الجمعة، 12 أكتوبر 2012

بيان الإخوان المسلمين عن سيناريو موقعة الجمل (12 أكتوبر-2012)


صُدم الإخوان المسلمون كما صدم الشعب المصري بالحكم الصادر من محكمة الجنايات ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل، وكان رد الفعل التلقائي هو النزول في مظاهرة شعبية تتجمع في ميدان التحرير ثم تتوجه إلى دار القضاء العالي للاحتجاج على الظروف والملابسات التي أدت إلى طمس الأدلة أو إخفائها من أجل حماية الجناة وللضغط على الأجهزة الرقابية للكشف عما تحت أيديها من أدلة يستطيع بها القضاة أن يحكموا بالعدل ويحققوا القصاص، ومن أجل أن تقوم النيابة العامة باعتبارها الأمينة على الدعوى العامة بواجبها في حماية المجتمع والولاء له ولأهداف الثورة وليس للنظام الفاسد السابق .
وكانت هناك قوى سياسية قد قررت التظاهر في الميدان في نفس اليوم لأسباب بعضها يتعلق بالاحتجاج على سياسة الحكومة في المائة يوم الأولى من حكم الرئيس، وبعضها يتعلق بحكم البراءة في موقعة الجمل
مل، وظننا أن مساحة الاتفاق في الموضوع الأخير كفيلة بالتعاون في هذا الأمر، مع الإقرار بحقهم في التعبير السلمي عما يختلفون فيه معنا.
إلا أنه بعد وصول عدد قليل من الإخوان فوجئوا بسيل من الشتائم والسباب يوجه إليهم وإلى جماعتهم ومرشدهم وبدأ العدوان عليهم، الأمر الذي دفع بعض الأفراد لمحاولة الدفاع عن أنفسهم، وكذلك تم رصد بعض البلطجية الذين يرتدون تي شيرتات عليها شعار حزب الحرية والعدالة ليقوموا بهذه الجرائم ويتم إلصاقها بشباب الحزب والجماعة، وتم رصد عشرات الأفراد من البلطجية توجهوا من شارع محمد محمود صوب المنصة القائمة في الميدان وقاموا بتفكيكها، ثم أشيع في الإعلام أن الإخوان هم الذين قاموا بذلك، وهذا كذب وافتراء متعمد .
وفي هذه الأثناء قام الإخوان بإمساك ثلاثة أشخاص من البلطجية وتم تسليمهم لقسم قصر النيل، وعندما شرع الإخوان في التجمع عند المتحف المصري تمهيدا للذهاب إلى دار القضاء العالي للتعبير عن إرادتهم بإقامة الحق والعدل والقصاص للشهداء تعقبهم بعض المتظاهرين الآخرين من القوى السياسية المختلفة وعدد من البلطجية واستمروا في رشقهم بالحجارة، حتى وصل عدد المصابين من الإخوان واحد وسبعون مصابا، بل وصل الأمر إلى حرق سيارتي أتوبيس وتدمير سيارة ثالثة، وخرج من قاموا بهذا الجرم يفتخرون به على شاشات الفضائيات أمام الملايين بمنتهى التبجح، ونحن نطالب الأمن بالقبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم مع بقية البلطجية المقبوض عليهم إلى النيابة للتحقيق معهم وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل .
ونحن نؤمن أن ميدان التحرير هو ملك للمصريين جميعا، وليس من حق أحد أن ينكر على الإخوان المسلمين أن يتجمعوا أو يتظاهروا فيه، فكم تظاهرنا فيه وشاركنا في هذه المظاهرات عشرات من التجمعات الأخرى المختلفة معنا ولم ننكر على تجمع منها تظاهره في الميدان .
ودعوتنا لكل الفئات السياسية أن تقدم المصلحة العليا للبلاد على المصالح الشخصية أو الفئوية أو الحزبية، وأنه ينبغي أن يتغلب حب الوطن ورفعته وتقدمه على كراهيتهم للإخوان المسلمين .
وأما أصحاب القنوات الفضائية الخاصة الذين يجتمعون لوضع الخطط التي تنتهجها قنواتهم للهجوم على الإخوان المسلمين والإسلاميين، وعلى مؤسسة الرئاسة والحكومة نذكرهم بقوله تعالى (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ) (واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
-----------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

فن جيد Cool Art

أتابع مدونات فنية تهتم بالتصاميم الجديدة والذكية.. وأحيانا تقابلك أعمال إبداعية تستوقفك وتثير ذهنك وتجعلك تتمنى لو كنت تملك القدرة على صنع مثيل لها.. وهذه الصور هنا هي من هذا النوع.
فن بوسترات الأفلام يعتمد على تقديم الموضوع الأساسي للفيلم بصورة سريعة وموجزة و"في الصميم" لكن بشكل مبهر ويجذب الانتباه. لكن هذه التنويعات المبتكرة التي تراها هنا تعتمد على معرفتك السابقة بتفاصيل الفيلم المقصود، وقدرتك على فهم التفاصيل الدقيقة الموجودة في العمل الفني.





الاثنين، 8 أكتوبر 2012

تدوينة شخصية 3 - عن عزام و لوك و كوبر

تدوينة اليوم تعتبر استكمالا لتلك السلسلة المتقطعة التي كنت بدأتها منذ فترة. مجرد انطباعات ذاتية وأمور حياتية لا وقت لتفصيلها في تدوينات منفصلة، وتذكير للنفس بالأفكار التي تشغل ذهني وقت كتابتها، كمرجع أعود له في المستقبل لأعرف فيم كنت أفكر.


في الشهور القليلة السابقة راقبت زواج إحدى بنات العائلة عن قرب، وتابعت المشاكل التي تطرأ على المتزوجين حديثا. وقد أكد لي ما شاهدته كل انطباعاتي السابقة عن الموضوع، وزاد من قناعتي بالامتناع قدر المستطاع عن التورط في مسألة الزواج وما يصاحبها من "وجع دماغ" !!

يبدو فعلا أن أغلب شباب الجيل وشاباته لا يعرفون "كيف يتزوجون".. تلك المسألة الفطرية التي كان جيل الآباء والأمهات سابقا يُشربونها للأطفال بالتدريج إلى أن يصلوا لسن الزواج فاهمين لمسؤولياته ومهامه. الآن للأسف قلما تجد من يفهم كيف يكون الزواج الناجح، وما هي مواصفاته. ويؤجل الرجال والنساء اكتساب تلك الخبرات إلى أن يتزوجوا بالفعل!!.. وكأن المسألة فاجأتهم فلم يهيئوا أنفسهم لفهم ودراسة أساليب إنجاح البيوت!
نظام التعليم الفاشل، ما دوره؟!.. كيف للفتاة أن تقضي سنوات طويلة من عمرها داخل وزارة "التربية" والتعليم دون أن يتم تدريس (كورس) منهجي لتعليمها كيف تتصرف حين تتزوج؟!!
والله، سيكون هذا المنهج وساعات الدراسة هذه أفضل وأنفع من أغلب ما يتم تدريسه للبنات الآن في الفصول.


 لسبب ما طرأ الشيخ عبد الله عزام على فكري منذ أيام قبل النوم. قد كنت قرأت سيرته قبل سنوات، في فترة اهتممت فيها بالتاريخ ومسألة الأفغان العرب والجهاد في العصر الحديث.. وبهرني الرجل بالطبع. وسأتكلم عنه هنا دون رجوع للمصادر أو التدقيق في التواريخ، فانطباعي عن حياته أثر في تكويني أكثر من تفاصيل حياته ذاتها.
فشخصيته تشبه أبطال الإسلام القدامى. وُلد في فلسطين وتم تهجيره للأردن. صار مدرسا في الجامعة، لكن اختار أن يتم ندبه للتدريس في باكستان عندما بدأ الغزو الشيوعي السوفيتي لأفغانستان 1979. كانت روسيا قد استخدمت بعض الشيوعيين الأفغان لتبرير التدخل العسكري في البلد الجبلي المجاور لها، لكن الغزو قوبل بمقاومة شرسة وإن احتاجت للدعم والسلاح. فكان دور الشيخ الذي رسمه لنفسه أن يجوب البلاد العربية والإسلامية لينشر بطولات المجاهدين ويجمع الدعم لهم. كان له أسلوب جذاب وقدرة على التأثير وتحبيب الناس في الجهاد. تم التغاضي عنه وسمح له الطغاة رؤساء البلاد بقدر من الحرية في الكلام والتنقل لأن أمريكا كانت تستفيد من الهجوم على الاتحاد السوفيتي، لكن أمريكا كانت تظن أن بعض الدعم لن يجعل دولة فقيرة وصغيرة مثل أفغانستان تنتصر على العملاق الشيوعي الروسي، بل ستدخله في حرب استنزاف للقوى طويلة الأمد. لكن الإسلام لا يمكن التحكم فيه!!,, وهو درس تعلمه الغرب بعد إخفاقات متتالية. فما أن يجد الدعاة متنفسا لهم ويُسمح لهم بالتواصل الحر مع الناس حتى تشتعل شعلة الإيمان في القلوب ويصعب السيطرة عليها!.. السادات مثلا حاول استخدام الشيوخ ليواجهوا موجة الإلحاد والشيوعية والاشتراكية التي تركها عبد الناصر، لكن الأمر خرج من يده ومن سيطرته وبدأت موجة واسعة من (الصحوة الإسلامية المصرية) نشاهد أثرها إلى اليوم بحمد الله وفضله.

كان الناس ينبهرون لقصص الشيخ عزام عن المجاهدين في أفغانستان، وكان البعض يتحمس فيتطوع للسفر للجهاد، عن طريق حدود باكستان بالطبع، وبدأ (مكتب الخدمات) الذي كان يديره ابن أحد الأثرياء السعوديين واسمه "الأخ أسامة بن لادن"، حيث يسهل المكتب مسائل السفر للمجاهد العربي الذي سينضم للمقاومة الأفغانية، وييسر عليه أول أيام سفره لعالم جديد غريب عليه. فالأفغان يتكلمون لغة البشتو، ومذهبهم المذهب الحنفي، وهي أمور لا يعرفها الكثير من المتطوعين القادمين من السعودية ومصر. وكانت الدول التي لا ترسل أفرادا للجهاد تعوض ذلك بالأموال، مثل الكويت. ويتم شراء أسلحة خفيفة بهذه الأموال. ويساعد أسامة بأمواله عائلات هؤلاء المجاهدين إن احتاجوا، ويدفع أحيانا ثمن تذاكر الطائرات التي كانوا المجاهدون يعودون فيها كل فترة لبلادهم للإطمئنان على أهليهم ثم العودة للقتال مرة أخرى. وكان الأمر منظما ومعلنا، وأسماء المجاهدين وبياناتهم مسجلة في "قاعدة" بيانات داخل مكتب الخدمات.
بالاختصار، كان زمنا جميلا ومشوقا. ويندم المرء أن لم يلحقه.
استمرت الحرب حوالي عشر سنوات. 79 - 89 ، وانهار على أثرها الاتحاد السوفيتي واهتزت صورته بعد أن هزمه بضعة آلاف من المقاتلين الشباب الفقراء الأفغان والعرب. لكن خطة الشيخ عزام كانت أكبر من هذا. فعينه كانت على تحرير فلسطين!
عبد الله عزام

ورأيه كان أن يتم استخدام هؤلاء الشباب الذين تدربوا في الحرب الأفغانية ليتم إرسالهم إلى فلسطبن وأن يطرق المجاهدون الحديد وهو ساخن. لكن للأسف تدخلت قوى عطلت هذه الخطة الطيبة. فدكتور أيمن الظواهري كان يتبع تنظيم الجهاد المصري، ويقال أنه أثر على تفكير أسامة بن لادن وأقنعه بالمنهج  الذي يوصف إعلاميا بـ "التكفيري"،الذي يقول أن بداية التحرير تكون بتطهير البلاد العربية من حكامها، وأن الأفضل هو عدم تنفيذ خطة الشيخ عزام الفلسطيني، بل الهجوم على الحكومات العربية لتحرير الشعوب أولا من طغيان رؤسائهم وإفسادهم لعقول الشعوب ودينهم.
وبدأت المشاكل والخلافات. لكن تم اغتيال الشيخ عزام بعد النصر بقليل.. تم تفجير سيارته ومعه ابنه وهما ذاهبان لصلاة الفجر. تم اغتياله داخل باكستان التي احتوت القضية الأفغانية بحكم الجيرة والدين. ورحل الرجل البطل شهيدا.
لكن أفغانستان عاد إليها الاحتلال مرة أخرى على يد الأمريكان. وأثبت الشعب الأفغاني النقي المتدين أنه عصِي على الاحتلال. إنما هذه المرة لم نجد من يأخذ على عاتقه نشر قضية الأفغان المسلمين بين شعوب المسلمين!.. لم نسمع عن سلسلة محاضرات في القاهرة تحكي البطولات، ولا رأينا شخصية مثل عزام تجمع التبرعات والشباب والسلاح لتحقيق النصر.
لقد خسر المسلمون كثيرا باغتيال هذا الرجل. وآن الأوان لظهور شخصية تسير على خطاه وتتمثل أفعاله.


من الشخصيات التي كان لها أثر جيد في تفعيل معنى الإيجابية في نفسي المدون الصوتي البريطاني، لوك بوراج، الذي يعمل كقاذف كرات محترف على السفن السياحية!.. لوك شخصية عجيبة للغاية، فهو بريطاني لكن يعيش في ألمانيا بعيدا عن أهله. علم نفسه الألعاب البهلوانية Juggling وتحولت من هواية لمصدر دخل. يؤلف الروايات وينشرها مجانا على موقعه الإلكتروني. له بودكاست شهير اسمه SFBRP يلخص فيه انطباعاته على كل رواية خيال علمي يقرأها. وهو مصور موهوب ويحب الفوتوغرافيا وتسجيل الفيديو!..


فـ Luke Burrage من هؤلاء الذين يبعثون في النفس حسرة، ويدفعون المرء لفعل المزيد واستغلال الوقت بشكل أفضل. وإن كانت آراؤه الدينية والفكرية الشخصية تختلف جذريا عما أؤمن به، إلا أن هذا لا يمنع الاستفادة من الأجزاء الأخرى في شخصيته، وأهمها كما قلت: الإيجابية والاجتهاد.



ويليام كوبر
كتبت في السابق عن ويليام "بيل" كوبر William Cooper وسلسلته الإذاعية الهامة التي كشف فيها مؤامرات حكومية أمريكية واسعة وخطيرة. هذا الرجل تم اغتياله بعد 11 سبتمبر بأيام.
وقد كان شوكة في حلق الساسة الأمريكان.. يهاجم سياساتهم واستخدامهم للإعلام الأمريكي للسيطرة على عقول الشعب بعيدا عن مبادئ الدستور التي كان يقدسه ويرى أن الحكومة تلتف عليه.



وبالأمس كنت استمع للحلقات المسجلة لبرنامجه الإذاعي على الموجة القصيرة ShortWave يوم انهيار الأبراج الثلاثة لمركز التجارة العالمي. البرنامج كان اسمه Hour of the Time
للتاريخ، عليك سماع هذه الحلقات!..

10 ساعات متواصلة على الهواء والرجل يتابع الأخبار أولا بأول ويتلقى الاتصالات ويضع أسس التشكيك في الرواية الرسمية التي ألصقت تهمة التخطيط لأحداث 11 سبتمبر بالمسلمين!
لقد فهم الرجل اللعبة منذ الوهلة الأولى. وفضح مسألة تفجير البرجين عمدا وأن الطائرتين لا يمكن أن يتسببا في انهيار الأساسات الحديدية لناطحتي السحاب بهذه الطريقة أبدا. إن كنت تفهم الإنجليزية فاستمع لهذا التسجيل، لترى ردود الأفعال الأولى لأحداث ذلك اليوم.

القناة الإذاعية التي كان يبث (وليام كوبر) منها كانت ضعيفة الإمكانيات لكن قدراته ومهارته وعقله الراجح وخبراته العسكرية وتاريخه الطويل مع البحث والقراءة جعلت برنامجه أهم برنامج إذاعي في مجاله في العالم كله!.. ولهذا استهدفه البيت الأبيض بالاسم عندما فضح مسألة تورط الفيدراليين في التخطيط لتفجيرات أوكلاهوما سنة 1995، فاضطر الرجل لترحيل زوجته الصينية الأصل وابنتيه خارج البلاد لحمايتهما، واستمر هو يتحدث من منزله بولاية أريزونا وينبه المستمعين في التسعينيات لما يتم تدبيره لهم على يد الحكومة، وأن استهداف نيويورك سيحدث وسيكون بداية لإدخال البلد في حروب ضد المسلمين الأبرياء!... ولما تحقق ما قاله ووقعت أحداث سبتمبر 2001 تم اغتياله يوم 5 نوفمبر على باب منزله، بشكل فج، وعلى يد الشرطة المحلية التي ذهبت تحت إدعاء تسليمه طلب الحضور للمحكمة في قضية "ضرائب" ومعهم إسعاف وطاقم طبي استعدادا للمواجهة المسلحة معه!

حاجز اللغة يحرم العرب من هذه المعلومات القيمة. فعليك ألا تحرم نفسك منها إن كنت تفهم الإنجليزية، وإلا فما فائدة تعلم اللغات إن لم تفتح لنا آفاقا جديدة لمواد ووثائق غير موجودة في لغتنا الأصلية؟!
وهنا تجد أغلب حلقاته بصيغة ملفات Mp3 صغيرة الحجم. أكثر من ألف ملف!


السبت، 6 أكتوبر 2012

إبراهيم الرفاعي.. خرجت عليه مدفعية كاملة لقتله, واستشهد صائما!


لا يمكن لحديث عن المعارك والحرب مع إسرائيل أن ينتهي، إلا ويكون اسمه حاضراً، وتتسابق الذاكرة والألسن لتردده بقوة ومهابةً، كتلك التي ربما تنتابك فقط إذا نظرت إلى إحدى صوره.
تسابق لقب "القائد" للاقتران باسمه، فبعد تخرجه من الكلية الحربية 1954، شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم تولى قائد كتيبة الصاعقة أثناء حرب اليمن حتى أنه حصل على ترقية استثنائية تقديراً لدوره.
ولم يكن التفكير ليذهب باسم غير "إبراهيم الرفاعي" عندما قررت قيادة القوات المسلحة بعد 5 يونيو 67، وتحديداً في 5 أغسطس 1968، أن يتم تشكيل مجموعة فدائيين للقيام بعمليات خاصة داخل سيناء، أو ما عرف بـ"حرب الاستنزاف".
فكان "الرفاعي" قائد هذه المجموعة التي نفذت أول عملياتها في "الشيخ زويد"؛ حيث تم نسف قطار إسرائيلي و"مخازن الذخيرة " المتروكة منذ 67، ومنذ ذلك الوقت الذي تشكلت فيه هذه المجموعة بقيادة "الرفاعي" لم تهدأ إسرائيل من تلقي الضربات غير المتوقعة .
ولم يهدأ "الرفاعي" أيضاً أو يركن كلما حقق ضربة ناجحة "للعدو" في عقر داره، بل عمل على زيادة عدد مجموعته وتثبيت أقدامها لتنتشر في مناطق كثيرة داخل سيناء.
تلك المجموعة التي لن تنساها إسرائيل، ولم ينساها كل من شارك بحرب أكتوبر، والاستعداد لها بعد 1967؛ المجموعة "39 قتال" ورمز "رأس النمر" الذي اختاره قائدها "الرفاعي" منذ 25 يوليو 1969.
وربما لم يكن الكيان الصهيوني وحده الذي تصيبه المفاجأة بل قيادات الجيش المصري كذلك وقفت أمام ما قام به "الرفاعي" وفرقته، ومنها في عام 68 بعد أن نشرت "إسرائيل" صواريخ لإجهاض العمليات التي يقوم بها الجيش المصري؛ حيث أخبره رئيس أركان الجيش وقتها الشهيد عبد المنعم رياض بإحضار إحدى هذه الصواريخ لمعرفة مدى تأثيرها على أفراد الجيش المصري.
ولم تمر أيام حتى عبر "الرفاعي" برجاله قناة السويس، وعاد "بصحبة " ثلاثة صواريخ من بين التي نشرها "الكيان الصهيوني"؛ تلك العملية التي تم على إثرها عزل القائد الإسرائيلي المسؤول عن قواعد الصواريخ . 
  
وليس هذا فقط، بل إحضار "الرفاعي" وفرقته لبطل الجيش الإسرائيلي وقتها الملازم " داني شمعون" إلى قلب الجيش المصري دون تكبد أية خسائر، كان ضمن العمليات التي كادت أن تفقد قيادات الجيش الإسرائيلي العقل، حتى أنهم أطلقوا على "الرفاعي" وفرقته "مجموعة الأشباح".
كان "الرفاعي" يؤمن بشدة أن القتال هو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض الكرامة، لذلك لم يهدأ بعد استشهاد "عبد المنعم رياض" ليصوب إلى إسرائيل ضربة قوية ثأراً لرئيس الأركان ولكل جندي بالجيش المصري.
فعبر برجاله واحتل موقع "المعدية 6"، الذي أُطلق منه رصاصات استشهاد الفريق "رياض"، وكان الرد بمقتل ما يقرب من 44 جندي إسرائيلي، ورفع العلم المصري لأول مرة على ذلك الموقع منذ 67، الأمر الذي اضطر إسرائيل لتقديم احتجاج لمجلس الأمن وكان ذلك عام 1969. 
    
ويأتي اليوم الذي انتظره "الرفاعي" لعودة الأرض، 6 أكتوبر 1973؛ حيث قاد كتيبة الصاعقة، التي أصابت إسرائيل بالارتباك بعد الضربات المتتالية التي تم توجيها.
ومنها  تدمير طائرات الهليكوبتر لآبار البترول في منطقة "بلاعيم" - شرق القناة - مما حرمها من الاستفادة منه، وتدمير بعض الطائرات بمطار "الطور"، واختراق موقع غرب القناة والوصول إلى منطقة " الدفرسوار" وتدمير المعبر المقام. 
   
وفي "الثغرة" لم يستسلم "الرفاعي" لهول الموت الذي رأته العيون بالإسماعيلية، فلم ينسحب وأّثر أن يواجه ويبادر إلى الموت، ليبدأ ضرب النيران بإخراج مدفعية كاملة لقتل "القائد" الذي عرفوه من أجهزة الاتصال الموضوعة برقبته.
ويبتعد الجميع من فوق قاعدة الصواريخ، ويظل "القائد" موجهاً سلاحه" للعدو" حتى أصابته إحدى شظاياه، فكان استشهاده يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973، لتفقد " فرقة 39 قتال" قائدها الصائم، الذي كان يأمرهم بالإفطار، ويرفض لنفسه ذلك، وتحتفل إسرائيل بمجرد سماعها لخبر استشهاده عبر أجهزة التنصت مطلقةً الهاونات الكاشفة .
-----------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر"القلم مُفجر الثورة".


هبة سليم.. الأرستقراطية المصرية التي ارتمت في أحضان الفقي والموساد


''هبة عبدالرحمن سليم عامر''، الفتاة الأرستقراطية المدللة ساكنة حي ''المهندسين''، لم تكن لها وظيفة سوى ''النادي'' والحديث عن ''الأزياء والسهرات''، أنهت دراستها الثانوية وأرسلها والدها ''وكيل وزارة التعليم'' للدراسة بفرنسا، وهناك ''سقطت في الهاوية'' .
داخل مدرجات الجامعة، التقت ''هبة'' بفتاة إسرائيلية من أصول بولندية، أقنعتها أن ما تفعله إسرائيل ليس سوى ''تأمين لمستقبلها وأن العرب لا يريدون السلام''، ونجحت الفتاة في ''غسل مخ'' هبة، وعاونها ''أستاذ جامعة فرنسي'' أقنع ''هبة'' بالاستمرار في فرنسا لمزيد من الدراسة، وكانت بداية تجنيدها في ''الموساد'' .
وفي تلك الأثناء كانت ''هبة سليم'' تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس، وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الأوروبية بكل تفاصيلها، فرحت عندما عرض ضابط الموساد عليها ''زيارة إسرائيل''، ولم تصدق أنها ''مهمة لهذه الدرجة''، ووصفت الرحلة قائلة: ''طائرتان حربيتان رافقت طائرتي كحارس شرف وتحية لي''، وهي إجراءات تكريمية لا تقدم إلا لرؤساء الدول الزائرين، ووصل الأمر لمقابلة ''العمة'' أو ''جولدا مائير''.
وضعت ''هبة'' خطة لتجنيد ''الضابط فاروق الفقي''، ذلك ''المهووس'' بها داخل أروقة النادي، وبالفعل وافقت على الخطبة له في أول أجازة إلى مصر، و تحت تأثيرها، حكى لها ''فاروق'' أسرار عمله العسكري، وأماكن الصواريخ المضادة للطائرات، تلك التي ''تشل حركة'' الهجوم الجوي أوقات الحروب.
لم تبخل ''هبة'' بجهدها، وكانت ترسل المعلومات أولا بأول عبر ''اللاسلكي''، ولاحظ قادة منطقة الصواريخ أن عمليات الهجوم والتدمير من جانب إسرائيل تتم ''بدقة شديدة'' حتى قبل ''جفاف قواعد خرسانة الصواريخ''، وبدأوا في ملاحظة ''الضابط فاروق الفقي''، ومن هنا بدأ ''اصطياد صقور التجسس''.
ألقي القبض على ''فاروق'' وجندته ''المخابرات المصرية'' كعميل مزدوج بعد ''محاكمة عسكرية'' وحكم بالإعدام، و لكن عدلت الخطة للاستفادة منه بالإيقاع بشبكة التجسس.
زودته المخابرات بمعلومات خاطئة لاستمرار العملية واستدراج ''هبة'' لمصر، وبالفعل أرسل ''فاروق'' يخبرها أن والدها مريض ويجب أن تأتي لرؤيته، و أرسلت شبكة التجنيد لتتأكد من صحة رسالة ''فاروق'' فوجدت الأب بالفعل بالمستشفى، وهو ما فعله رجال المخابرات المصرية تأمينا لخطتهم.
بداية النهاية.. ركبت ''هبة'' الطائرة إلى ليبيا - حيث كان يعمل والدها هناك - وعند هبوط طائرتها في طرابلس كان بانتظارها ضباط المخابرات المصرية، أخذوها بهدوء حتى لا ''يقتلها الموساد'' وسط المطار قبل انكشاف أسرارهم، وجاءوا بها للقاهرة.
حكم علي هبة ''بالإعدام شنقا'' بعد اعترافها بتفاصيل خيانتها، وأودعت السجن لحين تنفيذ الحكم، وأثناء زيارة ''هنري كسينجر'' لمصر بعد وقف إطلاق نار حرب أكتوبر، أوصته ''العمة جولدا'' أن يتوسط لدى ''السادات'' لتخفيف الحكم عن ''هبة''، وعندما أبلغه ''كسينجر'' قال: ''ولكني أعدمتها !''، فسأله ''متى''، أجابه السادات: النهاردة الصبح .
وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا في اليوم نفسه، وتنبه ''السادات'' أن ''مفاوضات الحرب'' قد تصبح في أزمة ''إذا ما استخدمت ''الجاسوسة'' كورقة ضغط، أما ''فاروق'' فأعدمه ''قائده'' رميا بالرصاص منهيا صفحة في تاريخ ''حرب الجواسيس''.
--------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مٌفجر الثورة".

قالها الشاذلي: الله أكبر.. فصدقت رؤياه

عندما عرض اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث علي سيادة الفريق "الشاذلي" بكلمته التى سيلقيها على جنوده قبل المعركة.. حتي يروى الفريق: (دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فى مركز قيادته فوجدته يراجع الكلمة التى سيلقيها على جنوده عند بدء القتال، فعرضها على وطلب رأى فيها- كانت كلمة قوية ومشجعة حقا- قلت له: إنها ممتازة ولكنى لا أتصور أن أحدا سوف يسمعها.. إن هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت لأحد، فما بالك بهذه الخطبة الطويلة؟ ثم لمعت فى ذهنى فكرة بعثها الله لتوها ولحظتها.. إن أفضل شئ يمكن أن يبعث الهمم فى النفوس هو نداء "الله أكبر"، لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات للصوت على طول الجبهة وننادى فيها الله أكبر الله أكبر.. سوف يردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء وسوف تشتعل الجبهة كلها به! إن هذ أقصر خطبة وأقواها.. وقد كان. صدقت يا سيادة الفريق.
---------------------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر " القلم مُفجر الثورة".

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

إبراهيم عيسي يهذي.. شاهد الفضيحة بين السطور!



تأتى الذكرى التاسعة والثلاثون لحرب أكتوبر العظيمة وآخر قائد حىّ من قادة هذا النصر محبوس فى سجن طرة.

ألا يجب احتفالا بالذكرى الغالية وافتخارا بالمعركة الخالدة أن ننقل الرجل من السجن إلى مستشفى القوات المسلحة؟

لا بد أن نفرق هنا بين الرئيس محمد حسنى مبارك الذى عارضناه وقاومناه وثُرنا عليه، والفريق محمد حسنى مبارك قائد سلاح الطيران فى أعظم انتصار مصرى فى التاريخ الحديث، بل هو النصر العسكرى الوحيد لمصر منذ عهد محمد على.

أقولها اقتداء بالنبى محمد (ص) حين دخل مكة فاتحا بنصر من عند الله فغفر وسامح وصفح وعفا وقال لصناديد الكفر الذين حاربوه وقتلوا المسلمين كفرًا وشركًا: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

إن الثورة يجب عليها أن لا تنتقم، بل أن تعدل، والعدل النبيل الأصيل هو ما يرقى فوق الغضب والحقد والكراهية ويؤكد قيم العدالة قبل أحكامها.

من حقنا أن نحاكم رئيسا ونسجنه.. لكن من حق نصر أكتوبر أن نسمو بمعاملتنا مع آخر قائد حى من قادته ونوافق على نقله إلى مستشفى يقضى فيه ما تبقى له من عمر. بالفعل " إبراهيم عيسي" هو قائد السيت داون كوميدي. وعجبي ياعجمي!


-----------------------------------------------------------------


مدونة التخقيقات الأولي في مصر " القلم مُفجر الثورة".