‏إظهار الرسائل ذات التسميات المشير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المشير. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

شاهد إنتهاكات المجلس العسكري..!



على أثر ثورة الشعب المصرى المجيدة فى 25 يناير 2011 تساقطت قوى الفساد التى ظلت جاسمة على البلاد ثلاثين عاماً متصلة تخلفت فيها البلاد عن ركب الحضارة وتزايدت معدلات الفقر والمرض وانتشرت الرشوة والمحسوبية، وساد الفساد وطال كل مناحى الحياة.

ولما شاء المولى سبحانه وتعالى.. قام الشعب بثورته المجيدة على الظلم والطغيان ورفع الناس شعارهم الإنسانى (عيش - حرية - كرامة إنسانية)، رغم كونها مطالب تشكل أبسط حقوق خلق الله التى فطر الإنسان عليها.. فتهاوى النظام البائد أمام صرخات المظلومين وسقط ومعه أفراد حاشيته بالتبعية، لإن سقوط النظام –على حد تعبير محكمة القضاء الإدارى فى حكمها التاريخى الصادر فى الدعوى رقم 20030 لسنة 57 – يستتبع بالضرورة وبحكم اللزوم والجزم سقوط أدواته التى كان يمارس من خلالها سلطاته.. سواء تمثلت هذه الأدوات فى شكل مؤسسات أو أفراد إستخدمهم النظام فى إفساد الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحققوا للنظام ما أراد ولأنفسهم العار والخزى مقابل بعضاً من حطام الدنيا.

أشارت مذكرة الدعوى إلى أن مجلس الشعب قرر تعديل المادتين 2 و3 من قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، ويشمل التعديل الذى أقره مجلس الشعب الحرمان ووقف مباشرة الحقوق السياسية لكل من عمل خلال العشر سنوات السابقة على 11 فبراير 2011، وهو اليوم الذى تم فيه الإعلان عن تنحى الرئيس السابق عن رئاسة للجمهورية، وذلك لمدة عشر سنوات، وذلك الترشح لمنصب رئيس الجمهورية أو المجالس النيابية.
وأكدت المذكرة أن مجلس الشعب أحال مشروع القانون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للتصديق على القانون، وفقا لنص المادة 56 من الإعلان الدستورى. وأوضحت المذكرة أن المجلس العسكرى أحال مشروع القانون للمحكمة الدستورية العليا لممارسة الرقابة الدستورية السابقة على مشروع القانون، وهو ما يعد قراراً منعدماً ومخالفاً لدستور 1971 والإعلان الدستورى والعرف الدستورى، مؤكداًَ أن الرقابة الدستورية على القوانين واللوائح فى مصر هى رقابة قضائية وليست سياسية، وهى رقابة لاحقة على صدور القانون أو اللائحة، على عكس فرنسا مثلا، حيث إن المجلس الدستورى الفرنسى يراقب دستورية القوانين واللوائح ولكن رقابته سياسية وسابقة على صدور القانون أو اللائحة.
وقالت المذكرة، إنه إذا كان الأصل فى مصر أن رقابة المحكمة الدستورية العليا على مدى دستورية القوانين واللوائح هى رقابة لاحقة على صدور القانون وليست سابقة على صدوره، فإن المشرع الدستورى خرج على هذا الأصل فى استثناء ضيق، وهو نص المادة 76 من دستور 1971 الساقط، والذى تبناه الإعلان الدستورى الصادر فى 30 مارس 2011 فى المادة 28 المليئة بالعوار والانتهاك لحق التقاضى، حيث نصت المادة على أن يعرض مشروع القانون المنضم للانتخابات الرئاسية على المحكمة الدستورية العليا قبل إصداره لتقرير مدى مطابقته للدستور”.
وعلى أثر حل الحزب الوطنى وإنهيار النظام الفاسد، تنفس الشعب الصعداء، وراح فرحاً بحريته أملاً فى كرامة وحياة إنسانية.. واختار نوابه فى مجلس الشعب آملاً فى إسترداد الحقوق ورد المظالم والقضاء التام على عصر الطغيان، والإعداد لدولة الحق والعدل والمساواة.

وأصبح مجلس الشعب المنتخب إنتخاباً حراً يمثل مع السلطة القضائية جناحى الدولة العصرية الحرة الجديدة.. وأصبح مجلس الشعب هو السلطة الشرعية المنوط بها التشريع والرقابة.

ومع ذلك امتدت يد تعبث بإرادة الأمة، وتعمل فى الخفاء على رأب تصدع نظام الفساد ومحاولة إعادته إلى الحياه من جديد، وتعددت مظاهر تلك المحاولات المستمرة المستديمة والتى عانى منها الشعب المصرى على مدى عام ونصف، ولازال ومن ذلك أن دفع إلى المحكمة الدستورية بدعوى بطلب عدم دستورية قانون مجلس الشعب رقم 38 لسنة 1972 وتعديلاته.

وفى خضم إبتهاج الشعب بقرب الخلاص وإختيار رئيسه بنفسه دون وصاية من أحد، فوجئ الجميع بتسارع الأحداث وتلاحقها وتحديد جلسة سريعة للنظر فى الدعوى الدستورية آنفة الذكر.. وبذات الجلسة المحددة لنظر الدعوى الدستورية آنفة البيان أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها بعدم دستورية بعض مواد قانون مجلس الشعب رقم 38 لسنة 1972 وتعديلاته، مما أثار موجة من اليأس والإحباط لدى جموع الشعب المصرى الذى ما أن يستقر به أمر ما ويختار سلطة من سلطات الدولة حتى تمتد يد العبث لتعيد الحالة إلى نقطة الصفر لنبدأ من جديد؛ حتى يتمكن من الناس اليأس وتذوب معالم الأمل.

وعلى ذات الوتيرة.. سارع المعلن إليه الأول بصفته الإدارية بإصدار قرار بتاريخ 15/6/2012 بحل مجلس الشعب ووأد أولى خطوات البلد نحو مؤسساتها الدستورية ومهدراً سلطة من سلطات الدولة ومفتئتاً على السلطة التشريعية متعسفاً ومنح نفسه حقوق وسلطات ليس لها مثيل ولا سند لها فجاء القرار باطلاً بطلاناً ينحدر به إلى حد الإنعدام على نحو ما يتضح مما يلى:-

من المقرر.. أن إختصاص المحكمة الدستورية العليا طبقاً لنص المادة 25 من قانون تلك المحكمة يقتصر على النظر فى مدى دستورية القوانين واللوائح دون أن يمتد إلى حد إلغاء هذه القوانين، لأن هذا الاختصاص ينعقد للجهة التى أصدرت التشريع وحدها دون غيرها.

والأصل.. أن يتوقف حكم الدستورية على تقرير مدى دستورية النصوص محل الطعن من عدمه، ويترتب على الحكم بعدم دستورية نص أو قانون وقف العمل به فوراً ويلتزم الجميع بعدم إعمال هذه النصوص المقضى بعدم دستوريتها طبقاً لنص المادة 49 من قانون المحكمة الدستورية.. وتعتبر قرارات المحكمة بالتفسير ملزمة لجميع سلطات الدولة وللكافة وتنشر الأحكام والقرارات المشار إليها فى الجريدة الرسمية خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ صدورها، ولا يجوز تطبيق القانون المقضى بعدم دستوريته من اليوم التالى لنشر الحكم؛ وعلى هذا فإذا أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكماً بعدم دستورية بعض مواد القانون رقم 38 لسنة 1972، فلا يترتب على الحكم بحل مجلس الشعب.. ولتوضيح ذلك يجب أن نفرق بين أمرين:-
أولهما.. حالة قيام رئيس الجمهورية بحل مجلس الشعب طبقاً لما كان منصوص عليه فى المادة 136 من دستور 1971 الساقط ، والذى كان يمنح رئيس الجمهورية سلطة حل مجلس الشعب فى حالات الضرورة التى يقدرها الرئيس وحده (فرعون).. وبعد إجراء إستفتاء شعبى أى بعد موافقة الشعب على قرار الحل.. إلى أن تم تعديل الدستور فى مارس 2007 والذى منح الرئيس سلطة حل مجلس الشعب بشرط موافقة مجلس الوزراء دون حاجة إلى إستفتاء شعبى، بإعتبار أن الشعب مسألة ثانوية لا قيمة لها فى نظر تلك الفئة من الناس.

وثانيهما.. حالة صدور حكم بعدم دستورية بعض المواد التى تم فى ظلها إنتخاب مجلس الشعب، فكلا الحالتين مختلفتين سواء من حيث الأثر أو الإجراءات اللاحقة على كل منهما.. لإن حكم المحكمة الدستورية يقتصر –كما أسلفنا– على الحكم بعدم دستورية القانون وليس له أن يتجاوز إلى حد تقرير حل المجلس من عدمه، وفقاً لما إنتهت المحكمة الدستورية ذاتها فى أحكامها المتعلقة بقانون إنتخاب مجلس الشعب عام 1987، 1990 لإن الأثر المترتب على الحكم فى مثل هذه الحالة هو وقف العمل بالقانون فقط وعدم جواز تطبيقه من اليوم التالى لتاريخ نشر الحكم.. إلا إن القانون رغم الحكم بعدم دستوريته يظل قائماً إلى أن تقوم السلطة التشريعية بالغاؤه أو تعديله، ولا يسرى بأثر رجعى.. لإنه يمكن أن يصدر حكم الدستورية بعدم دستورية نص فى قانون إنتخاب مجلس الشعب، ومع ذلك تكون هناك حاجة أو ضرورة تقضى بإستمرار المجلس المنتخب حتى نهاية مدته.. خاصة أن الحكم كما أسلفنا لا يعنى حل المجلس وإنما وقف العمل بالقانون المقضى بعدم دستوريته فقط لا غير.

ومن ذلك ننتهى إلى أن هناك فارق بين القضاء بعدم الدستورية وبين قرار حل مجلس الشعب، فإذا خلى الإعلان الدستوري من منح سلطة حل مجلس الشعب لأى جهة ما..! على عكس دستور 1971 الساقط الذى كان ينظم سلطة وإجراءات حل مجلس الشعب.. فإن معنى ذلك أن الإعلان الدستورى قد راعى ظروف الوطن الذى يمر بمرحلة إنتقالية لا يمكن معها أن تتأرجح فيها سلطات الدولة بين الوجود والعدم، فلم يمنح الإعلان الدستورى أى سلطة مهما كانت حق حل الأخرى أو تنال منها حتى يتم إعلان دستور دائم للبلاد.

ومن ثم.. فإن القرار الصادر عن المعلن إليه الأول بحل مجلس الشعب يضحى قائماً على العدم ويشكل نوع من إغتصاب السلطة بوضع اليد، وإفتئات سلطة على أخرى، بما يجعله باطلاً بطلاناً مطلقاً ينحدر به إلى حد الإنعدام.

ولا يسوغ فى هذا المقام.. القول بأن القرار محل الطعن يدخل فى نطاق أعمال السيادة، ليس فقط لإن الوطن يمر بمرحلة إنتقالية يصيغ فيها دستوره وقانونه ولم يمنح السيادة لجهة على أخرى بعد، أو لأن نظرية أعمال السيادة التى إبتكرها القضاء الفرنسى ونقلها عنه القضاء المصرى لا تصلح إلا بوجود جهات سيادية دستورياً وليس فى مرحلة إنتقالية.. لأن الدستور هو الذى يحدد إطار هذه النظرية وحدودها فإذا كان الدستور فى طور الإعداد، فليس لنا أن نختلق جهة تسود وتفعل ماشاءت وقتما شاءت إستنادا إلى نظرية أعمال سيادة.. خاصة أن غياب الدستور يؤدى إلى غياب الجهات الرقابية وسلطاتها، كما أن إعمال أثر حكم الدستورية لا يعتبر من قبيل أعمال السيادة.. وإنما هو قرار إدارى يخضع لرقابة القضاء وصادر عن جهة لاتملك سلطة إصداره أصلاً طبقاً للإعلان الدستورى، فإذا صدر عن عدم.. فمآله العدم أيضا والعدم لا ينتج أثرا.
---------------------------------------------------------------
المصدر: نائب مجلس الشعب/ حاتم عزام
---------------------------------------------------------
مدونة الثورة المصرية الرسمية "القلم مُفجر الثورة".

السبت، 26 نوفمبر 2011

حقيقة الرقم ثلاثة..!



سُقينا الذل أوعية.. سُقينا الجهل أدعية.. مللنا السقْيَ والساقي..! هكذا أحدث نفسي دائما بما يحدث لنا كدوامة تأخذ إن شائت معها من تشاء وتترك إن شائت ماتشاء! فليس الأسف ما شهدته سماء التحرير من ساعات الأيام المنصرمة لكنه هوالأسف بعينه الذي جرف في تياراته شتي تيارات الوطن..! فحينما خرجت الجموع في يوم (رفض وثيقة السلمي)* .. خرجت معها الأقاويل مابين القيل والقال؛ إذ أن كل من خرج يومها هم من ذوي الدم الحار في ملحمة لـ(حب مصر)، أو كما يقال عليهم الأغلبية المطلقة في ظل تمنع الآخرين! والسبب- أيها المواطن البسيط- تمتنع من أن تعرفه! وإن وصل هذا اليوم في أبهي حلته إلي نهاية فقرته مابين رفض وقبول إعتصام الميدان، حتي فتحت علينا النيران في ثاني أيامه .. تأخذ في طياتها كل شامي ومغربي دون الولوج في مفاوضات تذكر مع مواطنة الميدان! بل تشكلت قوات الردع مابين قوات مكافحة الشغب ومحترفي القنص من جانب وقوات الجيش والشرطة العسكرية من جانب آخر؛ كمقصلة تلتهم دون رحمة في كرامة عزل السلاح .. عزل الصياح إن هم أحدهم صاح في إثارة حفيظتهم من أساسه! ليرفض من رفض عبودية البرجوازية المتعفنة التي مازالت تفوح برائحة سلاحها يخترق أعين الأحرار وتهتري له صدور الأبرار، حتي لانجد لنا ملاذا غير النصر أو الشهادة .. غير بمواصلة الحلم أو نحترق ليعيش غيرنا.

الشاهد لدينا بأن هناك ثلاث سلطات دائما مايشار إليها في ترسيخ دعامة فكرة الدولة بكيانها.. وهم الله والدين والملكية العامة.. مثلهم ثلاث القضائية، التنفيذية والتشريعية. وهناك ثلاث سلطات دائما مايشار إليها في أناركية** البلاد وهم ماركس ولينين وستالين.. مثلهم ثلاث الإنتهازية، والقبلية والطائفية.. لكن هناك ثلاث تكفل بها ميدان التحرير منذ باديء ذي بدء لواقع الربيع الثوري المصري وهم العسكريون، الإسلاميون والآخرون***.. والذي سنتناول منهم كلا علي حده:

أولا: بما يخص الشق الأول.. ونخص بالذكر (المجلس الأعلي للقوات المسلحة) وإن أصح التعبير (المجلس العسكري الإنتقالي) والذي بطبيعة العقيدة العسكرية هوائي ويلعب علينا لعبة قذرة مفتعلة بمبدأ (العصا والجزرة)، فيعطي (العصا) لمن عصا حتي لو كان من الصبا فتسلم يد بيد لقوات عسكرية أقرب ماتكون سرية تلعب علينا في الخفاء سواء أمن مركزي وطني أو عام والمندسين وسطهم من الفلول وأعوان الشيطان وشرذمة خازن النار.. أما (الجزرة) فيتملكها صاحب الأمر ومجلسه الموقر المبجل ليتلاعبوا- يدادوا- بنا يميناً ويساراً كاليويو تُحير حاملها؛ حتي وإن كانت تلك الساعات الماضية خارجة حسابات بعض القيادات النبيلة- الأميرة- من عسكرة الدولة، إلا إنها جائت لهم كفرصة تلوح لهم من الأفق في فرض بعض من بنات أفكارهم البائدة في رسم خطتهم الشنعاء في جعل البلاد تمر تحت لهيب الهولوكوست فينصهر المعدن علي المرفق فيثبط حركة سواعدنا طلبا في الهدف المنشود المحتوم لصناعة الأمل.


ثانيا: الإسلاميون.. ونخص بهم الإخوان المسلمين والذي تركزت عليهم وسائل الإعلام الإذاعية، والمرئية، والدعائية أيضا وبشكل يخجل له الجبين، وتهتز له الأوصال، وترتعد له الأفكار من بعد تصريحاتهم المنطقية بعدم الخروج لساحة الحرية وإبراز العضلات كما يقال عليهم دائما..! فيصدق البعض عاطفته في رفضه التام لموقف جماعة الإخوان المسلمين حينما بدرت منهم مثل ذلك البيانات بعدم الخوض في معترك (محمد محمود)، التي وإن يصدقها غالبيتنا وبعقلنا الراجح بأنه من سابع بل وعاشر المستحيلات وجودهم بالميدان وذلك لعدة أسباب لم يتداركها البعض منهم وهي كالتالي:
-الأمر الأول..! وجود الإخوان المسلمون علي الساحة الإنتخابية وبقوة جارفة في الجامعات والنقابات والمؤسسات والهيئات...إلخ مع أخذ كلمة جارفة وبإكتساح في سياق المغزي واللتان كانتا حليفا للجماعة بالفترة الماضية، مما خلق نوعية وإن أصح التعبير قولا وفعلا بعدم صفاء القلب وتخوف محتمل من وقوع كوارث ومصائب زمن الزمان في تملك الإسلامي لسلطات البلاد؛ وكأن الإسلامي تربي علي أن يكون في المسجد يمسك مصحفا أو إرهابيا يقتل أجنبيا فقط لاغير!

-الأمر الثاني..! والذي تركزت عليه جماعة الإخوان المسلمين من بعد تجنب طائفة (لا لحكم الإخوان المسلمين في مصر والعالم بالمرة!) هي إنهم لن يكونوا الفريسة التي يحاول الديدبان .. المشير .. الجبان وضعها في الميدان، حتي يجتث قوميتنا ونصبح لانصلح..! لكن وللعلم نظن بأننا نصلح لكي نخرب! فالمجلس العسكري مؤمن وبشكل يؤيده إئتلافات شباب الثورة بإنه يُخلص في مبدأ (فرق .. تسد)، بل وأعتقد بأن اتجاه المشير لمقولة (البكباشي/ جمال عبدالناصر) هي الأقرب حسبا وإختصارا: (إقتل ثُلثي الشعب .. حتي يدين الثلث الآخير لك بالولاء). 

-الأمر الثالث..! لو كانت مشكلة البحث عن كرسي تحت قبة البرلمان مأخوذة في عين الإعتبار، لفعلها الإخوان وخرجوا إلي الميدان بمنتهي الأريحية، فوجودهم علي صينية التحرير وسط الحشود سيجلب لهم الأصوات بأقل تعب يذكر، لكنهم رفضوا تخصيص الخاص عن العام.. والتركيز علي مصلحة البلاد بوضعها في عين الإعتبار والتي ذكرتها في أول نقطتين.

-الأمر الرابع والأخير..! إن كانت غابت كوادر الإخوان المسلمين، فلا أخفي لكم سرا .. فشباب جماعة الإخوان المسلمين لم يغب عليه المشهد الميداني في التحرير .. فمنهم من خرج بقرار من قيادات الجماعة بالنزول لمواصلة الدعم هناك، ومنهم أيضا من خرج ضاربا عرض الحائط إنتظار- والذي لم يَطِل- لقرار الأفراد راجيا حتمية قرار الأوضاع. وهذا ماحدث بالفعل والحق يقال طالما تسممت الألباب بنفحات الأفكار الغاشمة.


ثالثا: الآخرون.. وليس هم فصيل أو فئه بعينها، إنما هم قلة وجدت ترهب في النفوس.. ترغب في فعلك لأسوأ الأمور.. تزايد بإٍسم الشيوخ.. تتاجر بالدين بإسم الرسول. تثابر في نقض العهود.. تختلق الحجج في بسط النفوذ.. تشن حملاتها في تخوين الألوف.. تفرض رأيها فيقولوا مالايفعلون.. تصر في عنادها حتي تأخذ من معها ونحن معها إلي مهالك الأخدود.. وتصر أكثر فلا يكاد الطفل يبلغ الحُلم حتي سُلب منه الحِلم.. الحِلم الذي أصبحنا مدججين بتطلعاته وآماله في رسم شمولية نجاح ثورتنا، وما إن تسدل الستائر عنه حتي يحاول الآخرين ضرب الفكرة بقبضة من نار والأخري من حديد..! فمصر لا ولن تعيش حاضرها ومستقبلها إلا بعد شنق آخر قيصر بأحشاء هؤلاء الآخرين .. أقصد شرذمة البهائم التي تخور بأفكارها الزائفة فتضفي رائحة كريهة لعبق ثورة الخامس والعشرين من فاتح هذه السنة.

ولنهاية كلامي فإن هناك عظيم قالها يوما: (إن الشعب هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في تسيير حركة الإستقرار بداخل البلاد، فإذا ماسقطت الفكرة الرئيسية في ماهية واقع الديمقراطية- والتي هي مدنية بطبيعة الحال وبمرجعية سلمية- سقطت معها مباديء الحرية). فافيقوا ولاتموت عقولكم فتموت معها ضمائركم. دمتم في رعايته.

*جمعة (رفض وثيقة السلمي) لـ18 من نوفمبر لعام 2011
**الأناركية: وهي اللاسلطوية التي تعارض القسرية وفكرة هيكلة الدولة، بإعتبارها كيانا قائما علي العنف سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. حيث تمنع الناس من الإلتقاء حول حاجاتهم الأساسية.
***الآخرين: هنا بالمقال لم أتدرج لإتهام فصيل أو فئة بعينها، لكن المتهم دائما هو من يجد نفسه تحت منطلق هذا المصطلح.  
---------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــك...