كما يؤجل الطالب مذاكرته إلى الشهر الأخير قبل الامتحان, نجد العربي يتفادى مواجهة مشاكله قدر المستطاع أو يحاول ترقيع الخرق بدلا من تجديد الثوب, حتى تأتي اللحظة الأخيرة التي تنسد فيها سبل كل الحلول البديلة التي توهمها من قبل, فيلجأ -مضطرا - إلى الحل الأمثل الوحيد, فيلملم ذاته ويجمع شتاته. تلك الطريقة في التفكير تسيطر على الشعوب العربية منذ قرون, وتظهر بالذات في مجتمعنا المصري, في حين أن أوربا مثلا يسرع أفرادها لاقتناص الفرص والتصرف الفوري الذي قد يتطور فيصير تهورا.. وخير الأمور الاعتدال, فلا تهور ولا كسل. ولننظر للتاريخ فنرى أن دويلات العرب تقاتلت وكادت تهلك نفسها حتى دهمها العدو من الداخل والخارج, فاحتل الشيعة الفاطميين مصر واحتل النصارى الصليبيين الشام, فاضطر المسلمون لتوحيد كلمتهم والتجمع تحت راية صلاح الدين فكان الفتح على يديه بحمد الله. والعبرة هنا هي أن الشعوب وقتها كانت تريد الاتحاد فعلا وكان على صلاح الدين أن يزيل فقط بعض الملوك المتمسكين بعروشهم الرافضين للمشاركة. لكن حال الشعوب اليوم ليس هكذا, فالسعودي يحتقر المصري والليبي يكره السعودي والكويتي يشمئز من سيرة العراقي, إلخ .. فما أراه هو أن جمع هؤلاء المتنافرين سيكون عن طريق شيئين: 1- كارثة تصيبنا فتعجل بصحوتنا وتفيقنا من غفلتنا 2- قائد شرس له ميول توسعية يجبر البلاد العربية المسلمة على الوحدة تحت قيادته فتكون خطوة أولى نحو قيام الخلافة الجديدة. والأمران "بشائرهما" تلوح في الأفق لمن يراقب ويحلل.
# إن الله قد ينصر هذا الدين بالفاسق!.. فالبشارات القرآنية والحديثية تؤكد توحد المسلمين يوما وتمكنهم من الأرض, فإن لم نتحد بالحسنى والتراضي قد يحدث هذا قهرا وغصبا! مثل الذين وصفهم الرسول بأنهم يدخلون الجنة بالسلاسل أي يقعون منهزمين في أسر المسلمين وبعدها يهديهم الله للإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق