الخميس، 13 سبتمبر 2012

بؤر البلطجة في مصر.. كن أول من تعلم الحقيقة!


مناطق معينة في مصر اشتهرت بأنها أوكار للبلطجية والمجرمين ومخازن للأسلحة تفكر الشرطة ألف مرة قبل أن تحاول اقتحامها خاصة أن هذه البؤر الإجرامية من إنتاج وزارة الداخلية نفسها التي ربتهم على أعينها لاستخدامهم في إحكام السيطرة على هذا البلد وبث الرعب والخوف فيمن تطوع له نفسه مخالفة حكم الحزب الوطني المنحل ورئيسه المخلوع.

وقد كان لوزير داخلية المخلوع حبيب العادلي النصيب الأكبر في رعاية الإجرام في مصر أثناء فترة ولايته بالوزارة حيث مكث أكثر من 14 عامًا، فكون العادلي عصابات خاصة كان يستخدمها لضرب المعارضة والقضاء على المظاهرات السلمية المناهضة لحكم الحزب الوطني المنحل ورئيسه المخلوع.

ففي عام 2005 وأثناء الانتخابات البرلمانية، أراد النظام البائد أن تجري الانتخابات بطريقة شفافة ونزيهة ظنًّا منه أنه يمتلك أرضية شعبية في الشارع المصري، ولكن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات أظهرت تفوقًا بالغًا من قبل جماعة الإخوان المسلمين المعارضة الحقيقية وقت ذاك على أذناب الحزب الوطني المنحل.

وحاول العادلي ورفاقه أمثال اللواء بدر القاضي- الذي استعان بنخنوخ أشهر بلطجي في مصر- تدارك الموقف في المرحلتين الثانية والثالثة لقطع الطريق على الإخوان الذين أتوا بالشرعية الشعبية وحفاظًا على كراسيهم التي دامت طويلاً تستنزف خيرات البلاد والعباد.

ونجحت الداخلية عن طريق فرق وميليشيات البلطجة في إثارة الرعب في نفوس الأهالي ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم وتزوير الإرادة الشعبية، وقاموا بشراء الأصوات الانتخابية لصالح مرشحي الحزب المنحل وبذلك تمت مباركة المافيا السرية لوزارة الداخلية في عهد وزير المخلوع.

واستطاع العادلي بمعاونة رئيس جهاز أمن الدولة العقل المنفذ لمافيا البلطجة بناء مستعمرة ضخمة في الكيلو 21 طريق مصر إسكندرية الصحراوي وهي عبارة عن قصر كبير به 15 غرفة على مساحة ألفي متر مربع بجانب حديقة كبيرة بها غرف مختلفة للتعذيب غرف الخوازيق وغرفة الكهرباء وغرفة الذبح وغرفة بها مجموعة من الأسود لإطعامهم جثث ضحايا المافيا لإخفاء معالم جرائمهم.

وبعد سقوط العادلي ورفاقه إثر قيام ثورة يناير التي أطاحت برجال مبارك ممن أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية ونشروا البلطجة وقضوا على الأمن والأمان، تحركت عصابات منظمة لنشر الفوضى في الشارع المصري من خلال تفجير كنيسة إمبابة وأطفيح ثم أحداث مسرح البالون محمد محمود وماسبيرو وكذا اقتحام السجون يومًا تلو الآخر.

وتفاقمت الأزمة الأمنية خاصة بعد استبعاد ما يزيد عن 4 آلاف ضابط من جهاز أمن الدولة المنحل، وتشير الإحصائيات إلى وجود 500 ألف بلطجي يتبعون هؤلاء الضباط.

وفي دراسة علمية للباحثة د. فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حول ظاهرة البلطجة أن حوالي 50% من المسجلين خطر تتراوح أعمارهم بين 18- 30 عامًا وأن أغلبهم يتركزون في محافظات القاهرة وبورسعيد والشرقية بواقع 8،49% من المسجلين خطر على مستوى الجمهورية.

وأن محافظات الوجه البحري تضم 31% من المسجلين خطر ومحافظات الوجه القبلي تضم 24% والإسكندرية وحدها تضم 7،9% وبورسعيد 5،2% والسويس 9% بينما تقل ظاهرة البلطجة في محافظات الحدود وهي شمال وجنوب سيناء ومطروح وأسوان.

وأوضحت الباحثة في ظاهرة غريبة أنه يوجد 50 ألفًا و733 مسجلة خطر في مصر.

وتشير الباحثة إلى أن 57% من البلطجية يعملون بمفردهم بينما 34% يعملون في تشكيلات عصابية والباقين يشتركون في الجرائم الفردية أو جرائم العصابات.

وتكشف عن وجود 65% من البلطجية والمسجلين خطر غير متزوجين و27% من المتزوجين و6،8% من المطلقين وأقل من 1% أرمل، وأن أكثر من 3/2 المسجلين خطر هم من الأميين وأن أقل من 2% منهم يجيدون القراءة والكتابة وأن العلاقة بين الإجرام والأمية علاقة عكسية وأن 5،1% من المسجلين خطر من الجامعيين بمعنى أن الثقافة والتربية والتعليم صمام الأمان أمام وقوع الشباب في عالم البلطجية.

الغريب في الأمر أن هؤلاء يتحركون وسط الأهالي بسهولة دون القبض عليهم عن طريق حملهم كارنيهات للعديد من المهن مثل الأطباء والصحفيين والضباط وأساتذة الجامعات والمحامين لتعطيهم الحرية في الحركة والتنقل من محافظة لأخرى.

نجحت هذه البؤر الإجرامية في شن حملات ترويعية والقيام بأعمال إجرامية منظمة عقب سقوط المخلوع في تنفيذ وعيده بإحلال الفوضى وإثارة الرعب وكانوا هم الأداة التي استخدمها "الطرف الثالث" في ارتكاب جرائم القتل وإثارة الفتن في مجزرة بورسعيد وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من الأحداث الدامية بعد الثورة وخلال فترة حكم المجلس العسكري حتى احتل ملف الأمن المرتبة الأولى على أجندة رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمد مرسي الذي بدأ حملة لمواجهة البلطجة والإجرام وإعادة الأمن.

وبالفعل بدأت قوات الشرطة والجيش في عمليات موسعة في شبه جزيرة سيناء من خلال العملية "سيناء" بالإضافة إلى الحملة الأخيرة على بحيرة المنزلة لمداهمة البلطجية في بؤرهم وتطهيرها.

القاهرة..
 توجد مناطق عديدة للبلطجية أهمها "عزبة أم القرن" التابعة لمنطقة أحمد حلمي حيث يوجد بها عدد مهول من البلطجية كان النظام البائد على علاقة مباشرة بقياداتهم الإجرامية، وكان يستخدمهم جمال مبارك ووزير داخليته المخلوع حبيب العادلي في الانتخابات خاصة في القاهرة الكبرى، كما كان زعيم بلطجية مصر الذي قبض عليه مؤخرًا المدعو "صبري نخنوخ" على علاقة وثيقة بهم.

وكان كبار البلطجية يجلسون بصفة دورية مع أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل والمسجون حاليًا بتهم فساد مالي وإداري، وخصص عز لهم مرتبات شهرية تصل إلى 10 آلاف جنيه للفرد الواحد إلى جانب تأمينات صحية لهم ولأسرهم.

أما عزبة "الهجانة" ومنطقة "الجيشة" بالمقطم فيوجد بها العديد من الهاربين من أحكام قضائية وتجار المخدرات والسلاح كما يوجد بها حوالي 20 ألف بلطجي، وكذلك "وادي حوف" بحلوان بها حوالي 2000 مسجل خطر فضلاً عن منطقة الدويقة ومدينة السلام حيث يوجد بها 10 آلاف بلطجي وفي الدرب الأحمر وبولاق أبو العلا 5 آلاف بلطجي ومنطقة دربالة والعوايد.

ويوجد عزبة "أبو حشيش" الكائنة بجوار منطقة العباسية ويختص ساكنها من البلطجية، الذين تخطي عددهم المئات ويكثر بها البلطجية من العنصر النسائي، في تجارة المخدرات.

أما عن أخطر المناطق إجرامًا في القاهرة هي "الزعماء" بالسيدة زينب والتي يوجد بها العديد من البلطجية الكبار والذين استعان بهم فتحي سرور في الانتخابات البرلمانية كما استعان بهم مؤخرًا في موقعة الجمل الشهيرة لضرب المتظاهرين، والتي تحقق فيها النيابة حاليًا ويقودهم شخص يدعى "كرشة" فهو زعيم البلطجية في السيدة زينب وله علاقة مباشرة مع قيادات النظام السابق عن طريق سرور الذي قدمه هدية للحزب الوطني كما تعرف على صبري نخنوخ كبير بلطجية مصر وأصبح عضوًا بارزًا في ميليشيات العادلي التي يقودها نخنوخ.


الجيزة..
هناك العديد من البؤر الإجرامية مثل (القصبجي) وشارع (10)، وصفط اللبن وبولاق الدكرور وأهمها منطقة "الكُنيسة" التي يقطن بها ما يزيد عن 1000 من البلطجية والمجرمين وأرباب السوابق، وهذه المنطقة الآن يفرض بها البلطجية والإتاوات على المحال التجارية نظيرعدم التعرض لهم.

وفي المنطقة ذاتها لا يمر يوم دون حدوث مشاجرات دامية مما أدى إلى هجرة العديد من الأهالي خوفًا على حياتهم خاصة بعد تعدد حالات السطو المسلحة على الشقق السكنية وسرقتها وأحيانًا قتل أصحابها.

أما منطقة "بولاق الدكرور" فتحتوي على 5 آلاف مسجل خطر مخدرات وسلاح وبلطجة.

وما زلنا في الجيزة حيث توجد منطقة "العمرانية" وبالأخص شار الـ"30"، وقد أجرى مركز البحوث الجنائية والاجتماعية دراسة تؤكد أن أخطر البؤر الإجرامية بالجيزة هي العمرانية حيث بلغ عدد قضايا البلطجة بها حوالي 20 ألف قضية كما يوجد بها العديد من مسجلين الخطر وقيادات البلطجة أمثال (ياسر سنجة) و(القط) الذي يعتبر شيخ البلطجية بالهرم وفيصل.


الأسكندرية..
وفي مدينة الأسكندرية تقع منطقة "أبو سليمان" حيث يوجد بها حوالي 30 ألف بلطجي، كما يوجد أخطر بلطجي في مصر وزعيم البلطجية المدعو "صبري نخنوخ" الذي قبض عليه في الأيام الماضي.

نخنوخ الذي ضبط في فيلته، بمنطقة الكينج، عثر معه على ترسانة من الأسلحة، وكان بصحبته عدد كبير من الخارجين عن القانون، إضافة إلى خمسة أسود، وقالت الأجهزة الأمنية أنه يعمل تحت إمرته أكثر من 200 ألف بلطجي.

وكان نخنوخ على علاقة وثيقة بوزير داخلية المخلوع حبيب العادلي، في انتخابات برلمان 2000، وكان يملك مكاتب لتوريد البلطجية، بمناطق البساتين والمهندسين والهرم وفيصل، وبدأ يستخدمهم العادلي في تأمين صناديق الانتخابات، وتسويد البطاقات لصالح أعضاء المنحل.


دمياط..
ففي محافظة دمياط تجد منطقة "شطا" بدمياط حيث ينتشر تجارة المخدرات وبها العديد من البلطجية وقطاع الطرق الذين يرهبون الأهالي، وكذلك قرية بقرية الناصرية مركز فارسكور والتي يكثر بها تجارة السلاح.

القليوبية..
وفي القليوبية يوجد ما يعرف بمثلث الرعب أو المثلث الذهبي وهي يتكون من ثلاث قري هي "كوم السمن، الجعافرة، القشيشة" التابعين لمركز ومدينة شبين القناطر إلى جانب قرية أبو الغيط حيث تكثر تجارة المخدرات وأوكار العديد من البلطجية المتخصصين في سرقة السيارات وتجارة السلاح.

شمال سيناء..
وبعد أحداث رفح واستشهاد 16 مجندًا من قوات حرس الحدود في شهر رمضان الماضي، أبرزت تلك الأحداث عن عدد من البؤر الإجرامية في سيناء ومنها منطقة "جبل الحلال"، "المهدية وكذلك الشيخ زويد ورفح الحدودية وتعهدت قوات الجيش بمداهمتها والقضاء على العناصر الإجرامية التي وصلت إلى حد الإرهاب بها.


البحيرة.. 
أما عن بحيرة المنزلة التي أصبحت بسبب الإهمال الأمني في عهد النظام البائد ومن بعده المجلس العسكري خلال إدارته للمرحلة الانتقالية، أصبحت البحيرة من أشهر بؤر البلطجة في مصر حتى أطلق عليها الأهالي في محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط مسمى "الغابة" نظرًا للخطورة البالغة وأحداث القتل التي تحدث يوميًّا فيها.

وبتولي الرئيس مرسي المسئولية أمر قوات الأمن بسرعة تطهير بحيرة المنزلة وهو ما فعله وزير الداخلية وقاد الحملة الأمنية بنفسه، والتي تضم 10 آلاف من قوات الشرطة لتعود البحيرة إلى أهلها وينعم الصيادون بالأمن والأمان.


قنا..
وفي محافظة قنا توجد (السمطا) وهي منطقة خطرة جدًّا بها مجموعة من الخارجين عن القانون، وهي قرية صغيرة لا يتعدى سكانها ثلاثين ألف نسمة قريبة من الجبل ويحدها من الشرق النيل ومعظم سكانها يعيشون على تجارة المخدرات وزراعتها كما يشتهرون بتجارة الأسلحة على نطاق واسع لجميع أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة.

أسيوط..
وفي أسيوط رجل يسمى (الخُط) بمنطقة ساحل سليم الذي كون تشكيلاً عصابيًّا يضم المئات من البلطجية ويتخصصون في قطع الطرق وترويع المواطنين والسرقة بالإكراه، إلا أن أصبح من كبار رجال الأعمال ولديه مكتب لتوريد البلطجية تحت مسمى البودي جاردات.

وبلغ عدد عمليات القتل التي كُلف بها مقابل مبالغ مالية كبيرة حوالي ثماني حالات قتل و10 حالات خطف و400 قضية بلطجة واستيلاء على المال العام.


هناك مناطق لتجمع البلطجية للاتفاق على خططتهم وأغلب هذه الأماكن تكون بالجبال فهناك منطقة الريانية المطلة على الجبل الشرقي بصعيد مصر بها مجموعة من المغارات الجبلية التي يبلغ مساحة الواحدة منها حوالي 1000 متر يتجمع فيها البلطجية والمسجلون خطر وبحوزتهم أسلحة آلية متطورة ويصعب على رجال الأمن الوصول إليهم، وتعد الوظيفة الأساسية لهم تجارة السلاح والمخدرات.


يؤكد اللواء محمد ربيع الدويك الخبير الأمني أن الحملات الأمنية التي يقوم بها رجال الأمن الآن ذات أهمية قصوى في القضاء على البلطجة، داعيًا إلى مضاعفة الحملات الأمنية مئات الأضعاف حتى يستتب الأمن وينتهي هذا الانفلات الحالي.

ويرى أن الفترة الأخيرة وما حدث فيها من جرائم كان وراءها الطرف الثالث أو ما يسمى باللهو الخفي الذي يقود الثورة المضادة، متهما أسرة المخلوع ونجليه ووزير داخليته بالإشراف على تنفيذ الجرائم من داخل السجن حيث كانت برعاية كاملة من المجلس العسكري المخلوع.

ويشيد بدور وزارة الداخلية في عهد الرئيس مرسي، وخطتها في القضاء على البلطجة خاصة بعد الحملات الأمنية المكثفة في بحيرة المنزلة، مضيفًا أن منفذي البلطجة على مستوى الجمهورية كان على رأسهم "صبري نخنوخ" الذي اعترف بعلاقته الوثيقة برجال النظام السابق.

ويستطرد أن فترة حكم الرئيس مرسي تختلف تمامًا عن فترة سلفه، حيث عكف مرسي من أول يوم على القضاء على فساد النظام السابق وبداية الحياة الآمنة وانتهاء فترة التسيب في ظل حكم العسكر.


الحرب علي البلطجة..
ويؤكد العميد محمود قطري الخبير الأمني أنه منذ أن تولي الرئيس مرسي رئاسة مصر وضع على رأس أولوياته إعادة الأمن، وتعهد بالقضاء على البلطجية والمجرمين ومثيري الفوضى، مشددًا على أن الداخلية الآن تقوم بتضييق الخناق على بؤر البلطجية وكبار البلطجية أمثال صبري نخنوخ ملك البلطجة كما يطلق عليه في مصر.

ويشير إلى أن البلطجة نشأت في الأساس على يد رجال الشرطة أنفسهم سواء بطريقة مباشرة لتحقيق أهداف شخصية أو بتدعيمهم ومعاملتهم كمخبرين وهو ما يجعل لهم مكانة ويدفعهم إلى البلطجة العلنية دون محاسبة.

ويشدد على أن البلطجة عملية منظمة سمح بها النظام البائد لخدمة مصالحه والقضاء على المعارضة، داعيًا إلى ملاحقة كل مسجلي الخطر وأرباب السوابق بصورة متواصلة حتى يتم القضاء عليهم وتعود مصر بلد الأمن والأمان من جديد.

ويشيد بمجهودات وزارة الداخلية في الفترة الأخيرة خاصة في سيناء بمشاركة القوات المسحلة أو في القيام بتطهير بحيرة المنزلة والقبض على كبار البلطجية، وفي مقدمتهم صبري نخنوخ الذي ذاع صيته في الفترة الأخيرة. 
--------------------------------------------------------------------------------
مدونة "القلم مُفجر الثورة".. بالتنسيق مع وحدة الدعم الإستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق