المفكر الرائع (جمال حمدان) قال في إحدي خواطر أفكاره: »إن اسرائيل لاجدال مسخ إصطناعي بدأت إبنة غير شرعية لبريطانيا ونمت لقيطة لأمريكا وتشب الآن ربيبة لفرنسا، فإذا كان وجودها برمته خطيئة سياسية فإن كيانها هو خطأ جغرافي وفضيحة إقتصادية«...ويكفي أن ننظر إلي نسيجها البشري المهلهل لنعرف مدي التناقضات الداخلية التي تمزقها وتجعل منها قوي تضمحل بشكل يرثي لها بمرور زمن الزمان، فيوما بعد يوم نجدها تنجرف في تيار الوهم السلمي بداية من واقع دولتين داخل محيط واحد ومماطلتها في الإعتراف بالحق الفلسطيني ككيان مستقل علي حدود الرابع من (يونيو 1967)...إلي رسائل عسكرية موجهة لطهران لإرباك القيادات الإيرانية أو تهديدات عسكرية طويلة المدي للضغط عليها فى إتجاه تنازلات تفاوضية للحد من أنشطتها النووية التي هي في حقيقة الأمر (واحد علي عشرة) من الحركة الصهيونية النووية الذرية والمؤكد إستخدامها في أي إجتياح عسكري ولو بمحض الخطأ كما سيعلن عنه كالعادة...مرورا بخسارة ثقة تركيا من بعد الغارات المكثفة التي شنتها قوات كوماندوس صهيونية على قافلة سفن (أسطول الحرية) المتجه إلى غزة، لتفقد بدورها أكبر حليف لها في المنطقة أو كما يقال (الشرق الأوسط الكبير)...ثم نقاشات وتصريحات محمومة في إختراق المجال اللبناني وضرب مواقع حصينة لحزب الله وكأنها الآمرة الناهية في فرض العقاب الإلهي والعياذ بالله من جبروت عبيد العبيد، مستكملة (أسفيكسيا الصهيونية) في تبني الأعمال السافرة التي يقوم بها الحزب البعثي (حزب البعث) في سوريا وماتبعه من وسائل تحريض مبتذلة...كانت بالتصريحات البرجماتية الثائرة أو بالإمدادات العسكرية الدامية، لتحط بدورها أخيرا وليس آخرا في رحاب سيناء العروبة.
فما حدث منذ ساعات الأمس ويوم الأمس لهي الطامة الكبري التي ستعصف بهذا الكيان المتعجرف المتشنج إلي أتعسها مهالك القرن الحالي من تاريخه، فبإستغلالها حتمية الوضع الأمني في مصر خرجت علينا بإجتيازها لحدودنا الشمالية الشرقية أو بمعني أكثر شمولية خرجت علينا كعاهرة معلنة الحرب تشجب من يقابلها يمينا ويسارا لتفترش الغوغائية مثلا لها وتصرح بكونها رسالة للمصريين بعدم التفكير مع إسرائيل! الكيان الغاصب ظن مصريتنا كالعجوز التي مازالت ترمي بتهدل رونقها في غيابة الجُب ونسي مصريتنا التي تفتحت كزهر العباد في ميلاد ثورات الربيع العربي...نسي حظا فذكرناه بواقعية نجاح ثورة الخامس والعشرين من فاتح تلك السنة المجيدة والتي قامت علي أساس واحد فقط لاغير...وهو مبدأ (الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية)، فإذا ماسقطت! سقطت معها كرامة كل مصري بل وأصبح كسابق عهده وأكثر من ذلك كعبد لأصغر الرجال، لكنه بحول الله وعنفوان حاضر كل عصري نجح في إثبات ذاته التي استباحتها الأمم من قبل معلنا بذلك (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص).
مالمسناه ولمسه العالم اليوم المنصرم من زمانه حينما هبت الجموع لكبت مذلتها ونصرة كرامتها وعلاها منددة بالجرم الشائك ومتمسكة متمركزة بفرضية فتح النارعلي كل من سولت له نفسه في الخوض نزالا مع أحرار الأرض...أبرار الأوطان...ثوار الأمجاد...ثوار مصر، حتي ما اتضحت النوايا وظهرت الخبايا وتلألأت تيجان الشرف في كسب رهين الوطن وأصبحت ساحة المعترك هي المأوي الوحيد والأوحد في كسب عزتنا التي أضاعها من سلف وسلف السالفين مع شتي بقاع الأرض وأممها بما فيها ماسونية الشيطان- بنو صهيون- لنجدهم نادمون علي ما افتعلوه عنوة كان أو بغير تقدير الذات يذكر لقوة الساعد الثوري...الساعد المصري التي فتكت بأعظم ديكتاتورية التاريخ الحديث ليرسمها صراحة كلبهم الأول (نتنياهو): »نحن فعلا نادمون عن مقتل الجنود المصريين«...نعم ندمت وتحسرت الليلة! لكنك ستذيق من كأس الغدر كل ليلة! ستذيق من حماسة الجموع وشهقة النفوس وسلطان العقول لتقل: »الله أكبر وتحيا مصر«. فهكذا عبر عنها الشيخ (عبدالحميد كشك) مضمونة المغزي والمقصد: »اليهود لايخافون دباباتنا ولا طيارتنا ولا مدافعنا، لكن أكثر مايخفيهم هو قول لا اله إلا الله والله أكبر«...فاليهود أصحاب عقيدة والعقيدة لاتحارب إلا بالعقيدة، فهكذا هو قالها وهذا هو الواقع. دامت لنا مصر ودام لها شعبها.
---------------------------------------------------------------------------------------------------
مدونون ضد الصهيونية-البِك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق