الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

فرعون موسى

من المواضيع التي أتجنب الكتابة فيها موضوع تحديد شخصية فرعون موسى وربطه بأحد ملوك الأسرات المصرية القديمة.
كثرة النظريات وتضاربها جعلا هذا الموضوع غابة متشابكة غامضة مليئة بالمعلومات الناقصة والمغلوطة والتفسيرات السخيفة و"لي عنق التاريخ" كي يناسب فكرة معينة في ذهن الباحث!
سبب التخبط هو الباحثون المسيحيون في الغرب ورغبتهم في التوفيق المتعسف بين قصص التوراة وبين نظريات المؤرخين.
أضف إلى ذلك التخبط الناتج عن فئة أخرى من الباحثين تريد نسف النص التوراتي وإقناع القارئ بأنه لا وجود لموسى ولا فرعون أصلا!!

الباحثون العرب المسلمون لا يملكون إلا البناء على النظريات الغربية، لضعف العرب في كل من الدراسات التوراتية وعلم المصريات. وبالتالي كانت النتيجة المزيد من التخبط والنظريات الجوفاء.

ما يمكن التأكد منه علميا هو عدم وجود نظرية واحدة صحيحة في الموضوع حتى الآن!!
كلها نظريات ناقصة أقرب للاقتراحات، وتتعارض جزئياتها مع التاريخ والتوراة والقرآن.


فلا يوجد دليل علمي على أن الهكسوس كانوا بني إسرائيل، ولا نعرف التاريخ الحقيقي لفترة يوسف في مصر، ولا يوجد دليل علمي على أن رمسيس الثاني أو مرنبتاح هو فرعون موسى..
وعدم معرفتنا للحقيقة هو سبب تعدد النظريات.. حيث يدلي كل "باحث" بدلوه ويقترح نظرية جديدة عندما يرى عوار نظرية الباحث الذي سبقه، وهكذا.
متاهة بمعنى الكلمة.


وكل النظريات محكوم عليها بالفشل لسبب بسيط، هو أنها تعتمد على النص التوراتي كبداية. وللأسف قام مؤلفو التوراة بوضع تواريخ في النص لا يمكن توفيقها مع التواريخ الفعلية للفراعنة.
فالمؤلف التوراتي لم يكن في ذهنه أن علم التاريخ والتنقيب سيتطور لدرجة أن أكاذيبه ستنكشف في المستقبل، ويعرف العالم أن مؤلفي التوراة "تساهلوا" كثيرا في المسائل التاريخية!!

التوراة تجعل فرعون فرعونين لا واحد!.. الأول كان صاحب قصة قتل أطفال بني إسرائيل وقصة هروب موسى من مصر، والثاني هو فرعون المشهور صاحب قصة الغرق.
ولهذا لن يعرف اسم فرعون موسى إلا باحث مسلم دارس للقرآن ولقصص الأنبياء، لا باحث غربي خلفيته الثقافية هي التوراة.
-----

نظريتي الخاصة عن المسألة تكوّنت بالتدريج، ولا رغبة عندي في التدقيق فيها ولا إقناع الناس بها.. فهي اقتناع شخصي سيتطلب تأكيده الكثير من الأبحاث، وهو جهد ووقت لا أرغب - بصراحة -  في صرفه على الموضوع!

هامش:
رأيي الشخصي في الموضوع هو خطأ النظرية الشهيرة التي تربط فرعون برمسيس الثاني أو ابنه مرنبتاح الثاني.. وأن الفترة التي تناسب أحداث قصة فرعون هي ما قبل عصر الاضمحلال الثاني مباشرة، أي الأسرة 13 أو 12 ، ويقعان في 1650 ق.م و 1800 ق.م
أنسب ملوك الأسرة الـ 12 هو إمنـمـحات الثالث، والذي بدأت بعده الدولة في الضعف التدريجي
وأنسب ملوك الأسرة الـ 13 هو الملك آي، مر-نفر-رع الذي انهارت الدولة بعده تحت حكم الهكسوس (حكام شرق الدلتا)
 الملك آي لا نعرفه عنه الكثير لأن البلاد كانت مضطربة في زمنه وآثاره قليلة.
حكم لمدة 23 أو 33 سنة، وكان نهاية الدولة الوسيطة. وبعده تم هجران العاصمة التي كانت في الفيوم.


السبت، 30 أغسطس 2014

Noble..

Where have all the noble people gone?!
Is their kind extinct??
I look around, searching, and it's like the only place to find them anymore is in fiction!
The light is going out, slowly but surely.. and the darkness will take over the world.

الخميس، 28 أغسطس 2014

هوية الدولة

ما معنى تهمة "محاولة تغيير هوية الدولة المصرية"؟!!
إلى يومنا هذا يحاول الجيش تبرير الانقلاب بأنه كان خطوة لمنع "تغيير هوية الدولة"..
هل يظنون أن الإخوان كانوا يسعون لتحويل مصر للبوذية مثلا؟؟
هل حازم أبو إسماعيل تم إخراجه من الانتخابات بلعبة أمريكية لأن أمريكا حريصة على ثبات "الهوية المصرية" على ما هي عليه؟؟

ما معنى الهوية أصلا؟.. أليست الهوية هي البطاقة.. الـ ID ؟
فلو كانت مصر شخصا لكانت خانة الديانة في بطاقة هويته مكتوب أمامها: مسلم.
إذن، بالمنطق، فالانقلاب هو من يسعى لـ"تغيير هوية الدولة" عن طريق قتل الإسلاميين والتحالف مع الكنيسة!
الانقلاب هو من يسعى بكل طاقته لتغيير الثوابت المصرية عندما يحاول غسل عقول الناس ضد مسلمي فلسطين!
الانقلاب كان أول قراراته إغلاق القنوات الإسلامية وتشريد العاملين بها، مع أنها كانت تعمل حتى أيام مبارك!

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

أفلام الرعب

لم تكن أفلام الرعب من نوعية الأفلام المفضلة عندي، لأن أغلبها حاليا يقع تحت تصنيف الـ Slasher أي المعتمدة على الذبح والقتل المبالغ فيه ونافورات الدماء!! وهذا في رأيي ليس رعبا بالمعنى الحقيقي، بل دليل على ضعف القصة وعلى اضطرار المنتجين لملأ الفراغ الدرامي بمشاهد مقززة تصدم المشاهد لكن لا تثري عقله بأي شيء، فتكون عملية "الفرجة على الأفلام" سلبية، لا يتفاعل المشاهد مع ما يراه بالقدر الكافي.

لكن في التسعينيات، في صغري، شاهدت عدة أفلام رعب شكّلت ذوقي بقدر كبير. كانت تدور حول الدين والكنيسة و"البارا نورمال"، دون التركيز على الدموية.
كان إنتاجها ضعيفا بلا شك، لكن بالنسبة لفتى صغير يرى هذا النوع لأول مرة، كانت ممتازة. والآن أنظر إليها لا بعين النقد بل بعين النوستالجيا، الحنين إلى الماضي، وهي عين تتغافل عن العيوب وترى المحاسن فقط.


أهم هذه الأفلام كان اسمه Dark Angel: The Ascent وقصته تدور حول واحدة من ملائكة العذاب في جهنم، تخرج لسطح الأرض وتعاقب المخطئين بطريقتها الخاصة.
الفيلم الثاني كان بعنوان Cursed إنتاج 1990 ، وهو يختلف عن فيلم "كريستينا ريتشي" الذي ظهر فيما بعد بنفس الاسم. Cursed معروف أيضا باسم Gargoyle لأن القصة تدور حول تمثال جارجويل يقبع على كنيسة، ثم يسقط فوق رأس قسيس ليقتله.
ثلاثية Poltergeist أثرت في نفسي أيضا، على الرغم من أن موضوعها "أخف" وتميل للكوميديا إلى حد ما. مشهد "مقوّم الأسنان" (الذي امتد من فم الفتى ليدخل في قابس الكهرباء) لم يفارق ذاكرتي لسنوات!!
فيلم شوارزنجر End of Days كان مدخلي لمعرفة هوس الأمريكان بنهاية العالم وصرعة الـ Y2K (سنة ألفين)

فيما بعد انتقلت لنوعية أخرى، أراها رعبا كوميديا، كسلسلة The Final Destination و Jeepers Creepers .. ولم أعجب إطلاقا بسلسلة Scream أو I know what you did على الرغم من جودة تنفيذهم.
(هناك وثائقي ممتاز نجح في توثيق تطور أفلام الرعب الأمريكية، ودراسة تأثيرها على المجتمع، اسمه Going to Pieces: The Rise and Fall of the Slasher Film)

مؤخرا شاهدت "طارد الأرواح الشريرة The Excorcist" الكلاسيكي، ووجدته جيدا على عكس فكرتي السابقة عنه.. أغلب أفلام هذه النوعية تعيد نفس القصة مع تحوير بسيط، لكن تفشل في إحداث نفس تأثير الأصل
(إلا فيلم أنتوني هوبكينز المسمى The Rite 2011)
-----

حاليا أستطيع وصف كل أفلام الرعب الحديثة، وأنا مطمئن، بالسخافة والتكرار. ونادر جدا أن يخرج فيلم جيد أو مبتكر.
آخر ما يمكن وصفه بالتجديد هو فيلم المؤلف (جوس ويدون) The Cabin in the Woods حيث دمج بين الوثنية والرعب وبرود الإنسان الغربي الحديث ناحية الأمور العقدية، في مزيج مرعب فعلا.
الرعب في هذا الفيلم بالذات لا يأتي من الدماء والتشويه (على الرغم من غصته بهذه المشاهد) بل من استهتار بعض الشخصيات بالدماء، والنظر إليها ببرود ولا مبالاة لا إنسانية.. وهو شيء أراه مرعبا أكثر من الوحوش والمسوخ والرؤوس المقطوعة.

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

من بهاء الأمير



"ويوجز لك تاريخ مصر وصورتها وسيرتها ومسارها بعد ثورة يوليو أن تعلم أنه قد وصل إلى سدة الحكم في مصر بعدها ستة من الرؤساء، اثنان منهم لم يحكما مصر أصلا، بل تم تمرير وصولهما إلى رأس السلطة ليكون كل منهما قنطرة للذي بعده.. واللذان جاءا من بعدهما وتم تدبير الحوادث من أجل وصولهما هما ابنا خالة.. أحد ابني الخالة (مع الذي تلاه) من الماسون، ورابع المغاوير باركه عوفديا وتزوج من بنات إستير!"

(اقتباس من مقال دكتور بهاء الأمير: الفريضة الغائبة عما يحدث في مصر.. العلماء والميزان)
28 شوال 1435 هـ ، 24 أغسطس 2014 مـ

[رابط تحميل المقال http://www.4shared.com/office/UpWA6y-dba/__________.html ]



اختراق القاعدة

للأسف أغلب التنظيمات الجهادية القائمة على السرية يتم اختراقها من المخابرات. وسبب سهولة الاختراق هو تصميم التنظيم نفسه القائم على عدم المناقشة وعلى قلة المعلومات المتاحة عن القيادات (كنوع من التأمين)
التلاعب بتنظيم سري أسهل بكثير من التلاعب بتنظيم مفتوح وعلني وفي الهواء الطلق.
القاعدة بدأت كقاعدة معلومات DataBase لرعاية عائلات المجاهدين في أفغانستان أيام الشيوعيين والصرف عليهم، لكن بعد انهيار الشيوعيين تم قتل القيادة العاقلة في التنظيم، عبد الله عزام، في ظروف "غامضة"، وظهور قيادات جماعة الجهاد المصرية وتحكمهم في التنظيم.
الانحراف تم وقتها. و د/أيمن الظواهري قام بتغيير منهج القاعدة من جهاد المحتل إلى "الجهاد المسلح" ضد الأنظمة العربية العميلة والسفارات الأجنبية.
لو كانوا سمعوا كلام الشيخ عزام وانتقلوا من انتصار أفغانستان سنة 1989 إلى ضرب إسرائيل (من الضفة) باستخدام خبرات المجاهدين وقتها، لكان حالهم أفضل حاليا!!

الشيخ عزام تم اغتياله لتدمير هذه الفكرة.. وده دليل على اختراق مخابرات غربية لتنظيم القاعدة وقتها.
=====
 غلاف ألبوم لفرقة هيب-هوب أمريكية، تم تصميمه ونشره على موقعهم قبل 11 سبتمبر بـ 3 شهور.اسم الفرقة The Coup (الانقلاب)



الحلقة الأولى من مسلسل
The Lone Gunmen (TV Series 2001) تم عرضها قبل 11 سبتمبر بـ 6 شهور. قصة الحلقة اكتشاف مؤامرة يقوم بها الجيش الأمريكي لحث الشعب على زيادة ميزانية التسليح.. تفاصيل
الحلقة كالآتي: تسيير طائرة ركاب مدنية وضربها في مركز التجارة العالمي ثم إلقاء اللوم على جماعة إرهابية، ثم افتعال حرب تدر المزيد من الأرباح على تجار السلاح والجنرالات!!
الحلقة بتاريخ 4 مارس 2001 على قناة فوكس الأمريكية.

=====
هناك أسلوب يسمى Predictive Programming أي تمهيد الشعب نفسيا للكوارث عن طريق إخباره بها مسبقا
كما تفعل الحكومة الأمريكية منذ التسعينيات عن طريق هوليوود.. تخبر الناس أن الحكومة تتنصت عليهم، وتضع المسألة في قالب درامي، حتى إذا انكشف فعلا أن الحكومات تتنصت
على المواطنين (كما فعل سنودن وأسانج بتسريباتهم) تكون ردة الفعل الشعبي أقل وأخف، لأنه صار أمرا "متوقعا" وغير صادم!!

كما فعل السيسي بتسريب تسجيلاته الخاصة بخطته لإلغاء الدعم ورفع الأسعار، وأنه "نار وعذاب ومعاناة" وإن "إللي هيتكلم هيدفع وإللي هيسمع هيدفع" إلخ. فلما أصبح رئيسا بالفعل وبدأ التنفيذ كانت ردة الفعل أقل لأن الشعب كان متوقعا لما سيحدث!


تهيئة نفسية من الإعلام للشعب، لسهولة قبولهم للحدث بعد وقوعه.
=====

صناعة الحروب تجارة مربحة جدا!
سياسيا تم تبرير إصدار قانون الإرهاب الأمريكي (PATRIOT ACT) وكان مستحيل الشعب يقبله في ظروف عادية.
عسكريا تم استخدام وتجريب الأسلحة المخزنة الصعب استخدامها في غير أوقات الحرب.

اقتصاديا تم استخدام تفجير الأبراج الثلاثة كمبرر لتوسيع رقعة الامبراطورية الأمريكية، احتلال بحر البترول المسمى العراق مع أن صدام بعثي وضد الحركات الإسلامية ولا صلة له من قريب ولا من بعيد بأحداث 2001 !!
الحزب الجمهوري نجح في إقناع الشعب بانتخاب مرشحه مرة ثانية، بحجة استقرار القيادة وقت الحرب، على الرغم من شبه إجماع العالم على غباؤه وضعفه العقلي!
(حرب بوش الابن ما هي إلا امتداد لحرب بوش الأب على العراق سنة 1991)
اجتماعيا تم استخدام جو الرعب والإرهاب في إعادة ثقة الشعب في القوات المسلحة والمخابرات بعد اهتزازها فترة التسعينيات. أي معارض للحكومة بعد 11 سبتمبر كان يتم وصمه تلقائيا بالخيانة وكره الوطن!!
=====
(تجميع لبعض التعليقات من الفيسبوك)
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10203164485887379

الأحد، 24 أغسطس 2014

روميولوس وريموس

John Finnemore's Souvenir Programme, Episode 4
Romulus and Remus

*رنين هاتف*
روميولوس يرفع السماعة ويقول بنبرة رسمية: هالو، هنا المركز الإداري لروما.. نعمل دوما على راحة الرومان.
الأم: هل هذا أنت يا عزيزي روميولوس؟
روميولوس (بنبرة أقل رسمية) : نعم يا أمي.. هل أنتِ بخير؟
الأم: بخير حال يا صغيري. ما أحوالك أنت؟
روميولوس: مشغول للغاية.. روما استقرت بعد اكتمال بناءها لكن يوجد الكثير من العمل لتطوير المدينة كما تعرفين
الأم: كلنا فخورون بك يا عزيزي.. وبالأخص أخوك.
روميولوس: ريموس؟! لا أظن!
الأم: بالعكس! كل المسألة أنه يشعر ببعض الدونية أمامك، خصوصا مع تطور مدينتك كل يوم ونموها واتساعها.
وفي الحقيقة هذا هو سبب اتصالي. أريدك أن تساعد أخوك في مشروعه.
روميولوس: أي مشروع؟
الأم: أنت تعلم تماما أي مشروع أقصد! مدينة (ريم) التي يخطط لها.
روميولوس: لكن يا أمي مدينة (ريم) المزعومة لن تتحقق أبدا! إنها مجرد فانتازيا واهمة يتخيلها ريموس.
الأم: لكن يمكنها أن تنجح ببعض المساعدة منك.
روميولوس: لا أمل في ذلك إطلاقا. إن كان يريد بناء مدينة مثلي فكان عليه البدء مبكرا كما فعلت، بدلا من إضاعة وقته مع حوريات الغابة!
روما لم يتم بناؤها في يوم كما تعرفين!!
Rome was not built in a day
الأم: لا أطلب منك أن تبنيها له، كل ما أطلبه هو بعض النصائح له والمساعدات.
روميولوس: لكن تخطيطها سيء من البداية! كل الأجزاء الجيدة مسروقة من تخطيط روما على أية حال! وباقي الاختلافات التي أضافها عديمة الفائدة.
فلمجرد أنه يريد بناءها على ثمانية تلال لا يعني أنها ستكون أفضل من روما!! فالأمور لا تسير بهذه الطريقة في رسم المدن وتخطيطها.
الأم: إذن أصلح له أخطاءه.
روميولوس: لن يستمع لي! ريموس يظن أني "رأسمالي متعفن" لمجرد أني وضعت بنوكا وسجونا في روما! لكن في الحقيقة لا يمكن إدارة مدينة بنجاح دون هذه الأشياء.
على رئيس المدينة الناجح أن يخدم رغبات سكانه. وكما يقال: إن كنت في روما فافعل كما يفعل الرومان!
When in Rome, do as the Romans do
الأم: هل ترفض مساعدته إذن؟!
روميولوس: أرجوكِ لا تنظري للمسألة بهذا الشكل يا أمي. حتى لو أردت مساعدته فلا يمكن الآن. كل البنية التحتية تم وضعها بالفعل بحيث تخدم مدينة روما وموقعها.
There is no room for reem
فكما تعلمين، كل الطرق تؤدي إلى روما!
All roads lead to Rome
الأم: حسنا، لقد سمعت اعتراضاتك لكني ما زالت مصممة على رأيي. عليك مساعدة أخيك ريموس في بناء مدينة ريم. وهذا قرار نهائي مني.
روميولوس (بنبرة تحدي) : وإن لم أفعل؟
الأم: إن لم تفعل فسأمزقك إربا بفك الذئبة الذي تعلمه جيدا!! (صوت زمجرة وحشية من الأم)
روميولوس (بصوت خفيض منكسر) : لو كنتِ أمي الحقيقية لما كانت فعلت هذا.
*النهاية*
=====



الرومان كان عندهم أسطورة بخصوص قصة تأسيس مدينتهم روما. تقول الأسطورة أن أحد الملوك قام أخوه بالاستيلاء على مملكته، وحبسه، وجعل ابنة الملك القديم كاهنة - رغما عنها - في معبد مخصص للعذارى، كي لا تتزوج ولا تنجب ابنا شرعيا ينازعه في المُلك.
الفتاة يأتيها أحد الآلهة، وهو مارس إله الحرب عند الرومان، وتنجب منه توأمين. يقوم الملك بوضع الطفلين في النهر كي يغرقا أو يموتا جوعا. لكن تحدث معجزات تؤدي لبقاء الطفلين روميولوس وريموس على قيد الحياة، ومنها أن أنثى ذئب تقوم بتبنيهما وإرضاعهما من لبنها.
ثم يشبان في بيت أسرة فقيرة، غير عارفين بأصلهما الملكي.
ولما يعرفان الحقيقة يعودان ويستعيدان الملك ويعيدان السلطة لجدهما المحبوس، ثم يقرران بناء مدينة جديدة ليحكماها.
يختلف الأخان في اختيار موقع المدينة، فيتعاركان ويقتل روميولوس أخاه ريموس، ثم يقوم بتأسيس مدينة روما على موقع يضم سبعة تلال.
هذه الأسطورة قام الرومان بتأليفها كي تكون شبه تاريخ لهم، وتدفعهم دوما للحرب والقتال والاستيلاء على البلاد الأخرى. أليسوا سلالة مارس إله الحرب؟! وأليس جدهم كان قاتلا لأخيه؟!

الفقرة الكوميدية التي كتبها وأداها البريطاني (جون فينيمور) مبنية على معرفة الجمهور بهذه الأسطورة وتفاصيلها. ثم يضيف عدة تفاصيل كوميدية ممتازة، كاستخدام جو "مودرن" للحوار بين روميولوس وأمه، نراه في استخدام الهاتف.
ويضيف أيضا مسألة استخدام التعابير والأمثلة التي وردت فيها كلمة روما، ويدمجها في الحوار بحيث تأتي "تلقائية" على لسان روميولوس! وهي براعة في التأليف لا يمكن إنكارها.

المؤلف أدخل ثلاثة أمثلة شعبية في الحوار، كلها تدور حول روما، ومعروفة للجمهور الإنجليزي المثقف:
1- Rome was not built in a day
2- When in Rome, do as the Romans do
3- All roads lead to Rome
وهي معروفة أيضا للجمهور العربي لشهرتها.
1- روما لم تُبن في يوم
2- إن كنت في روما فافعل ما يفعله أهل روما
3- كل الطرق تؤدي إلى روما

المثل الأول يشبه ما يقوله المصريون بالعامية: ربنا خلق الأرض في 6 أيام
والثاني يشبه المثل الشعبي المصري الذي يقول: إن كنت في بلد بتعبد العجل، حِش وإديله!
(وهو دعوة لتقليد الآخرين كي تندمج معهم، حتى لو كان الثمن هو تغيير دينك)

كل هذه التفاصيل نجح المؤلف في إخراجها في "اسكتش" كوميدي لا تكاد مدته تزيد على الدقيقتين!!
ما دعاني لشرح كل هذا هو سؤال سألته لنفسي: هل سيفهم الجمهور العربي حوارا كوميديا كهذا إن تم تقديمه بالعربية، أم سيكون أكبر من قدراته على الاستيعاب؟؟
هل الكوميديا المصرية يجب أن تكون غبية وتافهة كما نرى في الأفلام والمسرحيات الحالية، أم أن الجمهور قد يُقبل فعلا على حوارات ذكية كوميدية تحترم عقله إن تم تقديمها له؟؟