الثلاثاء، 15 يونيو 2010

الولايات العربية المتحدة*


نعلم كل العلم بمدي واقع ثورتنا هنا بمصر وهناك بتونس!…ونعلم بمدي المحافظة عليها من الفينة للأخري لضمان نصرنا ورفعة مجد ثورتنا التي أعطت دروسا للعالم أجمع ومازلت تتسابق عليها الأمم شوقا، فأصبحوا يرددون مقاليد مجدنا في إعطاء أكبر مفهوم للحرية فخرا…فنحن لدينا الحرية شيء آخر…حريتنا بحبنا لبعضنا وخوفنا أكثر من نهبها وصدنا لأي حقد حاقد…نحن خلقنا عربا لنتكاتف لنقود العالم، فيشهد ماضينا علي ذلك وسيشهده قريبا حينما ندعوا جميعا إلي (الولايات العربية المتحدة) التي هي صورة يبني عليها وحدة العرب. فإذا نظرنا لحقيقة تلك الوحدة لوجدنا دور الرئيس الراحل- جمال عبدالناصر- في النداء بوحدوية الأقطار العربية لصالح كيان عربي قومي، فيذكر حينما تم الإتحاد بين مصر وسوريا: (لم يكن عبد الناصر متحمسا لوحدة عضوية مع سوريا، ولم يكن يطمح لإدارة شئون سوريا الداخلية ولأن يرث مشاكلها، بل لفكرة التضامن العربي ليس إلا) فحتي لو إفترضنا إن هذا التضامن قائم لحسابه الشخصي فهل سيكفل لنا سلامة المنطقة؟! إن كان الجواب بنعم! فإنه سيضمن لنا فترة إنتقالية نأتي علي مسامعها وضع مباديء التكاتف والتعاضد العربي والذي بدورة سيأخذنا الي مفهوم الإتحاد العربي أو بمعني أعم وأوثق (الولايات العربية المتحدة).

(الولايات العربية المتحدة) ليست جامعة دول عربية جديدة وليست علي غرار الإتحاد الأوربي، المجلس الأوربي، منظمة الدول الأمريكية أو حتي المجتمع الكاريبي فقط…إنما كيان أكبر يشملهم جزء جزء…يحتوي علي أهدافهم ويزيد عليهم الطموحات أضعافا، لكن كيف تتحق تلك الآمال مضاعفة في ذلك الكيان؟! بما إننا العرب جماعة وليس فردا هو من يحكمنا ويحكم مسيرة مجدنا، فنحن الشعوب لدينا مانرجوا نحن إليه، فأهدافنا نبيلة حرة وسديدة تتلخص نقاطها بشكل واقعي وممكن التنفيذ عليها كالتالي:

1.نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية العربية، لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدا، لذا لا يمكن إعتبار هذا الإتحاد على أنه إتحاد فدرالي** حيث إنه يتفرد بنظام سياسي.

2.تفتيت الحدود فيما بيننا ولنكن أفضل حال من الإتحاد الأوربي. نعم لكيانات الشعوب دولة دولة، لكن نحن لا نريد مايسمي بنقاط التفتيش التي بدورها تزيل من روعة إنتمائنا عربا لوطن عربي واحد.

3.ثقافة ولغة موحدة…فنعم للعولمة…نعم لمبتغياتها…ونعم للإنفتاح الشامل الكامل بشروط تحدد وضع لغتنا العربية كلغة رسمية للبلاد. متمثلا في جامعة الدول العربية في الثقافة والتربية والعلوم.
4.سوق عربية حرة مشتركة تضمن حق المنفعة العامة بين الشعوب من الخليج إلي المحيط. متمثلا في مجلس الوحدة الإقتصادية العربية.
5.عملة تداول سوقي مشترك بين الدول وبعضها البعض ولتكن العملة الموحدة بين الشعوب هي (عروبة)…فئات العشرة والعشرين والخمسين والمائة عروبة…وهذا دور (البورصة العربية الموحدة) في التنمية والتطوير من شكليات تداولها في شتي المشاريع الإستثمارية بالمنطقة.
6.سياسة زراعية صناعية تنموية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة. متمثلا في إتحاد المهندسين الزراعيين العرب، إتحاد رجال الأعمال العرب والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.

7.علم خاص بـ(الولايات العربية المتحدة) ليس فقط شعار للإتحاد العربي ككل، وإنما هو أيضاً شعار الوحدة والهوية العربية في إتجاه أوسع.

8.المقر الرسمي: فكما هو الحال بالإتحاد الأوربي نريد عمل عاصمة  تكون مقرا دائما للأمانة العامة  للـ(ولايات العربية المتحدة)، ومدينة أخري مقرا لبرلمانه.
9.رئاسة الإتحاد: تخضع (الولايات العربية المتحدة) لنظام الرئاسة الدورية حيث تتعاقب الدول الأعضاء على رئاسته لمدة 3 سنوات وبإستفتاءات نصف سنوية علي المنظومة العربية الحاكمة انذالك والتي تحدد بمعاهدات عربية مشتركة.
10.هياكل الإتحاد:
-(الإتحاد البرلماني العربي) الذي يتم انتخاب أعضائه مباشرة من قبل ناخبي الدول الأعضاء وله دور تشريعي.
-(المفوضية الإتحادية العربية) وهي الجهاز التنفيذي للـ(ولايات العربية المتحدة).
-(مجلس الإتحاد العربي) وهو الجهاز التشريعي للـ(ولايات العربية المتحدة) ويضم مجالس الوزراء حسب التخصص وممثلي الدول الأعضاء.
-(محكمة العدل) وهي جهاز قضائي يشرف على إحترام التشريعات والقوانين الخاصة بـ(الولايات العربية المتحدة).
-(ديوان المحاسبات) وهو جهاز رقابي يشرف على مراقبة ميزانية (الولايات العربية المتحدة).
- كما سيتم إنشاء عدة أجهزة أخرى على غرار المجلس الإتحاد العربي الذي يتكون من رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء، اللجنة الإقتصادية والإجتماعية، البنك المركزي العربي وبنك الإستثمار العربي.

11.شروط العضوية للـ(ولايات العربية المتحدة) ستكون علي النحو التالي:
- شروط سياسية: على الدولة المترشحة للعضوية أن تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية وعلى دولة القانون وأن تحترم حقوق الإنسان وحقوق الاقليات.
- شروط إقتصادية: وجود نظام إقتصادي فعال يعتمد على إقتصاد السوق وقادر على التعامل مع المنافسة الموجودة ضمن (الولايات العربية المتحدة).
- شروط تشريعية: على الدولة المترشحة للعضوية أن تقوم بتعديل تشريعاتها وقوانينها بما يتناسب مع التشريعات والقوانين الخاصة بهذا الكيان الجديد والتي تم وضعها وتبنيها منذ تأسيس (الولايات العربية المتحدة).
12.سيصنف (الولايات العربية المتحدة) إلى ثلاث تصنيفات:
- دول أعضاء(دول مؤسسة).
- دول مرشحة.
- دول عربية أخرى.
13.تبني أهم قضايا الوطن العربي بشكل عاجل وسريع وفي مقدمتها:
- إنهاء مشاكل البلاد من إقصاء كافة الحكومات الغاصبة والدافعة في وضع كيان مصلحة الشعوب العربية علي مهب الريح لتستغيث دول مثل ليبيا، اليمن، سوريا، الأردن والبحرين…إلخ من هول مصائب تلك المنظومات التعسفية.

- دحر معاهدة كامب ديفيد تماما، نظرا لحساسية الموقف بين الجانبين- المصري والكيان الصهيوني- وعدم النية بالأخص من الجانب المصري بالإستمرار بذلك المسلسل الهزلي الذي يلعبه الكيان الصهيوني في مماطلة العقوبات ضده تتمثل في زعزعة عمليات السلام في مصر وشعب مصر وهي كالتالي:

-مسألة محاكمة مجرمي الحرب من الكيان الصهيوني والمتهمين بقضية قتل أسرى من الجيش المصري في حرب أكتوبر.
-مسألة مدينة أم الرشراش والواقعة تحت سيطرة الكيان الصهيوني ويطلق على المدينة اسم (إيلات) من قبل الصهاينة.
-إمتناع الكيان الصهيوني التوقيع على معاهدة منع الإنتشار النووي والتي بدورها تهدد من سلامة وأمن المنطقة.
-قضية الأموال التي تعتبرها مصر- أموال منهوبة- نتيجة استخراج الكيان الصهيوني للبترول في سيناء لمدة 6 سنوات.
- مشكلة فلسطين مع الكيان الصهيوني ووضع الحلول الجذرية التي ترضي الجانبين، والتي لا شك منها هو إرضاء الطرف العربي أولي. فهم(الفلسطينيون) يريدون دولة تستقر بدورها مراسيها بالضفة الغربية وغزة، تكون عاصمتها القدس الشريف.

- إنهاء حالات الفوضي التي تعم البلاد بين الرافدين بشكل معاهدات وإتفاقيات مبرمة بين الحكومة العراقية وحكومة باراك أوباما من جهة…هذا ومن جهة أخري إخلاء سبيل كافة المعتقلين عند حكومة المالكي وضمان حفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة الإتحادية في بغداد في أقرب ممكن.نذكر منها: مناطق من محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك.
- حل مشكلة جنوب السودان وإعادة بناء السودان شمالا وجنوبا تحت مسمي واحد (جمهورية السودان) إحدي دول (الولايات العربية المتحدة) المنضمة حديثا.
- واجب التفكير في التحرير هضبة الجولان من أيادي المحتل الغاصب في سوريا. فنكاد نجن من تباطؤ الأنظمة السياسية في إرجاع هذا الجزء الغالي الي الأراضي السورية، فمنذ حرب أكتوبر 1973 لم يحاول السوريون- ولو مجرد المحاولة-  تنفيذ عمليات ضد المحتل الصهيونى، كالعمليات الفدائية التى كان يقوم بها المصريون أثناء احتلال الصهاينة لسيناء، أو كالعمليات الإستشهادية التى قام بها حزب الله فى لبنان ضد المحتل الصهيونى لجنوب لبنان- بمساعدة سورية- وهذا غريب أيضا…أو تلك التى يقوم بها الفدائيون فى فلسطين المحتلة، على الرغم من الإستفزازت المتكررة للعدو الصهيونى.

- إنهاء طائفية البلاد في لبنان وتحسين أحوال المعيشة لإرضاء كافة الأطراف وبشكل عقلاني تتفق عليه كافة الفصائل، فالطوائف والعرقيات في لبنان تنمو بشكل متباين فيما تقلص الهجرة الخارجية والداخلية بعد كل حرب التعداد السكاني والتوزيع الجغرافي لتواجد الطوائف.

- فض النزاع المغربي الموريتاني علي خلافات خارجية بدورها ستعيق الحياة بين الدولتين سياسيا وإقتصاديا دون طبعا التطرق لوجود تداخلات عسكرية مضنية ستكون شاهدة عليها التاريخ بشكل مخزي خطير.
- مناهضة القرصنة الصومالية وكل من تسبب في وضع الصومال علي المحك الدولي، وفض روح الخنوع بالبلاد والإعزاز بقدر من الإنجاز في مجاراة عجلة التنمية كما هو الحال بدول الجوار.

لأختتم كلامي متسائلا! هل حقا بلاد العُرب أوطاني وكل العُرب إخواني…ومهما وضعوا سدود وفوارق سنظل نرسم خرائط بيضاء؟! هل ستكون بيضاء حدها بحر ومحيطان…وصقر شامخ حامي لا يهاب؟! أحلام سنسعد بها حينما تزف لنا أخبار وحدة أوطاننا…أثابنا الله وإياكم.
————————————————————————————
*مقالة (الولايات العربية المتحدة) هي مقدمة دراسة جدوي لمشروع الوحدة العربية الذي سينشر عما قريب…
**شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمه دستوريا بين حكومة مركزية ووحدات حكومية صغيرة(أقاليم وولايات)، ويكون كلا المستويين من الحكومة معتمد أحدهما علي الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية.

————————————————————————————
البِـــــــــــــــــــــــك…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق