الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

الرجال والدين

أخطبوط المؤامرة تغلغلت أذرعه في أماكن كانت منيعة من قبل.. مؤسسات كنا نثق بها ونحترمها.. شخصيات كانت تحيطها هالة من الوقار والاحترام. لكن التفريق بين المحترمين ومن تم التأثير عليهم سهل لمن بحث ونقب. وتذكر أننا نقيس الرجال على الدين فإن سقطوا في الاختبار طرحناهم كائنا من كانوا.

# بعد أن عرفنا أن مفتي مصر علي جمعة صوفي أصيل,وبعد أن أفتى بتحليل ربا البنوك مخالفا آلاف الشيوخ, وبعد أن قال أنه رأى الرسول في اليقظة وأخذ يعد الشعرات البيضاء في لحية الرسول فاختفى! رأيناه في محفل ناد الليونز - المعروفة انتماءاته الماسونية والذي صدرت ضده فتاوى عدة - وهو يقطع كعكة (عيد ميلاده !!) مبتسما وجواره سمير صبري الممثل!.. حتى أنت يا شيخ جمعة ؟!

ما لا يُدرك كله

ليس من طلب الحق فلم يدركه كمن عرفه ثم طلب غيره بحجة أنه صعب تحقيقه في ظل الظروف الحالية. 
 
# مرة أخرى نؤكد أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله, فهؤلاء المختفون خلف قناع الإحباط يقعون في محظور خطير هو اليأس من رحمة الله . إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ - يوسف 87. وتذكّر دائما أن شرف المحاولة – مهما كانت النتيجة – أفضل من فعل لا شيء .

المجاهر

تشوهت طبائع المسلمين, فصاروا يظنون مرتكب الخطيئة في العلن أفضل من مخفيها!, ويقولون لمن يعظ وبه عيوب: أنت منافق!. الأصل أن يخفي المؤمن سيئته ولا يجاهر بمعصيته, ولو توقفنا لدراسة كل مصلح وواعظ لاستخراج دقائق أخطائه لتوقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ربما هذا هدفهم! 
 
# قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلُّ أمَّتي مُعَافىً إلا المجاهِرين       البخاري.

حضيض الغرب

هناك مقياس معروف للحكم على مجتمع ما بالنجاح أو الفشل وهو معدل الجريمة. وبنظرة سريعة لأي إحصائية نجد أن بلاد المسلمين بعيدة تماما عن الحضيض الذي وصل إليه الغربيون. لكن مع استمرار اقتدائنا بهم قد يتغير هذا!

# في أمريكا تغتصب عدة نساء كل يوم, هذا غير من يمتنعن عن إبلاغ الشرطة. في أمريكا قائمة طويلة من السفاحين (القتلة المتسلسلين) على اختلاف أنواعهم وتخصصاتهم. فالبعض يفضل الصغار أو المراهقات أو العجائز.. البعض يكتفي بهتك العرض ثم قتل الضحية ودفنها, في حين يستمتع البعض بتمزيق الأعضاء من الضحية الحية وقد يأكلها كما حدث مع السفاح داهمر الذي احتفظ بالأعضاء في الثلاجة!.. حتى العامة صاروا يحبون أفلام التقطيع والدم والتعذيب كأفلام saw. في حين ما زلنا في مصر نتحاكى بقصة يتيمة هي (ريا وسكينة) مع أن غرضهما كان سرقة حلي النساء لا الاستمتاع بالقتل.

أنت المسئول

الأمة العظيمة عليها مسئوليات عظيمة, فلما تركنا واجبنا أخذه من لا يستحقه ولا يحسن القيام به. ونحن محاسبون على عجزنا. ومع كل صباح نستيقظ لنحمل عبئا جديدا تجاهلناه: 1- لا خلافة تجمعنا منذ 1924م 2- كل يوم آلاف الملحدون يموتون في قارات الدنيا دون أن تصلهم رسالة الله على حقيقتها غير مشوهة. فمن المسئول عنهم غير خير أمة أُخرجت لمصلحة الناس ؟!

# مقارنة سريعة بين العالم قديما عندما قاده المسلمون, والعالم اليوم بقيادة أمريكا الصهيونية, تغنينا عن دبج المقالات موضحين "كم خسر العالم بانحدار المسلمين" .

# أما بخصوص الخلافة وسقوطها فهو الهم الشاغل للباحثين الإسلاميين الصادقين, على الرغم من سخرية الصحف وتناسي العامة أو جهلهم. فالتاريخ يُرينا بوضوح أنه طالما كانت الخلافة قائمة – حتى ولو على فساد وظلم – فإمكانية الإصلاح قريبة ويسيرة. فمع قليل من الصبر كانت "ميكانيكية الإصلاح الداخلية" للنظام تُعيد الأمور لنصابها. فوضوح طريق الحق والقدرة على تجميع الجماهير والمتحمسين وتحريك علماء الشرع لقلوب الناس..كل هذه أمور يسهل وقوعها في ظل بيئة تحكمها قوانين الشريعة ولو اسميا وبالتالي تزداد احتمالية وقوع حركة إصلاحية, أما تحت حكم دستور علماني وقانون وضعي معقد البنود يصعب وجود أي تحرك نحو الإصلاح لانعدام الهدف الواضح ولضعف سلطة رجال الدين على الجماهير. ومَن حاربوا الإسلام وأسقطوا الخلافة كانوا يعلمون هذا عندما وضعوا خطتهم ونفذوها بنجاح. إن وجود خليفة للمسلمين - حتى ولو في أضعف صورة – كان يمثل خطرا دائما على هدفهم الساعي لتفتيت العالم لدويلات متصارعة, لذا أزاحوه من طريقهم أولا ليخلوا لهم المجال.

أبدا لم يتم إذلال كرامة المسلمين لهذه الدرجة الحالية حين جمعتنا راية الخلافة لأكثر من 1300 عام, من عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى عهد عبد الحميد الثاني العثماني آخر الخلفاء الأقوياء. والسلطان عبد الحميد هذا هو الرجل الذي دافع عن مقام الخلافة والمسلمين ضد أطماع أوربا والصهاينة ورفض بيع فلسطين مقابل أن ينقذه اليهود من ضائقته المالية, فعزلوه وحبسوه حتى مات. ولم يتمكنوا من الخلافة إلا بعده, اقرأ عنه وترحم عليه.

من جنس العمل

قديما قالوا: لا يعقل أن تبيع البقرة وتظل تملك حليبها!. كحالنا بعد تخلينا عن شرائع ديننا وقضايانا المصيرية. فلماذا يتوقع الناس أن تنصلح الأمور, ويطلبون الأجر وهم لم يعملوا ؟! 
 
 # من أبسط قواعد المنطق السليم أن الجزاء من جنس العمل. فلو رأيت أحدهم يزرع صبارا ويتوقع أن يخرج منه شجر تفاح فاعلم أنه مجنون.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ - الرعد 11 . قالها الله لنا صريحة, ومع ذلك نتواكل ونتكاسل على المستوى الفردي والجماعي. ننتظر الفرَج ولم نعمل لنستحقه, كقصة الذي صلى ركعتين خفيفتين وسأل الله أن يزوجه بحور العين !

سحرة فرعون

لقد صار التحكم بعقول الجماهير وتوجيه مداركهم - في زمن الضلالات هذا - هو أساس السياسة, بل هو فن وحرفة لها رجالها الذين يحيطون بالحاكم طوال اليوم وهم بعيدون عن الأضواء , مهمتهم تتلخص في إقناع الناس أن ما يحدث هو تنفيذ لرغبة الأغلبية, بل يصل التلاعب لدرجة إقناع الناس بالتلذذ بالحاصل والرضا به في حين أنه شر كله. أي أنهم يسقونك السم وأنت تظن أنه مجرد دواء مر. نفس سياسة فرعون مصر وسحرته في التلبيس على الناس بإيهامهم أن الحبال ثعابين وحيات.

# لو كنتَ قد تساءلت يوما أين تذهب موارد الدولة فالجواب هو أنها تذهب لتمويل هؤلاء وأعمالهم. فالحكام يعلمون أهمية هذه الفئة المتلاعبة بالعقول والتي لديها القدرة على تبرير الرأي ونقيضه خلال نفس الجلسة وتقنعك بصحة كلامها في الحالتين !. إنهم كالحرباء التي تتلوّن تبعا للوسط المحيط, ولو استفادوا من عقولهم الخصبة النيرة هذه في المصلحة الحقيقية للجموع لكان الحال غير الحال. سحرة فرعون آمنوا برب موسى, فهل هناك أمل في هؤلاء ؟

(مثال لهؤلاء من يسمى مصطفى الفقي! وهو سياسي مصري تستخدمه الحكومة في تبرير سياستها للناس على قناة الجزيرة وغيرها..فانتبه له مستقبلا)