الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

طلعت السادات فى رسالة: "انتو السبب"!

وجه طلعت السادات رئيس حزب مصر القومى رسالة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمد بديع قائلا "مصر بتضيع يا بــــــــديع.. مصر بتضيع يا بـــــــــديع وانتوا
السبب".



وقال رئيس حزب مصر القومى إن الحكومة الحالية غير محايدة لاتجاه فى توجيه دعمها إلى التيار الدينى دون النظر إلى أى تيارات أخرى، وهو ما ظهر من خلال عدم إعطاء الفرصة إلى أحزاب بعد الثورة من الاستعداد إلى خوض الانتخابات البرلمانية بالإضافة إلى تسخير المجلس العسكرى "الإعلام" لصالح التيارات الإسلامية.

كما انتقد السادات ضعف الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء فى مواجهة المشاكل السائدة فى المجتمع المصرى الآن، والاكتفاء بإدارتها من مكتبه، مؤكدا أن سياسته الضعيفة ستكون سببا فى وصول الاقتصاد المصرى الانهيار أكثر من ما هو الآن، قائلا "اقتصاد مصر الفترة القادمة سيكون "صفر" ويعلن الإفلاس.

وحمل السادات خلال كلمته المجلس العسكرى مسئولية وجود الحكومة الحالية "بلا رأس" على حد قوله، لتمسكها باستمرار د.عصام شرف.

وأبدى طلعت السادات تعجبه من موقف د.محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين بتمسكهم باستمرار عصام شرف كرئيس للوزراء رغم الانحدار الذى تشهده مصر الآن قائلا "مصر بتضيع يا بــــــــديع.. مصر بتضيع يا بـــــــــديع وانتوا السبب".

لأنهي كلامي معللا متهكما ساخرا من هذا المدعو أدناه...ناسي لما اتسحبت الثقة من الحزن الواطي من بعد لما مسكت رئاسته كنت بتعيط زي النسوان؟! ولا شحتفتك عالمخلوع عالبورش وتقولي عيب ياخوانا ده مهما كان والدنا. قبر يلمني ولا اب يذلني يابو شنب والعقل فاضي!
----------------------------
البِــــك...اليوم السابع

السبت، 22 أكتوبر 2011

جرائم القذافي التي هي علي سبيل المثال وليست الحصر...!

- إعدامه للعسكريين :
الضباط الذين تم إعدامهم- رميا ً بالرصاص- في معسكراتهم بتاريخ (2 إبريل 1977) بعد تعرضهم للتحقيق الرهيب والإذلال والتعذيب طيلة العامين السابقين للأعدام بدعوى المشاركة في محاولة الرائد ( عمر المحيشي ) الإنقلابيه عام 1975- كان معظمهم من المنطقة الشرقيه- ولم تسلم جثثهم لذويهم ولم يـُعرف مكان دفنهم ! وعددهم 21 ضابطا وهم :
1 - نقيب/ عبد المجيد محمد المنقوش
2 - نقيب/ مصطـفي محـمد المنقوش
3 - نقيب/ خليفه حسين الفقي
(حكمت عليه المحكمه العسكريه الدائمه يوم 25 ديسمبر 1976 بالسجن المؤبد ولكن القذافي أمر بتغيير الحكم إلى الإعدام)
4 - نقيب/ على محمد قشوط
5 - نقيب/ على أحمد بن سعود
6 - نقيب/ محمد الصادق سالم البرعصي
(حكمت عليه المحكمه العسكريه الدائمه يوم 25 ديسمبر 1976 بالسجن المؤبد ولكن القذافي أمر بتغيير الحكم إلى الإعدام)
7 - نقيب/ عمر عثمان الخضر
8 - ملازم أول/ محمد سالم البرغثي
9 - ملازم أول/ محمد الشريف مرواس
10- ملازم أول/ عبد الرحيم أحمد بورقيعه
11- ملازم أول/ حامد يوسف القندوز
12- ملازم أول/ محمد سليمان عطيه
13- ملازم أول/ عبد السلام ناجي البيره
14- ملازم أول/ أحمد دياب عبدالرحمن
15- ملازم أول/ عمران على الدعيكي
16- ملازم أول/ فرج عبدالسلام العماري
17- ملازم أول/ عيسى محمد كرواط
18- ملازم أول/ صالح عبد الله القلوص
(حكمت عليه المحكمه العسكريه الدائمه يوم 25 ديسمبر 1976 بالسجن المؤبد ولكن القذافي أمر بتغيير الحكم إلى الإعدام)
19- ملازم أول/ عبد الواحد عبد الله الشلوي
20- ملازم أول/ علي سليمان الشاوش
21- ملازم أول/ عبد الكريم إبراهيم نجم



- إعدامه للمدنيين:
1- عمر علي دبوب (مدرس وكان طالبا ً جامعيا ً شارك في مظاهرات يناير 1976) (أعدم شنقا ً يوم 6 إبريل 1977 أمام مبني الإتحاد الإشتراكي ببنغازي)
2- محمد الطيب بن سعود (مدرس وكان طالبا ً جامعيا ً شارك في مظاهرات يناير 1976) (أعدم شنقا ً يوم 6 إبريل 1977 أمام مبني الإتحاد الإشتراكي ببنغازي)
3- عمر صادق الورفلي (المخزومي) (فنان / مطرب) (أعدم شنقا ً يوم 6 إبريل 1977 بميناء بنغازي البحري)
4- أحمد فؤاد فتح الله (مصري الجنسية)  (أعدم شنقا ً يوم 6 إبريل 1977 بميناء بنغازي البحري)
5- صالح على الزروق النوال (مدرس) (إبريل 1982 أعدم داخل السجن)
6- محمد مهذب إحفاف (طالب جامعي)- قيل أنه ينتمي إلى حزب التحرير- (أعدم شنقا ً في 7 إبريل 1983 في كلية الهندسه بجامعة طرابلس)
7- نمر خالد خميس (مدرس فلسطيني)- أيضا قيل أنه ينتمي إلى حزب التحرير- (أعدم شنقا ً أمام الطلاب في 7 إبريل 1983 بمدرسة الفاتح الثانوية بإجدابيا )
8- ناصر محمد سريس (مدرس فلسطيني)- وقيل أنه ينتمي إلى حزب التحرير- (أعدم شنقا ً أمام الطلاب في 7 إبريل 1983 بمدرسة الفاتح الثانوية بإجدابيا)
9- علي أحمد عوض الله (مدرس فلسطيني) - وأيضا قيل أنه ينتمي إلى حزب التحرير- (أعدم شنقا ً أمام الطلاب في 7 إبريل 1983 بمدرسة الفاتح الثانوية بإجدبيا )
10- بديع حسن بدر(مدرس فلسطيني) - ينتمي إلى حزب التحرير- (أعدم شنقا ً أمام الطلاب في 7 إبريل 1983 بمدرسة الفاتح الثانوية بإجدبيا)
11- حسن أحمد الكردي (طالب)- وينتمي إلى حزب التحرير- (إبريل 1984 أعدم في السجن)
12- عبد الله أبو القاسم المسلاتي (طالب)- ينتمي إلى حزب التحرير- (إبريل 1984 أعدم في السجن سرا ً دون محاكمه)
13- رشيد منصور كعبار (طالب جامعي)- قيل أنه من أتباع الشيخ البشتي- (أعدم شنقا ً في 16 إبريل 1984 في كلية الصيدله بطرابلس)
14- حافظ المدني (طالب جامعي) (أعدم شنقا ً في 16 إبريل 1984 في كلية الزراعة)
15- مصطفى إرحومه النويري (أعدم شنقا ً في 21 إبريل 1984 في جامعة قاريونس ببنغازي)
16- الهمالي العمامي (إبريل 1987 أعدم سرا ًفي السجن دون محاكمة)



- إغتيالاته للمدنيين:
1- محمد مصـطفى رمضـان (إذاعي) (11 إبريل 1980 أغتيل وهو خارج من المسجد بعد صلاة الجمعة في لندن)
2- محمود عبد السـلام نافـع (المحامي) (21 إبريل 1980 أغتيل في بريطانيا)
3- عبد الجليل العارف (رجل أعمال) (19 إبريل 1980 أغتيل في روما)
4- عبد اللطيف المنتصر(رجل أعمال) (21 إبريل 1980 أغتيل في بيروت)
5- أحمد رفيق البراني (رجل أعمال) (2 إبريل 1985 أغتيل في قبرص)
6- جبريل عبد الرازق الدينالي (شاعر) (6 إبريل 1985 أغتيل في بون بألمانيا)
7- محمد المثناني (موظف في مؤسسة نفطية)(إبريل 1987 أغتيل في مالطا)



- قـتـلوا تحت وطأة التعذيب- بقصد التصفية-
1- الدكتور محمود بانون (مهندس)(إبريل 1980 سُلمت جثته إلي ذويه في صندوق مغلق بعد أيام من إعتقاله!)
2- فؤاد بدرالدين القناشي (رجل أعمال) (إبريل 1986)
3- ماجد القدسي الدويك (مدرس فلسطيني) (إبريل 1983)
4- محمد بيومي (مدرس فلسطيني) (إبريل 1983)
5- عبدالله الفاقوري (مدرس فلسطيني) (إبريل 1983)
6- كريستوف ليمان هالينز (مراسل صحفي) (إبريل 1987) لقي مصرعه في ظروف غامضه في طرابلس وأدعت حكومة القذافي أنه إنتحر بعدما رأي الدمار الذي ألحقته الغارة الإمريكية بمنزل ( القردافي)!



ملاحظات :
1 - يجب أن نلاحظ أننا هنا نتحدث عن بعض جرائم القذافي فيما يخص بالإعتداء على حق الحياة وإلا فجرائمه العدوانيه على حقوق الناس لا حصر لها!
2 - يجب أن نلاحظ أننا هنا نتحدث عن جرائمه من هذا النوع في شهر إبريل تحديدا ً وإلا فإن جرائمه مستمرة على مدار السنة!
3 - قيل أن القذافي إتهم (المخزومي) و (العامل المصري) بأنهما كانا يخططان لتفجير ميناء بنغازي بإيعاز من مخابرات السادات الأمر الذي كانا يـُنكرانه بدهشه وذهول إلى آخر لحظه .. والحقيقه أن القذافي كان يريد أن يمارس طقوس الذبح والإرهاب لترويع المجتمع وإخافة معارضيه ليستتب له الأمر بأي وسيله ولذلك فالأمر تطلب (كبش فداء) لجعله مـُثلة ً وعبرة ً للآخرين ولو كان هو في ذاته بريئا ً! فقد قال في خطاب رسمي علني ذات مرة: (نعدم الأبرياء أحيانا بغرض إرهاب الجاني الحقيقي الذي قد لايكون معلوما ً لدينا في تلك اللحظة). 



فانظروا بالله عليكم إلى هذا المنطق الإرهابي المفضوح! وهذا يذكرني بالمثل الشعبي الشهير (إخنق القطوس تخاف العروس!) والذي يبدو أن (القردافي) قد إعتمد عليه في صناعة برنامجه الإرهابي لتطويع المجتمع له ولسلطانه الشمولي المطلق!

أخيرا فإن شهر (إبريل) سيظـل في ذاكرتنا الوطنيه شاهدا ًمن شهود التاريخ على قدرة شعبنا على البذل والعطاء وتقديم الشهداء...كما إنه- وفي نفس الوقت- سيظـل شاهدا ً من شهود التاريخ على بشاعة نظام القذافي المتبجح ومدي إنغامسه في مستنقع الإستبداد والقمع والإرهاب المنظم!

----------------------------------------------------------
البــــــــــــــــــــــــــــــــــك...
*ماهو موجود أمامكم...ماهي إلا واحد علي عشرة من حقيقة هذه الطاغية, والتي أرسلت إليّ من أحد ثوار 17 فبراير في ليبيا. التي أمني النفس أن تكون ناقوسا لهداية البعض ممن يشفقون علي هذا القردافي ولو لثوينات الثانية! 

موقعة العيال علي غرار موقعة الجمل...!


المفكر الرائع )جمال حمدان)– رحمه الله- قال في إحدي خواطر أفكاره: (إن اسرائيل لاجدال مسخ إصطناعي بدأت إبنة غير شرعية لبريطانيا ونمت لقيطة لأمريكا وتشب الآن ربيبة لفرنسا، فإذا كان وجودها برمته خطيئة سياسية فإن كيانها هو خطأ جغرافي وفضيحة إقتصادية)...ويكفي أن ننظر إلي نسيجها البشري المهلهل لنعرف مدي التناقضات الداخلية التي تمزقها وتجعل منها قوي تضمحل بشكل يرثي لها بمرور زمن الزمان، فيوما بعد يوم نجدها تنجرف في تيار الوهم السلمي بداية من واقع دولتين داخل محيط واحد ومماطلتها في الإعتراف بالحق الفلسطيني ككيان مستقل علي حدود الرابع من يونيو 1967...إلي رسائل عسكرية موجهة لطهران لإرباك القيادات الإيرانية أو تهديدات عسكرية طويلة المدي للضغط عليها فى إتجاه تنازلات تفاوضية للحد من أنشطتها النووية التي هي في حقيقة الأمر (واحد علي عشرة) من الحركة الصهيونية النووية الذرية والمؤكد إستخدامها في أي إجتياح عسكري ولو بمحض الخطأ كما سيعلن عنه كالعادة...مرورا بخسارة ثقة تركيا من بعد الغارات المكثفة التي شنتها قوات كوماندوس صهيونية على (أسطول الحرية) المتجه إلى غزة، لتفقد بدورها أكبر حليف لها في المنطقة أو كما يقال (الشرق الأوسط الكبير)...ثم نقاشات وتصريحات محمومة في إختراق المجال اللبناني وضرب مواقع حصينة لحزب الله وكأنها الآمرة الناهية في فرض العقاب الإلهي والعياذ بالله من جبروت عبيد العبيد،مستكملة (أسفيكسيا الصهيونية) في تبني الأعمال السافرة التي يقوم بها الحزب البعثي (حزب البعث) في سوريا وماتبعه من وسائل تحريض مبتذلة...كانت بالتصريحات البرجماتية الثائرة أو بالإمدادات العسكرية الدامية، لتحط بدورها بين ثنايا المارد المصري حتي تفتعل الصورة الأكبر في تشويه الواقع الثوري العظيم الذي نمر به.

فما حدث منذ ساعات الأمس لهو مخطط أشكينازي وُضع من أجل ضرب الثورة المصرية في مقتل، فيسترحمون المجتمع الغربي في بسط سطوتهم وبدون خسارة أكبر سند لهم في المنطقة طالما حلموا بعدم خسارته مهما كلفهم الأمر والرهان مرهون قاتل أو مقتول بسريان إتفاقية (كامب ديفيد)، حيث يشتد القيل والقال عن أحداث (موقعة العيال) والتي أخذت مفهوم جديد في خضم الثورة وهو إثارة الشغب بشكل يجعل كل من ينظر إليك بأنك صاحب مظلمة ونسوا حظا مما قيل...فالثوري الحق من ذا الذي يهدأ ليبني الأمجاد، لكن خرجوا علينا بفوضوية؛ يحتجون ويهتفون تارة ويسبون ويلعنون دينهم ومجد حاضرهم تارة أخري حتي وصل البعض منهم في إخراج الشماريخ والأسلحة البيضاء في الهواء...فلا يعقل منهم ما إذا كانت تظاهرة سلمية دعت إليها القوي السياسية من أجل ألف ياء مطالب العقلاء، أم هي مسيرة رد جميل لأحد لاعبي الدوري الممتاز أشبه منه بدوري المظاليم أم خرجوا كما خرج أقرباء واحدة من الناس مرددين (جواز فؤادة من عتريس باطل)...ليعلم مافي جوارحي ومشكاة فكري بأني وجدت نفسي في مغرفة لحرب العوالم- جمع عالَم- نعم سنجد أنفسنا بتبعية الوقت بين ناري مطرقة أجندات القلة وسندان الغرب فلا نتحرك سلفا بل أكثرها سكنا لواقع الأمر الذي سنؤول إليه بشكل مخزي أمام ما قل منهم وما كثر، فبإستغلالها حتمية الوضع الأمني في مصر خرجت علينا ماسونية الشرق تهتك ضمائر البعض لتجعل منهم أداة مستغلة في نشر دوامات تسونامي لتعصف بالحشود أمام (السفارة في العمارة) وتجعل من قنابل الغاز أسفيكسيا تصعق كل من يتجرأ علي مجاراتهم حتي لو سالت الدماء بحورا، أو بمعني أكثر شمولية خرجت علينا كعاهرة معلنة الحرب تشجب من يقابلها يمينا ويسارا لتفترش الغوغائية مثلا لها وتصرح بكونها رسالة للمصريين بعدم التفكير مع إسرائيل وليكن أول كبش فداء هؤلاء الشرذمة طلبة معاهد ومدارس المستقبل...! فبرغم إختلافي ولو بشكل محايد بما آلت إليه (واقعة العيال) حينما هبت الجموع ولو بشكل مشكوك في صحة نوايا البعض لكبت مذلتها ونصرة كرامتها حتي ما اتضحت وظهرت الخبايا وتلألأت تيجان الإنتهازية والمتسلقة في كسب الرهان بإسم الوطن وأصبحت ساحة المعترك هي المأوي الوحيد والأوحد في كسب شقة أو غرفة نوم بإسقاط علم أو بهدم جدار،فلازال الكيان الغاصب يظن بمصريتنا العجوز الخرقاء التي ترمي بتهدل رونقها في غيابة الجُب ونسي مصريتنا التي تفتحت كزهر العباد في ميلاد ثورات الربيع العربي...نسي حظا حسبا وإختصارا لنذكره مضمونا ومشمولا بواقعية نجاح ثورة الخامس والعشرين من فاتح تلك السنة المجيدة والتي قامت علي أساس واحد فقط لاغير...وهو مبدأ (الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية فإذا ماسقطت...!! سقطت معها كرامة كل مصري بل وأصبح كسابق عهده وأكثر من ذلك كعبد لأصغر الرجال، لكنه بحول الله وعنفوان حاضر كل عصري نجح في إثبات ذاته التي استباحتها الأمم من قبل معلنا بذلك (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص)...

فأنتم يا ثمرة الغد وياشباب الحاضر وأباء الأمس وأجداد يوم أمس لا يغرنكم ضمائركم فتصبحوا علي مافعلتم نادمين وتضيع منا ومنكم الجائزة الأهم وهي مصر. دامت لنا مصر ودام لها شعبها.
---------------------------------
البِـــــــــــــــــــــك...

مقدمة القلم مفجر الثورة...!



كيف لحياة قد تدنت بأسلوبها أن تأتي بغمامها علي شعب قد ذاق مرارتها من ذي قبل؟! وكيف له أن يعيش في ظل آهات الليل الغميق دون أن يشعر بروعة الإنتماء العميق؟!! وكيف يحترق القلم صمتا وزخامة ألسنة اللهب تلتف عليه من دون أن يطفئه حبره؟!!! هكذا نحن نقول...وهكذا قالها أحد عظماء القرن المنصرم من زمانه في أحد رسائله النابغة والتي تحدث فيها بشكل غزير وصريح بالمرة من خلال ربط الصراع السياسي الإسلامي العربي والغربي بين الأمس واليوم ليبلغ في قوله من خلال عدة نقاط:...


( أ ) محاولات القضاء على الأمة الإسلامية : أخذت هذه العوامل تعمل في كيان الدولة الإسلامية والأمة الإسلامية عملها, و ظنت الأمم الموتورة أن قد سنحت الفرصة لتأخذ بثأرها و تقضي على هذه الدولة الإسلامية التي فتحت بلادها من قبل, و غيرت معالم أوضاعها في كل شؤون الحياة, فانحدر التتار كالسيل الدافق على الدولة الإسلامية, وأخذوا يقطعون أشلاءها جزء جزء حتى وصلوا إلى بغداد قلب الخلافة العباسية, ووطئوها بنعالهم في شخص الخليفة المستعصم, وبذلك تبدد شمل الدولة وانتثر عقد الخلافة لأول مرة وتفرقت الأمم إلى دويلات صغيرة, فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر, وتنبهت المسيحية في أوربا وجمعت جموعها وقذفت الشرق المسلم في آسيا وأفريقيا بكتائبها في تسع حملات صليبية اشتملت على خير ما فيها من فرسان و ملوك و عتاد, و تمكنت هذه القوات الزاحفة من إقامة دولة صليبية في بيت المقدس و تهديد أمم الإسلام في الشرق والغرب ومهاجمة مصر أقوى هذه الدول إذ ذاك.



( ب ) انتصارات متتالية: ولكن الله تبارك و تعالى لم يأذن بعد بانتصار الباطل على الحق, فاستطاعت مصر أن تجمع حولها فلول بعض هذه الدويلات و تقذف بهم في نحر الصليبيين بقيادة صلاح الدين, فتستعيد منهم بيت المقدس وتريهم كيف تكون الهزيمة في حطين, ثم تقف في وجه التتار بقيادة الظاهر بيبرس و تردهم على أعقابهم خاسئين في عين جالوت, ثم تعيد رسم الخلافة من جديد, و يريد الله بعد ذلك أن تقوم للإسلام دولة وارفة الظلال قوية البأس شديدة المراس, تجمع كلمة أهله وتضم تحت لوائها معظم أممه وشعوبه, ويأبى لها علو الهمة إلا أن تغزو المسيحية في عقر دارها, فتفتح القسطنطينية ويمتد سلطانها في قلب أوربا حتى يصل إلى فيينا, تلك هي دولة الأتراك العثمانية .



( ج ) بواكير النهضة في أوربا: اطمأنت الدولة الإسلامية تحت لواء العثمانيين إلى سلطانها واستنامت إليه, وغفلت عن كل ما يدور حولها, ولكن أوربا التي اتصلت بأضواء الإسلام غربا بالأندلس وشرقا بالحملات الصليبية, لم تضع الفرصة ولم تغفل عن الاستفادة بهذه الدروس, فأخذت تتقوى وتتجمع تحت لواء الفرنجة في بلاد الغال, واستطاعت بعد ذلك أن تصد تيار الغزو الإسلامي الغربي, وأن تبث الدسائس بين صفوف مسلمي الأندلس, وأن تضرب بعضهم ببعض إلى أن قذفت بهم أخيرا إلى ما وراء البحر أو إلى العدوة الأفريقية, فقامت مقامهم الدولة الإسبانيولية الفتية, وما زالت أوربا تتقوى وتتجمع وتفكر وتتعلم, وتجوب البلاد وتكشف الأقطار, حتى كان كشف أمريكا عملا من أعمال أسبانيا وكشف طريق الهند عملا من أعمال البرتغال, وتوالت فيها صيحات الإصلاح ونبغ بها كثير من المصلحين وأقبلت على العلم الكوني والمعرفة المنتجة المثمرة, وانتهت بها هذه الثورات الإصلاحية إلى تكوين القوميات وتكوين دولة قوية جعلت هدفها جميعا أن تمزق هذه الدول الإسلامية التي قاسمتها أوربا استأثرت دونها بأفريقيا وآسيا, وتحالفت هذه الدول الفتية على ذلك أحلافا رقت بها إلى درجة القداسة في كثير الأحيان.



( د ) هجوم جديد: وامتدت الأيدي الأوربية بحكم الكشف والضرب في الأرض والرحلة إلى أقصى آفاقها البعيدة, إلى كثير من بلدان الإسلام كالهند وبعض الولايات الإسلامية المجاورة لها, و أخذت تعمل في جد للوصول إلى تمزيق دولة الإسلام القوية الواسعة وأخذت تضع لذلك المشروعات الكثيرة تعبر عنها أحيانا بالمسألة الشرقية, وأخرى باقتسام تركة الرجل المريض, واخذت كل دولة تنتهز الفرصة السانحة وتنتحل الأسباب الواهية, وتهاجم الدولة الوادعة اللاهية فتنقص بعض أطرافها أو تهد جانبا من كيانها, واستمرت هذه المهاجمة أمدا طويلا انسلخ فيه عن الدولة العثمانية كثير من الأقطار الإسلامية, ووقعت تحت السلطان الأوربي كالمغرب الأقصى وشمال أوربا واستقل فيه كثير من البلاد غير الإسلامية التي كانت تحت سلطان العثمانيين كاليونان ودول البلقان, وكان الدور الختامي في هذا الصراع الحرب العالمية الأولى سنة 1914 – 1918م الذي انتهى بهزيمة تركيا وحلفائها وبذلك سنحت الفرصة كاملة لأقوى شعوب أوربا (إنجلترا وفرنسا) وإلى جوارهما (إيطاليا) فوضعت يدها على هذا الميراث الضخم من أمم الإسلام و شعوبه, وبسطت سلطانها عليها بأسماء مختلفة من احتلال واستعمار ووصاية وانتداب وتقاسمته على هذا النحو:



1 - أفريقيا الشمالية (مراكش والجزائر وتونس) مستعمرات فرنسية, تتخللها منطقة نفوذ دولية في طنجة, ومستعمرات أسبانية في الريف.



2 - طرابلس و برقة مستعمرة إيطالية لم تشأ إيطاليا أن تبقي على شيء من آثار الإسلام فيها, ففرضت عليها التجنس بالجنسية الإيطالية وأسمتها إيطاليا الجنوبية, وقذفتها بالآلاف من جياع الأسر وذئاب البشر.



3 - مصر و السودان تحت الحماية الإنجليزية لا تملك إحداهما لنفسها من أمرها شيئا.



4 - فلسطين مستعمرة إنجليزية أباحت إنجلترا لنفسها أن تبيعها لليهود لينشئوا فيها الوطن القومي الصهيوني.



5 - سوريا مستعمرة فرنسية.



6 - العراق مستعمرة إنجليزية.



7 - الحجاز حكومة ضعيفة متداعية تنتظر الصدقات وتتشبث بالعهود الزائفة والمواثيق الباطلة.



8 - اليمن حكومة منزوية وشعب فقير مهدد بالغزو في كل مكان في أي وقت من الأوقات.



9 - بقية أقسام الجزيرة العربية إمارات صغيرة يعيش أمراؤها في كنف القناصل الإنجليزية ويقاتلون بفتات موائدهم وتشتعل صدورهم بنيران التحاقد والتباغض, هذا مع الوعود المؤكدة والمواثيق المغلظة التي قطعها الحلفاء لعاهل الجزيرة الملك حسين أن يساعدوه على استقلال العرب وتدعيم سلطان الخلافة العربية.



10 - إيران والأفغان حكومات مضطربة تتوزعها الأطماع من كل مكان فهي تحت كنف هذه الأمة تارة وإلى جانب تلك تارة أخرى.



11 - الهند مستعمرة إنجليزية.



12 - تركستان وما جاورها مستعمرات روسية يذيقها البلاشفة مر العذاب.



وفيما عدا ذلك فهناك الأقليات الإسلامية المنثورة في كثير من البلدان لا تعرف دولة تلجأ إلى حمايتها, أو حكومة مسلحة تحتمي بجنسيتها كالمسلمين في الحبشة والصين والبلقان وبلاد أفريقية الوسطى والجنوبية والشرقية والغربية.

وبهذا الوضع انتصرت أوربا في هذا الصراع السياسي, وتم لها ما أرادت من تمزيق الإمبراطورية الإسلامية والذهاب بدولة الإسلام, وحذفها سياسيا من دائرة الدول الحية العظيمة.



( هـ ) إلى القوة من جديد: ولكن هذا العدوان الصارخ والاستهتار بالعهود والمواثيق أحرج الصدور وأثار النفوس, فهبت هذه الأمم تطالب باستقلالها وتجاهد لاسترداد حريتها ومجدها, واشتعلت فيها الثورات لهذا المعنى, فثارت تركيا وثارت مصر وثارت العراق وسوريا وتكررت الثورات في فلسطين والريف في بلاد المغرب, وعمت اليقظة في النفوس كل مكان, ووصلت شعوب الإسلام بذلك إلى بعض الحقوق, فاستقلت تركيا في حدودها الجديدة, واعتبرت مصر والعراق دولتين مستقلتين, وقامت في الحجاز ونجد دولة السعوديين, وحافظت اليمن وإيران وأفغانستان على وضعياتها, المستقلة, وقاربت سوريا أن تسلب الاعتراف باستقلالها, ولفتت فلسطين أنظار العالم إليها بكفاحها, وخطا المسلمون ولا شك خطوات طيبة وأن كانت قليلة وبطيئة نحو الأهداف الكريمة التي قصدوها من استعادة حريتهم واسترداد مجدهم وبناء دولتهم, ولئن اتجهت هذه الخطوات إلى المعنى القومي الخاص وطالبت كل أمة بحقها في الحرية كأمة مستقلة, وتعمد كثير من العاملين لهذه النهضة أن يغفل فكرة الوحدة فإن مصير هذه الخطوات سيكون ولا شك التجمع وعودة الأمة الإسلامية كدولة متحدة تضم شتات شعوب العالم الإسلامي وترفع راية الإسلام وتحمل دعوته, فليس في الدنيا أمة يجمعها ما يجمع المسلمون من وحدة اللغة والاشتراك في المصالح المادية والروحية والتشابه في الآلام والآمال.



( و ) حرب جديدة: ولقد خرجت الدول الأوربية من الحرب العالمية وبذور الحقد والبغضاء متأثرة في صدور الكثير منها, وجاء مؤتمر الصلح و معاهداته لطمات قاسية لبعضها وخيبة أمل مؤلمة لكثير منها, هذا إلى ظهور كثير من الفكر الجديدة, المبادئ المتعصبة شديدة التعصب, ولابد أن تنتهي هذه الحال بهذه الأمم إلى خلاف جديد وحرب طاحنة ضروس تبدد شملهم وتمزق وحدتهم وتعيدهم إلى رشدهم وتردهم عن ظلمهم, وتهب لأمم الإسلام فرصة أخرى تسوي فيها صفوفها وتجمع شملها وتستكمل حريتها واستقلالها وتسترد دولتها ووحدتها تحت لواء أمير المؤمنين:

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ , وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ) (القصص:5-6).

الأحد، 16 أكتوبر 2011

الثورة مابين مطرقة الطائفية وسندان المكيافيلّية


كلمة ذهبية للمغفور له الشيخ (محمد متولي الشعراوي): »لا توجد معركة بين حق وحق لأن الحق واحد ولاتطول معركة بين حق وباطل لأن الباطل دائما زهوقا«...هكذا تصوّر فصورنا الحياة في مكنونها وتوارثنا حقيقة الأمس في مضمونها.

قديما وليس غائبا عنا وبعد إنبثاق المسيحية في شتي نواحي المحروسة خلال نصف قرن من وصول القديس مارمرقس الرسولي حتي تشكلت الصورة بكل معانيها تحت منطلق الرهبنة وحرية الإختيار الإيماني في ظل وجود بعض الأقليات وعلي رأسها اليهودية، لكن هذا لم يمنع من ممارسة العمل كنسيج وطني في كسب مصلحة البلاد وهذا ماحدث فعلا فلم يكن الإضطهاد العرقي التمييزي العنصري مفهموما أو مدخلا جديدا إلا علي إستحياء...يأخذ في شاكلته أسلوبا في ممارسة العنف الطائفي حتي بعد إنسلاخ المسيحية عن بنت جلدتها في اليهودية وصفها البعض بأنها دعوة فريدة من نوعها قامت علي مبدأ الوقار في القلب وصدّقه العمل، لكن بمرور الوقت تعددت الآراء وأختلفت الأفكار وتلعثمت القرارات بين الكنيسة البيزنطية الرومانية وبينها وبين الكنيسة المصرية فعلى الرغم من تظاهر الأقباط بالتجانس بين طوائفهم إلا أن الحيقيقة مخالفة للظاهر، فالتفكك والأختلاف في العقيدة والإيمان من الأزل لرفضهم قرارات الواقع الكنسي يُملي عليهم كُرها وعنوة جعل من المذهبية عنوانا ظهرت معها توابعها الفعلية من بعد تبني اللغة القبطية- تحدث بها نصاري مصر ليس حبا فيها ولكن حقدا ومقتا لمسيحية الغرب- فترسّم الحظ سوء لهم حتي تثاقلت الضرائب عليهم إلي جانب مذلة السخرة المفروضة علي العمال والفلاحين في القري بل وصلت الحقيقة البيزنطية الرومانية إلي مسلك قطاع الطرق؛ فاعتدوا على النساء، واقتحموا أديرة الراهبات، وسدوا القنوات، وزجوا بالقرويين في السجون، وابتزوا أموال الناس ولم يتورعوا عن تجريد القوم حتى من ثيابهم...لكن من بعد ولوج الفتح الإسلامي علي مصر بقيادة الوالي (عمرو بن العاص) عام (641م -20هـ) والذي لم يعرف الإضطهاد ولا حتي كما يقال عنها (الطائفية) مدلولا يذكر ولو بمحض الصدفة. إذ خلصوا المسيحيون من كابوس طالما حلموا بتغيير نمطه بل ونمت البلاد في تلك الحقبة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا حتي بتطبيق شرائع الإسلام قلبا وقالبا شمولا وعموما تُركت مصر حينها بين أيدي الشعب يتعدها فتثمر. فالكثير من وجدوا حلاوة وطلاوة عبق الأسلام ليسلم من أسلم ومن تمسك علي دينه فهو الأحري بنفسه في حرية الإختيار. الجدير بالذكر بأنه حين كان الإسلام قويا قادرا ومقتدرا في رسم خارطة مستقبلة في مشارق الأرض ومغاربها كانت المسيحية بأقباطها تحت مظلته- الإسلام- يتنعمون ويتنغمون بأعظم حضارات العهد الجديد حتي نشدوا وشهدوا لسماحة وسلام إسلامية البلاد، بل لم نسمع عن (طائفية مصر) حتي يومنا هذا غير بتدهور حال الإسلام ولو بشكل مفتعل من الأفراد. إذا مانستنتجه هو أن ما إن وجد الإسلام حتي تعايش المسلمين والمسيحيين كمفتاح وقفله لهاويس النجاة بالوطن دون نوائب ومصائب تعصف بتراثنا الذي عشنا وعاش عليه تاريخنا شاهدا ومشهودا له بذلك، وبالتالي نأتي لنتسائل من أين حضرت (طائفية مصر الحديثة) المصطنعة في ظل عدم تفاقهما منذ بداية الفتح العربي الإسلامي؟!

خرج علينا (نيكولا دي برناردو دي مكيافيلّي) في كتابه الشهير (الأمير) الذي أطلق العبارة الأشهر (الغاية تبرر الوسيلة) فاتحا الطريق أمام التفكير الواقعي للسياسة والتي لا تعطي أي وزن للأخلاق والمباديء إلا في إطار تحقيق المصلحة والمنفعة الخاصة دون النظر في إكتراثها للطبقة العامة، ووفق هذا التفكير تبلورت فكرة الواقع السياسي الذي حصر المعادلة السياسية بالأرقام المادية حتي لو علي حساب كسر الجانب الأخلاقي! فيقول في بعض ما أسرده بكتابه: »علي الأمير الذي يجد نفسه مرغما علي تعلم طريقة للحيوان، أن يقلد الثعلب والأسد معا، إذ أن الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الأشراك، والثعلب لا يتمكن من الدفاع عن نفسه من الذئاب«. الشاهد هنا ومن بعد تلك النظرة وبرغم إختلافنا الشامل الكامل للنظرية (المكيافيلّية) ومع (مكيافيلّي) شخصا، إلا أننا وجدنا وجها للتماثل بين خيال الأمس وواقع اليوم...واقع عقود من القرن الماضي إلي فاتح هذه السنة المجيدة، حيث تظاهر الحاكم- مالكا أو مِلكا له- بالرحمة وحفظ الوعود والشعور الإنساني النبيل والإخلاص والتدين العميق حتي تكون فعلا متصفا بها وأقتضت الضرورة أن يتصف بعكس ذلك...أقصد إستغلالية الواقع اليومي الذي يتعايشة نظام بأكمله كرّس نفسه لخدمه حاكمه فلا يستطيع الحاكم أن يتمسك بجميع الأمور التي هي خيّرة في الناس، إذ أنه سيجد نفسه مضطرا للحفاظ علي دولته ولو بالإنتهازية أو بالقبلية أو حتي بزرع مفهوما للإضطهاد المستحدث وهي (الطائفية). وهذا ماحدث فعلا! فقد سُممت القلوب وغُيبت العقول وتعالت الأصوات ومُزقت الأبدان وتصادمت الأشلاء وحُفرت علي المقابر الأسماء هذا مصطفي وهذا علاء...هذا جرجس وذاك دانيال، فالجاني نعرفه ونذكره والمجني عليه هو كل مسلم ومسيحي...هو كل مصري قام لنصره...هي مصر...هي الطائفية بعينها! نعم المجني عليها هي الطائفية بعينها التي لاتمس بأي صلة بالواقع سوي الأوهام التي توارثناها قديما وحاضرا وإن لم نكتفي بوضع ذلك المفهوم في قيد الأتهام أصبح المستقبل جحيما نار عسيرا تلتهم شرف وعزة أوطاننا، بل وأصبحت مصر ليست طائفية بعينها أو مكيافيلية بعقلها لكن أصبحت في مطرقة وهم الطائفية وسندان واقع المكيافيلية.
----------------------------------------------------------
البِــــــــــــــــــــــــــــــــــك... 

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

شهادتي عن أحداث ماسبيرو...!

شهادتي علي مذبحة ماسبيرو: هو أن الجيش هوائي ويلعب علينا لعبة قذرة مفتعلة مبدئها العصا والجزرة, فيعطي (العصا) لمن عصا حتي لو كان من الصبا فتسلم يد بيد لقوات عسكرية أقرب ماتكون سرية تلعب علينا في الخفاء سواء أمن مركزي وطني أو عام والمندسين وسطهم من الفلول وأعوان الشيطان وشرذمة خازن النار...أما (الجزرة) فيتملكها صاحب الأمر ومجلسه الموقر المبجل ليتلاعبوا بنا يمينا ويسارا كاليويو تحير حاملها؛ حتي وإن كانت مسيرة اليوم خارجة حسابات بعض القيادات النبيلة الأميرة من عسكرة الدولة, إلا إنها جائت لهم كفرصة تلوح لهم من الأفق في فرض بعض من بنات أفكارهم البائدة في رسم خطتهم الشنعاء في جعل البلاد تمر تحت تيار الهولوكوست فينصهر المعدن علي المرفق فيثبط حركة سواعدنا طلبا في الأمل*...! وطبعا خارطة الطريقة واضحة وصريحة صارمة ومميتة وهي قلب أمواج الطائفية فتخرج علينا دوامات تعصف بألباب أفكارنا فنصدق كونها كذلك, لكن وللأسف المشين وقلة حيلة المشير يجعلنا نظن بأن لسنا تحت مظلة المخلوع فنخرج نقول هذا المسلم حاقد وهذا المسيحي كافر وكأننا بلهاء لا نعرف أصل وفصل الحدوتة...وكأننا أغبياء شربنا مقلب بدين, وعنان, وشاهين...وكأننا أشقياء خرجنا نطالب بنهاية عسكرة البلاد في الميدان فأعطونا مخدر النسيان! مذبحة ماسبيرو خرجت علينا اليوم لتداعب أفكار البعض كما حدث في إغتيال الكنيسة والجاني كما حفظناه مختل عقلي أيام العادلي فيترحم الناس كما يترحم الكثير منهم لحكم مدرسة العسكر...فيكون الكنز الذي طالما حلم به المشير وأعوان القديم*. فلا نامت أعين الجبناء!
-----------------------------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــــك...

*الأمل: مطالب الثورة الحالية وآخرها ماوقعت عليه الأحزاب مع سامي عنان والذي هو قريب من يوم أمس. وحتي اليوم لم نسمع عن صدي هذا الإجتماع ولو حرف تعديل للوقت الحالي.
**القديم: هو نظام المخلوع الذي مازال يقذف بسمه من بين فك أنيابه ولا جديد يذكر سوي أنه ثعبان لئيم يغير جلده كالحرباء

السبت، 1 أكتوبر 2011

قانون التوتر


قانون الطواريء أو كما يتعرف عليه البعض بـ»قانون التوتر والزخم النفسي«...هو نظام دستوري معقد قائم بمبتغاه شكلا ومضمونا علي فكرة الخطر الشامل الكامل للكيان الوطني، والذي يُفعّل ضد الأضرار والأخطار الناجمة عن أي عمل فوق العادة؛ فقد يكون عملا إرهابيا منظما أو إجراميا تخريبيا تحريضيا مرتكبا، أو قد يُفعّل من أجل اللاشيء والذي يأخذ معه كل شيء! كما هو الحال في مصر منذ عقود الزمن القديم إبان إغتيال السادات في الثمانينات. فمما لا شك فيه؛ بأن غياب قوانين رادعة حاسمة لمكافحة الإرهاب سهّل للنظام بشاكلته في إستخدامه كمبرر قوي وصريح للبعد الأيديولوجي تحت مسمي »النظرية الأيديولوجية المغناطيسية الموجهة« حيث يضمن رضوخ العقل البشري لكافة سياساته حتي لو كانت مغلوطة لكنها مفروضة بشكل أو بآخر! فحتي تلك اللحظة تُستغل لتمديد العمل به في أجواء سادتها الغيوم والسدود وذلك بفعل فاعل والمجهول »معروف« كامل الأوصاف.

 فما شهدته ثورة الفاتح من تلك السنة المجيدة من مقدمات كانت في طياتها الخروج من ظلمات الليل البائد الذي يشهد عليه كل من خاف علي وطنه من طواغيت النظام الغاشم ودحره بأقدام الغزاة من قلب مساكنهم ومطارحهم والسبب...! قانون الطواريء! خرجت علينا الثورة تفسح المجال عن نمط تعهدنا ورغبنا ومنينا أنفسنا أن نراه في دويلات الدول لا تدرك هذا المفهوم السافر الدارج بسوء سمعته ليأتي يوم (17 مارس لسنة 2011) معلنا عن إنهاء حالة توتر والتي أصابت نخاعنا بتشقاقات التذمت القمعي وذلك في مدة لا تزيد عن ستة أشهر من الإعلان الدستوري لمادته (59) الموافق (30 مارس لسنة 2011) والتي نصت علي: »أنه في جميع الأحوال لا يجوز أن تمتد حالة الطواريء أكثر من 6 أشهر إلا من بعد إستفتاء شعبي« أي أن (30 سبتمبر لسنة 2011) هو يوما إقصائيا لتاريخ التوتر في مزبلة التاريخ، لكن للأسف لم نتدارك حجم الكفون من غير جيوب حتي طلّ علينا المجلس العسكري ببيان لهيئة القضاء العسكري فيما معناه »شر البلية مايضحك« موضحا مد حالة الطواريء إلي (31 مايو لسنة 2012) مستدلة بذلك على المادة (62) من الإعلان الدستورى والتى تنشد بـ»أن كل ما قررته القوانين واللوائح من أحكام قبل صدور هذا الإعلان الدستورى يبقى صحيحاً ونافذاً، ومع ذلك يجوز إلغاؤها أو تعديلها وفقاً للقواعد والإجراءات المقررة فى هذا الإعلان«، لكن هذا لم يشفع لهم وهناك إمكانية تخطي مشاكل الوطن بحالاتها وحيثياتها بالقانون العادي...أضف إلي ذلك عدم مراعاة الهيئة العسكرية الجانب الفني الذي بلا شك لم يأخذ في إعتباره تأثير ذلك علي الشارع المصري! فالحديث تكاثر ومغزي الإعلان تناقل وتفاهمته جميع قوي الشعب لتميل بصورتها لحالة من العصيان المدني رافضا تحجيم الحريات وتسويف الواقع الثوري لصالح المنظومة الحاكمة علي محكوميها، فليس غريبا علينا من الآن فصاعدا أن تسلب الأقلام وتجف الصحف وتغلق الآذان وتكتم الأصوات وتشل الحركات في وجود- مون بيه وسيد عصره- »قانون التوتر«. فأريحونا منه أثابكم الله.
--------------------------------------------------
البِـــــــــــــــــــــــــــــــــك...