وأضاف، أنه لا يجوز للمحكمة أن تتحدث «ولو بمجرد الهمس» عن حل السلطة التشريعية، لأن السلطات الثلاث على قدم مساواة، ولا يجوز لسلطة أن تتسلط على حساب أخرى.
وأشار المستشار زكريا عبد العزيز، إلى أن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر أنشأ الدستورية العليا عام 1969، لضرب القضاء، على خلفية سياسية، وبقي أمر رئيسها وأعضائها في يد رئيس الجمهورية، وهذا يؤكد فعلا أن أساسها سياسي، واستمر هذا حتى تولي المستشار فاروق سلطان، الذي عينه مبارك، رغم أنه لم تكن له صلة بالقضاء الدستوري، ومن قبله المستشار ماهر عبد الواحد.
وأكد عبد العزيز، أن ظروف نشأة المحكمة الدستورية جعلها تحكم لمواءمات سياسية، تختلف من زمن إلى زمن، ومن هوى رئيس إلى آخر، مؤكدًا أن المحكمة أقحمت نفسها في آتون الصراع السياسي.
وشدد على أن الدستورية العليا لعبت دورًا سياسيا في الفترة الأخيرة، والدليل على ذلك الحديث الذي أدلى به أحد أعضاء المحكمة في صحيفة أجنبية، واشتراكها في جلسات المجلس الاستشاري، واقتراحها تأجيل الانتخابات، وغيرها من الأمور المتعلقة بالسياسة.
واقترح عبد العزيز، أن يصدر مرسي قرارا جمهوريا متضمنا فض الدورات البرلمانية الحالية لمجلسي الشعب والشورى، ثم يحدد موعدا لاستفتاء على بقاء المجلسين، وهنا يكون قد عاد إلى الشعب مصدر السلطات، موضحًا أن الشعب بمثابة المحكمة الأعلى، وهو الذي سيحكم في قضيته.
ودعا عبد العزيز إلى إعادة صياغة وتشكيل السلطة القضائية، بالنص في الدستور الجديد على طريقة تعيين القضاة، وإعطائهم الاستقلال الكامل، وإعادة هيكلة المحكمة الدستورية، وتحديد معايير وضوابط اختيار رئيسها وأعضائها وهيئة مفوضيها؛ «خاصة أن كل ما نراه من أسماء بداخلها وراءه من وراءه من وساطات ومحسوبيات»، بحسب قوله.
كما طالب بوضع وتيرة للعمل بالدستورية العليا، لتحديد أدوار ومواعيد نظر القضايا؛ لأن هناك قضايا منظورة أمامها منذ عشرين عاما، ولم تفصل فيها حتى الآن، مثل منع إحالة المدنيين إلى القضاء العسكري، فيما قامت بالفصل في قانون انتخابات مجلس الشعب خلال أيام قليلة.
------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة"