‏إظهار الرسائل ذات التسميات Culture. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Culture. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 7 ديسمبر 2014

التعليم في الصغر..

اليوم اكتشفت لماذا كان يعجبني لحن تشايكوفسكي الشهير المعروف في معزوفة "بحيرة البجع"!!
أنا لا أسمع الموسيقي ولا الأغاني، لكن لفترة طويلة كنت أظن أن انجذابي لتلك المقطوعة سببه أنها ترسبت في عقلي بعد أن شاهدت - أثناء فترة المراهقة - فيلم Billy Elliot الذي كان يحكي قصة صعود فتى فقير لمرتبة أشهر راقص باليه في بريطانيا.
في الفيلم تم استخدام بحيرة البجع كثيمة أساسية للقصة.. لكن يبدو أن ارتباطي بالمقطوعة عائد لتاريخ أبعد من هذا بكثير!
فقد انتبهت فجأة إلى أنها كانت جزءا من أوبريت نيللي الشهير (اللعبة) الذي كان التليفزيون المصري يذيعه كثيرا أثناء طفولتي!
ونتيجة لهذا السماع المتكرر صار عقلي ينتبه لهذه المقطوعة في أي عمل فني فيما بعد.

لو عوّدنا الأطفال على أشياء جيدة فسيكبرون وهم يميلون لها تلقائيا، ولو عودناهم على أشياء تافهة - كالموسيقي - فسيحدث نفس الشيء. فالطفل كالإسفنجة التي تتشرب بكل ما يحيط بها، ثم يتكون عقله وشخصيته وذوقه تبعا لما تربى عليه.

أول فصل من رواية ألدوس هكسلي (عالم جديد شجاع) تركز على هذه النقطة بشكل درامي، خصوصا مسألة تربية الأطفال من صغرهم على كراهية الكتب والقراءة بشكل عام!


الخميس، 1 مايو 2014

الموناليزا الأصلية

ليزا، زوجة تاجر قماش ثري من بلدة فلورنسا الإيطالية، هي موضوع لوحة الموناليزا التي رسمها ليوناردو داڤنشي.
اللوحة تسمى الچيوكاندا أيضا، لأن التاجر كان اسمه جيوكاندو، ولأن الاسم يعني "السعيدة".. مما يفسر ابتسامتها.

اللوحة في متحف اللوڤر الفرنسي، لكن مؤخرا اكتشف متحف مدريد الأسباني وجود نسخة أخرى أوضح رسمها أحد تلاميذ دافنشي، مما مكننا من رؤية المونايزا كما كانت وقت رسمها، وقبل أن يصيبها التشقق بمرور الزمن.



الجمعة، 18 أبريل 2014

حضرة الوزير.. والدراما العربية الكاسدة

عند مقارنة كتّاب الدراما العرب بالغربيين لا أجد وصفا أدق لما يفعله مؤلفو المسلسلات العربية إلا أنه «لعب عيال» !!
مؤلف ساذج يستهتر بعقول المشاهدين، ويعطيهم منتجا استهلاكه ضار جدا بالصحة العقلية!
أما هناك.. في القارة الأوروبية أو الأمريكية، نرى محاولة المؤلف لإتقان عمله الذي تم تكليفه به، وعرضه في أبهى صورة ممكنة.
وسأعطيك مثالا واحدا..
الإنجليز مشهورون بمسلسلاتهم الكوميدية القصيرة التي تنضح ذكاءً.. سواء في الحبكة نفسها أو الحوار بين الشخصيات.. إلا أن المسلسلات الأمريكية تفوقهم شهرة بسبب الدعم المالي الأكبر الذي لا يمكن لدورة صغيرة حاليا كبريطانيا أن تقدم ما يوازيه (خصوصا بعد أن فقدت إمبراطوريتها)
وما يفقده الإنجليز في البهرجة مرتفعة الثمن، يعوضونه في الجوانب الأخرى. فتجد المواضيع التي تعالجها الدراما الإنجليزية أكثر أهمية بمراحل من مثيلتها الأمريكية.

في الثمانينيات، قامت تليفزيون الـ BBC بإنتاج عدة مواسم من مسلسل (نعم يا حضرة الوزير) الذي خلط بين السياسة والكوميديا بنجاح غير مسبوق.. وإلى اليوم لا أعرف له نظيرا!
والسبب هو جرأة وصراحة تعليق المسلسل على الواقع السياسي العالمي وقتها.. وكيف يتم تحريك السياسة الداخلية والخارجية عن طريق تلاعب موظفي الحكومة بعقول الشعب، عن طريق الكذب السياسي المحترف، والصحافة الموجهة، وإلهاء الشعب بالفرعيات.

وبعد نجاح المسلسل تم إنتاج حلقات جديدة بنفس الشخصيات الثلاث الأساسية، مع ترقية شخصية الوزير إلى رئيس الوزراء.

هنا سأعرض عليك محتوى حلقة واحدة من مسلسل Yes Minister لترى كيف نجح المؤلف في تقديم 3 قصص متداخلة في نصف ساعة فقط، هي مدة الحلقة الرابعة من الموسم الثالث!

عنوان الحلقة: The Moral Dimension (البعد الأخلاقي)
وتعالج مسألة الفساد الأخلاقي في أروقة الحكومات، وارتباط هذا بالعالم العربي.
شخصيات المسلسل:
وزير الشؤون الإدارية: هاكر
مساعد مكتب الوزير: سير همفري
المساعد الشخصي للوزير: برنارد

تبدأ الحلقة والوزير على طائرة حكومية مسافرة إلى بلد عربي خليجي نفطي يسمى (قمران) ، ومعه همفري وبرنارد وزوجته، لحضور توقيع عقد كبير بين الحكومة البريطانية والحكومة قمران العربية.
يتم إخبار الوزير أن الحفل الرسمي لن يُسمح فيه بشرب الخمور، بسبب القوانين الإسلامية، مما يصيبه - وبقية الموظفين - بعدم الارتياح.. إلا أنه يقترح خطة كوميدية لحل الموقف!
أن يتم استدعاؤه أثناء الحفل الرسمي إلى حجرة خاصة بالسفارة البريطانية المجاورة، تحت إدعاء تلقيه مكالمة تليفونية مفاجئة، يقوم هو خلال هذا الوقت باحتساء رشفات سريعة من الخمر "تساعده" على تمضية الوقت دون الإساءة بشكل علني للحكومة العربية المستضيفة. وتنجح الخطة.
أثناء الحفل تتلقى زوجة الوزير هدية رسمية من الوزير العربي، في شكل آنية زهور أثرية، لكن برنارد يصدمها عندما يخبرها أن الهدايا يتم تسليمها للحكومة البريطانية ولا يُسمح للوزير بالاحتفاظ بها ما دامت غالية الثمن.
وهنا تقوم الزوجة بالإيحاء لبرنارد بضرورة حل الموقف. فيقوم أحد الموظفين العرب بالتطوع بكتابة تقرير "تثمين" مزيف يقول أن الإناء مجرد تقليد وليس حقيقيا، مما سيسمح بالتالي بجعل ثمنه في الأوراق الرسمية مجرد 50 جنيه بدلا من 5 آلاف جنيه!
لكن أثناء هذا يتلقى برنارد صدمة أخرى عندما يعرف أن العقد المبرم بين الحكومتين اعتمد على تقديم الإنجليز لرشوة مقدارها مليون جنيه، تم توزيعها على الوزير العربي وموظفيه، كإجراء تقليدي يحدث دائما في الصفقات العربية-الأجنبية!!

بعد عودة الوزير لبريطانيا، حدث أن إحدى الجرائد كتبت مقالا تكشف فيه أن الجكومة البريطانية كسبت العقد مع الحكومة القمرانية العربية عن طريق رشوة!
مما جعل من الضروري على مكتب الوزير أن يقدم تبريرا منمقا للصحافة لمسألة المليون جنيه، مع نفي تقديم أي رشوة.

وهنا نعرف في حوار بين همفري والوزير أن الوزير لم يكن على علم بمسألة الرشوة، وأن الحكومة البريطانية تعتبر هذا أسلوب العمل الوحيد مع البلاد العربية التي يسودها الفساد الحكومي. وهنا يقرر الوزير أنه سيرفض الاستمرار في هذه الصفقة المشبوهة، ويقول أن عنده "بعدا أخلاقيا" للمسألة لن يحيد عنه.

مما سيسبب بالطبع إحراجا للحكومة البريطانية بشكل عام إن تأكدت الصحافة من موضوع الرشاوي.

لكن الحبكة تتعقد عندما يعرف الوزير أن الصحافية التي ستسأله عن مسألة الرشوة ستسأله أيضا عن سبب احتفاظ زوجته بإناء أثري كان يجب أن يتم تسليمه لعهدة الحكومة!!
وبالطبع لا يمكن أن يكذب عليها ويخبرها أنه إناء تقليد ومزيف، لأن هذا الكلام سيغضب حكومة قمران ويجعلهم يظهرون في صورة من يقدمون هدايا رسمية مزيفة قليلة القيمة!

وهنا يحاول الوزير الاحتفاظ بنقائه الأخلاقي للنهاية، ما دامت مسألة الرشوة لم يكن هو أصلا على علم لها ولم يكن مشتركا فيها، وما دامت مسألة الإناء الأثري هي نتاج اتفاق زوجته مع برنارد، دون علم الوزير بأن تقرير التثمين كان مزيفا.
لكن سير همفري يتدخل، بحركة مضادة تجبر الوزير على "مجاراة" التيار، وأن يترك المسار الأخلاقي الذي يتظاهر بالتمسك به.
كيف؟؟
قال همفري - بطريقة ماكرة - أنه اقتنع تماما بما يقوله الوزير، وأن الصراحة وإلتزام البعد الأخلاقي هي أمور فائقة الأهمية، ولهذا سيريح همفري ضميره الشخصي بأن يذهب للصحافة معترفا بما فعله الوزير من خداع للحكومة القمرانية أثناء الحفل، وأنه شرب الخمر في السر!!

وكتنت هذه هي القشة التي قسمت ظهر بعير الوزير. إذ سرعان ما تخلى عن أي "بعد أخلاقي" وطلب من همفري الكتمان، وقال أنه سيحل المسألة بأسلوب سياسي "ماكر"

لما جاءت الصحفية استخدم الوزير معها أسلوب نابليون حين يكون الجيش في حالة ضعف، (الهجوم خير وسيلة للدفاع) ، وسارع بنفي وجود أي رشوة، وأكد لها أن كل المصروفات كانت مبررة قانونا ومشروعة، وأن الصحافة البريطانية بأسلوبها التفتيشي هذا تؤدي لإضعاف الاقتصاد البريطاني وتشوبه سمعته في الخارج!
فاضطربت الصحفية أمام هذا الهجوم، وقررت حذف موضوع الرشوة، ودخلت في موضوع الإناء الأثري الموجود بمنزل الوزير.
فكان رده الحاسم هو أن الإناء موجود في بيته بشكل مؤقت فقط، وأن إشاعة أن إناء مزيف كان غرضها حماية هذا الأثر من طمع اللصوص إلى أن يتم تسليم الإناء للحكومة البريطانية لتودعه في المتحف البريطاني!
فكانت النتيجة أن الصحفية قررت حذف هذا الموضوع أيضا، وخرجت من المكتب بخفي حُنين، وبلا أي اتهامات ضد الوزير!

وهنا تنتهي الحلقة.

=====

والآن، هل يمكن لمؤلف عربي أن يقدم كل هذه الخطوط الدرامية في شكل كوميدي مكثف (28 دقيقة) كما فعل مؤلفو هذه الحلقة؟!!
أشك بشدة.

الأحد، 5 يناير 2014

الفيلم الأوروبي 2


كتبت من قبل عن الفترة التي تابعت فيها السينما الأوروبية، المختلفة كثيرا عن الأفلام الأمريكية الهوليوودية.
كانت العروض السينمائية تابعة لمهرجان الفيلم الأوروبي، كما قلت في تدوينة سابقة .. وبعدها بفترة حضرت – مع نفس الصديق – بعض العروض التي قدمتها مكتبة الإسكندرية، والتي كانت تابعة لحركة ما يسمى Dogme 95 ..
وهي حركة فنية سينمائية بدأها (لارس فون ترير) ، وكان هدفها الابتعاد عن المؤثرات والبهرجة التي سادت الأفلام مؤخرا.. والاعتماد على الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان، مع الامتناع عن استخدام أي مؤثرات صوتية أو موسيقية يتم إضافتها بعد تصوير الفيلم!
وبهذا صار لصورة الفيلم المنتج بهذه الطريقة طابعا مميزا مختلفا.. وأصبح التركيز هو على القصة والشخصيات.

شاهدت مع صديقي عرضَين ولم استطع إكمال الثالث لأن محتواه كان صادما أكثر من المحتمل عندي!
الاثنان كانا من الدنمارك، وفي حين أن الثاني Mifune's Last Song لم أعد أتذكره بشكل جيد، إلا أن الأول Festen ظل عالقا بالذاكرة لسنوات.. وهذا دليل الجودة وقدرته على التأثير النفسي في المشاهد.
كلمة Festen بالدنماركي تعني الاحتفال The Celebration ، والفيلم تم إنتاجه 1998 ونال الكثير من الجوائز. والغريب أنه – على الرغم من اختلافه عن المعتاد – تم تقييمه على موقع IMDB بدرجة مرتفعة للغاية.
القصة أثبتت نجاحها حتى وصل الأمر إلى تحويل السيناريو لمسرحية تم تقديمها عدة مرات.. وعلمت مؤخرا أن الفيلم يتم تدريسه في معاهد السينما!

فيلم «الاحتفال» يمكن تصنيفه تحت بند الواقعية، على الرغم من أسلوبه الذي يقترب من الكوميديا السوداء والمبالغة.. وهو جمع صعب بين النوعين، الكوميديا والتراجيديا، لكن المحصلة النهائية تشهد بنجاح الخلطة.

مكان الأحداث هو قصر رجل ثري، كان في الأصل فندقا، يعيش فيه مع زوجته والكثير من الخدم.
الزمان هو احتفال وصوله لسن الستين، وحسب التقاليد ستتجمع العائلة والمعارف والأصدقاء في احتفال أرستوقراطي كبير.
تبدأ السيارات في الوصول للقصر.. الابن الأكبر كريستيان يأتي من باريس، حيث يعمل كصاحب سلسلة مطاعم ناجحة.
الابن الأصغر مايكل يأتي بزوجته وأطفاله. والابنة الوسطى هيلينا تأتي وحدها.
من الحوار نعرف أن كريستيان هو الابن العاقل، لكن علاقاته النسائية لا تنجح لسبب ما.
مايكل عنيف مع زوجته لكن بسذاجة، ويعتمد عليها تماما كالطفل مع أمه، وهو أقل العائلة نجاحا.. سريع الغضب لكن سريع الاعتذار.. وفي صغره عاش بعيدا عن البيت، في مدرسة داخلية. هذه النقطة ستثبت أهميتها للقصة فيما بعد.
كريستيان كان له أخت توأم انتحرت في حمام القصر قبل الأحداث بأسابيع قليلة..
تسير الأمور الاحتفالية طبيعية في البداية، لكن هيلينا تجد كتابة على حائط الحمام الذي ماتت فيه أختها، فتتذكر لعبة قديمة كانا يلعبانها في الطفولة.. وبتتبع الأسهم المرسومة على الحوائط تصل لرسالة كانت الأخت قد خبأتها قبل انتحارها!
لا نعرف المحتوى إلا بعد أن يحدث شيء آخر.. حيث يقوم كريستيان وسط الاحتفال ويخيّر أباه بين خطبتين سيلقي الابن إحداهما.. الصفراء أم الخضراء.. ويختار الأب الخضراء، فيصفها الابن بأنها ستكون: خطبة الحقيقة!
الصفراء أم الخضراء؟؟
"لقد كان أبي يغتصبني أنا وأختي المنتحرة ونحن صغار!".. هكذا يفجر كريستيان القنبلة بين الحضور.. لكن الغريب هو محاولة الجميع لتجاهل ما قال!
يستمرون في الاحتفال والشرب محاولين نسيان الموقف كله.. فينزوي الابن ويصمت منكسرا.
لكن كبير الطهاة في البيت يقوم بتشجيعه على مواصلة المواجهة.. فيقوم كريستيان مرة أخرى ويقول أن أفعال الأب هي السبب وراء الاضطراب النفسي للأخت وانتحارها.
يثور الضيوف، وخاصة الابن الأصغر مايكل، ويلقون بكريستيان خارج القصر.
يرفضون سماع الحقيقة المرة
 يعود مرة أخرى فيعاودون إخراجه بالقوة، لكن هذه المرة يربطونه في شجرة كي لا يفسد ليلتهم!
وتترى الأحداث، فنجد هيلينا تقرأ – باكيةً - رسالة أختها والتي تحوي اعترافا بجريمة الأب.
ويقول كريستيان أن الأم شاهدت الأب مرة وهو يعتدي جنسيا على ابنها الطفل لكنها صمتت لتحفظ صورة الأسرة!

في النهاية يقوم الابن مايكل بالتعدي الجسدي على الأب بعد أن اهتزت صورته أمامه.. على الرغم من أن الأب كان قبل ساعات قد وعده بمساعدته اجتماعيا عن طريق إدراجه في المحفل الماسوني الخاص بالأغنياء، والذي ينتمي إليه الأب!
الأب مضطرب بعد افتضاح جريمته
وفي الصباح يجتمع الضيوف بعد ليلة حافلة، ويتناولون الإفطار. فيقوم الأب بإلقاء كلمة اعتذار واعتراف بجريمته، ثم يخبره مايكل في أدب أن عليه الآن ترك المائدة كي يتناول الجميع طعامهم في هدوء.. فيستجيب الأب منكسرا.
وفي المشهد الأخير نرى أن كريستيان يفكر في الزواج من إحدى خادمات البيت والتي كان يحبها منذ صغره، والعودة معها لعمله في باريس بعد أن انتصر في معركته مع الأب – ومع نفسه – بأن فتح الجرح القديم ونظفه.. وسيدخل بعدها مرحلة الشفاء النفسي والنقاهة.

الفيلم به خيوط قصصية أخرى تجاوزتها هنا خشية الإطالة.. لكن أظن أن الفكرة الأساسية للحبكة واضحة الآن.
فيما بعد سأكتب عن فيلم أوروبي آخر لكنه يختلف تماما عن أسلوب Festen ، حيث يعتمد على المؤثرات والجرافيكس بصورة أساسية، لكنه يُثبت أن المؤثرات إن تم استخدامها بطريقة سليمة فقد تخدم الفيلم ولا تؤدي للـ"بهرجة" والابتذال، كما يظن أتباع مدرسة Dogme95 الفنية.
والفيلم المقصود هو نرويجي من إنتاج 2010 واسمه TrollHunter أي صائد العمالقة، ويجمع بين الفانتازيا والسخرية والأسلوب التوثيقي في مزيج مميز، لدرجة أن الأمريكان يفكرون في إعادة إنتاجه بممثلين أمريكيين ليتقبله الجمهور الأمريكي الذي يكره في الغالب قراءة شريط الترجمة الذي يكون مصاحبا للأفلام الأوروبية!

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

الفيلم الأوروبي

خطر فجأة ببالي أحد الأفلام التي شاهدتها "أيام الشقاوة".. تذكرت مناظره الطبيعية الخلابة، وخاصة السهول الأسبانية الخضراء التي ركز عليها المخرج فصارت أبقى في الذاكرة من تفاصيل الفيلم نفسه وأحداثه.
أما اسمه فغاب تماما عن الذاكرة.
وهو أحد تلك الأشياء التي تظل تؤرقك إلى أن تتذكرها، فيُشفى غليلك، ويهدأ فضولك، وتطمئن على صحة ذاكرتك!

كل ما كنت أتذكره أني شاهدته مع صديق لي، سنة 2006، في المركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية، ضمن سلسلة من الأفلام الأوروبية التي كانت تُعرض مجانا وقتها.
المشكلة هي أن موقع المركز الفرنسي لا يحتفظ بالأرشيف بعد كل هذه الفترة.. بالإضافة إلى أن الفيلم الذي عرضوه علينا يومها كان مختلفا عما كان مذكورا في "بروجرام" اليوم!
وبهذا صارت مهمة تذكر الاسم عن طريق البحث في الأرشيف متعسرة.
بعد القليل من التنقيب وصلت لموقع جوته (المركز الألماني الثقافي)، ووجدت اسم الاحتفالية، وبعض المعلومات عنها.

December 2006 Euro-Cinema Festival ( 7-15 December )
Organized and Sponsored by: All European Cultural Centers in Alexandria
Hosted by: The French Cultural Centre

The eight European Cultural Centres of Alexandria: The Centre Culturel Français, the Goethe-Institut, the Hellenic Foundation for Culture, the Italian Consulate, the Russian Centre for Science and Culture, the British Council, the Instituto Cervantès and the Swedish Institute in Alexandria are participating to present Euro-Cinema, 9 days of a fascinating encounter with new European cinema.
We will show during the nine days 16 films from our countries, two films from each country. The Alexandrinians will explore the diversity of European cinema production and the common spirit of our film culture.

EuroCinema II 2006 مهرجان السينما الأوروبية 2 بالإسكندرية

استمر المهرجان لتسعة أيام.. 16 فيلما بالإضافة لافتتاحية وخاتمة. ولا أذكر بالضبط كم عرضا حضرت، لكن ما علق بالذاكرة كان بعض الأعمال الفنية الطويلة التي فتحت لي نافذة على السينما الأوروبية، والتي تختلف كثيرا عما تغرقنا فيه هوليوود الأمريكية طوال الوقت!
جدول عرض الأفلام الذي وجدته لم يتضمن الفيلم المقصود، لكني وجدته فيما بعد عن طريق استخدام خصائص البحث المتطور في موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت IMDB ، بإدخال بلد المنشأ وحيز تقريبي لسنة الإنتاج، بالإضافة لبعض الكلمات المفتاحية من قصة الفيلم.
وكانت النتيجة هي التعرف عليه أخيرا.

La vida que te espera (Your Next Life - 2004) Spain
وتدور أحداثه في منطقة نائية في الريف الأسباني، يعيش فيها الفلاحون بطريقة بسيطة لم تتأثر كثيرا بحياة المدن (الحضر) وتعقيداتها.
أما الفيلم الآخر الذي أثر في نفسي عندما شاهدته في المهرجان فكان من ألمانيا
“Die fetten Jahre sind vorbei” The Edukators (2004)

ومعنى اسمه: قد ولّت السنين السمان!
وهو عن الفكر الثوري الاشتراكي في عالم حالي تغلب عليه المادية والرأسمالية.

والغريب أن الفيلمين الآخرين الأوربيين المفضلين عندي هما أسباني وألماني أيضا..

Big Girls Don't Cry (2002) Germany
L'Auberge Espagnole (2002) France-Spain
(فيلم الفندق الأسباني هو إنتاج فرنسي أسباني مشترك. وله جزء ثان اسمه العرائس الروسية. وهناك جزء ثالث سيصدر باسم الأحجية الصينية)
-----
أما آخر يوم حضرته في المهرجان فكان الخميس 14 ديسمبر 2006، اليوم الثامن من الأيام التسعة، وقام المركز الفرنسي بعرض فيلمين فيه.. ألماني وبريطاني:

ألمانيا: (يوم واحد في أوروبا) ألماني أسباني، إخراج هانيس شتور، إنتاج 2004 مدته 100 دقيقة.
المملكة المتحدة: (البستاني المخلص) إخراج فرناندو مايرالاس، إنتاج 2005 مدته 130 دقيقة.
-----
وهكذا تفعل دول الاتحاد الأوروبي لنشر أفكارها وثقافاتها.. يعملون معا متحدين، وتحت راية واحدة على الرغم من تباين أذواقهم ولغاتهم.. فيسوقون لأنفسهم عن طريق أمثال هذا المهرجان، ويتعاونون فيما بينهم.. حيث يشترك المركز الفرنسي والأسباني والألماني واليوناني والبريطاني في تجميع جهودهم والتنسيق بين بعضهم البعض.
أما دولنا نحن العربية الإسلامية فلا تكاد تنتبه لنشر ثقافاتها داخليا أصلا، فضلا عن التفكير في نشرها خارجيا!




=====
:: إضافة للتدوينة (في يناير 2014) ::
وأتذكر أيضا أني حضرت مع نفس الصديق عروضا سينمائية مشابهة فيما بعد، كانت تعرضها مكتبة الإسكندرية ضمن أفلام أوروبية توصف بأنها تابعة لحركة الـ Dogme 95 .. أي التي لا تعتمد على المؤثرات إطلاقا، بل يتم تصوير الفيلم بصورة "خام" أشبه بالأسلوب المسرحي.

شاهدنا فيلمَين من إنتاج الدنمارك، وخرجنا من الثالث (الذي كان بعنوان: الحمقى)
الأول هو Festen أي الاحتفال، من إنتاج 1998
والآخر Mifune's Last Song من إنتاج 1999

وأذكر أني اندمجت مع الفيلم الأول أكثر مما فعل الجمهور الحاضر للعرض وقتها، لأني فهمت أسلوبه المعتمد على الكوميديا السوداء.. فكنت أضحك في مواقف لا يضحك لها باقي الحاضرين!

الفيلم الأوروبي

خطر فجأة ببالي أحد الأفلام التي شاهدتها "أيام الشقاوة".. تذكرت مناظره الطبيعية الخلابة، وخاصة السهول الأسبانية الخضراء التي ركز عليها المخرج فصارت أبقى في الذاكرة من تفاصيل الفيلم نفسه وأحداثه.
أما اسمه فغاب تماما عن الذاكرة.
وهو أحد تلك الأشياء التي تظل تؤرقك إلى أن تتذكرها، فيُشفى غليلك، ويهدأ فضولك، وتطمئن على صحة ذاكرتك!

كل ما كنت أتذكره أني شاهدته مع صديق لي، سنة 2006، في المركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية، ضمن سلسلة من الأفلام الأوروبية التي كانت تُعرض مجانا وقتها.
المشكلة هي أن موقع المركز الفرنسي لا يحتفظ بالأرشيف بعد كل هذه الفترة.. بالإضافة إلى أن الفيلم الذي عرضوه علينا يومها كان مختلفا عما كان مذكورا في "بروجرام" اليوم!
وبهذا صارت مهمة تذكر الاسم عن طريق البحث في الأرشيف متعسرة.
بعد القليل من التنقيب وصلت لموقع جوته (المركز الألماني الثقافي)، ووجدت اسم الاحتفالية، وبعض المعلومات عنها.

December 2006 Euro-Cinema Festival ( 7-15 December )
Organized and Sponsored by: All European Cultural Centers in Alexandria
Hosted by: The French Cultural Centre

The eight European Cultural Centres of Alexandria: The Centre Culturel Français, the Goethe-Institut, the Hellenic Foundation for Culture, the Italian Consulate, the Russian Centre for Science and Culture, the British Council, the Instituto Cervantès and the Swedish Institute in Alexandria are participating to present Euro-Cinema, 9 days of a fascinating encounter with new European cinema.
We will show during the nine days 16 films from our countries, two films from each country. The Alexandrinians will explore the diversity of European cinema production and the common spirit of our film culture.

EuroCinema II 2006 مهرجان السينما الأوروبية 2 بالإسكندرية

استمر المهرجان لتسعة أيام.. 16 فيلما بالإضافة لافتتاحية وخاتمة. ولا أذكر بالضبط كم عرضا حضرت، لكن ما علق بالذاكرة كان بعض الأعمال الفنية الطويلة التي فتحت لي نافذة على السينما الأوروبية، والتي تختلف كثيرا عما تغرقنا فيه هوليوود الأمريكية طوال الوقت!
جدول عرض الأفلام الذي وجدته لم يتضمن الفيلم المقصود، لكني وجدته فيما بعد عن طريق استخدام خصائص البحث المتطور في موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت IMDB ، بإدخال بلد المنشأ وحيز تقريبي لسنة الإنتاج، بالإضافة لبعض الكلمات المفتاحية من قصة الفيلم.
وكانت النتيجة هي التعرف عليه أخيرا.

La vida que te espera (Your Next Life - 2004) Spain
وتدور أحداثه في منطقة نائية في الريف الأسباني، يعيش فيها الفلاحون بطريقة بسيطة لم تتأثر كثيرا بحياة المدن (الحضر) وتعقيداتها.
أما الفيلم الآخر الذي أثر في نفسي عندما شاهدته في المهرجان فكان من ألمانيا
“Die fetten Jahre sind vorbei” The Edukators (2004)

ومعنى اسمه: قد ولّت السنين السمان!
وهو عن الفكر الثوري الاشتراكي في عالم حالي تغلب عليه المادية والرأسمالية.

والغريب أن الفيلمين الآخرين الأوربيين المفضلين عندي هما أسباني وألماني أيضا..

Big Girls Don't Cry (2002) Germany
L'Auberge Espagnole (2002) France-Spain
 
(فيلم الفندق الأسباني هو إنتاج فرنسي أسباني مشترك. وله جزء ثان اسمه العرائس الروسية. وهناك جزء ثالث سيصدر باسم الأحجية الصينية)
-----
أما آخر يوم حضرته في المهرجان فكان الخميس 14 ديسمبر 2006، اليوم الثامن من الأيام التسعة، وقام المركز الفرنسي بعرض فيلمين فيه.. ألماني وبريطاني:

ألمانيا: (يوم واحد في أوروبا) ألماني أسباني، إخراج هانيس شتور، إنتاج 2004 مدته 100 دقيقة.
المملكة المتحدة: (البستاني المخلص) إخراج فرناندو مايرالاس، إنتاج 2005 مدته 130 دقيقة.
-----
وهكذا تفعل دول الاتحاد الأوروبي لنشر أفكارها وثقافاتها.. يعملون معا متحدين، وتحت راية واحدة على الرغم من تباين أذواقهم ولغاتهم.. فيسوقون لأنفسهم عن طريق أمثال هذا المهرجان، ويتعاونون فيما بينهم.. حيث يشترك المركز الفرنسي والأسباني والألماني واليوناني والبريطاني في تجميع جهودهم والتنسيق بين بعضهم البعض.
أما دولنا نحن العربية الإسلامية فلا تكاد تنتبه لنشر ثقافاتها داخليا أصلا، فضلا عن التفكير في نشرها خارجيا!

الأحد، 10 مارس 2013

عن ترجمة الأفلام

بعد ترجمة الوثائقي السياسي (مراوغة - عن فن التضليل الإعلامي) والذي أشرت إليه منذ شهور في تدوينة سابقة (هنا) صدمني رد أحدهم يقول أنه كان "الأوفر" اختيار خيار الترجمة الإلكترونية من صفحة الفيديو على اليوتيوب!
وبعيدا عن عدم موضوعية الرد أصلا، فأسلوب "التثبيط" هذا صار سمة منتشرة على الإنترنت لوأد أي فعل إيجابي، وإحاطة صاحبه بحقل من الطاقة السلبية يجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي مشروع جديد!

الترجمات الإلكترونية لن تغني إبدا عن الترجمة البشرية، وهذا جدال شبه محسوم في أوساط المتخصصين الآن، لأن صياغة الجملة والمعنى لا تتوقف فقط على الكلمات الموجودة في الجملة بل على السياق واللهجة والنبرة، سواء كان المقصود توصيل المعنى بسخرية أو بجدية أو أي عاطفة بشرية أخرى تعجز الآلة حتما عن ترجمتها.
-----
كانت تجربة ترجمة الفيلم جديدة عليّ إلى حد ما، وقد سهلها كثيرا وجود Subtitle سابق قام به أحدهم بالأسبانية، مما وفر عليّ ربط كل سطر حواري بتوقيته الزمني الدقيق المقابل له في الفيلم، والذي مدته ساعة تقريبا. وإن كان الأمر لم يسلم من الحاجة للتصحيح والتعديل حتى في التزامن الذي كان بالنسخة الأسبانية.

ولمن لم يرَ بنفسه أسلوب كتابة ملفات الترجمة، فها هو مثال من بداية الفيلم.. أول 6 سطور من ملف وصل عدد سطوره الحوارية لما يقارب السبعمئة:
1
00:00:04,000 --> 00:00:17,000
- مراوغة -
فيلم وثائقي عن فن التضليل الإعلامي

2
00:00:25,000 --> 00:00:27,000
سنة 1992 كانت سنة الملوك\كينجز

3
00:00:28,000 --> 00:00:32,000
واقعة ضرب شرطة لوس أنجيلوس للمواطن الأسمر رودني كينج
وتصويرها من شرفة أحد المنازل

4
00:00:32,000 --> 00:00:38,000
وما تلى من تغطية مصورة للتظاهرات
باستخدام مروحيات تابعة للقنوات التليفزيونية

5
00:00:40,000 --> 00:00:45,000
كانت سنة ذكرى مرور 25 سنة على اغتيال د\ مارتن لوثر كينج
المدافع عن حقوق السود في أمريكا

6
00:00:45,000 --> 00:00:49,000
والسنة التي شهدت حملة بيل كلينتون لمنصب الرئاسة الملكي
متقدما على منافسيه

وقد استخدمت برنامج Gaupol Subtitle Editor على اللينكس بشكل أساسي، وبرنامج Subtitle Edit على الويندوز (لتجربة الملف قبل تحميله على مواقع الترجمات ولوضع اللمسات النهائية) ، ووجدت أن الأفضل استخدام ترميز اليونيكود للملف بحيث تضمن عمله بشكل سليم على مختلف الأنظمة.


رابط تحميل الملف:
رابط الفيديو الأصلي:
http://www.youtube.com/watch?v=ez4zVwxCCtc
يمكن تحميل أي فيديو من اليوتيوب ببرنامج:
Freemake Video Downloader

وهنا رفعت الفيديو على قناتي باليوتيوب، مع إضافة خاصية إظهار الترجمة العربية المدمجة به
https://www.youtube.com/watch?v=MV0fnSYS-R8

السبت، 26 يناير 2013

Mel Gibson's Braveheart

It is a complete movie.. Tight plot and strong characters. 
Any student of Cinema will notice the distinctive style of Gibson The Director. The Slow Motion scenes
The Catholic version of Christianity
The over-the-top torture scenes of the hero
The crazy blood thirsty mobs
The foggy dream scenes in the woods
The sacrifice of the "hero" for the cause.. etc.
Braveheart (1995) is - more or less - a previous version of The Passion of the Christ (2004) !!


Few are the movies that can still move me emotionally.. and this Scottish Saga is definitely one of them.

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

شوارزنجر وستالوني وأزمة الرجولة..

إذاعة الـ BBC تقدم الكثير من برامجها على الإنترنت للاستماع والتحميل، ومنها هذه الحلقة من (برنامج الأفلام) والتي عرضت حوارا بين أرنولد شوارزنجر وسيلفستر ستالوني ومحاور من الإذاعة البريطانية، بمناسبة صدور فيلمها Expendables 2
هنا سألخص لك الحوار الشيق، وسترى عمقا جديدا لأفلام الحركة (الأكشن) لم تنتبه إليه من قبل.. بالإضافة لتعرفك على طريقة تفكيرأرنولد وستالوني وكيف ينظرون لـ "أزمة الذكورة" الموجودة عند رجال العالم اليوم!
الحوار مفيد وجميل ويستحق أن أسجله هنا ليطلع عليه القارئ العربي الذي يندر أن يسمع أمثال هذه الحوارات في إعلامنا المحلي "الفارغ".

رابط تحميل الحلقة الصوتية من موقع الـ بي بي سي :
16 Aug 12
BBC - The Film Programme
Duration: 29 min
Matthew Sweet meets with Sylvester Stallone and Arnold Schwarzenegger to talk action heroes, male masculinity, and 19th century poetry.
شوارزنجر: انظر لنا.. سلفستر Sly وجان كلود فاندام.. بعضلاتنا البارزة وقوتنا الظاهرة، على عكس أبطال الحركة قديما. هؤلاء ما إن يخلعوا قمصانهم حتى يظهر جسدهم العادي.. كانوا "يؤدون" دور بطل الحركة فقط. أما نحن فقد شكلنا مفهوم القوة\الذكورة\البطولة\الرجولة في الثمانينات. أعدنا تعريف البطل بمواصفات جديدة. والسبب هو ضرورة الواقعية.. أي أن يتناسب شكل جسد البطل مع ما يقوم به من أفعال حركية وقتالية.
سلفستر: ,يبدو على وجوهنا وكأن دبابة سارت عليها من أثر الضرب!

المحاور: فيلمك عن رامبو كان يمثل امتدادا لسياسيات فترة الحزب الجمهوري والرئيس ريجان.. أليس كذلك؟
سلفستر: فعلا. لكني كنت أراه كشخصية تشبه (وحش دكتور فرانكنشتاين).. تمت صناعته ثم تركوه منبوذا. لم أفهم ساعتها البعد السياسي لحبكة الفيلم. عندما قال رامبو Rambo في الجزء الثاني: "هل سننتصر هذه المرة"، قاصدا حرب فايتنام، ثار الليبراليون عليّ واحتشدوا أمام منزلي!.. لم أكن مستوعبا ساعتها لعمق الانقسام السياسي بين الفريقين. الآن أحاول تجنب هذا كليةً.

شوارزنجر: عندما وصفتني الصحافة وقت حملتي الانتخابية بـ (كونان الجمهوري)، نسبة إلى فيلمي (كونان الهمجي Conan the Barbarian)، قبلت الوصف وتبنيته! لأني عندما جئت للولايات المتحدة وسمعت نقاشات جدالية سياسية مثل ما كان بين  همفري ونيكسون (Nixon-Humphrey Debate) أعجبتني آراء نيكسون عن خفض الضرائب عن الأغنياء وتخفيف أعباء الحكومة ع طريق تقليل الدعم، وتقوية الجيش والشرطة، وفتح الاقتصاد على السوق الدولية.. كانت الكلمات كالموسيقى في أذني وأنا قادم من بلد اشتراكية كالنمسا، ولهذا رأيت نفسي مع الحزب الجمهوري من البداية.
المحاور: لكن ماذا عن الفيلم؟.. الجزء الثاني من Expendables يجمع عددا كبيرا من أبطال الحركة في مكان واحد، وهو شيء يشبه (النقابة العمالية) عند الاشتراكيين!!
سلفستر: (يضحك) فعلا معك حق!

المحاور: عندما قدمت يا أرنولد فيلم (Last Action Hero) في التسعينيات كنت ربما تسبق عصرك في مسألة التعامل مع شخصية البطل بطريقة جديدة.. تفكيك الشخصية بشكل كوميدي.
شوارزنجر: المهم دائما في الأفلام هو وجود عامل فكاهي لتخفيف ضغط العنف والأكشن. لهذا تجد في الجزء الثاني من فيلم The Expendables المزيد من الكوميديا. بالإضافة بالطبع للمزيد من الأكشن. ستجد المزيد من كل شيء في الحقيقة! وستسمع ضحكات الجمهور العالية في قاعة السينما.

المحاور: لكنها أقرب للضحكات العصبية، أليس كذلك؟.. لأنهم يضحكون - رغما عنهم - على الرمز الذكوري البطولي الذي طالما وقروه!.. لا نتعامل مع "الرجل" بجدية هذه الأيام. علمت مثلا أن أن الباحثة (سوزان فالودي) Susan Faludi استخدمت ستالوني ضمن دراستها عن أزمة الذكورة في المجتمع الآن!

سلفستر: بالفعل هناك أزمة، والفيلم يؤيد رأيها. لم يعد هناك المجال المتسع الكافي للرجال كي ينموا قدراتهم الطبيعية.. ولا أقصد دراسيا وفكريا فقط، بل جسديا أيضا. ذلك الجزء المغروس في جيناتنا كممارسة الرياضات وخلافه.

شوارزنجر: أعتقد أن أفلام الحركة استفادت من أزمة الذكورة هذه. الرجال شعروا أن سلطتهم تم تقزيمها.. قوتهم استولت النساء عليها.. الوظائف والبيت وباقي مناحي الحياة. والمكان الوحيد الذي يشعرون فيه باستعادة هذه القوة الذكورية هو في قاعة السينما أثناء مشاهدة أبطال حركة مثلنا يضربون وينتصرون ويتحملون المسؤولية والقيادة. لقد استفدنا من اندماجهم داخل عالم الفيلم الفانتازي التعويضي. ولا تنس أنها كانت فترة انتشار (كمال الأجسام) وبناء العضلات وصورة البطل القوي.

سلفستر: وفي الحقيقة فإن الرجال ينظرون لأنفسهم حسب نوع العمل الذي يؤدونه.. خاصة الطبقات الحرفية التي تمارس العمل اليدوي.. وهي طبقة متدهورة الآن وتقل.. فربما فيلم Expendables ملأ جزءا من الفراغ.
المحاور: تقصد كتعويض عن الإذلال اليومي الذي يتعرض له الرجل في الوظيفة!
سلفستر: (يضحك)

المحاور: سؤال أخير. المعركة النهائية في الفيلم تقوم بينك وبين فاندام، واسم شخصيته Vilain .. هل هذه إشارة خفية للعلاقة بين الشاعرين (رامبو Rimbaud) و (فيلان Verlaine) ؟
سيلفستر: (يضحك في مرح) صحيح!.. فاندام كان يسألني هل عليه فعلا أن يستخدم هذا الاسم الغريب فأقول له نعم، لأن بعض الناس مثلك أنت (يقصد المحاور) سيفهم اللمحة المقصودة!
=====

السبت، 27 أكتوبر 2012

عن جنزير وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا

لو كنا في دولة تحترم شرع خالقها لما تجرأ أمثال (جنزير Ganzeer) "فنان الشوارع والجرافيتي" أن يعرض أعماله "الفنية" الإباحية دون خوف عقاب أو توبيخ!.. لكن المأساة هي أننا في دولة يخشى مثقفوها من الشريعة وأحكام الإسلام، ويودون لو طمسوها من عقل كل مواطن مصري حتى يستريحوا.

لو كانت الحرية هي أن يرسم (محمد فهمي) - المعروف باسم (جنزير) - صورة فتاة بعرض الحائط وهي عارية إلا من الحجاب فسحقا لهذه الحرية المسمومة!.. لو حرية الرأي تجعله يسخر في "إبداعاته الفنية" من الشيخين ياسر برهامي وعبد المنعم الشحات، فقد حان الوقت لإعادة تعريف (حرية الرأي) بأنها الوقاحة و قلة الأدب وانعدام الحياء.

ما نوعية أفراد تلك الطبقة "المثقفة" التي تتيح لشخص مثل هذا أن يبيع رسومه في (جاليري) بالزمالك مع علمهم أن بعضها يتعدى على مشاعر كل مسلم؟!.. هل المسألة مجرد تحدي للمسلمين واختبار قدر تحملهم لإهانة شعائرهم ومقدساتهم؟



هل الفن يعني أن يرسم هذا (الجنزير الصدئ) لوحة لامرأة مسلمة محجبة في نصفها العلوي ومكشوفة الفرج والساقين في النصف السفلي؟.. لن أقول أين الإسلام، بل أين الذوق والأدب وأبسط مبادئ الحياء؟
ما الاختلاف إذن بين تعدي الفرنسيين على المسلمات في الطرقات وتعدي مدعي الثورية والفن على المسلمات المصريات؟
هل يكره هؤلاء الليبراليون أن شعب مصر عاد لدين ربه فيريدون أن يجعلوه فاسقا فاسدا شهوانيا وإباحيا مثلهم؟!
إنهم - والله - ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وكأن الحساسية تصيبهم كلما شاهدوا سيدة محتشمة أو شاب ملتح!

لقد أظهروا لنا ما في قلوبهم المريضة، فمتى سنظهر لهم عاقبة أفعالهم؟!.. متى تعود النخوة حتى يخشى إخوان الشياطين من المجاهرة بإنحلالهم كما يفعلون اليوم؟
-----

الصورة لأحد حوائط المعرض قبل الانتهاء من رسمها. ويظهر فيها عامل نظافة يرسم شعار المذهب الأناركي الفوضوي لكن مع تحويره إلى كلمة (لا). والجدار الآخر يحمل صورة فتاة بلا ملامح ترتدي حجابا أسود وأحمر شفاه ويخرج من فرجها حبل سري طويل ينتهي بجنين.


لكن يبدو أن إدارة المعرض لم تتحمل هذا القدر من الانحطاط لأنه في مواجهة الباب الزجاجي للمكان ويظهر بوضوح للمارة خارجه، فقام "الفنان" فتغطية الجزء العاري بطلاء أسود مع كتابة كلمة (عيب) عليه.

ويظهر هنا أيضا رسم يصور الشيخ ياسر برهامي لكن مع لوحة تقول أن اللحية لا تساوي الإسلام.


وحملت جدران المعرض عدة بوسترات تصور الشيخ المهندس عبد المنعم الشحات وتحته كلمة (للوراء)!!


رسم لشخص مغمى العينين وهو يخيط شفتيه بخيط يحمل ثلاثة رموز: صليب وهلال ونجمة إسرائيل.


مسقط رأسي للكعبة والطائفين حولها. يسميها الفنان: الحرم. ووجودها في نفس المكان مع الصورة العارية هو شيء أقل ما يوصف به أنه استهانة بالإسلام وازدراء!.. هذا غير التشكيلات الخطية التي تظهر كلمة (محمد) على الجدران بخط الرقعة.


لكن الطامة الكبرى كانت "عملا فنيا" يصور فتاة مسلمة محجبة تدعو الله وهي عارية أن يرزقها زوجا يجامعها!
لكن (جنزير) حاول إلغاز حروف الدعاء بحيث لا تظهر إلا بعد تدقيق وفحص، وبهذا يتجنب ردود أفعال الناس على فحش الألفاظ التي استخدمها!



أين محامو الإخوان المسلمين الذين كانوا يتصدون - قبل الوصول للحكم - لهذه التعديات الفاضحة على مشاعر المسلمين؟.. لماذا لم ترفع قضية ازدراء أديان على هذا الفنان "الثوري" حتى الآن؟
الله المستعان.

 -----
روابط:
http://safarkhan.com/Ex-ArtWork.aspx?artistid=532&type=current&exid=537
http://ganzeer.blogspot.com/2012/10/the-virus-is-spreading-opening-night.html
http://mariamhamdy.com/2012/10/06/the-virus-is-indeed-spreading/
http://www.scoopempire.com/post/2012/10/02/The-Virus-is-Spreading.aspx
http://www.cairo360.com/article/artsandculture/4549/safar-khan-gallery-the-virus-is-spreading-by-ganzeer

http://muftah.org/freedom-of-expression-under-threat-in-north-africa-an-open-letter-from-ganzeer

http://ganzeer.blogspot.com/2012/11/blog-post.html


الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

نوعية أخرى من الفرسان ذوي الدروع اللامعة

نشرة الدراسات النسوية - ربيع 2009 - مقال لـ (إلاني نصيف) - صــ12
نوعية أخرى من الفرسان ذوي الدروع اللامعة؟ - ارتداء جلد القاتل

"A different (?) kind of knight in shining armor: Wearing the Skin of a Killer"


نصحني الجميع لفترة طويلة أن اقرأ سلسلة (الغسق Twilight) للمؤلفة ستيفاني ماير والتي تتحدث عن رومانسية مصاصي الدماء. لكني - والحق يقال - لم أفعل حتى الآن.. وإن جلست مع أختي الصغيرة قبل عدة أسابيع لأشاهد الفيلم.
والفيلم الصادر في 2008 يعتبر بداية سلسلة الروايات.. وقد أثار حالة من الهياج العاطفي واسعة النطاق، لم تقتصر على المراهقات فقط بل تعدتها إلى النساء من مختلف الأعمار واللاتي زعمن أن قصة الحب التي تقوم عليها الرواية ذكرتهن بهيام فترة الشباب.
لكن السياق المصاحب للهوس بعلاقة الحب هذه - والتي هي بين (بيلا) البشرية و(إدوارد) مصاص الدماء - يثير في نفسي القلق!
ففي حين أن الصورة المعاصرة للفارس ذي الدرع اللامع ليست مثالية بأية حال من الأحوال، إلا أن صورة هذا الفارس هنا "ذا البشرة المتلألئة" تثير الإزعاج على نحو خاص.
فحتى لو وضعنا جانبا حقيقة أنه (فامبير Vampire) مصاص للدماء مما يجعله قاتلا بالضرورة، فإن (إدوارد كولين) متعقب Stalker استحواذي مضطرب!
فشعوره الزائد بأحقيته في جسد بيلا والذي يعبر عن ذاته في أقواله بل وأفعاله الجسدية أيضا إنما يتجاوز صورة الحارس المقرب إلى كونه "مالك" الفتاة بوضع اليد!
ومما يزيد الطين بلة أن (بيلا) ترى هذا الوضع إحدى صور العشق.
وإليك بعض المواقف التي توضح أن الخط الفاصل بين الولاء والهوس كاد أن يتلاشى بالفعل:
- يتسلل إدوارد إلى حجرة بيلا، ويراقبها لشهور دون علمها، واقفا عند حافة سريرها!
- يتتبعها في كل مكان، لدرجة أنه كلما واجهها خطر كان هو موجودا لنجدتها. ويبرر هو موقفه هذا بحاجته الداخلية الدائمة لحمايتها.
- يسميها "هيروينه المخدر الخاص"، وأنها ستظل في حياته للأبد.
- يتخذ قرارات بالنيابة عنها عندما يرى أنها في خطر، ويملي عليها ما تفعله في هذه المواقف. ويرى هذا حقا له لأنه نصب نفسه حاميا لها.
- يحرص على إبعاد أي "خاطبي ود" آخرين عنها.
- يحذرها عدة مرات منه، وأن عليها أن تخافه لأنه قادر على قتلها لكونه مصاص دماء "يشتهي" شرب دمائها، ولا يملك السيطرة على رغباته.. وهي تعابير تطمس بالتأكيد الحاجز الفاصل بين الأكل والقتل والجماع!
ومع كل هذا فالمسألة لا تتوقف عند هذا الحد. بل يزيد شعورنا بالتوجس والخطر عندما يتم تأصيل الصور الفنية المرتبطة بالموت. وأولى هذه الصور نرى فيها بيلا كغزال مرعوب يهرب من شيء ما داخل الغابة. مما يؤكد التصورات القديمة عن المرأة كصيد والرجل كصياد. والصورة الأخرى تزيد الأمر سوءا. إذ نتابع على مدار الفيلم سلسلة من المشاهد التي تشكل فيلما داخليا بحد ذاتها، وتصور إدوارد يمتص دماء بيلا، كإشارة على "حبهما"!
يبدو أن رغبته الشديدة فيها تجعله يتمنى لو تغذى عليها!
ثم تأتي "قبلة الموت" التي توثق إتحادهما وفي نفس الوقت تختم عقد تملك إدوارد لـ "ملكته"، مما يجعلها ضحية أبدية، ويصبغ الفعل كله بصبغة جنسية ويضيف طابعا ساديا وعدائيا للمرأة، ثم يجعل كل ذلك هو مفهوم الفيلم عن الحب!
والأسوأ هو استمرار الاستعارة الفنية الخاصة بـ "الغزال"، حيث توضع بيلا في موقف قطعة اللحم. ويعترف إدوارد بهذا حين يصف نفسه بالذئب الذي وقع في غرام الحمل.
ويستمر الفيلم في التأكيد على هذه الفكرة بجعل إدوارد الحامي والحارس لبيلا الضعيفة المعرضة للهجوم من كل زاوية، بل ومنه هو شخصيا. وتلخص بوسترات الفيلم هذا الأمر بتصويره واقفا في شموخ يفوقها طولا في حين أنها متعلقة به ويختفي نصف وجهها خلف وجهه.
والنتيجة النهائية هي تصوير للعلاقة بين الجنسين في صورة استقطابية حادة بين نقيضين، وفيلم معاصر يميل بشدة نحو إعادة تعريف علاقة الهوى بأنها تسلط الذكر على الأنثى والتحكم فيها!
إدوارد حامي بيلا (أو بالأصح سيدها)، وبيلا خاضعة طوعا لسلطته. هو عليه أن يقوم بكل أمورها لأنها لا يجب أن تفعل شيئا لنفسها وإلا تعرضت لخطر بالغ "بطبيعة الحال"!!
وما يزيد المسألة خطورة هو ذلك التوازي الذي يقدمه الفيلم بين صور الصيد والقتل وصور موت الأنثى، كخليط يشكل علاقة الحميمية والهوى بين الرجل والمرأة. وهو في الحقيقة تجسيد مبطن لمشاعر كراهية نحو النساء.
إذن ما يتم تقديمه هنا للفتيات الصغيرات في أمريكا وخارجها هو عودة لزمن الفروسية لكن في إطار أكثر سوءا من الإطار الأصلي التاريخي!. فسيطرة الرجل على الأنثى تختفي هنا تحت قناع من الإخلاص والحب، ويزيد من تعقيدها خلط الفيلم بين فعل الحب وفعل القتل!
إنه نوع جديد من الفرسان ذوي الدروع اللامعة.. أم تراه نفس النوع؟!
فربما لا يرتدي الفارس الجديد درعا معدنيا لامعا، لكن بشرته لا زالت تلمع تحت الشمس (لمعانا يوصف بشبه لمعان الألماس، وإن كنت أراه أقرب لإسراف في مساحيق تجميل براقة!). إلا أنه تنكر شفاف ومفضوح.. فكما يقول إدوارد: إن جلدي هذا جلد قاتل.

Elani Nassif is a senior, Women's Studies and Sociology, minor in Queer Studies
"A different (?) kind of knight in shining armor: Wearing the Skin of a Killer"
University of California, Irvine - Spring 2009

ترجمة: سلامة المصري

الخميس، 4 أكتوبر 2012

نضوج مبكر أم تمرد طفولي؟

في الأيام القليلة الماضية ظهر خبران متشابهان بعض الشيء، ولم يحظيا بتغطية إعلامية كافية في جرائدنا العربية. الخبر الأول عن الفتاة Akama Miki ذات الـ 12 سنة، حيث أعلنت حبها للمغني الصيني Zhang Muyi ذي الـ 24 سنة. (أكاما) تعمل كـ "موديل" في فيديو كليب لإحدى أغاني المطرب (زانج). ويبدو أن والديها لا يعارضان المسألة!

أما في بريطانيا فقد هربت فتاة عمرها 15 سنة مع مدرس الرياضيات المتزوج Jeremy Forrest ذي الـ 30 سنة واستقلا العبارة إلى فرنسا، حيث يسمح القانون الفرنسي للفتيات اللاتي أعمارهن 15 بالاشتراك في علاقة جسدية برضاء الطرفين!
أما القانون الإنجليزي فيحدد السن القانونية بـ 16 سنة.

الأحد، 23 سبتمبر 2012

السينما فن الإيهام

ولا جدال في هذا!!.. السينما فعلا فن إيهام المشاهد بإدخاله في عالم افتراضي مصنوع عمدا، ومدته ساعتان.
البعض يصف تجربة مشاهدة الأفلام بأنها Escapism أو هروب الإنسان من الواقع مؤقتا.. لكن المشكلة هي في ضعاف العقول الذين يصدقون ما يشاهدون، وكأن المؤلف لن يكذب عليهم ولن يحرف الواقع ليخدم أهداف حبكته الدرامية!

كم من الناس لا يزال يعتقد أن معنى "العصمة في يد الزوجة" هو أن الزوج لن يستطيع تطليقها إلا بإذنها؟!.. إنه أثر الأفلام العربية أيام الأبيض والأسود والتي استخدمت هذا الموقف الكوميدي مرات ومرات:
- طلقيني يا روحي علشان خاطري!
- أبدا..! دي العصمة في إيدي يا زوجي العزيز.
وحقيقة المسألة شرعا وواقعا وقانونا هي أن شرط العصمة هذا يعني مجرد قدرة الزوجة على تطليق نفسها، دون أن يحد هذا الشرط من قدرة الزوج على تطليق زوجته متى أراد!

ومسألة الخداع لا تقتصر على أفلامنا نحن فقط. فالإحصائيات الأمريكية تشير إلى أن أغلبية الناس يصدقون الموقف الذي يتكرر في الأفلام والمسلسلات عندهم كثيرا، حين يطلب المتهم في مركز الشرطة "حقه القانوني" في مكالمة تليفونية واحدة. وفي الواقع، لا يوجد أي قانون يلزم الشرطة بالسماح للمتهم باستعمال الهاتف، لا مرة ولا أكثر!!
إنما المسألة هي تعرض الجماهير للخداع لأنهم شاهدوا الموقف يتكرر كثيرا، فظنوه حقيقة.


الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

أين الشدياق وشاكر والمويلحي في مناهجنا التعليمية؟

لن تصبح الثورة المصرية حقيقة طالما المناهج التعليمية على حالها!
مشكلة هذه المناهج ليست في مجرد "خطأ" ما تعلمه للطلاب بل في ما تتجنب ذكره، وتحجبه عن جيل لم يتعود القراءة خارج الكتب المدرسية!
فهي في الحقيقة حشو لمادة تعليمية غير مهمة بغرض الاستيلاء على أي وقت فراغ لدى الطالب قد يؤدي به لإشباع فضوله المعرفي - إن كانت المناهج مختصرة وتركز على تعليمه طرق البحث عن المعلومة في المقام الأول دون تقديمها له بسهولة فينساها فيما بعد! - وهذا الفضول المعرفي هو الفارق بين أي طالب يحب العلم وآخر يكرهه.

من من أجيال الطلبة الحاليين يعرف أبا فهر محمود محمد شاكر علامة اللغة العربية والأدب الذي كتب وألف عشرات الكتب التي لم يسبق إليها؟!
من من طلبة الجامعات سمع عن أحمد فارس الشدياق أمير النثر العربي الذي كاد يفوق الجاحظ في موسوعيته الأدبية وظرف مؤلفاته وغزارتها؟!
من من دارسي كليات الآداب قرأ حديث عيسى بن هشام للمويلحي والذي يعتبر أول رواية عربية في العصر الحديث؟!

الشدياق - المويلحي - شاكر

لو كنا دولة تحترم عقلية طلاب العلم فيها لما أخفينا هذه الدرر عنهم، لمجرد أنها تربي العقلية الناقدة للقارئ وتساعده على بناء شخصية ثقافية مستقلة، مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة وعيه وتمرده على القوالب الثقافية المفتعلة والفارغة التي تصدرها وزارة "الثقافة" وأدباء حظيرة (فاروق حسني) إلى اليوم!!

لا عجب أن يكره التلاميذ القراءة إذا كان كل تصورهم عنها هو ما يتم تلقينه لهم في مناهجهم العقيمة.
لكن الأعجب هو أن يستمر الحال على ما هو عليه بعد الثورة، وكأن جريمة مبارك الوحيدة كانت سرقة الأموال وقتل المتظاهرين ولم يكن العامل الأساسي في انتشار الجهل بين المصريين ولا كان ناشرا للإباحية الأدبية والسطحية الفكرية طوال سنوات حكمه!!


الأحد، 9 سبتمبر 2012

المسيري وعجرم

من الشخصيات الأكاديمية التي انخدع بها أنصاف المثقفين بمصر الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري!.. فالقارئ لما كتبه يرى فيه مدافعا - من طرف خفي - عن اليهود، في حين يتم تصدير اسمه كعدو للصهيونية وباحث مخضرم في أدبياتها!
اقرأ مثلا الكتاب الضخم الذي رد فيه الدكتور بهاء الأمير على أوهام المسيري والذي أسماه: الوحي ونقيضه، لتفهم بعض ما أعني.
هذا غير أسلوبه الذي كان يتبعه في الجمع بين المظهر الإسلامي الفكري "الحديث" بأن يبدأ محاضراته مثلا بالبسملة والحمد لله، ثم يحشو كلامه بذكر نانسي عجرم والمغنية روبي ومثيلاتهما، بل ويدعو الطلبة للاتصال هاتفيا به فور عرض القنوات لكليباتهما لأنه يدرس الحركات الجنسية التي تعرضها الفيديوهات المصورة هذه، وتأثيرها على ثقافة المجتمع!
عبد الوهاب المسيري

لهذا لا أعجب من احتفاء الليبراليين به لأنهم يرون في فكره بديلا عن المنهج الإسلامي المستقيم، ولأنه "منفتح" على ثقافتهم و"بحبوح" في الكثير من المسائل الشرعية!

ولو اطلعت على موسوعته المحتفى بها والمسماة اليهود واليهودية والصهيونية لوجدت الكثير والكثير من التفاصيل التاريخية ثم لا تصل إلى نتيجة واضحة في مسألة الصهيونية العالمية ونفوذ اليهود الإعلامي والاقتصادي وتخريبهم للثقافة على مر العصور!
وأنا ممن ينصحون باستخدام كتبه كمراجع للمعلومات فقط، وترك كل استنتاجاته ومصطلحاته المخترعة وفقراته التي يوجه القارئ فيها لوجهة معينة مقصودة لغرض في نفسه. فالرجل كان ناقلا جيدا من المراجع الغربية، وهذا يحسب له على الأقل.
-----

اقتباس من كلام المسيري: ’’
وقد درست ثلاث أغاني مصورة لروبي ووجدت فيها أن المخرج يحاول باستمرار أن يعمق الجانب الجسدي فيها لدرجة أنه في آخر أغانيها المصورة لجأ المخرج لرموز جنسية كالثعبان وأشياء من هذا القبيل.
بينما مخرج أغاني نانسي عجرم يتعمق في الجانب العادي والطبيعي. يظل الجسد حاضرا ويظل هو المركز ولكن مع وضع جوانب إنسانية. فإحدى الأغاني تتسم بالحزن وفي أغنية أخرى نجد فتاة تغني لخطيبها. ‘‘

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

ريبيكا بلاك ويوم الجمعة

عندما تعلم أن والدة الفتاة (ريبيكا بلاك) Rebecca Black قالت متفاخرة ’’كانت تلك أفضل 4 آلاف دولار أنفقتها على الإطلاق!‘‘ فتأكد عزيزي القارئ أنه لا أمل في شفاء المجتمع الأمريكي من مرض (البحث عن الشهرة بأي طريقة كانت)!

الحكاية، التى حدثت فى العام الماضى، في مجملها أن إحدى الفتيات الأمريكيات كانت تحلم دائما - كالكثير من قريناتها هناك - بأن تصبح مطربة شهيرة تشبه هؤلاء اللاتي تراهن على الشاشة أمثال (بريتني سبيرز) و(مايلي سايرس). فبريق الشهرة - مهما كان الدافع لهذه الشهرة تافها أو حتى سلبيا مما قد نعتبره نحن فضيحة أحيانا - أعمى الكثيرات ممن خرجن للحياة وسط هذا الجو الذي يمجد "النجوم"، ويصف فيه الإعلام كل من تجيد بعض حركات الرقص المبتذلة بأنها "فنانة موهوبة" و Talented

وليست الفتاة الصغيرة التي نتحدث عنها هنا مختلفة للأسف عن بنات جيلها، لهذا لا يعد عجيبا أنها كانت تحلم بشهرة مماثلة، لكن الاختلاف هو أنها لم تكتف بالحلم بل سعت - بمساعدة أمها! - لتحقيقه.

وأسلوب تحقيق الحلم كان أن دفعت الأم مبلغا زهيدا (بالنسبة لنتيجته التي ترتبت عليه) لإحدى الشركات الصغيرة التي تتخصص في التسجيل الصوتي للأغاني، مع إضافة الكثير من المؤثرات والتعديلات التي قد تحول أي صوت نشاز إلى شيء مفبرك ومصطنع يغطي على سوء الصوت الأصلي، غالبا باستخدام برنامج Auto-Tune.

وإن لم تخني الذاكرة، فالمال كان يعتبر هدية ذكرى ميلاد الفتاة، والتي لا تتجاوز الـ 13 سنة بالمناسبة!

تكفل الاستوديو بكتابة كلمات الأغنية المطلوبة وإنتاج لحن إيقاعي "شبابي" سريع، بالإضافة لتصوير (فيديو كليب) بسيط للفتاة (ريبيكا) وحولها بضعة فتيات يقاربنها في العمر ... حيث حال صغر الميزانية التي دفعتها الأم دون التوسع في الإضافات الشكلية التجميلية التي تكون موجودة غالبا في الأغاني المصورة بشكل احترافي.

وبعد انتهاء العمل على "المنتج" المطلوب، تم وضعه على موقع اليوتيوب الشهير ليشاهده كل من أراد

وما هي إلا أيام وإذا بالفيديو تتصاعد أعداد مشاهدته بدرجة مخيفة وغير متوقعة. ملايين الناس شاهدوه على الإنترنت ... وسخر أغلبهم من الكلمات الطفولية الساذجة للأغنية، لكن هذه السخرية أدت لزيادة فضول الآخرين للتعرف على الأغنية بأنفسهم. وهكذا انطلقت الفتاة على متن صاروخ الشهرة بعد أن كانت منذ وقت قصير مجرد بنت عادية لا يميزها عن أشباهها الكثير. وتحقق بذلك هدف (ريبيكا بلاك) وأمها.

والأغنية نفسها دليل آخر على ابتذال ’الثقافة العامة‘ للأمريكيين الآن. فلا هي تناقش قضية ما ولا حتى تتحدث عن الرومانسية والحب كآلاف غيرها ... بل اسمها (يوم الجمعة) Friday - والذي يقابل في المعنى يوم الخميس عندنا، أي آخر يوم عمل أو دراسة في الأسبوع - وتدور حول سعادة الفتاة البالغة باقتراب الإجازة!

ولا تتوقف سطحية الكلمات والمعاني عند هذا الحد، بل في مقطع صار شهيرا من كثرة السخرية منه في الإعلام وعلى صفحات الإنترنت تقول الأغنية:

’’الأمس كان الخميس واليوم هو الجمعة. الغد هو السبت وبعده يأتي الأحد!!‘‘

فيا له من اكتشاف مذهل أتحفتنا به الآنسة ريبيكا بلاك، وإن كنت أراه مناسبا أكثر لحلقة تعليمية من برنامج الأطفال عالم سمسم!

لكن بما أن المجتمع الأمريكي في غالبيته أصبح يمجد المشاهير لمجرد كونهم مشهورين، بغض النظر عما قدموه ليستحقوا هذه الشهرة أصلا، فقد رأينا الفتاة تحصل على عقد لتسجيل ألبوم موسيقي خاص بها، ورأينا وقوع نزاع قانوني بين والدتها والشركة التي سجلت الأغنية بخصوص تقسيم الأرباح الكبيرة التي يدرها تحميل ملف الـ Mp3 الخاص بالأغنية من موقع iTunes بسعر 99 سنت أمريكي للمرة!

ولا تعجب عزيزي القارئ، فالمهزلة لم تنته بعد.. حيث ظهرت الفتاة ريبيكا ضمن فيديو كليب للمطربة الشهيرة (كاتي بيري Katy Perry) مما زاد بطبيعة الحال من ارتفاع ’موجة الشهرة‘ التي ركبتها الفتاة، وأقنع العديد من الفتيات الأخريات المغمورات أن حلمهن الوهمي بالنجومية يمكن أن يصير حقيقة فعلا ... فـ ريبيكا لا تزيد في نظرهن عنهن شيئا، ولا تملك من المقومات والمواهب ما يفوق مواهبهن!

مع أن الحقيقة الصادمة هي أن نسبة صغيرة جدا هي من تحوز الشهرة وتتسلط عليها الأضواء، في حين يضيع الآلاف الآخرون أوقاتا وأموالا خلال محاولاتهم الفاشلة للوصول لما يشتهون ... وينتهون غالبا دون أن يسمع بهم أحد.

والقصص الواقعية كثيرة وتحكي لكل عاقل كيف كانت خيبة الأمل هي المحطة الأخيرة غالبا في رحلة اللاهثين خلف قطار الشهرة.

إنه، وبكل وضوح وبساطة مرض اجتماعي أصاب الأجيال الحالية بأمريكا وكل بلد آخر يحاول تقليد النموذج الثقافي الأمريكي، وهو نتيجة الانغماس الدائم منذ الطفولة في عالم صناعة الترفيه الإعلامي، وإدمان متابعة أخبار الممثلين والمغنيين والنظر لحياتهم الشخصية في انبهار يصل للإجلال، وبطريقة أبعد ما تكون عن الاعتدال.

والأدهى هو ما لاحظته الدراسات التي بحثت في الموضوع، حيث يزول بالتدريج الفاصل العقلي لدى الجمهور المتفرج بين الوهم والحقيقة، وبالتالي ينحدر الشخص لحالة ذهنية يصعب عليه فيها التمييز بين ما هو ممكن حقيقي وما هو وهمي مفبرك.

والأمثلة على هذا كثيرة ولا تحتاج مني أدنى مبالغة في وصفها.. فعلى سبيل المثال، تلقى صانعو أفلام (العودة إلى المستقبل Back to the future) طلبات كثيرة من الجمهور لشراء لوح التزلج المتقدم ’الطائر‘ الذي ظهر بطل الفيلم يستخدمه، مما اضطر شركة الإنتاج للإعلان بوضوح عدة مرات أنه مجرد خدعة سينمائية، وأن (لوح التزلج المضاد للجاذبية) الذي يحاول الكثيرون شراؤه هو شيء لم يخترع بعد!!

تصور معي المأساة التي ستتولد عندما تصطدم الفتيات الصغيرات - اللاتي يحلمن من الآن بتقليد ريبيكا بلاك والسير على هدى خطاها - بالواقع الجاف الذي لا يشبه العالم السرابي الوهمي الذي كن يتصورن وجوده.

ترى كم من طاقاتهن وأعمارهن سيكون قد ضاع بالفعل في السير خلف هذا السراب؟!

السبت، 1 سبتمبر 2012

الحفظ طريق الثقافة

(خاطرة فكرية عابرة أسجلها هنا بشكل سريع قبل أن تضيع من ذهني)
-----
نظام (مبارك) التعليمي والإعلامي زرع في جيل الشباب مقولة خاطئة ومزيفة، كانت حصيلتها التخلف الثقافي الغالب عليهم اليوم
وهي أن الحفظ غير مطلوب للتعلم.
وانتشر وصف "حافظ مش فاهم" كنوع من السباب والاتهام بالجهل
في حين أن تاريخ العلم والثقافة يخبرنا بشيء مخالف تماما
فالشاعر كان يجب أن يحفظ آلاف أبيات الشعر أولا ليبدأ في الإنشاء
ودارس العلوم عليه حفظ معادلات ورموز ونتائج التجارب السابقة، ليبني عليها شيئا جديدا
والشيخ عليه معرفة أغلب ما قيل في كل مسألة يريد أن يأتي فيها بتفسير جديد أو قول فقهي مختلف، وإلا كان من القائلين بغير علم
فرانسيس بيكون مثلا يقال عليه مؤسس لطريقة التفكير التجريبية في القرن السادس عشر، وأنه موسوعي ويعتبر نخبة مثقفي عصره.. وبمراجعة تاريخه نرى بوضوح كيف عكف على حفظ أقوال السابقين وظل يرددها ويسجلها حتى يبني لنفسه أعمدة قوية يمكن أن يضع فوقها فيما بعد ما سيبتكره ويستخلصه مما فات
فالحفظ هو وسيلة العلم الأولى

انظر مثلا إلى العرب النوابغ وكيف كان الحفظ هو الأساس في أساليبهم الدراسية، وكيف وصل البخاري وابن كثير والقرطبي وابن حنبل إلى مكانتهم عن طريق حفظ آلاف النصوص حرفيا، بحيث تثبت في صدورهم وتتفاعل فينتج عنها رأيا يضيفونه لسجل العلم، ويحفظه عنهم من يأتي بعدهم!!
انظر إلى سيرة العلامة محمود شاكر وكيف حفظ ديوان المتنبي كاملا قبل أن يعرف معانيه.. وكيف كان نظام الكتاتيب قديما يخرج علماء وعباقرة وأدباء، مع أنه يعتمد أساسا على حفظ الصغار لآيات القرءان قبل أن يفهموا تفسيرها ومعانيها وإعرابها وجمالياتها اللغوية إلخ.


مأساة التعليم في مصر هي نسيان الطلاب للمناهج الدراسية فور انتهاء العام الدراسي
لكن لو كانوا يحفظونها طوال عمرهم لتراكمت المعرفة في عقولهم، عاما دراسيا بعد عام، إلى أن يخرجوا من أعوام الدراسة مثقفين بالفعل، ويحملون معارف جليلة في صدورهم يمكنهم استدعاؤها على ألسنتهم بكل سهولة تبعا للمسألة أو الموقف الذي يواجههم في حياتهم العملية بعد ذلك.
ولاحظ مثلا كيف أضاع اليهود والنصارى كتبهم لأنهم اعتمدوا على تدوينها فقط دون حفظها في الصدور، وبالتالي أصابها التحريف والتبديل.
لاحظ الفرق الشاسع بين كيميائي يحفظ الجدول الدوري برموزه وتفاصيله عن ظهر قلب، وآخر يحتاج كل مرة لمراجعة الجدول المكتوب ليتعرف على مدلول أي رمز يقابله في قراءاته وأبحاثه!!

ومن الآن، إن قال لك أحد هؤلاء الشباب أن الحفظ ليس مهما، فاعلم أنه لا يفهم ولا يحفظ، بل مجرد نتيجة طبيعية مأساوية لنظام التعليم المشوه الذي عبث بعقله طوال حياته.

الأحد، 12 أغسطس 2012

BBC Radio

I'm starting this blog post to list some of the most AMAZING BBC shows that I listen to.
You may find it weird for an Egyptian to be so obsessed with the British Radio, but I assure you that great writing knows no borders!.. The British sense of humor may be a little strange at first, but in this age of Globalization & Multi-culture I have no doubt that you will enjoy at least some of these Radio programs.

Usually, I download the new episodes using the fantastic free software that is (Radio Downloader) which enables you to specify what do you want to save on your hard drive.. because the BBC website deletes most of the episodes after a certain amount of time.
=====






Old Harry's Game
Lucy Montgomery's Variety Pack
Tolkien - Lord Of The Rings - BBC (13 ep.)
The HitchHikers Guide To The Galaxy (the first 12 ep.)
John Finnemore's Souvenir Programme
The Return of Sherlock Holmes Series 1
Sherlock Holmes - His Last Bow
Classic Serial Gulliver's Travels
Dr Jekyll and Mr Hyde
The Right Time
Another Case of Milton Jones
Grigorii Efimovich Rasputin - Almost the Truth
Elvenquest
The Castle
Cabin Pressure
Roald Dahl - Matilda
What To Do If You're Not Like Everybody Else - Andrew Lawrence
Herge's The Adventures of Tintin
Potting On
Saturday Stand-Up
Warhorses of Letters
Drama on 3
Play of the Week - BBC Radio 4
Double Income, No Kids Yet
Hut 33
Yes Minister