ما تقرأه أيام الصبا يكوّن ذوقك الأدبي لحياتك فيما بعد. إصدارات وسلاسل روايات مصرية للجيب صاغت ذوق ملايين الشباب العربي، وهذه الحقيقة لا مفر من إنكارها سواء كرهناها أو أحببناها
ربما كانت أجهزة الأمن المصرية تتحكم بشكل ما في مؤلفي السلاسل، كـ د/ نبيل فاروق (أحد كبار مؤيدي الانقلاب والمخابرات وقمع الإسلاميين)، أو الميول التغريبية هي سمة مؤلفها الآخر، د/ أحمد خالد توفيق (الناصري المتشرب - ويا للعجب - بالثقافة الأمريكية حتى النخاع!)، إلا أن تاريخ الإصدارات به أكثر من علامة فارقة، أراها محاولات من المؤلفين لكسر الدائرة التي وضعهم فيها الناشر والأمن، بل والتي شارك فيها القارئ الكسول الكاره للجديد الخارج عن المألوف.
ومن هذه العلامات الفارقة سلسلة نوڤا للخيال العلمي الفلسفي، التي كتبها العراقي رءوف وصفي ، وسلسلة الكوميكس المصورة التي رسمها فواز ومعلوف، والتي لم يصدر منها إلا أقل من عشرة أعداد.. سلسلة أوسكار.
هريدي رائد الفضاء المصري. صورة من العدد الأول لسلسلة أوسكار |
دار النشر اشترت حقوق ترجمة بعض القصص المصورة الأجنبية، وأصدرتها في سلسلة قصيرة العمر كان اسمها سوبر أوسكار.. لكن الكوميكس المترجمة لا ترقَ أبدا لمستوى القصة المصورة المكتوبة بنفس لغة وثقافة القارئ.. ولهذا كان أول عدد من سلسلة أوسكار - والتي تختلف عن سوبر أوسكار - مرسوما بأيادٍ عربية، وبسيناريو عربي.
أول عدد أبهرني في صغري، لكن تم تمزيقه لسبب خارج عن إرادتي، وظللت لفترة طويلة أتمنى أن أقرأه مرة أخرى، وأبحث بين الحين والآخر عن الأعداد الأخرى في السلسلة التي تصورت أنها ستكون بنفس جودة العدد الأول.
لكن يبدو أن الله كان رحيما بي، إذ لم أجد الأعداد الأخرى، فظلت الذكرى طيبة في عقلي ولم تشوهها معرفة الحقيقة!
فقد عرفت مؤخرا أن الأعداد التالية قد اختارت الطريق الأيسر والأسوأ، إذ لم يقدم «فواز» ولا «معلوف» قصصا مصورة، واكتفى الناشر بترجمة قصص أجنبية، مع تعريب أسماء الأبطال والشخصيات، فخرجت القصص مسوخا مشوهة لا طعم لها!
-----
أما سلسلة نوڤا فلها مكانة خاصة، إذ كانت تختلف عن كل الموجود في السوق العربي.. كانت خيالا علميا متأثرا بالغرب لكنه تأثر خفيف لا يطغى على القصة. وكان الأبطال عربا من البداية، والشخصيات تتكلم بأسلوب جيد لا يشبه أسلوب خالد توفيق المتشبع بحوار الأفلام الأمريكية!
فالقصة العربية يجب أن يتحدث أبطالها بطريقة عربية.. لا أن يقولوا أشياء مأخوذة من شريط ترجمة (معامل أنيس عبيد)
مثل:
اذهب للجحيم!
يا لها من امرأة ساخنة!
-----
قبل 100 سنة بدأنا في فن الرواية بتعريب وتمصير الروايات الفرنسية والإنجليزية، على أمل أن يخرج الجيل التالي وقد فهم الحرفة وقواعدها فيخرج روايات نابعة من بيئته وأفكاره
لكن يبدو أن صنف المغامرات والخيال العلمي والأسطوري لن ينبعا أبدا بصورة طبيعية من عقول المؤلفين العرب، ربما لأن الواقعية أسهل، أما الخيال فيحتاج لقدرة على التخيل وتصور ما وراء الواقع..
وهو ما نفتقده.
http://nova.share3althakafa.com
http://super_oscar.share3althakafa.com
http://super_oscar.share3althakafa.com
http://www.riwaya.tk/a3dad_khassa.php
http://www.4shared.com/folder/q5uXo081/____.html
http://www.4shared.com/folder/q5uXo081/____.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق