الخميس، 30 سبتمبر 2010

القراءة في صلاة الفجر يوم الجمعة .

بسم الله الرحمن الرحيم
القراءة في صلاة الفجر يوم الجمعة

في الحديث الثامن يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
"وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
" كَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي
صَلَاةِ الْفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ ‏ ‏وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ "(1)

هذه في صلاة الفجر يوم الجمعة والمناسبة ظاهرة؛
لأنه في السورتين ما يدل على شيء مما حدث ويحدث في هذا اليوم العظيم،

جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- ما يدل على أنه كان يديم ذلك، بمعنى أنه لا يخل به إلا نادراً، وهذه السنة تكاد تكون مهجورة في كثير من المساجد، لا سيما إذا كان الإمام لا يحفظ هاتين السورتين، أو كان المأموم يتضايق من قراءة هاتين السورتين، لا سيما وأن الناس قد ربوا على عدم الإطالة، على تخفيف الصلوات بما فيها صلاة الفجر التي هي مشهودة {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) سورة الإسراء أية 78 .

تشهده الملائكة، وأيضاً كما جاء في الحديث: "أول ما فرضت الصلاة ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وزيد في الحضر، إلا المغرب فإنها وتر النهار، وإلا الصبح فإنها تطول فيها القراءة"(2)
ومع الأسف أن كثير من الأئمة لا يحتمل هذا التطويل، وعود الناس على التخفيف، بحيث صاروا يتضايقون لو زيد فيها آية واحدة. طالب:........
يديم ذلك جاء في أسانيد لا بأس بها، لكن الدوام معناه الغالب،
هم يقولون: من باب أن لا تشبه بالواجبات، لا يداوم عليها، والمستحبات ينبغي أن لا يداوم عليها من هذا الباب؛ لئلا تشبه بالواجبات، فيظنها العامة أنها واجب، ولا بد من تمرين العامة على السنن، ولا بد من إطلاعهم على السنن؛

لأنه في عصر مضى يعني قبل خمسين سنة، وقف رجال الحسبة على عمال يعملون في بستان، قبيل زوال الشمس في يوم الجمعة، فلما نوقشوا ما عرفوا أن هذا يوم جمعة؛ لأن الإمام ما قرأ هاتين السورتين في صلاة الفجر، إذا عودوا على هذا خلاص اعتادوه، بحيث لو لم يقرأ ناموا وتركوا صلاة الجمعة، فلا بد من تعويدهم على هذا، وأيضاً ترك هذا في بعض الأحوال؛ ليعرفوا أن هذا سنة وليس بحتم.
المصدر: شرح: عمدة الأحكام - كتاب الصلاة (12)
منقول
موقع الشيخ
عبد الكريم الخضير
****************************
(1) أخرجه البخاري / الجامع الصحيح/ كتاب الجمعة
/باب‏ سجدة تنزيل السجدة‏/ حديث رقم 1006
(2) حققه الألباني / السلسلة الصحيحة / حديث رقم 2814/ صحيح.

الاثنين، 27 سبتمبر 2010

البعد يولد الجفاء




البعد يولد الجفاء
خاطرة
أعجبتني
فوددت أن أنقلها إليكن

~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*
قد لا يكون بيننا في الأصل شيء، لكن البعد - حقيقة - يورث الجفاء، فأنت قد تظن أن بعض الناس لا يريدك، أو أن في نفسه عليك شيئاً، فيستثمر الشيطان ذلك الوارد، ويستغل ذلك الخاطر، ويوسوس في الصدر، فيزداد بذلك الشقاء ويحصل به الجفاء، وتحل القطيعة والبغضاء،

ويكون الرابح في الختام هو من جعل الله الشقاء حليفه، والطرد شعاره، واللعنة دثاره، والنار مصيره، ألا وهو إبليس قبحه الله، ويكون الخاسر في الختام هو أنت أيها الأخ الكريم، لـمَّا طاوعت شيطانك، وسرت على خطى الوهم والهذيان، فكنت لأخيك مبغضاً، ولقربه مفارقاً، ولأنسك به مخالعاً، فتكون الهوة سحيقة، والفراق بعيداً، والصفاء نادراً وقليلاً، فتعيش وحيداً شريداً، تتحسس من كل شيء، وتقلب الأمور على كل وجهه، تتربص به لظنك أنه بك متربصاً.

فما هو إلا لقاء واحد، ومجلس يؤلف بينكما، فإذا ما كان في النفس غثاء، وما جال في الفكر هباء، وكان البلاء من الشيطان والنفس، وإذا بالجفاء ينقلب إلى صفاء، فتنقلب وأنت في سعادة وهناء، وتقول معها في ندم على ما مضى نعم البعد جفاء. فما أجمل الإئتلاف وما أقبح الفرقة والاختلاف.

ولو أنا تقاربنا لكنَّاإلى العلياء دوماً في تسام

ولكنـا تجافينا فكـ ـان البعد منا في تنام

إخواني: إن من أعظم ما أمتن الله به على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعد منته عليه بنعمة الإسلام هي منته عليه بنعمة الإجتماع والألفة قال تعالى:
( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63].

وختاماً: أحذرك أخي من إساءة الظن وكثرة الظنون فقد حذر - صلى الله عليه وسلم -

من إساءة الظن وبين أنه أعظم الكذب فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا»(1) أخرجه البخاري ومسلم

والحمد لله رب العالمين
كتبه
ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان
منقول
صيد الفوائد
(1)أخرجه البخاري/كتاب الأدب / باب ما ينهي عن التحاسد والتدابر/ حديث رقم 5604 / ومسلم برقم4646.
- عذراً الخطاب للمذكر فهذا من كاتب الخاطرة
ولكنها إليكن أخواتي-
لأنها تحمل معنى نحتاج إليه فأحببت أن أنقلها إليكن

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

المؤمن كالجمل الأنف




أنقل إليكن هذا الحديث مع شرحه
نفعنا الله وإياكم

قال ابن ماجة في سننه:
حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ ،‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ ‏ ‏قَالَا : حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُعَاوِيَةَبْنِ صَالِحٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ،‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ ‏: ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ :

وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَوْعِظَةً ‏ ‏ذَرَفَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْعُيُونُ ‏ ‏ وَوَجِلَتْ ‏ ‏مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ، قَالَ ‏:- " ‏قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا ‏ ‏يَزِيغُ ‏ ‏عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا ‏ ‏بِالنَّوَاجِذِ ‏ ‏وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ ‏ ‏حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ"(1)
شرح الحديث
من شرح سنن ابن ماجة للسندي
‏قَوْله ( عَلَى الْبَيْضَاء ) ‏‏أَيْ الْمِلَّة وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَل الشَّبَه أَصْلًا ، فَصَارَ حَال إِيرَاد الشُّبَه عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْف الشُّبَه عَنْهَا وَدَفْعهَا وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ لَيْلهَا كَنَهَارِهَا ‏ ‏قَوْله ( فَإِنَّمَا الْمُؤْمِن ) ‏‏أَيْ شَأْن الْمُؤْمِن تَرْك التَّكَبُّر وَالْتِزَام التَّوَاضُع فَيَكُون ‏‏كَالْجَمَلِ الْأَنِف ‏كَكَنِف أَيْ بِلَا مَدٍّ وَكَصَاحِبِ أَيْ بِالْمَدِّ وَالْأَوَّل أَصَحّ وَأَفْصَحُ أَيْ الَّذِي جُعِلَ الزِّمَام فِي أَنْفه فَيَجُرّهُ مَنْ يَشَاء مِنْ صَغِير وَكَبِير إِلَى حَيْثُ يَشَاء ‏‏حَيْثُمَا قِيدَ ‏‏أَيْ سِيقَ ،وَاللَّهُ أَعْلَم (ا.هـ)

وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير:
( قد تركتكم على البيضاء) وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة (ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) فيه من معجزاته الإخبار بما سيكون بعده من كثرة الاختلاف وغلبة المنكر، وقد كان عالما به جملة وتفصيلا لما صح أنه كشف له عما يكون إلى أن يدخل أهل الجنة والنار منازلهم، ولم يكن يظهره لأحد بل كان ينذر منه إجمالا ثم يلقي بعض التفصيل إلى بعض الآحاد، (فعليكم) الزموا التمسك (بما عرفتم من سنتي) أي طريقتي وسيرتي القديمة بما أصلته لكم من الأحكام الاعتقادية والعملية الواجبة والمندوبة، وتفسير السنة بما طلب طلبا غير لازم اصطلاح حادث قصد به تمييزها عن الفرض (وسنة) أي طريقة (الخلفاء الراشدين المهديين) والمراد بالخلفاء الأربعة والحسن رضي الله عنهم فإن ما عرف عن هؤلاء أو بعضهم أولى بالاتباع من بقية الصحب (عضوا عليها بالنواجذ) أي عضوا عليها بجميع الفم كناية عن شدة التمسك ولزوم الاتباع لهم، والنواجذ الأضراس والضواحك والأنياب أو غيرها (وعليكم بالطاعة) أي الزموها (وإن كان) الأمير عليكم من جهة الإمام (عبدا حبشيا) فاسمعوا له وأطيعوا
(فإنما المؤمن كالجمل الأنف) أي المأنوف وهو الذي عقر أنفه فلم يمتنع على قائده .(حيثما قيد انقاد)

~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~
*~~~~
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه /المقدمة /‏اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين‏/
حققه الألباني/ صحيح سنن ابن ماجة/ برقم43/ صحيح.

اللهم يسر لي جليساً صالحاً


"اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "


‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ ‏ ‏قَالَ :-
قَدِمْتُ ‏ ‏الشَّأْمَ ‏ ‏فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ :- "اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا "
فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي قُلْتُ مَنْ هَذَا ؟
قَالُوا : ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ، ‏فَقُلْتُ إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي .
قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ، قُلْتُ : مِنْ ‏ ‏أَهْلِ الْكُوفَةِ ‏
‏قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ‏ ‏ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ‏ ‏صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ ،
وَفِيكُمْ ‏ ‏الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ ‏ ‏مِنْ الشَّيْطَانِ ‏ ‏يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏،
‏أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ
. (1)

" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "
هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم
إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة
والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار .
أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ،
وبهذه المسألة :
" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "
إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم
كما أن جلساء السوء " أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَـا " !
وليت رأس جليس السوء عليه ريشة حتى يُعرَف ويُحذر !
وقديما قيل : الوِحدة خيرٌ من جليس السّوء .
وذلك أن صاحب الوِحدة يُحدّث نفسه ، وحديث النفس معفوٌّ عنه ، وجليس السوء يأمر بالسوء ،
فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ) .
قال أبو الدرداء : لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة ، والوحدة خير من صاحب السوء ،
ومُمْلِي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مُمْلِي الشر .

قال ابن حبان : العاقل لا يُصاحب الأشرار ، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار ،
تُعْقِب الضغائن ، لا يَستقيم وِدُّه ، ولا يَفِي بعهده .
وقال أيضاً :
من يَصحب صاحب السوء لا يَسْلَم ،
ما أن من يدخل مداخل السوء يُتَّهَم .
ومِن علامات جليس السّوء :
أنه لا يُذكِّرك إذا غَفَلْت
ولا يُعينك إذا ذَكَرْت
ولا يأمرك إذا قصّرت
ولا ينهاك إذ أخطأت
ولا يُقوّمك إذا اعوججت
فلا يأمرك ولا ينهاك
بل هو موافق لك فيما فعلت
ساكت عما قصّرت فيه أو تَرَكْت
تاركك وهواك
فهو ساع في هلاكك
مسرع بك إلى رَداك
فهو يَتركك وهَواك ! زاعما أنه اختار لك الراحة ، وقد اختار لك العَطَب !

تَرْكُ نفسك يوما وهواها = سعي لها في رداهـا
وهذا النوع من الناس يصدق فيهم قول ابن القيم رحمه الله :
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر .
وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟
وكم زرعت من عداوة ؟
وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ؟!

ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ،
وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة .

منقول
كتبه الشيخ / عبد الرحمن بن الله السحيم
(1) أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب المناقب / باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما / حديث رقم 3495

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

ماهي أسباب التضرع إلى الله ؟

ما هي أسباب التضرع إلى الله؟
~~~*~~~*~~~*~~~
الجواب: ذكرنا أن الإنسان في كل وقت محتاج إلى أن يدعو الله، وأن يتضرع إليه، ولعلنا لو رجعنا إلى المعنى اللغوي للتضرع لأفادنا في معرفة المعنى الشرعي، فالتضرع: كلمة اشتقت من الضَرع، والضَرع معروف لذوات الخف من الحيوان، كالإبل والبقر التي يكون فيها ضَرع.

والتضرع أن يأتي صغير هذه الحيوان فيرتضع ويلتقم هذا الثدي، فتراه عند ارتضاعه يلح ويرتفع ويحاول بكل قوته أن يجذب هذا اللبن الذي لا يمكن أن يعيش إلا به، نعمة من الله وفضلاً، ففي هذه الصورة البيانية مثل هذا الضرع، من جهة أن أصل خروج المولود هو من هذه الأم، كما أن أصل نموه - بإذن الله تعالى- ناشئ عن هذه الأم، ثم هو لهذا لا يمكن أن يستغني عنها، فلو قطع عنه اللبن لما أمكن أن يعيش أبداً بهذا الشكل.

وكذلك أيضاً أصل الإنسان وجوده، هو من رحمة الله وفضله، ثم هو لذلك يحتاج أن يرفع يديه وأن يتضرع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويلح في الدعاء، ويجتهد بحرص على ما يقيم حياته ويدفع عنه الشر والسوء، كما يجتهد ويلح ويحرص ذلك الحيوان عندما يرتضع من الثدي أو الضرع، ففي كل وقت وفي كل لحظة، نحن لا نستغني عن الله، ولهذا كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو بقوله:
{ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين }.

فانظر إلى هؤلاء الكفار الذين وكلهم الله إلى أنفسهم -قديماً وحديثاً- واستدرجهم بالنعم فظنوا أنهم أقوى ما يكونون، فعندها يخذلهم الله عز وجل، فيفقدون قواهم ويكونون أحوج ما يكونون إليه، فيسقطون وإذا بهم لا شيء، وتذهب كل قوة إلا من عصمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وحفظه بقوته، فأسباب التضرع كامنة في كل حركة من حركاتك، فأنت في كل يوم تحتاج إلى أن يرفع الله عنك البلاء، وأن يرزقك وأن يعطيك الصحة والعافية، وأن يوفقك لطاعته، فعليك أن تتمسك بدينه وألا تستغني عنه لحظة، ولذا فأسباب التضرع والدعاء قائمة

منقول
مدونة لا عيش إلا عيش الأخرة

تزكية النفس

تــــــزكية النـــــفس
ّ~~~*~~~*~~~
فإن الله تبارك وتعالى أقسم في كتابه أحد عشر قسماً ،وهو سبحانه لا يُقسم إلا على أمرٍ ذي بالٍ وله شأن عظيم .
فأقسمَ تبارك وتعالى بالشمس وبضُحاها وبالقمر وبالنهار وبالليل ، وبالسماء وبمن بناها على قول لأهل التفسير ، وعلى القول الثاني ، أن القسم بالسماء وبنيانها ، وكذلك ما بعدها ، وبالأرض وبمن طحاها ، وبنفس وبمن سوّاها ، والمُقسَم عليه هو فلاح مَنْ زّكى نفسه، وخيبة وخسارة مَنْ دسّاهـا .

والتـزكية هنا هي تطهيرالنَّفس من أدران الذنوب صغيرها وكبيرها ، وتنقيتها مِن العيوب ، وترقيتها بطاعةالله ، وعلوّها بالعلم النافع والعمل الصالح ، فإن النفس تسمو بهذه الأشياء ،وترتفع بالإيمان عن نَزَعَاتِ الشهوات ، وتعلّق النفس بهذه الدنيا ومَلَذّاتِهاالتي هي في حقيقتها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما(1)
وأخذ ابن القيم هذا المعنى فقال :
لوساوت الدنيا جناح بعوضة = لم يَسْقِ منها الرب ذا الكفران
لكنهــا والله أحقرُعنـده = من ذا الجناح القاصر الطيران

إن أعظم مِنّةٍامتـنّ الله بها على هذه الأُمّـة هي بِعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعثتهمتضمنة تلاوة آيات الله على أتباعه ، وتزكيتهم ، وتعليمهم الكتاب والحكمة ، قالسبحانه : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاًمِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) .

قال الشيخ السَّعدي في قوله تعالى : (وَيُزَكِّيهِمْ) : أي يُطهّرأخلاقَكم ونفوسَكم بتـربيتها على الأخلاق الجميلة ، وتـنـزيهها عن الأخلاق الرذيلة، وذلك كتزكيتِكم من الشرك إلى التوحيد ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن الكذب إلى الصدق ، ومن الخيانة إلى الأمانة ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن سوء الخلق إلى حسنالخلق ، ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التّحابِّ والتواصل والتّوادد ، وغيرذلك من أنواع التزكية .اهـ

فتسمو النفس بالإيمان بالله ، فلا تلتفت إلى قطّاع الطريق على الله والدار الآخرة ، وإذا سَمَت النفس وارتفعت بالإيمان بالله لمتكن هذه الحياة الدنيا سوى مرحلة تُوصِل إلى الله ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد نام على حصير ، فقام وقد أثّـر في جنبه ، فقيــل لـه : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلتحت شجرة ثم راح وتركها . كما في المسند وجامع الترمذي .(2)
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وقد كتب إلى بعض إخوانه : أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله ، والزهد فيالدنيا والرغبة فيما عند الله ؛ فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده ،وأحبك الناس لتـركك لهم دنياهم ، والسلام.

وقال رضي الله عنه : ابن آدمإنمـا أنت أيام ، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك . ابن آدم إنك لم تـزل في هدم عمرك منذيوم ولدتك أمك . وورد مثله عن الحسن .

وإذا عَلَتْ همةُ المؤمن طَلَبَ جنةً عرضها السماوات والأرض ، كما فَعَلَ ربيعة ابن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، لما قالله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : سل . قال : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : أوغير ذلك . قال : هو ذاك . قال : فأعنى على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .(3)
هكذا تسمو النفس فتـرى أنها في حبس ، لا أن تتعلّق بهذا الحبس .
أعني ما صحّ عنرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر . رواه مسلم (4)
وإذا ترفّعتْ نفسُ المؤمن طَلَبَتْ معالي الأمور ، وتجنّبتْ سفاسفها ، كما قالصلى الله عليه وسلم .
إن الله يُحب معالي ألأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها(5)

وتكون تزكيةُ النفس بتعاهد خطراتها ، وحركاتهاوسكناتها ، وما تأتي وما تذر وماذا تُريد بكذا وما ذا أرادت بكذا ، ماذا أرادت بتلكالكلمة ، وماذا قصدت بتلك النظرة ، ولماذا فرّطتُ في طاعة ربي ، ولماذا أخّرتُالصلاة ، وهكذا .

كتبه الشيخ / عبد الرحمن السحيم
منقول
~~~*~~~*~~~*~~~
*~~~
(1) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل / حديث رقم 2320 / صحيح .
(2) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب / حديث رقم 2377 / صحيح.
(3) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الصلاة / باب فضل السجود والحث عليه / حديث رقم 754
(4) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الزهد والرقائق / باب / حديث رقم 5256.
(5) تخريج السيوطي / حققه الألباني/ صحيح الجامع / حديث رقم: 1890 / صحيح

شرح حديث ( من كانت الأخرة همه....)


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:-
"مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ
وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ
".
أخرجه السيوطي - حققه الألباني -صحيح الجامع - حديث رقم: 6510- صحيح

قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":

(هَمَّهُ) أَيْ قَصْدُهُ وَنِيَّتُهُ. (جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ (وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُتَفَرِّقَةَ بِأَنْ جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ (وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا) أَيْ مَا قُدِّرَ وَقُسِمَ لَهُ مِنْهَا (وَهِيَ رَاغِمَةٌ) أَيْ ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا (وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ) وَفِي الْمِشْكَاةِ: وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا (جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ) الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُجْتَمَعَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اِجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ , فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ (وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) أَيْ وَهُوَ رَاغِمٌ, فَلَا يَأْتِيهِ مَا يَطْلُبُ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ وَأَنْفِ أَصْحَابِهِ.

منـــقـــول