‏إظهار الرسائل ذات التسميات رقائق. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رقائق. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 12 يونيو 2011

فضل قضاء حوائج الناس .

فضل قضاء حوائج الناس

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول عز من قائل :

" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)
سورة المائدة .


" مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)" سورة النساء .

عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، وَمِغْلاقًا لِلْخَيْرِ" .
أخرجه ابن ماجة (238) والطبرانى (6/150 ، رقم 5812) الألباني ( حسن ) انظر حديث رقم : 4108 في صحيح الجامع .

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ " أخرجه الطبراني (12/358 ، رقم 13334) ، وابن عساكر (54/5) . قال الهيثمى (8/192) : رواه الطبراني وضعفه ، وحسن حديثه ابن عدى. قال الألباني :( حسن لغيره ) صحيح الترغيب والترهيب 2/358.

عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ "
أخرجه الطبراني في الأوسط (6/139 ، رقم 6026) وفى الكبير (12/453 ، رقم 13646) ، وفى الصغير (2/106 ، رقم 861) ابن أبى الدنيا في كتاب قضاء الحوائج (ص 47 ، رقم 36) قال الألباني( حسن ) انظر حديث رقم : 176 في صحيح الجامع .

عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
.أَخْرَجَهُ أحمد 2/91(5646) و\"البُخَارِي\" 3/168(2442) و9و\"مسلم\" 8/18(6670) و\"أبو داود\" 4893 والتِّرْمِذِيّ\" 1426 .

عنْ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ ، وَالْخَلَّةِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ ، وَحَاجَتِهِ ، وَمَسْكَنَتِهِ. فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ" .
أخرجه أحمد 4/231(18196) و\"عَبد بن حُميد\" 286 و\"التِّرمِذي\"1332.
وصححه الشيخ الألباني في سنن الترمذي

ومن أقوال الشعراء أيضا في فضل قضاء حوائج الناس


قال أبو العتاهية:
اقض الحوائج ما استطعـت*** وكن لهمِ أخيك فارج
فــــلخـــــــير أيام الفــــــتى *** يوم قضى فيه الحوائج

قال الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم * * * فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ * * * يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ
واشْدُدْ يديك بحبلِ اللهِ معتصمًا * * * فأنّه الرّكنُ إنْ خانتك أركانُ
من كان للخير منّاعًا فليس له * * * على الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ
من جاد بالمال مالَ النّاسُ قاطبةً * * * إليه والمالُ للإنسان فتّانُ

قال الحطيئة :
من يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيه * * * لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ

قال أحدهم معاتبا من تباطأ في قضاء حاجة له :

حَوَائِجُ النَّاسِ كُلُّهَا قُضِيَتْ * * * وَحَاجَتِي مَا أَرَاكَ تَقْضِيهَا
أَنَاقَةُ اللهِ حَاجَتِي عُقِرَتْ * * * أَمْ أُنْبِتَ الْحُرْفُ فِي حَوَاشِيهَا


أنشد أبو
ارتباط الأسود الدؤلي:
وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً * * * فلقاؤه يكفيك والتسليم
وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً* * * فألح في رفقٍ وأنت مديم
والآن هاكم الموضوع يا كرام فلا تحرجونا ...

منقول
هنا
منقول مدونة لا عيش إلا عيش الآخرة

الأحد، 29 مايو 2011

حياة القلب .... في الصلاة .




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


فقد تأملت في صلاتنا وحال كثير من المصلين؛ فوجدت رابطة وثيقة بين تضييع الصلاة بكل معانيها وبين حال الأمة وما تحياه من أزمة، بل أزمات: اجتماعية، وأخلاقية، وهزيمة نفسية، وحربية.. إلخ.

وكذلك حال الفرد في صلاته مرتبط بصلاح حاله وسلوكه؛ فكلما أحسن المرء في صلاته حسن حاله وسلوكه، والعكس بالعكس.

وقد تتساءل: وكيف ذلك؟!

أقول لك: إن الصلاة منهج حياة.. إن الصلاة أعلى مراتب العبودية.

الصلاة الخاشعة سبب لفلاح العباد في الدنيا والآخرة: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ) (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني) (1)، وقال: (والصَّلاةُ نُورٌ) (رواه مسلم) (2)، نور للعبد في الدنيا والآخرة.

تعال معي نمر على معاني الصلاة مرورًا سريعًا.

إن وقوف العبد بين يدي ربه مستسلمًا متطهرًا متوجهًا بقلبه وبدنه إلى ربه يدخل الصلاة مكبرًا لربه: الله أكبر.. فالله أكبر من كل شيء، وأمره أكبر من أمر كل شيء، ثم يفتتح الصلاة بالاعتراف بالذنب وطلب المغفرة: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ) (متفق عليه) (3).

تُرى: لو عقل العبد هذه المعاني.. هل تراه بعد ذلك يتعمد ذنبًا ويصر عليه؟!

ثم يستعيذ بالله من الشيطان، ثم يقرأ الفاتحة التي هي "أم القرآن"؛ لجمعها معاني الإيمان والتوحيد مِن حمد الله والثناء عليه، وتمجيده، وإفراده بالعبادة والاستعانة, والإقرار باليوم الآخر، مالك يوم الدين، ويسأل ربه الهداية والهداية فقط؛ الهداية لطريق الأنبياء والمؤمنين، وأن يجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين مِن: اليهود، والنصارى، ومَن شابههم.

ثم بعد قراءته يكبر راكعًا منحنيًا لربه قائلاً: "سبحان ربي العظيم".. ألا يجب على العبد أن يفهم هذا التمجيد لله، وهذا الركوع والخضوع ببدنه، والتعظيم بلسانه أن ربه العظيم يحب أن يخضع عبده له في كل شيء، وألا يقدم هواه ورأيه وعقله على ما شرعه لعباده؟!

عجبًا لمن يصلي ثم يخرج بعد ذلك من صلاته يقر بغير شرع الله، ويحرص على مخالفة أمر الله.. ! هذا لم يُصلِّ حقًا!

تأمل الرفع من الركوع بالحمد والثناء لله وحده.. (اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) (متفق عليه).(4)

ثم يخر ساجدًا لله.. لله قد وضع أشرف ما فيه وأشرف ما له أنفه، وجبهته في الأرض لله تذللاً وخضوعًا واستكانة وفقرًا، قائلاً: سبحان ربي الأعلى -لو بذل للمسلم الأموال الطائلة على أن يسجد لغير الله لأبى- السجود فيه علاج للنفس البشرية مِن الكبر والعجب والخيلاء، يتعلم فيه العبد التواضع لله والانكسار الذي يستلزم التواضع والإحسان لعباده.

ثم هو في صلاته يشهد لمحمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، ويصلي ويسلم عليه، هذه الصلاة وتلك المعاني الرائعة التي فيها هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت:45).

وبقدر نقص المصلي عن إدراك هذه المعاني بقدر نقص النهي عن الفحشاء والمنكر، إذن العيب في أداء العبد وفهمه، وليس في الصلاة.

إذن الصلاة فيها: كمال العبودية.

فيها: الثناء على الله بأسمائه وصفاته.

فيها: البراء من الكفر وأهله.

فيها: الاعتراف بالذنب.

فيها: التوكل والتواضع.

فيها: التبرؤ من الحول والقوة إلا بالله.

فيها: الاتباع لرسول الله.

فيها: الخضوع والانقياد، والاستسلام والتذلل لله -سبحانه-.

فيها: الشهادة لمحمد بالرسالة -صلى الله عليه وسلم-.

أليس ذلك منهج حياة للمسلم بأن يعلم بأن له ربًا وإلهًا يملك الكون ويدبره؟!

لو عقل العبد هذه المعاني في صلاته؛ لخرج منها بشكل آخر ونور جديد، وخضع لربه في سائر حياته، وما تجرأ على نصوص الوحي بالإبطال والمخالفة الصريحة تارة، والتعطيل والتحريف تارة؛ فالصلاة منهج حياة لإصلاح العبد عقائديًا، وروحيًا، وسلوكيًا، وأخلاقيًا، ومنهجيًا.

نسأل الله أن يجعلنا من مقيمي الصلاة.

مـــنقول
موقع أنا السلفي

كتبه : أحمد عبد السلام


(1) رواه الطبراني في الأوسط / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الصلاة / الترغيب في الصلاة مطلقا وفضل الركوع والسجود والخشوع/ حديث رقم 390/ حسن

(2)
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا "

(2) (رواه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الطهارة / باب فضل الوضوء / حديث رقم 333)

(3) (رواه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب الأذان / باب ما يقول بعد التكبير / حديث رقم 706)

(4) ( رواه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الصلاة / باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع /حديث رقم 742

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

أغرب حالة وفاة !




أغرب حالة وفاة
ونعوذ بالله من موت الفجأة


الحمد لله رب العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

فبينما كنت أتنقل بين مواقعي المفضلة على الشبكة العنكبوتية لمحت عنواناً، يبدو عادياً، وليس من نوعية الأخبار التي تستوقفني، لكن لا أعرف لماذا توقفت عنده وقررت أن أضغط عليه لأقرأ باقي الخبر.

عنوان الخبر: أغرب حالة وفاة في مطار القاهرة.

فلما فتحت العنوان وقرأت، تفاصيل الخبر، انخلع قلبي من تفاصيل الحكاية، وتذكرت الحقيقة التي لا أعرف كيف أنساها وينساها الناس.

يقول الخبر المنشور على موقع شبكة محيط:

حدثت حالة وفاة غريبة بمطار القاهرة، حيث كان ركاب الطائرة السعودية المتجهة إلى جدة الجمعة قد فوجئوا أثناء إنهاء إجراءات سفرهم ببكاء مستمر لطفلة تبلغ من العمر 6 شهور تحتضنها والدتها، وبالوقوف على الأمر تبين أن الأم في حالة إغماء ولا تتحرك، فتم على الفور استدعاء طبيب الحجر الصحي بالمطار الذي أكد وفاتها بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.

وقد قامت السلطات الأمنية بالمطار بالاتصال بأهل المتوفاة التي تدعى هدى محمد "28 سنة" عن طريق رقم الهاتف المدون على تذكرة سفرها، وكانت المفاجأة أن الرقم يخص شقيقها الذي كان في وداعها بالمطار منذ لحظات والذي عاد إلى المطار وهو غير مصدق لما حدث، حيث تم تسليم الطفلة إليه، في حين تم نقل جثمان الأم إلى مستشفى هليوبوليس تمهيدا لتسليمها إلى ذويها لدفنها ببلدتها.

يالله،،، اللهم إنا نعوذ بك من موت الفجأة الذي هو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: موت الفجأة أخذة آسف، يالله،،، كأني بهذه المسكينة وقد وقفت في الصباح أمام المرآة وارتدت ملابسها وهى لا تعلم أنها ليست التي ستخلعها بل المغسلة، كأني بها وهى تستيقظ في فراشها الدافئ النظيف، وهى لا تدرى إن هذه آخر نومة لها فى فراشها، وأن نومتها القادمة في بيت الدود، تصوروا هذه المسكينة -وكلنا هي- التي تخاف من الظلام، وترتعد من الوحدة، هي الآن في بيت الوحشة والظلمة، كأني بها وهى تخرج من بيتها وهى لا تدرى أنها آخر مرة تخرج من بيتها، كأني بها وهى جالسة على مقعدها في المطار وقد سرحت بخيالها بعيداً وهى تنظر إلى طفلتها وتتصور نفسها وهى تزفها إلى زوجها، فبينما هي في أحلامها إذ حانت ساعة الحقيقة وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ما هذا؟ وعكة مفاجئة؟؟ هبوط عارض؟؟ ما هذا؟ معقول؟ يالله أنا أموت!! لا لا، أنا ما زلت صغيرة، أنا لست مريضة، أنا لم أستعد، أنا لم أوصى، على ديون، هذه الصغيرة من سيربيها؟ من سيعتني بها؟ من سيغطيها من البرد؟ ومن سيتذوق اللبن قبل أن تشربه، يالله!! معقول؟ هكذا؟ في غمضة عين؟ من هؤلاء؟ ملائكة الموت؟ لا إله إلا الله، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فجأة نزل الموت بساحتها، واستل روحها بدأت السكرات، وشريط حياتها يمر أمام عينيها، يالله.

ياليتني قدمت لحياتي، يالله قتل الإنسان ما أكفره، يالله يالله، من التالي؟ يالله متى سأموت؟ وكيف وأين سأموت؟ وعلى أي شيء سأقبض؟ وما شكل خاتمتي؟ اللهم إني أسألك حسن الخاتمة، اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة، اللهم نور لي قبري.

يالله!! هكذا في غمضة عين، يرحل المرء عن الدنيا، وينزل حفرة مظلمة، فيجزى المحسن على قدر إحسانه، ويجزى المسيء على قدر إساءته.

أفق يا عبد الله، انتبهي يا أمة الله، أفق يا من تأكل الربا، ويا من تترك الصلاة، ويا من تعق والديك ويا من تنظر إلى الحرام، ويا من تقبل الرشوة، أفيقي أيتها المتبرجة، أفيقي يا من تصاحبين الرجال، وتخضعين بالقول، وتنشزين على زوجك، أفيقوا فالموت أقرب إليكم من شراك نعالكم، أفيقوا فربما هذه هى الفرصة الأخيرة، توبوا الآن لا بعد ثانية، توبوا واندموا واعزموا على عدم العودة، توبوا وقدموا لحياتكم، توبوا قبل يوم يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرأ منهم يومئذ شأن يغنيه.

توبوا قبل نزع الروح، وسكرات الموت، وغرغرة النفس، وضمة القبر، وتطاير الصحف، توبوا قبل أن تقفوا بين يدي الجبار فتُسألون عن كل شيء، ثم تنصرفون إلى جنة أو إلى نار، توبوا فلا شيء يستحق، لو جمعت مال الدنيا فأنت عنه راحل، ولو بلغت من المنصب والجاه أن سجد لك الناس فسيموت الساجد والمسجود له.

توبي أيتها المتبرجة فلن ينفعك أن يقولوا عنك أنك أجمل امرأة في الدنيا، وجهك في النهاية طعام للدود، وبشرتك التي تبالغين في الاعتناء بها ستكون قيحاً وصديداً، وملامحك الحسناء ستتشوه في القبر، ولا تظنين ذلك بعيداً فربما اليوم أو غداً على كرسي المطار، أو أمام شاشة تلفاز، أو وأنت تهاتفين شاباً ساقطاً. توبوا جميعاً، ردوا المظالم، لينوا لإخوانكم، كفى اقتتالاً على الدنيا، كفى قطيعة للأرحام والجيران لأجل توافه الدنيا، أيها المؤمنون لعل الله يرحمكم.

توبي يا نفسي فلا شيء يستحق، المال إلى غيرك، والجاه والمنصب إلى زوال.

اللهم هون علينا سكرات الموت، وهون علينا ضمة القبر، وارزقنا حسن الخاتمة.

منقول
كتبه :خالد الشافعي
طريق الإسلام

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

المؤمن كالجمل الأنف




أنقل إليكن هذا الحديث مع شرحه
نفعنا الله وإياكم

قال ابن ماجة في سننه:
حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ ،‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ ‏ ‏قَالَا : حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاوِيَةَبْنِ صَالِحٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ‏: ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ :

وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَوْعِظَةً ‏ ‏ذَرَفَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْعُيُونُ ‏ ‏ وَوَجِلَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ، قَالَ ‏:- " ‏قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا ‏ ‏يَزِيغُ ‏ ‏عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ‏ ‏بِالنَّوَاجِذِ ‏ ‏وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ"(1)
شرح الحديث
من شرح سنن ابن ماجة للسندي
‏قَوْله ( عَلَى الْبَيْضَاء ) ‏‏أَيْ الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشَّبَه أَصْلًا ، فَصَارَ حَال إِيرَاد الشُّبَه عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْف الشُّبَه عَنْهَا وَدَفْعهَا وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا ‏ ‏قَوْله ( فَإِنَّمَا الْمُؤْمِن ) ‏‏أَيْ شَأْن الْمُؤْمِن تَرْك التَّكَبُّر وَالْتِزَام التَّوَاضُع فَيَكُون ‏‏كَالْجَمَلِ الْأَنِف ‏كَكَنِف أَيْ بِلَا مَدٍّ وَكَصَاحِبِ أَيْ بِالْمَدِّ وَالْأَوَّل أَصَحّ وَأَفْصَحُ أَيْ الَّذِي جُعِلَ الزِّمَام فِي أَنْفه فَيَجُرّهُ مَنْ يَشَاء مِنْ صَغِير وَكَبِير إِلَى حَيْثُ يَشَاء ‏‏حَيْثُمَا قِيدَ ‏‏أَيْ سِيقَ ،وَاللَّهُ أَعْلَم (ا.هـ)

وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:
( قد تركتكم على البيضاء) وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة (ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) فيه من معجزاته الإخبار بما سيكون بعده من كثرة الاختلاف وغلبة المنكر، وقد كان عالما به جملة وتفصيلا لما صح أنه كشف له عما يكون إلى أن يدخل أهل الجنة والنار منازلهم، ولم يكن يظهره لأحد بل كان ينذر منه إجمالا ثم يلقي بعض التفصيل إلى بعض الآحاد، (فعليكم) الزموا التمسك (بما عرفتم من سنتي) أي طريقتي وسيرتي القديمة بما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة، وتفسير السنة بما طلب طلبا غير لازم اصطلاح حادث قصد به تمييزها عن الفرض (وسنة) أي طريقة (الخلفاء الراشدين المهديين) والمراد بالخلفاء الأربعة والحسن رضي الله عنهم فإن ما عرف عن هؤلاء أو بعضهم أولى بالاتباع من بقية الصحب (عضوا عليها بالنواجذ) أي عضوا عليها بجميع الفم كناية عن شدة التمسك ولزوم الاتباع لهم، والنواجذ الأضراس والضواحك والأنياب أو غيرها (وعليكم بالطاعة) أي الزموها (وإن كان) الأمير عليكم من جهة الإمام (عبدا حبشيا) فاسمعوا له وأطيعوا
(فإنما المؤمن كالجمل الأنف) أي المأنوف وهو الذي عقر أنفه فلم يمتنع على قائده .(حيثما قيد انقاد)

~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~
*~~~~
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه /المقدمة /‏اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين‏/
حققه الألباني/ صحيح سنن ابن ماجة/ برقم43/ صحيح.

الاثنين، 5 يوليو 2010

الركون إلى الدنيا.......!




الركون إلى الدنيا
كلمة للشيخ /سعد البريك
حفظه الله
فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، فهي وصية الله لكم ولمن كان قبلكم {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } النساء:131 ويقول جل من قائلٍ عليماً: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء:1 .
عباد الله: اعلموا رحمكم الله أن الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مواقيت الأعمال ومقادير الآجال، تمضي سريعاً وتنقضي جميعاً، والذي أوجدها وخص مواسمها بالفضائل، واحدٌ أحدٌ فردٌ صمد، هو الله سبحانه وتعالى الذي أوجب في كل يومٍ من الأيام وظيفةً من وظائف طاعاته، ولطيفةً من لطائف رحمته ونفحاته، ويوفق لاغتنامها كل كيسٍ فطن، ويغفل عنها كل محرومٍ شقي. أيها الأحباب في الله: إن كل شهرٍ يستهله الإنسان يدنيه من أجله، ويقربه إلى آخرته، وخيركم من طال عمره وحسن عمله، وشرار الناس من طال عمره وساء عمله (1)، فما بين العبد والانتقال إلى دار المثوبة على الإحسان أو العقوبة على العصيان إلا أن يقال فلانٌ مات وانتقل، وولى ورحل، وهل هذه الدنيا إلا طريق العبور بعد الابتلاء والامتحان إلى دار القرار بعد الممات {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} [غافر:39-40].
فتأملوا واعتبروا كيف سمى الله هذه الدنيا متاعاً، وهو ما يتمتع به صاحبه برهة ثم ينقطع عنه، أو ما يتزود به المسافر حال ضعنه إلى أن يصل دار إقامته واستقراره، فهل ترضون يا عباد الله ! بالقليل من الدنيا نصيباً لكم في الآخرة؟
{ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } التوبة:38
وما هو متاع الدنيا؟ إنه صفوٌ بعده الكدر، واجتماع بعده الفراق، ولذةٌ سرعان ما تزول، تقلبٌ بين الفقر والغنى، بين العز والذل، بين الصحة والمرض، وختام ذلك كله دار الضيق التي لا أنيس فيها ولا صديق، إنها القبور، أعاذنا الله وإياكم من وحشتها، وجعلها علينا وعليكم روضةً من رياض الجنان، وباباً إلى رحمة الكريم المنان .
منقول
موقع طريق السلف (1) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي /
كتاب الزهدباب منه / حديث رقم 2330 / صحيح.