‏إظهار الرسائل ذات التسميات تفسير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تفسير. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

تفسيــر آية 29 سورة فاطر .





الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) . ســـورة فــاطر

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآيــة

( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ) أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.

ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاة التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، والنفقة على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات. ( سِرًّا وَعَلانِيَةً ) في جميع الأوقات.

( يَرْجُونَ ) [بذلك] ( تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ) أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة، هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئا.

وذكر أنهم حصل لهم ما رجوه فقال: ( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ) أي: أجور أعمالهم، على حسب قلتها وكثرتها، وحسنها وعدمه، ( وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) زيادة عن أجورهم. ( إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) غفر لهم السيئات، وقبل منهم القليل من الحسنات.



منـــقول

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن

للشــيخ السعدي رحمه الله

الاثنين، 8 أغسطس 2011

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ









تفســــــير قوله تعـــالى ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

سورة الشعراء آية 215





قــــال الشـــيــخ السعــدي رحمه الله في تفسير الآية





بلين جانبك, ولطف خطابك لهم, وتوددك, وتحببك إليهم, وحسن خلقك والإحسان التام بهم، وقد فعل صلى الله عليه وسلم, ذلك كما قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فهذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم, أكمل الأخلاق, التي يحصل بها من المصالح العظيمة, ودفع المضار, ما هو مشاهد، فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله, ويدعي اتباعه والاقتداء به, أن يكون كلا على المسلمين, شرس الأخلاق, شديد الشكيمة عليهم , غليظ القلب, فظ القول, فظيعه؟ [و] إن رأى منهم معصية, أو سوء أدب, هجرهم, ومقتهم, وأبغضهم، لا لين عنده, ولا أدب لديه, ولا توفيق، قد حصل من هذه المعاملة, من المفاسد, وتعطيل المصالح ما حصل, ومع ذلك تجده محتقرا لمن اتصف بصفات الرسول الكريم, وقد رماه بالنفاق والمداهنة, وقد كمَّل نفسه ورفعها, وأعجب بعمله، فهل هذا إلا من جهله, وتزيين الشيطان وخدعه له، ولهذا قال الله لرسوله: ( فَإِنْ عَصَوْكَ ) في أمر من الأمور, فلا تتبرأ منهم, ولا تترك معاملتهم, بخفض الجناح, ولين الجانب، بل تبرأ من عملهم, فعظهم عليه وانصحهم, وابذل قدرتك في ردهم عنه, وتوبتهم منه، وهذا لدفع احتراز وهم من يتوهم, أن قوله ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ) للمؤمنين, يقتضي الرضاء بجميع ما يصدر منهم, ما داموا مؤمنين, فدفع هذا بهذا

والله أعلم.



منـــقول

تفســــير السعدي

الخميس، 14 يوليو 2011

ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله



وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ

للكاتب : د.وليد خالد الربيع


تقرر هذه الآية الكريمة حكمة قرآنية، وسنة ماضية، وحكما عادلا من الله تعالى وهو: «الجزاء من جنس العمل»؛ فمن عمل صالحا مخلصا لله لقي جزاء ذلك في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى، ومن عمل سيئة استحق العقوبة في الدنيا والآخرة إلا أن يعفو الله تعالى عنه. وقال الراغب مبينا أقسام المكر: «وذلك ضربان: مكر محمود وذلك أن يتحرى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، ومذموم وهو أن يتحرى به فعلاً قبيحاً، قال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقال في الأمرين: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ }»اهـ.
والمكر بالناس وخديعتهم من جملة الأعمال السيئة التي نهى الله تعالى عنها وبين سوء مآلها وخطورة آثارها، وأكد أن عقوبتها من جنسها.
فالمكر في لغة :- العرب يدور حول الاحتيال والخداع كما قال ابن فارس،
وقال الطبري: «وأما المكر فإنه الخديعة والاحتيال للممكور به بالغدر ليورطه الماكر به مكروها من الأمر» اهـ.

وأما في الاصطلاح :- فقد فرق كثير من العلماء بين المكر المضاف إلى الله تعالى والمكر الواقع من الخلق، كما قال الجرجاني في التعريفات: «المكر من جانب الحق تعالى: هو إرداف النعم مع المخالفة، وإبقاء الحال مع سوء الأدب، ومن جانب العبد: إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر»اهـ.

وقال مبينا أن الجزاء من جنس العمل: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}.
ويوضح الشيخ ابن سعدي المراد بالمكر في هذه الآية فيقول : «الذي مقصوده مقصود سيئ ومآله وما يرمي إليه سيئ فمكرهم إنما يعود عليهم»، ويؤكد ابن كثير هذا المعنى بقوله: «ومكروا بالناس في صدهم إياهم عن سبيل الله، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، أي وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم».

ويشير الشيخ الطاهر بن عاشور إلى ما اشتملت عليه هذه الآية من مواعظ وآداب فيقول : «فكم انهالت من خلال هذه الآية من آداب عمرانية ومعجزات قرآنية ومعجزات نبوية خفية»، ثم يفصل ذلك مبينا أن إضافة (مكر) إلى (السيئ) من إضافة الموصوف إلى الصفة مثل: عشاء الآخرة. وأصله: أن يمكروا المكر السيئ بقرينة قوله: {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}.
ويوضح أن المكر هو إخفاء الأذى، وهو سيئ؛ لأنه من الغدر، وهو مناف للخلق الكريم، فوصفه بالسيئ وصف كاشف، ولعل التنبيه إلى أنه وصف كاشف هو مقتضى إضافة الموصوف إلى الوصف لإظهار ملازمة الوصف للموصوف فلم يقل: ومكروا سيئا، ويبين سبب كون المكر هنا سيئا، وذلك لأنه مكر بالنذير وأتباعه، وهو مكر ذميم لأنه مقابلة المتسبب في صلاحهم بإضمار ضره، وجملة {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} تذييل أو موعظة.

ومعنى كلمة يحيق: أي : ينزل بشيء مكروه، يقال : حاق به، أي : نزل وأحاط إحاطة سوء، أي لا يقع أثره إلا على أهله، وفيه حذف مضاف تقديره: ضر المكر السيئ أو سوء المكر السيئ كما دل عليه فعل (يحيق).
فإن كان التعريف في (المكر) للجنس كان المراد بأهله كل ماكر. وهذا هو الأنسب بموقع الجملة ومحملها على التذييل ليعم كل مكر وكل ماكر، فيدخل فيه الماكرون بالمسلمين من المشركين، فيكون القصر الذي في الجملة قصرا إدعائيا مبنيا على عدم الاعتداد بالضر القليل الذي يحيق بالممكور به بالنسبة لما أعده الله للماكر في قدره من ملاقاة جزائه على مكره، فيكون ذلك من النواميس التي قدرها الله تبارك وتعالى لنظام هذا العالم؛ لأن أمثال هذه المعاملات الضارة تؤول إلى ارتفاع ثقة الناس بعضهم ببعض، والله بنى نظام هذا العالم على تعاون الناس بعضهم مع بعض؛ لأن الإنسان مدني بالطبع، فإذا لم يأمن أفراد الإنسان بعضهم بعضا تنكر بعضهم لبعض، وتبادروا الإضرار والإهلاك ليفوز كل واحد بكيد الآخر قبل أن يقع فيه، فيفضي ذلك إلى فساد كبير في العالم والله لا يحب الفساد ولا ضر عبيده إلا حيث تأذن شرائعه بشيء؛ ولهذا قيل في المثل: «وما ظالم إلا سيبلى بظالم»، قال الشاعر:
ولكل شيء آفة من جنـسـه
حتى الحديد سطا عليه المبرد
وكم في هذا العالم من نواميس مغفول عنها، وقد قال الله تعالى: {
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}، ومن كلام العرب : «من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا»، ومن كلام عامة أهل تونس: يا حافر حفرة السوء ما تحفر إلا قياسك «اهـ.
وأما نتيجة ذلك المكر الباطل فهو العقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} قال الطبري : «والذين يكسبون السيئات لهم عذاب جهنم»، وقال ابن سعدي: «أي: يهلك ويضمحل ولا يفيدهم شيئا لأنه مكر بالباطل لأجل الباطل».
وقال محمد بن كعب القرظي: «ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به مكر أو بغي أو نكث، وتصديقها في كتاب الله تعالى {
وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}، { إِنَّمَابَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ }، { فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ }».
وقد وردت بعض الأحاديث في التحذير من المكر السيئ، «المكر والخديعة في النار
» (1)قال الشراح: «أي تدخل أصحابها النار»، وقيل: لا يكون صاحبهما تقيا ولا خائفا لله؛ لأنه إذا مكر غدر، وإذا غدر خدع، وذا لا يكون في تقي، وكل خلة جانبت التقى فهي في النار».
وبعد، فينبغي للمسلم أن يكون برّاً، وفياً، وثيق الذمة، صادق الوعد، كريم العهد، ثابت العقد، لا يخون ولا يغدر ولا يخفر، ويتجافى عن كل رذيلة ودنيئة، ولاسيما المكر والخداع وإيذاء الناس وانتهاك حرماتهم وأكل حقوقهم بغير حق،
والله الموفق.

منـــقول
مجلة الفرقان


(1) المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1769خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

الاثنين، 11 يوليو 2011

إنما يخشى الله من عباده العلماء .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفسير قوله تعالى
(إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)



ما معنى :(إنما يخشى الله من عباده العلماء) ؟
وعلى من تعود الخشية ؟ ونحن جميعاً نعلم أن الله لا يخشى أحدا
وإنما يخشاه العباد ؟


الحمد لله
قال الله تعالى

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
فاطر/28


فالفاعل هنا :(العلماءُ)
فهم أهل الخشية والخوف من الله .


واسم الجلالة (الله) : مفعول مقدم .
وفائدة تقديم المفعول هنا : حصر الفاعلية
أي أن الله تعالى لا يخشاه إلا العلماءُ


ولو قُدم الفاعل لاختلف المعنى
ولصار : لا يخشى العلماءُ إلا اللهَ ، وهذا غير صحيح
فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله


ولهذا قال شيخ الإسلام عن الآية
" وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ .
وَهُوَ حَقٌّ ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/539)
وانظر : "تفسير البيضاوي" (4/418)
و "فتح القدير" (4/494)



وأفادت الآية الكريمة
أن العلماء هم أهل الخشية
وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم


قال ابن كثير رحمه الله
" إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به
، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير
أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر


قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى
(إنما يخشى الله من عباده العلماء)
قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير...


وقال سعيد بن جبير
الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل


وقال الحسن البصري
العالم من خشي الرحمن بالغيب
ورغب فيما رغب الله فيه
وزهد فيما سخط الله فيه


ثم تلا الحسن
(إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور)

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال
ليس العلم عن كثرة الحديث
ولكن العلم عن كثرة الخشية . . .


وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل
قال :كان يقال العلماء ثلاثة
عالم بالله عالم بأمر الله
وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله
وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله



فالعالم بالله وبأمر الله
الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض


والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله
الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض


والعالم بأمر الله ليس العالم بالله
الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل
" انتهى من تفسير ابن كثير (4/729) باختصار



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في
"مجموع الفتاوى" (17/21)

قوله تعالى
( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لا يَخْشَاهُ إلا عَالِمٌ ;
فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ


كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى
( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )
الزمر/9 " انتهى .

وقال السعدي رحمه الله


" فكل مَنْ كان بالله أعلم ، كان أكثر له خشية
وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي
والاستعداد للقاء مَنْ يخشاه


وهذا دليل على فضل العلم
فإنه داعٍ إلى خشية الله ، وأهل خشيته هم أهل كرامته
كما قال تعالى
( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )
البينة/8 " انتهى .


والحاصل : أن الفاعل في الآية هم العلماء
ومعنى الآية :أن الله تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ
وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه
وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء

تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

منـــــقول
ملتقى قــــطرات العلم


الثلاثاء، 19 أبريل 2011

قال تعالى(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ )





قال تعالى(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) يس الآية 12 .
ِ
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره
لهذه الآية الكريمة
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى ) أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال، ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا ) من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، ( وَآثَارَهُمْ ) وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.
ولهذا: ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) (1)وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما.
( وَكُلَّ شَيْءٍ ) من الأعمال والنيات وغيرها ( أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) أي: كتاب هو أم الكتب وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ.

*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.
(1) أخرجه مسلم / المسند الصحيح /كتاب العلم /باب من سن سنة حسنة أو سيئة / حديث رقم 4837

الأحد، 3 أكتوبر 2010

وهو اللطيف الخبير .


قال العلاَّمة السعدي
- رحمه الله -:

في تفسير قوله - تعالى -:
{وهو اللطيف الخبير}
من معاني اللطيف:

"أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه
فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر،
ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب،
ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب
لا تكون من العبد على بال".

وذكر الشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله
~~~***~~~***~~~***~~~
في كتابه
(فقه الأسماء الحسنى):

"ولطف الله بعبده وله باب واسع ، يتفضل الله تعالى بما شاء منه على من يشاء
من عباده ممن يعلمه محلا لذلك وأهلا :
• فمن لطفه بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي
إلى نور العلم والإيمان والطاعة.

•ومن لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء
ويوفقهم لنهي النفس عن الهوى ،
ويصرف عنهم السوء والفحشاء
مع توافر أسباب الفتنة وجواذب المعاصي والشهوات ؛
فيمنّ عليهم ببرهان
لطفه ونور إيمانه فيدعونها مطمئنة لتركها نفوسهم ،
منشرحة بالبعد عنها صدورهم.

•ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛
فقد يريدون شيئا وغيره أصلح ؛
فيقدر لهم الأصلح
وأن كــرهوه لــطفاً بهم.
قال تعالى: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز"

•ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا
من البلايا والمحن سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم.

•ومن لطفه بعبده -سبحانه- أن يقدر له
أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم والإيمان ،
وبين أهل الخير ليكتسب من أدبهم وتأديبهم.
وأن ينشأ كذلك بين أبوين صالحين ،
وأقارب أتقياء ، وفي مجتمع صالح.

•ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة
يحصل به المقصود ولايشغله
عما خلق له من العبادة والعلم والعمل به ،
بل يعينه على ذلك.

•ومن لطفه بعبده أن يقيض له إخوانا صالحين
ورفقاء متقين يعينونه على الخير ويشدون من أزره
في سلوكه سبيل الاستقامة
والبعد عن سبل الهلاك والانحراف.

•ومن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب
فيوفـقه للقيام
بوظيفة الصبر فيها ،
فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب .

•ومن لطفه سبحانه بعبده أن يكرمه بأن يوجد في قلبه
حلاوة روح الرجاء وانتــظار الفرج وكشف الضر؛
فيخف ألمه وتنشط نفسه.

قال ابن القيم- رحمه الله- في نونيته:
وهــو اللطيف بــعبده ولــعبده *** والـلـطف في أوصـافه نـوعـانِ
إدراك أســرار الأمــور بخُـبره *** والـلـطف عند مواقع الإحـسـانِ
فيــُريك عزته ويُـبدي لطـــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ


منقول

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

وقفة مع آية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مع آية
قال تعالى
:(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لاَ يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )سورة الأنبياء 98:103

ترى من هؤلاء؟
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن
تفسير سورة الأنبياء
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~

إن الذين سبقت لهم منا الحسنى

أي‏:‏ سبقت لهم سابقة السعادة في علم الله،
وفي اللوح المحفوظ
وفي تيسيرهم في الدنيا لليسرى والأعمال الصالحة‏.‏

‏{‏أُولَئِكَ عَنْهَا‏}‏ أي‏:‏ عن النار ‏{‏مُبْعَدُونَ‏}‏ فلا يدخلونها، ولا يكونون قريبا منها، بل يبعدون عنها، غاية البعد، حتى لا يسمعوا حسيسها، ولا يروا شخصها، ‏{‏وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ‏}‏ من المآكل، والمشارب، والمناكح والمناظر، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مستمر لهم ذلك، يزداد حسنه على الأحقاب‏.‏

‏{‏لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ‏}‏ أي‏:‏ لا يقلقهم إذا فزع الناس أكبر فزع، وذلك يوم القيامة، حين تقرب النار، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر وهؤلاء لا يحزنهم، لعلمهم بما يقدمون عليه وأن الله قد أمنهم مما يخافون‏.‏

‏{‏وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ‏}‏ إذا بعثوا من قبورهم، وأتوا على النجائب وفدا، لنشورهم، مهنئين لهم قائلين‏:‏ ‏{‏هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ‏}‏ فليهنكم ما وعدكم الله، وليعظم استبشاركم، بما أمامكم من الكرامة، وليكثر فرحكم وسروركم، بما أمنكم الله من المخاوف والمكاره‏.‏


~~~~~~~~~~~~~~~~

جعلنا الله وإياكم ممن سبقت لهم الحسنى من الله تبارك وتعالى

اللهم آمين