الأحد، 22 يوليو 2012

ضحكوا عليك.. وقالوا: ثورة 23 يوليو!


(اقتل ثُلثي الشعب .. حتي يدين الثلث الآخير لك بالولاء).. مقولة طبقت لفظا وعملا في زمن الزعيم المزعوم (جمال عبدالناصر) وعهد الناصرية البائد. فمما لاشك فيه.. أن مفاسد النظام الناصري الذي أذل مصر وأهان العروبة وأغرق مصر في ناصرية مُسوّفة بالإشتراكية لم تزد المصريين إلا جهلا وفقرا وهرِما، بل وفتحت أمام المفسدين طريق الثراء من خلال الإرتشاء.. وهمّشت الطبقات المتوسطة والأقل منها رزقا لدرجة الإضمحلال.. وتحكمت الأنظمة البوليسية علي حرية الشعب بالحديد والنار فكُممت الأفواه وفتحت أبواب المعتقلات على مصرعيها.. وسيست اللعبة السياسية لتخدم المنظومة العسكرية في التحصل علي أهدافها ومكاسب إنقلاب (23 يوليو) كمنبر ثوري- كمايدعون أنها إرادة شعبية جائت من الشعب للشعب- في وقت كان المصريون مستعدون ليغفروا له لو أحرق مصر كلها؛ من شدة البطش الذي كان يتعامل معهم مثل كفئران التجارب يصنع بهم مايريد! لنأتي ونقول: ماحقيقة أكذوبة ثورة (23 يوليو) تلك الذي قدمت بهذا الطاغية وأفكاره الشعواء؟!
ترسّمت ملامح الفورة العسكرية تلك بإنقلاب قام به ضباط الجيش علي الشرعية الحاكمة- الملكية- وبيروقراطية العسكرية التي خلقت الإستقطاب.. والذي طور مفهوما أعم وأشمل يعرف بإسم (الإنتقام الدافيء) من خلال التصفية الجسدية لرفقاء الدرب من حركة الضباط الأحرار ورافضي سياسة الزحف الجائر علي الشرعية.. والذي راح علي إثرها الكثير في كنف جبروت الناصرية!
عُرفت تلك الحركة من بدايتها بـ(الحركة المباركة).. والتي قد نجحت في السيطرة علي المرافق الحيوية في البلاد، فتم السيطرة على مقرات قيادة القوات المسلحة والإستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون.. ومنه أذيع البيان الأول من نوعه بصوت (محمد أنور السادات).. والذي أجبر الملك فاروق علي التنازل عن العرش لولي العهد الأمير أحمد فؤاد (الملك فؤاد الثاني) ومغادرة البلاد (مخطط).. لتبدأ المرحلة الثانية من المخطط وهي سحب الثقة من العرش وإعادة السياق لصالح أتوقراطية مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط برئاسة المحترم اللواء (محمد نجيب)، لكن ماسرعان أن تم عزله بأمر فرمان ناصري لمعاداته للهيمنة والتفرد في السلطات، مما سيحرم القفزة الناصرية من تحقيق مبتغاياتها الكاسحة.. والذي سنتعرف عليها بعد قليل. تابعوا أكثر...


كان لدي كل ضابط من الضباط الأحرار رغبة جامحة غير معلنة، لكنها تظهر علي وجوههم بشكل مريب.. كان كل واحد منهم يريد أن يملك مثل الملك ويحكم مثل رئيس الحكومة وكان زملائهم الضباط يقولون عنهم: (طردنا ملكا وجئنا بثلاثة عشر ملك).. فتحقيقا لمقولة المشير (محمد عبدالغني الجمسي) وزير الحربية السابق ورئيس أركان القوات المسلحة- رحمة الله عليه- عندما قال: (إن الرجل العسكري لايصلح للعمل السياسي قط...)، فقد خرج الجيش من الثكنات وإنتشر فى كل المصالح و الوزارات المدنية فوقعت الكارثة التى لا نزال نعانى منها فى مصر حتى الآن..!

نعم أُلغيت الملكية ونُفي ملك.. فخلق الإنقلاب 13 مالكا (خازن النار).
نعم قُضي علي الإقطاع وصدرت الأملاك من قاطنيها، ووزعت بواقع فدانين إلي خمسة أفدنة علي كل فلاح.. إلا أن فكرة تفتيت الملكية الزراعية كان قرار متسرع وغير مدروس بصورة جيدة واستصدر القرار لكسب تأييد شعبي لإنقلاب يوليو ونظام ناصر 52، ويعد هذا القانون بمثابة كارثة حلت على الشعب المصري وكان لها آثار مدمرة وكارثية على المدى الطويل بتنا نعاني منها اليوم.
نعم قُضي علي الإستعمار البريطاني.. فاستعمرنا داخليا عسكريا لستين عام.. عشنا من خلالها أشد التنكيل والتهويل الحاصل الذي جعل منا أداة في يد العسكري يفعل بها ماتغويه عقله الجهنمي وضميره النرجسي.

نعم أُقيمت الحياة الديمقراطية.. حتي جعل نصف الشعب يتجسس علي نصفه الآخر في جو ساده إمبريالية القدر وتكسيره للروح العامة من خلال نماذج (السادية الدموية) التي زرعت في نهش المعارضة لإستبداد عبدالناصر.. كأمثال: حمزة البسيوني وصفوت الروبي وشمس بدران وصلاح نصر.. وغيرهم من رموز الدكتاتورية حينها.

نعم أُقيمت العدالة الإجتماعية.. حتي سرقت الناصرية ممتلكات الشعب المصري، تحت ذريعة: من أين لك هذا؟! بدون محاكمة ولا دليل على أن المواطن قد سرق المال من بيت أم الرئيس الخامل وكلهم لصوص ياعزيزي بإسم الثورية والتقدمية والثورة العربية..!

نعم تحصلنا علي التأميم.. حتي انهار الإقتصاد المصري بعد هيمنة العسكرية علي هيئات ومؤسسات الدولة، حتي تم إعلان إفلاس البلاد مع قرارات زكريا محي الدين.. وأصبحنا نتعايش علي مانتلقاه من دعم مالي سنوي من دول مجلس التعاون الخليجي.

نعم أُقيم الجيش المصري الحر كحامي حمي العروبة.. حتي ضاعت السودان.. حتي ضاعت سيادتنا علي مضيق (تيران) وسطوتنا علي خليج العقبة.. حتي شنت القوات الجوية ضرباتها مع حدودنا للمملكة السعودية بمنطقة (نجران) ككروت إرهاب دون إحداث خسائر إبان حروب اليمن.

نعم أُقيم الجيش المصري الحر كحامي حمي العروبة.. حتي ذُبح المصرييون علي جبال اليمن لتحقيق الوحدة العربية الزائفة.. حتي تم توريط جيشنا في سيناء بقرارات إرتجالية لتصفية حسابات ودفع فواتير شخصية؛ ليتم تكسير عظام جنودنا تجت جنزير الدبابات الصهيوينة..

نعم أقيم الجيش الوطني الحر.. والذي لمسنا بداية التمييز الواقع بينهم وبين باقي الضباط الأحرار الذي مااستقرت الأمور حتي غيروا سياراتهم (الجيب) وركبوا سيارات (الصالون) و(الكابورليه).. حتي ظهرت مراكز القوى بعد شهور قليلة من قيام الإنقلاب داخل مجلس القيادة وخارجه وكان (جمال عبد الناصر) أكبر مركز قوة داخل المجلس وعندما ساعده الآخرون فى التخلص من الكثيريين.. ليبقي الطاغية الأوحد ومن معه يسانده في دكتاتوريته كصائد الملذات والشهوات (عبدالحكيم عامر) و(محمد أنور السادات) و(حسين الشافعي). 

يقول اللواء (محمد نجيب) في كتابه (كنت رئيسا لمصر).. وبشكل مفصل ومصور أكثر لإظهار الحقائق أكثر فأكثر: (أوحى (جمال عبد الناصر) لـ(مصطفى أمين) بكتابة مقال بعنوان (سر الضباط التسعة) نشرت فى جريدة (الأخبار) في (سبتمبر 1952) فى الصفحة الأولى بجانب صورة كبيرة لـ(عبد الناصر).. ومع بقية المقال نشرت صور باقى ضباط القيادة من أعضاء المجلس وفى هذه المقالة طلب (عبد الناصر) من (مصطفى أمين) أن يوحي للقارئ بأنه بطل الثورة ورئيسها الذي يختفي فى الظل.. فثار المقال الفتنة بين صفوف الضباط الأحرار وكان ضباط المدفعية قد بدأوا في رصد إنحرافات ضباط القيادة، فقد ترك أحدهم شقته واستولى على أحد قصور الأمراء حتى يكون قريبا من إحدى الأميرات.. وكان لا يتورع أن يهجم على قصرها بعد منتصف الليل وكثيرا ما طلبتني الأميرة لإنقاذها من ذلك الضابط الذى تصور أنه ملك جديد.. وعندما حاولت أن أثنيه كان يقول إننا نسترد جزء مما دفعناه لسنوات طويلة (مهزلة).. وانتشرت فضائح كثيرة لضباط القيادة وصدمت هذه الفضائح باقى الضباط الأحرار الذين كانوا يتصفون بالمثالية، فحمل بعضهم هذه الفضائح وواجهوا بها ضباط القيادة لكنهم لم يسمعوهم وقرروا التخلص منهم.. وكان لابد حتى يتخلص ضباط القيادة من أصوات المعارضين التى تواجههم أن يلفقوا لهم التهم المناسبة للقضاء عليهم.. وتطور إسلوب التلفيق من تحضير شهود زور كما فى قضية المدفعية إلى العنف والقسوة فى معاملة المعارضين لهم داخل السجون حتى يعترفوا بجريمة لم يرتكبوها كما حدث مع (حسني الدمنهورى)- أحد ضباط سلاح الفرسان- وفى كل الحالات كان ضباط القيادة هم الخصم والحكم وكلما كان أحد المعارضين يختفى وراء الشمس أو يسقط كلما كان ضباط القيادة يزدادون قوة وعنفا ودكتاتورية وإذا زادت دكتاتوريتهم زاد إنحرافهم إلى أن أصبحوا أباطرة جلادين).

 
وإستكمالا لحديث نجيب: (ذات صباح كنا أنا و(جمال عبد الناصر) نركب سيارة ونتجه إلى نادي الضباط فى الزمالك نهنئ الضباط بعيد الأضحى فهمس لي (عبد الناصر): لقد اتخذنا قرارا أرجو أن توافقنا عليه وهو أن يأخذ كل عضو من أعضاء مجلس القيادة 10 ألاف جنيه وتأخذ أنت 14 آلاف فيكون المجموع 134 ألف.. وقد طلبت من (زكريا محيي الدين) أن يحجزهم لنا من النقود الجديدة.. فصرخت فيه: اسكت وأخدت أهاجمه على إستباحة أموال الشعب لنا فضحك ضحكة عصبية وبعد أن تمالك نفسه قال صدقنى أنا كنت بامتحنك.. وفي مرة ذهبت لزيارة أحد أعضاء مجلس القيادة فى منزله فوجدت عنده فنانا يصنع له تمثالا يكلفه 200 ألف جنيه وكنت أعرف أن حالته المالية لا تسمح بذلك.. وفى مرة عرفت أن ضابطا خسر على مائدة القمار مئات الجنيهات فى ليلة واحدة. كانوا لا يرون أمامهم إلا الحكم والنفوذ والسيطرة واللعب بأقدار البلد ومصائر أهلها، ومع ذلك لم تكن لهم أي خبرة فى ذلك ولم يحاولوا أن يتعلموا أو جربوا فى الشعب أو تصوروا أن أساليبهم فى القيادة هي نظريات جديدة فى تسيير البلد).

فأي ثورة هي تلك.. والتي قامت على مبادىء الدعاية السياسية والشعارات التى تبرر القمع والإستبداد المطلق وعلى رأسها شعارات القومية العربية الزائفة التى ألغت الأحزاب فى العالم العربى وعملت على التخريب الشامل للحياة السياسية، حيث تركزت كافة السلطات فى يد الحاكم المطلق- وحده- هذه الشعارات الناصرية الهوجاء التى هلل لها الكثير من القوميين العرب كانت هى السبب الأول فى كافة الإنتكاسات ومنها 1956 و1967 كما أورث (عبد الناصر) الدكتاتورية فى الأنظمة العربية بعده والتى تمثلت فى نظام الرئيس الراحل (صدام حسين) ومفهوم (البعث) و(التحرر).. وتلك الشعارات التى أسقط بسببها صدام عام 2003 وأيضا النظام السورى الظالم الجاثم على صدور السوريين منذ ست عقود والذى تقوم ضده ثورة الأن، كان هذا ماخلفته سياسة عبد الناصر المتمثلة فى حكم الفرد الواحد مطلق الصلاحيات كما تمثل تاريخ (عبد الناصر) الأسود فى إعدامه وتعذيبه لكل من يعارضه وعلى سبيل المثال: (سيد قطب) المفكر الحقيقى لثورة 1952 والذى قال عنه أستاذه الدكتور (مهدى علام)، فى تقديمه لرسالة (مهمة الشاعر فى الحياة) التى ألقاها سيد قطب كمحاضرة فى دار العلوم، فقال عنه: (لو لم يكن لى تلميذ سواه لكفانى ذلك سرورا وقناعة، ويعجبنى فيه جرأته الحازمة التى لم تَسْفَهْ فتصبح تهورا، ولم تَذِلّ فتغدو جبنا، وتعجبنى فيه عصبيته البصيرة، وإننى أُعِدُّ سيد قطب مفخرةً من مفاخر دار العلوم).

أي ثورة تلك.. التي حرّمت وجرّمت الأحزاب وكانت في عهد الملك فاروق تتمتع بكل الحرية وتخرج في مظاهرات، وهو الذي نكّل بالمثقفين والمتعلمين، وخرّب المدارس حتى وصل التعليم إلى الدروس الخصوصية.
أي ثورة تلك.. والتي خلقت بين طياتها إمتهان القضاء المصري الشامخ والتمثيل به علي شاكلة نوادي للقضاة.. مثل أي نادي للكرة والسباحة، بل وألغيت دولة القانون وجاء بمصطلح إستباحة الشعب بالإسم الجديد (الشرعية الثورية) وصدره إلى كل لصوص الإنقلابات العرب، ليعيثوا فسادا في حرية وشرف ومال الشعب المسكين، فبإسم هذه الشرعية الإجرامية.. تقوم عليها قوانين الطوارئ والضبطية القضائية.
أي ثورة تلك.. تمنع فيها الصحافة الحرة لتصبح صحافة حكومية تابعة له وشريكه (محمد حسنين هيكل) النكسة، تسبح بحمده ولا تكشف مايرتكب في حق الشعب المصري، حيث استولى صديقه هيكل على مؤسسة (الأهرام) من أصحابها وملاكها (مصطفى وعلى أمين).. وزج بمطفى أمين في السجن بإعتباره عميل للأمريكان! ليصبح (هيكل) المراسل الحربي سابقا هو المالك الحقيقي للصحيفة! والإنقلابيون لايستحون في سرقة الممتلكات الخاصة للمواطنين.
أي ثورة تلك.. التي أوجدت المخلوع- كلب تل أبيب- و (عمر سليمان)- جرو تل أبيب- الذين يفاوضوا إسرائيل في كل ما يحقق مصالحهما ذهاب وعودة، حتى تقطعت أحذيتهما ونُكل بهما بين سجن وقتي (الدنيا).. وسجن أبدي (الآخرة).
لقد كان (عبدالناصر) مجرد مدائح وتواشيح، وشعوبنا تعيش دائما على أسطورة (الفارس الذي جاء به القدر!) الذي يصنع لها كل شئ، وعلى رأس هذا الشئ هزيمة وخراب مثل الذي تعيشه سوريا الجاهلية اليوم تحت السلطة البعثية الغاشمة.. لنأتي بالنهاية ونقول: أي ثورة تلك.. سوي أنها أكذوبة ثورة 23 يوليو. دمتم في رعايته. (برومو المقال الأصلي للناقد السياسي/ ميمد شعلان).
--------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر.


السبت، 14 يوليو 2012

مذابح مسلمي أراكان بين الواقع والخيال.. الملف كاملا!

أي بؤس وأي معاناة وأي مأساة يعانيها المسلمون في بورما..؟! أي ظل وأي حرب وأي إبادة تمارس ضد مسلمينا هناك..؟! وأي غفلة وأي جهل وأي تجاهل فينا نحن المسلمين عما يجري هناك؟
225 عاماً هو عمر الإضطهاد والتنكيل الذي أُجبر مسلمو بورما على العيش فيه..


225 عاماً وهم يصرخون ولا سامع لهم..


225 عاماً وهم يستغيثون ولا مجيب لهم..


225 عاماً وهم يتوجعون ولا واسي لهم..


225 عاماً ونحن في صمم وعلى أعيننا غشاوة بل ران على قلوبنا ما كنا نكسب.. وخرست ألسنتنا حتى عن الدعاء لهم..إنهم ضحية لحال أمة قعدت، خارت، ضعفت، غفلت، نامت..قعدت عن العمل بدينها.. خارت عن حمل واجبها.. ضعفت عن صد العدوان الموجه ضدها.. غفلت عن وسائل قوتها.. فنامت بعد أن فقدت كل أحاسيسها، فلا ألم يزعجها ولا صرخة تفزعها..
وكأن حال أمتنا يقول: "ذرنا نكن مع القاعدين"، والأسوأ من ذلك هو أننا لا نجد قاعداً نقعد معه.. فكل الأمم في صحوة من أمرها، عاملة لنفسها..
إن مسلمي بورما يتوارثون العذاب الفرعوني جيلاً بعد جيل.. وما نقم فراعنة بورما منهم إلا أن المسلمين هناك يقولون: "ربنا الله".. وتحولت أرضهم إلى أخدود من الجحيم الذي لم تخبو ناره منذ 225 عاماً.
وأنى لها أن تخبو ووقودها أجيال متتابعة من المحروقين، ومشعلوها جبابرة حاقدون لا يكلون ولا يملون..وأنى لها أن تخبو والأمة الإسلامية في جفاف لا ماء لها.. وأرضها بور لا زرع لها..ومهما تحدثنا عن مآسي مسلمي بورما فلن نبلغ مثقال ذرة مما يجب أن يقال أو يكتب عنهم.. ولكن- بجهد المُقِلّ- نذكر بعض ملامح الاضطهاد، على الأقل لئلا يغب حالهم عن بالنا.. عسى أن يجدوا من يدعوا لهم.
تعرف أكثر... 
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
في عام 1824 احتلت بريطانيا بورما، وضمتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية. وفي عام 1937 جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية.
ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء (البورمان)، وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات (الأركان)، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات أركان بورما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.
وترجع الأصول العرقية لسكان بورما الحاليين إلى العناصر المغولية التي هاجرت إلى البلاد منذ آلاف السنين. وقد اختلطت تلك العناصر بمجموعات عرقية أخرى، منها الإندونيسية والهندية.
تحد بورما من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي، وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند، أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو.
ويقدر سكان بورما حسب تقديرات الأمم المتحدة في 2007 بـ48,798,000 نسمة وتبلغ مساحتها 680 ألف كم2.
الأديان... يوجد في بورما عدت ديانات، ولكن أكثر سكانها يعتنقون البوذية، وأقلية يعتنقون الإسلام وهم يتركزون في الشمال على حدود الهند. ويصل عدد المسلمين إلى حوالي 10 ملايين نسمة أي حوالي 20% من سكان بورما. ويتركز معظمهم في إقليم أراكان الذي احتله البورميون عام 1784.
الإسلام في بورما...  وصل الإسلام إلى بورما في القرن الثاني الهجري عام 172، - الثامن الميلادي عام 788- عن طريق التجار العرب الذين وصلوا ميناء أكياب عاصمة (أراكان) في عهد الخليفة هارون الرشيد - رحمه الله - فانتشر الإسلام في أرجائها، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فرحين مستبشرين بهذا الدين العظيم الذي أخرجهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإسلام والإيمان. إلى أن قامت دولة إسلاميّة عريقة على يد السلطان سليمان شاه، واستمرت قرابة ثلاثة قرون ونصف تقريباً من عام 1430 إلى عام 1784، تولى حكمها ثمانيةٌ وأربعون ملكاً مسلماً على التوالي، وآخرهم الملك سليم شاه الذي اتسعت رقعة مملكة أراكان في عهده حتى شملت بعض الدول المجاورة.
في عام 1406 لجأ (نراميخله) ملك أراكان آنذاك إلى ملك البنغال المسلم، وتسمى الآن (بنغلاديش) ويدعى (إلياس شاهي) بسبب إغارة ملك بورما البوذي على أراضي أراكان واحتلالها، واعتنق (نراميخله) الإسلام بعد 24 عاماً من مكوثه عند الملك البنغالي، واستطاع (نراميخله) مع ملك البنغال في 1420 الانقضاض على أراكان وطرد الملك البوذي منها وتأسيس مملكة إسلامية هناك بقيادته. ونقلت مجلة البيان – في رمضان 1411- عن محمد زكريا الذي كان يشغل منصب القائد العام لمجاهدي الحركة الإسلامية في أراكان، وكان محاضراً في جامعة بورما قوله: في أوائل 1420 دخل 15 ألف مسلم مجاهد من منطقة غزني في أفغانستان لبلادنا وأسسوا هناك مملكة إسلامية. ويضيف زكريا في حديثه بأن المملكة الجديدة فرضت اللغة الفارسية واستمر نفوذ هؤلاء الأفغان حتى عام 1784. وبمناسبة الحديث عن أراكان نذكر بعض المعلومات عنها.
معلومات عن أراكان... تقع (أراكان) جنوب غرب بورما على الحدود مع بنغلاديش. وتبلغ مساحتها 20 ألف ميل مربع، ويحدها غرباً خليج البنغال الذي كان يسمى تاريخياً (بحيرة العرب) ثم غير اسمه. ويحدها شمالاً بنغلاديش، وذلك على طول 171 ميلاً، ومن الشرق جبال الأراكان التي تعتبر حداً فاصلاً بين أراكان وبورما الدولة الغازية. ويصل عدد سكان أراكان إلى 4 ملايين نسمة منهم 70% مسلمون، حسب ما جاء في مجلة البيان رمضان 1411.
ويطلق على سكان أراكان (الروهنجيا) وهي مأخوذة من (روهانج ) وهو الاسم القديم لأراكان، وتعرف الآراكيون على الإسلام في القرن الأول من هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وذلك مع مجيء التجار العرب المسلمين إلى هذه البلاد، وكان لهؤلاء التجار الفضل الأكبر بعد الله عز وجل في نشر الإسلام. بل وتذكر الروايات أن التجار العرب كانوا يمرون بأراكان حتى قبل الإسلام؛ لأنها طريق تجارتهم، وبدأت علاقات العرب مع بعض السكان المحليين منذ تلك الفترة، وفي القرن الرابع عشر وحتى التاسع عشر بدأت قوميات أخرى غير العرب بالوفود إلى أراكان، مثل الباتان والبنغال والفرس والمغول والمغارية، وبهذا الاختلاط اعتنق الآراكيون الإسلام حتى غدا الإسلام دين الأغلبية في القرن الخامس عشر الميلادي. وعشية الاستقلال وعندما حاولت الحكومة البورمية الجديدة تعيين الوزراء ضمت وزيرين من المسلمين إليها وقامت بتعيين (12) عضواً مسلماً في البرلمان. فظن المسلمون أن هذا يعني فتح صفحة جديدة بعيدة عن الاضطهاد والإبادة. ولكن سرعان ما تلاشى الأمل؛ لتجاهل الرئيس البوذي لحقوق المسلمين، حيث أعلنوا أن اسم بورما مشتق من (بوذا)، وبالتالي فهي للبوذيين فقط، وعلى المسلمين إن أرادوا البقاء معهم أن يغيروا حروف القرآن الكريم إلى الحروف البورمية وأن يتبادل المسلمون والبوذيون الزواج، وأن يقوم المسلمون بالتسمي بأسماء بوذية، وترفع النساء حجابهن الشرعي، وبشكل مختصر فقد أرادوا تذويب شخصية المسلم هناك.
موقف المسلمين من الاستعمار الإنجليزي... واجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي بعنف مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلص من نفوذ المسلمين بإدخال الفرقة بين الديانات المختلفة في هذا البلد لتشتيت وحدتهم وإيقاع العداوة بينهم كعادتها في سياساتها المعروفة (فرق تسد) فأشعلت الحروب بين المسلمين والبوذيين، وتمثلت تلك المؤامرات في عدة مظاهر أساءت بها بريطانيا إلى المسلمين أيما إساءة، ومنها: 1- طرد المسلمين من وظائفهم وإحلال البوذيين مكانهم.
2- مصادرة أملاكهم وتوزيعها على البوذيين.
3- الزج بالمسلمين وخاصة قادتهم في المسجون أو نفيهم خارج أوطانهم.
4- تحريض البوذيين ضد المسلمين ومد البوذيين بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحتهم عام 1942 حيث فتكوا بحوالي مائة ألف مسلم في أركان.
5 - إغلاق المعاهد والمدارس والمحاكم الشرعية ونسفها بالمتفجرات.
بداية معاناة مسلمي بورما...  نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي بدأت المعاناة على أيدي البرتغاليين المستعمرين في القرن الرابع العشر الميلادي..وفي عام 1784م بدأت قصة الظلم والاضطهاد على أشده حينما احتل الملك البوذي (بودا باية) أراكان وضمها إلى بورماً خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد.
ومن هنا بدأت قصّة معاناة شعب كامل من المسلمين، ضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية، مع أنّ مجريات تلك القصّة الدامية سبقت قضيّة أمتنا الكبرى (فلسطين).. ولكن شتّان ما بين القضيّتين في الإعلام الدولي مع أنّ معاناة مسلمي بورما كانت أنكى وأشد..فقد دمّر البوذيون كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس وقتل العلماء والدعاة، وأطلق العنان للبوذيين في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم، فساموا أهلها سوء العذاب، وأنزلوا عليهم أقسى أنواع الظلم والقسوة، وسُوِّيَ فيها بالأرض كُلّ ما يخص الإسلام من حضارة أو أثر، وأحرقت منازلهم ومزارعهم، وأُسر فيها كثيرٌ من المسلمين الأراكانيين، واستُخْدِمُوا كعبيد وأرقاء سُخِّروا لأعمالهم من بناء المعابد وحرث الأرض دون مقابل مادي.
واستمرت المعاناة إلى أن أتى الاستعمار البريطاني عام 1824 وضمها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية لمدة مائة عام تقريباً، ثم في عام 1937 جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعرفت بحكومة بورما البريطانية.
في عام 1942 تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين (الماغ) بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشرّدت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس ـ وخاصة كبار السن ـ يذكرون مآسيها حتى الآن، ويؤرخون بها.
وفي عام 1947 قُبيل استقلال بورما عقد مؤتمر في مدينة (بنغ لونغ) البورمية للتحضير للاستقلال، دعيت إليه جميع الفئات والعرقيات إلا المسلمين (الروهنجيا) لإبعادهم عن سير الأحداث وتقرير المصير، حتى كان يوم 4 يناير عام 1948 حيث منحت بريطانيا الاستقلال لبورما، شريطة أن تمنح كل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إن رغبوا في ذلك.
وما إن حصل البورمان على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم ونكصوا على أعقابهم، إذ استمروا في إحكام قبضتهم على أراكان، وقاموا بالممارسات البشعة ضد المسلمين، متجاهلين حقوق سكان أراكان المسلمين التاريخية والدينية والثقافية والجغرافية واللغوية والعرقية، ولا تزال - حتى يومنا هذا - بعض آثار مساجدها ومدارسها وأربطتها تحكي مآثر مجدها التليد..وما بين عام 1942 إلى 2000، مورست ضدّ المسلمين 19 حملة تطهيريّة ومجازر جماعية يعجز البيان عن وصفها، راح ضحيّتها عشرات الآلاف من المسلمين العزّل.. وأغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال.
أمّا حملات التهجير الجماعي والتشريد إلى المصير المجهول فيصل عددها إلى 6 حملات منظّمة بدأت من عام 1962 وحتّى عام 1991 شرد من خلالها قرابة مليون ونصف مسلم خارج وطنهم، وهكذا لا يكاد الأراكانيون يلتقطون أنفاسهم من محنة إلا وتغشاهم أخرى، واستمر الاضطهاد والظلم وإلغاء الحقوق والمواطنة تدريجياً إلى يومنا هذا.. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
وتمت عمليات التهجير الجماعي عبر 4 مراحل: الأولى : عام 1938 إبان الاحتلال البريطاني.
والثانية :عام 1948 مع بداية الاحتلال البورمي.
الثالثة :عام 1978.
والأخيرة :عام 1991.
أما التطهير العرقي والديني والإبادة الجماعية للمسلمين فهي مستمرة ولم تنقطع، في ظل عزلة الإقليم عن العالم بالإضافة إلى أن جميع حكام المناطق التابعة للإقليم من البوذيين..ويكفي للتدليل على ذلك أنه بعد وصول الحكم العسكري عام 1962، وفي عام 1978 شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982 ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824 (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما) رغم أن الواقع والتاريخ يكذّبان ذلك، وفي عام 1991 شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ومن تبقى من المسلمين يتبع ضدهم سياسة الاستئصال عن طريق برامج إبادة الجنس وتحديد النسل فيما بين المسلمين، فالمسلمة ممنوع أن تتزوج قبل سن الـ25 أما الرجل فلا يسمح له بالزواج قبل سن الـ 30 من عمره.
وإذا حملت الزوجة فلابد من ذهابها طبقاً لقرار السلطات الحاكمة إلى إدارة قوّات الأمن الحدودية (ناساكا) لأخذ صورتها الملوّنة كاشفة بطنها بعد مرور كلّ شهر حتّى تضع حملها، وفي كلّ مرّة لا بدّ من دفع الرسوم بمبلغ كبير، وذلك للتأكّد كما تدعي السلطة من سلامة الجنين، ولتسهيل إحصائية المولود بعد الولادة. ولكنّ لسان الواقع يُلوِّح بأنّ الهدف من إصدار هذا القرار المرير هو الاستهتار بمشاعر المسلمين، وتأكيدهم على أنّه ليس لهم أيّ حقّ للعيش في أراكان بأمن وسلام بالإضافة إلى عمليات الاغتصاب وهتك العرض في صفوف المسلمات اللاتي يموت بعضهن بسبب الاغتصاب..كما يتم إجبار المسلمين على العمل بنظام السخرة في معسكرات الاحتلال وتم نقل مئات المسلمين من وظائفهم ويمنع أي مسلم من دخول الجامعات والكليات.
ومنذ عام 1988 قامت الحكومة بإنشاء ما يسمى بـ"القرى النموذجية" في شمال أراكان، حتى يتسنى تشجيع أسر "الريكهاين" البوذيين على الاستقرار في هذه المناطق..كما أصدرت السلطات قراراً بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم، وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت عشرات المساجد، والمراكز الدينية واعتقلت المئات من علماء الدين وطلبة العلم.
قانون الجنسية في بورما...  نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي سنت الحكومة البورمية عام 1948 قانونين كانا يكفلان الجنسية للمسلمين هناك، وبعد سنوات أشاعت الحكومة أن في القانونين مآخذ وثغرات وقدمت في 4 يوليو 1981 مسودة القانون الجديد الذي ضيق على المسلمين وصدر عام 1982 وهو يقسم المواطنين كما يلي: 1- مواطنون من الدرجة الأولى وهم (الكارينون والشائيون والباهييون والصينيون والكامينيون).
2- مواطنون من الدرجة الثانية: وهم خليط من أجناس الدرجة الأولى.
3- مواطنون من الدرجة الثالثة: وهم المسلمون حيث صنفوا على أنهم أجانب دخلوا بورما لاجئين أثناء الاستعمار البريطاني حسب مزاعم الحكومة فسحبت جنسيات المسلمين وصاروا بلا هوية وحرموا من كل الأعمال وصار بإمكان الحكومة ترحيلهم متى شاءت.
ثم اقترحت حكومة البطش البورمية أربعة أنواع من الجنسية هي: 1- الرعوي. 2- المواطن. 3- المتجنس. 4- عديم الجنسية.
وللفئتين الأولى والثانية التمتع بالحقوق المتساوية في الشؤون السياسية والاقتصادية وإدارة شؤون الدولة.
أما الفئة الثالثة: فالجنسية إنما تؤخذ بطلب يقدم للحكومة بشروط تعجيزية، والفئة الأخيرة (عديم الجنسية) فيحتجز في السجن لمدة ثم تحدد إقامته في (معسكرات الاعتقال) ويفرض عليهم العمل في الإنتاج، فإذا أحسنوا العمل يسمح لهم بشهادة تسجيل الأجانب على أن يعيشوا في منطقة محددة..وبهذا القانون طاردوا المسلمين وأصبحوا كاليتامى على مائدة اللئام مما عرضهم للاضطهاد والقتل والتشريد.
الحرمان من التعليم...  نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كما يتم حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات، ومن يذهب للخارج يُطوى قيده من سجلات القرية، ومن ثم يُعتقل عند عودته، ويُرمى به في غياهب السجون..ولا يقتصر الأمر عند ذلك، بل يتم فرض عقوبات اقتصادية على مسلمي بورما، مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلاّ للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
وهذا يبين لنا بجلاء المخطط البوذي البورمي لإخلاء إقليم أراكان من المسلمين بطردهم منه أو إفقارهم وإبقائهم ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة، ولاستخدامهم كعبيد وخدم لهم.
وفيما يلي خلاصة المآسي التي يواجهها المسلمون هناك من قبل نظام الحكم العسكري في بورما: أولاً: إلغاء جنسية المسلمين الروهنجيا في أراكان بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982.
ثانياً: حرمان المسلمين من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
ثالثاً: اعتقال المسلمين وتعذيبهم في المعتقلات بدون ذنب.
رابعاً: إجبار المسلمين على القيام بأعمال السخرة دون أجر كتعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية البورمية.
خامساً: تهجير المسلمين وتشريدهم وتوطين البوذيين محلهم.
سادساً: مصادرة أوقاف المسلمين وأراضيهم الزراعية.
سابعاً: نهب أموال المسلمين، ومنعهم من الاستيراد والتصدير أو ممارسة الأعمال التجارية.
ثامناً: أبواب الوظائف الحكومة مسدودة أمام مسلمي أراكان والنسبة الضئيلة منهم ممن تقلدوا الوظائف في عهد الاستعمار البريطاني أُجبروا على الاستقالة من وظائفهم.
تاسعاً: إقامة العقبات والعوائق أمام تعليم أبناء المسلمين في المدارس والجامعات الحكومية.
عاشراً: عدم السماح للمسلمين بالمشاركة في الندوات المؤتمرات الإسلامية العالمية.
المنظمات والحركات الإسلامية البورمية... ظهرت العديد من المنظمات والجمعيات الإسلامية الكثيرة، ومنها – بحسب ما جاء في مجلة البيان ذو الحجة 1412: 1- منظمة التضامن الروهنجي الإسلامية (أركان). 2- منظمة التحرير الإسلامية لولاية الكاريني. 3- منظمة الفرقة السابعة. 4- منظمة الفرقة الجنوبية. 5- حركة الشباب المسلم (رانجون). 6- رابطة الطلاب المسلمين. 7- جمعية العلماء الروهانجيين.
8- جمعية علماء الإسلام. 9- جمعية مسلمي بورما. 10- المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وجل هذه الفصائل تعمل على تدعيم صف المسلمين هناك من أجل المحافظة على حقوقهم وحريتهم والاحتفاظ بهويتهم الإسلامية وتحصينهم ضد حملات التنصير.. وتهتم أغلب تلك الجمعيات بالتعليم بفتح مدارس إسلامية وحلقات لحفظ القرآن وإرسال الدعاة إلى القرى والأرياف لمجابهة المنصرين وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين.
تلك كانت أبرز صور معاناة إخواننا المسلمين في بورما.. تلك كانت بعض ما يعنيه هؤلاء المستضعفون.. تلك بعض ملاح المأساة..فما الذي فعله أخوانهم المليار ومائتا مسلم.. من يقف معهم، ومن يواسيهم. بل ما لذي فعلناه بأنفسنا ونحن نرى وحوشاً تنهش في أجزاء من أمتنا، وما أكثر الأجزاء المقطعة المدمية.
تظل الأسئلة بلا إجابة حتى ندرك ما نحن فيه وندرك أين موقعنا من هذا العالم.. وحتى ندرك كم نحن تائهون بعد أن ضيعنا بوصلة ديننا.. فمتى يبدأ البحث عنها لتبين طريقنا ونسعى لصلاح ديننا ودنيانا. ---------------------------------------------------------- مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".. تحقيق/ ميمد شعلان.