حرص الإسلام على عقيدة الولاء والبراء التي ضيعناها.. فبراءتك من الكافر تضعه في خانة العدو المحتمل فتتنبه لأفعاله وتشك في دوافعه إن أظهر لك اللين والمودة فلا يأخذك على حين غرة. لكن أخبرني بالله عليك كيف تقنع قلبك أن الأمريكي عدو لك وأنت تشاهد أفلامه وبرامجه طوال اليوم وتسمع لغته وتعجب بعلمه ومدنه وحضارته؟!.. مستحيل, وبالذات في ظل مناخ ضعيف الإيمان بدينه بل جاهل بأسسه كمناخنا, فتقل مناعتنا ويصبح الحديث عن (أخذ ما يوافقنا وترك ما يخالف عاداتنا) ضربا من الهراء ومخالفة لحقيقة الوضع القائم الذي لا يخفى إلا على أحمق .. وما أكثر الحمقى! الرويبضة الذي أخبرنا عنه الرسول بدأ في الكلام في أمر العامة وأشباهه يسيرون خلفه بهائم بل أضل سبيلا. هل نسينا هروع أثرياء الخليج مستنجدين بالأمريكان عندما هددهم صدام في عقر دارهم وهو أصلا مدفوع بإيعاز من الأمريكان؟!, لعبت القوى الاستعمارية الجديدة بنا من جديد!
# وهنا نعلق على حالة انفصام الشخصية التي أصابتنا عند التعامل مع الأمريكان. فعندما نشاهد أخبار العراق وأفغانستان وفلسطين نعلم أن الأمريكي عدو. لكن حين نتشرب بلا وعي فكرَه وثقافته عن طريق متابعة مئات الأفلام عنه وعن أسلوب حياته نعتبره القدوة في هذه الدنيا وأن بلده هي جنة الله على الأرض ! .. إنها فعلا حالة مستعصية من انقسام الشخصية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق