الاثنين، 1 يناير 2007

الكنيسة سبعة أسرار...أولها عتق وآخرها نار* الجزء الأول


جاءت أسرار الكنيسة السبعة في صلب المعتقد المسيحي لتضفي نوعا مقيتا من العبادة المغرقة في السر، والسر طبيعته يستدعي الغموض وهو الشئ المطلوب لسلب المؤمن إرادته ليظل أسير هذا الدين. وبعيدا عن منابت هذه الأسرار ومصادرها في الحضارات السابقة عند كهنة الفراعنة والبابليين والهنود والتي جاءت هنا نسخة معدلة بشكل مضني ومخيف. فلنا أن نقرأ أسرار الكنيسة بمنطقها وصورتها كما رسمها الإنجيل (كتابهم المقدس المزعوم) بنصوصه التي تلاعب بها تأويل المتأولين عبر عصور طويلة حتى استقرت كما هم يعتقدوا ذلك! وقد تشكلت أسرار الكنيسة السبعة مضمونا ومستورا علي النحو التالي:


- سر المعمودية
- سر الميرون
- سر القربان أو تناول جسد الرب ودمه (الإفخارستيا)
- سر التوبة والاعتراف
- سر مسحة المرضى
- سر الزيجة
- سر الكهنوت


1. المعمودية

تعرف المعمودية لديهم بالباب الذي يدخل منه إلى المسيح. فيقول المسيح لنيقوديموس- رئيس اليهود ومعلم إسرائيل- (إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله) ((يوحنا 3: 5)) ففي البدء كان روح الله يرف علي وجه المياه(هم الذين يقولون وليس أنا).


المعمودية تعنى التطهير. والمعمودية في الديانة المسيحية هي سر إلهي مقدس يتوجب على كل مسيحي أن يعتمد كختم لإيمانه، فتعتبر-المعمودية- أمراً هاماً لأنها تأتي ضمن الرسالة القدسية التي أعطاها المسيح لتلاميذه حين قال: (فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ) آمِينَ ((متي19:28 -20)). فبالرغم من عدم ذكر هذا النص في إنجيل متي العبري- قديما- والذي يتفق معه كلا من لوقا ومرقس، فقد وجد محرفا بالإنجيل الحالي. لتترك أمامي سؤالا لامعا أراه في عيونكم (من أين أتوا بالمعمودية تلك؟!).


وبالتطرق مجازيا إلي ماهية المعمودية في نظرهم وكيف تمارس لديهم، سنجد بأنها طقس الغسل بالماء للتطهير الديني، وكانت معروفة عند اليهود ولما جاء يسوع تبنى هذا الطقس وجعله فريضة في الكنيسة المسيحية يعني الإنتساب رسميا إلى كنيسة المسيح. أي أن المعمودية في العهد الجديد جاءت بدل الختان في العهد القديم. ويصرح الله للمعتمد بواسطة هذه العلامة بغفران الخطايا ومنح الخلاص. أما المعتمد فيتعهد بالطاعة لكلمة الله والتكريس لخدمته، أي أن المعمودية تختم وتشهد على اتحاد المؤمنين بالله والبنوة وغفران الخطايا بموت المسيح وقيامته.


كيف تتم عملية التعميد؟!


الكاهن هو من يقوم بالتعميد وهذا هو ما يفعله أثناء التعميد:
- صلاة البدء: تركز على أننا نقوم بخدمة العماد التي تسلّمها الرسل ونحن بدورنا نتسلمها، والنفس الحاضرة هنا تتأهل لقبول المعمودية.
- يقرأ مزمور 50: إرحمني يا الله، يذكرنا اننا بالخطيئة ولدنا وهي أمامنا كل حين. لكن رحمة الله أكبر من خطيئتنا هي التي ترفعنا.
- صلاة الحساي: يعني صلاة الغفران وعليها ترتكز عملية التعميد.
- الطلب إلى يسوع: أن يبارك الشخص ويقدسه وهو يتقدم إلى المعمودية ان يؤهلنا بفعل تجددنا بالمعمودية لأن نرفع المجد للثالوث.
- لحن ترتيلة من وحي المناسبة.
- صلاة العطر: وهي صلاة البخور التي نرفعها مع البخور المتصاعد دخانه وعطره من المبخرة، نقدمها للرب ونسأله أن يقدسنا بكليتنا: قلوبنا- عقولنا وأفكارنا- آذاننا، لتكون كلها مؤهلة لسكناه وذلك بحلول الروح القدس.
- مزمور القراءات: فيه آيات من المزامير تحكي عن خضوع المياه للرب.


وفي هذا الطقس الجنوني يجب أن يقف المتعمد عارياً ( رجلاً كان أو امرأة ) بين يدى الكاهن، فتقف المرأة عارية بين يدى الكاهن وكذلك الرجل.


 يقول الدكتور (جورج عوض) الباحث المسيحي الكبير فى مركز الدراسات الآبائية الارثوذكسي تحت عنوان (خلع ملابس المعمد):
أثناء جحد الشيطان تخلع الملابس الخارجية ويقف المعمد حافيا، أما عند الدخول في المعمودية تخلع كل الملابس ويصير المعمد عاريا إذ يقول القديس (كيرلس): (في التو عندما تدخل المعمودية انزع عنك أغطيتك) وعند القديس (كيرلس)...(نزع الملابس القديمة كصورة لنزع الإنسان العتيق وكل أعماله فيجب ان يخلق الانسان من جديد).


أيضا يقول القديس (غريغوريوس النيصي)- أسقف نيصص-: (انزع الإنسان العتيق، اللباس القذر، خذ لباس عدم الفساد الذي يقدمه المسيح لك)، يصلي الكاهن على المعمد قائلا: (عرّهم من عتيقهم، جدد حياتهم، املأهم من قوة روحك القدوس...لكي لا يكونوا بعد أبناء الجسد بل أبناء الحق...).


إذن خلع الملابس هنا يشير إلى اختفاء الخجل، خجل الإنسان أمام الله، والحصول مرة أخرى على الثقة البنوية، والجرأة في إبداء الرأي. هكذا يقولون...! وهكذا نسمع ولا نردد غير حسبي الله ونعم الوكيل، فهل آلت لهم أنفسهم أن يأتوا بفضائح الأعمال- ما ظهر منها وما بطن- ولايخجلون حيناً من محاسبة الله لهم؟! وكيف لهم أن يثقوا بأنفسهم أو يبرهنوا بقوة إيمانهم، وقد ماتت حلقة الوصل بين العبد وربه وهي الروح في شرك معصية الخالق؟!




2. سر زيت الميرون


هو سر من الأسرار السبعة المهمة بالكنائس ويعتبر عدم الإيمان به كفر وإرتداد عن المسيحية.
الميرون هو مزيج سائل مركب من نحو 30 صنفا من الطيب ممزوجة بزيت الزيتون، وقيل: (زيت الميرون خليط من أنواع أطياب مختلفة إشارة إلى مواهب الروح القدس المتنوعة).
وسر الميرون له مسميات كثيرة في الكنيسة فيقال: (سر المسحة المقدسة، أو سر حلول الروح القدس، أو سر التثبيت أو ختم الروح القدس...). وهذا الروح القدس هو الذي وعد به الرب يسوع ((يوحنا14: 16)) إذ قال: (وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخرا ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لانه ماكث معكم و يكون فيكم...)


إستخدامات الميرون المقدس فى الكنيسة:


- فى تقديس مياه المعمودية.
- رسم المعمدين حديثاً (فى سر المسحة المقدسة).
- تدشين الكنائس.
- تكريس مذابح الكنائس.
- تكريس اللوح المقدس.
- تكريس أوانى المذبح (الصينيه – الكأس – الملعقة – الثياب – المجمرة).
- تكريس جرن المعمودية.
 - تدشين الأيقونات بالكنيسة.
 - مسح وتكريس الملوك.


وسأوضح للجميع ما وراء الكواليس والذي يحدث للسادة المسيحيين بين أيدي الكهنة والفضائح التي لا يعرفها غير المسيحيين...فأرجوا من السادة والسادات الأفاضل ربط حزام الأمان والتمهل في قرأة السطور القادمة. فأنت يا قائد المركبة الفكرية، لا تعي بخطورة مايحدث حولك...يؤكد القديس (أنسلم): (أن الدعوة لاقتبال هذا السر هي لجميع المكتتبين في مدينة المسيح، للأغنياء والفقراء، للرجال والنساء، للأحداث والشيوخ، للغارقين في المعاصي والخطايا). ((كتاب الإيمان ص125))


ويكمل حديثه- لنتخيل سويا هذا السر العظيم الذى بدونه لن يدخل المسيحي الملكوت- فيقول: (حين تدق الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والكنيسة فارغة تماما يستمع الكاهن إلى تعهد المتقدم، وبعد إتحاد المسيح بكلامه تجرد المرأة أو الرجل من كامل ملابسه، ثم يقوم الكاهن بمسح المتقدم بالزيت المقدس- يمسح الإنسان 36 مسحة أو 36 رشمة، والرشم فى المفهوم الكنسى هو المسح بالزيت على جسد الإنسان (المساج يعني)- ليشمل كل منافذ الجسم بدءً من الرأس والمنخار والفم والأذنين والعينين، حيث يرشم هؤلاء فى الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والصرة وأمام القلب من الضهر حتى آخر العمود الفقرى وهو صلب الإنسان.


فالكاهن هنا يُعرّى النساء– مثلما يُعرّى الذكور لكننا نركز على النساء لأن الأمر فاضح ولا يقبله عقل– فهنا تأتي المرأة وقد اهتزت كلحن هارب من قيثارته التي تئن من وجع الفراق لتلقى الحبيب على مذبح الرب نازفة وجعها الجسدي وأنامل القديس تتسلل في رقة حالمة إلى آقاصي الجسد الملتهب بجنون الشهوة الغارقة في حمئها المسنون هي هنا في خبث النساء تريد أن تحصل على بركة زيت الميرون المقدس لتُكمل إيمانها... يأخذها الكاهن من يدها يتلمسها قليلا وبرفق يدخل بها حجرته المقدسة (هل تذكرون الراهب برسوم المحرقي صاحب فضيحة قضية الزنا ب5000 قبطية نصرانية؟!)...فهو يُجرّدها من ملابسها تماما ويمسحهن بالزيت المقدس...إلي آخر الحديث التي تصعب علي أصابعي كتابتها والخوض في تفاصيلها من هول نوائبها ومصائبها التي أظهرت مدي تدني حالة العبادة الالهية التي يصر أهلها من أصحاب هذا الدين بأنه السر الكنسي الرائع التي بدونها ينعدم الايمان العبد لربه! فأي دين هذا أنتم له عاكفون؟!


وفي نهاية حديثي لليوم فإني أعلم شديد العلم بأن كلامي لن يعجب الكثيرين منكم وخاصة من يجد نفسه محورا أساسيا تدور حوله تلك المقالة وتفضح أعماله- سيان فاعلا أو مشاركا فيها- لتكون أنت أيها المسيحي- الضحية- في تلك الأكذوبة الكبيرة، فأنت تعلم الحقيقة وتصر علي فعل أعمالهم بدم بارد طمعا وخوفا في عدم إرضاء أصحابها! لكن هل فكرت في رضا سيد أصحابها؟! العزيز الجبار (الله)؟! أتأتي خوفا من تشريعات (أكاذيب) العباد ولا تخاف من تشريعات(حقائق) رب العباد؟! ألم يأن لك أن تخشع لذكره وحسن عبادته وخوف معصيته؟! فطوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس بأن موعده الجنة يلقي فيها نعيما وحسن مآب. فيقول الله في كتابه العزيز: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن علي ذلك من الشاهدين. وأخيرا وليس آخرا حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. وإلي اللقاء قريبا في الجزء الثاني من تلك السلسلة...التي دائما ماشغلت مكنونها الرأي العام بشتي طوائفه.
---------------------------------------
البـــــــــــــــــــك...


* الأطروحة التي تم رفض نشرها في ظل حكومة المخلوع!