إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. ولو أصح التعبير (المجلس العسكري الإنتقالي) والذي بطبيعة العقيدة العسكرية هوائي ويلعب علينا لعبة قذرة مفتعلة بمبدأ (العصا والجزرة)، فيعطي (العصا) لمن عصا حتي لو كان من الصبا فتسلم يد بيد لقوات عسكرية أقرب ماتكون سرية تلعب علينا في الخفاء سواء أمن مركزي وطني أو عام والمندسين وسطهم من الفلول وأعوان الشيطان وشرذمة خازن النار.. أما (الجزرة) أو المسايسة السياسية.. فيتملكها صاحب الأمر ومجلسه الموقر المبجل ليتلاعبوا بنا يميناً ويساراً كـ(اليويو) تُحير حاملها؛ حتي وإن كانت تلك الساعات الماضية خارجة حسابات بعض القيادات النبيلة من عسكرة الدولة، إلا إنها جائت لهم كفرصة تلوح لهم من الأفق في فرض بعض من بنات أفكارهم البائدة في رسم خطتهم الشنعاء في جعل البلاد تمر تحت لهيب الهولوكوست فينصهر المعدن علي المرفق فيثبط حركة سواعدنا طلبا في الهدف المنشود المحتوم لصناعة الأمل.
وعلي التوازي ملازما لهذا.. فإن هناك مايعرف بـ(الأناركية). والأناركيون هم قلة وجدت ترهب في النفوس.. ترغب في فعلك لأسوأ الأمور.. تثابر في نقض العهود.. تختلق الحجج في بسط النفوذ.. تشن حملاتها في تخوين الألوف.. تفرض رأيها فيقولوا مالايفعلون.. تصر في عنادها حتي تأخذ من معها ونحن معها إلي مهالك الأخدود.. وتصر أكثر فلا يكاد الطفل يبلغ الحُلم حتي سُلب منه الحِلم.. الحِلم الذي أصبحنا مدججين بتطلعاته وآماله في رسم شمولية نجاح ثورتنا.. حلم الإنتخابات..حلم العمل الإنتخابي الحر.. حلم الخروج من عنق الزجاجة.. حلم الدخول في مرحلة التغيير بالفعل وليست شعارات فقط تستدل بواقعية اليوم. حتي وما إن تسدل الستائر عنه حتي يحاول الآخرين ضرب تلك الفكرة العنقاء بقبضة من نار والأخري من حديد..! فمصر لا ولن تعيش حاضرها ومستقبلها إلا بعد شنق آخر قيصر بأحشاء هؤلاء الآخرين .. أقصد شرذمة البهائم التي تخور بأفكارها الزائفة فتضفي رائحة كريهة لعبق ثورة الخامس والعشرين من فاتح هذه السنة.
ولنهاية كلامي فإن هناك عظيم قالها يوما: (إن الشعب هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في تسيير حركة الإستقرار بداخل البلاد، فإذا ماسقطت الفكرة الرئيسية في ماهية واقع الديمقراطية- والتي هي مدنية بطبيعة الحال وبمرجعية سلمية- سقطت معها
مباديء الحرية). فافيقوا ولاتموت عقولكم فتموت معها ضمائركم. دمتم في رعايته.
--------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق