الاثنين، 3 سبتمبر 2012

عقيدة نصارى مصر: الخضوع للرئيس وإعطاء الجزية


كمسلمين مصريين، علينا ألا نخدع أنفسنا أكثر من هذا!!.. التيارات العلمانية الليبرالية لا تخفي هدفها من التمسح في القيادات الكنسية المصرية ومن محاولة خلق تحالف نصراني\ليبرالي موحد.. والهدف هو
تعطيل مسيرة الإسلاميين الساعين لتحكيم شريعة الله كما أمر،
والإبقاء على الوضع الديني المائع الذي ساد أيام حكم مبارك.

فخلال عهده البائد كان الدستور ينص على أن "مبادئ" الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع، لكنها - بصياغتها تلك - منزوعة "الدسم" وقليلة الحيلة!
ولما تغير الوضع، وانقلبت موازين القوى، وصار الفاسق سجينا بعد أن كان حاكما، والمؤمن رئيسا بعد أن كان سجينا، اشرأبت الأعناق لترى النصر الإسلامي الموعود، وحكم الشرع المنشود.. وراح سادات العلماء لوضع الدستور، ولتعديل ما أعوج .. وإن زاحمهم للأسف في جمعهم التأسيسي بعض أسافل الناس وجهلائهم ممن لا يعرفون من الإسلام غير ما علمهم إياه "عادل إمام" في أفلامه، ولقنهم إياه أساطين الكفر الغربيون وفلاسفته!
لكنه وضع قبله الناس على مضض، وتغاضوا عن عجيب أمره. إذ كيف يظن ضالو العقيدة أن من حقهم وضع مواد دستورية تحكم حياة المسلمين؟!..
لا أرى في ظنهم هذا سوى فراغ عقل، كطفل يريد أن يملي رغباته على الكبار، وهم يصبرون عليه، لا لشيء سوى لتأكدهم من ضعف عقله وعدم مسؤوليته عن أفعاله بعد.

لكن بما أن تحالف التيارات المسيحية - والمسيح برئ منهم - رأت مصلحتها مشتركة مع بني علمان فعلينا توضيح مسألة قد تغيب عن كثير من إخواننا، وخاصة بعد تواتر الأنباء برغبة البعض في وضع مادة دستورية تقول "وعلى أصحاب الديانات الأخرى الاحتكام لشرائعهم" أو ما شابه ذلك.

فالعقيدة النصرانية المبتدعة تحكم على متبعيها بأمور قد لا تعجب الثلة العلمانية، ولا أظن "شركاء الوطن" يرغبون لها أن تظهر للعلن، أو يتم تطبيقها!

فهل تصدق مثلا أن يوافق أصحاب التحالف النصراني-الليبرالي على قانون للجزية، وآخر يمنع الخروج على الحاكم؟!
لا أظنهم يوافقون.. لكن النصوص صريحة وواضحة.. الإنجيل الحالي يحكم على أتباع الكنيسة بإعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون، وألا يعارضوا الحاكم ولو كان "شريرا" مخالفا لهم في الدين، بل عليهم السمع له والطاعة والدعاء له!

والسؤال الآن، لم لم تتم مناقشة هذه المسألة في العلن أو داخل اللجنة التأسيسية؟.. هل يتحرج أصحابها منها أم أنهم حرفوها كعادة أسلافهم؟

ألم يقل بولس في رسالة رومية (الإصحاح 13 الأعداد 1-7)

  • لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله
  • حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة
  • فإن الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة، أفتريد ان لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه
  • لأنه خادم الله للصلاح. ولكن ان فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثا، إذ هو خادم الله منتقم للغضب مِن الذي يفعل الشر
  • لذلك يلزم أن يُخضع له، ليس بسبب الغضب فقط بل أيضا بسبب الضمير
  • فإنكم لأجل هذا توفون الجزية ايضا، إذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه
  • فأعطوا الجميع حقوقهم: الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام.

انظر تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي حيث يقول:
والجزية هنا يقصد بها ما يأخذه الحاكم على النفوس والعقارات.

وانظر للقس أنطونيوس فكري حين يقول:
فالسلطة مرتبة من الله، لذلك علينا أن نخضع للملك مهما كان شريرًا، وليس للملك وحده بل لكل الهيئة الحاكمة معه، وهكذا يتواصل هذا الكلام مع الإصحاح السابق الذي قال فيه لا تجازوا أحدا عن شر بشر. والكنيسة تصلي من أجل الملك والرئيس ومشيريه لكي يعطيهم الرب حكمة وسلام لصالح الكنيسة. والسلاطين الكائنة مهما كان نوعها ملكية أو جمهورية مرتبة من الله.

فهذه هي عقيدتهم في الحكم.. نقلتها إليك بإيجاز، وما على الليبراليين الآن سوى مصارحتنا بشيء واحد: هل هم في تحالفهم مع الكنيسة يقبلون هذه العقائد أم أنهم لا يهتمون سوى بجمع أكبر حشد ممكن لمحاربة الحركة الإسلامية، مهما اختلفوا مع حليفهم في الأفكار والمعتقدات؟

وعلى أقباط مصر أن يصارحونا بشيء أيضا، إذ كيف يعارض بعضهم الرئيس ومستشاريه من الإخوان المسلمين، في حين أن كتابهم ينهاهم صراحة عن مثل هذا؟
-----

سلامة المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق