الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

ثالوث السرطان الأحمر





ردا علي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعي التونسي (الجيلاني الهمامي)... 


أولا أشكرك ياأستاذنا علي وجودك معنا لنرثي بعض الجماعة فيما بيننا ويعلا معها مرمي الرؤية شاملا كاملا. ثانيا أعلم كل العلم كم معظم ما يقرأون لي...بأني صاحب نظرة ثاقبة وقلم رنان يهتف فلا ينام. فاعذرني علي تهافت كليماتي معبرة عن واقعية الحدث، فنحن نخاطب جمهورنا العربي العظيم ليدرك بأن المعرفة كنز لا يفني! الشاهد هنا ياأخي بأنك كما أسردت فعلا فإني أتفق معك وبشكل جزء من الكل...! في كون الأنظمة البرجوازية اليسارية من إشتراكية ديمقراطية والإمبريالية الرأسمالية حتي الليبرالية الإجتماعية ووجودها تحت مظلة الهيكلة الملكية كانت أو الجمهورية وصولا بالنظم العسكرية المتعنتة بأحكامها العرفية الزائفة. فيشهد الربيع الثوري العربي إنفتاحا هائلا في ضرب تلك الأنظمة الكاسحة بمقتل جعل منها شللا لرواد تلك الرؤي الصماء الشنعاء التي لم نري منها سوي أفكار (نيكولا مكيافيلي) كما أسردها في كتابه الأشهر (الأمير). 


وبالتوازي لذلك نجد ذات الشيوعية وللأسف...هي إمتداد لسابق الأنظمة بل أجدها هي أصل وفصل ضياع العالم العربي وتشتت قيمه ومعانيه المُثلي، بل يخجل جبيني وتدمع عيناي وتهتز أوصالي ويرتعد لها بدني حينما أذكر لكافة القراء ونقاد العمل الفكري حقيقة (زيف الشيوعية المتحررة من نمط العبودية المدقعة). فيشهد التفكير بفلسطين من القضايا الكبرى التي شغلت رؤوس قادة (الثورة البلشفية). ومنذ الأيام الأولى من الثورة؛ أصدر لينين في روسيا قرارا ذا شقين بحق اليهود...أولا: إعتبار العداء لليهود (للسامية) جريمة قانونية، أما الأخري: تأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. فيسرد لينين مشعوذا: (إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين)...إذا هناك مخطط حي نَشَعَ بالفعل للفتك بديموجرافية وجغرافية الدولة الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني تحت وطأة وعبودية الشيوعية! فأين هو الخلاص يامن تدعوا الخلاص والإخلاص؟! لكن القاريء إلي تلك اللحظة يظن أني أتملق عليه مخطأ في حق شيوعيتكم! نذكر في عام 1939 حينما أنشأ الشيوعيون (عصبة التحرر الوطني) لليهودي (بن فسكي) ومساعده (توفيق طوبي)، وكانت مطالب هذه العصبة جلاء بريطانيا من فلسطينية الدولة، ثم تشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب، ومع الوصول لحرب 1948 تحول أعضاء (عصبة التحرر الوطني) إلى ذئاب لعصابات مسلحة، يذبحون الشعب الفلسطيني. فانسحب بعض الشباب المغرر بهم، في حين وقف الشيوعيون المتحمسون يدافعون عن اليهود ويقفون بجانبه...! وبالتالي نأتي هنا لنتسأل أفعلا وُجدت الشيوعية لتخدم عروبتنا؟! أجائت تخدم مسلما واحدا، أم جائت تعبر عنه مؤقتا حتي تلقي به في غيابة الجب بعد ذلك؟! وهل وجودها إلي مثل تلك اللحظة والتي تنشد بها تارة ياأستاذي وتتغازل بها تارة أخري...هل وجودها إيمانا بواقعيتها البائدة، أم هي كالميراث تتوارثونه جيل بعد جيل رمزا وشكلا فقط؟!


 الشيوعية لم تقف عند ذلك وحسب، وإن صح مجازا بعض ماقلته؛ فإن كيانها رسمت به خطوط حضارات الآخرين؟! بالفعل هذا مايقصد البعض فعلا مستفسرا عن بعض شهود عيان النظام الشيوعي ككل. فيستدل علي ذلك محدثا هاما في تلك الرؤية مخاطبا (شيوعية الأردن) حينما وصلت تتخبط في ربوع البلاد قائلا: (وقد ثبت بما يقطع كل شبهة قيام تنظيم موحد، وترابط عقائدي، وتخطيط، وتكامل في التخطيط والهدف، بين كل من الحزب الشيوعي الإسرائيلي والأحزاب الشيوعية العربية، ومن عانى متاعب الحكم في الأردن يعرف أن الكثير من المنشورات الشيوعية العربية كانت تأتينا عبر الحدود من إسرائيل، وإن كثيرا من قادة الحزب الشيوعي الأردني قذفوا علينا من إسرائيل بعد أن تتلمذوا وتدربوا على أيدي دهاقنة الحزب الصهيوني المضللين). ليس ذلك فحسب! بل عندما وصلت جحافل الشيوعية الماركسية تطرق أعتاب (بلاد الرافدين) حتي تصدت لها القومية العربية معلنة الحرب علي أحكامها السافرة المضنية، فيخبرنا ممن سئموا الأيديولوجية الماركسية: (كنا هناك نضرب على كل وتر تخرج نغمته موافقة لما نريد، بثثنا بين الطلاب الأكراد أن القوميين يكرهون الأكراد وقوميتهم، بينما نعتبرهم نحن إخواننا، وأخذنا نسب القومية العربية أمامهم، بل رحنا ننتقص من العرب، ونزعم أن التاريخ العربي ما هو إلا مجموعة من المذابح والمجازر، وزعماؤهم العظام ماهم إلا اقطاعيون جلادون إلى غير ذلك، ومررنا على إخواننا اليهود دون حاجة إلى دعوة، واستغللنا بعض الرفيقات للتأثير على بعض الطلبة ). ولهذا أيها الأخ الكريم والقاريء العزيز لم تكن الماركسية منارة الإنسان الطامح في النظر لحقه كما أحق البعض (النظرية الماركسية)، بل تأسست علي نوع من الإنتهازية والرمق العنصري والتمييز الثائر في حتمية القرار...كقول برافدا: (نحن نؤمن بثلاثة: ماركس، لينين وستالين. ونكفر بثلاثة: الله، الدين والملكية الخاصة) أو كما يقال بالمختصر المفيد (أنا وابن عمي علي الغريب). فأنت شيوعي من ذوي الدماء الحرة الثائرة يعز ويعتز بك قلبا وقالبا وفخرا لثالوث (السرطان الأحمر)، أم من خرجوا لرفض سياسات الماركسية حتي كُنس بـــ 11 مليون من مسلمي السوفيات تحت جنزرة ومجزرة الثورة البلشفية. لكن أرجع لأقول أخيرا- بقلم مطاع وحبر لايضاع- محدثا (رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي) بمقولة الشيوعي اليهودي الفرنسي (رودنسون) حينما صرح بالإطناب الشامل الكامل مشككا في حتمية إستمرار وإكتمال الماركسية إلي يوم قريب من زمانه، بل أقصد أيضا بأن نهاية الشيوعية شرفت نهايتها فعليا ومنهجيا بعد مظاهرات (ساحة القصبة) إلي (ميدان التحرير) فقال: (لم تتأسس أحزاب شيوعية ومنظمات متعاطفة إلا في الحلقات الأجنبية في البلدان العربية في مصر وفلسطين، ولم تجد إلا القليل من الأتباع وكانت مقطوعة عن واقع تلك البلاد، وانتهت دون أن تثير اهتماما كبيرا). إذا هي بالنسبة لهم وفي الأساس منتهية الصلاحية مضمونا. فما بال بعضكم اليوم وفي الغد وبعد غد! فأوجدوا نظاما آخرا أثابكم الله. تقبل تحياتي الحارة بالأشواق سيادة الرفيق. 

--------------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــــــــك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق