‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيوعية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيوعية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 24 نوفمبر 2011

حديثي مع "سامان كريم" سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي


الطبقة العاملة من يقرر مصير الثورات في العالم العربي والعالم لصالح المجتمع

مقدمة:

إن تحرير المجتمع من براثن الرجعية والديكتاتورية الطبقية البرجوازية، سواء أكان عبر الفرد او عبر تمثيل الطبقة، مرهون بإقتدار الطبقة العاملة وتحزبها السياسي، ليس هذا فحسب، بل ان تحقيق اصلاحات جذرية في المجتمع مرهون بهذا الاقتدار والتنظيم. حقوق المراة ومساواتها التامة مع الرجل، الحقوق السياسية والمدنية والفردية للمجتمع بما فيها حقوق الشباب، توفير ضمان البطالة، حل الصراعات السياسية وفق مبدأ الحوار السياسي، ومنع اللجوء الى السلاح، حرية الاضراب والتنظيم والتظاهر، السلم العالمي، مناهضة الحروب والامبريالية ومساوئها...كلها مرهونة ومرتبطة بنزول الطبقة العاملة الميدان كحركة سياسية مستقلة عن كافة الحركات البرجوازية، ولها افقها واستراتجيتها الخاصة بها، الغاء الملكية الخاصة والعمل المأجور.

وجه الحديث بين إسلامي وشيوعي:
هي إرثاء الفكر العام بين الطبقات ووضع جدولة زمنية في تقبل اراء الآخرين دون الإخلال بمنظومة العمل السياسي .. آخذين بمفهوم (إختلف معي حتي نرثي الجماعة). فلا قبول لأصول أيديولوجية دون أن تستند لمرجعية فوق دستورية .. والتي هي أسس لشرائع وأحكام ثيوقراطية كتبت وفرضت علي البشرية منذ آلاف السنين!  


مداخلتي:
أعلم كل العلم كم معظم ما يقرأون لي...بأني صاحب نظرة ثاقبة وقلم رنان يهتف فلا ينام. وهذا ما وجدته في المداخلة الأخيرة مع (الجيلاني الهمامي)- رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعي التونسي والذي لم يرد ولو بكلمة في مطلع هذا القصيد! فاعذرني علي تهافت كليماتي معبرة عن واقعية الحدث، فنحن نخاطب جمهورنا العربي العظيم ليدرك بأن المعرفة كنز لا يفني! الشاهد هنا ياأخي بأن الأنظمة البرجوازية اليسارية من إشتراكية ديمقراطية والإمبريالية الرأسمالية حتي الليبرالية الإجتماعية ووجودها تحت مظلة الهيكلة الملكية كانت أو الجمهورية وصولا بالنظم العسكرية المتعنتة بأحكامها العرفية الزائفة. فيشهد الربيع الثوري العربي إنفتاحا هائلا في ضرب تلك الأنظمة الكاسحة بمقتل جعل منها شللا لرواد تلك الرؤي الصماء الشنعاء التي لم نري منها سوي أفكار (نيكولا مكيافيلي) كما أسردها في كتابه الأشهر (الأمير).

وبالتوازي لذلك نجد ذات الشيوعية وللأسف...هي إمتداد لسابق الأنظمة بل أجدها هي أصل وفصل ضياع العالم العربي وتشتت قيمه ومعانيه المُثلي، بل يخجل جبيني وتدمع عيناي وتهتز أوصالي ويرتعد لها بدني حينما أذكر لكافة القراء ونقاد العمل الفكري حقيقة (زيف الشيوعية المتحررة من نمط العبودية المدقعة). فيشهد التفكير بفلسطين من القضايا الكبرى التي شغلت رؤوس قادة (الثورة البلشفية). ومنذ الأيام الأولى من الثورة؛ أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود...أولا: إعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونية، أما الأخري: تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. فيسرد لينين مشعوذا: (إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين)...إذا هناك مخطط حي نَشَعَ بالفعل للفتك بديموجرافية وجغرافية الدولة الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني تحت وطأة وعبودية الشيوعية! فأين هو الخلاص يامن تدعوا الخلاص والإخلاص؟! لكن القاريء إلي تلك اللحظة يظن أني أتملق عليه مخطأ في حق شيوعيتكم! نذكر في عام 1939 حينما أنشأ الشيوعيون (عصبة التحرر الوطني) لليهودي (بن فسكي) ومساعده (توفيق طوبي)، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا من فلسطينية الدولة، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب، ومع الوصول لحرب 1948 تحول أعضاء (عصبة التحرر الوطني) إلى ذئاب لعصابات مسلحة، يذبحون الشعب الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود ويقفون بجانبه...! وبالتالي نأتي هنا لنتسأل أفعلا وُجدت الشيوعية لتخدم عروبتنا؟! أجائت تخدم مسلما واحدا، أم جائت تعبر عنه مؤقتا حتي تلقي به في غيابة الجب بعد ذلك؟! وهل وجودها إلي مثل تلك اللحظة والتي تنشد بها تارة ياأستاذي وتتغازل بها تارة أخري...هل وجودها إيمانا بواقعيتها البائدة، أم هي كالميراث تتوارثونه جيل بعد جيل رمزا وشكلا فقط؟!

الشيوعية لم تقف عند ذلك وحسب، وإن صح مجازا بعض ماقلته؛ فإن كيانها رسمت به خطوط حضارات الآخرين؟! بالفعل هذا مايقصد البعض فعلا مستفسرا عن بعض شهود عيان النظام الشيوعي ككل. فيستدل علي ذلك محدثا هاما في تلك الرؤية مخاطبا (شيوعية الأردن) حينما وصلت تتخبط في ربوع البلاد قائلا: (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية، ومن عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل، وإن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا وتدربوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين). ليس ذلك فحسب! بل عندما وصلت جحافل الشيوعية الماركسية تطرق أعتاب (بلاد الرافدين) حتي تصدت لها القومية العربية معلنة الحرب علي أحكامها السافرة المضنية، فيخبرنا ممن سئموا الأيديولوجية الماركسية: (كنا هناك نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد وقوميتهم، بينما نعتبرهم نحن إخواننا، وأخذنا نسب القومية العربية أمامهم، بل رحنا ننتقص من العرب، ونزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح والمجازر، وزعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك، ومررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة، واستغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة ). ولهذا أيها الأخ الكريم والقاريء العزيز لم تكن الماركسية منارة الإنسان الطامح في النظر لحقه كما أحق البعض (النظرية الماركسية)، بل تأسست علي نوع من الإنتهازية والرمق العنصري والتمييز الثائر في حتمية القرار...كقول برافدا: (نحن نؤمن بثلاثة: ماركس، لينين وستالين. ونكفر بثلاثة: الله، الدين والملكية الخاصة) أو كما يقال بالمختصر المفيد (أنا وابن عمي علي الغريب). فأنت شيوعي من ذوي الدماء الحرة الثائرة يعز ويعتز بك قلبا وقالبا وفخرا لثالوث (السرطان الأحمر)، أم من خرجوا لرفض سياسات الماركسية حتي كُنس بـــ 11 مليون من مسلمي السوفيات تحت جنزرة ومجزرة الثورة البلشفية. لكن أرجع لأقول أخيرا- بقلم مطاع وحبر لايضاع- محدثا (رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي) بمقولة الشيوعي اليهودي الفرنسي (رودنسون) حينما صرح بالإطناب الشامل الكامل مشككا في حتمية إستمرار وإكتمال الماركسية إلي يوم قريب من زمانه، بل أقصد أيضا بأن نهاية الشيوعية شرفت نهايتها فعليا ومنهجيا بعد مظاهرات (ساحة القصبة) إلي (ميدان التحرير) فقال: (لم تتأسس أحزاب شيوعية ومنظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر وفلسطين، ولم تجد إلا القليل من الأتباع وكانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد، وانتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا). إذا هي بالنسبة لهم وفي الأساس منتهية الصلاحية مضمونا. فما بال بعضكم اليوم وفي الغد وبعد غد! فأوجدوا نظاما آخرا أثابكم الله.

سامان كريم:

سيدي العزيز ميمد شعلان هجمت علي بقسوة ولكنني أرحب بها لإنني أريد أن أشرح لك انني لست من ذلك النوع من الشيوعية الدارجة في العالم العربي هذا أولا وهذا واضح في معرض إجابتي على عدد ممن حاورني من الأفاضل وأخرهم السيد عبدالسلام أديب .. فقد  كان جوابي واضحا حول تلك النوعيات من الشيوعيات البرجوازية المعروفة على صعيد العالم العربي والعالم بأكمله .. هذا (الثالوث الأحمر) الذي تسميه هو القومية ومنها القومية العربية بالذات.. لان الشيوعية الروسية والأحزاب الشيوعية في العالم العربي تلك الأحزاب أكثريتها غيرت إسمها إلى التجديد وماشابه ذلك كانت بالأساس أحزاب قومية عربية ناضلت في سبيل طرد الإستعمار إبان حقبة الإستعمار مثلا في العراق وناضلت في سبيل بناء إقتصاد وطني وناضلت ولا تزال في سبيل رأسمالية الدولة في سبيل تأميم الشركات .. وهي تدعي الوطنية وتعلق كل مساوئ الرأسمالية على شماعة الرأسمال الأجنبي أو الإمبريالية...فانظر أدبيات هذه الأحزاب وبالتحديد الحزب الشيوعي العراقي والسوري والمصري .. ولكن ياعزيزي هذه المفاهيم والمقولات كلها مفاهيم ومقولات الحركة القومية العربية بأجنحتها المختلفة الصمود والمعتدل و الميليتانتي...أنظر إلى برنامج الأحزاب القومية من الحزب الوطني في مصر إلى حزب البعث في العراق و سوريا ترى كل تلك المفاهيم بدقة متناهية .. إنها ليست شيوعية بل قومية رفعت إسم الشيوعية لأن الشيوعية في تلك المرحلة لها سندها الدولي لأنها كات قوية وإجتماعية على الصعيد العالمي بغض النظر عن محتواها البرجوازي بعد سنة 1924 أي بعد (لينين). إن رؤية سقوط الرأسمالية و صعود فكر (ماركس) و(البيان الشيوعي) هذه كلها احتلت مكانة مرموقة على الصعيد العمالي والإجتماعي ولاتزال. لماذا مخاوف البرجوازية العالمية باقية إلى الآن وإن خوفها الوحيد هو من الطبقة العاملة ونضالها أي الشيوعية (شيوعية ماركس)! لإنها تعرف أن (شيوعية ماركس )و لينين و ليست- شيوعية صينية ولا روسية ولا اوربية...- هي الشيوعية التي تدك أسس النظام الرأسمالي وهي شيوعية الطبقة العاملة التي تهدف إلى الغاء الملكية الخاصة والعمل المأجور, لانها ترى أنها موضوعية. 
وبصرف النظر عن الحوادث التاريخية التي تتحدث عنها في ملاحظاتك .. أنا أقول أن (شيوعية ماركس )هي الشيوعية التي ترسخ أقدامها في عمق النضال الطبقي وهي تعني الحرية والمساواة الحقيقية أي الإقتصادية، وبهذا المعنى هي بريئة من الشيوعيات الأخرى. هذا من جانب ومن جانب آخر ومع كل هذه الإنتقادات التي لدي ضد هذه النوعيات من الشيوعية البرجوازية، ولكن أن نحولها إلى شماعة لكي نعلق عليها كل مساوئ الممارسات والسياسات الرجعية للحركة القومية العربية وإسرائيل وأمريكا, كما فعلته .. فهذا لن أقبل به .. لأن أسوأ أنواع الأحزاب الشيوعية الموجودة هي أحسن من أحسن أنواع الأحزاب القومية العربية إذ كان فيها ما يمكن أن نقول انه- حسن-.
مداخلتي:

عزيزي الموقر سامان...ثم أم بعد! فلقد أعرضت أمامكم مداخلتي بشيء كبير وبعمق من الأدلة والبراهين التي وجدت تحت مسمي شيوعيات الأنظمة دون إتهامها بأي وجه حق, لكن بموضوعية أسردت حديثي لك! وهكذا أنت أيضا! لكن السؤال هنا والذي يطرح بشاكلته علينا..؟! هل من الطبيعي حينما نبدأ في تغيير نمطية الأنظمة- أسسها أيديلوجيات كانت سببا قديما في النزاعات الأهلية منها والدولية هتكت العالم إلي دويلات- أن نعيد هيكلة الفساد بنوعية أقل فساد؟! أم يتم الإستعاضة عنها بنوعية أخري مضمونا ومكنونا نثق به كونها تجربة ناجحة بدأت منذ 1400 عاما تقريبا حتي سقوطها في عام 1924 .. وهي النمطية الإسلامية كأصل ورؤية ننظر بهما بأعين ثاقبة في إحقاق الحق وإزهاق الروح الزائفة التي تسلب من الفرد حريته إلي أعماق الفساد الإداري والأخلاقي والفكري بالأخص..؟! فواقعية الإسلام ومن سلم بها من المسلمين بلسانه ويده لا تصلح بشكل أو بآخر لزمان ومكان! لكن الزمان والمكان لايصلح وجودهما بدون حتمية المشهد الإسلامي الخالص..! فلا تقزيمه ولا إعتباره كمنحدر للبرجوازية العفنة وإن كان الإسلام طرفا رئيسيا للنزاع في الحياة السياسية, فيجب أن نعي بأن الإسلام لا ولم ولن ينهزم أبدا...لكن الأفراد هم بعينهم من يهزموا وينكلوا تنكيلا! هذا فقط للإيضاح وترسيخ بعض الأسس التي غابت عليها شمس حاضرها. 

سامان كريم:
من قال لك انا او نحن نريد - ان نعيد هيكلة الفساد بنوعية اقل فسادا ؟! ..انا انتقدت انواع الشيوعيات البرجوازية الدارجة وقلت انها حركة اخرى او بالاحرى هي قومية اكثر ما تكون شيوعية... اذن ليس هناك جدوى من الإصلاح. حركتين اجتماعيتين مختلفتين، شيوعية البرجوازية هي حركة قومية اصلاحية تناضل في سبيل اقتصاد وطني و تأميم الشركات والوقوف بوجه الاستثمارات الأجنبية... وتفضل من البرجوازية ما يسمى بالوطنية على الاجنبية ولوحتها السياسية بصورة عامة هي ضد الاستعمار.. على اية حال حركة لها افقها و تصوراتها و تنظيمها، ولكن ترفع راية الشيوعية، لانها وجدت قوتها منها لان الشيوعية كانت محبوبة لدى مئات الملايين في العالم في حقبة تاريخية معينة، ومن جانب اخر اتخذت هذه الاحزاب مكاناً في الصراع بين الكتلتين الامبرياليتين الغرب بقيادة امريكا و الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي حيث الصراع بينها كان يسمى بالصراع بين الديمقراطية و الشيوعية و لكن هذا خطأ تماما ..
ان شيوعية ماركس حركة اخرى هي حركة موضوعية قبل ماركس هي جزء طليعي من الطبقة العاملة التي تناضل في سبيل الغاء الملكية الخاصة البرجوازية.. هذه الحركة تاريخيا سبقت ماركس نفسه.. اعتقد ان ليس هناك اصلاح ما، ولا يطبق مفهوم الاصلاح حول هذا البحث، لانني اتحدث حول حركتين مختلفتين...هذا اولا.
ثانيا: حول الاسلام يا عزيزي انا لا أقرا التاريخ ولا الحوادث التاريخية و لا الصراعات السياسية... بأرواح او بتمنيات او بالافكار او الايديولوجيات، انظر الى التاريخ انه صراع طبقي بين الطبقتين، في مرحلتنا المعاصرة هو صراع بين العامل و الراسمال... هذا هو رايي و تصوري للتاريخ ببساطة دون اي تمعن نظري.
ولكن حين نتحدث عن الاسلام كدين في البداية كانت حركة سياسية تهدف الى بناء الدولة تحت شعار -الله والتوحيد- وهنا فأن التوحيد حينذاك وفي الفترة التي ظهر فيها الاسلام له مدلولاته الاقتصادية والسياسية.. لا اريد ان ادخل هذا البحث انه الى حد كبير بحث فكري و تاريخي.
اما فيما يخص الاسلام اليوم انا لا اريد في هذه المرحلة ان أصارعه فكريا بل سياسيا ومع الاسلام السياسي خصوصا... انا ارى ان الاسلام السياسي في مرحلتنا حركة مجرمة بالفعل... انها إرهابية بمعنى الكلمة، ليس لديها اي افق سياسي للتغيير و لا تتلائم اطروحاتها حتى مع قلة قليلة من الناس على الصعيد العالمي... اذن الحديث حول - ذنب الفرد- وما شابه ذلك كله برأيي كلام ليس في مكانه.. لان الفرد اخيرا و في التحليل الاخير يكبر و يتربى و يتعلم في ظل نظام اجتماعي وسياسي معين.. هذا النظام والمنظومة الفكرية التي تقف ورائه هي المسؤولة عن توجهاته وليس فرد معين... صدام حسين كفرد ليس مسئولا بقدر مسئولية الحركة القومية العربية.. انه احد قادتها. من يريد ان لا يتكرر هؤلاء الاشخاص مبارك، صدام، بن علي، القذافي... عليه ان يقطع صلته بالمنظومة الفكرية و المنهجية التي اوصلت اولئك القادة الى راس هرم السلطة فهي منظومة القومية العربية افكارها تصوراتها تقاليدها السياسية والاجتماعية.. وهذا ينطبق على الاسلام وعلى الشيوعية وعلى كل الحركات الاجتماعية. من يريد ان يرى التلفزيون في بيته و يحلق شعره بحرية ويلبس بحرية عليه ان لا يرضى بحكم الطالبان مثلا و عليه ان لا يرضى بالحكم الاسلامي في ايران... وهكذا!

------------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــك...

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

ثالوث السرطان الأحمر





ردا علي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعي التونسي (الجيلاني الهمامي)... 


أولا أشكرك ياأستاذنا علي وجودك معنا لنرثي بعض الجماعة فيما بيننا ويعلا معها مرمي الرؤية شاملا كاملا. ثانيا أعلم كل العلم كم معظم ما يقرأون لي...بأني صاحب نظرة ثاقبة وقلم رنان يهتف فلا ينام. فاعذرني علي تهافت كليماتي معبرة عن واقعية الحدث، فنحن نخاطب جمهورنا العربي العظيم ليدرك بأن المعرفة كنز لا يفني! الشاهد هنا ياأخي بأنك كما أسردت فعلا فإني أتفق معك وبشكل جزء من الكل...! في كون الأنظمة البرجوازية اليسارية من إشتراكية ديمقراطية والإمبريالية الرأسمالية حتي الليبرالية الإجتماعية ووجودها تحت مظلة الهيكلة الملكية كانت أو الجمهورية وصولا بالنظم العسكرية المتعنتة بأحكامها العرفية الزائفة. فيشهد الربيع الثوري العربي إنفتاحا هائلا في ضرب تلك الأنظمة الكاسحة بمقتل جعل منها شللا لرواد تلك الرؤي الصماء الشنعاء التي لم نري منها سوي أفكار (نيكولا مكيافيلي) كما أسردها في كتابه الأشهر (الأمير). 


وبالتوازي لذلك نجد ذات الشيوعية وللأسف...هي إمتداد لسابق الأنظمة بل أجدها هي أصل وفصل ضياع العالم العربي وتشتت قيمه ومعانيه المُثلي، بل يخجل جبيني وتدمع عيناي وتهتز أوصالي ويرتعد لها بدني حينما أذكر لكافة القراء ونقاد العمل الفكري حقيقة (زيف الشيوعية المتحررة من نمط العبودية المدقعة). فيشهد التفكير بفلسطين من القضايا الكبرى التي شغلت رؤوس قادة (الثورة البلشفية). ومنذ الأيام الأولى من الثورة؛ أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود...أولا: إعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونية، أما الأخري: تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. فيسرد لينين مشعوذا: (إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين)...إذا هناك مخطط حي نَشَعَ بالفعل للفتك بديموجرافية وجغرافية الدولة الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني تحت وطأة وعبودية الشيوعية! فأين هو الخلاص يامن تدعوا الخلاص والإخلاص؟! لكن القاريء إلي تلك اللحظة يظن أني أتملق عليه مخطأ في حق شيوعيتكم! نذكر في عام 1939 حينما أنشأ الشيوعيون (عصبة التحرر الوطني) لليهودي (بن فسكي) ومساعده (توفيق طوبي)، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا من فلسطينية الدولة، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب، ومع الوصول لحرب 1948 تحول أعضاء (عصبة التحرر الوطني) إلى ذئاب لعصابات مسلحة، يذبحون الشعب الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود ويقفون بجانبه...! وبالتالي نأتي هنا لنتسأل أفعلا وُجدت الشيوعية لتخدم عروبتنا؟! أجائت تخدم مسلما واحدا، أم جائت تعبر عنه مؤقتا حتي تلقي به في غيابة الجب بعد ذلك؟! وهل وجودها إلي مثل تلك اللحظة والتي تنشد بها تارة ياأستاذي وتتغازل بها تارة أخري...هل وجودها إيمانا بواقعيتها البائدة، أم هي كالميراث تتوارثونه جيل بعد جيل رمزا وشكلا فقط؟!


 الشيوعية لم تقف عند ذلك وحسب، وإن صح مجازا بعض ماقلته؛ فإن كيانها رسمت به خطوط حضارات الآخرين؟! بالفعل هذا مايقصد البعض فعلا مستفسرا عن بعض شهود عيان النظام الشيوعي ككل. فيستدل علي ذلك محدثا هاما في تلك الرؤية مخاطبا (شيوعية الأردن) حينما وصلت تتخبط في ربوع البلاد قائلا: (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية، ومن عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل، وإن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا وتدربوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين). ليس ذلك فحسب! بل عندما وصلت جحافل الشيوعية الماركسية تطرق أعتاب (بلاد الرافدين) حتي تصدت لها القومية العربية معلنة الحرب علي أحكامها السافرة المضنية، فيخبرنا ممن سئموا الأيديولوجية الماركسية: (كنا هناك نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد وقوميتهم، بينما نعتبرهم نحن إخواننا، وأخذنا نسب القومية العربية أمامهم، بل رحنا ننتقص من العرب، ونزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح والمجازر، وزعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك، ومررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة، واستغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة ). ولهذا أيها الأخ الكريم والقاريء العزيز لم تكن الماركسية منارة الإنسان الطامح في النظر لحقه كما أحق البعض (النظرية الماركسية)، بل تأسست علي نوع من الإنتهازية والرمق العنصري والتمييز الثائر في حتمية القرار...كقول برافدا: (نحن نؤمن بثلاثة: ماركس، لينين وستالين. ونكفر بثلاثة: الله، الدين والملكية الخاصة) أو كما يقال بالمختصر المفيد (أنا وابن عمي علي الغريب). فأنت شيوعي من ذوي الدماء الحرة الثائرة يعز ويعتز بك قلبا وقالبا وفخرا لثالوث (السرطان الأحمر)، أم من خرجوا لرفض سياسات الماركسية حتي كُنس بـــ 11 مليون من مسلمي السوفيات تحت جنزرة ومجزرة الثورة البلشفية. لكن أرجع لأقول أخيرا- بقلم مطاع وحبر لايضاع- محدثا (رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي) بمقولة الشيوعي اليهودي الفرنسي (رودنسون) حينما صرح بالإطناب الشامل الكامل مشككا في حتمية إستمرار وإكتمال الماركسية إلي يوم قريب من زمانه، بل أقصد أيضا بأن نهاية الشيوعية شرفت نهايتها فعليا ومنهجيا بعد مظاهرات (ساحة القصبة) إلي (ميدان التحرير) فقال: (لم تتأسس أحزاب شيوعية ومنظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر وفلسطين، ولم تجد إلا القليل من الأتباع وكانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد، وانتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا). إذا هي بالنسبة لهم وفي الأساس منتهية الصلاحية مضمونا. فما بال بعضكم اليوم وفي الغد وبعد غد! فأوجدوا نظاما آخرا أثابكم الله. تقبل تحياتي الحارة بالأشواق سيادة الرفيق. 

--------------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــــــــك...