مأساة التعليم في مصر هي نسيان الطلاب للمناهج الدراسية فور انتهاء العام الدراسي
لكن لو كانوا يحفظونها طوال عمرهم لتراكمت المعرفة في عقولهم، عاما دراسيا بعد عام، إلى أن يخرجوا من أعوام الدراسة مثقفين بالفعل، ويحملون معارف جليلة في صدورهم يمكنهم استدعاؤها على ألسنتهم بكل سهولة تبعا للمسألة أو الموقف الذي يواجههم في حياتهم العملية بعد ذلك.
ولاحظ مثلا كيف أضاع اليهود والنصارى كتبهم لأنهم اعتمدوا على تدوينها فقط دون حفظها في الصدور، وبالتالي أصابها التحريف والتبديل.
لاحظ الفرق الشاسع بين كيميائي يحفظ الجدول الدوري برموزه وتفاصيله عن ظهر قلب، وآخر يحتاج كل مرة لمراجعة الجدول المكتوب ليتعرف على مدلول أي رمز يقابله في قراءاته وأبحاثه!!

ومن الآن، إن قال لك أحد هؤلاء الشباب أن الحفظ ليس مهما، فاعلم أنه لا يفهم ولا يحفظ، بل مجرد نتيجة طبيعية مأساوية لنظام التعليم المشوه الذي عبث بعقله طوال حياته.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

أبحاث د\ فوز كردي ، حفظها الله

- هذا البحث الذي سأضع رابطه هنا هو دليل على تفوق الأكاديميا السعودية على نظيرتها المصرية، على الأقل في العلوم النظرية الفكرية!
فأنا من المتحسرين على حال جامعات مصر ومراكز الأبحاث بها، وعلى حال الحركة الفكرية المصرية بشكل عام.. خصوصا بعد سيطرة المذاهب العلمانية والليبرالية واليسارية الهدامة على المؤسسات الثقافية الرسمية لفترة طويلة للغاية، كانت نتيجتها الطبيعية هي وضع الاضمحلال والعقم والتدهور الذي يعيشه "مثقفو مصر".

لكن توابع ثورة 2011 ستغير هذا الوضع للأفضل، كما أرجو أنا ويرجو معي آخرون كثر.
وسيتم القضاء على بقايا وفلول نظام الوزير السابق (فاروق حسني) والفطريات "الثقافية" السامة التي عششت في وزارة الثقافة وحولتها لوزارة جهل وتغريب وإباحية وأدب ركيك.
وأنا هنا أقصد - بلا مواربة - فريق (الغيطاني) و(القعيد) وأشباههما ممن يقيئون حروفا مبعثرة فيسمونها أدبا ثم يتقاضون من ميزانية الدولة مئات الآلاف كمكافأة على عبقريتهم الفذة!
ولتعلم المزيد عن كارثية الوضع عليك أن تقرأ مقالات (د\ حلمي القاعود) في جريدة الفتح الأسبوعية التي تصدرها الدعوة السلفية، وكيف يفضح هؤلاء ويكشف فساد الحركة الأدبية المزعومة، ويسخر - بحق - من ركاكة نصوصهم التي ينشرونها (برعاية الدولة للأسف!) في جرائد عفنة تمولها أموال المصريين وضرائبهم، كـ (أخبار الأدب) وغيرها.
لكن دعني لا أبتعد كثيرا عن الموضوع الرئيس. فالأمل موجود دائما وسط الظلام.. وبحث الدكتورة السعودية (فوز كردي) الذي سأذكره هنا هو مثال لهذا الأمل.

فالباحثة سبرت أغوار مبحث قلما ينتبه له الباحثون المصريون إلا من رحم ربي.. ووضعت خلاصة جهدها العقلي في صفحات مختصرة سلسة الأسلوب، وواضحة النتائج.
البحث هو (حركة العصر الجديد) New Age Movement وما يتصل بها من عقائد غريبة وافدة، تحمل للمسلمين سما في صورة شهد!

وبما أني من المهتمين بهذه المسائل كما يظهر من باقي تدويناتي، فلا عجب أن تجذبني هذه الدراسة وتثير اهتمامي وفضولي فور أن قرأت اسمها على إحدى صفحات الـ facebook
لكن الأمر لم يتوقف هنا.. فيبدو أن الباحثة السعودية مجتهدة ومن ذوات العقول النهمة التي لا تهدأ إلا بعد استيعاب المسألة الفكرية محل البحث. فقد وجدتُ لها موقعا إلكترونيا لنشر مقالاتها، بالإضافة لبحث آخر قيم يتصل بموضوع الأول، واسمه (حقيقة البرمجة اللغوية العصبية).. وقد وصلت هي فيه لنفس النتائج تقريبا التي كانت تدور - بشكل أو بآخر - في ذهني منذ فترة بخصوص الموضوع، إلا أني لم أبحث المسألة بعمق كما فعلت، واكتفيت بالانطباع الشخصي العام عن مروجي موضوع الـ NLP في البلاد العربية.

وها أنا قد مهدت لك الطريق للتعرف على البحثين، ولم يبق إلا وضع روابطهما لتحميلهما إن أردت:

=====
اقتباس من مقدمة أحد البحثين:
هذا الكتاب "حقيقة البرمجة اللغوية العصبية" أقدمه للقراء الأفاضل بعد طول انتظار وسؤال من كثيرين رغبة في معرفة الحق والتزامه والدعوة إليه ، ومعرفة الشر وتجنبه والتحذير منه .
وهذا الكتاب يمثّل خلاصة بحث طويل واستقراء وتتبع شمل أصول الفكر ومضامينه ومخرجاته ويهدف للتعريف بنوع من أنواع الشر الغازية التي فتحت أبوابها على البشرية ووصلت إلى داخل حصون الأمة متخفية بلباس النفع والفائدة والتدريب والتطبيب ؛ فانساق وراءها كثير من العامة وانتظموا في دوراتها متدربين ، ومنهم جموع من الأخيار لاشتباهها بلباس من الحق تلبسه ، قال الإمام ابن القيم : "إنما سميت شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ،فإنها تلبس الحق على جسم الباطل".
 وهذا الفكر هو ما يسمى بـ "البرمجة اللغوية العصبية" ، التي استفاض الجدل حول موضوعها بين المفتونين بها ممن تدربوا على بعض مستوياتها ، وبين المحذرين منها ، نظراً لتلبس أمرها وخفاء حقيقتها وجذورها ، مما جعل تحري حقيقتها وكشف أصل فكرها وإيضاح خطورتها ، أمراً واجباً على المختصين إحقاقاً للحق وإبطالا للباطل .
وقد يسّر الله -بفضله وكرمه- التفرغ لدراسة هذا الأمر ؛ فبذلت فيها جهدي ووقتي متتبعة أصولها في كم هائل من الكتب الفلسفية ، والمراجع العلمية ، والأبحاث التربوية والنفسية ، مستنيرة وسط ذلك كله بكتاب الله وبما شرفني الله به من التخصص في تدريس العقيدة فخرج هذا الكتاب بفضل الله متضمناً عرضاً موجزاً لحقائق الفكر الذي يكمن وراء "البرمجة اللغوية العصبية" وغيرها من أنواع الفكر العقدي الوافد الذي توالت تطبيقاته وفلسفاته في الدخول على الأمة بشكل واسع بصورة رياضات أوطرائق استشفاء أوممارسات حياتية وعلوم حيادية - أو هكذا يزعم مروجوها ويظن متبعوها
 
 واقتباس من البحث الآخر:
هذه الدراسة تتناول حركة "العصر الجديد" (New Age Movement) وهي حركة كبرى من الحركات الباطنية المعاصرة تجاوز أتباعها في الغرب الملايين وتخطت حدود محاضنها في أمريكا وأوربا إلى أنحاء العالم ومنه بلاد الإسلام، ويتبنى أعداد من أبناء الأمة اليوم نشر برامجها والتدريب على منهجها بعد أن اغتروا بظاهرها التطويري والاستشفائي، وجهلوا أو غفلوا عن باطنها العقائدي الخطير، ومما زاد الطين بلة أن بدأ هؤلاء يلفقون بين فلسفتها وتطبيقاتها، ونصوص الكتاب والسنة فكرروا بذلك صنيع بعض فلاسفة المسلمين من قبل عندما لفقوا بين الفلسفة والدين فضلوا وأضلوا




السبت، 25 أغسطس 2012

شاهدوا قبل الحذف || التحرش الجنسي.. صداع نصفي

التحرش من الحِرشة وهو اللذوعة، فكيف إذا شعرت بلذعتها أحسست بلذتها.. فمابين ظمأك لنشوة الطعام وبين ظمأك لنشوة الآخر شتان مابينهما!

