مع صدمة تقدم المرشح المكروه من أغلبية الشعب المصري، أحمد شفيق، في نتيجة تصويت الانتخابات الرئاسية، تعالت الأصوات متسائلة عن هذا الشعب العجيب الذي يقوم بثورة عظيمة ضد الطغيان والفساد ثم يأتي بعض أفراده بمرشح يمثل نفس هذا الطغيان والفساد!!
وإن كان هذا الفعل يدعو للعجب، فربما يزداد عجبك حين ترى نفس الأمر تصوره قصة مصورة Comic Book أصدرتها شركة Marvel الشهيرة (صاحبة شخصية سبايدرمان وX-Men وFantastic Four) في نفس توقيت إعلان نتيجة الانتخابات!
فالعالم الآن له ما يشبه العقل الجمعي الواحد، حيث تؤثر الأحداث السياسية والاجتماعية في أماكن قد تبعد كثيرا عن المكان الأصلي للحدث. ويتأثر المؤلفون بالأحداث الجارية فيضمنوها داخل أعمالهم الفنية، بصورة واعية أو عن دون قصد.
وهذا العدد (رقم 18) من سلسلة القصص المصورة Future Foundation المنبثقة عن Fantastic Four هي مثال لهذا العقل الجمعي الذي أتحدث عنه.
العدد صادر رسميا يوم 30 مايو 2012، لكن طبيعة رسم وكتابة ونشر وطباعة القصص المصورة تحتم كون المؤلف قد انتهى من كتابته قبل هذا التاريخ بفترة طويلة لا تقل عن الشهر.
ولأني من غير المتابعين لتسلسل الأحداث، فلا أعرف على وجه الدقة ما سبق هذا العدد رقم 18 من تطور في الأحداث الدرامية أوصل الشخصيات لهذه النقطة، لكن ما جمعته يمكن تلخيصه في الآتي:
أبطال القصة الآن هم في عالم بعيد عن الأرض، وتعيش عليه شعوب من الحشرات والكائنات الفضائية. وبعد أن وصل بطل القصة المسمى (الشعلة البشرية) وخاض حربا مات فيها ثم عاد للحياة (!!) قام بهزيمة الشرير المجرم المسمى (دمار Annihilus) وأصبح هو حاكم كوكب الفضائيين.
لكن حدث تمرد من بعض الجنرالات العسكريين وطالبوا بمطلب واحد محدد.. انتخابات نزيهة!!
وبعد مداولات حول النظام السياسي وإجراءات العملية الانتخابية، تم التوافق على خطوات تحمي التصويت من التلاعب فيه (ومنها شروط طريفة مثل ألا يسمح بالتصويت مرتين لأي كائن فضائي مات ثم عاد للحياة مرة أخرى، ولا يتم حساب ورقة التصويت إن كانت العلامة الموضوعة على الورقة هي إفراز جسدي مما تخرجه الكائنات الفضائية الحشرية على هذا الكوكب!!)
اضغط على الصورة للتكبير وقراءة الحوار |
أما هذه الصفحة فتمثل حشود الناخبين، وعملية التصويت ذاتها، ثم فرز العدد المهول للأوراق!
وبعد ظهور نتيجة عد أوراق التصويت، فوجئ البطل بأنه لم يحصل على الأغلية مما يستلزم تنازله للحكم، لكن قبل النتيجة وهو يقول أن أي من الثلاثة المرشحين الآخرين قادر على تحمل المسؤولية مكانه، ما دامت هذه هي إرادة الشعب..
لكن الصفحة الأخيرة من القصة تحمل مفاجئة لم تكن في الحسبان.
حيث قررت أغلبية هائلة من المصوتين كتابة اسم مرشح آخر مختلف تماما عن الأسماء الأربعة المطروحة التي جرى عليها التصويت
وكان اسم هذا المرشح هو.. المجرم المسمى (دمار Annihilus) الذي تم إسقاطه من الحكم سابقا!!..
وفاز بأغبية 14 تريليون صوت!
-----
مصادفة عجيبة فعلا أن تأتي هذه القصة في هذا التوقيت بالذات، ونحن نرى في مصر فلول النظام السابق القمعي تعود من جديد تطل بوجهها القبيح على ساحتنا السياسية.
سلامة المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق