السبت، 13 أكتوبر 2012

القيادي بالإخوان المسلمين "كارم رضوان" لم نشتبك مع بلطجية ممدوح حمزة بـ12 أكتوبر

كشف كارم رضوان مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بوسط وجنوب القاهرة وعضو مجلس شورى الجماعة، التفاصيل الكاملة لأحداث أول أمس (الجمعة 12 أكتوبر)، والتي بدأت بدعوات لكشف حساب الرئيس وامتدت للتظاهر ضد أحكام براءات موقعة الجمل، وانتهت بأحداث مؤسفة من الاشتباكات أوقعت حوالي 120 مصابا.
ويعرض رضوان في حواره لـ(الدولة) تفاصيل الدعوة التي أطلقها الإخوان المسلمين، والحشد الذي نظموه، وحقيقة تواجد الإخوان في الميدان، والاشتراك في الاشتباكات، خاصة أن من بينهم حوالي 60 مصابا، منهم حالات خطرة.
واتهم مسئول وسط القاهرة، التيار الشعبي وم. ممدوح حمزة الاستشاري الهندسي، والاشتراكيين الثوريين، بتأجير بلطجية وافتعال الأزمة داخل الميدان.. وإلي نص الحوار:

** بداية.. دعا الإخوان المسلمين لمليونية في نفس يوم ومكان، مظاهرات دعت لها قوى معارضة للرئيس مرسي، لماذا اتخذتم هذا القرار؟
الجماعة فوجئت مع الشعب المصري من الأحكام التي صدرت الأربعاء، بتبرئة المتهمين في موقعة الجمل، نتيجة عدم تقديم الأدلة الكافية، وكذلك طمس الأدلة التي تدين المتهمين، كما حدث من قبل في قضايا محمد محمود والوزراء وماسبيرو.
وعليه فقد قررت الجماعة مع بقية القوى الوطنية التداعي لإظهار غضبة الشعب المصري في كل ميادين الجمهورية الخميس، والاستجابة لتداعي القوى الشعبية والحزبية والوطنية إلى مليونية يوم الجمعة القادمة، وذلك في ميدان التحرير.
كما كان الهدف من مظاهراتنا المطالبة بإعادة محاكمة كل المتهمين في قتل المتظاهرين في كل الأحداث السابقة، مع المطالبة بتشكيل لجنة على مستوى عالٍ لتجميع الأدلة وتقديمها للقضاء، ومطالبة السيد الرئيس لتنفيذ وعوده بالقصاص من قتلة المتظاهرين.
وفي يوم الخميس، صدر قرار من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتعيين المستشار عبد المجيد محمود سفيرا في الفاتيكان، فعدلنا بعضا من أسباب مظاهراتنا بتأييد القرار، خاصة بعد التصريحات التي أطلقهاالنائب العام أن له حصانة قضائية غير قابلة للعزل، فهذا كان مطلبا ثوريا وشعبيا، بالإضافة إلي مطالبنا الأخرى التي لم نتنازل عنها.
في نفس التوقيت، كانت هناك قوى شعبية دعت إلي التظاهر يوم الجمعة لعمل كشف حساب للرئيس مرسي، إلا أنه بعد براءات موقعة الجمل، عدلوا هم أيضا مطالبهم ورفعوا مطلب إعادة المحاكمة والاعتراض علي الأحكام، وهو نفس المطالب التي رفعناها، فبالتالي توحدت مطالبنا مع مطالبهم.

** ومتي كان موعد احتشاد مليونية الإخوان؟
دعونا للاحتشاد في الميدان الساعة الخامسة من مساء الجمعة.

** ولكن الاشتباكات بدأت قبل الصلاة، كيف ترى هذا؟
لم يتواجد الإخوان في الميدان قبل الصلاة، وإنما كان هناك بعض الإسلاميين وأنصار الرئيس مرسي متواجدين في الميدان.
الإخوان نزلوا إلي الميدان حوالي الساعة الثالثة، عندما علموا بالاحتكاكات والاشتباكات، وجاءت رغبتهم في النزول المبطر هو وقف هذه الاشتباكات، والسعي نحو وقف نزيف الدم الحادث في الميدان، ومحاولة فرض لغة العقل داخل الميدان.
ولكن قبل الساعة الثالثة، لم يكن هناك إخوان في ميدان التحرير.

** ولكن هناك مصابيين للإخوان في الميدان قبل الساعة الثالثة؟
لا.. الإخوان أصيبوا بعد الساعة الثالثة عندما حاولوا الوقوف في الصفوف الأمامية لوقف سيل الدماء، ولإنهاء الاشتباكات الواقعة.

** كم مصاب من الإخوان في الأحداث؟
حوالي 60 مصاب، بعضها اصابات سطحية وأخرى اصابات خطيرة إلي حد ما.

** أيعقل أن يكون هناك 60 مصاب دون وقوع اشتباكات معهم؟
نعم، الإخوان هوجموا ولم يحاولوا الرد، بل حاولوا الوقوف في الصفوف الأمامية لمنع الاشتباكات، وصدرت لهم تعليمات شديدة اللهجة بضبط النفس وعدم الانسياق في الاشتباكات، وهي التعليمات التي تصدر في كل الفاعليات والتجمعات الموجودة في الشارع.
كما صدرت تعليمات أخرى باحترام الآخر وعدم التعرض للرموز الموجودة، وعدم الاستفزاز، وعدم الإساءة إلي الآخرين، واعتقد أن هذا منع كثير من الاشتباكات.
فلولا ضبط النفس من قبل الإخوان ضد الهتافات المستفزة جدا الصادرة من القوى الأخرى، لكان هناك وضع آخر.
ولكن في التوقيت الذي بدأ الإخوان فيه النزول وحاولوا وقف العنف، كان الطرفين قد استفزوا للدرجة التي لم تفلح معهم محاولاتنا.

** من هما الطرفان؟
الطرف الأول مثله بعض التيارات الإسلامية كانت موجودة في الميدان ومعهم عدد من أنصار الرئيس مرسي من المواطنيين العاديين، أما الطرف الثاني فكان أغلبه ممن يطلقون علي أنفهم التيار الشعبي والاشتراكيين الثوريين، بالإضافة إلب بعض أنصار المهندس ممدوح حمزة.

** هذا اتهام صريح للمهندس ممدوح حمزة بالاشتراك في الأحداث؟
نعم، شوهد حمزة عند ميدان عبد المنعم رياض وسط الأحداث، كما شوهد رجاله وأفراده في الميدان.

** إذن، من اعتدي وفكك منصة التيار الشعبي والقوى المدنية؟
استطيع الجزم أنهم ليسوا من الإخوان، بل إن بعض الشهود أكدوا ان الواقفين علي المنصة، نزلوا وبدءوا في تفكيكها وتكسيرها، كما أن بعض الفضائيات استضافت رجالا وشبابا اعترفوا أنهم من فككوا المنصة وقالوا أنهم ليسوا من الإخوان.
كما أن التسجيلات التي بثتها الفضائيات تكشف أن المتسبب في تكسير المنصة يقف بهدوء ويفعل ما يريد، دون تحمس أو رغبة في الانتقام، أو حتى خوف من الاحتكاك، مما يدلل علي أن هم من خربوا منصتهم بأيديهم.

** وما حقيقة منع مسيرة إخوانية من قبل التيار الشعبي عند مدخل شارع محمد محمود، وقيل أنها سبب الاشتباكات؟
هذا أمر مغلوط، فالاشتباكات بدأت قبل وصول الإخوان.

** وماذا عن البلطجية الذين ظهروا في الميدان؟
استطيع القول أن الاشتباكات التي وقعت صباحا قبيل صلاة الجمعة وبعدها، كانت اشتباكات بين المتظاهرين، ولكن مع نزول الإخوان الميدان وفي الثالثة والنصف بدأ أنصار التيار الشعبي من الخروج من حيز الميدان والتجول عند شارع محمد محمود وطلعت حرب، وسط الكر والفر، وبعدها ظهرت مجموعات من البلطجية والمأجورين ومعهم أسلحة وشوم في الميدان، واعتقد أن هؤلاء هم من تسببوا في الاصابات وهم من أشعلوا الجو.
والحقيقة، أنني استنكر علي القوى السياسية التي كانت تنكر علي الحزب الوطني والنظام السابق الاستعانة بالبلطجية والمأجورين، وفي تنفس الوقت يلجأهوا هم إل نفس الأسلوب.

** هذا اتهام صريح للتيار الشعبي بتأجير البلطجية؟
بالطبع.

** ولكن القوى المدنية قدمت بلاغات للنائب العام أن الإخوان هم من أجروا البلطجية لضربهم في لميدان؟
ضاحكا: كاد المريد أن يقول خذوني، فحسني مبارك كان يتهم الإخوان بالإرهاب، وكان هو رأس الارهاب كله، فهذا البلاغ كي يبعد التهمة عن نفسه.
تاريخ الإخوان كله يؤكد أنهم طوال عمرهم خدام للشعب المصري، ولم يستعينوا بأحد ضد الشعب، حتى من كان يحكمون علي الإخوان ظلما، لم يشهد التاريخ أن لجأ الإخوان للعنف، فليس من المعقول أن نلجأ للعنف ضد شباب هم أبناؤنا وإخوتنا.

** وكيف واجهتهم تفاقم الاحداث ووقوع إصابات؟
بعدما اتخذت الاشتباكات شكل غير مناسب للميدان والثوار وللقوى الوطنية، آثرنا أن ننزع هذا الفتيل رغم قدرتنا علي المواجهة، فقد كان الإخوان قد توافدوا بأعداد كبيرة علي الميدان وكانوا قادرين علي المواجهة، إلا أننا تجمعنا عند المتحف المصري.
ورغم أننا نأينا بأنفسنا كإخوان مسلمين بعيدا عن الاشتباكات، إلا أننا فوجئنا ببعض هذه القوى تهاجمنا عند المتحف المصري، وحدث تراشق بالحجارة.
وتوجههنا بعد ذلك إلي دار القضاء العالي للاحتجاج هناك علي الأحكام الصادرة ببراءة المتهمين في موقعة الجمل، وتأييد قرار إقالة النائب العام، ومن ثم الانصراف في السابعة مساءا تقريبا من أمام دار القضاء.

** إذن، من حرق اتوبيسات الإخوان؟
الله أعلم، لا أعلم بالتحديد هل هم البلطجية، أم هم مجموعة من المتظاهرين ضد الإخوان، ولكن كلنما شاهدنا أن شبابا ظهروا علي الفضائيات واعترفوا بإحراق أتوبيسات الإخوان، وهذا اعتراف صريح علي الهواء، وعلي القضاء التحقيق في هذا ومحاسبة المعتدين.

** الغياب اللافت للداخلية في الأحداث.. كيف تراها؟
هذه ظاهرة غير صحية بالمرة، فلو كانت وزارة الداخلية حريصة علي عدم الاحتكاك بالمتظاهرين، وتعطي لهم حرية التظاهر السلمي، فهذا شئ جميل، ولكن عندما تخطي المتظاهرون هذا النهج السلمي، كان يجب أن تتدخل الداخلية.
كما أن هناك بعض المنشآت المملوكة بالدولة في ميدان التحرير، كان منها معرضا للاحتراق أمس كالمتحف المصري، وسط غياب أمني تام.

** كلمة توجهها للقوى السياسية التي هتفت ضد الإخوان والمرشد؟
أقول لهم أننا في حاجة إلي تضافر الجهود من أجل مصر، فلتنجلس ونتحاور ونتجاوز خلافتنا، ويكون الاحترام بيننا هو السمة التي تحكم علاقتنا، ونبحث طرق حمل مسئولية البلاد، وكيفية تجاوز الأزمات والخلافات.
-----------------------------------------------------------------
مدونة التحقيقات الأولي في مصر "القلم مُفجر الثورة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق