‏إظهار الرسائل ذات التسميات خطايا المجلس العسكري. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خطايا المجلس العسكري. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

شاهد إنتهاكات المجلس العسكري..!



على أثر ثورة الشعب المصرى المجيدة فى 25 يناير 2011 تساقطت قوى الفساد التى ظلت جاسمة على البلاد ثلاثين عاماً متصلة تخلفت فيها البلاد عن ركب الحضارة وتزايدت معدلات الفقر والمرض وانتشرت الرشوة والمحسوبية، وساد الفساد وطال كل مناحى الحياة.

ولما شاء المولى سبحانه وتعالى.. قام الشعب بثورته المجيدة على الظلم والطغيان ورفع الناس شعارهم الإنسانى (عيش - حرية - كرامة إنسانية)، رغم كونها مطالب تشكل أبسط حقوق خلق الله التى فطر الإنسان عليها.. فتهاوى النظام البائد أمام صرخات المظلومين وسقط ومعه أفراد حاشيته بالتبعية، لإن سقوط النظام –على حد تعبير محكمة القضاء الإدارى فى حكمها التاريخى الصادر فى الدعوى رقم 20030 لسنة 57 – يستتبع بالضرورة وبحكم اللزوم والجزم سقوط أدواته التى كان يمارس من خلالها سلطاته.. سواء تمثلت هذه الأدوات فى شكل مؤسسات أو أفراد إستخدمهم النظام فى إفساد الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحققوا للنظام ما أراد ولأنفسهم العار والخزى مقابل بعضاً من حطام الدنيا.

أشارت مذكرة الدعوى إلى أن مجلس الشعب قرر تعديل المادتين 2 و3 من قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، ويشمل التعديل الذى أقره مجلس الشعب الحرمان ووقف مباشرة الحقوق السياسية لكل من عمل خلال العشر سنوات السابقة على 11 فبراير 2011، وهو اليوم الذى تم فيه الإعلان عن تنحى الرئيس السابق عن رئاسة للجمهورية، وذلك لمدة عشر سنوات، وذلك الترشح لمنصب رئيس الجمهورية أو المجالس النيابية.
وأكدت المذكرة أن مجلس الشعب أحال مشروع القانون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للتصديق على القانون، وفقا لنص المادة 56 من الإعلان الدستورى. وأوضحت المذكرة أن المجلس العسكرى أحال مشروع القانون للمحكمة الدستورية العليا لممارسة الرقابة الدستورية السابقة على مشروع القانون، وهو ما يعد قراراً منعدماً ومخالفاً لدستور 1971 والإعلان الدستورى والعرف الدستورى، مؤكداًَ أن الرقابة الدستورية على القوانين واللوائح فى مصر هى رقابة قضائية وليست سياسية، وهى رقابة لاحقة على صدور القانون أو اللائحة، على عكس فرنسا مثلا، حيث إن المجلس الدستورى الفرنسى يراقب دستورية القوانين واللوائح ولكن رقابته سياسية وسابقة على صدور القانون أو اللائحة.
وقالت المذكرة، إنه إذا كان الأصل فى مصر أن رقابة المحكمة الدستورية العليا على مدى دستورية القوانين واللوائح هى رقابة لاحقة على صدور القانون وليست سابقة على صدوره، فإن المشرع الدستورى خرج على هذا الأصل فى استثناء ضيق، وهو نص المادة 76 من دستور 1971 الساقط، والذى تبناه الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 فى المادة 28 المليئة بالعوار والانتهاك لحق التقاضى، حيث نصت المادة على أن يعرض مشروع القانون المنضم للانتخابات الرئاسية على المحكمة الدستورية العليا قبل إصداره لتقرير مدى مطابقته للدستور”.
وعلى أثر حل الحزب الوطنى وإنهيار النظام الفاسد، تنفس الشعب الصعداء، وراح فرحاً بحريته أملاً فى كرامة وحياة إنسانية.. واختار نوابه فى مجلس الشعب آملاً فى إسترداد الحقوق ورد المظالم والقضاء التام على عصر الطغيان، والإعداد لدولة الحق والعدل والمساواة.

وأصبح مجلس الشعب المنتخب إنتخاباً حراً يمثل مع السلطة القضائية جناحى الدولة العصرية الحرة الجديدة.. وأصبح مجلس الشعب هو السلطة الشرعية المنوط بها التشريع والرقابة.

ومع ذلك امتدت يد تعبث بإرادة الأمة، وتعمل فى الخفاء على رأب تصدع نظام الفساد ومحاولة إعادته إلى الحياه من جديد، وتعددت مظاهر تلك المحاولات المستمرة المستديمة والتى عانى منها الشعب المصرى على مدى عام ونصف، ولازال ومن ذلك أن دفع إلى المحكمة الدستورية بدعوى بطلب عدم دستورية قانون مجلس الشعب رقم 38 لسنة 1972 وتعديلاته.

وفى خضم إبتهاج الشعب بقرب الخلاص وإختيار رئيسه بنفسه دون وصاية من أحد، فوجئ الجميع بتسارع الأحداث وتلاحقها وتحديد جلسة سريعة للنظر فى الدعوى الدستورية آنفة الذكر.. وبذات الجلسة المحددة لنظر الدعوى الدستورية آنفة البيان أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها بعدم دستورية بعض مواد قانون مجلس الشعب رقم 38 لسنة 1972 وتعديلاته، مما أثار موجة من اليأس والإحباط لدى جموع الشعب المصرى الذى ما أن يستقر به أمر ما ويختار سلطة من سلطات الدولة حتى تمتد يد العبث لتعيد الحالة إلى نقطة الصفر لنبدأ من جديد؛ حتى يتمكن من الناس اليأس وتذوب معالم الأمل.

وعلى ذات الوتيرة.. سارع المعلن إليه الأول بصفته الإدارية بإصدار قرار بتاريخ 15/6/2012 بحل مجلس الشعب ووأد أولى خطوات البلد نحو مؤسساتها الدستورية ومهدراً سلطة من سلطات الدولة ومفتئتاً على السلطة التشريعية متعسفاً ومنح نفسه حقوق وسلطات ليس لها مثيل ولا سند لها فجاء القرار باطلاً بطلاناً ينحدر به إلى حد الإنعدام على نحو ما يتضح مما يلى:-

من المقرر.. أن إختصاص المحكمة الدستورية العليا طبقاً لنص المادة 25 من قانون تلك المحكمة يقتصر على النظر فى مدى دستورية القوانين واللوائح دون أن يمتد إلى حد إلغاء هذه القوانين، لأن هذا الاختصاص ينعقد للجهة التى أصدرت التشريع وحدها دون غيرها.

والأصل.. أن يتوقف حكم الدستورية على تقرير مدى دستورية النصوص محل الطعن من عدمه، ويترتب على الحكم بعدم دستورية نص أو قانون وقف العمل به فوراً ويلتزم الجميع بعدم إعمال هذه النصوص المقضى بعدم دستوريتها طبقاً لنص المادة 49 من قانون المحكمة الدستورية.. وتعتبر قرارات المحكمة بالتفسير ملزمة لجميع سلطات الدولة وللكافة وتنشر الأحكام والقرارات المشار إليها فى الجريدة الرسمية خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ صدورها، ولا يجوز تطبيق القانون المقضى بعدم دستوريته من اليوم التالى لنشر الحكم؛ وعلى هذا فإذا أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكماً بعدم دستورية بعض مواد القانون رقم 38 لسنة 1972، فلا يترتب على الحكم بحل مجلس الشعب.. ولتوضيح ذلك يجب أن نفرق بين أمرين:-
أولهما.. حالة قيام رئيس الجمهورية بحل مجلس الشعب طبقاً لما كان منصوص عليه فى المادة 136 من دستور 1971 الساقط ، والذى كان يمنح رئيس الجمهورية سلطة حل مجلس الشعب فى حالات الضرورة التى يقدرها الرئيس وحده (فرعون).. وبعد إجراء إستفتاء شعبى أى بعد موافقة الشعب على قرار الحل.. إلى أن تم تعديل الدستور فى مارس 2007 والذى منح الرئيس سلطة حل مجلس الشعب بشرط موافقة مجلس الوزراء دون حاجة إلى إستفتاء شعبى، بإعتبار أن الشعب مسألة ثانوية لا قيمة لها فى نظر تلك الفئة من الناس.

وثانيهما.. حالة صدور حكم بعدم دستورية بعض المواد التى تم فى ظلها إنتخاب مجلس الشعب، فكلا الحالتين مختلفتين سواء من حيث الأثر أو الإجراءات اللاحقة على كل منهما.. لإن حكم المحكمة الدستورية يقتصر –كما أسلفنا– على الحكم بعدم دستورية القانون وليس له أن يتجاوز إلى حد تقرير حل المجلس من عدمه، وفقاً لما إنتهت المحكمة الدستورية ذاتها فى أحكامها المتعلقة بقانون إنتخاب مجلس الشعب عام 1987، 1990 لإن الأثر المترتب على الحكم فى مثل هذه الحالة هو وقف العمل بالقانون فقط وعدم جواز تطبيقه من اليوم التالى لتاريخ نشر الحكم.. إلا إن القانون رغم الحكم بعدم دستوريته يظل قائماً إلى أن تقوم السلطة التشريعية بالغاؤه أو تعديله، ولا يسرى بأثر رجعى.. لإنه يمكن أن يصدر حكم الدستورية بعدم دستورية نص فى قانون إنتخاب مجلس الشعب، ومع ذلك تكون هناك حاجة أو ضرورة تقضى بإستمرار المجلس المنتخب حتى نهاية مدته.. خاصة أن الحكم كما أسلفنا لا يعنى حل المجلس وإنما وقف العمل بالقانون المقضى بعدم دستوريته فقط لا غير.

ومن ذلك ننتهى إلى أن هناك فارق بين القضاء بعدم الدستورية وبين قرار حل مجلس الشعب، فإذا خلى الإعلان الدستوري من منح سلطة حل مجلس الشعب لأى جهة ما..! على عكس دستور 1971 الساقط الذى كان ينظم سلطة وإجراءات حل مجلس الشعب.. فإن معنى ذلك أن الإعلان الدستورى قد راعى ظروف الوطن الذى يمر بمرحلة إنتقالية لا يمكن معها أن تتأرجح فيها سلطات الدولة بين الوجود والعدم، فلم يمنح الإعلان الدستورى أى سلطة مهما كانت حق حل الأخرى أو تنال منها حتى يتم إعلان دستور دائم للبلاد.

ومن ثم.. فإن القرار الصادر عن المعلن إليه الأول بحل مجلس الشعب يضحى قائماً على العدم ويشكل نوع من إغتصاب السلطة بوضع اليد، وإفتئات سلطة على أخرى، بما يجعله باطلاً بطلاناً مطلقاً ينحدر به إلى حد الإنعدام.

ولا يسوغ فى هذا المقام.. القول بأن القرار محل الطعن يدخل فى نطاق أعمال السيادة، ليس فقط لإن الوطن يمر بمرحلة إنتقالية يصيغ فيها دستوره وقانونه ولم يمنح السيادة لجهة على أخرى بعد، أو لأن نظرية أعمال السيادة التى إبتكرها القضاء الفرنسى ونقلها عنه القضاء المصرى لا تصلح إلا بوجود جهات سيادية دستورياً وليس فى مرحلة إنتقالية.. لأن الدستور هو الذى يحدد إطار هذه النظرية وحدودها فإذا كان الدستور فى طور الإعداد، فليس لنا أن نختلق جهة تسود وتفعل ماشاءت وقتما شاءت إستنادا إلى نظرية أعمال سيادة.. خاصة أن غياب الدستور يؤدى إلى غياب الجهات الرقابية وسلطاتها، كما أن إعمال أثر حكم الدستورية لا يعتبر من قبيل أعمال السيادة.. وإنما هو قرار إدارى يخضع لرقابة القضاء وصادر عن جهة لاتملك سلطة إصداره أصلاً طبقاً للإعلان الدستورى، فإذا صدر عن عدم.. فمآله العدم أيضا والعدم لا ينتج أثرا.
---------------------------------------------------------------
المصدر: نائب مجلس الشعب/ حاتم عزام
---------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".

الجمعة، 4 مايو 2012

شذرات ودماء ومؤامرات



ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما صدق الله العظيم. باديء ذي بدء يحز علي مسامعي ماآلت له الظروف وهزت مشاعري الشجون لما ارتمت له الألوف في غيابة مهالك الفلول! فما أشبه الليلة بالبارحة..! فالمشهد كالتالي: مذبحة تحدث.. مظاهرات عارمة.. إنشقاقات في الصفوف الأمامية.. تعدي علي مؤسسات الدولة.. إنهيار في البنية التحتية.. ثورة أولي ضائعة.. وثورة ثانية مضادة!
فدعوني أعيد عليكم عناصر المشهد لست مرات متوالية.. بسبب مشترك والنتيجة تختلف! والحكم لحين إشعار القاريء بحقيقة الجاني...
موقعة الجمل..2 فبراير 2011
حيث قامت تلك المجزرة للإنقضاض على المتظاهرين بميدان التحرير إبان الثورة لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون. 
السبب:
إحتلال ميدان التحرير وإرغام المتظاهرين المعتصمين فيه على مغادرته.. وإجهاض الثورة من حدوثها!
المخططون:
أذناب النظام السابق وكوادر الحزب الحاكم البائد.
النتائج:
كسب المتظاهرون تعاطف الكثير من المصريين بعد موقعة الجمل، ونزل الكثيرون لتأييد المطالب، وكذلك المشاركة في الإعتصام.
الضحايا:
11 قتيلاً من المتظاهرين و2000 جريح على الأقل.

مذبحة ماسبيرو.. 9 أكتوبر 2011
وقد تأججت أحداثها بعد إندلاع أعمال عنف بين مسلمين ومسيحيين بقرية الماريناب التابعة لمركز إدفو بأسوان، وذلك بعد تجمهر عدد من المسلمين حول شرعية كنيسة الماريناب.. كان المسيحيون قد شرعوا في تحويلها إلي كنيسة دون وجه حق للسلطة المحلية بالمحافظة! حتي وصلت صداها أرجاء المعمورة؛ لتخرج علينا من محيط مبني الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) قادمة من إتجاهات عدة منددة لسلاسل العنف التي أحاطت بتلك القرية.. لتصبح نقطة تحول فارقة هددت أحد أهم مقومات المجتمع المصري وأسباب تفرده.
السبب:
إجهاض الثورة!
 المخططون:
الأقاويل ترمي بإتهامها للكيان العسكري بإعتباره متفرد السلطة وصاحب السلاح الرادع في أي وقت وزمان.. ولو مؤقتا! ومنهم من يحملوا السادة الأقباط المشهد الذي وصل لمرمي أعيننا مشبعا بدماء الأبرياء.. ومنهم من استنبط من كونها خيوط خارجية تسللت إلي خلايا بداخل البلاد في شق الصف!
النتائج:
كشف حقيقة العسكري وكشف حقيقة نواياه.. واتضحت الرؤية لدي الكثيرين عما يخطط له المجلس الإنتقالي العسكري!
الضحايا:
فقدت فيها مصر 28 شهيدا منهم 26 من المواطنين المسيحيين و1 من العسكريين، و1 من المواطنين المسلمين، بالإضافة لأكثر من 321 مصاب من المدنيين والعسكريين.

واقعة شارع محمد محمود 19 نوفمبر 2011
وهي تلك التي خرجت علينا من بعد مليونية رفض وثيقة السلمي للموافق 18 نوفمبر في ظل حرص الإسلاميين بعدم الإعتصام ورفض المبيت، لتتركها لفصائل أخري من أهالي الشهداء والمصابين القلة القليلة والتي سهلت لبلطجة العسكري في دس الدسائس وفض قوة الثورة لثاني يوم من رسم هذا المخطط.
السبب:
إجهاض الثورة!
المخططون:
فرضت الأمور نفسها مابين أعمال العسكري السافرة وغموض مواقفها الحازمة في رأب الصدع الثوري بصورة أو بأخري.. ومنهم من نسب بكامل الإتهام للأناركيين وعنجهية الفكر الزائف.. وهذا وإن أتضح من بعد ذلك في رفضهم المشروع الإسلامي، فقد تأكد البعض من كونها سبب فكري بحت.
النتائج:
إستقالة عصام شرف من منصبه رئيسا لمجلس الوزراء.. تاركا ورائه العديد من التساؤلات بما أصاب وما أخطأ!
الضحايا:
راح ضحيتها ٥٥ شهيدا وأكثر من ٦٠٠ مصاب.

حادثة مجلس الوزراء..نهاية ديسمبر
جائت تراكميا من فضهم لإعتصامات أهالي الشهداء والمصابين في شارع القصر العيني.. ومن بعد وفاة أحد المعتصمين.
السبب:
إجهاض الثورة وتهويل المشهد الثوري!
المخططون:
فصائل مندسة من الجهات العسكرية والمخابرات الحربية بالتحديد.. وبعض من رواد الأفكار الفوضوية والتي زادت من حدة تلك الواقعة.

النتائج:
فهم الكثير لمفهوم جديد لم يتسني لهم معرفته مسبقا.. وهو العنصر الآخر.. هم قلة وجدت ترهب في النفوس..! ترغب في فعلك لأسوأ الأمور..! تثابر في نقض العهود..! تختلق الحجج في بسط النفوذ..! تشن حملاتها في تخوين الألوف..! تفرض رأيها فيقولوا مالايفعلون.
الضحايا:
أسفر عن إستشهاد ١٤ و٢٠٠ مصاب.

مجزرة ستاد بورسعيد.. 1 فبراير 2012
وهي تلك المجزرة التي شهدتها مدينة الظلام.. وسجلت شهدائها بأسماء من نور! فمن بعد شوطي لمبارة كرة القدم أظهرا فيه ندا قويا بين فريقي قويين، خرج علينا وقتا إضافيا محتواه الرقعة الخضراء كساحة معركة ومؤشره عقرب الساعات يمر في ساعات بطيئة لانعرف ماذا يخبيء لنا.. وعقرب الدقائق جالسا في مكانه ينتظر رحيله في هدوء من فوق جنبات المستطيل الأخضر.. وعقرب الثواني خرج في أقل من ثوينات الثانية يهتك في زهرات المستقبل وينتشل زهورها بكل عنفوان ويصيبها بجروح قطعية تندب لها الجذور فقد قطفت وحمام دم يسيل من نهودها فتسقي الجميع بركانا من الغضب.. حممها (وأعدوا) وسكنها (ألا تخافوا ولاتحزنوا) وفرحها (استبشروا).
السبب:
إشعاع الفوضي والإنفلات الأمني المنظم.. إجهاض الثورة!
المخططون:
فلول وكوادر النظام السابق البائد.
النتائج:
تعاضد الكثير مع بعضهم البعض.. في نفس الوقت عمليات تخريبية عالية النطاق تظهر لأول مرة في حادثة بمثل ذلك، نشتم علي حسها خطورة الموقف إبان تسليم السلطة قريبا.
الضحايا:
راح ضحيتها ٧٥ شهيدا من المشجعين ونحو ١٠٠٠ مصابا.

أحداث العباسية.. 1 مارس 2012
هي تلك الإشتباكات التي وقعت في محيط وزارة الدفاع بين المعتصمين من أنصار وأتباع حازم صلاح أبو أسماعيل من السلفية الجهادية وأعضاء الرايات السوداء والمعترضين على قرار إستبعاده من الإنتخابات الرئاسية والمشارك معهم مجموعة من القوى المدنية وأعضاء حركة 6 إبريل ضد البلطجية والذي قال عليهم شهود عيان أنهم بعض أهالي المناطق المحيطة بوزارة الدفاع وميدان العباسية ومن بينهم أبناء منطقة الوايلية.. فترسمت أحداث العباسية الآن كمذبحة يقوم المجلس العسكري بإستخدام بلطجية بها حتى يقوموا بتصفية المتظاهرين دون ان تقع عليهم أية مسئولية أو يطالب أحد بمحاكمتهم (لعبة العصا والجزرة).
السبب:
تعميم الفوضي وفرض أحكام عرفية سريعة؛ تأخذ في مبتغاها تأجيلا حتميا لإنتخابات الرئاسية = إجهاض الثورة!
المخططون:
المجلس الأعلي للقوات المسلحة والمتستر تحت أقنعة البلطجية.
النتائج:
حدوث (سيحدث) عصيان مدني غير إعتيادي ضد هيمنة وعجرفة الكيان العسكري وسياساته الزائفة.. والذي وبالتوازي مع ذلك نجد أننا تعلمنا الدرس بإمتياز مع مرتبة الذل والمهانة وتدارسنا أخطائنا فيما مضت شكلا ومضمونا، بعدم مجاراتنا مع نفعية العسكري في ترك البلاد خرابا طالما ثورتنا البيضاء ستطوله فيما بعد، فليس هناك خروجا آمن للعسكري ولو وضعوا مكان أعيننا جواهرا وياقوتا ومرجانا.. فهناك أشياء لاتشتري.. الكرامة.. كرامة المصري؛ ومن ثم نحن نؤمن بحق الإعتصام السلمي حتي تسليم السلطات لمدنية مهما كلفنا الظروف في محيط ميدان التحرير وفي حيوذ ميادين مصر كافة.. التي تقر بشرعيتها والمستمدة من قوة الكم والكيف.
الضحايا:
11 شهيد إضافة إلى العشرات من المصابين تجاوز عددهم الـ100 مصاب وتم نقلهم إلى مستشفى الدمرداش الجامعي .
إذا الأحداث تتوالي.. ومازالت ترمي بظلالها علي أبنائها.. وإن إختلفت المسميات ومواقيت حدوثها؛ إلا أنها تظهر لنا عدة ظواهر بنّاءة نستشف علي إثرها مجموعة حقائق:
-جائت الأحداث كلها معبرة عن ثورة مضادة مناهضة لشرعية الواقع الثوري الذي يتعايشه شتي إئتلافات وقوي الثورة مستمرة، وبتعاضد البعض رسمت الأحداث بكونها مجازر تنخر في عضدنا.. فهي كإختبار آخر العام؛ حينما توضع أمام أول سؤال ليقيس مدي بداهتك في الإجابة، بالرغم كونه سهلا بسيطا، إلا إن السؤال الذي يليه أكثر مضمونا وأشد تأثيرا.. كما هو الحال بشمولية سيندروم الثورة؛ فكل حدث يأتي أشد فتكا من الذي سبقه، لإنه يعلم مدي ترابطنا وحزمنا لمقتضيات الأمور، حتي وإن وجد الإختلاف في رؤي سائد الموقف!
-تبين من نظرنا في تاريخ الأحداث بأن جميعها.. وبشكل مخيف ويحتاج لنا الدراية أكثر في تطبيق ووضع الحلول الصارمة في بسط نفوذها.. وهي أنها جائت لتعبر عن الترحم والتنغم بحياة المخلوع وأذنابه الخارجين عن السيطرة.. فهم كالكلاب التي ضلت طريقها تنهش في لحم الثورة وتمتص من رحيق أبنائها أغلي مايكون.. بنشع الدماء علي شواطيء الأمل.. حتي مادنوا إليها.. إجتثت هي أرواحهم. ولا حول ولاقوة إلا بالله!
-آخذا بالحقيقة الثانية.. فهم كالكلاب التي ضلت طريقها تنهش في لحم الثورة! نجد وبشكل عام.. بأن كل حادثة ترتبط بالثانية، فالأخري ثم التي تليها وبشكل كارتيزي مرسوم لإجهاض الثورة من إستكمال مسيرتها.. حتي لو تباينت الأساليب والعرائس المستخدمة في تزيين الحفل الدموي المخزي للغاية!
-وبفرضية سلطنة الدولة والتي وقع الإختيارعلي الكيان العسكري حاكما مؤقتا في تسيير أعمال البلاد.. فقد وجدنا تسييسا أكثر ماهو تسييرا ولو جزئيا في نقل السلطات لكيان منتخب يعبر عن الشرعية الثورية الحالمة! فقد أوضح الإعلان الدستوري وطبقا للمادة (61) بإستمرارية المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مباشرة إختصاصته المحددة في الإعلان، لحين تولي كل من مجلسي الشعب والشوري لإختصاصاتهما المحددة وحتي إنتخاب رئيس الجمهورية ومباشرة مهام منصبه كل في حينه، إلا إن النتائج قدمت بما لاتشتهي السفن؛ لنستشف الخمس خطايا المضنية لهذا الكيان الذي يدعي وطنيته وإخلاصة في الحفاظ علي الثورة نظيفة...
1. قتلي وجرحي وإنتهاكات للعرض.
2. مطالب ثورية لم تتحق.
3. وعود لم تري النور.
4. فشل إداري ووضع يزداد سوء.
5. محاكمات يشوبها البطء والشك لإركان النظام البائد.
-لنستخلص بتلك الحقيقة الغائب مفهومها للكثيرين، فقد ترسمت الخطط في كون المجلس العسكري الإنتقالي سببا ومسببا في نفس الوقت بتلك المجازر التي أخذت في طياتها عبق زهور الحاضر والمستقبل! فلا تنسوا فتتناسوا بأن هؤلاء شرذمة المماليك هم أعوان إبليس.. إبليس الذي يفرض تحكماته من علي نعشه المتحرك وخازني النار جمال 
وعلاء.. فيحدثنا قائلا: إما أنا أو الفوضي! دمتم في رعايته.
-------------------------------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".