قال العلاَّمة السعدي
- رحمه الله -:
في تفسير قوله - تعالى -:
{وهو اللطيف الخبير}
من معاني اللطيف:
"أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه- رحمه الله -:
في تفسير قوله - تعالى -:
{وهو اللطيف الخبير}
من معاني اللطيف:
فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر،
ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب،
ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب
لا تكون من العبد على بال".
وذكر الشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله
~~~***~~~***~~~***~~~
في كتابه
(فقه الأسماء الحسنى):
"ولطف الله بعبده وله باب واسع ، يتفضل الله تعالى بما شاء منه على من يشاء
من عباده ممن يعلمه محلا لذلك وأهلا :
• فمن لطفه بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي
إلى نور العلم والإيمان والطاعة.
•ومن لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء
ويوفقهم لنهي النفس عن الهوى ،
ويصرف عنهم السوء والفحشاء
مع توافر أسباب الفتنة وجواذب المعاصي والشهوات ؛
فيمنّ عليهم ببرهان
لطفه ونور إيمانه فيدعونها مطمئنة لتركها نفوسهم ،
منشرحة بالبعد عنها صدورهم.
•ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛
فقد يريدون شيئا وغيره أصلح ؛
فيقدر لهم الأصلح
وأن كــرهوه لــطفاً بهم.
قال تعالى: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز"
•ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا
من البلايا والمحن سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم.
•ومن لطفه بعبده -سبحانه- أن يقدر له
أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم والإيمان ،
وبين أهل الخير ليكتسب من أدبهم وتأديبهم.
وأن ينشأ كذلك بين أبوين صالحين ،
وأقارب أتقياء ، وفي مجتمع صالح.
•ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة
يحصل به المقصود ولايشغله
عما خلق له من العبادة والعلم والعمل به ،
بل يعينه على ذلك.
•ومن لطفه بعبده أن يقيض له إخوانا صالحين
ورفقاء متقين يعينونه على الخير ويشدون من أزره
في سلوكه سبيل الاستقامة
والبعد عن سبل الهلاك والانحراف.
•ومن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب
فيوفـقه للقيام
بوظيفة الصبر فيها ،
فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب .
•ومن لطفه سبحانه بعبده أن يكرمه بأن يوجد في قلبه
حلاوة روح الرجاء وانتــظار الفرج وكشف الضر؛
فيخف ألمه وتنشط نفسه.
قال ابن القيم- رحمه الله- في نونيته:
وهــو اللطيف بــعبده ولــعبده *** والـلـطف في أوصـافه نـوعـانِ
إدراك أســرار الأمــور بخُـبره *** والـلـطف عند مواقع الإحـسـانِ
فيــُريك عزته ويُـبدي لطـــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ
منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق