‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميليس زيناوي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ميليس زيناوي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

زيناوي الماركسي في ذمة المنتقم (عزوجل)

أعلن التلفزيون الإثيوبي الرسمي الثلاثاء الموافق 21 أغسطس وفاة رئيس الوزراء (ميليس زيناوي) عن عمر ناهز 57 عاما بسبب "عدوى مفاجئة" أصابته بينما كان يتعافى من علة في مستشفى بالخارج.. والتي كانت الأنباء قد ترددت عن تدهور صحه الرئيس الأثيوبي مليس زيناوي، وأنه كان في حالة صحية خطره، وتم نقله إلي مستشفي في بروكسل، لكن الحكومة الإثيوبية وسفيرها هناك نفيا في حينه تلك الأنباء.. وأوضحت مصادر أن زيناوي نقل إلي أحد المستشفيات الجامعية الكبري في بروكسل وأحيط الأمر بالسرية الطبية.. يذكر بأن زيناوي لم يشارك في قمه الإتحاد الأفريقي الأخيرة التي عقدت في بلاده التي تستضيف مقر الإتحاد الأفريقي دون أن تعطي السلطات مبررا لذلك. فمن هو مليس زيناوي؟

مولده وتعليمه..
ولد ميليس يوم 8 مايو 1955 في بلدة أدوا «عدوة» بإقليم تيجراي شمال إثيوبيا لأب من البلدة نفسها وأم من قرية أدي كوالا في إريتريا.. وكان إسمه عند مولده ليجيس قبل أن يبدله إلى ميليس تيمنا بناشط أعدمته الحكومة الشيوعية في 1975 عندما كانت على سدة السلطة بإثيوبيا في ذلك الوقت.

أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة الجنرال وينجت العليا بأديس أبابا، ثم درس الطب في جامعة أديس أبابا (التي كانت تُسمى آنذاك جامعة هيلا سيلاسي) لمدة عامين، قبل أن يقطع دراسته في 1975 ليلتحق بجبهة تحرير شعب التيجراي.
وحصل ميليس على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة البريطانية المفتوحة عام 1995، وفي يوليو 2002، نال درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة هنام في كوريا الجنوبية، وماجستير العلوم في الإقتصاد من جامعة إيراسموس الهولندية عام 2004.

المتمرد ورجل الدولة..كان رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، قائدا سابقا ومثيرا للجدل في حرب العصابات، إذ اعتبره خصومه مستبدا، ورأى فيه أنصاره صاحب رؤية، تماما مثل أباطرة إثيوبيا التاريخيين. كما حاول تحقيق مكاسب إقليمية بخوضه معارك في الصومال وبمساعيه لتعديل حصص دول حوض النيل من مياه النهر، داخلا في مواجهات مع مصر والسودان.

عندما كان عضوا في جبهة تحرير شعب التيجراي أسس رابطة التيجراي الماركسية اللينينية.. وكانت جبهة تحرير شعب التيجراي إحدى المجموعات المسلحة الكثيرة التي كانت تحارب ضد حكم المقدم منجيستو هايلي مريام (الشيوعي).
واستطاع ميليس أن يوسع قاعدة سلطته بتأسيس إئتلاف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي التي ضمت مجموعات عرقية أخرى إلى جانب التيجراي.

عندما فر منجيستو في مايو 1991 من إثيوبيا متوجها إلى زيمبابوي، دخل ميليس وقوات الجبهة الثورية الديمقراطية العاصمة أديس أبابا ليشكلوا حكومة انتقالية برئاسته ويضعوا نهاية للحرب الأهلية.

وإبان توليه رئاسة الحكومة الانتقالية، انفصلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1993. وفي أغسطس 1995 أُعلن قيام جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الإتحادية.
واعتلت الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي سدة الحكم بعد انتخابات مثيرة للجدل جرت آنذاك، ليصبح ميليس زيناوي على إثرها أول رئيس وزراء لإثيوبيا.. وبين عاميْ 1998-2000 اندلعت إشتباكات حدودية بين إثيوبيا وإريتريا أسفرت عن مقتل 80 ألف شخص، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

في مايو 2005 أدلى الإثيوبيون بأصواتهم فيما عُرف وقتها بأنها "أول انتخابات ديمقراطية حقيقية" تشهدها البلاد، حيث حصل التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية المعارض على تأييد هائل في المدن والبلدات.. غير أن العنف اندلع في أديس أبابا بعد أن ادعى تحالف المعارضة أن ائتلاف الجبهة الثورية الديمقراطية زوَّر الانتخابات. ولقي 19 مدنيا وسبعة أفراد من الشرطة حتفهم في تلك الاحتجاجات.

في ديسمبر 2006، أرسلت إثيوبيا قوات إلى الصومال لطرد الإسلاميين من السلطة. وقال محللون إن زيناوي اتخذ هذه الخطوة بدعم من الولايات المتحدة لمكافحة «التطرف الإسلامي» في القرن الأفريقي.. وتتويجا لعلاقات وثيقة سعى لبنائها مع الغرب منذ إطاحته بنظام منجيستو. وقد انسحبت القوات الإثيوبية من الصومال في يناير 2009.

عرف زيناوي بقدرته على التحكم في كل الملفات التي تعنيه. وقد لعب في نهاية العقد الأخير دور كبير مفاوضي القارة الأفريقية في موضوع التغير المناخي. ومنذ 2007 كان يترأس «الشراكة الجديدة من أجل النمو في أفريقيا».. وبالرغم من كل شيء، تبقى إثيوبيا التي قادها ميليس زيناوي بيد من حديد، إحدى أكثر دول العالم فقرا. يشير المراقبون إلى أن شعب البلاد لم يستفد دومًا من برامج التنمية التي خدمت صورة الرئيس في الخارج، فالأرياف لا تشعر إلا قليلا بآثار الخطط الضخمة لمد المناطق بالكهرباء. كما اتهمت البلاد تكرارا بإنتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان ضد مجموعات المعارضة والصحفيين.

 في ديسمبر 2009، مثل ميليس زيناوي القارة الأفريقية في مؤتمر كوبنهاجن للمناخ، مما عزز مكانته كـ"زعيم"، رغم الإتهامات التي وجهتها له المعارضة بأنه يتصرف كـ"حاكم مستبد".. وقد وصفه دبلوماسي إثيوبي بأنه «آخر أباطرة اثيوبيا». وقال «بالنسبة لميليس زيناوي ما زالت السلطة أشبه بأسطورة وتتسم ببعد روحي، لأنه في موقع أباطرة الماضي الذين وصلوا إلى الحكم بقوة السلاح ولأنه محاط بهالة السلطة»..

في مايو 2010، اكتسحت الجبهة الثورية الديمقراطية إنتخابات البرلمان المكون من 547 مقعدا ليفوز ميليس بولاية رابعة كرئيس للوزراء.. في وقت أكد أنه لا ينتوي الترشح مرة أخري، لكن حزبه «أجبره» رسميا بالترشح.. وهي الإنتخابات التي وصفها مراقبون من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها لم ترق للمعايير الدولية، مما حدا بالمعارضة للمطالبة بإعادتها.

وفي أبريل 2011، جاهرت إثيوبيا بدعمها لمتمردي إريتريا الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس أسياس أفورقي.. وبنفس السنة أيضا قاد رئيس الوزراء الإثيوبي حملة في دول حوض النيل، للتوقيع على اتفاقية عنتيبي التي تدخل تعديلات على حصص دول الحوض، بما يقلل من حصة مصر والسودان اللتان تحتفظان بنصيب الأسد من مياه النهر حسب اتفاقية موقعة عام 1959.. وبعد محادثات وشد وجذب مع القاهرة، تخللتها تصريحات تحدثت عن حرب محتملة، جمّد زيناوي توقيع حكومته على إتفاقية عنتيبي، أثناء حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد عقب تنحي الرئيس السابق- المخلوع- حتى تتولى الحكومة المصرية الجديد مهامها.

في مارس 2012 اعترفت بأن قواتها شنت هجمات على متمردين إثيوبيين داخل الأراضي الإريترية.

في يونيو 2012 سرت شائعات بأن زيناوي يعاني من مرض خطير بعد أن غاب عن مؤتمر قمة للاتحاد الأفريقي انعقد في عاصمة بلاده أديس أبابا.

في 21 أغسطس 2012، أعلن التلفزيون الإثيوبي الرسمي وفاة ميليس بمرض مفاجئ في وقت متأخر من مساء 20 أغسطس.. وميليس زيناوي كان متزوجا من المقاتلة الحربية- سابقا- آزب مسفين، وهو أب لثلاثة أطفال. وتترأس زوجته حاليا لجنة الشؤون الاجتماعية في البرلمان.
 
وبتكهنات البعض.. والتي أجدها وفاته راحة للكثيريين؛ بأنه سيترتب علي غيابه عواقب كبيرة في منطقة القرن الأفريقي التي تشهد إضطرابات.. كما أعلن التليفزيون الحكومي في إثيوبيا أن نائب رئيس الوزراء هايلي مريم ديسالجن سيتولي منصب رئاسة الوزراء بالإنابة خلفا لـميليس زيناوي، وأعرب رئيس وزراء كينيا رايلا أودينجا عن قلقه إزاء استقرار إثيوبيا عقب وفاة زيناوي. وقال إن الوضع في إثيوبيا لا يزال هشا كما أن العنف الطائفي مازال يمثل تهديدا كبيرا على البلاد.
 
أما عن الجانب المصري.. فقد قرر الرئيس محمد مرسى إيفاد وفد مصرى على مستوى عال لأديس أبابا للمشاركة فى تشييع جنازة رئيس الوزراء الأثيوبى زيناوى.
 ------------------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".