في المعتاد, فإنه لا يمكن لعادة أن تنتشر بين الناس وتصبح عالمية إلا لو توافر لها شرطان: 1- أن تحمل شيئا يتفق مع رغبة مشتركة عند غالبية البشر 2- أن ترعاها قوة كبيرة كبلد استعماري مثلا. كرة القدم وشرب الشاي نشرتهما بريطانيا في الدول التي احتلتها عسكريا كمصر. والسجائر والجينـز نشرتهما أمريكا التي تحتل العالم ثقافيا والآن عسكريا. فالمغلوب يميل لتقليد الغالب إن لم تكن عنده عقيدة قوية تحميه.
# ولا ينطبق هذا على العادات فقط بل يتعداه لمختلف مناحي الحياة. فالناس كلهم لديهم قابلية للشر بحكم فطرتهم, لذا عندما يدفع العدو الخارجي ملايين الدولارات لإفساد أمة.. يسهل عليه تحقيق مأربه.
لكن خط دفاعنا الأول والأخير للحماية هو الدين وبخاصة العقيدة. فيخبرنا التاريخ أن الهجمة الثانية للتتار أيام المماليك قد نجحت بقيادة تيمورلنك في هزيمة المسلمين عسكريا, لكنها سرعان ما اندمجت في المجتمع الإسلامي ودخل جند التتار في الإسلام!. إذن المسألة هي قدرتنا على صد أفكار العدو وإذابتها أم لا, حتى وإن فاقنا جندا وسلاحا. فلنتذكر أن المسلمين الأوائل لم ينتصروا بكثرة العدد بل بقوة عقيدتهم وفضل الله بعد أن أعدُّوا ما استطاعوا من قوة. الدين أولا والدين أخيرا.. هذا هو ملخص الكلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق