‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورية العروبة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سورية العروبة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

إنجازات حافظ الأسد.. بائع الجولان

- تسليم القنيطرة دون قتال، سقوط الجولان، منع أي مقاومة مسلحة سورية لتحريرها عبر 45 سنة مضت على الإحتلال.. جميع ذلك لا يمثل سوى لقطات جانبية من مشهد أكبر بكثير، لِما ارتكبه الأسد الأب ثم ابنه بحقّ قضية فلسطين، وسورية، والقومية العربية، والمنطقة العربية والإسلامية، على امتداد العقود الماضية.

لو صحّ وصف الأسد الأب بالدهاء، فلسبب واحد- ورثه ابنه عنه- هو التمكّن من تصوير الهزائم إنتصارات، وتصوير الخدمات المتوالية لصالح العدوّ الصهيوني دعما للمقاومة، ولصالح العدوّ الأمريكي سياسة "ممانعة"، وهو خداع لا يزال يصدّقه فريق ممّن يعتبرون أنفسهم من القوميين العرب الأحرار، رغم أنّ الجرائم الأسدية وصلت بعد المشاركة في تقتيل الفلسطينيين واللبنانيين إلى تقتيل السوريين أنفسهم، وهم الذين كان من بين رموز دورهم على صعيد قضية فلسطين في العصر الحديث عز الدين القسام في تاريخ المقاومة الفلسطينية للغزوة الصهيونية وجول جمّال في حرب 1956م.

45 سنة مرت على أكبر هزيمة في تاريخ العرب في العصر الحديث في حقبة ازدهار القومية والاشتراكية، وتضمّنت فيما تضمّنت احتلال هضبة الجولان، وهي في الوقت نفسه 45 سنة تمثل بداية سيرة حياة الأسد الأب وابنه.. ومع حلول نهاية الإبن بعد أبيه عبر الثورة الشعبية السورية التاريخية، يجب وضع النقاط على الحروف بمنطوق الأحداث التاريخية كما وقعت. 
 
حافظ الأسد الذي يستحق لقب بائع الجولان:
- انضم لحزب البعث عام 1946م، وأسس -في القاهرة- أثناء وحدة مصر وسورية ما سمّي بالتنظيم السري أو اللجنة العسكرية سنة 1960م (وهذا مؤشر على مدى تأييده للوحدة والقومية العربية.(!

- اعتقل يوم الإنفصال (بسبب توقيع حزب البعث في دمشق على وثيقة الانفصال، أي انقلاب 1961م على دولة الوحدة السورية المصرية بزعامة جمال عبد الناصر) وأعيد إلى سورية بعد 44 يوما.

- بعد الإنقلاب البعثي 1963م أعاده إلى الجيش صديقه صلاح جديد (وهو الذي غدر به لاحقا فوضعه في السجن حتى مات بعد 23 سنة(.

- تمت ترقيته دفعة واحدة من رتبة رائد إلى رتبة لواء سنة 1964م (كما صنع هو لاحقا مع ابنه) فعُيّن قائدا للسلاح الجوي.

- شارك في الإنقلاب العسكري على زعامة البعث سنة 1966م، فأصبح وزيرا للدفاع.

- وعن بيع الجولان سنة 1967م روى رئيس الاستخبارات في الجولان آنذاك خليل مصطفى (اغتيل بعد فترة) في كتابة الشهير (سقوط الجولان) تفاصيل إقدام حافظ الأسد وعبد الحليم خدام على تسليم القنيطرة دون قتال، بإعلان سقوطها وإصدار الأوامر بالإنسحاب الكيفي.

- ثمّ قام حافظ الأسد بإنقلاب سنة 1970م على رفاق دربه (صلاح جديد ونور الدين أتاسي) واستولى على رئاسة الجمهورية.

لا يوجد مسؤول عسكري أو سياسي يبقى في منصبه في أي دولة معتبرة عندما تقع في عهده هزيمة عسكرية لبلده، حتى ولو لم يكن السبب "خيانة" بل مجرّد قصور القطاع الذي يحمل هو المسؤولية عنه، سواء كان هو سبب القصور أو من يتبعون لمسؤوليته، أمّا أن ينال ترقية، فينتقل من منصب وزير الدفاع إلى رئاسة الجمهورية بانقلاب عسكري، ثم يضاعف قبضة الحكم الإستبدادي الإستخباراتي على البلد ويورّثه لابنه، فذاك ما يجعل السؤال مشروعا: كيف حصل على هذه "المكافأة السخية" إلا بدعم العدوّ الذي حقّق هو له مآربه عبر تلك الهزيمة؟

هل من مؤشرات على ذلك؟.. يوجد الكثير من التصريحات الإسرائيلية.. ولا ينبغي الإلتفات إليها.. ولكن:

بدأت سيرة حياة العائلة الأسدية سياسيا بتسليم الجولان، ثم كانت المحطات التالية على صعيد قضية فلسطين متزامنة مع المحطات التالية من ترسيخ الاستبداد الاستخباراتي الهمجي في سورية نفسها.

- في حرب 1973م التي اعتبرت "نصرا"، لم تتحرّر الأرض، بل تضمّنت- فيما تضمّنت- رفض حافظ الأسد مواصلة الحرب بدعم ثلاثة ألوية عسكرية عراقية!..

- في مطلع الحرب الأهلية اللبنانية ارتكب حافظ الأسد مذبحة تل الزعتر بحق الفلسطينيين سنة 1976م، وجاء ذلك بعد التصريح الأمريكي الشهير يوم 21/1/1976م بعدم الاعتراض على "تدخل خارجي" في لبنان.. وفي 29/1/1976م كان التصريح الآخر لوزارة الخارجية الأمريكية أوضح عبارة (إن الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا، بالنسبة لتسوية الأزمة اللبنانية). كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان آنذاك (يوم 5/6/1976م) بقوله (على إسرائيل أن تظل في موقف المراقب، حتى لو دخلت القوات السورية بيروت لأن دخول القوات السورية في لبنان، ليس عملاً موجهاً ضد أمن إسرائيل.(

- في حرب 1982م الإسرائيلية ضدّ لبنان وحصار بيروت لم يتدخل زهاء 40 ألفا من أفراد الجيش السوري في القتال دفاعا عن لبنان- وإن حدثت مواجهات جوية لتثبيت وجود صواريخ سام السورية على أرض لبنان- وكانت الحصيلة إجلاء قيادات منظمة التحرير الفلسطينية عن لبنان.

- استُكملت عملية تطهير الشمال اللبناني من المقاومة الفلسطينية المسلحة (كتطهير سورية من قبل) بين سنتي 1985 و1988م عندما دخل حافظ الأسد في حرب المخيمات مع حلفائه في لبنان فأجبر قوات منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات آنذاك على التخلي عن مواقعها في بيروت والشمال والإنتقال إلى منطقة الجنوب اللبناني.

- تولّى الجانب الإسرائيلي أمر القضاء على المقاومة المسلّحة الفلسطينية في الجنوب بعد أن أصبحت محاصرة واقعيا بين السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب والسيطرة العسكرية السورية في الشمال..

إذا أردنا معرفة ما يعنيه شعار "دولة المقاومة والممانعة" يجب أن يظهر للعيان بصدده أنّه قد واكب منذ ذلك الحين:

- لم يعد للمقاومة الفلسطينية وجود يذكر في لبنان وسورية، ولكن أصبح البديل في لبنان: (المقاومة اللبنانية) الجديدة نسبيا المتركزة على منظمة حزب الله"، بدعم النظامين الأسدي والإيراني.

- لم يعد يوجد شيء اسمه مقاومة مسلحة فلسطينية في سورية نفسها، واختزل "دعم المقاومة" في دولة "المقاومة والممانعة" في دعم إعلامي وسياسي محدودين لبعض الفصائل، لا سيما حماس.. التي لم يكن لها أن تنشأ إطلاقا على أرض سورية في العهد الأسدي، بل نشأت خارج حدودها وفرضت بذلك واقعا جديدا على خارطة قضية فسطين والمنطقة.

- أمّا الحديث عن "مقاومة مسلّحة سورية"، شعبية أو رسمية، فيمكن أن يثير الأسى والألم فحسب، فوجود النظام الأسدي، كاتن ولا يزال هو "الضمان" للحيلولة دون أي بذرة مقاومة، تحت عنوان: الاستقرار، موضع التأييد صهيونيا وأمريكيا!..

أما آن أوان أن يقف المخلصون من القوميين العرب حقا، ومن المدافعين عن قضية فلسطين حقا، من الثورة الشعبية السورية على نظام "بائع الجولان"، الموقف الذي تفرضه عليهم قضية فلسطين، والاعتبارات القومية، ناهيك عن الاعتبارات الإنسانية والسياسية والحضارية لهذه المنطقة وشعوبها؟

أما آن الأوان أن ندرك.. أن تحرير شعب سورية عبر ثورته، بتضحياته وبطولاته الذاتية، هو الطريق الذي لا غنى عنه، والذي لا يجوز لمخلص أن يقف منه موقف "الحياد" -ناهيك عن الرفض- من أجل تحرير الجولان والعودة بقضية فلسطين إلى مكانتها الأصيلة؟

لجذب إنتباهك عزيزي المتبحر في علوم البحث عن الحقائق...
سقط في الجولان حوالي 120 سوريا فقط وهؤلاء قاتلوا بوازع فردي، أي لم يكن هناك حرب أصلا! هل يعقل أن حربا يسقط فيها 120 جنديا تسمى معركة أو حرب؟!
·  كيف يعلن حافظ الأسد عن سقوط القنيطرة وعن انسحاب كيفي ولم يحارب أو يكن هناك معركة أصلا؟!
·       كيف يصبح شاب عمره 34 عاما لواءً؟! هل هذه مهنية عسكرية؟!
·       تخيل شخصا يخون حتى من رفعه (صلاح جديد)؟!
·       كم عدد الطائرات التي أسقطتها إسرائيل في حرب 1982 ولم يفعل شيئا الأسد؟!
·       كم عدد السوريين والفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلهم؟!
 ------------------------------------------------------------
 مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".