‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواسم الخيرات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواسم الخيرات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 11 أغسطس 2011

من فطَّر صائماً .





الحمد لله ما حمده الذاكرون الأبرار، والصلاة والسلام على النبي المختار،

وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:




فمن لطف الله سبحانه وتعالى وعظيم نواله، أن جعل أبواب الخير في رمضان مشرعة، وأغدقه بأعمال من البر مترعة، ألا وإن من جملة تلك العبادات التي حثَّ الشارع عباده عليها: تفطير الصائمين، الذي ارتبط فضله وأجره بمنزلة الصوم، ومكانة الصائمين عند الله عز وجل، ولذا كان الجزاء على تفطيرهم عظيماً يتناسب مع منزلة الصوم، ومكانة الصائمين فقد ثبت عن زيد بن خالدٍ الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيء » (1)، قال العلامة المناوي: "« من فطَّر صائماً» بعشائه، وكذا بنحو تمر، فإن لم يتيسر فماء، «كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء»، ثم يتابع فيقول: فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره، ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر" (2)، وقال شيخ الإسلام: "والمراد بتفطيره أن يشبعه" (3).



"وفي الحديث من الفقه أن كل من أعان مؤمناً على عمل بر فللمعين عليه أجرٌ مثل العامل، وإذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من جهَّز غازياً فقد غزا، فكذلك من فطَّر صائماً، أو قوَّاه على صومه، وكذلك من أعان حاجَّاً أو معتمراً بما يتقوى به على حجه، أو عمرته حتى يأتي ذلك على تمامه، فله مثل أجره" (4).






حرص السلف على تفطير الصائمين:




- كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقى في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.




- وهذا الحسن البصري يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً،

ويجلس يروحهم وهم يأكلون.




- وأُثِرَ عن حماد بن أبي سليمان أنه كان يفطر كل ليلة في شهر

رمضان خمسين إنساناً، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً.




- وقال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه.




- واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً وكان صائماً، فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه، وبات طاوي(5).






فضائل أخرى:




ومما ينشأ عن عبادة تفطير الصائمين عبادات كثيرة منها:




- التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا »(6).



- مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك، يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى معدداً فضائل الجود في رمضان ومنها: "إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم"(7).




ومن البشائر أن تجد هذه السنَّة بفضل الله ما زالت قائمة، يتسابق إليها الناس، وينشأ عليها الجيل بعد الجيل، فلله الحمد أولاً وأخراً.




فيا أخي: أبذل القليل من مالك تغنم الكثير منتهى مآلك، وأسعد صائماً بفطرك تنعم بها يوم نشرك، فبادر ولا تنس فبين يديك شهر الجود والإحسان، سدَّد الله خطاك للمغنم، وعظيم الغفران.




وصلى الله وبارك على نبيه وآله وصحبه وسلم.








(1) رواه الترمذي برقم (807)، وابن ماجه برقم (1446)،

وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (11360).

(2) فيض القدير (6/187).

(3) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/376).

(4) شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/51).

(5) اختيار الأولى في شرح حديث اختصار الملأ الأعلى.

(6) رواه أبو داود برقم (5195)، والترمذي برقم (2510)، وابن ماجه برقم (68)،

وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (5673).

(7) شذى الريحان في روائع رمضان (183).

منـــــقول

طــــريق الإســلام


الأحد، 7 أغسطس 2011

عظمة الفرص (تعلمت في رمضان ).


تعلمت في رمضان (1(

عظمة الفرص

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشْرفِ الأنبياء والمرسَلين.

وبعد:

فإنَّ شهر الله تعالى رمضان مدرسةٌ بكامل فصولها، يتعلَّم الإنسان في شهرٍ واحد ما يُمكن أن تقدِّمه المدرسةُ النظامية وتعمِّقه في نفوسِ طلاَّبها في سنوات، وها أنا واحدٌ مِن أولئك الطلاَّب ما زلتُ مِن سَنوات أكتُب بعضًا مِن فصول ومهارات وآثار تلك المدرسة إلى اليوم ولم أنتهِ بعدُ! بل أجِدني في كلِّ عام أتيتُ على ما أُريد أن أكتُبَ فيه، وما أن تَفتحَ لي هذه المدرسة فصولَها مِن أوَّل يوم إلا وتتداخَل في فِكري كثيرٌ مِن الأفْكار والمهارات والآثار الجديدة التي أحْتاج إلى تعلُّمِها ودراستها والاستفادة منها، وهأنذا تحتَ هذا العنوان أكتُب بعضًا مما علَّمتنيه هذه المدرسة مِن مفاهيمَ كبرى في حياة الإنسان ليس في ذات الشَّهْر فحسبُ، وإنَّما في عالَم الحياة ورِحلتها الكُبرى في الأرْض.

مِن هذه المفاهيم التي تعلَّمتُها مِن خلال هذه المدرسة: عظَمة الفُرصة في حياة الإنسان، وأنَّ الفُرَص تقدِّم للإنسان أرْقَى ما ينتظره مِن خير وأوسَع ما يُريده من برَكة في لحظة أو لحظات مِن الزمن، وأنَّ الإنسان حين يستعدُّ لاستقبال هذه الفُرَص ويدرك آثارها، ويُرتِّب حياته لاستثمارها سيكون في عدادِ الكبار في لحظةٍ مِن لحظات الزمن.

ومدرسة رمضان تُثير فرصًا كبرى في حياة الإنسان وليستْ فرصة، وتجعله في خلالِ شهرٍ واحدٍ صفحةً بيضاء مِن الخطيئة، وورقة مثمِرة من الحسَنات، وتكتب على كلِّ خُطواته السابِقة مهما كانتْ أوزارها رحلةً جديدة وحياة كبيرة، ترَى هذا في قول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن قام ليلةَ القدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم من ذنْبه))، إنَّك حين تتأمَّل في مدرسةِ الحياة كلها قدْ لا تظْفَر فيها أحيانًا إلا ببِضع فُرَص مهما امتدتْ بك الحياة وطال بكَ الزَّمن، وترَى مفهوم الفُرصة في رَمضان يلبس أوسع صُورِه، ويخرج بهيجًا يتلقَّى الإنسان في كلِّ طريق ويهبه رُوحه ومعناه وأثَره، ولم أرَ مفهومًا يلبس ثوبًا فَضفاضًا كبيرًا في فترة وجيزة كما أَرَى هذا المفهوم في فترةٍ قصيرة مِن حياة الإنسان، لكن مشكلتنا الكُبْرى أنَّنا لا نُحسِن قِراءة هذا المفهوم في أحيانٍ كثيرة قراءة المتتبِّع للفُرَص، المستثمر لها، المشمِّر إليها، الناظِر لها برُوح الإعجاب والانتظار فتفوتنا لأجْلِ ذلك، وتذهب مِن حياتنا ونحن لم نحتفِ بها احتفاءَ المحبِّين، وتُغادِرنا دون أن نتلفَّت لها، أو حتى نستشعرَ رحيلَها مِن حياتنا.

عَلَّمني رمضانُ أن أقرأ هذه الفُرص بعين عكَّاشة بن محصن، وبرُوحه ومبادرته حين دفَعه استثمارُ هذا المفهوم لعناق الجنَّة يومَ القيامة دون حِساب ولا عِقاب، وقام غيره يودُّ اللحاقَ ويلهث مِن أجل الوصول، فما وجد إلا عوارضَ الطريق!

إنَّني أُدرك أنَّ مشكلة الفُرْصة أنها تأتي في لِحاف العمَل، وتحاول أن تقدم عليك وهي متدثِّرة به متعثِّرة في أعطافه، فتأتيك هنا في حديثِ نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا))، وتطلب منك دقَّةَ الإخلاص لله تعالى، ورَوائع تلذُّذه، ورُؤيته أثناءَ الجوع والعطَش، وكثيرًا ما يَغيب هذا المعنى ويكون تَذكُّره مكلفًا على أصحابه وهم يَذوقون ذاتَ الجوع وذات العطَش، وهذا هو لحافُها هنا، وتراه لحافًا يحتاج إلى جهاد وتعَب وتذكُّر في كلِّ وقت، حتى ينسلخَ مِن على الجسَد فتكون الفرصةُ في لحظته عاريةً ويحين وقتُ اللِّقاء، وتأتيك في ذاتِ الثوب في قول نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا))، وثوب هذه الفُرْصة أن تقومَ مع الإمام كلَّ ليلة مِن حين ما يبدأ إلى أن ينصرِف، وفوات شيءٍ مِن صلاة الإمام محفوف بفواتِ الفُرصة كلها لعمومِ قوْل النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام مع الإمام حتى ينصرفَ كتب له قيام ليلة))، ومحصلة قيام هذه الليالي كلها هي الفُرصة التي أخبر بها نبيُّك - صلَّى الله عليه وسلَّم.

لو لم أتعلَّم مِن رمضان سوى هذا المفهوم، لكان كبيرَ المعالِم في حياتي، عظيمَ الآثار فيها، فكيف إذا قلت لك: هو أوَّل ما تعلَّمْت، وفي حياتي غير ذلك ستأتيك تِباعًا - بإذن الله تعالى


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/33727/#ixzz1UNA9X5mp


منــــقول

كتـــبـــه /مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

مشبكة الألوكة



الجمعة، 29 يوليو 2011

متــــجر العـــابـدين .



رمضـــــان


مَــتْــــجَـر العـــابِــدِيـن


لِكُلّ قوم مِن التُّجّار موسِم ، ولكل بضاعة وَقْت تُطْلَب فيه ..
فإن نام التُّجَار وأهْمَلُوا وقت الموسِم خسِروا .. وإن أغلقوا على بضائعهم كَسَدَتْ ..

وإن التُّجّار يقِفُون على قَدَم وسَاق وقت المواسِم ، حتى إنهم ليأكلون القليل ، وينامون القليل ، ويتركون كثيرا مِن الراحة في سبيل الراحة !
ذلك أن الراحة الكُبرى تحتاج إلى نَصَب قليل ..
ومَن أراد الْمكارِم تحمّل الْمكارِه ..

قال ابن القيم : المكارم منوطة بالمكاره ، والسعادة لا يُعْبَر إليها إلاَّ على جَسْر الْمَشَقَّة ، فلا تُقْطَع مَسافتها إلاَّ في سفينة الجد والاجتهاد ... وقد قيل : مَن طَلب الرَّاحَة تَرَك الرَّاحَة .

وقال رحمه الله : المصالح والخيرات واللذات والكمالات كُلّها لا تُنَال إلاَّ بِحَظٍّ مِن الْمَشَقَّة ، ولا يُعْبر إليها إلاَّ على جَسرٍ مِن التعب .
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدْرَك بالنعيم ، وإن مَن آثر الراحة فاتته الراحة ، وإن بِحَسَب رُكوب الأهوال واحتمال الْمَشَاقّ تَكون الفرحة واللذة ، فلا فَرْحة لِمَن لا هَمّ له ، ولا لَذَّة لِمن لا صَبر له ، ولا نَعيم لِمن لا شَقَاء له ! ولا راحة لِمن لا تَعب له ، بل إذا تَعِب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تَحَمَّل مَشَقَّة الصبر ساعة قادَه لِحَياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تَعَب البَدَن أوْفر ، وحَظّه مِن الرَّاحَة أقَلّ . اهـ .

فإذا كان أهل الدنيا يَتْرُكون الراحة في سبيل الدنيا .. فأهل الآخرة وطُلاّبها أولى بذا ..

وقد كان أسوتنا وقُدوتنا صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان
ما لا يجتهد في غيره ..


ولو وقَفْنَا وَقْفَة تأمّل في ليلة عابرة مِن ليالي العام .. لم تكن مِن ليالي رمضان .. ولا كانت مِن، ليالي العشر ، التي يَشُدّ فيها المئزر ، ويُحيي فيها الليل ..
تلك الليلة يُحَدِّث بها حذيفة رضي الله عنه فيقول : صَلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يُصلي بها في ركعة ، فَمَضَى ، فقلتُ يَرْكع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مُتَرَسِّلاً ، إذا مَرّ بآية فيها تَسبيح سَبَّح ، وإذا مَرّ بِسُؤال سَأل ، وإذا مَرّ بِتعوِّذ تَعوَّذ . رواه مسلم .(1)

فإذا كان هذا في ركعة واحدة .. فكيف إذا اجتهد في العبادة ؟
وكيف بِصلاة ليلة ؟

كثير مِنّا قد يتثاقل صلاة التراويح ، وربما كانت ساعة أو نصف ساعة !
وسبب ذلك أنه لم يَعتَد على العبادة .. ولم تُروّض النفس على الطاعة ..
شأنها كَشأن الخيل التي يُراد لها أن تُسابِق وتقطَع الميدان عَدْوًا ، وهي لم تُمَرّن ولم تُدرّب طوال العام .. فما أبعدها مِن الفَوز !

إن رمضان مَيدان العَامِلين ومَتْجَر العابِدين إن أحسنوا استغلال ساعات أيامه ولياليه ..
وما أعْظَم أجور العاملين فيه إذا أخلصُوا واْحتَسَبوا ..
فقد تَولّى الله جزاءهم ، واخْتَصّ بالصوم ، فقال تعالى في الحديث القدسي :
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . رواه البخاري ومسلم . (2)

وفي رواية : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ .(3)

فقد أخْفَى الله جزاء الصائمين ؛ لأن الصيام سِرّ بين العبد وبين ربّـه تعالى .. كما هو حال القيام ، فإن القائمين لَمّا أخْفَوا القيام أخفَى الله جزاءهم ، فقال : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .

ولِمَا تضمّنه الصيام مِن الصبر ،
وقد قال الله عزّ وَجَلّ : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .


قال ابن كثير : قلت :
ويشهد لهذا قوله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .


وقال ابن كثير : وقوله : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) قال الأوزاعي : ليس يُوزَن لهم ولا يُكَال ، إنما يُغْرَف لهم غَرْفًا .وقال ابن جُريج : بَلَغني أنه لا يُحْسَب عليهم ثواب عَمَلِهم قط ، ولكن يُزَادُون على ذلك .
وقال السُّدّي : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يعني : في الجنة .

4 / رمضان / 1431 هـ
كتــبــه الشيـــخ / عبد الرحمن السحيم .حفظه الله



(1) الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 772خلاصة حكم المحدث: صحيح .
(2) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم: 5927خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
الصفحة أو الرقم: 1151
خلاصة حكم المحدث: صحيح .

الاثنين، 25 يوليو 2011

كيف تستعد لرمضان ؟

كيف تستعد لرمضان ؟


عادل بن عبد العزيز المحلاوي

بسم الله الرحمن الرحيم


لعلي قبل أن أبدأ الحديث هنا اتفق معك قارئ العزيز أن رمضان موسما غير عاديا لأهل التجارة مع الله تعالى , وذلك لعلمهم بفضيلة الشهر وعظيم مكانته , فهو شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة ففيه من الفضل ماهو معلوم .ومن نافلة القول ماهو معلوم لدى كل مسلم ومسلمة أن رمضان تضاعفُ فيه الحسنات , وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا .


ولكن لماذا نخسره ونحن نعلم بعظيم مزاياه ,وعلو مكانته ؟

الأسباب كثيرة , ولكن لعلي أركز على ما أنا بصدد الحديث عنه وهو - أننا لانُحسن الإستعداد له - فلأجل ذا كانت هذه الكلمات .
اعلم يارعاك الله
أنه لايمكن لأحد أن يستفيد من الفرص المتاحة له إلا إذا كان مستعدا لها .
ورمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة
فهو فرصة لكسب الحسنات بل ومضاعفتها .
فرصة لتكفير السيئات .
فرصة للفوز بعبادة ليلة - العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة - .
فرصة لتطهير القلب من كل درن وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقيا
.ً

وباختصار العبارة - هو فرصة لمنتهى كل خير , وأن تجعل بينك وبين كل سوء خندقا واسعا - .


فهل أدركت لماذا وجب علينا أن نستعد له ؟

ولعلي أيضا أذكرك بفضل الله عليك إذا بلغت هذا الشهر بما خصك به من هذا العطاء الذي - والله - لاتساويه كنوز الدنيا بأسرها كيف وغيرك تحت أطباق الثرى رهينا بعمله .ود لو صام مع الصائمين , وقام ومع القائمين , وتلى مع التالين , وتقرب لربه مع المتقربين , إذ بان له عظيم تلك القربات , ورفعة منزلة هاتيك الطاعات .


أما الأمور التي نستعد بها لرمضان فهي كثيرة فمن ذلك :

التوبة النصوح وكثرة الاستغفار

جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أباسعيد : أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم , ما سبب ذلك ؟ فقال له الحسن : قيدتك ذنوبك .


نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير .
كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها , لاشك أن من الأسباب الرئيسية ان ذنوبنا قيدتنا , وحرمتنا هذا الخير .
إن الطاعة شرف , والوقوف بين يدي الله منقبة , واغتنام موسم الخيرات غنيمة , يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه .
كم ترى من طائعين في رمضان .
فهذا يكثر من السجود والركوع , وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة , وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين , في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع , فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟

إنه التوفيق من الله , وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -.
والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان , فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع , وخذلان مفجع .
إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم , ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول .
ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر .
التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات .
التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من رضي الله عنهم وأيدهم وأعانهم على مراضيه .
فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير .


النية الصادقة

إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة , فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته , وكل لحظة من لحظاته .
واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها .

لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء فقال سبحانه :
"وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه "
لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم سبحانه أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته , وبذله للمستطاع .
كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات !

كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله تعالى
.
ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر, وكان قد نوى فعل الخير أستفاد من هذه النية توفيقا , وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها : ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فا أنت في الأمنية فكوني مع الصادقين .
فانو الخير , واعقد العزم , واشحذ الهمة , تكن من الفائزين .


العزيمة الصادقة

العزيمة الصادقة تتبع النية
.
إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات , حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم , وتهاوت تلك القوى , ولكن من علم عظيم الأجر , وكثرة الثواب للطائعين , لاتضعف عنده تلك القوى , لأن الثواب جليل القدر , عظيم الرفعة , يكفيه أن الله تعالى هو المُكرم المنعم المتفضل .
اضف الى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال .
فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة , وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها .
لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التروايح والسنن الرواتب وغيرها .
لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره , والإنتفاع بعظاته .
لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والإعتكاف والصدقة وغيرها من القربات .


هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لونمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لايفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة , أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات مايكون لك خير زاد يوم القدوم على الله .


التفرغ من اشغال الدنيا

حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر , جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة , كثير من الناس هيئ الله من الأسباب ما يجعله متفرغاً هذا الموسم بخلاف أصحاب المهن , فلماذا لايغتنم المتفرغ هذا الموسم بالطاعات الكثيرة كالصلة والدعوة والتفرغ للعبادات .

يصلي عندي مصل هيئ الله من الأسباب ماجعله فارغاً خلال أيام الشهر فرتب جدوله على أنه يدخل المسجد من الساعة التاسعة صباحاً ولا يخرج منه إلا قبيل المغرب يختم خلالها القرآن كل يومين
, أعرف أن هذا لايتهيئ لكل أحد ولكن مثله كثير ولكنهم لم يغتنموا الفرصة كما اغتنم هو , وكل واحد أعرف بحاله , والمقصود أن تستغل كل فرصة تتاح لك .

تعلم أحكام الصيام

الصيام كغيره من العبادات يجب على المسلم تعلم أحكامه , فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر .
اقرأ كتابا عن أحكام الصيام والقيام وقبل العشر عن أحكام الإعتكاف - وهي متوفرة ولله الحمد - حاول جاهدا معرفة هذه الأحكام حتى تكتمل عبادتك .
من الأشياء التي يغفل عنها الكثير من المسلمين أن الجهل بهذه الأحكام قد تنقص أجرهم لوقوعهم في المحذور والمفطر وهم غافلون , فلذا ينبغي لزاما علينا تعلم هذه الأحكام .
وفي هذا الباب أيضاً يُوصى بقراءة تفسير ميسر للقرآن , فرمضان شهر القرآن , يُتلى فيه ويُسمع كثيرا , فينبغي للمسلم الإحاطة بالمعنى العام للآية ليكون على دراية بالمقصود منها .


الدعاء

يُستقبل شهر الصيام بكثرة الدعاء
نعم كثيرة الدعاء بأن يُوفق المرء فيه للطاعة , ويُبارك له في الوقت , ويُؤخذ بيده لكل بر .
الأمور كلها بيد الله , والتوفيق من عنده , والتأيد من لدنه , فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة .
انطرح بين يديه , واسأله سؤال الصادقين , أن يجعلك في عِداد الموفقين , وأن يسلك بك طريق المؤيدين .
واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله .
إذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها , فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات , لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للأجابة , فكن من الصادقين في الدعاء , والح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات .
اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك .
اللهم اجعلنا خير من يغتنم موسم رمضان وبقية الحياة .
اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأتفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك .

كتبه الفقير لعفو ربه / عادل بن عبد العزيز المحلاوي

منـــقول

صـــيد الفوائد

الخميس، 21 يوليو 2011

آداب الســــحور وفضائله





آداب الســـــحور

* عـن أنـس بـن مالـك ـ رضي الله عنه ـ قــال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليـه وعلى آله وسلم ـ :

" تسحـروا فـإن فـي السـحور بركـة " .

صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 )ـ باب : فضل السحور ... / حديث رقم : 45 ـ ( 1095 ) / ص : 262 .المفتـوح ..... السَّـحور ..... اسـم المأكـول .المضمـوم ..... السُّـحور ..... اسـم للفعـل .

والأمـر بالسحـور للاسـتحباب بإجمـاع العلمـاء

( قالـه : الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله ـ ) .

ونحـن نتسحـر نستحضـر هـذا . إنـه بركـة .


* فعـن االعرباض بن سارية ، قـال : دعانـي رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ السحور ، في رمضان، فقال :" هلـم إلـى الغــداء المبـارك " .

سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام / ( 16 ) ـ باب :من سمى السَّحور الغداء / حديث رقم : 2344 / ص : 411 / صحيح .


* عـن عمـرو بـن العــاص ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آله وسلم ـ قـال :

" إن فصـل ما بيـن صيامنـا وصيـام أهـل الكتـاب أكلـة السَّـحر " .

سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 8 ) ـ أول كتاب : الصيام /( 15 ) ـ باب : في توكيد السَّحور / حديث رقم : 2343 / ص : 411 / صحيح .

نسـتحضر هـذه النيـة ونحـن نتسـحر

أي نسـتحضر أننـا نتسحر لمخالفة أهل الكتاب .


* عـن ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :" إن الله وملائكتـه يصلـون على المتسحرين " .رواه الطبراني في الأوسط . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب :الصوم / ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1053 / ص : 519 .

صـلاة الله عـلى المتسـحرين ..... ذكـره لهـم فـي االملأ االأعلى .

صـلاة الملائكـة عـلى المتسـحرين .....

الاسـتغفار لهم .ونحـن نتسـحر نستشـعر هذا .



وهـذا يدفعنـا للامتثـال لآداب الطعــام ( الأكــل باليميـن ـ ممـا يليـك ـ عـدم الإفـراط فـي كميــةالطعـام ـ الشــرب عـلى ثلاثـة مـرات والتسـمية والحمـد ـ الجلـوس أثنـاء الشرب..... ) .


* عـن عبـد الله بـن عمـر ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" تســـحروا ولـو بجـرعة مـن مـاء " .

رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم ( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1058 / ص : 520 .

فنحـرص عـلى السـحور ولـو بجـرعة مـاء .....


* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :" نعـم سحـور المؤمـن التمـر " .رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترغيب والترهيب : ( 9 ) ـ كتاب : الصوم /( 15 ) ـ باب : الترغيب في السحور سيما التمر / حديث رقم : 1059 / ص : 520 .

ونحرص على السحور على تمر ، امتثـالاً للهـدي النبـوي .

وكـان ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يؤخـر السحـور :* فعـن أنـس بـن مـالك عـن زيـد بـن ثابـت ـ رضي الله عنه ـ قـال :" تسـحرنا مـع رسـول الله ـ صـلى الله عليـه وعلى آلـه وسـلم ـ ثم قمنا إلى الصلاة " .قـال : قلـت : كـم كـان قـدر مـا بينهمـا ؟ قـال : خمسين آية

صحيح مسلم " متون " / ( 13 ) ـ كتاب : الصيام / ( 9 ) ـ باب فضل السحور .

.. / حديث رقم : 47 ـ ( 1097 ) / ص : 262 .

فنحـرص علـى تأخيـر السـحور ولـو بجـرعة ماء أو تمرة ، امتثـالاً .


منـــقول

بحث فضــائل رمضان

للأخت أم أبي التراب

الاثنين، 18 يوليو 2011

حكم إمساك الصائم عن الطعام قبل أذان الفجر ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين
رحمه الله تعالى

نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم يسمى
«الإمساك»

وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق
أو ربع ساعة فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين؟


فأجاب فضيلته بقوله


هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه
لأن الله قال في كتابه العزيز
{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ
ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة 187

وقال النبي صلى الله عليه وسلم
«إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم
فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»(1)

وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله ـ عز وجل ـ
فيكون باطلاً
وهو من التنطع في دين الله
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
"هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون " (2)
ـــــــــــ
فتاوى العقيدة / ص 657 و658

~~~
(1)الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1918
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

~~~
(2) "ألا هلك المتنطعون . ثلاث مرات"
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4608
خلاصة حكم المحدث: صحيح

حكــم التهنئة بقدوم شهر رمضان ؟

حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان

نفعني الله وإياكم

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
التهنئة بحلول الشهر الكريم مباحة لأنها من باب العادات، والأصل في الأشياء الإباحة .

يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية :
لا بأس بالتهنئة بدخول الشهر ، وقد كان النبي صلى الله عليه
وسلم يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".(1)


يقول الشيخ عمر بن عبد الله المقبل من علماء المملكة العربية السعودية [بتصرف]:
التهاني – من حيث الأصل – من باب العادات ، والتي الأصل فيها الإباحة ، حتى يأتي دليل يخصها ،
فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر .
ويدل لذلك من تهنئة بعض الصحابة بعضاً في الأعياد ،
وأنهم كانوا يعتادون هذا في مثل تلك المناسبات
.

ويقول العلامة السعدي – رحمه الله
مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات -:
" هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع ، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع ، أو تضمن مفسدة شرعية ، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع ،وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره .فهذه الصور المسؤول عنها وما أشبهها من هذا القبيل ، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها ،وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها ،بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد .

أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتدئ بشيء من ذلك ،
فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم ؛ لأنها من العدل ، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر .ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة ، وهي : أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله ، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره ، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة ، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً " ا.هـ كلامه ،
وللشيخ – رحمه الله – كلام في (منظومة القواعد)
كما في (المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي 1/143) – يقرر فيه هذا المعنى ، وللمزيد ينظر (الموافقات للشاطبي 2/212-246) ففــيـه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.
فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات ، فلا ينكر منها إلا ما أنكره الشرع ،
ولذا: مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب ،بل رغب في بعضها ، وحرم بعضها كالسجود للتحية .

وبعد هذه التوطئة يمكن أن يقال عن التهنئة بدخول الشهر الكريم :
أنه قد ورد في التهنئة بقدومه بعض ا لأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسـلم
– مثل حديث أبي هريرة – رضي الله عنه
– أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :

" أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله – عز وجل – عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " . (2)
أخرجه النسائي ( 4/129) ح (2106) ، وأحمد (2/230 ، 385، 425)

وقد ذهب الجمهور من الفقهاء
إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها ، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها ،
وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد – رحمه الله – ذكرها ابن مفلح – رحمه الله – في (الآداب الشرعية 3/219)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه .

وقال ابن قدامة في ( المغني 3/294) : " قال الإمام أحمد – رحمه الله- قوله :
ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد : تقبّل الله منا ومنك" ،
وقال حرب : "سئل أحمد عن قول الناس : تقبل الله منا ومنكم ؟ قال : لا بأس" ، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة ، قيل : وواثلة ابن الأسقع ؟ ، قال : نعم ، قيل : فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد؟ قال : لا .."

فيقال : إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها ،فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسم من أعظم مواسم الطاعات ، وتنـزل الرحمات ، ومضاعفة الحسنات ، والتجارة مع الله ... من باب أولى..

ومما يستدل به على جواز ذلك أيضاً : قصة كعب بن مالك – رضي الله عنه- الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما ، وقيام طلحة ( رضي الله تعالى عنه ) إليه .
قال ابن القيم – رحمه الله –
ضمن سياقه لفوائد تلك القصة في ( زاد المعاد 3/585):

"وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية ، والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته ،
فهذه سنة مستحبة ، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية ،
وأن الأوْلى أن يقال : يهنئك بما أعطاك الله ، وما منّ الله به عليك ، ونحو هذا الكلام ، فإن فيه تولية النعمة ربهّا ، والدعاء لمن نالها بالتهني بها ".ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكه نعمة دينية ، فهي أوْلى وأحرى بأن يُهنأ المسلم على بلوغها ، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله – عز وجل – ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول ؟ ونحن نرى العشرات، ونسمع عن أضعافهم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر

الخلاصة:
وبعد هذا العرض يظهر أن الأمر واسع في التهنئة بدخول الشهر ، لا يُمنع منها ،ولا ينكر على من تركها .


مـــنقـــول


ونقلاً عن الدكتور / عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
في بحثه للهذه المسائلة
أنه قال
وقد سألت شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عنها، قال : " طيبة
وكذلك سألت شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
عن التهنئة بدخول شهر رمضان ، فقال : ( طيبة جداً

وذلك في يوم الأحد 8/9/1416هـ حال بحثي في هذه المسألة .


منـــــــقول

(1) رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب الصوم /
الترغيب في صيام رمضان احتسابا وقيام ليله سيما ليلة القدر / حديث رقم 999/ صحيح لغيره
.
(2) رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح سنن النسائي / حديث رقم 2105 / صحيح


وهــــذه هـــدية
شــــريــــط

غــــربة صــائـــم

للشيخ /خالد الراشد . فك الله أسره..اللهم آمين
لا يفوتـــكم

http://pic.ksb7.com/images/q5542nrjrrz4i9kf3x.gif