تفشت في مجتماعاتنا تلك الظاهرة التي ذاع سيطها أكثر فأكثر في دول العالم الثالث.. فلاإحتواء للأزمة.. وتشنج واضح ينتج عنه كبت نفسي يصل إلي عنفوان جسدي. فلو تطرقنا بالحال إلي سيكوباتية المحروسة وتدارسنا الموقف قبل التخبط بالقيل والقال؛ لوجدنا أن ثقافة المحروسة تختلف عن غيرها من دول العروبة، بل تصل إلي مرحلة إختلاق صور حسية وملموسة للخطأ ماظهر منه ومابطن! فالصورة أرسمها من خلال نقاط صريحة:
- إنغلاق باب الإبداع والإنطلاق نحو آفاق تلبي طموحات الشباب وتظهر إمكانياته الذهنية واليديوية في إثبات الذات.. قد يكون هذا القمع ناتح من تفشي نمط (الدولة العميقة) عسكريا.. سياسيا.. إقتصاديا.. وصولا إلي أطراف البيئة المجتمعية، فتلامس الأفراد.

- نبني علي الحالة الأولي تهجر الشباب خارج البلاد للبحث عن فرص حياة تلائم متطلباتهم، حتي لو علي حساب حياتهم.. فدوامات إيطاليا واليونان ليست ببعيد.. وتطبيعات الكيان الصهيوني ليست عن بال آنسات ومدامات مصر.. وجحيم السودان وليبيا تحت إمرة طواغيت القرن ليست ببعيد.

- بالتوازي مع الحالة الثانية.. وجود من هم مادون سن الزواج يتعايشوا تحت قبة الفساد البرجماتي.. فيتناوب عليهم تضخم في قمع الحريات (إبداء مفهوم الإبداع) وتضخم معها نشع الحريات (إبداء مفاتن المرأة).. فوجدنا من كانوا يحاولوا أن يفهمونا إياه من مستشرقي الحريات.. هو ليس حرية المرأة، لكن الحرية في كيفية الوصول للمرأة. وتبدأ من هنا المهازل...

- يظهروا المرأة في أجمل حلتها من وراء (فاترينة) العرض.. وهذا المشهد ذكرني بمشهد في فيلم هولييودي عندما يخرجوا بهن علي منصة عرض.. ومن أمامها من يزيد الأسعار حتي يمتلكها.. فمن يدفع أكثر.. يحصل عليها، حتي لو رفضت..! فلاسبيل للهروب؛ فقد أصبحت سلعة في يد صاحبها اليوم...أضف لذلك تلك التساؤلات: أين حريتها كسلعة في شارع الأهرامات..؟! أين حريتها في فنادق أذكرها بالإسم.. جراند حياة.. الشيراتون.. الفورسيزون.. هيلتون.. موفنبيك..  من 4 نجوم فيما فوق حتي تحلق في السحاب..؟! أين حرية المرأة حينا يسيس لها الدعارة، وإلا وأتهموها بقضية دعارة..؟! أين حرية المرأة حينما يغيب عنها مسالك التوبة والرجوع إلي العفو العفور.. في وقت لم نجد من المشايخ حينها سوي ذقن وجلباب قصير؟!

- أصبحت تلك االحالة طريقة (موضة) بالنسبة لفتيات هم في ريعان الصبا يخطون خطواتهن.. ويسيرون علي نهجن! فوجدنا الإباحية تترسم حياتهن بالنظرات والبسمات.. والألفاظ والإيحاءات كاسيات عاريات مائلات مميلات، بل وأستنتجنا بأن ماوصلن إليه بعيدا كل البعد عن (مواكبة العصر) و(ستايل) و(بلاش رجعية).. و(بلاش تخلف).. و(الدين يسر)، لكن أستشعرنا عقوبتهن العلني للمجتمع الذكوري.. فانقلب السحر علي الساحرة.. أقصد علي فاتنة الجمال. فكيف هذا؟!

- وهي أن الدولة العميقة- النظام البائد- تحاول أن توفر المناخ المناسب في إستثارة ماهو عميق من خلال ردع الجاني حتي لو كان ظالم (إزداد في تحديقه في ملابسها الساخنة أو لمدي جرأة أسلوبها في ظل تعنت الكيان البائد الممثل بالحاكم وحكومته).. في نفس الوقت خلقت الدولة العميقة نوعا من الإستهتار والإستخفاف بالعقول، فسمحت بجريمة إغتصاب فتاة العتبة والشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة).

- وفي ظل صمت رهيب.. ظهر مسلسل (ضيقي أكتر.. شهرتك تكبر).. وخرجت إلي النور مسلسلات (لو كان السكيني أو الفيزون حرية شخصية.. فالتحرش واجب وطني).. فتكاثرت الردع والردح والإسفاف الفكري والجسدي بين الطرفين.. وكأننا في معركة لتقطيع ملابس بعضنا.. أقصد معركة لتكسير العظام!

- شاهدنا ماهو فيلم للرعب.. وليس للأكشن  والإثارة وفرز كمية أكبر من الأدرينالين، إنما أكثر من ذلك..! شاهدنا البنت تتزين وتضع مايلفت إنتباه غيرها.. وبالذكور خصيصا، حتي إذا تحرش بها أستحست بأنوثتها. قد يكون التحرش بعيدا عن الملامسة، لكنه لايفتقر إلي خدش الحياء حتي لو باللفظ! تخيلوا معي.. وقد استمعت إلي تجارب البعض منهن حتي أخرج لكم هذا التحقيق المطول في إسترتسال كليماته لفهم معانيه.. فتقول أحدهن: لم أجد مايمنع إبتسامتي حينما هم أحد الشبان في معاكستها بكلمة خدشت حيائها..! تقول: خجلت ظاهرا له، لكن في أعماق قلبي. كنت لو أتمني أن يعيدها علي مسامعي مرات ومرات! تقول أخري: خرجت مرتدية ملابس ضيقة، حتي أتمايل أما صبيان مدرستي.. فينشدوا لي أحلي مقاطع الإعجاب من خلال الصفافير! وثالثة ورابعة يُمنيان نفسيهما فيقولان: نتمني لو ولد (مُوز: بالمصري تعني فاتن الجمال) يُقبّلنا كقبلة الأزواج، فنسعد بها! وخامسة وسادسة والكثير ثم الكثير فالكثير منهم تحت وطأة الإنحلال الأخلاقي والإنحراف السلوكي.. سببه الآتي:
1. الأنثي فقط.
2. الذكر فقط.
3. الإثنان معا.

ومع علمي بأنه من الغباء أن أقتنع بأن الأثنان معا هم سببا في تلك الكارثة المسماه بـ(التحرش الجنسي)، لكنها مشلكة سياسية في المقام الأول.. فلا براءة مطلقة ولانوايا حسنة تبني دعائمها، فما إن إستقرت الحالة السياسية بالبلاد.. حتي أخذت في طياتها كل سيء وأسوأ.. مما يجعلني أعيد تشكيل إختياراتنا في تحديد سبب الإشكالية في تفشي هذه الظاهرة:
1. مافيا الإعلام ونفخ السُم في العسل.
2. حقيبة الداخلية التي وفقط لاغير أصبحة كاميرات للمراقبة دون ردع الأزمة.
3. المؤسسة القضائية التي أصبحت نوادي للقضاة.. والتي عطلت لمايقرب من 12 ألف قانون يخدم الدولة العميقة وإركازها.
4. تُجار الدين.. والذي كان منهم من يؤذن للنظام البائد لإعطائه أكبر سماحية للتعبير عن دعوته.
5. الدسائس بإسم الأفكار وأيديلوجيات الألفية الجديدة.
6. كل ماسبق.

من رأي الشخصي أنا أرشح الجواب السادس.. وأنت ماذا تعتقد؟ دمتم في رعايته. ----------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".