السبت، 22 أكتوبر 2011

موقعة العيال علي غرار موقعة الجمل...!


المفكر الرائع )جمال حمدان)– رحمه الله- قال في إحدي خواطر أفكاره: (إن اسرائيل لاجدال مسخ إصطناعي بدأت إبنة غير شرعية لبريطانيا ونمت لقيطة لأمريكا وتشب الآن ربيبة لفرنسا، فإذا كان وجودها برمته خطيئة سياسية فإن كيانها هو خطأ جغرافي وفضيحة إقتصادية)...ويكفي أن ننظر إلي نسيجها البشري المهلهل لنعرف مدي التناقضات الداخلية التي تمزقها وتجعل منها قوي تضمحل بشكل يرثي لها بمرور زمن الزمان، فيوما بعد يوم نجدها تنجرف في تيار الوهم السلمي بداية من واقع دولتين داخل محيط واحد ومماطلتها في الإعتراف بالحق الفلسطيني ككيان مستقل علي حدود الرابع من يونيو 1967...إلي رسائل عسكرية موجهة لطهران لإرباك القيادات الإيرانية أو تهديدات عسكرية طويلة المدي للضغط عليها فى إتجاه تنازلات تفاوضية للحد من أنشطتها النووية التي هي في حقيقة الأمر (واحد علي عشرة) من الحركة الصهيونية النووية الذرية والمؤكد إستخدامها في أي إجتياح عسكري ولو بمحض الخطأ كما سيعلن عنه كالعادة...مرورا بخسارة ثقة تركيا من بعد الغارات المكثفة التي شنتها قوات كوماندوس صهيونية على (أسطول الحرية) المتجه إلى غزة، لتفقد بدورها أكبر حليف لها في المنطقة أو كما يقال (الشرق الأوسط الكبير)...ثم نقاشات وتصريحات محمومة في إختراق المجال اللبناني وضرب مواقع حصينة لحزب الله وكأنها الآمرة الناهية في فرض العقاب الإلهي والعياذ بالله من جبروت عبيد العبيد،مستكملة (أسفيكسيا الصهيونية) في تبني الأعمال السافرة التي يقوم بها الحزب البعثي (حزب البعث) في سوريا وماتبعه من وسائل تحريض مبتذلة...كانت بالتصريحات البرجماتية الثائرة أو بالإمدادات العسكرية الدامية، لتحط بدورها بين ثنايا المارد المصري حتي تفتعل الصورة الأكبر في تشويه الواقع الثوري العظيم الذي نمر به.

فما حدث منذ ساعات الأمس لهو مخطط أشكينازي وُضع من أجل ضرب الثورة المصرية في مقتل، فيسترحمون المجتمع الغربي في بسط سطوتهم وبدون خسارة أكبر سند لهم في المنطقة طالما حلموا بعدم خسارته مهما كلفهم الأمر والرهان مرهون قاتل أو مقتول بسريان إتفاقية (كامب ديفيد)، حيث يشتد القيل والقال عن أحداث (موقعة العيال) والتي أخذت مفهوم جديد في خضم الثورة وهو إثارة الشغب بشكل يجعل كل من ينظر إليك بأنك صاحب مظلمة ونسوا حظا مما قيل...فالثوري الحق من ذا الذي يهدأ ليبني الأمجاد، لكن خرجوا علينا بفوضوية؛ يحتجون ويهتفون تارة ويسبون ويلعنون دينهم ومجد حاضرهم تارة أخري حتي وصل البعض منهم في إخراج الشماريخ والأسلحة البيضاء في الهواء...فلا يعقل منهم ما إذا كانت تظاهرة سلمية دعت إليها القوي السياسية من أجل ألف ياء مطالب العقلاء، أم هي مسيرة رد جميل لأحد لاعبي الدوري الممتاز أشبه منه بدوري المظاليم أم خرجوا كما خرج أقرباء واحدة من الناس مرددين (جواز فؤادة من عتريس باطل)...ليعلم مافي جوارحي ومشكاة فكري بأني وجدت نفسي في مغرفة لحرب العوالم- جمع عالَم- نعم سنجد أنفسنا بتبعية الوقت بين ناري مطرقة أجندات القلة وسندان الغرب فلا نتحرك سلفا بل أكثرها سكنا لواقع الأمر الذي سنؤول إليه بشكل مخزي أمام ما قل منهم وما كثر، فبإستغلالها حتمية الوضع الأمني في مصر خرجت علينا ماسونية الشرق تهتك ضمائر البعض لتجعل منهم أداة مستغلة في نشر دوامات تسونامي لتعصف بالحشود أمام (السفارة في العمارة) وتجعل من قنابل الغاز أسفيكسيا تصعق كل من يتجرأ علي مجاراتهم حتي لو سالت الدماء بحورا، أو بمعني أكثر شمولية خرجت علينا كعاهرة معلنة الحرب تشجب من يقابلها يمينا ويسارا لتفترش الغوغائية مثلا لها وتصرح بكونها رسالة للمصريين بعدم التفكير مع إسرائيل وليكن أول كبش فداء هؤلاء الشرذمة طلبة معاهد ومدارس المستقبل...! فبرغم إختلافي ولو بشكل محايد بما آلت إليه (واقعة العيال) حينما هبت الجموع ولو بشكل مشكوك في صحة نوايا البعض لكبت مذلتها ونصرة كرامتها حتي ما اتضحت وظهرت الخبايا وتلألأت تيجان الإنتهازية والمتسلقة في كسب الرهان بإسم الوطن وأصبحت ساحة المعترك هي المأوي الوحيد والأوحد في كسب شقة أو غرفة نوم بإسقاط علم أو بهدم جدار،فلازال الكيان الغاصب يظن بمصريتنا العجوز الخرقاء التي ترمي بتهدل رونقها في غيابة الجُب ونسي مصريتنا التي تفتحت كزهر العباد في ميلاد ثورات الربيع العربي...نسي حظا حسبا وإختصارا لنذكره مضمونا ومشمولا بواقعية نجاح ثورة الخامس والعشرين من فاتح تلك السنة المجيدة والتي قامت علي أساس واحد فقط لاغير...وهو مبدأ (الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية فإذا ماسقطت...!! سقطت معها كرامة كل مصري بل وأصبح كسابق عهده وأكثر من ذلك كعبد لأصغر الرجال، لكنه بحول الله وعنفوان حاضر كل عصري نجح في إثبات ذاته التي استباحتها الأمم من قبل معلنا بذلك (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص)...

فأنتم يا ثمرة الغد وياشباب الحاضر وأباء الأمس وأجداد يوم أمس لا يغرنكم ضمائركم فتصبحوا علي مافعلتم نادمين وتضيع منا ومنكم الجائزة الأهم وهي مصر. دامت لنا مصر ودام لها شعبها.
---------------------------------
البِـــــــــــــــــــــك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق