يحاول أصدقاء هاري تخليصه من أسر عمه له في منزله، فيأتون ليلا وهم يقودون سيارة أبيهم السحرية القادرة علي الطيران والاختفاء ، ومسلحين بعصيانهم السحرية ، وبالفعل يهرب هاري من نافذة غرفته ، ويحلق معهم بعيدا ليستعد للفصل الدراسي الذي سيحضره في مدرسة "هوجوارتس لتعليم فنون السحر والشعوذة "!! . هذا المشهد من فيلم "هاري بوتر وحجرة الأسرار" ، وهو واحد من سلسلة أفلام تتحدث عن الولد هاري بوتر ورحلته في عالم غريب يمتلئ بالتعاويذ السحرية والمخلوقات الغريبة .
لقد حقق هذا الفيلم إيرادات ضخمة ، دخلت جيوب كبري شركات الإنتاج في هوليود التي صنعت هذا الحلم _عن قصة لكاتبة إنجليزية اسمها جوانا رولينج _ وتأثر به ملايين الأطفال والكبار حول العالم ، ولكن السؤال هنا هو : ما قصة هوليود وأصحابها مع السحر هذه الأيام ؟! ولماذا هذا الاهتمام المتزايد في هذه المرحلة بالذات ؟! .. هذا هو ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا المقال.
الحقيقة أن قصة السينما الأمريكية _والإعلام الأمريكي علي وجه العموم من تليفزيون وإذاعة وغيرهما_ مع السحر ، هي قصة قديمة ، من الصعب تحديد بدايتها بدقة ، ومن الصعب أيضا أن نتجاهل أهميتها وتأثيرها . فلقد أصبحت الساحرة التي تطير علي مكنسة سحرية ، أو الأميرة الجميلة التي سحرها مشعوذ شرير وحولها إلي قط أليف ، أو الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء و "الطرطور" الأزرق ، "تيمات" أساسية في الأفلام ، يحبها الصغار ولا يخجل الكبار من الاعتراف بإعجابهم بها ، والفضل في ذلك يرجع _بصورة كبيرة_ لما كانت تخرجه الاستوديوهات الأمريكية للعالم طوال عشرات السنين التي تلت بداية فن السينما ، وإلي الآن .
في البدية ، كان الغرب يتعامل مع السحر علي أنه اختراع شرقي ، وأفلام مثل "لص بغداد" تمثل هذا الاتجاه ، وكان هذا _في لا وعي الشعب الأمريكي_ يرمز للفجوة العلمية والحضارية بين الشرق والغرب . فهم يقولون في مثل هذه النوعية من الأفلام ، أن الشرق هو عالم الأساطير والخرافات ، في حين أن الغرب واقعي يعيش بالعلم ويحقق به فوق ما يراه الشرقيون في أحلامهم ! ، فلو كانت ألف ليلة وليلة تحكي عن البساط السحري الذي يطير به صاحبه، فإن الغرب اخترع الطائرة التي تحمل ألف راكب مرة واحدة وتطير بهم فوق السحاب .
وحتي لو كان هذا فيه جزء من الحقيقة ، فإن التاريخ يخبرنا أن السحر ازدهرت سوقه لا عندنا بل في ربوع أوربا ، وبين أحضان العالم الغربي! ، فتاريخ محاربة الكنيسة الأوربية للسحرة في العصور الوسطي ، تاريخ ممتد وطويل . كانوا يبحثون عمن يمارس السحر بعيدا عن أعين السلطات ، ثم يعذبونه حتى يعترف ويحرقونه بعد ذلك . ولقد كانت هذه الأحكام _علي عدالتها_ تطبق بقسوة وعن غير تدقيق ، فقتلت محاكم التفتيش _التي كانت تعينها الكنيسة_ الكثيرين ظلما ممن لم تكن لهم أية صلة بالسحر .
ولكن الآن ، بعدما زال تأثير الدين والكنيسة عن الشعوب الأوربية العلمانية ، لم يعد السحر شيئا مستقبحا ، بل أصبح مسليا ويستخدم للترفيه ! ، هذا غير أن البعض _لاسيما من البروتستانت في أمريكا_ زاد اقتناعهم بقدرة البشر علي التنبؤ ومعرفة الغيب ، ومما له صلة بالسحر وفنونه ، حتى أن أحد رؤساء أمريكا السابقين اعترف في مذكراته بأنه كان يوظف دجالا معه في البيت الأبيض ليستشيره عند الحاجة لاتخاذ قرار !!
وبطبيعة الحال ، الناس علي دين ملوكهم ، فأصبح الشعب الأمريكي يميل للأفلام التي تتحدث عن السحر ، وبالأخص السحر العصري الذي يعتمد علي الإبهار ، وانتشرت عروض السحر في الكازينوهات وغيرها ، وصعدت أسماء مثل دافيد كوبرفيلد الساحر الشهير ، وزادت العروض التليفزيونية التي تعالج العالم السحري وخباياه .
ولكن هل هذا هو التفسير الوحيد لانتشار مواضيع السحر في هوليود ؟! ، أشك في ذلك . فلقد عودنا الأمريكان علي أن السينما التي ينتجونها تتعدي أهدافها الترفيه أو مجرد الربح ، بل هي _وربما في الأساس !_ وسيلة لنشر الثقافة الأمريكية للعالم ، وأداة أخري للاحتلال لا تقل خطورة عن الجيوش . فكم من شعوب - كاليابان مثلا - لم يتم احتلال أمريكا لها إلا بعد أن خرج منها العساكر والضباط الأمريكان بالفعل ، ليفسحوا الطريق لدخول نجوم هوليود حاملين معهم سم "أمركة الثقافة" في عسل "الأفلام والمسلسلات"!
إذن ما الهدف الحقيقي الخبيث - في الغالب - وراء هذا؟! .. هل هو تهيئة الساحة العالمية لأحداث جسام سيستخدم فيها السحر كوسيلة ضمن وسائل أخري لتنفيذ مهمة سرية الأهداف ؟! هل رأيت أين أوصلنا الحديث عن (هاري بوتر) ؟! .. حسنا، من الأفضل أن نتوقف هنا الآن ، لنستكمل ذلك الحديث في وقت لاحق.
لقد حقق هذا الفيلم إيرادات ضخمة ، دخلت جيوب كبري شركات الإنتاج في هوليود التي صنعت هذا الحلم _عن قصة لكاتبة إنجليزية اسمها جوانا رولينج _ وتأثر به ملايين الأطفال والكبار حول العالم ، ولكن السؤال هنا هو : ما قصة هوليود وأصحابها مع السحر هذه الأيام ؟! ولماذا هذا الاهتمام المتزايد في هذه المرحلة بالذات ؟! .. هذا هو ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا المقال.
الحقيقة أن قصة السينما الأمريكية _والإعلام الأمريكي علي وجه العموم من تليفزيون وإذاعة وغيرهما_ مع السحر ، هي قصة قديمة ، من الصعب تحديد بدايتها بدقة ، ومن الصعب أيضا أن نتجاهل أهميتها وتأثيرها . فلقد أصبحت الساحرة التي تطير علي مكنسة سحرية ، أو الأميرة الجميلة التي سحرها مشعوذ شرير وحولها إلي قط أليف ، أو الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء و "الطرطور" الأزرق ، "تيمات" أساسية في الأفلام ، يحبها الصغار ولا يخجل الكبار من الاعتراف بإعجابهم بها ، والفضل في ذلك يرجع _بصورة كبيرة_ لما كانت تخرجه الاستوديوهات الأمريكية للعالم طوال عشرات السنين التي تلت بداية فن السينما ، وإلي الآن .
في البدية ، كان الغرب يتعامل مع السحر علي أنه اختراع شرقي ، وأفلام مثل "لص بغداد" تمثل هذا الاتجاه ، وكان هذا _في لا وعي الشعب الأمريكي_ يرمز للفجوة العلمية والحضارية بين الشرق والغرب . فهم يقولون في مثل هذه النوعية من الأفلام ، أن الشرق هو عالم الأساطير والخرافات ، في حين أن الغرب واقعي يعيش بالعلم ويحقق به فوق ما يراه الشرقيون في أحلامهم ! ، فلو كانت ألف ليلة وليلة تحكي عن البساط السحري الذي يطير به صاحبه، فإن الغرب اخترع الطائرة التي تحمل ألف راكب مرة واحدة وتطير بهم فوق السحاب .
وحتي لو كان هذا فيه جزء من الحقيقة ، فإن التاريخ يخبرنا أن السحر ازدهرت سوقه لا عندنا بل في ربوع أوربا ، وبين أحضان العالم الغربي! ، فتاريخ محاربة الكنيسة الأوربية للسحرة في العصور الوسطي ، تاريخ ممتد وطويل . كانوا يبحثون عمن يمارس السحر بعيدا عن أعين السلطات ، ثم يعذبونه حتى يعترف ويحرقونه بعد ذلك . ولقد كانت هذه الأحكام _علي عدالتها_ تطبق بقسوة وعن غير تدقيق ، فقتلت محاكم التفتيش _التي كانت تعينها الكنيسة_ الكثيرين ظلما ممن لم تكن لهم أية صلة بالسحر .
ولكن الآن ، بعدما زال تأثير الدين والكنيسة عن الشعوب الأوربية العلمانية ، لم يعد السحر شيئا مستقبحا ، بل أصبح مسليا ويستخدم للترفيه ! ، هذا غير أن البعض _لاسيما من البروتستانت في أمريكا_ زاد اقتناعهم بقدرة البشر علي التنبؤ ومعرفة الغيب ، ومما له صلة بالسحر وفنونه ، حتى أن أحد رؤساء أمريكا السابقين اعترف في مذكراته بأنه كان يوظف دجالا معه في البيت الأبيض ليستشيره عند الحاجة لاتخاذ قرار !!
وبطبيعة الحال ، الناس علي دين ملوكهم ، فأصبح الشعب الأمريكي يميل للأفلام التي تتحدث عن السحر ، وبالأخص السحر العصري الذي يعتمد علي الإبهار ، وانتشرت عروض السحر في الكازينوهات وغيرها ، وصعدت أسماء مثل دافيد كوبرفيلد الساحر الشهير ، وزادت العروض التليفزيونية التي تعالج العالم السحري وخباياه .
ولكن هل هذا هو التفسير الوحيد لانتشار مواضيع السحر في هوليود ؟! ، أشك في ذلك . فلقد عودنا الأمريكان علي أن السينما التي ينتجونها تتعدي أهدافها الترفيه أو مجرد الربح ، بل هي _وربما في الأساس !_ وسيلة لنشر الثقافة الأمريكية للعالم ، وأداة أخري للاحتلال لا تقل خطورة عن الجيوش . فكم من شعوب - كاليابان مثلا - لم يتم احتلال أمريكا لها إلا بعد أن خرج منها العساكر والضباط الأمريكان بالفعل ، ليفسحوا الطريق لدخول نجوم هوليود حاملين معهم سم "أمركة الثقافة" في عسل "الأفلام والمسلسلات"!
إذن ما الهدف الحقيقي الخبيث - في الغالب - وراء هذا؟! .. هل هو تهيئة الساحة العالمية لأحداث جسام سيستخدم فيها السحر كوسيلة ضمن وسائل أخري لتنفيذ مهمة سرية الأهداف ؟! هل رأيت أين أوصلنا الحديث عن (هاري بوتر) ؟! .. حسنا، من الأفضل أن نتوقف هنا الآن ، لنستكمل ذلك الحديث في وقت لاحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق