منذ الأزل, كان هناك نوعان من البشر: من يحرك الأحداث ومن يتأثر بها. فكن فاعلا لا مفعولا به. والحياة في حركة دائمة,فإن لم يكن بك فبغيرك. وإن لم تحركها لمصلحتك ستسير في اتجاه مصلحة عدوك. واعلم أن لكل منا دورا في هذه الدنيا, هناك من يموت وهو حائر لا يعرف دوره - عافانا الله من الجهل!-, وهناك من يعرف ماذا يفعل لكن لا يعرف كيف يفعله - رحمنا الله من العجز!-, وهناك أيضا من يعرف ويملك القدرة ويتقاعس تاركا المهمة لغيره - شفانا الله من الكسل!-.. والمصيبة أن دورك الذي تركته سيأخذه يهودي أو نصراني أو من لا دين له ولا ملة, فتكون كمن حارب الله وساعد أعداء الإسلام بأن أعطيت لهم بيديك السيف الذي يذبحونك به.
# كل ما يريده أهل الشر لتنجح خططهم هو ألا يفعل أهل الخير شيئا ! .. فالدنيا في توازن بين الفريقين, وأي نقص عند أحدهما يُعوض تلقائيا بزيادة لدى الآخر. وقد حاولت أن أبيّن في هذه الفكرة الأسباب التي قد تدعونا لعدم فعل شيء ضد قوى الشر, وملخصها في نظري هو: (الجهل والعجز والكسل).وقد كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ.
# قد يتعلل البعض بحالة الترهيب الحالية وأنه مجبر على عدم فعل الصواب وليس مختارا, والجواب هو أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله. فمن الصعب تصديق أنك ممنوع من تقديم صدقة قليلة أو المشاركة في محادثة هادفة, فدائما تترك حكومات القمع الشمولية هامشا من الحرية لتتجنب انفجار الشعوب, ومن هنا عليك أن تبدأ .. ومن يدري كيف سينتهي بك الحال؟ .." فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ .. " التغابن 16. وأعظم النار من مستصغر الشرر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق