قام الله بتخليص رسوله عيسى من براثن أعدائه، بعد أن قام اليهود - كعادتهم مع الأنبياء والرسل - بمحاولة قتله.
فالتفت اليهود تلقائيا لأتباع عيسى، يريدون القضاء عليهم تماما ومحو ما جاء به آخر أنبياء بني إسرائيل.
(اسم عيسى في العبرية يعني: الله يخلصه، يهوشوع/يشوع/يوشع)
من كان أعداء عيسى؟
- سكان فلسطين من اليهود (بني إسرائيل) وحكام فلسطين وقتها من الرومان الوثنيين.
كيف كان المجتمع الإسرائيلي وقتها؟
- كان اليهود منقسمين على أنفسهم بدرجة كبيرة، إلى فئات دينية متعارضة. للأسف كان الأغنياء والأعيان متعاونين مع المحتل الروماني ومحبين لثقافته، كما فعلوا مع المحتل اليوناني الإغريقي من قبل.. وكان الذين يتحكمون في الهيكل هم فئة تسمى الصدّوقيين، وكانوا يكفرون صراحة بعقيدة اليوم الآخر وفكرة الحساب يوم القيامة!
وكانت هناك فئة أخرى ترد على هؤلاء، وهي فرقة الفَرّيسيين، المعتزلة، وهم حاخامات اليهود الذين أرادوا السيطرة على عقول بني إسرائيل وتكبيلها كما يفعل الكهنة في كل زمان. والفريسيون كانوا يحاربون الأنبياء لأن الأنبياء كانوا يفضحون التحريفات التي وُضعت على التوراة، في حين أن الفريسيين أرادوا حماية هذه التحريفات والاتزام بها لأنها نتيجة جهد 500 سنة من التأليف والتحريف الذي قام به أجدادهم منذ عادوا من السبي البابلي!
وكانت توجد فئة ثالثة قليلة العدد مغلوبة على أمرها وهي فئة المسلمين، المؤمنين فعلا بالتوراة الحقيقية كما أنزلها الله على موسى، ومنهم طبعا زكريا ويحيى وعمران أبو مريم.
عندما بعث الله عيسى بن مريم عرف اليهود أنه رسول، لكن رفضوا اتباعه. والسبب هو أنهم أرادوا رسولا يؤكد ما حرّفوه، لا رسولا يصحح ما أفسدوه!
أرادوا قائدا عسكريا يقضي على المحتل الروماني ويجعل اليهود أسياد العالم، فوجدوه رسولا يريد أولا تصحيح عقيدتهم الفاسدة وتحسين أخلاقهم المنحرفة!
وجود عيسى وأتباعه كان يهدد طبقة أثرياء اليهود المتحالفين مع الرومان، والمحبين للوثنية الإغريقية و"الحضارة" الغربية..
وفي نفس الوقت، وجود عيسى وأتباعه يهدد النفوذ الديني الذي كان يتمتع به الفريسيون وسط أتباعهم من بني إسرائيل.
ولكل هذه الأسباب - وغيرها - قرر اليهود القضاء على عيسى وأتباعه.
يقول المؤرخون المسلمون أن يحيى تم قتله، وزكريا تم قتله، وعيسى رفعه الله إليه قبل نجاح اليهود والرومان في قتله.
لكن أتباعه المؤمنون أنه رسول الله كانوا لا يزالون على قيد الحياة. فكيف يا ترى تعامل معهم اليهود والرومان بعد عيسى؟!
اضطهدوهم بالطبع.. وكادوا أن ينجحوا في إبادتهم.. وظن اليهود أن الله لن يبعث رسولا مرة أخرى.
اليهود يريدون مسيحا يحكم العالم ويُخضع كل الأمم له، ويجعل اليهود أسياد الجميع.. ويسمونه المسيا أو ها-مشيح.. وللأسف لم يعجبهم عيسى ولم يعجبهم محمد، ولن يجدوا ضالتهم إلا في المسيح الدجال!
(يتبعه سبعون ألف من يهود أصبهان، عليهم الطيالسة)
لكن حملة الإبادة لم تنجح 100% ، فقام اليهود بتنفيذ خطة أخرى ماكرة وهي هدم الدين من داخله، وتحريف رسالة عيسى عن طريق التسلل إلى قلوب أتباعها!
أرسل اليهود شخصا واحدا لأداء هذه المهمة الصعبة.. بولس!
ربما يكون من أرسله هو مَجمع السنهدرين اليهودي، أو الفرقة الباطنية اليهودية التي كانت قائمة على تحريف التوراة.. لا نعرف الآن على وجه الدقة.
من هو بولس؟
- اسمه اليهودي شاول Saul (على اسم الملك اليهودي الصالح شاول الذي كان على أيام النبي صموئيل. واسم شاول في القرآن هو طالوت)
كان بولس يهوديا، فريسي بن فريسي، وفي نفس الوقت كان رومانيا، معه الجنسية الرومانية ويخضع للحماية الرومانية!
مهمته كانت تعقب أتباع عيسى وقتلهم وتعذيبهم. ثم قرر التحول ظاهريا للمسيحية لإفسادها من داخلها.
بولس كان مثقفا وفيلسوفا ومطلع على الثقافات الغربية.. وكتب رسائل كثيرة هي أساس النصرانية الحالية.
ففي حين كان عيسى عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل فقط، يذكرهم بالله وبالتوراة، قام بولس بتغيير هذا وقرر نشر فكرة أن عيسى كان إله وابن إله، وأن رسالته لا يجب أن تقتصر على اليهود بل تنتشر في أوروبا بين الرومان!
أتباع عيسى رفضوا هذه الأفكار، وأرادوا التمسك بحقيقة أن عيسى كان رسولا بشريا من الله إلى بني إسرائيل، كما يقول الإنجيل على لسانه: ما بعثت إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة.
لكن بولس كانت تدعمه قوى أخرى جعلت رأيه ينتصر، وبالتالي نجد اليوم أن المسيحية مقرها هو الڤاتيكان في روما بإيطاليا!
فالرومان - بعد شد وجذب - أعجبتهم أفكار بولس، ووجدوها توافق هواهم الوثني، وأساطيرهم عن الآلهة وأبناء الآلهة!
لاحظ ناقدو الأناجيل أن بولس كان الرومان يعاملونه باحترام ويحرسونه ويتركوه يكلم العامة حتى أثناء القبض عليه! ومن هنا ترى سبب توجه بعض الباحثين الأجانب لتأكيد فكرة أنه كان عميلا رومانيا يقوم الرومان بـ"تمثيلية" القبض عليه لإظهاره في صورة البطل!
قصة بولس الموجودة في الأناجيل تنتهي فجأة دون ذكر مصيره، ولهذا قامت الكنيسة بنشر فكرة أن الرومان أعدموه، مع أنه لا توجد وثائق تاريخة تشير لهذا!
والظاهر أنه اختفى عن الساحة بعد أن أدى دوره المنوط به، وبدأت المسيحية بشكلها الجديد في البروز.
في تاريخنا الإسلامي شخصية مماثلة لبولس، أرسلها اليهود أيضا في بدايات الإسلام لتحريف الإسلام من داخله، وأقصد بالطبع ابن سبأ اليهودي الذي ادعى دخوله الإسلام وحاول نشر فكرة تأليه علي بن أبي طالب!
كما نشر بولس فكرة تأليه عيسى.
-----
تقول الأناجيل أن بولس واجه مقاومة شديدة لأفكاره من شخص يسمى يعقوب أخو المسيح.
وسبب الخلاف هو أن بولس اقترح هدم كل الشرائع اليهودية السابقة، كتحريم أكل الخنزير، ووجوب الختان، إلخ.. لكن يعقوب وأتباعه قالوا أن عيسى لم يحارب التوراة وشرائعها الأصلية، فلا يجب تغيير الثوابت اليهودية، وأن على الأتباع الداخلين في المسيحية أن يلتزموا بشرائع التوراة.
لكن بولس أراد أن يقوم بتيسير دخول الرومان الوثنيين للمسيحية الجديدة التي اخترعها، ويعرف أن الختان لن يناسب ذوقهم، فأراد تغيير الدين ليوافقهم.
ونجح كما نعرف.. فالكنيسة اليوم لا تعترف بالشرائع اليهودية.
فالتفت اليهود تلقائيا لأتباع عيسى، يريدون القضاء عليهم تماما ومحو ما جاء به آخر أنبياء بني إسرائيل.
(اسم عيسى في العبرية يعني: الله يخلصه، يهوشوع/يشوع/يوشع)
من كان أعداء عيسى؟
- سكان فلسطين من اليهود (بني إسرائيل) وحكام فلسطين وقتها من الرومان الوثنيين.
كيف كان المجتمع الإسرائيلي وقتها؟
- كان اليهود منقسمين على أنفسهم بدرجة كبيرة، إلى فئات دينية متعارضة. للأسف كان الأغنياء والأعيان متعاونين مع المحتل الروماني ومحبين لثقافته، كما فعلوا مع المحتل اليوناني الإغريقي من قبل.. وكان الذين يتحكمون في الهيكل هم فئة تسمى الصدّوقيين، وكانوا يكفرون صراحة بعقيدة اليوم الآخر وفكرة الحساب يوم القيامة!
وكانت هناك فئة أخرى ترد على هؤلاء، وهي فرقة الفَرّيسيين، المعتزلة، وهم حاخامات اليهود الذين أرادوا السيطرة على عقول بني إسرائيل وتكبيلها كما يفعل الكهنة في كل زمان. والفريسيون كانوا يحاربون الأنبياء لأن الأنبياء كانوا يفضحون التحريفات التي وُضعت على التوراة، في حين أن الفريسيين أرادوا حماية هذه التحريفات والاتزام بها لأنها نتيجة جهد 500 سنة من التأليف والتحريف الذي قام به أجدادهم منذ عادوا من السبي البابلي!
وكانت توجد فئة ثالثة قليلة العدد مغلوبة على أمرها وهي فئة المسلمين، المؤمنين فعلا بالتوراة الحقيقية كما أنزلها الله على موسى، ومنهم طبعا زكريا ويحيى وعمران أبو مريم.
عندما بعث الله عيسى بن مريم عرف اليهود أنه رسول، لكن رفضوا اتباعه. والسبب هو أنهم أرادوا رسولا يؤكد ما حرّفوه، لا رسولا يصحح ما أفسدوه!
أرادوا قائدا عسكريا يقضي على المحتل الروماني ويجعل اليهود أسياد العالم، فوجدوه رسولا يريد أولا تصحيح عقيدتهم الفاسدة وتحسين أخلاقهم المنحرفة!
وجود عيسى وأتباعه كان يهدد طبقة أثرياء اليهود المتحالفين مع الرومان، والمحبين للوثنية الإغريقية و"الحضارة" الغربية..
وفي نفس الوقت، وجود عيسى وأتباعه يهدد النفوذ الديني الذي كان يتمتع به الفريسيون وسط أتباعهم من بني إسرائيل.
ولكل هذه الأسباب - وغيرها - قرر اليهود القضاء على عيسى وأتباعه.
يقول المؤرخون المسلمون أن يحيى تم قتله، وزكريا تم قتله، وعيسى رفعه الله إليه قبل نجاح اليهود والرومان في قتله.
لكن أتباعه المؤمنون أنه رسول الله كانوا لا يزالون على قيد الحياة. فكيف يا ترى تعامل معهم اليهود والرومان بعد عيسى؟!
اضطهدوهم بالطبع.. وكادوا أن ينجحوا في إبادتهم.. وظن اليهود أن الله لن يبعث رسولا مرة أخرى.
اليهود يريدون مسيحا يحكم العالم ويُخضع كل الأمم له، ويجعل اليهود أسياد الجميع.. ويسمونه المسيا أو ها-مشيح.. وللأسف لم يعجبهم عيسى ولم يعجبهم محمد، ولن يجدوا ضالتهم إلا في المسيح الدجال!
(يتبعه سبعون ألف من يهود أصبهان، عليهم الطيالسة)
لكن حملة الإبادة لم تنجح 100% ، فقام اليهود بتنفيذ خطة أخرى ماكرة وهي هدم الدين من داخله، وتحريف رسالة عيسى عن طريق التسلل إلى قلوب أتباعها!
أرسل اليهود شخصا واحدا لأداء هذه المهمة الصعبة.. بولس!
ربما يكون من أرسله هو مَجمع السنهدرين اليهودي، أو الفرقة الباطنية اليهودية التي كانت قائمة على تحريف التوراة.. لا نعرف الآن على وجه الدقة.
من هو بولس؟
- اسمه اليهودي شاول Saul (على اسم الملك اليهودي الصالح شاول الذي كان على أيام النبي صموئيل. واسم شاول في القرآن هو طالوت)
كان بولس يهوديا، فريسي بن فريسي، وفي نفس الوقت كان رومانيا، معه الجنسية الرومانية ويخضع للحماية الرومانية!
مهمته كانت تعقب أتباع عيسى وقتلهم وتعذيبهم. ثم قرر التحول ظاهريا للمسيحية لإفسادها من داخلها.
بولس كان مثقفا وفيلسوفا ومطلع على الثقافات الغربية.. وكتب رسائل كثيرة هي أساس النصرانية الحالية.
ففي حين كان عيسى عليه السلام رسولا إلى بني إسرائيل فقط، يذكرهم بالله وبالتوراة، قام بولس بتغيير هذا وقرر نشر فكرة أن عيسى كان إله وابن إله، وأن رسالته لا يجب أن تقتصر على اليهود بل تنتشر في أوروبا بين الرومان!
أتباع عيسى رفضوا هذه الأفكار، وأرادوا التمسك بحقيقة أن عيسى كان رسولا بشريا من الله إلى بني إسرائيل، كما يقول الإنجيل على لسانه: ما بعثت إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة.
لكن بولس كانت تدعمه قوى أخرى جعلت رأيه ينتصر، وبالتالي نجد اليوم أن المسيحية مقرها هو الڤاتيكان في روما بإيطاليا!
فالرومان - بعد شد وجذب - أعجبتهم أفكار بولس، ووجدوها توافق هواهم الوثني، وأساطيرهم عن الآلهة وأبناء الآلهة!
لاحظ ناقدو الأناجيل أن بولس كان الرومان يعاملونه باحترام ويحرسونه ويتركوه يكلم العامة حتى أثناء القبض عليه! ومن هنا ترى سبب توجه بعض الباحثين الأجانب لتأكيد فكرة أنه كان عميلا رومانيا يقوم الرومان بـ"تمثيلية" القبض عليه لإظهاره في صورة البطل!
قصة بولس الموجودة في الأناجيل تنتهي فجأة دون ذكر مصيره، ولهذا قامت الكنيسة بنشر فكرة أن الرومان أعدموه، مع أنه لا توجد وثائق تاريخة تشير لهذا!
والظاهر أنه اختفى عن الساحة بعد أن أدى دوره المنوط به، وبدأت المسيحية بشكلها الجديد في البروز.
في تاريخنا الإسلامي شخصية مماثلة لبولس، أرسلها اليهود أيضا في بدايات الإسلام لتحريف الإسلام من داخله، وأقصد بالطبع ابن سبأ اليهودي الذي ادعى دخوله الإسلام وحاول نشر فكرة تأليه علي بن أبي طالب!
كما نشر بولس فكرة تأليه عيسى.
-----
تقول الأناجيل أن بولس واجه مقاومة شديدة لأفكاره من شخص يسمى يعقوب أخو المسيح.
وسبب الخلاف هو أن بولس اقترح هدم كل الشرائع اليهودية السابقة، كتحريم أكل الخنزير، ووجوب الختان، إلخ.. لكن يعقوب وأتباعه قالوا أن عيسى لم يحارب التوراة وشرائعها الأصلية، فلا يجب تغيير الثوابت اليهودية، وأن على الأتباع الداخلين في المسيحية أن يلتزموا بشرائع التوراة.
لكن بولس أراد أن يقوم بتيسير دخول الرومان الوثنيين للمسيحية الجديدة التي اخترعها، ويعرف أن الختان لن يناسب ذوقهم، فأراد تغيير الدين ليوافقهم.
ونجح كما نعرف.. فالكنيسة اليوم لا تعترف بالشرائع اليهودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق