مرت عليّ بضعة ساعات وأنا اقرأ لشخص لم أعلم بوجوده قبل اليوم. قرأت له وقرأت عنه. بحثت عن كتاباته وحاولت جمع أكبر قدر من المعلومات عن حياته.
لو فعلت هذا في العالم الحقيقي لتم اتهامي بجريمة التعقب Stalking ، لكني في العالم الافتراضي، الإنترنت، وللإنترنت قوانينه الخاصة!
القصة من بدايتها هي أني كنت أكتب مقالا بالإنجليزية عن أحد المواضيع الغريبة التي أهتم بها.. التحكم بالعقول والبرمجة النفسية، آخذا بريتني سبيرز كمثال!
وبما أني اقرأ عن الموضوع منذ سنوات فلم يلزمني معاودة البحث والدراسة، بل ما ركزت عليه هو توصيل المعلومة بصورة واضحة نقية، مع التوثيق قدر الإمكان.
انتهيت من الكتابة، ثم قادني فضولي لأن أبحث في جوجل عن الجديد في الموضوع مما قد يكون فاتني. قادني بحثي إلى صفحة تتكلم عن الموضوع.. لكن ما جذب انتباهي مباشرة هو اقتباس يستشهد به المؤلف، وينقله من مدونة أخرى لمن أسماه تيم بوشر Tim Boucher
http://disinfo.com/2010/10/trauma-based-mind-control
أسلوب الاقتباس أثار شيئا في نفسي. طريقة الكتابة أعجبتني على الفور، لأنها تمثل ما أبحث عنه دائما فيمن اقرأ لهم.
أسلوب الاقتباس أثار شيئا في نفسي. طريقة الكتابة أعجبتني على الفور، لأنها تمثل ما أبحث عنه دائما فيمن اقرأ لهم.
ذلك الأسلوب الذي يسميه البعض (السهل الممتنع).. أي الرسوخ والإحاطة بالموضوع لكن مع القدرة على توصيل المضمون بسلاسة وترتيب منطقي.
بالطبع بحثت عن المؤلف لأرى ما كتب أيضا. لكن الصدمة كانت أن موقعه متوقف، وبلا مادة مكتوبة.
كالعادة استعنت بأرشيف الإنترنت Internet Archive علني أجد نسخة محفوظة من موقعه. وفعلا وجدت.
الرجل عقلية مختلفة عن أغلبية من يكتبون على الإنترنت. موسوعي تقريبا في مواضيع المسائل التي يكتب عنها، وفاهم للكثير من المسائل الفلسفية والاجتماعية لكن دون أن ينجرف وراء التفاسير المعتادة لها. له شخصية واضحة تظهر في كتاباته، وحب للتعلم والبحث.
ما أحزنني قليلا هو أنه ترك الموقع متعمدا، بعد أن سخط على ما يصفه بعبودية الإنسان المعاصر للإنترنت، واعتماده عليه في تحديد شخصيته وتقرير اختياراته.
ترك رسالة مفعمة بالمشاعر والأفكار على موقعه مع بداية 2012، وشرح وجهة نظره في الابتعاد عن الإنترنت، وعن تركه لأمريكا وهجرته لمجتمعها باحثا عن بداية جديدة في كندا.
ذكرني بشخصية الفتى الذي تحولت حياته (ومماته) إلى قصة فيلم Into the Wild
لن تجد كتابات هذا الرجل على جوجل، لأنه من الواضح أن محرك البحث الشهير يحجب تماما أي ذكر له!.. وهو شيء كتب عنه تيم بوشر بالفعل.
أشعر أنه على أحد ما حفظ تراثه حتى لا يضيع.
الكثير من كتاباته التي قرأتها هذه الليلة يفوق أغلب الأوراق البحثية الأكاديمية التي أعرفها. هناك صفاء ذهن وانسيابية قلما أجدها على الإنترنت.
وجدت مقالا بالأسبانية ينعى توقفه عن الكتابة والنشر (ترجمته للإنجليزية عن طريق جوجل لأفهمه)
أما غير هذا فلم أجد سوى تشابه اسمه مع أحد المغنيين المغمورين.
سأبحث فيما بعد عن المزيد إذا سنح الوقت. لكني وجدت أنه من الضروري أن أسجل هنا واقعة تعرفي على كاتب جيد جديد.. فهو شيء لا يحدث كل يوم كما تعلم!
|تحرير:|
بعد كتابة هذا الكلام بشهور علمت أنه يعمل كنجار ومصمم ديكور مسرحي، وترك مهنة برمجة مواقع الإنترنت ليكون أقرب للطبيعة.. ويهتم بالحيوانات والنباتات المعرضة للخطر وللانقراض. وله فيديو على شبكة Vimeo لكن ما زال يرفض إعادة موقعه على الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق