‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكبت النفسي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكبت النفسي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 25 أغسطس 2012

شاهدوا قبل الحذف || التحرش الجنسي.. صداع نصفي

التحرش من الحِرشة وهو اللذوعة، فكيف إذا شعرت بلذعتها أحسست بلذتها.. فمابين ظمأك لنشوة الطعام وبين ظمأك لنشوة الآخر شتان مابينهما!

تفشت في مجتماعاتنا تلك الظاهرة التي ذاع سيطها أكثر فأكثر في دول العالم الثالث.. فلاإحتواء للأزمة.. وتشنج واضح ينتج عنه كبت نفسي يصل إلي عنفوان جسدي. فلو تطرقنا بالحال إلي سيكوباتية المحروسة وتدارسنا الموقف قبل التخبط بالقيل والقال؛ لوجدنا أن ثقافة المحروسة تختلف عن غيرها من دول العروبة، بل تصل إلي مرحلة إختلاق صور حسية وملموسة للخطأ ماظهر منه ومابطن! فالصورة أرسمها من خلال نقاط صريحة:
- إنغلاق باب الإبداع والإنطلاق نحو آفاق تلبي طموحات الشباب وتظهر إمكانياته الذهنية واليديوية في إثبات الذات.. قد يكون هذا القمع ناتح من تفشي نمط (الدولة العميقة) عسكريا.. سياسيا.. إقتصاديا.. وصولا إلي أطراف البيئة المجتمعية، فتلامس الأفراد.

- نبني علي الحالة الأولي تهجر الشباب خارج البلاد للبحث عن فرص حياة تلائم متطلباتهم، حتي لو علي حساب حياتهم.. فدوامات إيطاليا واليونان ليست ببعيد.. وتطبيعات الكيان الصهيوني ليست عن بال آنسات ومدامات مصر.. وجحيم السودان وليبيا تحت إمرة طواغيت القرن ليست ببعيد.

- بالتوازي مع الحالة الثانية.. وجود من هم مادون سن الزواج يتعايشوا تحت قبة الفساد البرجماتي.. فيتناوب عليهم تضخم في قمع الحريات (إبداء مفهوم الإبداع) وتضخم معها نشع الحريات (إبداء مفاتن المرأة).. فوجدنا من كانوا يحاولوا أن يفهمونا إياه من مستشرقي الحريات.. هو ليس حرية المرأة، لكن الحرية في كيفية الوصول للمرأة. وتبدأ من هنا المهازل...

- يظهروا المرأة في أجمل حلتها من وراء (فاترينة) العرض.. وهذا المشهد ذكرني بمشهد في فيلم هولييودي عندما يخرجوا بهن علي منصة عرض.. ومن أمامها من يزيد الأسعار حتي يمتلكها.. فمن يدفع أكثر.. يحصل عليها، حتي لو رفضت..! فلاسبيل للهروب؛ فقد أصبحت سلعة في يد صاحبها اليوم...أضف لذلك تلك التساؤلات: أين حريتها كسلعة في شارع الأهرامات..؟! أين حريتها في فنادق أذكرها بالإسم.. جراند حياة.. الشيراتون.. الفورسيزون.. هيلتون.. موفنبيك..  من 4 نجوم فيما فوق حتي تحلق في السحاب..؟! أين حرية المرأة حينا يسيس لها الدعارة، وإلا وأتهموها بقضية دعارة..؟! أين حرية المرأة حينما يغيب عنها مسالك التوبة والرجوع إلي العفو العفور.. في وقت لم نجد من المشايخ حينها سوي ذقن وجلباب قصير؟!

- أصبحت تلك االحالة طريقة (موضة) بالنسبة لفتيات هم في ريعان الصبا يخطون خطواتهن.. ويسيرون علي نهجن! فوجدنا الإباحية تترسم حياتهن بالنظرات والبسمات.. والألفاظ والإيحاءات كاسيات عاريات مائلات مميلات، بل وأستنتجنا بأن ماوصلن إليه بعيدا كل البعد عن (مواكبة العصر) و(ستايل) و(بلاش رجعية).. و(بلاش تخلف).. و(الدين يسر)، لكن أستشعرنا عقوبتهن العلني للمجتمع الذكوري.. فانقلب السحر علي الساحرة.. أقصد علي فاتنة الجمال. فكيف هذا؟!

- وهي أن الدولة العميقة- النظام البائد- تحاول أن توفر المناخ المناسب في إستثارة ماهو عميق من خلال ردع الجاني حتي لو كان ظالم (إزداد في تحديقه في ملابسها الساخنة أو لمدي جرأة أسلوبها في ظل تعنت الكيان البائد الممثل بالحاكم وحكومته).. في نفس الوقت خلقت الدولة العميقة نوعا من الإستهتار والإستخفاف بالعقول، فسمحت بجريمة إغتصاب فتاة العتبة والشمس في كبد السماء (وقت الظهيرة).

- وفي ظل صمت رهيب.. ظهر مسلسل (ضيقي أكتر.. شهرتك تكبر).. وخرجت إلي النور مسلسلات (لو كان السكيني أو الفيزون حرية شخصية.. فالتحرش واجب وطني).. فتكاثرت الردع والردح والإسفاف الفكري والجسدي بين الطرفين.. وكأننا في معركة لتقطيع ملابس بعضنا.. أقصد معركة لتكسير العظام!

- شاهدنا ماهو فيلم للرعب.. وليس للأكشن  والإثارة وفرز كمية أكبر من الأدرينالين، إنما أكثر من ذلك..! شاهدنا البنت تتزين وتضع مايلفت إنتباه غيرها.. وبالذكور خصيصا، حتي إذا تحرش بها أستحست بأنوثتها. قد يكون التحرش بعيدا عن الملامسة، لكنه لايفتقر إلي خدش الحياء حتي لو باللفظ! تخيلوا معي.. وقد استمعت إلي تجارب البعض منهن حتي أخرج لكم هذا التحقيق المطول في إسترتسال كليماته لفهم معانيه.. فتقول أحدهن: لم أجد مايمنع إبتسامتي حينما هم أحد الشبان في معاكستها بكلمة خدشت حيائها..! تقول: خجلت ظاهرا له، لكن في أعماق قلبي. كنت لو أتمني أن يعيدها علي مسامعي مرات ومرات! تقول أخري: خرجت مرتدية ملابس ضيقة، حتي أتمايل أما صبيان مدرستي.. فينشدوا لي أحلي مقاطع الإعجاب من خلال الصفافير! وثالثة ورابعة يُمنيان نفسيهما فيقولان: نتمني لو ولد (مُوز: بالمصري تعني فاتن الجمال) يُقبّلنا كقبلة الأزواج، فنسعد بها! وخامسة وسادسة والكثير ثم الكثير فالكثير منهم تحت وطأة الإنحلال الأخلاقي والإنحراف السلوكي.. سببه الآتي:
1. الأنثي فقط.
2. الذكر فقط.
3. الإثنان معا.

ومع علمي بأنه من الغباء أن أقتنع بأن الأثنان معا هم سببا في تلك الكارثة المسماه بـ(التحرش الجنسي)، لكنها مشلكة سياسية في المقام الأول.. فلا براءة مطلقة ولانوايا حسنة تبني دعائمها، فما إن إستقرت الحالة السياسية بالبلاد.. حتي أخذت في طياتها كل سيء وأسوأ.. مما يجعلني أعيد تشكيل إختياراتنا في تحديد سبب الإشكالية في تفشي هذه الظاهرة:
1. مافيا الإعلام ونفخ السُم في العسل.
2. حقيبة الداخلية التي وفقط لاغير أصبحة كاميرات للمراقبة دون ردع الأزمة.
3. المؤسسة القضائية التي أصبحت نوادي للقضاة.. والتي عطلت لمايقرب من 12 ألف قانون يخدم الدولة العميقة وإركازها.
4. تُجار الدين.. والذي كان منهم من يؤذن للنظام البائد لإعطائه أكبر سماحية للتعبير عن دعوته.
5. الدسائس بإسم الأفكار وأيديلوجيات الألفية الجديدة.
6. كل ماسبق.

من رأي الشخصي أنا أرشح الجواب السادس.. وأنت ماذا تعتقد؟ دمتم في رعايته. ----------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".