المجتمع صورة عامة من علم وحصيلة إنتاج.. يتناسب الإنتاج مع طبيعة العلم وطبيعة متعلميه، فلو أصبحت المادة تبلور الإنتاج بالصورة التي تلائمة لتجنبنا الشتات والتناحر حول لقمة العيش.
آخذون حقيقة النساء شقائق الرجال، فلاسطوة للمجتمع الذكوري بعد تضاريس الربيع العربي الذي أقر بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والمساواة الممنهجة قولا وفعلا.. فمن مساعدي ونائبي رأس البلاد إلي تشكيلات الوزراء إلي إعتبارية حقوق المرأة واجبات ملحة لمكتسبات الثورة، لم نجد مايعرقل مسيرة نصف المجتمع في ترجيح رؤية الشقائق تحت ظل حكم التيار الإسلامي.
ممالاشك فيه أن الإشتراكية الفابية* التي ظهرت علي أرض الضباب كصورة مثالية في تحجيم البرجوازية كحركة متعفنة أخذت معها نمطية البروليتاريا وصراع الطبقات لتترسم في مستويات التوتاليتارية الغاشمة، فوجدنا حِراكا شبه إيجابي من أجل مستقبل راديكالي**.. وبالرغم من الراديكالية في نظر البعض خيال لايمس للحقيقة الظاهرة بأي شكل كان، إلا أنها أصبحت مفهوما نتداركه بالربيع العربي.. فلابديل عن التغيير الجذري الذي يخلق أعمدة المدينة الفاضلة أو كما أعتبرها أبو نصر محمد الفارابي: خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس.. فيقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، والقسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة.. فالقسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.
صار الربيع العربي بالنسبة للتقدمية الحديثة نبراسا يهتدون إليه، فكما كانت الأممية الأولي والثانية حتي الرابعة تتمثل في حضارات العالم القديم.. فمابين لندن وباريس وموسكو بلد السقيع.. اليوم كانت تونس وطرابلس والقاهرة نماذج يحتذي بها في خلاصها بذاتها وعنفوانها كعالم حديث، فلاعجب من إختيار بلد عربي لمثل هذا التلاقي.. بل يزيد الإختيار رونقا!
فمن بعد التوسع العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية (الإمبريالية التوسعية) بالظهور من خلال وجود شركات إحتكارية تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لاحتلال أراضي الآخرين وتأمين أسواق لتلك الشركات.. وجدنا من الواجب تعميم نهج مناهصة التمول الكاسح دون رواسبه المخزية.. مع الدفع لنهضة وإعلاء من شأن الطبقة الكادحة، حتي نري شواهد اليوم صوت وصورة في ثورات العرب البيضاء. فهنيئا لهم الإختيار.
اليسارية بصورتها العامة والمنظم لها بألف باء إشتراكوعية (إشتراكية- شيوعية).. قد دللت بوجودها من ذي قبل بهيمنتها بالإتحاد السوفيتي والصين الشعبية بجوف المدينة المحرمة ومن مست جموحها من دول الوطن العربي، فليست العراق وسوريا أو ليبيا أو مصر منها ببعيد، لكن ظهرت بالربيع العربي بمفاجأة من العيار الثقيل.. والتي أحتوت المشهد الثوري كبدايات فقط.. دون أن تصل إلي نهايات حققت نتاجئها المرجوة مسبقا. الحقيقة مُرة تلك المَرة.. فبتونس والمحروسة نقلت السلطات بصبغة إسلامية، بل وإن أصح التعبير نقلت بغطاء ثوري وافترشت السجاد الإسلامي الحر.. لنعيد النظر في غياب القوي اليسارية عن عرش التنصيب راجع لعدة نقاط هامة أسردها لتفكروا أنتم في مفاهيمها:
1. التجربة والتفتيش عن نماذج محورية جديدة
2. الإحتمالية التي قد تعيد شكل المعارضة الكرتوني.. فالشعارات الرنانة وتطبيقها علي أرض الواقع زيرو.
3. المثالية التي يأملها الجميع من كيان تنظيمي لايلتفت إلي النفعية وتشتيت الجمع.
4. قطع الشمولية ونظم المجتمع المغلق.
تجربة الإسلام السياسي أخص بذكرها كمثال لدينا بمصر.. فمن خلال رابطة محرري الشئون الإسلامية، أو كما نسميها نحن أعضائها المؤسسين برابطة محرري الإسلام السياسي، والتي قمنا بتدشين أركانها.. فاعتبرنا أن صورة التكافل مبدأ للرابطة، وذلك من أجل إحتواء أعضائها كأسرة واحدة تساهم في العلاج المجتمعي قبل الخوض في النزح السياسي.. ولهذا نعّرف الإسلام السياسي كضابط الإيقاع بين الإسلامي مع المشهد السياسي، أو الفرد مع العمل المؤسسي.. مثله مثل حال اليساري والليبرالي والعلماني والقومي وهكذا، فنعتبرهم ساكني منتجعات السرح السياسي حتي إذا ثبت أحدهم عدم أهله بداخل أسوار مؤسسات الدولة قومناه. وبرغم هذا وذاك نعتبر الجديد علينا- قديما لنا، بل ونحتسي شراب المواطنة العامة وإقرار الذمة السياسية مشتركة فيما بيننا.
آخذون حقيقة النساء شقائق الرجال، فلاسطوة للمجتمع الذكوري بعد تضاريس الربيع العربي الذي أقر بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والمساواة الممنهجة قولا وفعلا.. فمن مساعدي ونائبي رأس البلاد إلي تشكيلات الوزراء إلي إعتبارية حقوق المرأة واجبات ملحة لمكتسبات الثورة، لم نجد مايعرقل مسيرة نصف المجتمع في ترجيح رؤية الشقائق تحت ظل حكم التيار الإسلامي.
علي البعض أن لاتأخذه أفكاره بتداعياته الباهتة في إعطاء أحقية لمن لايستحق، أو الحد من إبراز الأدوار التفاعلية المتنوعة كانت سببا أو مسببا لنجاح مانحن فيه الآن. فلغة العصر كانت سببا رئيسيا وركيزة غير عادية إعتيادية في مكتسبات الثورة التي نحقق من ورائها مايتم تحقيقه اليوم وكل يوم، فتكاد تكون سيناريوهات مطابقة لحركات ثورية مضت علينا في غدوها لإنجاز مهامها- فمجاراة الحدث فالحشد ثم التلاقي، فإثبات الذات ثم الإرتقاء بأهداف عدة. لعبت المواقع الإجتماعية كالفيسبوك وتويتر علي وجه الخصوص أدوارا عدة في تغطية الأحداث الراهنة، فمارس الثوار فعاليتهم بالميادين وتحت أسقف المنازل أمام حواسيبهم.. فخرج إلي النور حركات ومنظمات غير حكومية تبنت أهدافا سامية في كشف المستور وصد مقاصد الفساد وضرب قيادات المنظومة البائدة بعرض الحائط.. والأمثلة كثيرة لذلك: كلنا خالد سعيد، امسك فلول، روائع القلم مٌفجر الثورة، إئتلاف شباب الثورة، وحدة الدعم الإستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين...إلخ. فاصبحت منارة لطلاب سنة أولي سياسة ودليلا في الأختيار وحجب إنعكاسات الثورات المضادة التي أيضا تشكلت عملها بين الصفحات ونشاطها المدقع بين جموع المواطنة.. فهذا لابد منه وهذا لايجب النظر فيه!
أمور أجتثت أفرعها وذيولها من خلال البنود الإسترشادية والحركات التوعوية المناسبة، فكانت للجميع خير دليل وأعلاها عزيز ولاعزاء للأخوة الفلول.. مرتكبي حماقات الأمس وغذا نقول لهم: انتظروا نجاحاتنا بسرور. دمتم في رعايته.
*الإشتراكية الفابية: ويرجع إسمها للجنرال الروماني «فابيوس»، وهو الذي تصدي لهانيبال الذي أوقع الهزائم المنكرة بالجيش الروماني في معركتين فاصلتين، فلجأ الرومان إلى فابيوس الذي وضع خطة يتفادى فيها اللقاء المباشر، ويناور ويحاور حتى يستنزف قوى عدوه وعندئذ يضرب ضربته.
**الراديكالية: هي فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها.
المصدر: الناقد السياسي/ ميمد شعلان
-------------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".
*الإشتراكية الفابية: ويرجع إسمها للجنرال الروماني «فابيوس»، وهو الذي تصدي لهانيبال الذي أوقع الهزائم المنكرة بالجيش الروماني في معركتين فاصلتين، فلجأ الرومان إلى فابيوس الذي وضع خطة يتفادى فيها اللقاء المباشر، ويناور ويحاور حتى يستنزف قوى عدوه وعندئذ يضرب ضربته.
**الراديكالية: هي فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها.
المصدر: الناقد السياسي/ ميمد شعلان
-------------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق